خبر الكتاب : (100)
من كتب الإجازة كتاب (العروس المجلية في
أسانيد الحديث المسلسل بالأولية) للحافظ صفي الدين محمد البخاري الأثري (1160هـ -
1200هـ) رحمه الله، تخريج العلامة محمد مرتضى الزبيدي (1145هـ - 1205هـ). حققه
الشيخ محمد بن ناصر العجمي سلمه الله.
وطبع مفرداً، وضمن سلسلة لقاء العشر
الأواخر.
قال لي الشيخ العجمي سلمه الله ، أثناء
مشينا لرمي الجمرات: "يسمعون المسلسل بالأولية أول شيء من شيوخ الإجازة، لتتواصل
هيئة المسلسل ، وليشيروا إلى الشيخ أن يرحمهم فيبذل لهم من العلم ما طلبوه"اهـ.
و حديث المسلسل بالأولية هو ما جاء عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ،
ارْحَمُوا أَهْلَ الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ أَهْلُ السَّمَاءِ".
والمسلسل
أن يتتابع رواة السند على صفة أو هيئة أو
حالة واحدة.
فهذا الإسناد للحديث المسلسل بالأولية
تتابع فيه الرواة من أسفله إلى سفيان بن عيينة كل واحد منهم يقول: "حدثني فلان، وهو أول حديث سمعته منه". ولذلك سمي : (المسلسل بالأولية)!
والمسلسلات أنواع عند الحفاظ كما ذكره
الزبيدي رحمه الله في أول هذا الجزء في قاعدة جامعة لكل جزء من جزئيات المسلسلات([1]):
منها المسلسل بتاريخ الرواية ، كالأولية
والآخرية.
ومنها المسلسل بزمنها كالعيد أو الخميس.
ومنها المسلسل بمكانها ، كأن يكون عند
الكعبة، أو الملتزم أو في حجر الكعبة.
ومنها المسلسل بحال الرواية، كأن يتسلسل
بكونه يسمعه من الشيخ بمفرده لوحده.
ومنها المسلسل بصفة الراوي كأن يتسلسل
بالثقات، أو الضعفاء، أو المجاهيل.
ومنها المسلسل برواة من بلد واحد، كالمسلسل
بالدمشقيين، أو بالكوفيين أو بالمصريين.
ومنها المسلسل بذكر رواته بالكنى.
ومنها المسلسل بأصحاب الاسم الواحد، كأن
يتسلسل بالمحمدين.
ومنها المسلسل برواية الابن عن أبيه .
ومنها المسلسل بصفة فعلية، كالمسلسل
بالمكاتبة أو المصافحة.
ومنها المسلسل بصفة الرواية كـ(سمعت) أو
(قرأت) أو (أنشدت).
ومنها المسلسل بقول يقوله المحدث، كأن
يقول: "وإني أحبك"، ومثاله في قول أحمد بن حنبل رحمه الله "حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا
حَيْوَةُ قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ مُسْلِمٍ التُّجِيبِيَّ يَقُولُ:
حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيُّ، عَنْ الصُّنَابِحِيّ،عَنْ
مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ
بِيَدِهِ يَوْمًا، ثُمَّ قَالَ: "يَا مُعَاذُ إِنِّي لَأُحِبُّكَ. فَقَالَ
لَهُ مُعَاذٌ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ وَأَنَا أُحِبُّكَ .
قَالَ: أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ أَنْ
تَقُولَ: اللهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ".
قَالَ: وَأَوْصَى بِذَلِكَ مُعَاذٌ:
الصُّنَابِحِيَّ.
وَأَوْصَى الصُّنَابِحِيُّ: أَبَا
عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَأَوْصَى أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
عُقْبَةَ بْنَ مُسْلِمٍ"([2]).
وهذا
تمام الجزء الأول، من (خبر الكتاب)،
انتهيت
منه في يوم الأربعاء (30 /12/1436هـ)،
سائلاً
الله التوفيق والتيسير والعون والهدى والرشاد، والعفو والعافية.
وصل
اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وسبحانك
اللهم أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك.