الشيخ محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- (5 - 5)
كان للشيخ الألباني طريقته الخاصة في عرض الحديث، أذكر منها؛
- تصديره تخريج الحديث بذكر مرتبته، وهذه سبقه إليها الشيخ أحمد شاكر، بينما في كتب المتقدمين قد تقرأ التخريج ولا تجد في الكلام تنصيصاً على مرتبته.
- كان الشيخ يهتم في سياق متن الحديث أن يجمع الألفاظ والروايات، ويسوقه بطريقة فنية، مستعملاً الرمز المشير إلى من أخرجها، كما تراه في كتابه (حجة النبي كما رواها جابر)، وكما تراه في كتابه (صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- كأنك تراها من التكبير إلى التسليم).
- إبداعه في العناوين القريبة الواضحة، فمثلاً: (أحكام الجنائز)، و(سلسلة الأحاديث الصحيحة) و(سلسلة الأحاديث الضعيفة وأثرها السيء على الأمة).
- عنايته بمقدمات كتبه، وشغلها بموضوعات تثري الكتاب، وتشوق إليه، بالذات ما احتواه الكتاب من رد على بعض المخالفين من أهل البدع، وغيرهم.
- حرصه أن لا يختار اختياراً إلا وله فيه سلف!
- بذله وقته وجهده في مشروعه الذي نذر حياته له، ألا وهو التصفية والتربية، فاشتغل في التأليف والتصنيف؛ لتصفية الكتب من الأحاديث التي لا تصح، والأقوال الباطلة، كما اهتم بالتربية في مجالسه، وفتاواه، ودروسه، وتعليقه.
والحق أن النهضة العلمية التي نراها اليوم في باب الحديث تخريجاً ودراسة تدين للشيخ أبي عبدالرحمن محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله-، بل هو مجدد علم الحديث في هذا القرن، والله أعلم!
يا الله قدر ما كانت الساحة العلمية تنتعش وتتحرك وتتماوج في حياته -رحمه الله- لما يصدر كتاباً أو شريطاً.
-رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته-.