خبر
الكتاب : (78)
كتب ندم عليها أو لم يرض عنها أصحابها.
يكتب المؤلف كتاباً يتبنى فيه رأياً أو
عقيدة، ثم يتراجع عنه فيتمنى لو أنه ما استعجل الكتابة والتصنيف فيندم!
ويكتب المؤلف كتاباً على شرط معين، ثم
يتبين له بعد انتشار الكتاب لو أنه غير الشرط ووسعه أو ضيقه، فيندم!
ويكتب كتاباً قبل أن ينضج علمياً، أو
قبل أن تتوسع دائرته في الإطلاع على الكتب؛ فيندم!
لذلك ينصح طالب العلم بعدم العجلة
بإخراج كتاباً.
= وهب بن منبه ، أبو عبد الله اليماني،
صاحب القصص. من أحبار علماء التابعين. ولد في آخر خلافة عثمان.توفى وهب سنة أربع
عشرة ومائة.
قال سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار،
قال: دخلت على وهب بن منبه داره بصنعاء، فأطعمني من جوزة في داره، فقلت: وددت أنك
لم تكن كتبت في القدر كتابا.
قال: وأنا والله لوددت ذلك.
قال الجوزجاني: كتب كتاباً في القدر ثم
ندم.
وقال أحمد بن حنبل: كان يتهم بشيء من
القدر، ثم رجع"اهـ([1]).
= قال السخاوي في ترجمته لشيخه ابن حجر
رحمهما الله:
"وقد سمعتُه (يعني: سمعت شيخي ابن حجر رحمه الله) يقول: لستُ
راضيًا عَنْ شيءٍ منْ تصانيفي، لأني عملتها في ابتداء الأمر، ثم لم يتهيَّأ لي
مَنْ يحرِّرُها معي، سوى "شرح البخاري"، و"مقدمته"،
و"المشتبه"، و"التهذيب"، و"لسان الميزان".
بل كان يقول فيه: لو استقبلتُ مِنْ أمري
ما استدبرتُ، لم أتقيد بالذَّهبي، ولجعلته كتابًا مبتكرًا.
بل رأيته في موضع أثنى على "شرح
البخاري" و"التغليق" و"النُّخبة".
ثم قال (ابن حجر) : وأمَّا سائر
المجموعات، فهي كثيرةُ العدد، واهية العُدَد، ضعيفةُ القُوى، ظامئة الرُّوى،
ولكنها كما قال بعضُ الحفَّاظ مِنْ أهل المائة الخامسة:
ومـا لي فيه ســـوى
أنَّنــــي ... أراه هـوى وافق
المقصـدا
وأرجو الثواب بكتب الصلا ... ة على السَّيِّد المصطفى أحمدا
قلت (السخاوي) : وهذا الحافظُ المبهم هو
أبو بكر البرقاني، وأولهما:
أعلـل نفسي بكتب الحديث
... وأجمل فيه لهــا الموعدا
وأشغـل نفسـي بتصنيفــه ... وتخريجــــه دائمـًا سرمدا
واللَّه المسؤول التفضُّلُ بعفوه،
والتطوّل بستره، إنه حليم كريم"اهـ([2]).