قال أبو الدرداء -رضي الله عنه-: «حبك الشيء يعمي ويصم». (أخرجه البيهقي في الشعب، وروي مرفوعًا بسند ضعيف أخرجه أحمد في المسند تحت رقم: (21694)، وأبوداود تحت رقم: (5130).).
حينما نحب نصاب بمرض العاطفة؛ فلا نحسن التفكير بأي أمر يتعلق بمحبوبنا، حتى حواسنا لا ترى إلا ما تحب، وسمعنا لا يسمع إلا ما يحب.
تنمحي خصوصيتنا، وننسى ذواتنا، ولا يعود لنا إلا هوى من نحب.
تزداد ضربات القلب، وتلهج العواطف، ويطيب السهر، وتكثر الفكر لا في أي شيء سوى من نحب.
نحلل، ونستنتج، ونقرر، كله في من نحب.
سمعت مرة إنساناً يصف الحب بأنه يجعل الحياة في المقلوب.
وهناك مثل: لبسي بالمقلوب علامة الحب في القلوب.
وكل شيء يتغير في حياتنا لمّا نحب... الدنيا حلوة... والساعات والأيام تمشي بسرعة... ودائماً تتلهف إلى سماع الأخبار... لا... ليست أي أخبار، ولكن أخبار من نحب.
كذا هو الحب.
وبعض هذه المعاني تلخص فيما يروى: «حبك الشيء يعمي و يصم».
وقال ابن أبي ربيعة: «حسنٌ في كلِّ عينٍ من تودّْ».
وقال عبد اللّه بن معاوية (وهو كما قيل: أول من ذكر عين الرضا في شعره):
وعين الرِّضا عن كلِّ عيبٍ كليلةٌ ... ولكنَّ عينَ السُّخط تُبْدي المساويا
وقال:
وعين البغض تبرز كل عيبٍ ... وعين الحب لا تجد العيوبا
وقال رَوْح أبو همَّام:
وعينُ السُّخْطِ تبصِرُ كلَّ عيبِ ... وعينُ أخي الرِّضا عن ذاكَ تَعْمى
وقول شداد بن إبراهيم بن حسنٍ:
أفسدتم نظــــري علي فـــما أرى
مذ غبتم حســناً إلى أن تقدمــــوا
فدعوا غرامي ليس يمكن أن ترى
عين الرضا والسخط أحسن منكم