خبر الكتاب: (93)
كتب مستغربة عجيبة
= (عنوان الشرف الوافي، في الفقه والنحو
والتاريخ والعروض والقوافي). لإسماعيل بن أبي بكر بن عبد الله المقرئ اليمني (ت837هـ) رحمه الله، وهو : كتاب بديع
الوصف([1]).وهو كتاب حسن لم
يسبق إلى مثله، يحتوي عَلَى فنون خمسة من العلوم([2])
. ذكر أن سبب تأليفه:
أنه كان يطمع في قضاء الأقضية، بعد المجد الشيرازي، صاحب (القاموس) ويتحامل عليه،
بحيث أن المجد عمل للسلطان الأشرف: صاحب اليمن كتابا، أول كل سطر منه ألف،
فاستعظمه السلطان.
فعمل الشرف هذا كتابه هذا، والتزم أن
يخرج من أوله وآخره وأوسطه علوم غير الفقه، الذي وضع الكتاب له.
لكنه لم يتم في حياة الأشرف.
فقدمه لولده الناصر، فوقع عنده، وعند
سائر علماء عصره ببلده موقعا عجيبا([3])
.
والصفحة من هذا الكتاب فيها سبعة جداول؛
فإذا قرأت السطر من اليمين إلى الشمال
كالمعتاد تجده كتاب فقه في فروع الشافعية.
وإذا قرأت الجدول الأول تجده في علم
العروض.
وإذا قرأت الجدول الثالث تجده في تاريخ
الدولة الرسولية.
وإذا قرأت الجدول الخامس تجد كتاباً في
النحو.
وإذا قرأت الجدول السابع تجد كتابا في
القوافي.
ويمضي إلى آخر الكتاب على هذه الصورة،
حتى يتم مسائل متن العلم!
وجعل قوسين في رأس كل صفحة ينتظم الذي
على اليمين ما في الجدول الأول منها. وينتظم الذي على الشمال ما في الجدول السابع
منها.
وعندي أن هذا من الترف العلمي، مع
دلالته على التمكن من ناصية البيان والعبارة، والله الموفق.
= (تقريب التهذيب) لأحمد بن علي
العسقلاني (ت852هـ) رحمه الله، قال عنه السخاوي (ت902هـ) رحمه الله تلميذ الحافظ
ابن حجر: "مختصرُه التقريب، وهو عجيب الوضع، يشتمل على رجال "تهذيب
الكمال"، لا تزيد الترجمة على السطر، يشتمل على اسم الراوي وأشهر نسبه، وصفته
مِنَ القبول وعدمه، وبيان طبقته، مع ضبط ما يحتاج إلى ضبطه مِنْ ذلك بالحروف، وهو
في مجلدة متوسطة"اهـ([4]). قلت: من عجائب وضع
(التقريب) دلالته على الشيوخ والتلاميذ بالطبقة، على وصف ذكره في المقدمة.
واختصاره ما قيل في الراوي بألفاظ في الجرح والتعديل، لا زالت إلى اليوم محل درس!