السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

السبت، 10 يناير 2015

سؤال وجواب ٧٥: هل تقرأ البسملة في أول الفاتحة؟ وما حكم من لم يقرأ بالبسملة في قراءة الفاتحة؟



سؤال:
«هل تقرأ البسملة في أول الفاتحة؟ وما حكم من لم يقرأ بالبسملة في قراءة الفاتحة؟».

الجواب: 
البسملة آية من سورة النمل، وآية من القرآن في كل موضع جاءت فيه. جعلت؛ للفصل بين السور.
والدليل على ذلك:
1- الإجماع على أن ما بين دفتي المصحف قرآن.
2- ولأن سورة (إقرأ) هي أول ما نزل، ولم يذكر في أولها بسم الله الرحمن الرحيم، وكذا ما جاء من حديث في سورة تبارك، وغير ذلك.
وهي من الفاتحة على قراءة؛ بدليل عدّها آية من آياتها في عد الكوفيين. وهي ليست آية من آياتها، وإنما آية للفصل في أولها؛ بدليل عدم عدها في عد البصريين، ولا يقال ليست من القرآن هنا.
قال أبو عمرو الداني -رحمه الله- في كتابه البيان في عد آي القرآن (ص: 139): «اختلافها آيتان {بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم}، عدهَا الْمَكِّيّ والكوفي وَلم يعدها الْبَاقُونَ»اهـ.
فمن لم يقرأ البسملة في الفاتحة لا يحكم أن صلاته باطلة؛ لأنها ليست منها على قراءة.
قال ابن تيمية -رحمه الله- في مجموع الفتاوى (22/ 351): «وَالْفَاتِحَةُ سَبْعُ آيَاتٍ بِالِاتِّفَاقِ. وَقَدْ ثَبَتَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ}، وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: «فَاتِحَةُ الْكِتَابِ هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي».
وَقَدْ كَانَ كَثِيرٌ مِنْ السَّلَفِ يَقُولُ الْبَسْمَلَةُ آيَةٌ مِنْهَا، وَيَقْرَؤُهَا.
وَكَثِيرٌ مِنْ السَّلَفِ لَا يَجْعَلُهَا مِنْهَا، وَيَجْعَلُ الْآيَةَ السَّابِعَةَ ﴿أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾، كَمَا دَلَّ عَلَى ذَلِكَ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ الصَّحِيحُ (يعني حديث: قسمت الصلاة).
وَكِلَا الْقَوْلَيْنِ حَقٌّ؛ فَهِيَ مِنْهَا مِنْ وَجْهٍ، وَلَيْسَتْ مِنْهَا مِنْ وَجْهٍ.
وَالْفَاتِحَةُ سَبْعُ آيَاتٍ. مِنْ وَجْهٍ تَكُونُ الْبَسْمَلَةُ مِنْهَا؛ فَتَكُونُ آيَةً. وَمِنْ وَجْهٍ لَا تَكُونُ مِنْهَا، فَالْآيَةُ السَّابِعَةُ ﴿َنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾؛ لِأَنَّ الْبَسْمَلَةَ أُنْزِلَتْ تَبَعًا لِلسُّورِ»اهـ.
وقال في مجموع الفتاوى (22/ 353-355): «وَأَمَّا تِلَاوَتُهَا فِي أَوَّلِ الْفَاتِحَةِ فَهُوَ ابْتِدَاءٌ بِهَا لِلْقُرْآنِ؛ وَلِهَذَا اخْتَلَفَ كَلَامُ أَحْمَد هَلْ قِرَاءَتُهَا فِي أَوَّلِ الْفَاتِحَةِ وَاجِبَةٌ فَرْضٌ لَا تَصِحُّ الصَّلَاةُ إلَّا بِهَا؟ عَلَى رِوَايَتَيْنِ. 
وَذَكَرَ عَنْهُ رِوَايَتَانِ فِي الِاسْتِعَاذَةِ وَالِاسْتِفْتَاحِ؛ فَالْبَسْمَلَةُ أَوْلَى بِالْوُجُوبِ.
ثُمَّ وُجُوبُهَا قَدْ يُبْتَنَى عَلَى أَنَّهَا مِنْ الْفَاتِحَةِ.
وَقَدْ يُقَالُ بِوُجُوبِهَا وَإِنْ لَمْ تَكُنْ مِنْ الْفَاتِحَةِ، كَمَا يُوجِبُ الِاسْتِعَاذَةَ وَالِاسْتِفْتَاحَ؛ 
وَلِهَذَا لَا يَجْعَلُ الْجَهْرَ بِهَا تَبَعًا لِوُجُوبِهَا، بَلْ يُوجِبُهَا.
وَيَسْتَحِبُّ الْمُخَافَتَةَ بِهَا.
