السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الجمعة، 19 ديسمبر 2014

كشكول ٣٧٠: أهل البدع مآلهم أن يرو السيف على أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-


أهل البدع مآلهم أن يرو السيف على أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-.

في الطبقات الكبرى ط العلمية (7/ 137)

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقَرْقَسَائِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ عَنْ مَخْلَدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أبي قِلابَةَ قَالَ: «إِذَا حَدَّثْتَ الرَّجُلَ بِالسُّنَّةِ فَقَالَ: «دَعْنَا مِنْ هَذَا، وَهَاتِ كِتَابَ اللَّهِ». فَاعْلَمْ أَنَّهُ ضَالٌّ».

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو قال: وأخبرنا عفان ابن مُسْلِمٍ وَأَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ وُهَيْبٍ جَمِيعًا عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أبي قِلابَةَ قَالَ: «مَا ابْتَدَعَ رَجُلٌ بِدْعَةً إِلا اسْتَحَلَّ السَّيْفَ».

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ أَبُو قِلابَةَ: «لا تُجَالِسُوا أهل الأَهْوَاءِ، وَلا تُجَادِلُوهُمْ؛ فَإِنِّي لا آمَنُ أَنْ يَغْمِسُوكُمْ فِي ضَلالَتِهِمْ، أَوْ يَلْبِسُوا عَلَيْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْرِفُونَ».

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ أَبُو قِلابَةَ: 

«إِنَّ أهل الأَهْوَاءِ أهل ضَلالَةٍ.

وَلا أَرَى مَصِيرَهُمْ إِلا إِلَى النَّارِ فَجَرَّتْهُمْ؛ فَلَيْسَ مِنْهُمْ أَحَدٌ يَنْتَحِلُ رَأَيًا وَيَقُولُ قَوْلا فَيَتَنَاهَى بِهِ الأَمْرُ دُونَ السَّيْفِ.

وَإِنَّ النِّفَاقَ كَانَ ضُرُوبًا. ثُمَّ تَلا: {وَمِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللَّهَ وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ}؛

فَاخْتَلَفَ قَوْلُهُمْ، وَاجْتَمَعُوا فِي الشَّكِّ وَالتَّكْذِيبِ. 

وَإِنَّ هَؤُلاءِ اخْتَلَفَ قَوْلُهُمْ، وَاجْتَمَعُوا فِي السَّيْفِ.

وَلا أَرَى مَصِيرَهُمْ إِلا إِلَى النَّارِ». 

قَالَ أَيُّوبُ: «وَكَانَ وَاللَّهِ مِنَ الْفُقَهَاءِ ذَوِي الأَلْبَابِ». -يَعْنِي أبا قِلابَةَ-.».


(وهي في كتاب القدر للفريابي/ أضواء السلف/ الطبعة الأولى 1418 هـ - 1997/ بأسانيد صحيحة / ص:212 - 214).

كشكول ٣٦٩: يجب أن يعرف الفرق بين الجهاد الشرعي، والجهاد البدعي


يجب أن يعرف الفرق بين الجهاد الشرعي، والجهاد البدعي.

قال ابن تيمية (ت728هـ) -رحمه الله- (في الرد على الأخنائي (مع تلخيص كتاب الرد على البكري) ص:326-329. والأخنائية (الرد على الأخنائي) ص:474-477): 

«يجب أن يعرف الجهاد الشرعي: الذي أمر به الله ورسوله، من الجهاد البدعي:
جهاد أهل الضلال الذين يجاهدون في طاعة الشيطان، وهم يظنون أنهم مجاهدون في طاعة الرحمن، 

كجهاد أهل الأهواء والبدع، كالخوارج ونحوهم، الذين يجاهدون في أهل الإسلام، وفيمن هو أولى بالله ورسوله منهم من السابقين الأولين، و الذين اتبعوهم بإحسان إلى يوم الدين. .... ... ... 

وكذلك من خرج من أهل الأهواء على أهل السنة، و استعان بالكفار من أهل الكتاب و المشركين و التتر و غيرهم هم عند أنفسهم مجاهدون في سبيل الله، 

بل وكذلك النصارى هم عند أنفسهم مجاهدون.

وإنما المجاهد في سبيل الله: من جاهد؛ لتكون كلمة الله هي العليا، ويكون الدين كله لله، ...
فجهاد المشركين من أعظم الجهاد، كما كان جهاد السابقين الأولين، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ قَاتَلَ؛ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا، فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ».

وكلمة الله؛ 
- إما أن يراد بها كلمة معينة، وهي التوحيد: «لا إله إلا الله»، فيكون هذا من نمط الآية.

- وإما أن يراد بها الجنس، أن يكون ما يقوله الله ورسوله، فهو الأعلى على كل قول، وذلك هو الكتاب ثم السنة؛ 

فمن كان يقول بما قاله الرسول، ويأمر بما أمر به، وينهى عما نهى عنه؛ فهو القائم بكلمة الله.


ومن قال ما يخالف ذلك من الأقوال التي تخالف قول الرسول؛ فهو الذي يستحق الجهاد»اهـ.

كشكول ٣٦٨: محاور دعوة الرسل



محاور دعوة الرسل.

