السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الأربعاء، 31 ديسمبر 2014

كشكول ٤٦١: فضل اتباع السنة ولزومها


فضل اتباع السنة ولزومها.

قال ابن حبان -رحمه الله- (صحيح ابن حبان (الإحسان) (1/ 86).):
«إن فِي لزوم سنته:
تَمام السلامة،
وجماع الكرامة؛
لا تطفأ سرجها،
ولا تدحض حججها.
من لزمها عصم،
ومن خالفها يذم؛
إذ هي الحصن الحصين، والركن الركين، الذي بان فضله، ومتن حبله.
من تَمسك به ساد،
ومن رام خلافه باد،

فالمتعلقون به أهل السعادة فِي الآجل، والمغبوطون بين الأنام فِي العاجل»اهـ.

كشكول ٤٦٠: أثر العلوم على أصحابها



أثر العلوم على أصحابها.

للعلوم أثر على حامليها،
- في شخصياتهم الفكرية،
- والنفسية،
- زيادة على أثرها في تصرفاتهم،
- وآثارها على أبدانهم.
وهذا شيء ملموس، وقد أشار إليه أهل العلم من قديم.
قال الشافعي -رحمه الله- (سير أعلام النبلاء (10/ 24).):
«من تعلم القرآن؛ عظمت قيمته.
ومن تكلم فِي الفقه؛ نَما قدره.
ومن كتب الحديث؛ قويت حجته.
ومن نظر فِي الحساب؛ جزل رأيه.

ومن لَم يصن نفسه؛ لَم ينفعه علمه»اهـ.

سؤال وجواب ٧٣: أليسوا يرفعون راية الإسلام؟! فلماذا التحذير منهم؟!



سؤال: «أليسوا يرفعون راية الإسلام؟! فلماذا التحذير منهم؟!».

الجواب:
- لأنهم أهل بدعة وضلالة، فإذا ما مكنوا؛ سيسعون إلى نشر بدعتهم وضلالهم، ألا ترى ما حل بالأمة من ولاية المأمون وفتنة خلق القرآن؟!
- لأنهم سيحولون أموال الأمة واقتصادها لخدمة جماعتهم وحزبهم، لا لخدمة الإسلام والمسلمين.
- لأنهم يتصدرون باسم الإسلام، ويدّعون أن دولتهم إسلامية، وهي دولة قائمة على البدعة الضلالة؛ فيشوهون الإسلام بذلك، ويضرون المسلمين.
- لأنهم بدأوا بالصداقة مع أعداء السنة، والصلح معهم، مما يعني أنهم راضون عن تصرفات أعداء السنة أولئك ضد أهل السنة؛ وهذا سيجرهم إلى أن يقفون معهم في خندق واحد ضد السنة وأهلها.
- لأنهم متلونون، ومتقلبون، ليس لهم مبدأ. وهم إنما يريدون الحكم بكل وسيلة. أما وقد جاء في أيديهم؛ فلن يخرج منهم، إلا أن يشاء الله، وسيتبعون ما يرونه مصلحتهم ويسمونه الدين، فما كان من صالحهم فهو الدين، وما كان ضد مصالحهم فليس من الدين، لا يرقبون في مؤمن ليس معهم إلا ولا ذمة، إلا أن يشاء الله.
- لأنهم امتداد للاستعمار، في نشأتهم، وتحركاتهم؛ إذ المبدأ هو الحزب ثم الحزب ثم الحزب، ودينهم الإسلامي بناه لهم مؤسس جماعتهم؛ لأنهم سيجرون الأمة إلى مواجهات خطيرة، مصيرية لدعم وجودهم، وتحقيق أغراض الاستعمار؛ لاستمرار الحكم في أيديهم.
- وبالاختصار؛ لأنهم يمثلون دعوة سرية باطنية عسكرية كانت تستبيح قتل من يخالفها إن استطاعت.

والله المستعان وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والله غالب على أمره.

كشكول ٤٥٩: التقليد في (العقيدة)


التقليد في (العقيدة).

