السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الخميس، 22 يناير 2015

كشكول ٦١٤: استغرقت الجلسة للفتاوى ذاك اليوم أكثر من خمس ساعات...


استغرقت الجلسة للفتاوى ذاك اليوم أكثر من خمس ساعات...
مع إجهاد كبير للمشرفين على المدونة. وإن كانوا قد أيدوا الفكرة، وأبدوا فرحهم، وأنهم مستعدين لجلسات أخرى، وأن سبب ما حصل أن العمل كان لأول مرة، لكن في المرات القادمة لا يكون كذلك.
لكن أنا بصدق استغرقت الجلسة انشغالي التام لمدة أربع ساعات وهذا وقت طويل...
وسأفكر في لقاء آخر إذا استطعت أن أحل هذا المشكل...
أنا أقوم بنقل السؤال... ثم أقوم بتسجيل الجواب... ثم أقوم بإرساله للمدونة، ثم أتابع التعليقات والملاحظات... هذا استغرق أربع ساعات أو أكثر... بس أجد حلاً للمشكل -بإذن الله- أكرر جلسة أخرى للاسئلة... إن شاء الله.

شاكر لكم اهتمامكم وحرصكم... سائلاً الله التوفيق، والهدى للجميع!

سؤال وجواب ٨٩: ما هو التأويل السائغ الذي يقال لأصحابه إذا خرجوا على ولي الأمر بغاة؟



سؤال: «ما هو التأويل السائغ الذي يقال لأصحابه إذا خرجوا على ولي الأمر بغاة؟».

الجواب:
[التَّأْوِيلَ السَّائِغَ هُوَ الْجَائِزُ الَّذِي يُقِرُّ صَاحِبُهُ عَلَيْهِ إذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ جَوَابٌ كَتَأْوِيلِ الْعُلَمَاءِ الْمُتَنَازِعِينَ فِي مَوَارِدِ الِاجْتِهَادِ.
وَهَؤُلَاءِ لَيْسَ لَهُمْ ذَلِكَ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْإِجْمَاعِ، وَلَكِنَّ لَهُمْ تَأْوِيلٌ مِنْ جِنْسِ تَأْوِيلِ مَانِعِي الزَّكَاةِ، وَالْخَوَارِجِ، وَالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى.
وَتَأْوِيلُهُمْ شَرُّ تَأْوِيلَاتِ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ].

(من كلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى، (28/ 486).).

كشكول ٦١٣: المصائب تبدأ كبيرة ثم تصغر!



المصائب تبدأ كبيرة ثم تصغر!
لَيسْ بِالضَرورَة أَن كُل الأشيَاء مَع الوَقت تَكبرْ!!
فَالكَثِيرْ مَع مُرور الوَقتِ يَصغرْ!!

قال وقلت ٦٢: الإمامة لا تنعقد لكافر... فقد رأينا كفرًا بواحًا عندنا من الله فيه برهان...



قال: «الإمامة لا تنعقد لكافر... فقد رأينا كفرًا بواحًا عندنا من الله فيه برهان... وأحاديث السمع والطاعة لا ننكرها؛ لأنه أصل من أصول أهل السنة والجماعة، ولكنكم تدعون للسمع والطاعة لطواغيت يحكمون بغير ما أنزل الله، وحلفاء لبنى صهيون، عطلوا فريضة الجهاد التي قيدتموها!».

