بعض الناس لديه ولع بالحفظ، حتى لا يكاد يعتبر غيره.
ويقيس العلم والعلماء به.
وهذه مشكلة؛
فمثله ينبهر بالحفظ، ولا يفهم شيئاً.
وأذكر مرة كنت مع أحد الطلاب الشناقطة -والذي أصبح اليوم ممن يشار إليه بالبنان- فذكر مخالفة الألباني في مسألة الذهب المحلق، فأخذ الطالب يورد أبياتاً معناها رد الحديث إذا خالف القياس والأصول،
وأحد إخواننا يهز رأسه جذلانا بحفظ هذا الطالب،
فقلت له: يا شيخ تدري ما يقول؟
فنظر إلي ضاحكاً، بما فهمت منه أنه لا يفهم ما يقول، لكنه يطرب لسماعه هذا الأبيات وهذا الحفظ.
فقلت له: أترد حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا خالف القياس؟
فقال: لا.
فقلت: هو يقرر في هذه الأبيات رد حديث الرسول -صلى الله عليه- بذلك وبغيره، فدع عنك الضحك.
وأوقفت الأخ الشنقيطي، وبدأت أرد عليه كلامه،
وأوردت حديث الشاة المصراة، وما ذكره أهل العلم فيه،
فتغير لون وجه الأخ الموريتاني، وعلم أن المسألة ليست بهذه السهولة.
فمرحباً بحفظ وفهم.
والفهم الفهم عباد الله.