خبر
الكتاب : (57).
كتاب ابن الصلاح أقام فيه الأنواع على أساس
ما ذكره في تعريف الحديث الصحيح.
أما كتاب ابن حجر (نخبة الفكر) فقد أقامه
على أساس ما يحقق التمايز بين الأنواع، ويبين محل التداخل، بحيث تترابط الأنواع
بعضها ببعض وتشكل النظرية، ولذلك اختار من تعريفات الأنواع الواردة ما يحقق هذا
الغرض بدون تطوير في المصطلحات أو إحداث ما لم يكن موجوداً أصلاً.
فقد نص الحافظ على تلخيص كتابه من كتب
من سبقه وكان آخر من ذكره كتاب ابن الصلاح، وأنه ساقه على ترتيب ابتكره فقال رحمه
الله: "فسأَلَني بَعْضُ الإِخوانِ أَنْ أُلَخِصَ لهُ المُهِمَّ مِنْ ذَلكَ
فلخَّصْتُهُ في أوراقٍ لطيفةٍ سمَّيْتُها «نُخْبَةَ الفِكَر في مُصْطَلحِ أَهلِ
الأثَر» على ترتيبٍ ابْتَكَرْتُهُ، وسبيلٍ انْتَهَجْتُهُ، مع ما ضمَمْتُه إِليهِ
مِن شوارِدِ الفرائِدِ وزَوائدِ الفوائدِ"اهـ([1]).
ولذلك أنا أرى أن كتاب (نخبة الفكر)
وشرحه (نزهة النظر) إنما يطالعه طالب الحديث ويتعلمه بعد تدرجه في دراسة علم
الحديث على كتاب ابن الصلاح والكتب التي بنيت عليه، فهو مرحلة تالية.
وبعض الناس يتوهم أن القضية في التدرج
بكبر الكتاب وصغره، وليس الأمر كذلك فيما يظهر عندي. والله الموفق.