السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

السبت، 19 ديسمبر 2015

هل تعلم ٧٥: أن الكفار مع اعترافهم بأن الله هو الذي خلق السماوات والأرض، معرفتهم هذه ليست بإيمان



هل تعلم أن الكفار مع اعترافهم بأن الله هو الذي خلق السماوات والأرض ، معرفتهم هذه ليست بإيمان، بل وصفهم الله بأنهم لا يؤمنون بالله العظيم؛ 
قال تعالى: ﴿وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ{25} وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ{26} يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ{27} مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ{28} هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ{29} خُذُوهُ فَغُلُّوهُ{30} ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ{31} ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ{32} إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ{33} وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾.
ووجه ذلك أن معرفتهم بربوبية الله تعالى إذا لم يقوموا بلازمها وهو إثبات الألوهية له سبحانه وحده دون سواه ، فهي معرفة باطلة، بل فيها عدم تعظيم لله ، وهذا سر وصف الله نفسه بالعظيم في الآية: ﴿ إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ﴾ فهل يعظم الله من يشرك معه غيره ويصرف له العبادة من دون الله؟!
هل يعظم الله من لا يؤمن بالبعث والحساب والنشور؟!
من لم يؤمن بالبعث والحساب والنشور، فقد نسب إلى الله العبث في خلقه للخلق، والله تعالى يقول: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ﴾ (المؤمنون:115).
فهل من ينكر البعث والحساب يعظم الله تبارك وتعالى؟
من هنا خطأ أهل العلم من صنف في الإيمان كتابا وركز فيه على توحيد الربوبية، وأن من حققه فقد آمن.
وأنكروا على من قال إبليس مؤمن بالله!
لأن الله وصف هؤلاء بأنهم كفار، ونفى عنهم الإيمان، فما لديهم من المعرفة ليس بإيمان إذ لم يحققوا لازمها من توحيد الله في ألوهيته ما تضمنته من إثبات الأسماء والصفات الحسنى له سبحانه.
فمجرد الاعتراف بالله ليس بإيمان بالله العظيم!
ومجرد معرفة الله ليست بإيمان!
ومجرد التصديق بوجوده ليست بإيمان!
إلا إذا تحقق لازمها ومتضمنها!