جاءني في الوتساب
السلف ـرحمهم الله ـ يتناظرون، ويختلفون، وقد ترتفع أصواتهم، ولكن تبقى الألفة بينهم.
أخرج الحافظ ابن عبد البر في (جامع بيان العلم وفضله)، (1841): عن العباس بن عبد العظيم العنبري أنه قال: «كنت عند أحمد بن حنبل، وجاءه علي بن المديني راكبًا على دابة». قال: «فتناظرا في الشهادة، وارتفعت أصواتهما، حتى خفت أن يقع بينهما جفاء، وكان أحمد يرى الشهادة، وعلي يأبى ويدفع، فلما أراد علي ا?نصراف، قام أحمد فأخذ بركابه».
وقال الحافظ الذهبي في (سير أعلام النبلاء)، (10/ 16):
«قال يونس الصدفي: «ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته يومًا في مسألة، ثم افترقنا، ولقيني، فأخذ بيدي، ثم قال: «يا أبا موسى، ألا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتفق في مسألة».
قلت -أي الذهبي-: هذا يدل على كمال عقل هذا الإمام، وفقه نفسه، فما زال النظراء يختلفون».انتهى.
ولذلك يقولون: «الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية».