السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الاثنين، 30 نوفمبر 2015

قال وقلت ١١٧: نعم الله يغفر الذنوب، والله يتوب على التائبين والمستغفرين، ولكن هذا مشروط!


قال : لن أقول للناس لا تذنبوا!
فإن الله يغفر الذنوب، بل إذا أذنب وتاب فإن الله يقول له: اعمل ما شئت! أخرج البخاري تحت رقم (7507)، ومسلم تحت رقم (2758) عن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ عَبْدًا أَصَابَ ذَنْبًا - وَرُبَّمَا قَالَ أَذْنَبَ ذَنْبًا - فَقَالَ: رَبِّ أَذْنَبْتُ - وَرُبَّمَا قَالَ: أَصَبْتُ - فَاغْفِرْ لِي، فَقَالَ رَبُّهُ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَصَابَ ذَنْبًا، أَوْ أَذْنَبَ ذَنْبًا، فَقَالَ: رَبِّ أَذْنَبْتُ - أَوْ أَصَبْتُ - آخَرَ، فَاغْفِرْهُ؟ فَقَالَ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا، وَرُبَّمَا قَالَ: أَصَابَ ذَنْبًا، قَالَ: قَالَ: رَبِّ أَصَبْتُ - أَوْ قَالَ أَذْنَبْتُ - آخَرَ، فَاغْفِرْهُ لِي، فَقَالَ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثَلاَثًا، فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ".
قلت : نعم الله يغفر الذنوب!
والله يتوب على التائبين والمستغفرين!
ولكن هذا مشروط ، أما قرأت قول الله تعالى: ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى﴾ (طه: 82). فالتوبة لمن آمن وعمل صالحاً ثم اهتدى، فهذا يغفر الله له إذا تاب واستغفر، لأن مثل هذا لا يقع منه الذنب جرأة على الله، إنما يقع منه الذنب هفوة بلا قصد، تغلبه شهوته وهواه فيقع في الذنب. ولذلك يندم ويبادر إلى العمل الصالح، ولزوم الهداية. و أكد هذا المعنى قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾ [المائدة: 27].
فليس في قلبه استهانة بالذنب، و لا جرأة على الله جل وعلا، وليس حاله كحال أهل النفاق؛ الذين يستهينون بالذنب، و لا يعظمون حق الله. 
أخرج البخاري تحت رقم (6308)، ومسلم تحت رقم (2744) ، قال أَبُو شِهَابٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ الحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، حَدِيثَيْنِ: أَحَدُهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالآخَرُ عَنْ نَفْسِهِ، قَالَ: "إِنَّ المُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ، وَإِنَّ الفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ" فَقَالَ بِهِ هَكَذَا، قَالَ أَبُو شِهَابٍ: بِيَدِهِ فَوْقَ أَنْفِهِ.
ثُمَّ قَالَ ابن مسعود: " لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ رَجُلٍ نَزَلَ مَنْزِلًا وَبِهِ مَهْلَكَةٌ، وَمَعَهُ رَاحِلَتُهُ، عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ فَنَامَ نَوْمَةً، فَاسْتَيْقَظَ وَقَدْ ذَهَبَتْ رَاحِلَتُهُ، حَتَّى إِذَا اشْتَدَّ عَلَيْهِ الحَرُّ وَالعَطَشُ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ، قَالَ: أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِي، فَرَجَعَ فَنَامَ نَوْمَةً، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَإِذَا رَاحِلَتُهُ عِنْدَهُ".
فالمؤمن يعظم الله جل وعلا، ويعلم حقارته أمام الله عزوجل.
هذا المؤمن يفرح الله بتوبته إذا تاب، حتى ولو تكرر وقوعه في الإثم، مادام يلزم الندم والتوبة، و لا يقع منه الذنب إلا هفوة وبشهوة أو هوى غالب، فها يقال له : اعمل ما شئت فقد غفرت لك، يعني مادمت ملازما لهذا الحال!
وعلى المسلم أن يحذر جانب الوقوع في الذنب ؛ 
لأنه لا يدري إذا أذنب هل يوفقه الله للتوبة.
و لا يدري إذا تاب هل يوفقه الله بعدها للعمل الصالح والتقوى.
و لا يدري هل تقبل توبته، أو قام من الموانع ما يمنع قبولها!
فقد جاء في الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه تحت رقم (144) من طريق أبي خَالِد،(يَعْنِي: سُلَيْمَانَ بْنَ حَيَّانَ)، عَنْ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا، نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا، نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ، حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ، عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ، وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ، مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا، إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ".
قَالَ أَبُو خَالِدٍ: فَقُلْتُ لِسَعْدٍ: يَا أَبَا مَالِكٍ، مَا أَسْوَدُ مُرْبَادٌّ؟ قَالَ: «شِدَّةُ الْبَيَاضِ فِي سَوَادٍ»، قَالَ: قُلْتُ: فَمَا الْكُوزُ مُجَخِّيًا؟ قَالَ: «مَنْكُوسًا».
فمن أين لمن يفعل الذنب أن يضمن أن هذا الذنب لن ينكت على قلبه فيكون آخر محل يرجع منه الإيمان إليه؟!
بل هذا الحديث جعل من علامة المبتلى بهذا الأمر الاستهانة بالذنوب، لأنه ما يعود يعرف معروفاً و لا ينكر منكراً إلا ما أشرب من الهوى.
فالحذر الحذر من الاستهانة بالذنوب والمعاصي.
وعلينا تحذير الناس منها، فإن جناب الله عظيم، ولذلك من سنة الأنبياء تعليم الناس الاستغفار؛ 
قال جل وعلا: ﴿الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2) وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3) إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [هود: 1 - 4].
وقال تعالى: ﴿وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ (50) يَاقَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ (51) وَيَاقَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ﴾ [هود: 50 - 52].
ونوح عليه الصلاة والسلام قال لقومه: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا﴾ [نوح: 10].
فالمسلم يعلم الناس كيف يستدركون ويتوبون، لأنه يعلم أن على كل إنسان حظه من الذنب، إلا ما شاء الله، فلا يقنطهم من رحمة الله ، ويفتح لهم باب الرجاء؛ 
﴿قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56)﴾ [الزمر: 53 - 56].

والله الموفق ، لارب سواه، والحمد لله رب العالمين.

كشكول ١١٧٦: إذا رأيت الناس قد اكتنزوا الذهب والفضة فاكنز هؤلاء الكلمات


جاءني على الواتساب :
قال رسول الله صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم لشداد بن أوس رضي الله عنه :
« يا شداد بن أوس إذا رأيت الناس قد اكتنزوا الذهب و الفضة فاكنز هؤلاء الكلمات
" اللهم إني أسألك :

الثبات في الأمر ..
و العزيمة على الرشد ..
و أسألك موجبات رحمتك ..
و عزائم مغفرتك ..
و أسألك شكر نعمتك ..
و حسن عبادتك ..
و أسألك قلباً سليماً ..
و لساناً صادقاً ..
و أسألك من خير ما تعلم ..
و أعوذ بك من شر ما تعلم
و أستغفرك لما تعلم ..
إنك أنت علام الغيوب "
صححه الألباني رحمه الله في سلسلة اﻷحاديث الصحيحة (3228)
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

كشكول ١١٧٥: التقوى


في سورة النبأ يقول تبارك وتعالى: ﴿إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً{31} حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً{32} وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً{33} وَكَأْساً دِهَاقاً﴾.
وفي سورة القلم يقول تعالى: ﴿إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ{34} أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ{35}﴾.
فذكرهم بوصف التقوى، ثم ذكر المسلمين فقال: ﴿أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ{35}﴾. فأفاد أن كل مسلم تقي.
وذكرهم بوصف (المتقين) للتنبيه على أن تحقيق هذا الوصف فيهم هو سبب فوزهم بالجنات.

وجاء الوصف بالاسمية لإفادة الثبوت والاستقرار ، فهم قد لازموا وصف التقوى حتى أصبح وصفا ثابتاً مستقراً.
والتقوى درجات ثلاث؛
الأولى : درجة التقوى الواجبة ، بفعل الواجبات وترك المحرمات.
الثانية : درجة التقوى المستحبة، بفعل المستحبات وترك المكروهات.
الثالثة : درجة الإحسان في التقوى ، أن تدع ما فيه بأس خشية من الوقوع فيما فيه بأس، فتجعل شيئاً من المباح بينك وبين الحرام، "فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه".
والتقوى يشترك فيها جميع المسلمين ، وهم فيها بين زيادة ونقص، فمنهم من هو في مرتبة عالية، ومنهم من هو دونها، بحسب فعلهم للطاعات وتركهم للمعاصي والمكروهات.
وكل مسلم ولي، لأنه تقي.
قال تعالى في سورة يونس : ﴿أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ{62} الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ{63} لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{64}﴾.
وهم في الولاية درجات متفاوتة، كالتقوى.
ولا يجوز إيذاء المسلم لأنه ولي لله.
أخرج البخاري تحت رقم (6502) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ المُؤْمِنِ، يَكْرَهُ المَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ".
والله الموفق.

كشكول ١١٧٤: لقاء تم عبر الهاتف مع الإخوة في مسجد التوحيد بأتلانتا بامريكا

الخميس 
١٤ صفر ١٤٣٧هـ
٢٦/١١/٢٠١٥م


هذا لقاء تم الليلة عبر الهاتف مع الإخوة في مسجد التوحيد بأتلانتا بامريكا .. 
تمت فيه الاجابة عل بعض الاسئلة وترجمتها مباشرة .
من الساعة الثامنة مساء بعد صلاة العشاء الى الساعة التاسعة بتوقيت السعودية

الرابط

دردشة ٢٦: في القرآن العظيم


دردشة ... في القرآن العظيم
الذي عليه أهل السنة أن القرآن العظيم كلام الله منه بدأ وإليه يعود.
فهو سبحانه وتعالى تكلم به ونزل به جبريل عليه السلام بأمر الله تعالى إلى محمد صلى الله عليه وسلم فبلغه إليه كما سمعه من الله، وبلغه الرسول صلى الله عليه وسلم للصحابة كما سمعه من جبريل عليه السلام، وبلغه الصحابة لمن بعدهم وكذا من بعدهم طبقة بعد طبقه بلغوه لنا كما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم.

أما أهل البدعة فعندهم القرآن هو المعنى النفسي القائم بالذات، وتلقاه جبريل، وبلغه للرسول صلى الله عليه وسلم، فهو عبارة جبريل أو عبارة الرسول صلى الله عليه وسلم.
والنتيجة أن هذا القرآن المجموع بين الدفتين ليس هو كلام الله، بل هو لفظ يدل على المعنى النفسي القائم بالذات الإلهية!
ويترتب على هذا الاعتقاد أمور ؛
منها أنهم لا يعظمون هذا اللفظ؛
فلو خالف ما في القرآن ما في العقل قدم ما في العقل.
ودلالته ظنية.
وصيغة الأمر في القرآن عندهم لا تدل على الوجوب إلا إذا دلت على ذلك قرائن أخرى.
وصيغة النهي في القرآن عندهم لا تدل على التحريم إلا إذا دلت على ذلك قرائن أخرى.
ويجوز بعضهم روايته بالمعنى.
ويجوز بعضهم ترجمته إلى العجمية.
ولم ينزل به جبريل إنما نزل هو بما تلقاه وفهمه وعلمه فبلغه للرسول صلى الله عليه وسلم.
هذه كلها مسائل وغيرها مبنية على أن هذا القرآن المجموع بين الدفتين هو كلام الله حقيقة، أو هو لفظ دال على المعنى النفسي القائم بالذات الإلهية.
فالله ما أعظم السنة وأهلها .
اللهم أحينا مسلمين على السنة وأمتنا مسلمين على السنة!

