الشيخ أبو عبدالرحمن محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- (2 - 5)
كان الوقت على صلاة المغرب، فمشينا بالسيارة قليلاً تجاه الششة (وهي المنطقة التي تتلو العزيزية) فقال الشيخ: «ما يوجد مسجد قريب». فقلت: «نعم يا شيخ هنا.»، ودخلنا بالسيارة إلى شارع الخدمات، ومنه إلى شارع صغير فيه مسجد.
وجنبنا السيارة ونزلنا إلى المسجد.
قامت الصلاة واصطففت بجوار الشيخ، ما كنت أريد أن أضايقه أريد أن يقف مرتاحاً، لكن الشيخ كان حريصاً على تطبيق السنة، فكان يلصق قدمه بالقدم، حتى سدد الفرجة التي بيني وبينه بالصف.
وكنت ألحظه في صلاته لأتعلم الصفة الصحيحة للصلاة.
ومما انتبهت له أنه عند الإشارة والتحريك في التشهد لا يحرك أصبع الشاهد خفضاً ورفعاً، ولا يحركها يمنة ويسرة، إنما إشارة بحركة خفيفة.
وقلت للشيخ بعد الصلاة: «سمعت تقريرك لمسألة حركة أصبع الشاهد في الجلوس للتشهد، ولم أضبطه إلا الآن». فضحك الشيخ وأظنه قال: «الحمد لله».
وبعد الصلاة ركبنا السيارة ومشينا إلى جهة العتيبية؛ لأنه ينزل عند صهره، في آخر شارع الجزائر، في المسجد الكويتي.
وفي الطريق صرت أقرأ عليه الفصل الذي كتبته في الذب عنه، والذي أدرجته في كتابي (الانتصار لأهل الحديث)، ثم زدت عليه ووضعته في مقدمة شرح صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
كان الشيخ يسمع ما أقراه عليه ويظهر تفاعلاً وتحمساً، فكان في مواضع يضرب على مقود السيارة بقبضة يده إقراراً ورضا بما كتبت! ولم يزد على ذلك -رحمه الله-.
حتى وصلنا إلى بيت صهره، وكان المحل الذي يريد أن يوقف السيارة فيه ضيقاً، فقلت: «يا شيخ هو حرف واحد بين الحديد والحديث، فلنرى مهارتك في الحديد كما مهارتك في الحديث». فضحك الشيخ، وأوقف السيارة بمهارة -تبارك الله-.
ثم استأذنته للانصراف!