قَالَ ابن تيمية -رَحِمَهُ اللَّهُ- في مجموع الفتاوى (20/ 202):
«أَمَّا فِي الْمَسَائِلِ الْأُصُولِيَّةِ، فَكَثِيرٌ مِنْ الْمُتَكَلِّمَةِ وَالْفُقَهَاءِ مِنْ أَصْحَابِنَا وَغَيْرِهِمْ مَنْ يُوجِبُ النَّظَرَ، وَالِاسْتِدْلَالَ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ، حَتَّى عَلَى الْعَامَّةِ وَالنِّسَاءِ، حَتَّى يُوجِبُوهُ فِي الْمَسَائِلِ الَّتِي تَنَازَعَ فِيهَا فُضَلَاءُ الْأُمَّةِ، قَالُوا: لِأَنَّ الْعِلْمَ بِهَا وَاجِبٌ، وَلَا يَحْصُلُ الْعِلْمُ إلَّا بِالنَّظَرِ الْخَاصِّ.
وَأَمَّا جُمْهُورُ الْأُمَّةِ فَعَلَى خِلَافِ ذَلِكَ؛ فَإِنَّ مَا وَجَبَ عِلْمُهُ إنَّمَا يَجِبُ عَلَى مَنْ يَقْدِرُ عَلَى تَحْصِيلِ الْعِلْمِ، وَكَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ عَاجِزٌ عَنْ الْعِلْمِ بِهَذِهِ الدَّقَائِقِ، فَكَيْفَ يُكَلَّفُ الْعِلْمَ بِهَا؟ وَأَيْضًا فَالْعِلْمُ قَدْ يَحْصُلُ بِلَا نَظَرٍ خَاصٍّ، بَلْ بِطُرُقِ أُخَرَ: مِنْ اضْطِرَارٍ، وَكَشْفٍ، وَتَقْلِيدِ مَنْ يَعْلَمُ أَنَّهُ مُصِيبٌ وَغَيْرِ ذَلِكَ.
وَبِإِزَاءِ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مِنْ الْمُحَدِّثَةِ وَالْفُقَهَاءِ وَالْعَامَّةِ قَدْ يُحَرِّمُونَ النَّظَرَ فِي دَقِيقِ الْعِلْمِ، وَالِاسْتِدْلَالَ، وَالْكَلَامَ فِيهِ، حَتَّى ذَوِي الْمَعْرِفَةِ بِهِ، وَأَهْلِ الْحَاجَةِ إلَيْهِ مِنْ أَهْلِهِ. وَيُوجِبُونَ التَّقْلِيدَ فِي هَذِهِ الْمَسَائِلِ، أَوْ الْإِعْرَاضَ عَنْ تَفْصِيلِهَا.
وَهَذَا لَيْسَ بِجَيِّدِ أَيْضًا؛ فَإِنَّ الْعِلْمَ النَّافِعَ مُسْتَحَبٌّ، وَإِنَّمَا يُكْرَهُ إذَا كَانَ كَلَامًا بِغَيْرِ عِلْمٍ، أَوْ حَيْثُ يَضُرُّ. فَإِذَا كَانَ كَلَامًا بِعِلْمِ، وَلَا مَضَرَّةَ فِيهِ؛ فَلَا بَأْسَ بِهِ. وَإِنْ كَانَ نَافِعًا؛ فَهُوَ مُسْتَحَبٌّ.

فَلَا إطْلَاقُ الْقَوْلِ بِالْوُجُوبِ صَحِيحًا، وَلَا إطْلَاقُ الْقَوْلِ بِالتَّحْرِيمِ صَحِيحًا»اهـ.

هل تعلم ٤٢: أن أمر العهد والميثاق والصلح مع الدولة الكافرة، أمره موكول إلى ولي الأمر


هل تعلم:

أن أمر العهد والميثاق والصلح مع الدولة الكافرة، أمره موكول إلى ولي الأمر، هو الذي يراعي مصلحة المسلمين في ذلك،
وليس لآحاد المسلمين أن يصنعوا شيئاً،
وعليهم متابعة إمامهم وولي أمرهم، ولا يخالفونه.
وذمتنا تبرأ باتباعه،
ولا شيء علينا.
فإن أحسن، فلنا وله.

وإن أساء، فعليه ولنا.

هل تعلم ٤١: أن الكافر الذي بيننا وبينه عهد وصلح وميثاق، لا ينتقض عهده وميثاقه بمجرد إعتداؤه على المستضعفين من إخواننا!