سؤال وجواب ٣٠٨: ليس مراد البخاري أن الكلام في الجرح والتعديل غيبة


سؤال :
سمعت أن البخاري قالَ: أَرْجُو أَنْ أَلقَى اللهَ وَلاَ يحَاسبنِي أَنِّي اغتبتُ أَحَداً.
فهل معنى هذا أن ما يصنعه بعض طلاب العلم من الجرح والتعديل غيبة لا تجوز، وأن تحذيرهم من بعض من ينتسب إلى طلب العلم هو غيبة لا تجوز. خاصة وأن في من يجرحونه ويحذرون منه من يتكلم في الدروس والخطب والمواعظ؟
الجواب :
ليس مراد البخاري أن الكلام في الجرح والتعديل غيبة! إنما مراده أنه كان يتجنب العبارات الصريحة في الجرح والثلب للرواة المتكلم فيهم، فيأتي بعبارات خفيفة، ولكنها تؤدي نفس المعنى.
وقد أورد الذهبي كلام البخاري هذا وعلق عليه بما يفيد هذا المعني .
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (12/ 439 - 441): "وَقَالَ بَكْرُ بنُ مُنِيْرٍ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ البُخَارِيَّ يَقُوْلُ: أَرْجُو أَنْ أَلقَى اللهَ وَلاَ يحَاسبنِي أَنِّي اغتبتُ أَحَداً.
قُلْتُ (الذهبي): صَدَقَ -رَحِمَهُ اللهُ- وَمَن نظَرَ فَى كَلاَمِهِ فِي الجرحِ وَالتعديلِ عَلِمَ وَرعَهُ فِي الكَلاَمِ فِي النَّاسِ، وَإِنصَافَهُ فِيْمَنْ يُضَعِّفُهُ، فَإِنَّهُ أَكْثَر مَا يَقُوْلُ: مُنْكَرُ الحَدِيْثِ، سَكَتُوا عَنْهُ، فِيْهِ نظرٌ، وَنَحْو هَذَا. وَقَلَّ أَنْ يَقُوْلَ: فُلاَنٌ كَذَّابٌ، أَوْ كَانَ يَضَعُ الحَدِيْثَ.
حَتَّى إِنَّهُ قَالَ: إِذَا قُلْتُ: فُلاَنٌ فِي حَدِيْثِهِ نَظَرٌ، فَهُوَ مُتَّهَمٌ وَاهٍ.
وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِهِ: لاَ يُحَاسبُنِي اللهُ أَنِّي اغتبْتُ أَحَداً، وَهَذَا هُوَ وَاللهِ غَايَةُ الوَرَعِ"اهـ.
فهذا يفيد أنه يتجنب الجرح الصريح في عبارته!
ولما ذكر للبخاري رحمه الله أن في كتابه التاريخ جرحا ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم تكلم في بعض الناس.
ففي سير أعلام النبلاء (12/ 441): "قَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَاتِمٍ الوَرَّاقُ: سَمِعْتُهُ -يَعْنِي: البُخَارِيَّ- يَقُوْلُ: لاَ يَكُوْنُ لِي خصمٌ فِي الآخِرَةِ، فَقُلْتُ: إِنَّ بَعْضَ النَّاسِ يَنْقِمُونَ عَلَيْكَ فِي كِتَابِ (التَّارِيْخ) وَيَقُوْلُوْنَ: فِيْهِ اغتيَابُ النَّاسِ، فَقَالَ: إِنَّمَا روينَا ذَلِكَ رِوَايَةً لَمْ نَقُلْهُ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِنَا، قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (بِئْسَ مَوْلَى العَشِيْرَةِ) يَعْنِي: حَدِيْث عَائِشَةَ .
وسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مَا اغتبْتُ أَحَداً قَطُّ مُنْذُ عَلِمتُ أَنَّ الغِيبَةَ تَضُرُّ أَهْلَهَا"اهـ.
والتحذير من أهل البدع والمخالفين لأهل السنة، وأصحاب المذاهب المنحرفة والأفكار الضالة، هذا من النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، والدين النصيحة.
والله جل وعلا أمرنا بأن لا نقبل خبر الفاسق، فقال تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) [الحجرات: 6]. ومعنى ذلك أنه لابد أن نعرف حال من يأتينا وينقل إلينا الخبر، فإذا كان هذا في الأخبار عامة، فما يتعلق بالدين أولى وآكد، ولذلك جاء عن جماعة السلف: "إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم".

وهذا هو حال السلف الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. والله الموفق.

