خبر
الكتاب: (2).
قلت له : تدري إني بعد انتهائي من
الكتاب أو البحث اكرهه ... ولا أحب رؤيته .
فقال : هذا طبيعي يذكر علماء النفس أن
الأم بعد أن تضع وليدها تكرهه لفترة بسبب تعبها معه في حملها وولادتها، ثم ترجع
إليه شيئا فشيئا فتقربه من صدرها وترضعه ... ثم تحبه وتحن عليه.
قلت : عندي إحساس آخر .. أشعر أن هذا
الكتاب لم أضع فيه كل ما عندي في الموضوع واكره تمثيله لي وأراه يعطي صورة غير
كاملة عني ....
قال : أنت ينبغي أن تتعامل مع كتابك كما
تتعامل مع ولدك بين الفينة والفينة تعاود النظر فيه والزيادة والتدقيق ...
والتنقيح. .. قال : بعض مؤلفاتي نقضتها واعدتها([2]) .
ملحوظة :
قد يقال : لماذا لا تضع كل ما عندك في
الكتاب ما دام هو كتابك ؟
فالجواب : فنيات الكتابة تحتاج منك أحيانا
ذلك فلا تضع كل ما عندك... وبعض المسائل مبنية على أمور ومسائل لا تستطيع أن
تدرجها في كتابك لخروجها عن موضوعه. وأحيانا لغتك وعبارتك تقصر عن مرادك ... فتخشى
أن لا يحسن القاريء قراءتك على الوجه الصحيح!
كرهي لكتابي لا يستمر. وتشبيه الشيخ
للكتب بالأولاد لمن يصنفها أصاب به كبد الحقيقة.
([2]) وذكر لي أنه نزل ليتسوق في المكتبات لينظر في جديد المطبوعات، ووقف على كتاب جديد،
فقرأ في المقدمة قول الباحث ما معناه: أن كتابه هذا كما قدمه قبل أكثر من ثلاثين
سنة للمناقشة لدرجة الماجستير، لم يزد فيه شيئاً، فقال العجمي سلمه الله: فلم اشتره،
وقلت في قلبي: خلك محلك. يريد أن الكتاب ينقص قدره و تقل قيمته إذا لم يتابع صاحبه الجديد ويعود
عليه بالتنقيح والمراجعة.