قال ابن قيم الجوزية -رحمه الله- في كتابه الصواعق المرسلة (4/ 1489): 

«أن دعوة الرسل تدور على ثلاثة أمور:

تعريف الرب المدعو إليه بأسمائه، وصفاته، وأفعاله. 

الأصل الثاني: معرفة الطريق الموصلة إليه، وهي ذكره وشكره وعبادته التي تجمع كمال حبه، وكمال الذل له. 

الأصل الثالث: تعريفهم ما لهم بعد الوصول إليه في دار كرامته من النعيم الذي أفضله وأجله رضاه عنهم، وتجليه لهم، ورؤيتهم وجهه الأعلى، وسلامه عليهم، وتكليمه إياهم، ومحاضرتهم في مجالسهم»اهـ.


وعلى هذه المحاور ينبغي أن تدور دعوة الدعاة على منهج الأنبياء. والله الموفق.

كشكول ٣٦٧: بدأت في هذه الصفحة على الفيس بمساعدة أبي مالك محمود القايد الأثري بعد غلق حسابي؛ فجزاه الله خيراً


كتبه الشيخ في:
٢٥ صفر ١٤٣٦ هـ
الموافق: ١٧-١٢-٢٠١٤ م


بدأت في هذه الصفحة على الفيس بمساعدة أبي مالك محمود القايد الأثري بعد غلق حسابي؛ فجزاه الله خيراً.

تقريباً اليوم مر شهران ونصف! 


فالحمد لله على التوفيق.

كشكول ٣٦٦: محاصرة فكرية؛ فإما هم، وإما الليبراليون...


محاصرة فكرية؛ 

فإما هم، وإما الليبراليون...

تضليل فكري؛

لأنهم يوهمونك أنهم يمثلون الإسلام.

والواقع أنهم يمثلون إسلامهم، لا الإسلام.


وهم نواب عن جماعتهم، وليس عن الشعب.

كشكول ٣٦٥: ذكر لي شيخنا محمد الخضر الناجي الشنقيطي... كتاب الموافقات هو في أصول الشريعة


ذكر لي شيخنا محمد الخضر الناجي الشنقيطي، وهو من أبناء عمومة الشيخ محمد الأمين المختار الجكني الشنقيطي صاحب (أضواء البيان)، وأحد الذين شاركوا في كتابة كتاب الأضواء في أوله، ونسخوه من الشيخ الشنقيطي؛ 

قال لي شيخنا: «كتاب الموافقات هو في أصول الشريعة».

يعني أن فيه أصول الفقه وزيادة!

كل هذه المقدمة من أجل أن أقول عبارة نص سطر؛ 

لكن ذكرت لك طرفاً من ترجمة الشيخين بطريقة غير مباشرة، 

لا وزدت أن سميته في شيوخي!


طبعاً هذا أسلوب!

هل تعلم ٣٤: أن الشاطبي صنف كتابه (الموافقات)؛ يريد به التوفيق بين منهج أهل الحديث والأثر، ومنهج أهل الرأي والنظر



هل تعلم:

أن الشاطبي صنف كتابه (الموافقات)؛ يريد به التوفيق بين منهج أهل الحديث والأثر، ومنهج أهل الرأي والنظر.

وأن الشاطبي كان يريد تسمية كتابه (الموافقات) بعنوان: (التعريف بأسرار التكليف).

وأنه غير الاسم؛ لرؤيا رآها أحد الشيوخ الذين يستفيد منهم.


ذكر ذلك في مقدمة الموافقات!

كشكول ٣٦٤: هل تعلم أن علم أصول الحديث، علم أصول الفقه... علوم مساعدة للوصول إلى غاية، وهي: معرفة معاني القرآن العظيم والسنة النبوية



هل تعلم أن علم أصول الحديث (مصطلح الحديث=علم الحديث)، علم أصول الفقه، علم النحو، علم الصرف، علم البلاغة، علم البحث والمناظرة، علم قواعد التفسير، علوم القرآن، كلها علوم آلة، يعني علوم مساعدة للوصول إلى غاية، وهي:
- معرفة معاني القرآن العظيم، والسنة النبوية،
- والعمل بهما؛
لنيل السعادة في الدنيا والآخرة!


فأعجب لمن يستغرقه علم الوسيلة والآلة عن علم الغاية!

لفت نظري ٢٥: أنهم اليوم ما عادوا يتكلمون باسم الإسلام والدين الإسلامي، وصاروا يتكلمون باسم الأخوة الإنسانية!


لفت نظري:

أنهم اليوم ما عادوا يتكلمون باسم الإسلام والدين الإسلامي، وصاروا يتكلمون باسم الأخوة الإنسانية!


تراهم... هم... هم... فقط تغيرت جلدتهم الظاهرة، ... لا يخدعوك!

لفت نظري ٢٤: أنهم يقولون: إنهم ضد العلمانية، وضد الليبرالية!


لفت نظري:

أنهم يقولون: إنهم ضد العلمانية، وضد الليبرالية!

إذا كانوا صادقين فلماذا يتمسكون بالديمقراطية، وينادون إليها وهي الأداة السياسية للعلمانية؟!


هل عرفت لماذا هم متلونون... متناقضون!

