السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الاثنين، 1 يونيو 2015

كشكول ٩٦٦: كانوا يتلاقون فيتساءلون، وما يريدون بذلك، إلا أن يُحمد الله -عز وجل-



جاءني على الواتساب:

قال عون بن عبدالله:
«كانوا يتلاقون فيتساءلون، وما يريدون بذلك، إلا أن يُحمد الله -عز وجل-». [حلية الأولياء، ص: (٢٤٣)].

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِرَجُلٍ: «كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا فُلَانُ؟». قَالَ: «أَحْمَدُ اللهَ إِلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ». فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-َ: «هَذَا الَّذِي أَرَدْتُ مِنْكَ». [حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة: (٢٩٥٢) لشواهده].

وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: «أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْه-ُ، وَسَلَّمَ عَلَيْهِ رَجُلٌ، فَرَدَّ السَّلَامَ، ثُمَّ سَأَلَ عُمَرُ الرَّجُلَ: «كَيْفَ أَنْتَ؟». فَقَالَ: «أَحْمَدُ اللَّهَ إِلَيْك»َ. فَقَالَ عُمَرُ: «هَذَا الَّذِي أَرَدْتُ منك». [صححه الألباني في صحيح الأدب المفرد: (٨٦٢)].

سؤال وجواب ٢٠٣: والدتي بدها تشتري بيت بفرنسا. بم تنصحوننا -بارك الله فيكم-؟



سؤال:
«والدتي بدها تشتري بيت بفرنسا. بم تنصحوننا -بارك الله فيكم-؟».

الجواب

فرنسا بلد كفر، وهي تحارب الإسلام، ومن ذلك حربها للحجاب وحربها لكل مظهر إسلامي، فما يحسن بالمسلم أن يطلب الإقامة فيها، بأن يشتري فيها منزلاً يسكنه، لكن إذا غلب على ظنه أنه سيسكن في منطقة لا يخشى على دينه، ولا على عرضه ويستطيع إظهار الدين، وأنه يحتاج للإقامة فيها والإيجارات تتعبه، فأرجو أن لا بأس بذلك بالشروط المذكورة. والله أعلم.

سؤال وجواب ٢٠٢: هل هناك حرج في تزيين البيت بالبالونات وغير ذلك يوم العيد؟



سؤال:
«هل هناك حرج في تزيين البيت بالبالونات وغير ذلك يوم العيد؟ وذلك كي يفرح الأطفال بهذا اليوم».

الجواب:

لا حرج في ذلك؛ فإنه من العادات، والأصل فيها الإباحة. والله الموفق.

سؤال وجواب ٢٠١: هل صعودي أو نزولي أمامها من عدم البر بها؟



سؤال:
«والدتي لا تستطيع المشي كثيرًا؛ بسبب مرض في ركبتيها، ومرات في الدرج تقول لي: امشي أمامي؛ ﻷن مشيها ثقيل. فهل صعودي أو نزولي أمامها من عدم البر بها؟».

الجواب:
لا، إلا إذا علمت أن هذا يضايقها، وأنها تحتاج إلى وقوفك بجانبها لتساعديها؛فتركك لذلك، وصعودك ونزولك أمامها والحال هذه يجرح خاطرها فهذا ليس من البر. أما إذا كان الأمر سيان لا يؤثر فيها ولا تحتاجك، أو لا تريدك أن تساعديها بطيب خاطر، فلا بأس إن شاء الله. 
لكن الملحوظ أن أغلب كبار السن يحبون أن يساعدهم أولادهم وأن يقفوا بجوارهم فلا يفوتك هذا البر. بارك الله لك في والدتك، وبارك لها فيك.

كشكول ٩٦٥: تخريج حديث أبي ثعلبة -رضي الله عنه-


تخريج حديث أبي ثعلبة -رضي الله عنه-.

عن أبي ثعلبة قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
«إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- فَرَضَ فَرَائِضَ فَلاَ تُضَيِّعُوهَا.
وَحَرَّمَ حُرُمَاتٍ فَلاَ تَنْتَهِكُوهَا. (وفي رواية: «وَنَهَى عَنْ أَشْيَاءَ،
فَلَا تَنْتَهِكُوهَا»). (وفي رواية: «وَسَنَّ لَكُمْ سُنَنًا فَلَا تَنْتَهِكُوهَا»).
وَحَدَّ حُدُوداً فَلاَ تَعْتَدُوهَا. وفي رواية: «وَحَرَّمَ عَلَيْكُمْ أَشْيَاءَ فَلَا تَعْتَدُوهَا»).
وَسَكَتَ عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ غَيْرِ نِسْيَانٍ فَلاَ تَبْحَثُوا عَنْهَا». (وفي
رواية: «مِنْ غَيْرِ نِسْيَانٍ لَهَا؛ رَحْمَةً لَكُمْ». وفي رواية: «وَتَرَكَ بَيْنَ ذَلِكَ أَشْيَاءَ مِنْ غَيْرِ نِسْيَانٍ مِنْ رَبِّكُمْ؛ رَحْمَةً مِنْهُ، فَاقْبَلُوهَا، وَلَا تَبْحَثُوا عَنْهَا».
وفي رواية موقوفة على أبي ثعلبة: «إِنْ اللَّهَ فَرَضَ فَرَائِضَ، فَلاَ تُضَيِّعُوهَا. وَحَدَّ حُدُودًا، فَلاَ تَعْتَدُوهَا. وَنَهَى عَنْ أَشْيَاءَ، فَلاَ تَنْتَهِكُوهَا. وَسَكَتَ عَنْ أَشْيَاءَ؛ رُخْصَةً لَكُمْ لَيْسَ بِنِسْيَانٍ، فَلاَ تَبْحَثُوا عَنْهَا».
أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (4/ 338، تحت رقم: 3492)، والدارقطني في سننه (2/ 170، تحت رقم: 4443)، ، وابن بطة في الإبانة الكبرى (1/ 407، تحت رقم: 314)، والحاكم في المستدرك (4/ 115، تحت رقم: 7114)، والبيهقي في السنن الكبرى (10/ 12)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (2/ 1045، تحت رقم: 2012)، كلهم من طريق مكحول عن أبي ثعلبة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومكحول لم يسمع من أبي ثعلبة؛ فهو منقطع.
قلت: وذلك لا تأثير له هنا؛ لأمور: مكحول تابعي، وروايته عن ستكون عن تابعي عن أبي ثعلبة، وطبقة التابعين مما يتساهل. قال ابن كثير في اختصار علوم الحديث (ص: 97): «فأما المبهم الذي لم يسم، أو من سمي ولا تعرف عينه؛ فهذا ممن لا يقبل روايته أحد علمناه. ولكنه إذا كان في عصر التابعين، والقرون المشهود لهم بالخير، فإنه يستأنس بروايته، ويستضاء بها في مواطن. وقد وقع في مسند الإمام أحمد وغيره من هذا القبيل كثير، والله أعلم»اهـ. ولأنه قد جاء معناه بإسناد ضعيف عن ابن عباس -رضي الله عنه-، وعن أبي الدرداء -رضي الله عنه-، وذكره في اتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: (1/ 26) عن أبي يعلى في مسنده (4/ 343، تحت رقم: 2458) ، ومسدد: وقال: «هذا إسناد مداره على حسين بن قيس الرحبي المعروف بحنش، وقد ضعفه ابن معين، وأبو حاتم، وأبو زرعة، والبخاري، والساجي، والعقيلي، والدارقطني، وابن عدي، وابن عبد البر، وغيرهم»اهـ ومن طريق قيس أخرجه كذلك الطبراني في المعجم الكبير (11/213 ، رقم: 11532). فهذا حديث ضعيف. وعن أبي الدرداء أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (7/ 265، 7461) ، والمعجم الصغير (2/ 249، تحت رقم: 1111)، من طريق أَصْرَمُ بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ فَرَضَ فَرَائِضَ فَلَا تُضَيِّعُوهَا...»، قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِهِ عَنْ قُرَّةَ إِلَّا أَصْرَمُ بْنُ حَوْشَبٍ»اهـ. وأصرم بن حوشب متروك؛ فهذا ضعيف جداً. ولعله لهذا حسنه النووي في أربعينه، وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم / الأرنؤوط (2/ 150): «وَكَذَلِكَ حَسَّنَ قَبْلَهُ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرِ بْنُ السَّمْعَانِيِّ فِي (أَمَالِيهِ).  وَقَدْ رُوِيَ مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ مَرْفُوعًا مِنْ وُجُوهٍ أُخَرَ»اهـ. وقال ابن القيم فِي إعلام الموقعين (1/ 249): «وصح عنه ما رواه أبو ثعلبة الخشني قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها...»اهـ. وقال ابن كثير في تفسيره /سلامة (1/ 621): «كَمَا ثَبَتَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: «إِنِ اللَّهَ حَدَّ حُدُودًا فَلَا تَعْتَدُوهَا...»اهـ.

كشكول ٩٦٤: اظفر بذات الدين...



لا تغرك الجميلة بجمالها؛ فعسى جمالها أن يرديها.
ولا تغرك الغنية بمالها؛ فعسى مالها أن يطغيها.
ولا تغرك النسيبة بنسبها؛ فعسى نسبها أن يلهيها.
اظفر بذات الدين.
المرأة ذات الدين السمراء والسوداء خير من جميلة ليست ذات دين.
لا يغرك العرض الزائل، وعليك بالجوهر.
الجمال بضاعة مستعارة، الزمن كفيل بأخذها.
- الدين،
- والأخلاق،
- والطبائع الحسنة،
هي التي تبقى، وتصنع منك بإذن الله رجلاً، وأباً مسؤولاً، وزوجاً صالحاً.
ويحك... أو كل البيوت بنيت على الحب!
ألا ترى إلى قول الله -تبارك وتعالى-: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}. (الروم: 21).
جاء التعبير بالمودة ولم يأت بالمحبة؛ لأن المودة محبة في الحال وزيادة في الاستقبال.
فالمرأة الودود تتحبب لزوجها في كل وقت، فما يرى ولا يسمع منها إلا ما يعجبه ويرضيه، ويزداد ذلك مع الأيام.
أمّا الحب فهو ميل إلى ما يسر في الحال.
فالفرق بينهما في أن:
- منها ما يكون في الحال،
- ومنها ما يكون أثره في الاستقبال.
وهكذا حال الزواج!
أرأيت هذه التي أعجبك جمالها، وأحببته؛ يوشك إذا رأيت عقلها وخبرت طباعها، وسمعت مقالها؛ فانكشف حالها؛ فكرهته.
وتلك التي لم يعجبك جمالها، أو لونها، يوشك إذا رأيت عقلها، وخبرت طبعها، وسمعت قولها؛ فانكشف طيب معدنها، وسخاء طبعها، وجمال روحها؛ فعشقته!
وأسأل بذلك خبيراً!