وَلَوْ كَانَتْ مِنْ الْفَاتِحَةِ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، لَكَانَ الْجَهْرُ بِبَعْضِ الْفَاتِحَةِ دُونَ بَعْضٍ بَعِيدًا عَنْ الْأُصُولِ، فَإِذَا جُعِلَتْ مِنْهَا مِنْ وَجْهٍ دُونَ وَجْهٍ اتَّفَقَتْ الْأَدِلَّةُ وَالْأُصُولُ وَأُعْطِيَ كُلُّ شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ صِفَةً، وَلَمْ يَقُلْ إنَّهَا مِنْ الْقُرْآنِ فِي أَوَّلِ الْفَاتِحَةِ، وَلَوْ كَقَوْلِ مَنْ لَمْ يَجْعَلْهَا مِنْ الْقُرْآنِ فِي حَالٍ إلَّا فِي سُورَةِ النَّمْلِ.
وَقَدْ قَالَ طَائِفَةٌ: إنَّهَا مِنْ الْقُرْآنِ فِي قِرَاءَةٍ دُونَ قِرَاءَةٍ؛ لِتَوَاتُرِ هَذِهِ الْقِرَاءَاتِ؛ 
فَيُقَالُ: الْمُتَوَاتِرُ هُوَ الْأَمْرُ الْوُجُودِيُّ، وَهُوَ مَا سَمِعُوهُ مِنْ الْقُرْآنِ مِنْ الصَّحَابَةِ، وَبَلَّغُوهُ عَنْ الرَّسُولِ. وَالْقُرْآنُ فِي زَمَانِهِ لَمْ يُكْتَبْ، وَلَا كَانَ تَرْتِيبُ السُّوَرِ عَلَى هَذَا الْوَجْهِ أَمْرًا وَاجِبًا مَأْمُورًا بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، بَلْ الْأَمْرُ مُفَوَّضٌ فِي ذَلِكَ إلَى اخْتِيَارِ الْمُسْلِمِينَ؛ وَلِهَذَا كَانَ لِجَمَاعَةِ مِنْ الصَّحَابَةِ لِكُلِّ مِنْهُمْ اصْطِلَاحٌ فِي تَرْتِيبِ سُوَرِهِ غَيْرُ اصْطِلَاحِ الْآخَرِ، وَحِينَئِذٍ فَيَكُونُ الَّذِينَ لَا يَقْرَءُونَهَا قَدْ أَقْرَأهُمْ الرَّسُولُ وَلَمْ يُبَسْمِلْ، وَأُولَئِكَ أَقْرَأهُمْ وَبَسْمَلَ؛ فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى جَوَازِ الْأَمْرَيْنِ، وَإِنْ كَانَ أَحَدُهُمَا أَفْضَلَ.
لَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهَا فِي أَحَدِ الْحَرْفَيْنِ لَيْسَتْ مِنْ الْقُرْآنِ، وَأَنَّهُ نَهَى عَنْ قِرَاءَتِهَا؛ فَإِنَّ هَذَا جَمَعَ بَيْنَ النَّقِيضَيْنِ؛ كَيْفَ يَسُوغُ قِرَاءَتَهَا وَالنَّهْيُ عَنْ قِرَاءَتِهَا؟! 
بَلْ هَذَا يَدُلُّ عَلَى جَوَازِ الْأَمْرَيْنِ كَالْحُرُوفِ الَّتِي ثَبَتَتْ فِي قِرَاءَةٍ دُونَ قِرَاءَةٍ، مِثْلِ: {مِنْ تَحْتِهَا}. وَمِثْلُ: {إنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ}؛ فَالرَّسُولُ يُجَوِّزُ إثْبَاتَ ذَلِكَ، وَيُجَوِّزُ حَذْفَهُ، كِلَاهُمَا جَائِزٌ فِي شَرْعِهِ. 
وَبِهَذَا يَتَبَيَّنُ أَنَّ مَنْ قَالَ مِنْ الْفُقَهَاءِ: إنَّهَا وَاجِبَةٌ عَلَى قِرَاءَةِ مَنْ أَثْبَتَهَا، أَوْ مَكْرُوهَةٌ عَلَى قِرَاءَةِ مَنْ لَمْ يُثْبِتْهَا؛ فَقَدْ غَلِطَ، بَلْ الْقُرْآنُ يَدُلُّ عَلَى جَوَازِ الْأَمْرَيْنِ
وَمَنْ قَرَأَ بِإِحْدَى الْقِرَاءَاتِ لَا يُقَالُ: إنَّهُ كُلَّمَا قَرَأَ يَجِبُ أَنْ يَقْرَأَ بِهَا، وَمَنْ تَرَكَ مَا قَرَأَ بِهِ غَيْرُهُ لَا يَقُولُ: إنَّ قِرَاءَةَ أُولَئِكَ مَكْرُوهَةٌ، بَلْ كُلُّ ذَلِكَ جَائِزٌ بِالِاتِّفَاقِ؛ وَإِنْ رَجَّحَ كُلُّ قَوْمٍ شَيْئًا.
وَبِهَذَا يَتَبَيَّنُ أَنَّ مَنْ أَنْكَرَ كَوْنَهَا مِنْ الْقُرْآنِ بِالْكُلِّيَّةِ إلَّا فِي سُورَةِ النَّمْلِ، وَقَطَعَ بِخَطَأِ مَنْ أَثْبَتَهَا بِنَاءً عَلَى أَنَّ الْقُرْآنِيَّةَ لَا تَثْبُتُ إلَّا بِالْقَطْعِ؛ فَهُوَ مُخْطِئٌ فِي ذَلِكَ، وَيُقَالُ لَهُ: وَلَا تُنْفَى إلَّا بِالْقَطْعِ أَيْضًا. 

ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: مَنْ أَثْبَتَهَا يَقْطَعُ بِأَنَّهَا ثَابِتَةٌ، وَيَقْطَعُ بِخَطَأِ مَنْ نَفَاهَا؛ بَلْ التَّحْقِيقُ أَنَّ كَوْنَ الشَّيْءِ قَطْعِيًّا أَوْ غَيْرَ قَطْعِيٍّ أَمْرٌ إضَافِيٌّ، وَالْقِرَاءَاتُ تَدُلُّ عَلَى جَوَازِ الْأَمْرَيْنِ، وَلَكِنَّ الْقِرَاءَةَ بِهَا أَفْضَلُ. وَهَذَا قَوْلُ جُمْهُورِ الْعُلَمَاءِ يُجَوِّزُونَ هَذَا. وَيُرَجِّحُونَ قِرَاءَتَهَا وَيُخْفُونَهَا عَنْ غَيْرِهَا مِنْ الْقُرْآنِ؛ لِأَنَّهَا تَابِعَةٌ لِغَيْرِهَا. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ»اهـ.

لفت نظري ٣٠: لفت نظري واقع نعيشه، ولا ينتبه إليه أغلبنا


لفت نظري واقع نعيشه، ولا ينتبه إليه أغلبنا؛
اليوم 24 ساعة.
8 ساعات للنوم.
ساعة ونصف للأكل ثلاث وجبات.
ونصف ساعة قيلولة.
8 ساعات للعمل.
وساعتين تقريبًا مواصلات ومكالمات وبرامج تواصل.
وساعة لحاجاتك الخاصة.
نصف ساعة مشتروات ومقاضي.
وساعتين ونصف للصلوات الخمس.
يعني نسبة العبادة الصرفة هي 5 ،2 : 24.
يعني أقل من ثمن ساعات عمرك عبادة صرفة.

والسؤال:
ألا توجد طريقة تكون كل ساعات عمري عبادة؟

الجواب:
يمكنك جعل كل ساعات عمرك عبادة تنال عليها الأجر والثواب، وذلك بالأمور التالية:

أولاً: باستحضار النية الصالحة في كل شيء. فإذا نمت تنوي التقوي بهذا على العبادة. إذا أكلت تنوي التقوي بذلك على العبادة. تعمل، وتشتغل، وتتكسب، تنوي إعفاف نفسك ومن تعول عن الحرام. تأتي شهوتك تنوي إعفاف نفسك وأهلك بالحلال لك فيه أجر.

ثانيًا: المداومة على ذكر الله بالقلب وباللسان. وهذا من أسرار الذكر؛ ولذلك سبق المفردون، والله أعلم.

ثالثًا: الحرص على تطبيق شرع الله في كل شأنك.