هل تعلم:

أن الكافر الذي بيننا وبينه عهد وصلح وميثاق، لا ينتقض عهده وميثاقه بمجرد إعتداؤه على المستضعفين من إخواننا!
هذا هو نص الآية الكريمة،
قال تعالى: {وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}. (الأنفال: 72).
ووجه الدلالة: أن الله -جل وعلا- اعتبرهم أهل ميثاق، وأن الميثاق باق لم ينتقض مع كونهم اعتدوا على إخواننا حتى طلبوا نصرنا.
وطبق هذا الرسول -صلى الله عليه وسلم- في صلح الحديبية مع مشركي مكة، ومن عندهم من المؤمنين المستضعفين.
فلم يساعد أبا بصير، ولا أبا جندل.

والله الموفق.

كشكول ٤٥٨: قولهم: «اسألوا أهل الثغور».


قولهم: «اسألوا أهل الثغور».
... لمّا كانت الثغور في تلك الأيام محل رباط العلماء وطلاب العلم، فقد تأتي أوقات لأهل البلد لا يكون فيها معهم من العلماء من يرجع إليه، فإذا سئل أحدهم عن مسألة، قال: «اسألوا أهل الثغور». يعني أسألوا العلماء وطلاب العلم الذين ذهبوا إلى الثغور.
واليوم يأتي من يفهم هذه العبارة، وينزلها على معنى أن هؤلاء الذين في الثغور لديهم علم بأحكام الشريعة بمجرد كونهم في الثغور!
وهذه طريقة عجيبة؛ لكي يصبح الإنسان من العلماء المرجوع إليهم، ما عليه إلا ان يذهب ويشارك في هذه الثغور!
ولست أشك أن هذا الفهم وهذه الطريقة غير صحيحة.
بل هذا فهم بدعي لا يطابق الواقع شرعاً وعقلاً.
فالمعلوم من النصوص أن الرجوع إلى ولاة الأمر من العلماء لا لكل من يوصف بعلم، إنما الرجوع إلى ولاة الأمر من العلماء بنص الآية الكريمة: قال -تبارك وتعالى-: {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً}. (النساء: 83).
فإذا كان الحال كذلك، فأين الرجوع إلى أهل الثغور لمجرد كونهم أهل الثغور؟!

وأما عقلاً، فإنه لا مزية من جهة العلم بالأحكام الشرعية لكون الرجل من أهل الثغور، لمجرد أنه من أهل الثغور.

خطر في بالي ٤١: خطر في بالي التنبيه على أمرين


خطر في بالي التنبيه على أمرين:
الأول: أن طلب الدليل من أهم أدب طالب العلم، وعلى الطالب أن يحرص عليه، ويترفق بشيخه؛ ليطلعه على الدليل، ويفهمه إياه.
الثاني: أن من كان على الأصل لا يطالب بدليل، وهذه من آداب البحث والمناظرة، ولأضرب مثالاً على هذا الأمر:
لو كان الحال في تقرير أمر من أمور العادات التي الأصل فيها الإباحة، فإنه لا يطالب بدليل، يكفي أنه في أمر من العادات، إنما يطالب بالدليل من زعم خلاف الأصل، فإذا جاء من يقول عن أمر من العادات: هذا حرام لا يجوز، قلنا له: هات دليلك، وإلا فنحن على الأصل.
ولأطبق لكم هذا على مسألة بعينها:
باب الطب، والرقى، والعلاج، هل هو من باب العبادات، أو من باب العادات؟
هو من باب العادات، وهذا واضح. فلا يطلب دليل من الكتاب والسنة على أي علاج أو رقية، المهم أن لا يكون في ذلك ما يخالف الشرع.
وقد جاء الحديث بهذا المعنى. فأخرج مسلم تحت رقم: (2200) عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، قَالَ: «كُنَّا نَرْقِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ تَرَى فِي ذَلِكَ؟».
فَقَالَ: «اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لاَ بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ».».
ووجه الدلالة:
أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أجاز لهم رقى كانوا يقولونها في الجاهلية، ليست من القرآن أصلاً، بشرط أن لا تكون شركاً.
بل وأجاز لهم العلاج ما لم يكن حراماً.
وهذا ينطبق على القاعدة تماماً.
و هذا الباب -أعني باب الطب، والعلاج، والرقى- يقوم على أساس التجارب، فما ثبتت فائدته، وجرب نفعه يعمل به، ولا يقال: ما الدليل عليه؟! المهم أن:
- لا يكون شركاً،
- ولا يتضمن مخالفة شرعية.
ويسمى باب الطب، والرقى، والعلاج، في المخطوطات: بالمجربات.