خطر في بالي ٣٦: إذا كانوا يريدون تطبيق الشريعة، وإقامة حكم الله في الأرض؛ فلماذا ينادون بحكم الشعب، وسلطة الشعب، ويقولون: «الشرعية الانتخابية»؟!


خطر في بالي:

إذا كانوا يريدون تطبيق الشريعة، وإقامة حكم الله في الأرض؛ فلماذا ينادون بحكم الشعب، وسلطة الشعب، ويقولون: «الشرعية الانتخابية»؟!

كشكول ٣٦٣: خرجوا على ولاة أمرهم باسم الدين


خرجوا على ولاة أمرهم باسم الدين.

قتلوا الأبرياء باسم الدين.

فجروا المباني وعطلوا الطرقات باسم الدين.

استباحوا الأعراض باسم الدين.

قتلوا الأطفال باسم الدين.

ضيعوا العهود والمواثيق باسم الدين.

عاثوا في الأرض فساداً باسم الدين.

شوهوا الدين باسم الدين.

أي دين هذا الذي يستندون إليه؟!

هذا هو دين التوحش الذي نادى به أحدهم، 


وإنا لله وإنا إليه راجعون!

كشكول ٣٦٢: الثقافة الجماهيرية هي حقيقة دعوة هؤلاء الحزبيين إذا أرادوا الوصول إلى الحكم


الثقافة الجماهيرية هي حقيقة دعوة هؤلاء الحزبيين إذا أرادوا الوصول إلى الحكم؛ 

فهم ينسون بسرعة.

وعاطفيون.

ومتقلبون!


أثبتت لنا مجريات الأمور ذلك.

لفت نظري ٢٣: أن بعض الناس ممن ينتسب إلى العلم وطلبه، يقوم بإصدار البيانات في الشؤون العامة المتعلقة بالأمور السلطانية


لفت نظري:

أن بعض الناس ممن ينتسب إلى العلم وطلبه، يقوم بإصدار البيانات في الشؤون العامة المتعلقة بالأمور السلطانية، وخاصة في موقف الدولة من غيرها، وتتويجها بأنها صادرة من العلماء؛

وهذا التصرف ليس بصحيح؛ 

- لأنه من باب منازعة الأمر أهله.

- ولأنه ليس سبيل النصيحة التي علمناها الرسول -صلى الله عليه وسلم- لذي السلطان.

- ولأن النظر في مآلات هذا الفعل تنبيء بأنه شر لا خير فيه.


- ولأنه ليس من حق أي أحد ينتسب إلى العلم.

والدليل على ذلك قوله تعالى: {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً}. (النساء:  83). 

ومحل الشاهد في الآية قوله تعالى: {وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ}.

ووجه الدلالة: أنه أمر بالرد إلى العلماء الذين هم ولاة أمر؛ لكونهم مع ولي الأمر، وليس أي عالم

والتطبيق العملي الذي جرى عليه السلف يدل على ذلك؛
فما سمعنا عن الصحابة -رضي الله عنهم-، ولا التابعين، ولا من بعدهم إصدار بيانات في النوازل العامة المتعلقة بشأن البلد، إنما يصدر الناس عن ولي الأمر ومن في جهته من العلماء الذين يمثلون ولي الأمر. 

وبعض الناس يتوهم لمجرد أنه يحمل شهادة عالمية أن من حقه بل الواجب عليه إصدار مثل تلك البيانات والتوقيع عليها، وليس الأمر كذلك؛

فالحذر من هذه البيانات، بل ومن أصحابها؛ 

فإنهم على الأقل يسببون فتنة إنشقاق عظيمة، وبلبلة خطيرة... 


ولا حول ولا قوة إلا بالله.

كشكول ٣٦١: يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور


{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ}. (فاطر:5).

كشكول ٣٦٠: يا مسلم كل شيء دون الله صغير، مهما عظمت أو كبرت أمور الدنيا صغيرة



يا مسلم كل شيء دون الله صغير،

مهما عظمت أو كبرت أمور الدنيا صغيرة، 

سبحان الله،

والله أكبر،

ولله الحمد. 


ولا حول و لا قوة إلا بالله.

كشكول ٣٥٩: يتستر بذكر السلف، وبالدليل، ويشرح كتب سلفية، ويتظاهر بالغيرة لدين الله؛ ولا يلبث قليلاً إلا ويفتضح


يتستر بذكر السلف، وبالدليل،

ويشرح كتب سلفية،

ويتظاهر بالغيرة لدين الله؛ 

ولا يلبث قليلاً إلا ويفتضح. 


ومهما تكن عند امرئ من خليقة ... وإن خالها تخفى على الناس تعلم

علمني ديني ١٣٣: أنه لا حرج في الفرح بموت أهل البدع وأهل الباطل؛ فقد أراح الله منهم البلاد والعباد


علمني ديني:

أنه لا حرج في الفرح بموت أهل البدع وأهل الباطل؛ فقد أراح الله منهم البلاد والعباد.

أخرج البخاري تحت رقم: (6512)، ومسلم تحت رقم: (950)، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ الأَنْصَارِيِّ، أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ، فَقَالَ: «مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ». قَالُوا: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا المُسْتَرِيحُ وَالمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟». قَالَ: «العَبْدُ المُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ، وَالعَبْدُ الفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ العِبَادُ وَالبِلاَدُ، وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ».».

وفي كتاب السنة لأحمد بن محمد الخلال (5/ 121، تحت رقم: 1769): «سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الْمَرُّوذِيَّ، قَالَ: «سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَذَكَرَ الْجَهْمِيَّةَ، فَقَالَ: «إِنَّمَا كَانَ يُرَادُ بِهِمُ الْمَطَابِقَ، تَدْرِي أَيَّ شَيْءٍ عَمِلُوا هَؤُلاَءِ فِي الإِسْلاَمِ؟». قِيلَ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: «الرَّجُلُ يَفْرَحُ بِمَا يَنْزِلُ بِأَصْحَابِ ابْنِ أَبِي دُؤَادَ، عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ إِثْمٌ؟». قَالَ: «وَمَنْ لاَ يَفْرَحُ بِهَذَا؟». قِيلَ لَهُ: «إِنَّ ابْنَ الْمُبَارَكِ قَالَ: «الَّذِي يَنْتَقِمُ مِنَ الْحَجَّاجِ، هُوَ يَنْتَقِمُ لِلْحَجَّاجِ مِنَ النَّاسِ». قَالَ: «أَيَّ شَيْءٍ يُشْبِهُ هَذَا مِنَ الْحَجَّاجِ؟ هَؤُلاَءِ أَرَادُوا تَبْدِيلَ الدِّينِ».».


ومعنى كلام أحمد في تعليقه على كلمة ابن المبارك: أنه لا مصلحة في ذكر الحجاج وعيبه؛ فإن الحجاج كان ظلمه في حق الناس، أمّا أهل البدع والباطل فظلمهم في حق الدين، يريدون تبديل الدين؛ فلا يشبه هذا هذا!

كشكول ٣٥٨: مفتاح شخصيتهم يفسر لك تصرفاتهم.


مفتاح شخصيتهم يفسر لك تصرفاتهم.

لا تستغرب؛
إنهم لا انتماء لهم إلى أوطانهم. هؤلاء تربوا على أن الوطنية وثنية. عاشوا على طريق العزلة الشعورية. ولاؤهم مصروف لجهة التنظيم والجماعة والحزب. كل ما هو خارج هذه الدائرة فهو جاهلي، يستحق الموت، ولا حق له في الحياة. 

هذا هو مفتاح شخصيتهم؛ لتفسر به كل ما يصدر منهم.

سواء الكبار منهم والصغار. 

وأنا على غلبة ظن تشبه اليقين، أنهم لو تركوا في الحكم؛ لتفسخوا، ولخرج بعضهم على بعض. 

ولكن سيكون ذلك على حساب البلاد والعباد. 

هم يعيشون في فوضى فكرية، واضطراب نفسي؛ 

ولذلك يحاولون إظهار نفسهم بالتنظيم.

يوهمونك بأن لديهم حل للمشكلات، وهم المشكلة نفسها


اللهم سلم. اللهم سلم.

علمني ديني ١٣٢: أنه لابد للناس من إمارة


علمني ديني: 

أنه لابد للناس من إمارة.

عن [عاصم بن ضمرة] قال: «لما حكمت الحرورية 

قال علي: «ما يقولون؟».

قيل: «يقولون: «لا حكم إلا لله».». 

قال: «الحكم لله، وفي الأرض حكام، ولكنهم يقولون: لا إمارة، ولا بد للناس من إمارة يعمل فيها المؤمن، ويستمتع فيها الفاجر والكافر، ويبلغ الله فيها الأجل».». (أخرجه عبدالرزاق في المصنف (10/ 149)، والبيهقي في الكبرى (8/ 184).).

وروي مرفوعاً، عن زِرُّ بن حُبَيْشٍ، قَالَ: «لَمَّا أَنْكَرَ النَّاسُ سِيرَةَ الْوَلِيدِ بن عُقْبَةَ بن أَبِي مُعَيْطٍ، فَزِعَ النَّاسُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بن مَسْعُودٍ، فَقَالَ لَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بن مَسْعُودٍ: «اصْبِرُوا، فَإِنَّ جَوْرَ إِمَامٍ خَمْسِينَ عَامًا خَيْرٌ مِنْ هَرْجِ شَهْرٍ، وَذَلِكَ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، 

يَقُولُ: «لا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ إِمَارَةٍ بَرَّةٍ أَوْ فَاجِرَةٍ، 

فَأَمَّا الْبَرَّةُ فَتَعْدِلُ فِي الْقَسْمِ، وَيُقْسَمُ بَيْنَكُمْ فَيْأكُمْ بِالسَّوِيَّةِ، 

وَأَمَّا الْفَاجِرَةُ فَيُبْتَلَى فِيهَا الْمُؤْمِنُ، 

وَالإِمَارَةُ الْفَاجِرَةُ خَيْرٌ مِنَ الْهَرْجِ».

قِيلَ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْهَرْجُ؟ ».


قَالَ: «الْقَتْلُ وَالْكَذِبُ».». (أخرجه الطبرانى (10/ 132، رقم: 10210). قال الهيثمى (5/ 267): «فيه وهب الله بن رزق، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات»اهـ.

سؤال وجواب ٦٧: هل يقع الطلاق لمن ينطبق عليه الطلاق البدعي؟


سؤال: «إنني سبق أن طلقت زوجتي طلقتين، وكنت وقتها في غضب شديد، ثم تلفظت مؤخراً بلفظ الطلاق مرّة واحدة، وكانت في طهر جامعتها فيه؛ فأرجو من فضيلتكم إفتائي مع الدليل الشرعي هل مازالت في عصمة نكاحي أم لا؟، وجزاكم الله خيراً». 

الجواب: الحمد لله وحده. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أمّا بعد: 
فإن الطلاق ينقسم إلى قسمين:
طلاق سني.
وطلاق بدعي.

أمّا الطلاق السني، الذي أحلّه الله؛ فهو أن يطلق الرجل زوجته بعد أن تطهر من الحيض قبل أن يطأها طلقة واحدة. فإذا كانت لا تحيض طلقها في أي وقت شاء. وكذا له أن يطلقها إذا تبين حملها. 

أمّا الطلاق البدعي، الذي حرّمه الله؛ فهو أن يطلقها على غير الصفة السابقة، وهذا يشمل الأحوال التالية:
1- أن يطلقها في الحيض.
2- أن يطلقها في طهر جامعها فيه.
3- أن يجمع عليها أكثر من طلقة في فم واحد أو مجلس واحد.
4- أن يطلقها طلقة واحدة في طهر لم يجامعها فيه، ثم يطلقها الثانية أو الثالثة في ذلك الطهر قبل أن يراجعها. 
وهذا التقرير السابق لأنواع الطلاق محل إجماع([1]). 

وإنما حصل النزاع بين أهل العلم في الطلاق البدعي المحرم فيما يقع به على قولين:

القول الأوّل: أنه يلزم، فيقع الطلاق به. وهذا عليه الأكثرون؛ فإنهم يقولون بوقوعه مع القول بتحريمه. 

القول الثاني: أنه لا يلزم، فلا يقع الطلاق به. وهذا عليه جماعة من أهل العلم، منهم طاووس وعكرمة، وخلاس، وعمر، ومحمد بن إسحاق، وحجاج بن أرطاة، وأهل الظاهر كداود وأصحابه، وطائفة من أصحاب أبي حنيفة ومالك وأحمد، وبروى عن أبي جعفر الباقر، وجعفر بن محمد الصادق، وغيرهما من أهل البيت([2])، وهو قول ابن تيمية، وابن القيم، والشوكاني، وأحمد شاكر، وسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز، في آخرين. 
والمسألة من مسائل الإجتهاد، إذ ليس فيها حجة يجب التزامها والمصير إليها. وأصحاب القول الأول ليس معهم ما يدل لقولهم، إلا دعواهم الإجماع، والاستدلال بعمومات، وقياسات قاسوها لا تسلّم لهم([3]). 

أمّا أصحاب القول الثاني، القائلين بعدم وقوع طلاق الرجل إذا طلق امرأته في طهر جامعها فيه، فإنهم قرروا قولهم بأمور، منها:

أولاً: أن الأصل ثبوت عقد النكاح بيقين،  فلا يزال بمجرد شك، والقاعدة الشرعية «اليقين لا يُزال بالشك». ويوضح هذا: أن من طلّق امرأته في طهر جامعها فيه ارتكب فعلاً محرماً، ولكن هل يلزم بذلك، فتطلق عليه زوجته، هذا محل نزاع بين أهل العلم، ولا يقين من كتاب أو سنة أو إجماع، أنه يلزمه الطلاق والحال هذه([4]). ويتأكد هذا بما يلي: 

ثانياً: أن هذا الطلاق لم يشرعه الله، فهو طلاق محرم بدعي بإجماع المسلمين، فكيف يلزم ويوقع به؟ وبعبارة أخرى: إن هذا طلاق لم يشرعه الله تعالى أبداً، ولا أذن فيه، فليس من شرعه، فكيف يقال بنفوذه وصحته؟([5]). قال ابن تيمية -رحمه الله-: «الأصل الذي عليه السلف والفقهاء: أن العبادات والعقود المحرّمة إذا فعلت على الوجه المحرّم لم تكن لازمة صحيحة. وهذا وإن كان نازع فيه طائفة من أهل الكلام، فالصواب مع السلف وأئمة الفقهاء؛ لأن الصحابة والتابعين لهم بإحسان كانوا يستدلون على فساد العبادات والعقوبة بتحريم الشارع لها، وهذا متواتر عنهم»اهـ([6]).

ثالثاً: أن الأصل: أن كل شيء ليس من شرع الله؛ فهو مردود على صاحبه. قال الشوكاني -رحمه الله-: «الحاصل أن الاتفاق كائن على أن الطلاق المخالف لطلاق السنة، يقال له: طلاق بدعة. وقد ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم-: «أن كل بدعة ضلالة». ولا خلاف أيضاً أن هذا الطلاق مخالف لما شرعه الله في كتابه، وبيّنه رسوله -صلى الله عليه وسلم- في حديث ابن عمر، وما خالف ما شرعه الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، فهو رد؛ لحديث عائشة عنه -صلى الله عليه وسلم-: «كل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد»، وهو حديث متفق عليه. فمن زعم أن هذه البدعة يلزم حكمها، وأن هذا الأمر الذي ليس من أمره -صلى الله عليه وسلم يقع من فاعله ويعتد به، لم يُقبل منه ذلك إلا بدليل»اهـ([7]). 

رابعاً: [أن الأصل في عقد النكاح البقاء والاستمرار، وهو عقد بين اثنين هما الزوجان، والأصل في العقود أن فسخها كابتدائها، يجب فيه رضا العاقدين. وأباح الشارع الطلاق من أحد طرفي العقد وحده وهو الزوج على غير القياس في فسخ العقود أو إلغائها؛ فيجب الاقتصار على ما ورد عنه، والوقوف عند الحد الذي أباحه؛ فكل صفة للطلاق غير الصفة التي أذن بها الشرع لا أثر لها في العقد. ولا يجوز قياس الممنوع على الجائز، كما لا يجوز قياس أحد طرفي العقد على الآخر؛ فإن المرأة لا يجوز لها أن تطلق نفسها إلا إذا فوّض الزوج إليها وتلقته عنه]([8]). 

وأختم بنقول من كلام ابن تيمية، والشوكاني، وسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز -غفر الله لهم-. 

قال ابن تيمية -رحمه الله-: «الطلاق منه طلاق سنة أباحه الله تعالى، وطلاق بدعة حرمه الله. فطلاق السنة أن يطلقها طلقة واحدة إذا طهرت من الحيض قبل أن يجامعها، أو يطلقها حاملاً قد تبين حملها.  فإن طلقها وهي حائض، أو وطئها وطلقها بعد الوطء قبل أن يتبين حملها؛ فهذا طلاق محرم، بالكتاب والسنة وإجماع المسلمين. وتنازع العلماء هل يلزم أو لا يلزم؟ على قولين. والأظهر أنه لا يلزم»اهـ([9]). وقال في موضع آخر بعد بيانه للطلاق المحرم البدعي: «والأظهر أنه لا يقع»اهـ([10]). 

وقال الشوكاني -رحمه الله- في كلامه عن الطلاق: «هو جائز من مكلف مختار ولو هازلاً  لمن كانت في طهر لم يمسها فيه، ولا طلقها في الحيضة التي قبله، أو في حمل قد استبان. ويحرم إيقاعه على غير هذه الصفة. وفي وقوعه ووقوع ما فوق الواحدة من دون تخلل رجعة خلاف. والراجح عدم الوقوع»اهـ([11]). 

وقال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز -حفظه الله-: «تعتبر المرأة طالقاً إذا أوقع زوجها عليها الطلاق وهو عاقل مختار، ليس به مانع من موانع وقوع الطلاق -كالجنون والسكر ونحو ذلك- وكانت المرأة طاهرة طهراً لم يجامعها فيه، أو حاملاً أو آيسة.  أمّا إذا كانت المطلقة حائضاً أو نفساء أو في طهر جامعها فيه، وليست حبلى ولا آيسة؛ فإنه لا يقع عليها الطلاق في أصح قولي العلماء، إلا أن يحكم بوقوعه قاض شرعي، فإن حكم بوقوعه وقع؛ لأن حكم القاضي يرفع الخلاف في المسائل الاجتهادية»اهـ([12]). 
قلت: ولا يفهم من كلام سماحة الشيخ أنه يلزم للمستفتي الرجوع إلى الحاكم الشرعي، وإنما مراده -حفظه الله-، بيان أن حكم القاضي يرفع النزاع في مسائل الاجتهاد، وإلا فلو سأل المسلم أهل العلم في المسألة فقد حصل منه امتثال الأمر الشرعي في قوله تعالى: {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذّكْرِ إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ} [النحل:43].

والخلاصة من جميع ما تقدّم: أن الرجل إذا طلّق زوجته في طهر جامعها فيه، أنه ارتكب أمراً محرماً يأثم به، ولكن لا يقع عليه طلاق زوجته
أمّا بخصوص الطلقة الأولى والثانية التي ذكر أنه كان وقتها في غضب شديد، لمّا وقعت منه؛ فإن هذه المسألة تحتاج إلى نظر في هذا الغضب هل يغلق عليه فيه، وهل هناك بينة معتبرة تشهد بأنه يبلغ تلك الحالة، وأنه قد بلغ هذه الحالة عندما تلفظ بالطلاق في المرة الأولى والثانية، أم لا؟ وذلك لأن الغضب الذي لا يقع معه الطلاق هو الغضب الذي يغلق على الرجل قلبه، فلا يقصد الكلام أو لا يعلم به، كأنه انغلق عليه قصده وإرادته. 
قال ابن قيم الجوزية -رحمه الله-: «الغضب على ثلاثة أقسام: 
أحدها: ما يزيل العقل، فلا يشعر صاحبه بما قال، وهذا لا يقع طلاقه بلا نزاع.
الثاني: ما يكون في مباديه بحيث لا يمنع صاحبه من تصور ما يقول وقصده، فهذا يقع طلاقه.
الثالث: أن يستحكم ويشتد به، فلا يزيل عقله بالكلية، ولكن يحول بينه وبين نيته، بحيث يندم على ما فرط منه إذا زال، فهذا محل نظر، وعدم الوقوع في هذه الحالة قوي متجه»اهـ([13]). 
قلت: وعندي أن هذه الحال الثالثة ينظر فيها إلى حال من وقع منه التلفظ بالطلاق، وذلك يعود إلى نظر المفتى، والله أعلم. 
وحيث أن السائل ذكر أنه تلفظ بطلاق زوجته في طهر جامعها فيه، وبحسب كلام أهل العلم السابق، ومنهم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز؛ فإن طلاقه لا يقع. وتعتبر زوجته مازالت في عصمة نكاحه. هذا والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وسلم.

__________________________________ 
([1]) مجموع الفتاوى ( 33/66-67). 
([2]) مجموع الفتاوى (33/81-82). 
([3]) ناقشهم فيها وبيّن بطلانها وعدم صلاحيتها للحجة ابن قيم الجوزية في زاد المعاد (5/229-241). 
([4]) زاد المعاد (5/223). 
([5]) زاد المعاد (5/223). 
([6]) مجموع الفتاوى (33/24). 
([7]) وبل الغمام على شفاء الأوام (2/70-71). وانظر مجموع الفتاوى (33/101)، زاد المعاد (5/224). تنبيه: هذا هو الأصل، فإن ثبت دليل على إخراج صورة من هذه الصور صير إليها؛ ولذلك ابن تيمية وابن القيم والشوكاني وغيرهم -رحمهم الله-، يحكمون بوقوع طلقة واحدة في الطلقات المجموعة؛ لورود الدليل بذلك فيها على خصوصها، وكذا إيقاع الطلقة على الحائض عند الألباني؛ فإنه يوقعه لورود دليل ثبت عنده بخصوصها. 
([8]) من كلام أحمد شاكر في تعليقه على الروضة الندية (2/48). 
([9]) مجموع الفتاوى (33/72). وانظر منه (33/24، 71). 
([10]) مجموع الفتاوى (33/66). 
([11]) الدرر البهية، مع شرحها الدراري المضية (2/69). 
([12]) الفتاوى لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز/ كتاب الدعوة / الجزء الثاني / الطبعة الثانية 1414-1415هـ/ ص235. 

([13]) زاد المعاد (5/215).

كشكول ٣٥٧: محل التشبه بالكفار المنهي عنه في أمور العادات هو ما كان من خصائصهم



محل التشبه بالكفار المنهي عنه في أمور العادات هو ما كان من خصائصهم، فما لم يكن من خصائصهم فلا يدخل تحت النهي؛ ويندرج تحت ذلك أحوال:

الحال الأولى: ما ليس من عاداتهم أصلاً.

الحال الثانية: ما كان من عاداتهم وخصائصهم، ثم لم يعد كذلك.

الحال الثالثة: ما كان أصلاً من عاداتنا، فهذا لا يدخل تحت النهي كذلك؛ لأننا أصلاً نفعله؛ لأنه من عادتنا لا من عادتهم!


وبعض الناس لا يميز بين هذه الأمور؛ فيحمل النهي على غير وجهه. والله الموفق.

علمني ديني ١٣١: أن الصالح من الناس قليل


علمني ديني: 

أن الصالح من الناس قليل،

كالإبل المئة لا تكاد فيها واحدة تصلح ركوبة. 

أخرج البخاري في الرقاق باب رفع الأمانة، حديث رقم: (649)، ومسلم في فضائل الصحابة باب قوله -صلى الله عليه وسلم- الناس كالإبل مائة، حديث رقم: (2547). عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-، قَالَ: 

«سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ٠ يَقُولُ:


«إِنَّمَا النَّاسُ كَالإِبِلِ المِائَةِ، لاَ تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً».».

كشكول ٣٥٦: أهم سبيل لتقوية شخصية ابنك


أطلعني أحدهم على وصايا لتربويين في تربية أولادنا، فقلت:

هذه الوصايا كلها ثانوية. أهم سبيل لتقوية شخصية ابنك؛

أن تعلق قلبه بالله واليوم الآخر، 

وأن تعلمه الإخلاص،

ومراقبة الله، 

وأن تتقي الله أنت في مالك الذي تغذيه به، 

وأن تتقي الله في معاملة زوجك التي هي أمه، 

وأن تتقي الله في صلة رحمك الذين هم أقرباؤه. 

إذا فعلت ذلك حصل مرادك: «ياغلام احفظ الله، يحفظك. تعرف إلى الله في الرخاء، يعرفك في الشدة. وإذا سألت فاسأل الله. وإذا استعنت فاستعن بالله...». الحديث. 

تأمله؛ فكله فيما يقوي شخصية أولادنا بنين وبنات.


ولا تلتفت لهذا المذكور؛ فكله يأتي تبعاً... والله الموفق.

كشكول ٣٥٥: سلفهم في مبدأ توزيع الثروات


سلفهم في مبدأ توزيع الثروات.

سمعت شيخنا أبا محمد (ربيع بن هادي المدخلي -سلمه الله-) في أحد مجالسه لما جاء ذكر حديث اعتراض ذي الخويصرة التميمي على الرسول -صلى الله عليه وسلم- بقوله: «أعدل يا محمد». 

قال -شده الله بالصحة والعافية-: «فكل من يدعو اليوم الناس، ويجعل مبدأ دعوته وشعاره توزيع الثروة؛ فسلفه هو هذا الذي اعترض على النبي -صلى الله عليه وسلم-: ذو الخويصرة؛

لأن معنى كلمته هو نفس كلمة هؤلاء: (العدل في توزيع الثروات)». 


وبين -أمد الله بعمره في طاعته-: «إن دعوة الأنبياء مبدأها تحقيق توحيد الله بالعبادة، وليس توزيع الثروات، ولا المشاركة في الحكم، ولا غير لك». أو كما قال -حفظه الله- بتصرف، وزيادة بالمعنى مني.

علمني ديني١٣٠: أن أجعل همي الآخرة في كل شيء



علمني ديني: 

أن أجعل همي الآخرة في كل شيء؛ لأجمع شملي، ولتأتيني الدنيا وهي راغمة، وليكون غناي في قلبي.


أخرج أحمد في المسند (الرسالة 35/ 467، تحت رقم: 21590)، وابن ماجه تحت رقم: (4105) عن زيد بن ثابت -رضي الله عنه- قال: «سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «مَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ: فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَمْرَهُ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ. وَمَنْ كَانَتْ الْآخِرَةُ نِيَّتَهُ: جَمَعَ اللَّهُ لَهُ أَمْرَهُ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ».». ورواه الترمذي تحت رقم :(2465)، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ هَمَّهُ: جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ. وَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ: جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ».». (وصححه الألباني ومحقق سنن ابن ماجه ومحققو المسند).

كشكول ٣٥٤: شكر النعمة له خمسة أركان


شكر النعمة له خمسة أركان:

الركن الأول: الاعتراف بالنعمة وشهودها.

الركن الثاني: الاعتراف بالمنعم.

الركن الثالث: الاعتراف بمن كان سبباً في وصولها إليك.

الركن الرابع: استعمالها فيما يرضي المنعم.

الركن الخامس: التحدث بها عند أمن الفتنة والحسد.

والناس مغبونون في نعمة الله عليهم.

ومن النعم التي يغبن فيها كثير من الناس: الصحة والفراغ.

فتجد الرجل صحيح البدن معافى ولا يستغل عافيته فيما يرضى الله عنه.

وتجد الرجل لديه وقت وفراغ؛ فيضيع عليه، ولا يستغله في طاعة الله ورضاه، بل يسعى إلى (زعموا) قطع الوقت وقتل الوقت، بما لا ينفع في الدنيا ولا في الآخرة، من اللغو!


وإنا لله وإنا إليه راجعون!

كشكول ٣٥٣: أيهم أخطر: شارب الخمر ومرتكب الفسوق، أو صاحب البدعة الضال الذي يصلي ويصوم، وما يرتكب هذه الذنوب؟



أيهم أخطر: شارب الخمر ومرتكب الفسوق، أو صاحب البدعة الضال الذي يصلي ويصوم، وما يرتكب هذه الذنوب؟

أتدري أن علماء السنة يقولون: العقبات التي يطلب فيها إبليس المسلم سبعة:
أولها: الشرك بالله.
فإن لم يجبه دعاه إلى البدعة. وهي الثانية بعد الشرك.
فإن لم يجبه دعاه إلى فعل الكبيرة، وهي الثالثة بعد البدعة.
فإن لم يجبه دعاه إلى فعل الصغيرة. وهي الرابعة بعد الكبيرة.
فإن لم يجبه دعاه إلى فعل المكروهات. وهي الخامسة بعد الصغيرة.
فإن لم يجبه دعاه إلى ترك المستحبات، وهي السادسة بعد الفعل المكروهات.
فإن لم يجبه دعاه إلى التوسع في المباحات، وهي السابعة بعد ترك المستحبات.
ولن يبلغ العبد درجة المتقين حتى يدع ما لا بأس به؛ خشية مما فيه بأس.
فالبدعة بعد الشرك، وهي أخطر من الكبائر والمعاصي وسائر الذنوب تحتها.
فلا تستهينوا بالبدع!

قول العلامة محمد بن عثيمين -رحمه الله-:
البدعة أكبر من الكبائر؛
لأنها تنقص من الإسلام،
وإحداث في الإسلام،
وتهمة الإسلام بالنقص؛
ولهذا يبتدع ويزيد.
أما المعاصي فهي اتباع للهوى، وطاعة للشيطان، فهي أسهل من البدعة، وصاحبها قد يتوب، ويسارع، وقد يتعظ.
وأما صاحب البدعة فيرى أنه مصيب ولا يتوب،
يرى أنه مجتهد؛ فيستمر في بدعته والعياذ بالله،
ويرى الدين ناقصًا، وهو بحاجه إلى بدعته؛
ولهذا صار أمر البدعة أشد وأخطر من المعصية. قال الله في أهل المعاصي: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء}.
وأهل المعصية تحت المشيئة، أما أهل البدعة فشرهم عظيم وخطرهم كبير؛
لأن بدعتهم معناها:
1- تنقص في الإسلام.
2- وأنه يحتاج إلى هذه البدعة.
3- ويرى صاحبها أنه محق، ويستمر عليها، ويبقى عليها ويجادل عنها،
نسأل الله العافية.

[من شرح عقيدة أهل السنة والجماعة]