بهذه الأمور يكون كل عمرك عبادة لك فيه أجر.
وتذكر يا مسلم أننا يوم القيامة سنتحسر على كل مجلس مر علينا في الدنيا لم نذكر الله فيه.

والله الموفق.

هل تعلم ٤٦: أن بعض المنشورات على صفحتي ثرية جدًا بفضل الله، ثم تعليقات الإخوة عليها


هل تعلم:

أن بعض المنشورات على صفحتي ثرية جدًا بفضل الله، ثم تعليقات الإخوة عليها.
فلا تبخل بتعليقك؛ فإن من دل على خير كان له مثل أجر فاعله.

كشكول ٤٩٢: المحتفلين بالمولد لم يخالفوا الشرع، بل خالفوا حتى التاريخ!


زرت من فترة طويلة فوق خمس عشرة سنة فضيلة الشيخ المحدث أحمد صغير شاغف أبو الأشبال، الذي حقق تقريب التهذيب لابن حجر، وقدمه العلامة بكر أبو زيد -رحمه الله-.
وأطلعني فضيلته على بحث له في الحساب الفلكي حسب الأيام بالعد العكسي، وتوصل إلى: أن يوم الاثنين في ربيع الأول في السنة التي ولد فيها -صلى الله عليه وسلم- هو اليوم التاسع، لا اليوم الثاني عشر.
وأن حجة الوداع كانت في عز الصيف والحر الشديد.

المقصود: أن المحتفلين بالمولد لم يخالفوا الشرع، بل خالفوا حتى التاريخ!

كشكول ٤٩١: لا زلت آمل من إخواني: -نسخ منشوراتي وحفظها لديهم، أو إرسالها إلى إيميلي


لا زلت آمل من إخواني:
- نسخ منشوراتي وحفظها لديهم،
- أو إرسالها إلى إيميلي التالي:
Mbazmool@hotmail.com

وذلك؛ لأنه يفوتني الاحتفاظ بها مكتفيًا بنشرها على الصفحة.

وجزاكم الله خيرًا.

قال وقلت ٥٧: هل ختم الجواب أو الكلام بقول: (الله أعلم) من السنة؟



قال: «هل ختم الجواب أو الكلام بقول: (الله أعلم) من السنة؟».

قلت: هذا يذكر في باب الأدب. وقد يكون فيه إشارة إلى أنه وقع في المسألة اجتهاد. بخلاف لو كانت المسألة مبنية على نص، أو إجماع، ولم يقع فيها اجتهاد؛ فانه يقال في ختامها: (والله الموفق).

وهذا أدب تعارف عليه الناس في ذلك، والله أعلم.

ولم يكن هو السائد عند الصحابة. ولا يضر فلكل قوم عرف. المهم أن لا يخالف الشرع، والله الموفق.

كشكول ٤٩٠: من موسوعة الشعر الإسلامي لعلي بن نايف الشحوذ


من موسوعة الشعر الإسلامي لعلي بن نايف الشحوذ:

أبيات سارت أمثالاً وحكمًا تسري في كل مكان، أنقلها لك أخي القاريء من كتاب (المختار من شواهد الأشعار):