والله الموفق.

علمني ديني ١٥٥: أن الناس حزبان: حزب الرحمن وحزب الشيطان.


علمني ديني:
أن الناس حزبان:
حزب الرحمن وحزب الشيطان.
- فمن مشى على القرآن العظيم، والسنة المطهرة، مستهديًا بما جاء عن السلف في فهمهما، والعمل بهما، فهو من حزب الرحمن.
- ومن مشى على خلاف ذلك، فقد اتبع طريق الهوى والشهوة، وغره الغرور، فهو من حزب الشيطان.
قال -تبارك وتعالى-: {وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}. (المائدة: 56).
وقال تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}. (فاطر:6).
وقال -تبارك وتعالى-: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ}. (المجادلة: 19).

وقال تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.(المجادلة: 22).

كشكول ٤٥٧: بالنسبة للعصف الذهني المتعلق بأسباب إيراد العلماء للحديث الضعيف في كتب أحاديث الأحكام



أقول:
ذكرت أسباب إيراد الحديث الضعيف في كتب الأحكام مجملة في بحث (تعريف عام بأحاديث الأحكام)، وتفصيلاً في بحث لي بعنوان (نبذة عن مجالات العمل بالحديث الضعيف)، وهما مطبوعان ضمن كتابي الإضافة ومفردان، تجدهما على موقعي في الجامعة.

وهي مجملة في التالي:
يورد المصنفون فِي كتب أحاديث الأحكام الأحاديث الضعيفة؛ لأغراض مُختلفة.
تتنوع من مَحل لآخر، ويُمكن حصرها فِي الأمور التالية:
1- أن يكون لبعض الأئمة متمسكًا بِهذا الحديث الضعيف على حسب اجتهاده ومعرفته، كمن يَحتج بالحديث المرسل، أو بِما فيه راوٍ مَجهول، ونَحو ذلك.
2- أن يكون الحديث الضعيف مِمَّا تتوارد عليه أنظار أهل العلم تَحسينًا أو تضعيفًا، فيكون الحديث ضعيفًا عند بعضهم، حسنًا عند آخرين، ويُمثل لِهذا بالحديث الحسن لغيره.
3- أن يكون الأخذ بالحديث الضعيف يدخل تَحت باب الاحتياط، عند من يُجوِّز العمل بالضعيف فِي هذه الحال.
4- أن يكون الحديث الضعيف مِمَّا جرى عليه العمل عند العلماء.
5- ألاَّ يوجد فِي الباب عن النَّبِي ج ولا عن الصحابة قول غير هذا الحديث الضعيف، ولَمْ يكن ثَمة ما يعارضه.
6- أن يكون الحديث الضعيف فِي فضائل الأعمال.
7- أن يكون الحديث فِي الترغيب والترهيب.
8- أن يكون فِي الحديث الضعيف ترجيح لأحد المعانِي الَّتِي
يَحتملها لفظ الحديث الصحيح.
9- وقد يوردون الحديث الضعيف؛ لغرض التنبيه على ضعفه،
وهذا غالبًا فِي حال إيرادهم له مع التنصيص على حاله.
10- أو لاحتمال تَحسين الحديث بتعدد طرقه؛ لأن ضعفه
مُحتمل لا يسقطه بالمرة.
11- وقد يوردون الضعيف؛ للإشارة إلَى أن للمسألة دليلاً فِي الجملة.
12- وقد يوردون الضعيف؛ بغرض اشتمال الكتاب على كل حديث استُدل به لِحكم من الأحكام.
قلت: المصنفون فِي أحاديث الأحكام إنَّما يوردون الحديث الضعيف فِي مصنفاتِهم مراعاة لتلك الأمور أو لبعضها.

كشكول ٤٥٦: فائدة: في طلاق من كان يعتقد أنه لا يقع، ثم تغير نظره إلى أنه يقع، ماذا يصنع فيما مضى؟



فائدة: في طلاق من كان يعتقد أنه لا يقع، ثم تغير نظره إلى أنه يقع، ماذا يصنع فيما مضى؟
قال ابن تيمية -رحمه الله- في مجموع الفتاوى (33/ 243):
«وَإِذَا كَانَ قَدْ حَلَفَ بِالطَّلَاقِ مُعْتَقِدًا أَنَّهُ لَا يَحْنَثُ، ثُمَّ تَبَيَّنَ لَهُ فِيمَا بَعْدُ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ؛

فَلْيُمْسِكْ امْرَأَتَهُ، وَلَا طَلَاقَ عَلَيْهِ فِيمَا مَضَى، وَيَتُوبُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ»اهـ.

علمني ديني ١٥٤: أنه ستأتي سنون خداعات. يتكلم فيها السفيه بأمر العامة.


علمني ديني:

أنه ستأتي سنون خداعات.
يتكلم فيها السفيه بأمر العامة.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِنَّهَا سَتَأْتِي عَلَى النَّاسِ سِنُونَ خَدَّاعَةٌ،
يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ.
وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ.
وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ.
وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ.
ويَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ».
قِيلَ: «وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ يَا رَسُولَ اللهِ؟».
قَالَ: «السَّفِيهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ».

(أخرجه أحمد، وابن ماجه، وحسنه محققو المسند).

كشكول ٤٥٥: من نصرة النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ نصرة دينه، والشرع الذي جاء به عن أن يشوه، أو أن يعرض بطريقة تخالف الدين


من نصرة النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ نصرة دينه، والشرع الذي جاء به عن أن يشوه، أو أن يعرض بطريقة تخالف الدين.
والعاطفة والحماس إذا لم تحكم بالشرع أفسدت وأضرت، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

فصارت نصرته بهذه الطريقة؛ هواناً، وخذلاناً -سلمنا وإياكم من ذلك-.

علمني ديني ١٥٣: أن لا أنازع الأمر أهله؛ فإن لكل مسلم رعيته التي هو مسؤول عنها، فلا يحمل المسلم مسؤولية غيره


علمني ديني:

أن لا أنازع الأمر أهله؛ فإن لكل مسلم رعيته التي هو مسؤول عنها،
فلا يحمل المسلم مسؤولية غيره.
وأخذ العهد على أن لا ينازع الأمر أهله.
عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ. فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ. وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ. وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا، وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ. وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ. أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ». (أخرجه الشيخان).
وبعضهم يطلب من الناس أن يقوموا بما هو من واجبات غيرهم، فيجر للإسلام والمسلمين الفساد.
ومن ذلك: أن الشؤون الدولية وما فيها من علاقات، من شأن ولي الأمر، والرد على أي إساءة بين الدول من حق ولي الأمر؛ فليوكل الأمر إليه، ولا ينازع فيه، أمّا أن يقوم عامة الناس بالرد فهذا فيه منازعة للأمر أهله.
علينا أن نوصل لولاة الأمر ما نريد، وهم يتصرفون لا نحن.

عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-: «بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ، وَالْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ، وَعَلَى أَثَرَةٍ عَلَيْنَا، وَعَلَى أَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ، وَعَلَى أَنْ نَقُولَ بِالْحَقِّ أَيْنَمَا كُنَّا، لَا نَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ». (أخرجه الشيخان).

كشكول ٤٥٤: عاقبة الاستهزاء بالأنبياء. وأهل السنة يبقون.



عاقبة الاستهزاء بالأنبياء.
وأهل السنة يبقون.

قال تبارك وتعالى: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ. (الأنعام:10).
قال تبارك وتعالى: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ}. (الرعد:32).
قال تبارك وتعالى: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون}. (الأنبياء:41).
قال تبارك وتعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ}. (الكوثر: 3).

تأمل أخي المسلم الآيات السابقة، تجد فيها الأمور التالية:
الأول: أن من سنة الله تعالى معاقبة من يستهزئ بالأنبياء.
الثاني: أن الجزاء من جنس العمل.
الثالث: أن الله تعالى تكفل بالرد على هؤلاء المنتقصين للأنبياء الساخرين منهم. 

يقول ابن تيمية -رحمه الله- في مجموع الفتاوى (13/171 – 173): «وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ قَدْ أَخْبَرَ أَنَّهُ {أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ}.
وَأَخْبَرَ {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}. (غافر:51)،
والله سُبْحَانَهُ يَجْزِي الْإِنْسَانَ بِجِنْسِ عَمَلِهِ؛ فَالْجَزَاءُ مِنْ جِنْسِ الْعَمَلِ؛ فَمَنْ خَالَفَ الرُّسُلَ عُوقِبَ بِمِثْلِ ذَنْبِهِ؛
فَإِنْ كَانَ قَدْ قَدَحَ فِيهِمْ وَنَسَبَ مَا يَقُولُونَهُ إلَى أَنَّهُ جَهْلٌ وَخُرُوجٌ عَنْ الْعِلْمِ وَالْعَقْلِ، اُبْتُلِيَ فِي عَقْلِهِ وَعِلْمِهِ، وَظَهَرَ مِنْ جَهْلِهِ مَا عُوقِبَ بِهِ.
وَمَنْ قَالَ عَنْهُمْ إنَّهُمْ تَعَمَّدُوا الْكَذِبَ، أَظْهَرَ اللَّهُ كَذِبَهُ.
وَمَنْ قَالَ: إنَّهُمْ جُهَّالٌ، أَظْهَرَ اللَّهُ جَهْلَهُ. فَفِرْعَوْنُ وَهَامَانُ وَقَارُونُ لَمَّا قَالُوا عَنْ مُوسَى إنَّهُ سَاحِرٌ كَذَّابٌ، أَخْبَرَ اللَّهُ بِذَلِكَ عَنْهُمْ فِي قَوْلِهِ: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ* إلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ}. وَطَلَبَ فِرْعَوْنُ إهْلَاكَهُ بِالْقَتْلِ، وَصَارَ يَصِفُهُ بِالْعُيُوبِ كَقَوْلِهِ: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ}. 
وَقَالَ: {أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ}؛
أَهْلَكَ اللَّهُ فِرْعَوْنَ،
وَأَظْهَرَ كَذِبَهُ، وَافْتِرَاءَهُ عَلَى اللَّهِ، وَعَلَى رُسُلِهِ،
وَأَذَلَّهُ غَايَةَ الْإِذْلَالِ،
وَأَعْجَزَهُ عَنْ الْكَلَامِ النَّافِعِ؛ فَلَمْ يُبَيِّنْ حُجَّةً.
وَفِرْعَوْنُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو جَهْلٍ كَانَ يُسَمَّى أَبَا الْحَكَمِ، وَلَكِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَمَّاهُ أَبَا جَهْلٍ، وَهُوَ كَمَا سَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبُو جَهْلٍ، أَهْلَكَ بِهِ نَفْسَهُ، وَأَتْبَاعَهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.
وَاَلَّذِينَ قَالُوا عَنْ الرَّسُولِ: إنَّهُ أَبْتَرُ، وَقَصَدُوا أَنَّهُ يَمُوتُ، فَيَنْقَطِعُ ذِكْرُهُ؛ عُوقِبُوا بِانْبِتَارِهِمْ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {إنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ}، فَلَا يُوجَدُ مَنْ شَنَأَ الرَّسُولَ إلَّا بَتَرَهُ اللَّهُ، حَتَّى أَهْلُ الْبِدَعِ الْمُخَالِفُونَ لِسُنَّتِهِ.
قِيلَ لِأَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ: «إنَّ بِالْمَسْجِدِ قَوْمًا يَجْلِسُونَ لِلنَّاسِ، وَيَتَكَلَّمُونَ بِالْبِدْعَةِ».
فَقَالَ: «مَنْ جَلَسَ لِلنَّاسِ، جَلَسَ النَّاسُ إلَيْهِ، لَكِنَّ أَهْلَ السُّنَّةِ يَبْقَوْنَ، وَيَبْقَى ذِكْرُهُمْ. وَأَهْلَ الْبِدْعَةِ يَمُوتُونَ، وَيَمُوتُ ذِكْرُهُمْ»اهـ.
وأهل البدع، وأهل الحزبيات، والجماعات، سيموتون ويموت ذكرهم، ويبقي الله السنة وأهلها!