كشكول ١١٧٣: في قصة أصحاب الجنة في سورة ن، دلالة أنه كان يجب عليهم في الخارج من الأرض حق معلوم للمساكين


في قصة أصحاب الجنة في سورة ن، دلالة أنه كان يجب عليهم في الخارج من الأرض حق معلوم للمساكين.
وقد جاء أنه كانت عليهم صلاة، كما في كما في قول إبراهيم صلى الله عليه وسلم: (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) (البقرة: 37) . وكما في قول عيسى عليه الصلاة والسلام (وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31)) [مريم: 31]>
والحج كذلك فهذا سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام، يقول الله له (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) [الحج: 27].
والصوم يقول الله تبارك وتعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) [البقرة: 183]
فتبين أن الشرائع السماوية متفقة في أصل مشروعية هذه الأركان الخمسة التي يقوم عليها الإسلام.
الشهادتان .
الصلاة.
الصوم.
الزكاة.
الحج.
فدين الأنبياء واحد، وإن اختلفت شرائع هذه الأصول، كما جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري تحت رقم (3443)، ومسلم تحت رقم (2365) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَالْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ، أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ».
وبالله التوفيق.

كشكول ١١٧٢: اللغو من الكلام مما ينبغي على المسلم اجتنابه


في قوله تعالى: ﴿يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ] {الطُّور:23} ، دليل أن اللغو من الكلام مما ينبغي على المسلم اجتنابه، وهو الذي لا نفع فيه ولا فائدة.
ووجه الدلالة : أن الآية ذكرته في سياق مدح عدمه في الجنة، فدل ذلك على أنه في مقام الذم في الدنيا.

ويؤكد هذا حديث البخاري تحت رقم (6018)، ومسلم تحت رقم (47)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يُؤْذِ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ»
والشاهد قوله: " وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ".
ووجه الدلالة: أن القسمة على هذا الحديث من ثلاث:
الأولى : أن يكون الكلام خيراً فليتكلم به.
الثانية: أن يكون الكلام شراً. فليصمت.
الثالثة: أن يكون الكلام لا نفع فيه، فليصمت، لأنه لم يبح الكلام إلا إذا كان خيرا، فقال: "فليقل خيراً أو ليصمت".
والله الموفق.

كشكول ١١٧١: واجمل الله القرآن العظيم في أمرين


واجمل الله القرآن العظيم في أمرين:
الاول : في انه حجة باقية لا يتطرق اليه الشك ولا الريب فهو حق ونور .
الثاني : انه هدى للمؤمنين .
فالقرآن العظيم كتاب دلالة على نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم وكتاب شريعة وهداية .

قال تعالى : (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين) .

كشكول ١١٧٠: ما من نبي إلا وقد أوتي من الآيات ما آمن على مثله البشر


في الحديث المتفق على إخراجه في الصحيحين من حديث الليث بن سعد عن سعيد ابن أبي سعيد المقبري عن أبيه، عن أبي هريرة، عن رسول الله أنه قال: «ما من نبي إلا وقد أوتي من الآيات ما آمن على مثله البشر، وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة».
وهذا يعني ان الرسول صلى الله عليه وسلم اختص بامرين وتميز بميزتين:
الأولى : أنه أوتي وحيا يبقى بعد موته آية ودلالة على صدقه في دعوته . بخلاف غيره من الأنبياء الذين انتهى وانقضى ما اوتوه بمجرد موتهم لم يتعهد الله بحفظه كما تعهد بحفظ القرآن العظيم.
الميزة الثانية : ان دعوته ورسالته وشريعته هي نفس ما اوتيه فهي باقية .

لذلك يرجو ان يكون اكثرهم تابعا.

كشكول ١١٦٩: انظر كيف أجمل الله -جل وعلا- دعوة موسى ورسالته في أمرين


انظر كيف أجمل الله -جل وعلا- دعوة موسى ورسالته في أمرين:
(اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ * فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَىٰ أَنْ تَزَكَّىٰ * وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ)
[سورة النازعات 17 - 19]
فتلخصت الرسالة في :

= التزكية .
= وهداية التعلم والارشاد الى عبادة الرب سبحانه. فمن اقام هذه الهداية وتعلم حصل بسبب علمه الخشية لله تعالى .