1- إذا كان الطباعُ طباعَ سوءٍ *** فلا أدبٌ يفيد ولا أديبُ
2- إذا جاء موسى وألقى العصى *** فقد بطل السحر والساحرُ
3- إذا رضيتْ عني كرام عشيرتي *** فلا زال غضباناً عليَّ لئامُها
4- إذا لم تكن إلا الأسنةُ مركباً *** فما حيلةُ المضطر إلا ركوبها
5- إذا ما أتيت الأمر من غير بابه *** ضللت وإن تقصد إلى الباب تهتدي
6- إن العدو وإن أبدى مسالمةً *** إذا راى منك يوماً غرّة وثبا
7- إذا ملكٌ لم يكن ذا هبهْ *** فدعه فدولته ذاهبهْ
8- إذا كان رب البيت بالدف ضارباً *** فشيمة من في الدار كلهمُ الرقصُ
9- إذا كنتَ لا تدري فتلك مصيبةٌ *** وإن كنتَ تدري فالمصيبةُ أعظمُ
10- إذا ما أراد الله إهلاك نملةٍ *** سمت بجناحيها إلى الجو تصعدُ
11- إذا أنت لم تعرض عن الجهل والخنا *** أصبت حليماً أو أصابك جاهلُ
12- إذا قالت حذامُ فصدقوها *** فإن القول ما قالتْ حذامُ
13- إذا لم تستطع شيئاً فدعه *** وجاوزه إلى ما تستطيعُ
14- إذا محاسنيَ اللاتي أُدِلُّ بها *** عُدَّتْ ذنوباً فقل لي كيف أعتذرُ
15- إذا اعتاد الفتى خوض المنايا *** فأيسر ما يمر به الوحولُ
16- إذا كنتَ ذا رأي فكن ذا عزيمةٍ *** فإن فسادَ الرأي أن تترددا
17- إذا لم يكن عونٌ من الله للفتى *** فأولُ ما يجني عليه اجتهادُهُ
18- إذا ما الجرحُ رمَّ على فسادٍ *** تبين فيه تفريطُ الطبيبِ
19- إذا نحن أدلجنا وأنت إمامنا *** كفى لمطايانا برؤياك هاديا
20- أسدٌ عليَّ وفي الحروبِ نعامةٌ *** ربداءُ تجفُلُ من صفير الصافرِ
21- أعمى يقود بصيراً لا أبا لكمُ *** قد ضل من كانت العميان تهديهِ
22- أقلوا عليهم لا أبا لأبيكمُ من *** اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا
23- ألم تر أن المرء تدوي يمينه *** فيقطعها عمداً ليسلم سائرهْ
24- ألم تر أن السيف ينقص قدرُه *** إذا قيل إن السيف أمضى من العصا
25- ألا رُبَّ باغٍ حاجةً لا ينالُها *** وآخرُ قد تُقضى له وهو جالسُ
26- إن الرياح إذا اشتدتْ عواصفها *** فليس ترمي سوى العالي من الشجرِ
27- إن الأفاعي وإن لانتْ ملامسُها *** عند التقلبِ في أنيابها العطبُ
28- أوردها سعدٌ وسعد مشتملْ *** ما هكذا يا سعدُ تُورَد الإبلْ
29- بأبهِ اقتدى عدىٌ بالكرمْ *** ومن يشابهْ أبَه فما ظلمْ
30- بدأتم فأحسنتم فأثنيتُ جاهدا *** وإن عدتمو ثنيتُ والعودُ أحمدُ
31- بذا قضت الأيامُ ما بين أهلها *** مصائب قومٍ عند قومٍ فوائدُ
32- بالملح نُصلح ما نخشى تغيرهُ *** فكيف بالملح إن حلت به الغِيَرُ
33- ترى الرجلَ النحيل فتزدريهِ ***وفي أثوابه أسدٌ حصورُ 
ويعجبك الطريرُ فتبتليهِ *** فيخلف ظنك الرجلُ الطريرُ
34- تعشَّقتُها شمطاءَ شاب وليدُها *** وللناس فيما يعشقون مذاهِبُ
35- تقولُ هذا مِجاجُ النحلِ تمدحُهُ *** وإن تشأ قلتَ ذا قيءُ الزنابيرِ
مدحاً وذماً وما جاوزتَ وصفهما *** والحق قد يعتريهِ سوءُ تعبيرِ
36- ترجوا النجاةَ ولم تسلك مسالكها *** إن السفينة لا تجري على اليبسِ
37- تضاحكتُ بينهمو معجَبا *** وشرُّ البليةِ ما يُضْحِكُ
38- تكاثرت الظباءُ على خراشٍ *** فما يدري خراشٌ ما يصيدُ
39- حياك من لم تكن ترجو تحيته *** لولا الدراهمُ ما حياك إنسانُ
40- خذ ما تراه ودع شيئاً سمعتَ به *** في طلعةِ الشمسِ ما يغنيك عن زُحَلِ
41- خلا للِ الجو فبيضي واصفري *** ونقِّري ما شئتِ أن تنقري
وعارضها بعضهم بقوله :
42- خلا لكِ الجو فغني واطربي *** وخرِّبي ما شئتِ أن تُخَرِّبي
43- الخير لا يأتيك متصلاً *** والشر يسبق سيلَه مطرُهْ
44- ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ***وأخو الجهالة في الشقاء منعَّمُ
45- رُبَّ يومٍ بكيتُ منه فلما *** صرتُ في غيره بكيتُ عليهِ
46- رضيتُ ببعض الذل خوف جميعه ***كذلك بعضُ الشر أهونُ من بعضِ
47- زعم الفرزدقُ أن سيقتل مِربَعاً *** أبشرْ بطولِ سلامةٍ يا مِربعُ
48- زعم المسفّه أن يغالِبَ ربَّهُ *** ولَيُغْلَبَنَّ مُغَالبُ الغلاّبِ
49- ستبدي لك الأيامُ ما كنتَ جاهلاً *** ويأتيك بالأخبار من لم تُزَوِّدِ

50- ستذكرني إذا جربت غيري *** وتعلم أنني نعم الصديقُ

علمني ديني ١٥٦: أنه لا يصح أن تثق بنفسك. وأن الصحيح أن تثق بربك



علمني ديني:

أنه لا يصح أن تثق بنفسك.
وأن الصحيح أن تثق بربك. ألا ترى أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- علمنا أن نقول عند الكرب ما جاء عن أبي بكرة -رضي الله عنه- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم- «دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ: اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو فَلاَ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ». (أخرجه أبو داود، وحسنه الألباني).

محل الشاهد: قوله: «فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين»، فمن أين تأتي الثقة بالنفس دون عون الله وتوفيقه؟!
وأخرج البخاري (6323): عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «سَيِّدُ الاِسْتِغْفَارِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَنِي، وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ. أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ. إِذَا قَالَ حِينَ يُمْسِي فَمَاتَ دَخَلَ الْجَنَّةَ، أَوْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِذَا قَالَ حِينَ يُصْبِحُ فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ مِثْلَهُ».
وفيه تسليم العبد أمره لله تعالى، وأنه بدون عون الله تعالى له واقع في التقصير.
وكذا ورد هذا المعنى في الدعاء عند النوم: «لا منجا ولا ملجا منك إلا إليك».
وانظر إلى ما يقدمه بعضهم في البرمجة العصبية بعنوان كيف تثق بنفسك! فهم يزعمون أنهم يعلمون الثقة بالنفس، وهيهات هيهات... فإنه كما قال المتنبي:
إذا كان عون الله للمرء شاملاً ... تهيء له من كل شيء مراده
وإن لم يكن عون من الله للفتى ... فأول ما يجنى عليه اجتهاده

كشكول ٤٨٩: أصلحت روابط الأجوبة الصوتية والحمد لله



أصلحت روابط الأجوبة الصوتية، والحمد لله. جزى الله القائمين على المدونة خيرًا.

كشكول ٤٨٨: حصلت -والحمد لله- الإجابة عن عشرين سؤالاً



حصلت -والحمد لله- الإجابة عن عشرين سؤالاً؛

عشرة منها صوتية وهي التالية:
السؤال الأول: ماذا يفعل المسبوق في صلاة الجنازة؟
السؤال الثاني: ما هو أفضل شرح لبلوغ المرام للمتوسطين؟
السؤال الثالث: هل يجوز الاستدلال بالأحاديث الضعيفة ضعفا يسيراً؟
السؤال الرابع: استدلال الخوارج بآية فضرب الرقاب على الذبح؟
السؤال الخامس: ما الفرق بين الحديث الصحيح والحديث الحسن؟
السؤال السادس: ما حكم تحويل العملات عن طريق بطاقة فيزا؟
السؤال السابع: ما حكم العمل في شركات التأمين؟
السؤال الثامن: ما حكم صلاة الجماعة؟
السؤال التاسع: كلام الشيخ ربيع اجتهاد أو خبر؟
السؤال العاشر: هل السامري هو الدجال؟


وعشرة كتابيًا وهي على الصفحة.

وكذا كفاية الليلة... يبقى ندرس الإيجابيات والسلبيات في هذه الطريقة، وننظر هل نستمر؟ أو نعدل؟ أو نتوقف، ونرجع مثل ما كنا؟
والله يعين، ويساعد، ويوفق الجميع.

كلمة أخيرة:
أشكر الإخوة على تفاعلهم، وتجاوبهم، وإثارتهم لموضوعات مفيدة وقع السؤال عنها؛ فقد كانت الأسئلة ثرية. ولم أحتج أن أنتقي منها؛ أجبت عليها بالترتيب.
كما أعتذر للإخوة الذين لم يتسع الوقت للإجابة على أسئلتهم، وإن شاء الله ييسر مجالس أخرى أتمكن من الجواب عن ما أعرف جوابه -بإذن الله-.
ولا أنس أشكر القائمين على المدونة، وسرعة تجاوبهم في هذا العمل الجماعي، الذين لولا فضل الله ثم فضلهم لما تمكنت من إنزال الأجوبة الصوتية، فجزاهم الله خيراً، وجعله في موازين حسناتهم!