السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الجمعة، 9 يناير 2015

إجابات أسئلة الإخوة في الفيس بوك ١


المجلس الأول؛ للإجابة على أسئلة الإخوة  عبر صفحة الشيخ د. محمد بن عمر بازمول في الفيس بوك:

السؤال الأول: ماذا يفعل المسبوق في صلاة الجنازة؟
الجواب: 


لتحميل الجواب:
http://goo.gl/uj0ETw

السؤال الثاني: ما هو أفضل شرح لبلوغ المرام للمتوسطين؟
الجواب:


لتحميل الجواب:
http://goo.gl/tV5pj5


السؤال الثالث: هل يجوز الاستدلال بالأحاديث الضعيفة ضعفًا يسيراً؟
الجواب:


لتحميل الجواب:

http://goo.gl/PTdSYd

السؤال الرابع: استدلال الخوارج بآية فضرب الرقاب على الذبح.
الجواب:


لتحميل الجواب:
http://goo.gl/44FQBf

السؤال الخامس: ما الفرق بين الحديث الصحيح والحديث الحسن؟
الجواب:


لتحميل الجواب:
http://goo.gl/qCrAVp

السؤال السادس: ما حكم تحويل العملات عن طريق بطاقة فيزا؟
الجواب:


لتحميل الجواب: 
http://goo.gl/Cg7A8U  


السؤال السابع: ما حكم العمل في شركات التأمين؟
الجواب:


لتحميل الجواب: (من هنا)
http://goo.gl/n0rvzd


السؤال الثامن: ما حكم صلاة الجماعة؟
الجواب:


لتحميل الجواب:
http://goo.gl/Khnoik  


السؤال التاسع: كلام الشيخ ربيع اجتهاد أو خبر؟
الجواب:


لتحميل الجواب:
http://goo.gl/egND7a

السؤال العاشر: هل السامري هو الدجال؟
الجواب:


لتحميل الجواب:
http://goo.gl/4Kzp3z

كشكول ٤٨٧: عدة المرأة التي لا تنزل دورتها، ولا تنظم إلا بحبوب، وهذا يشمل من تعاني من اضطراب هرموني أو تكييس


عدة المرأة التي لا تنزل دورتها، ولا تنظم إلا بحبوب، وهذا يشمل من تعاني من اضطراب هرموني أو تكييس.

سُئِلَ ابن تيمية -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى– مجموع الفتاوى (34/23): «عَنْ مُرْضِعٍ اسْتَبْطَأَتْ الْحَيْضَ، فَتَدَاوَتْ لِمَجِيءِ الْحَيْضِ، فَحَاضَتْ ثَلَاثَ حِيَضٍ، وَكَانَتْ مُطَلَّقَةً: فَهَلْ تَنْقَضِي عِدَّتُهَا؛ أَمْ لَا؟
فَأَجَابَ:
«نَعَمْ إذَا أَتَى الْحَيْضُ الْمَعْرُوفُ لِذَلِكَ اعْتَدَّتْ بِهِ. كَمَا أَنَّهَا لَوْ شَرِبَتْ دَوَاءً قَطَعَ الْحَيْضَ، أَوْ بَاعَدَ بَيْنَهُ: كَانَ ذَلِكَ طُهْرًا.
وَكَمَا لَوْ جَاعَتْ أَوْ تَعِبَتْ؛ أَوْ أَتَتْ غَيْرَ ذَلِكَ مِنْ الْأَسْبَابِ الَّتِي تُسَخِّنُ طَبْعَهَا، وَتُثِيرُ الدَّمَ، فَحَاضَتْ بِذَلِكَ. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ».»اهـ.


والمقصود: أنها تعتد بالدم الذي ينزل عليها، ولو كان نزوله بالأدوية. وتعتد بالطهر الذي تراه ولو كان بالأدوية. والله المستعان.

كشكول ٤٨٦: حينما نشعر بالسعادة...


حينما نشعر بالسعادة، نرى كل شيء جميلاً؛
تتسع الطرقات أمامنا...
تنعم نسمات الهواء لنا...
نسمع الضحكات...
نلمس الرضى...
نحس الأضواء تتراقص بهجة وسعادة...
نرى الدنيا في شكل غير شكلها، مع أنها هي هي!
ما الذي يحصل فينا؟!
أليست هناك طريقة نفسح فيها لهذه المشاعر فينا طوال الوقت؟!
لماذا نرضى أن تكون فينا بعض الوقت؟!
هل حاولت أن تكون كذلك طوال الوقت؟!
ألا أدلك على سبيل السعادة؟!
ولَسْتُ أَرَى السَّعَادَةَ جَمْعَ مَالٍ ... ولَكِنِ التقَّيُّ هُوَ السَّعِيدُ
وتَقْوَى اللهِ خَيرُ الزَّادِ ذُخْرًا ... وعِنْدَ اللهِ للأتَقْى مَزِيدُ

ومَا لاَ بُدَّ أنْ يَأتِي قَرِيبٌ ... و لَكِنِ الذِي يَمْضِي بَعِيدُ

كشكول ٤٨٥: أنفع الكتب في العقيدة، والسيرة، والتفسير، وعلوم القرآن، والفقه


لم أر في كتب العقيدة أنفع لعامة المسلمين من كتاب (التوحيد حق الله على العبيد)، للإمام محمد بن عبد الوهاب التميمي.
ولم أر في كتب السيرة وأحوال الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنفع من كتاب (زاد المعاد في هدي خير العباد)، لابن قيم الجوزية.
ولم أر في كتب التفسير أسهل في تقريب المعنى، وتقريره مع التلخيص، من كتاب البغوي في التفسير.
وأجمع الكتب في علوم القرآن: (الاتقان في علوم القرآن)، للسيوطي.

ومن أنفع الكتب، وأقربها تناولاً في الفقه (الموسوعة الفقهية الكويتية)... لا تفوتك، تسوى كل ما تدفعه فيها.

لفت نظري ٢٩: إلحاح بعض الأخوة على أن يدرسوا في الجامعات، وخاصة السعودية، وكأن هذه الدراسة هي طلب العلم!


لفت نظري:

إلحاح بعض الأخوة على أن يدرسوا في الجامعات، وخاصة السعودية، وكأن هذه الدراسة هي طلب العلم!
وقد كان مشايخنا يعلموننا أن الدراسة النظامية والجامعية تساعد على طلب العلم.
وأن الذي يقتصر عليها ليس بطالب علم،
وكانوا يكررون على مسامعنا هذه أول خطوات طريق طلب العلم.
أو يقولون: «معاكم مفاتيح طلب العلم».
والمعنى: أن طالب العلم لا يقتصر على هذه الدراسة!
واليوم تيسرت -والحمد لله- طرق طلب العلم، فبإمكانك عن طريق الشبكة العنكبوتية، وبإمكانك عن طريق الأشرطة والدروس المسجلة، وبإمكانك عن طريق الهاتف.

ولنتذكر حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم، ومن يتحر الخير يعطاه، ومن يتقي الشر يوقاه». والله الهادي لا رب سواه.

كشكول ٤٨٤: المتشابه من القرآن الكريم في علوم القرآن له ثلاثة إطلاقات...



المتشابه من القرآن الكريم في علوم القرآن له ثلاثة إطلاقات:

الإطلاق الأول:
فالقرآن كله متشابه، بمعنى أنه يصدق بعضه بعضاً، في فصاحة وبيان وبلاغة، فكله متشابه بهذا المعنى. {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}. (الزمر: 23).

الإطلاق الثاني:
القرآن منه محكم ومتشابه، بمعنى منه آيات ظاهر لفظها يدل على معنى غير مراد، فمن تبعه ولم يرد الآية إلى غيرها من النصوص الشرعية فقد اتبع المتشابه. فالمتشابه ما يحتاج إلى رده إلى غيره؛ لمعرفة معناه المراد شرعاً. والمحكم ما لا يحتاج إلى رده إلى غيره لمعرفة معناه، والمحكم هو أم الكتاب. {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ}. (آل عمران: 7).

الإطلاق الثالث:
القرآن فيه المتشابه اللفظي، وهو على نوعين:
النوع الأول: المتشابه في المعنى. 
والنوع الثاني: المتشابه في الحفظ.
والمراد هنا مجيء الآيتين في قصة واحدة، وموافقة في اللفظ، أو مع تقديم وتأخير، أو إبدال كلمة مكان كلمة.
فبيان سبب تنوع ذلك بحسب السياق، وأمور أخرى، وهو المتشابه اللفظي في المعنى.
وضبط هذه المواضع؛ ليعرفها الحفاظ، ويميزونها عند القراءة، هو المتشابه اللفظي في الحفظ.

كشكول ٤٨٣: طريقة نافعة للتمكن من التخريج والحكم على الأسانيد


سألني أخي في بدايات طلبه كيف يتمكن من التخريج والحكم على الأسانيد؟فدللته على طريقة رأيتها نافعة جداً.
قلت له: خذ حديثاً خرجه الألباني في السلسلة الصحيحة، أو الضعيفة، أو في الإرواء... وخرجه أنت استقلالاً، وأدرس طرقه واحكم عليه... ثم قارن عملك بعمل الشيخ. فإن وافقته؛ فالحمد لله. وإن خالفته؛ فانظر في محل المخالفة، وسببها، واصلح عملك على ضوء تخريجه. واستمر على ذلك؛ فإنه ينفعك.
والحمد لله استفاد أخي من هذه الطريقة، ونجح.

وفقه الله، ووفق الجميع.

كشكول ٤٨٢: من العلم ما تستطيع تحصيله من الكتب. ومن العلم ما يعسر عليك تحصيله من الكتب


من العلم ما تستطيع تحصيله من الكتب.
ومن العلم ما يعسر عليك تحصيله من الكتب، حتى يكاد يتعذر؛ فلا بد فيه من الرجوع إلى العلماء.
بعض المسائل كنت أسمعها عبر المسجل عن العالم، فلما التقيت به، ورأيت كيف يفعلها، وجدت أني تصورت المسألة على غير صورتها.
فلا تقصر في الرجوع إلى أهل العلم،
و لا تغتر بنفسك، مهما كنت.

واسأل الله العون والتوفيق.

كشكول ٤٨١: هل يصح الاحتجاج في اللغة بألفاظ القراءات القرآنية، والأحاديث النبوية؟



هل يصح الاحتجاج في اللغة بألفاظ القراءات القرآنية، والأحاديث النبوية؟

جرى أهل اللغة على الاحتجاج بأشعار العرب قبل دخول الشعر المولد.
واختلفوا هل يصح الاحتجاج في إثبات اللغة بالحديث وألفاظه؛
- فمنهم من قبله، وهم قلة.
- ومنهم من رد الاحتجاج بالقراءات القرآنية والحديث في اللغة.
ويرد ابن حزم على المانعين من الاحتجاج بالحديث في إثبات اللغة.
قال ابن حزم (ت456هـ) -رحمه الله- في كتابه [الفصل في الملل والنحل والأهواء، (3/107- 108)]:
«ولا عجب أعجب ممن إن وجد لأمريء القيس، أو لزهير، أو لجرير، أو الحطيئة والطرماح، أو لأعرابي أسدي بن سلمى، أو تميمي، أو من سائر أبناء العرب بوال على عقبيه لفظا في شعر أو نثر جعلة في اللغة، وقطع به ولم يعترض فيه؛ ثم إذا وجد لله تعالى خالق اللغات وأهلها كلامًا لم يلتفت إليه، ولا جعله حجة، وجعل يصرفه عن وجهه ويحرفه عن مواضعه، ويتحيل في إحالته عما أوقعه الله عليه. وإذا وجد لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- كلامًا فعل به مثل ذلك؛
وتالله لقد كان محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم قبل أن يكرمه الله تعالى بالنبوة وأيام كونه فتى بمكة -بلا شك عند كل ذي مسكة من عقل- أعلم بلغة قومه، وأفصح فيها، وأولى بأن يكون ما نطق به من ذلك حجة من كل خندفى، وقيسي، وربيعي، وأيادي، وتميمي، وقضاعي، وحميري،

فكيف بعد أن اختصه الله تعالى للنذارة، واجتباه للوساطة بينه وبين خلقه، وأجرى على لسانه كلامه، وضمن حفظه وحفظ ما يأتي به؟!»اهـ.

كشكول ٤٨٠: الإنشغال بالحب والتوغل فيه هو شأن أهل البطالة


في رسائل الجاحظ الأديب المعتزلي:
َ«ورجلان من الناس لا يعشقان عشق الأعراب؛
أحدهما الفقير المدقع، فإن قلبه يشغل عن التوغل فيه وبلوغ أقصاه.
والملك الضخم الشأن؛ لأن في الرياسة الكبرى، وفي جواز الأمر ونفاذ النهي، وفي ملك رقاب الأمم، ما يشغل شطر قوى العقل عن التوغل في الحب، والاحتراق في العشق»اهـ.

ومعنى ذلك أن الإنشغال بالحب والتوغل فيه هو شأن أهل البطالة، والله الموفق.

خطر في بالي ٤٢: التنبيه على أن التحذير من القصاص المراد منه ما يلي...


خطر في بالي:

التنبيه على أن التحذير من القصاص المراد منه ما يلي:
- من يجعل كل دروسه مواعظ وقصص.
- من يورد القصص المخالفة ولا ينتبه.
- من لا يهتم بقصص القرآن والسنة.
- من لا يعرف الأحكام والحلال والحرام.
- من يقيم الدرس على أحاديث موضوعة، أو شديدة الضعف، ولا يبين ذلك.
وليس المراد بالتحذير من القصاص مطلق من أورد قصة.
وللعلماء كتب كلها قصص.

والله الموفق.

لفت نظري ٢٨: بعض خطباء الجمعة يتحدث عن مولد الرسول -صلى الله عليه وسلم- وعن بركته في ربيع الأول كل سنة. ثم يقول أنه ينكر بدعة المولد!


لفت نظري:

بعض خطباء الجمعة يتحدث عن مولد الرسول -صلى الله عليه وسلم- وعن بركته في ربيع الأول كل سنة. ثم يقول أنه ينكر بدعة المولد!
وهل بدعة المولد إلا ما فعل؟!
حيث خصص خطبة في شهر ربيع الأول للحديث عن ذلك.
الذي يظهر لي أن التصرف الصحيح: أن تكون الخطبة عن الاتباع لسنته -صلى الله عليه وسلم- طريق محبته، وعن التحذير من البدع والمخالفات.
والله الموفق والهادي.


كشكول ٤٧٩: زيادة المرء في دنياه نقصان


زيادة المرء في دنياه نقصان ... وربحه غير محض الخير خسران
وكل وجدان حظ لا ثبات له ... فإن معناه في التحقيق فقدان
يا عامرا لخراب الدهر مجتهداً ... بالله هل لخراب العمر عمران؟!
ويا حريصاً على الأموال يجمعها ... أنسيت أن سرور المال أحزان؟!
زع الفؤاد عن الدنيا وزخرفها ... فصفوها كدر والوصل هجران
وأوع سمعك أمثالاً أفصلها ... كما يفصل ياقوت ومرجان

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم ... فطالما استعبد الإنسان، إحسان

كشكول ٤٧٨: فائدة في تعدد الزوجات



فائدة في تعدد الزوجات:

لماذا أباح الشرع للرجل أن يعدد، ولم يبح للمرأة ذلك؟

قال ابن قيم الجوزية في أعلام الموقعين (2/104 - 105):
«أَمَّا قَوْلُهُ: «وَإِنَّهُ أَبَاحَ لِلرَّجُلِ أَنْ يَتَزَوَّجَ بِأَرْبَعِ زَوْجَاتٍ، وَلَمْ يُبِحْ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تَتَزَوَّجَ بِأَكْثَرَ مِنْ زَوْجٍ وَاحِدٍ»؛
فَذَلِكَ مِنْ كَمَالِ حِكْمَةِ الرَّبِّ تَعَالَى لَهُمْ، وَإِحْسَانِهِ وَرَحْمَتِهِ بِخَلْقِهِ، وَرِعَايَةِ مَصَالِحِهِمْ، وَيَتَعَالَى سُبْحَانَهُ عَنْ خِلَافِ ذَلِكَ، وَيُنَزَّهُ شَرْعُهُ أَنْ يَأْتِيَ بِغَيْرِ هَذَا، وَلَوْ أُبِيحَ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تَكُونَ عِنْدَ زَوْجَيْنِ فَأَكْثَرَ؛ لَفَسَدَ الْعَالَمُ، وَضَاعَتْ الْأَنْسَابُ، وَقَتَلَ الْأَزْوَاجُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَعَظُمَتْ الْبَلِيَّةُ، وَاشْتَدَّتْ الْفِتْنَةُ، وَقَامَتْ سُوقُ الْحَرْبِ عَلَى سَاقٍ،
وَكَيْف يَسْتَقِيمُ حَالُ امْرَأَةٍ فِيهَا شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ؟
وَكَيْفَ يَسْتَقِيمُ حَالُ الشُّرَكَاءِ فِيهَا؟
فَمَجِيءُ الشَّرِيعَةِ بِمَا جَاءَتْ بِهِ مِنْ خِلَافِ هَذَا مِنْ أَعْظَمِ الْأَدِلَّةِ عَلَى حِكْمَةِ الشَّارِعِ، وَرَحْمَتِهِ وَعِنَايَتِهِ بِخَلْقِهِ.
فَإِنْ قِيلَ: فَكَيْف رُوعِيَ جَانِبُ الرَّجُلِ، وَأَطْلَقَ لَهُ أَنْ يُسِيمَ طَرْفَهُ، وَيَقْضِيَ وَطَرَهُ، وَيَنْتَقِلَ مِنْ وَاحِدَةٍ إلَى وَاحِدَةٍ بِحَسَبِ شَهْوَتِهِ وَحَاجَتِهِ، وَدَاعِي الْمَرْأَةِ دَاعِيهِ، وَشَهْوَتُهَا شَهْوَتُهُ؟
قِيلَ: لَمَّا كَانَتْ الْمَرْأَةُ مِنْ عَادَتِهَا أَنْ تَكُونَ مُخَبَّأَةً مِنْ وَرَاءِ الْخُدُورِ، وَمَحْجُوبَةً فِي كُنِّ بَيْتِهَا، وَكَانَ مِزَاجُهَا أَبْرَدَ مِنْ مِزَاجِ الرَّجُلِ، وَحَرَكَتُهَا الظَّاهِرَةُ وَالْبَاطِنَةُ أَقَلَّ مِنْ حَرَكَتِهِ، وَكَانَ الرَّجُلُ قَدْ أُعْطِيَ مِنْ الْقُوَّةِ وَالْحَرَارَةِ الَّتِي هِيَ سُلْطَانُ الشَّهْوَةِ أَكْثَرَ مِمَّا أُعْطِيَتْهُ الْمَرْأَةُ، وَبُلِيَ بِمَا لَمْ تُبْلَ بِهِ؛ أَطْلَقَ لَهُ مِنْ عَدَدِ الْمَنْكُوحَاتِ مَا لَمْ يُطْلِقْ لِلْمَرْأَةِ؛ وَهَذَا مِمَّا خَصَّ اللَّهُ بِهِ الرِّجَالَ، وَفَضَّلَهُمْ بِهِ عَلَى النِّسَاءِ، كَمَا فَضَّلَهُمْ عَلَيْهِنَّ بِالرِّسَالَةِ، وَالنُّبُوَّةِ، وَالْخِلَافَةِ، وَالْمُلْكِ، وَالْإِمَارَةِ، وَوِلَايَةِ الْحُكْمِ، وَالْجِهَادِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَجَعَلَ الرِّجَالَ قَوَّامِينَ عَلَى النِّسَاءِ سَاعِينَ فِي مَصَالِحِهِنَّ، يَدْأَبُونَ فِي أَسْبَابِ مَعِيشَتِهِنَّ، وَيَرْكَبُونَ الْأَخْطَارَ، يَجُوبُونَ الْقِفَارَ، وَيُعَرِّضُونَ أَنْفُسَهُمْ لِكُلِّ بَلِيَّةٍ وَمِحْنَةٍ فِي مَصَالِحِ الزَّوْجَاتِ، وَالرَّبُّ تَعَالَى شَكُورٌ حَلِيمٌ، فَشَكَرَ لَهُمْ ذَلِكَ، وَجَبَرَهُمْ بِأَنْ مَكَّنَهُمْ مِمَّا لَمْ يُمَكِّنْ مِنْهُ الزَّوْجَاتِ،
وَأَنْتَ إذَا قَايَسْت بَيْنَ تَعَبِ الرِّجَالِ، وَشَقَائِهِمْ، وَكَدِّهِمْ، وَنَصَبِهِمْ فِي مَصَالِحِ النِّسَاءِ، وَبَيْنَ مَا اُبْتُلِيَ بِهِ النِّسَاءُ مِنْ الْغَيْرَةِ، وَجَدْت حَظَّ الرِّجَالِ مِنْ تَحَمُّلِ ذَلِكَ التَّعَبِ وَالنَّصَبِ وَالدَّأْبِ أَكْثَرَ مِنْ حَظِّ النِّسَاءِ مِنْ تَحَمُّلِ الْغَيْرَةِ؛ فَهَذَا مِنْ كَمَالِ عَدْلِ اللَّهِ وَحِكْمَتِهِ وَرَحْمَتِهِ؛ فَلَهُ الْحَمْدُ كَمَا هُوَ أَهْلُهُ.
وَأَمَّا قَوْلُ الْقَائِلِ: «إنَّ شَهْوَةَ الْمَرْأَةِ تَزِيدُ عَلَى شَهْوَةِ الرَّجُلِ»؛
فَلَيْسَ كَمَا قَالَ.
وَالشَّهْوَةُ مَنْبَعُهَا الْحَرَارَةُ، وَأَيْنَ حَرَارَةُ الْأُنْثَى مِنْ حَرَارَةِ الذَّكَرِ؟! وَلَكِنَّ الْمَرْأَةَ -لِفَرَاغِهَا، وَبَطَالَتِهَا، وَعَدَمِ مُعَانَاتِهَا لِمَا يَشْغَلُهَا عَنْ أَمْرِ شَهْوَتِهَا وَقَضَاءِ وَطَرِهَا- يَغْمُرُهَا سُلْطَانُ الشَّهْوَةِ، وَيَسْتَوْلِي عَلَيْهَا، وَلَا يَجِدُ عِنْدَهَا مَا يُعَارِضُهُ، بَلْ يُصَادِفُ قَلْبًا فَارِغًا، وَنَفْسًا خَالِيَةً؛ فَيَتَمَكَّنُ مِنْهَا كُلَّ التَّمَكُّنِ؛ فَيَظُنُّ الظَّانُّ أَنَّ شَهْوَتَهَا أَضْعَافُ شَهْوَةِ الرَّجُلِ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ،
وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى هَذَا أَنَّ الرَّجُلَ إذَا جَامَعَ امْرَأَتَهُ أَمْكَنَهُ أَنْ يُجَامِعَ غَيْرَهَا فِي الْحَالِ.
{ كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَطُوفُ عَلَى نِسَائِهِ فِي اللَّيْلَةِ الْوَاحِدَةِ}،
وَطَافَ سُلَيْمَانُ عَلَى تِسْعِينَ امْرَأَةً فِي لَيْلَةٍ،
وَمَعْلُومٌ أَنَّ لَهُ عِنْدَ كُلِّ امْرَأَةٍ شَهْوَةً وَحَرَارَةً بَاعِثَةً عَلَى الْوَطْءِ،
وَالْمَرْأَةُ إذَا قَضَى الرَّجُلُ وَطَرَهُ فَتَرَتْ شَهْوَتُهَا،
وَانْكَسَرَتْ نَفْسُهَا،
وَلَمْ تَطْلُبْ قَضَاءَهَا مِنْ غَيْرِهِ فِي ذَلِكَ الْحِينِ،
فَتَطَابَقَتْ حِكْمَةُ الْقَدَرِ وَالشَّرْعِ وَالْخَلْقِ وَالْأَمْرِ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ»اهـ. 

بقي أمر أخير، وهو جانب الصبر والرضا بما قدره الله وشرعه، وعدم الاعتراض عليه ودفعه. والله الموفق، والمعبود وحده دون سواه.

كشكول ٤٧٧: نور النبوة


نور النبوة.

قال شيخ الاسلام بن تيمية -رحمه الله-: «فإذا انقطع عن الناسِ نور النبوة وقعوا في ظلمة الفتن، وحدثت البدع والفجور، ووقع الشر بينهم». (مجموع الفتاوى، (17/ 310).).

والسؤال: أين نور النبوة؟
إنه في السنن الواردة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، والسلف الصالح. وبقدر رجوع المسلم في أمره وشأنه إلى ما جاء عن الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، بقدر ما يكون لديه من هذا النور!
{اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}. (البقرة: 257).
- نور في قلب المؤمن يفرق به بين الحق والباطل.
- نور ينجيه مما تخافه ويفرق بينه وبينه. {يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}. (الأنفال: 29).
- نور يكشف لك حال من حولك، واتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله.
- نور ينور حياتك؛ فتعيش في سعادة، وغيرك في ضنك. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}. (الحديد: 28).
- نور يلازمك حتى تتجاوز الصراط. {يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ}. (الحديد: 13).

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.

كشكول ٤٧٦: لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسًا يستعملهم في طاعته


أخرج أحمد في المسند تحت رقم: (17787)، و ابن ماجه تحت رقم: (8)، وابن حبان (الإحسان تحت رقم: 326)، وقال البوصيري في الزوائد: «هذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات»اهـ، وحسنه محققو المسند؛ عن أبي عِنَبَة الْخَوْلَانِيَّ، وَكَانَ قَدْ صَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ:
«لَا يَزَالُ اللَّهُ يَغْرِسُ فِي هَذَا الدِّينِ غَرْسًا يَسْتَعْمِلُهُمْ فِي طَاعَتِهِ».».

كشكول ٤٧٥: ليس المهم أن يكون الطرح جديدًا، بل المهم أن يكون الطرح صحيحًا



ليس المهم أن يكون الطرح جديدًا، بل المهم أن يكون الطرح صحيحًا.
ولا عذر في طلب مجرد الطرح الجديد؛ لأن المقصود طلب السنة لا البدعة.

سؤال وجواب ٧٤: متى يجوز الجمع بين الصلوات للمقيم؟


سؤال: «متى يجوز الجمع بين الصلوات للمقيم؟».

الجواب:
يجوز الجمع بين الصلوات للمقيم في ثلاث حالات:
الأولى: المطر.
الثانية: الخوف.
الثالثة: المشقة.

والدليل على ذلك:
ما أخرجه مسلم تحت رقم: (705)، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «جَمَعَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِالْمَدِينَةِ، فِي غَيْرِ خَوْفٍ، وَلاَ مَطَرٍ».
قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: «لِمَ فَعَلَ ذَلِكَ؟».
قَالَ: «كَيْ لاَ يُحْرِجَ أُمَّتَهُ».
وَفِي رواية: «قِيلَ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: «مَا أَرَادَ إِلَى ذَلِكَ؟».
قَالَ: «أَرَادَ أَنْ لاَ يُحْرِجَ أُمَّتَهُ».».
فدل على أن الخوف والمطر يجمع بسببهما بين الصلوات.
وأن المشقة من الأمور التي بسببها يجوز الجمع بين الصلوات للمقيم.

والله أعلم.

كشكول ٤٧٤: يخرج الشخص عن منهج أهل السنة والجماعة بأحد هذه الأمور...



يخرج الشخص عن منهج أهل السنة والجماعة بأحد هذه الأمور:

الأمر الأول: أن يجعل شيئاً أو أحداً محلاً للولاء والبراء، يوالي عليه، ويعادي عليه، غير رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما جاء به.
يقول ابن تيمية -رحمه الله-: «فَمَنْ جَعَلَ شَخْصًا مِنْ الْأَشْخَاصِ غَيْرَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنْ أَحَبَّهُ وَوَافَقَهُ كَانَ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ، وَمَنْ خَالَفَهُ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْبِدْعَةِ وَالْفُرْقَةِ -كَمَا يُوجَدُ ذَلِكَ فِي الطَّوَائِفِ مِنْ اتِّبَاعِ أَئِمَّةٍ فِي الْكَلَامِ فِي الدِّينِ وَغَيْرِ ذَلِكَ- كَانَ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ وَالضَّلَالِ وَالتَّفَرُّقِ. وَبِهَذَا يَتَبَيَّنُ أَنَّ أَحَقَّ النَّاسِ بِأَنْ تَكُونَ هِيَ الْفِرْقَةُ النَّاجِيَةُ أَهْلُ الْحَدِيثِ وَالسُّنَّةِ؛ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ مَتْبُوعٌ يَتَعَصَّبُونَ لَهُ إلَّا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَهْم أَعْلَمُ النَّاسِ بِأَقْوَالِهِ وَأَحْوَالِهِ، وَأَعْظَمُهُمْ تَمْيِيزًا بَيْنَ صَحِيحِهَا وَسَقِيمِهَا، وَأَئِمَّتُهُمْ فُقَهَاءُ فِيهَا، وَأَهْلُ مَعْرِفَةٍ بِمَعَانِيهَا وَاتِّبَاعًا لَهَا: تَصْدِيقًا، وَعَمَلًا، وَحُبًّا، وَمُوَالَاةً لِمَنْ وَالَاهَا، وَمُعَادَاةً لِمَنْ عَادَاهَا، الَّذِينَ يَرْوُونَ الْمَقَالَاتِ الْمُجْمَلَةَ إلَى مَا جَاءَ بِهِ مِنْ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ؛ فَلَا يُنَصِّبُونَ مَقَالَةً، وَيَجْعَلُونَهَا مِنْ أُصُولِ دِينِهِمْ، وَجُمَلِ كَلَامِهِمْ إنْ لَمْ تَكُنْ ثَابِتَةً فِيمَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ، بَلْ يَجْعَلُونَ مَا بُعِثَ بِهِ الرَّسُولُ مِنْ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ هُوَ الْأَصْلُ الَّذِي يَعْتَقِدُونَهُ وَيَعْتَمِدُونَهُ»اهـ. (مجموع الفتاوى، (3/347).).

الأمر الثاني: أن يخالف في مسألة من المسائل الكلية أو الكبرى؛ فيخرج بها عن أهل السنة والجماعة. ويبقى فيما عداها في مذهب أهل السنة والجماعة، بشرط أن خلافه:
- من باب الخطأ والتأويل،
- أو الجهل الذي يعذر به صاحبه.

الأمر الثالث: أن تكثر مخالفاته في المسائل الجزئية لأهل السنة والجماعة؛ فيخرج فيها عن أن ينسب إلى أهل السنة والجماعة، ويبقى فيما عداها، بشرط أن خلافه:
- من باب الخطأ والتأويل،
- أو الجهل الذي يعذر به صاحبه.


الثاني والثالث ذكرهما الشاطبي في الاعتصام. وليعلم أن هذا الباب يحتاج ثبوت الوصف فيه إلى قيام الحجة بثبوت الشروط، وانتفاء الموانع، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.

كشكول ٤٧٣: الأدب



الأدب... كلمة شاع في عرف الناس أنها في الشيء غير الواجب، والواقع خلافه؛
- فمن الأدب ما قد يكفر مخالفه: كترك الأدب مع الله سبحانه وتعالى، أو مع كتابه، أو مع رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
- ومن الأدب ما هو واجب يأثم تاركه: كالأدب مع الوالدين، والأدب مع ولاة الأمر، ونحو ذلك، كترك إكرام ذي الشيبة المسلم.

فلا ينبغي أن يهجم طالب العلم على حمل كلمة الأدب على معنى الترغيب، أو مجرد الإرشاد بدون تحرير للمراد منها.

كشكول ٤٧٢: فضل التدريس والتعليم


لو لم يكن للتدريس فائدة إلا أن المعلم يعرض ما لديه، فيأتيه من يبين له خطأه في هذه المسألة، أو تلك؛ لكفى به فضلاً.
فكيف إذا كان في التدريس دلالة على الخير، بحيث أن كل من عمل بما علمته وصل إليك أجره؟!
وإذا علمت الدين وأظهرته، يشملك ما ورد في فضل إحياء السنن؟!

ويشملك ما ورد في فضل العلماء؟!

كشكول ٤٧١: قول الإمام أحمد ابن حنبل في حارث المحاسبي


جاءني في الواتس:

قال علي بن أبي خالد: «قلتُ لأحمد بن حنبل: «إنّ هذا الشيخ -لشيخ حضر معنا- هو جاري، وقد نهيته عن رجل، ويحب أن يسمع قولك فيه: حارث القصير -يعني حارثاً المحاسبي- وكنتَ رأيتني معه منذ سنين كثيرة، فقلتَ لي: «لا تجالسه»، فما تقول فيه؟!».
فرأيت أحمد قد احمرَّ لونه، وانتفخت أوداجه وعيناه، وما رأيته هكذا قط، ثم جعل ينتفض، ويقول: «ذاك؛ فعل الله به وفعل، ليس يعرف ذاك إلا من خَبَره وعرفه، أوّيه، أوّيه، أوّيه، ذاك لا يعرفـه إلا من قد خبره وعرفه، ذاك جالسه المغازلي ويعقوب وفلان، فأخرجهم إلى رأي جهم، هلكوا بسببه!».
فقال له الشيخ: «يا أبا عبـدالله، يروي الحديث، ساكنٌ، خاشعٌ، من قصته، ومن قصته».
فغضب أبو عبدالله، وجعل يقول: «لا يغرك خشوعه ولِينه».
ويقول: «لا تغتر بتنكيس رأسه، فإنه رجل سـوء،
ذاك لا يعرفه إلا مَـنْ خبره،
لا تكلّمه، ولا كرامة له،
كل مَنْ حدث بأحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان مبتدعاً تجلس إليه؟! لا، ولا كرامة ولا نُعمَى عين».

وجعل يقول: «ذاك، ذاك». [انظر طبقات الحنابلة ( 1/234)].