خلفيات علمية (7)
على طالب العلم أن يعلم أن كل العلوم الشرعية وما يتعلق بها كانت موجودة لدى الصحابة والتابعين سليقة بدون تكلف أو مصطلحات.
قد تستغرب... ولكن هذه هي الحقيقة...
خذ مثلاً:
كل ما يتعلق بالأدلة الإجمالية،
وكيفية الاستنباط منها،
وحال الناس معها، وهذه أركان أصول الفقه.
كانت معروفة عند الصحابة بدون أن تكون المسميات
الاصطلاحية متداولة بينهم.
فكانوا يراعون دلالة العام،
ودلالة المطلق،
والمفهوم،
والنص،
والظاهر،
والإشارة،
وكل ما يتعلق بدلالات الألفاظ،
وهذا الأمر هو الآلة المعينة على الاستنباط.
وكانوا يعرفون الأدلة الإجمالية، من قرآن وسنة وقياس وإجماع، وهذا الأدلة المتفق عليها، بل ويعرفون الأدلة المختلف فيها.
ويطبقون كل ذلك، ولكن بغير أسمائه المعروفة اصطلاحيًا عند الاصوليين، وأحياناً بأسمائه ولكن ليس بالمعنى الأصولي الاصطلاحي بالضبط، كالنسخ مثلاً.
خذ مثلاً:
علم التجويد، كان الصحابة يقرأون القرآن مجوداً،
فيطبقون قاعدة الإظهار.
ويطبقون قاعدة الإدغام.
ويطبقون قاعدة الإخفاء.
ويطبقون قاعدة الإقلاب.
ويطبقون صفات الحروف من قلقلة، وصفير، وهمس،
واستطالة، واستعلاء، وتفشي، وغنة، وغيرها، ولكن بغير المسميات الاصطلاحية.
وخذ مثلاً:
علم النحو والصرف... فكانوا يرفعون الفاعل وينصبون المفعول، ويثبتون أحكام (أن) وأخواتها، وأحكام (كان) وأخواتها، والمبتدأ والخبر، ونائب الفاعل، والجزم وأحكامه، ولكن بدون تخصيص هذه الأسماء الاصطلاحية أو ضبط القواعد المرعية.
وهكذا... والله الموفق.