الجواب:
أمّا أن الإمامة لا تنعقد لكافر، فهذا يعني ابتداء، إذا للمسلمين خيار، والعبارة في الأصل للقاضي عياض في إكمال المعلم ((إكمال المعلم)) (6/ 128) حيث يقول -رحمه الله-: «أجمع العلماء على أن الإمامة لا تنعقد لكافر، وعلى أنه لو طرأ عليه الكفر انعزل». قال: «وكذا لو ترك إقامة الصلوات والدعاء إليها»اهـ.
فالكلام في حال الابتداء، بينما الواقع ليس كذلك.
والمسألة تذكر في حال حصول الاختيار للمسلمين، أمّا ما تشاهده اليوم فليس فيه اختيار!
أما قولك: «فقد رأينا كفرًا بواحًا عندنا من الله فيه برهان»اهـ. أقول: نعم، وحكم العلماء بذلك على بعض الأنظمة!
أمّا قولك: «ولكنكم تدعون للسمع والطاعة لطواغيت يحكمون بغير ما أنزل الله، وحلفاء لبنى صهيون، عطلوا فريضة الجهاد التي قيدتموها!»اهـ. أقول: هذا محل الخلاف بين أهل السنة والخوارج،
وأبين ذلك:
إذا كان الحاكم كافراً، ولم يقدر أهل البلد من المسلمين أن يخرجوا عليه قدرة يأمنون فيها من:
- إراقة الدماء،
- وجر الفساد على البلاد،
فإنهم لا يدعون إلى الخروج، إنما يدعون إلى الصبر؛ لأن الفساد لا يعالج بفساد أكثر منه، فإن لم يأمنوا ذلك، ويتحققوا من المجيء بمسلم أفضل منه؛ صبروا ولم يخرجوا! ويمتثلون للأوامر بما لا يتعارض مع الشرع، وبما يدفعون به الشر عنهم، إلى أن يفرجها الله، فيموت فاجر ويتولى بر!
وليس في هذا تعطيل للجهاد؛ لأن هذا أصلاً ليس محله، ألا ترى كيف صبر الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وأمر الصحابة بالصبر وعدم الاستعجال في العهد المكي، ولم يشرع قتال الكفار إلا بعد الهجرة؛ فأهل الإسلام مع الأنطمة الكافرة التي لا يقدرون على الخروج عليها، يصبرون ولا يجرون الفساد والبلاء للمسلمين، ولا يعالج الشر بالوقوع في شر أضخم وأعظم!
والذي يدعو الناس إلى الخروج مع عدم قدرتهم دون نظر في العواقب هو الذي يتسبب في هذا الفساد العظيم، الذي انجر إليه المسلمون في بلدان الربيع العربي، وإلا قل لي بربك: أي مصلحة حصلت للإسلام إلى اليوم في هذه البلاد التي قتل فيها أكثر من عشرين ألفاً، وتلك البلاد التي قتل فيها إلى اليوم أكثر من مائة وعشرين ألفاً؟! أي نصر للإسلام حصل؟! وأي دين نصروا؟! وأي دنيا أقاموا؟!
شجاعة التهور، واندفاع الحماس؛ يضر ولا ينفع، يهدم ولا يبني، ويفسد ولا يصلح!
وكلام الإمام أحمد بن حنبل في ذلك لم يقله برأيه، إنما قاله بدلالة النصوص؛ ولذلك قبله الناس، ولم يقل أحد هذا رأي لأحمد أصاب أجراً وفاته آخر!
جــاء فــي سيــرة الإمــام أحمــد -رحمــه الله- أن نفــراً مــن علمــاء بغــداد جــاؤوا إليــه فــي بيتــه،
فقالــوا: «يــا أبــا عبــد الله هــذا الأمــر قــد تفاقــم وفشــا -يعنــون إظهــار القــول بخلــق القــرآن، وغيــر ذلــك-».
فقــال لهــم أبــو عبــد الله: «فمــا تريــدون؟». 
قالــوا: «أن نشــاورك فــي أنــا لسنــا نرضــى بإمرتــه ولا سلطانــه!». 
فناظرهــم أبــو عبــد الله ساعــة وقــال لهــم: «عليكــم بالنكــرة بقلوبكــم، ولا تخلعــوا يــداً مــن طاعــة، ولا تشقــوا عصــا المسلميــن، ولا تسفكــوا دماءكــم ودمــاء المسلميــن معكــم، انظــروا أمركــم، واصبــروا حتــى يستريــح بــر أو يُستــراح مــن فاجــر». (رواه أبــو بكــر الخــلال فــي السنــة رقــم: (90).).