والله الموفق.

سؤال وجواب ٧٢: لمس النجاسة ليس من نواقض الوضوء، فقط اغسل يدك منها


سؤال: «هل ينتقض وضوئي إذا غسلت النجاسة عن ثيابي، أو عن ولدي، ولمست النجاسة بيدي؟ وإذا صليت بثوب نجس، هل أعيد صلاتي؟».

الجواب:
لمس النجاسة ليس من نواقض الوضوء، فقط اغسل يدك منها.
وإذا صليت بثوب فيه نجاسة:
- ولم تكن تعلم بها، وبعد الصلاة رأيتها؛ فصلاتك صحيحة.
- أما إذا صليت في ثوب، وأنت تعلم بأن عليه نجاسة؛ فصلاتك باطلة. عليك أن تعيدها.
والدليل أنك إذا تعمدت الصلاة في ثوب نجس؛ فأنت قد تعمدت مخالفة الشرع. والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد».
وأخرج أحمد تحت رقم: (11153، 11877 الرسالة)، وأبوداود تحت رقم: (650)، وابن خزيمة تحت رقم: (1017)، ابن حبان (الإحسان تحت رقم: 2185)، والحاكم (1/ 260)؛
عن أبي سعيد الخُدْري قال: «بينما رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يُصلّي بأصحابه إذ خلعَ نَعلَيهِ، فوضعهما عن يَسَاره،
فلمَّا رأى ذلك القومُ ألقَوا نِعالَهم،
فلمّا قضى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- صلاتَه
قال: «ما حَمَلَكم على إلقائِكم نِعالَكم؟».
قالوا: «رأيناكَ ألقَيتَ نَعلَيك فألقينا نِعالَنا».
فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن جبريلَ عليه السلام أتاني فأخبرني أنَّ فيهما قَذَراً».
وقال: «إذا جاء أحدُكم إلى المَسجدِ فلينظُر، فإن رأى في نَعلَيهِ قَذَراً أو أذًى فليَمسَحهُ وليُصَلِّ فيهما». (صححه ابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، والألباني، ومحققو المسند، ومحقق سنن أبي داود».

فدل ذلك أن صلاة من لم يعلم أن على ثيابه نجاسة صحيحة؛ لأنها لو كانت غير صحيحة لما بنى على ما صلى ولاستأنف الصلاة. والله أعلم.

سؤال وجواب ٧١: اتخاذ اللون الأسود شعارًا للعزاء لا أصل له في السنة



سؤال: «جرت عادتنا بلبس النساء الثياب السوداء في العزاء، بحيث تلام وتعاب المرأة إذا لبست غيره، حتى لو لبست ثيابًا عادية بدون زينة؛ فما الحكم؟».

الجواب:
اتخاذ اللون الأسود شعارًا للعزاء لا أصل له في السنة. ولبسه أحيانًا بدون اعتقاد أنه سنة، أو أن له خصوصية لا بأس به.
ولا التفات إلى العادات إذا كانت تجر المسلم إلى المداومة على خلاف السنة؛ لأنها توقع في هذه الحال في البدعة.

والله أعلم.

كشكول ٤٥٣: كل من يخالفهم من غير طلاب العلم فهو... ومن يخالفهم من طلاب العلم فهو...


- كل من يخالفهم من غير طلاب العلم: فهو ليبرالي وعلماني.
- ومن يخالفهم من طلاب العلم: فهو من اتباع السلطان، بل دبوس = جاسوس. ويحذر منه، ويبتعد عنه.
- وكل من يوافقهم: يركز عليه إعلاميًا، ويوصى به، وبحضور محاضراته، والتنويه به. ويمدح ويزكى؛ فهو مصلح، وداعية إسلامي، وهو ضمير الأمة.... إلى آخر سلسلة من الآلقاب!
آلة إعلامية لديهم خطيرة جدًا. ذكرها بعضهم فقال: «ما لدينا من دعاية إعلامية تصنع في سمعة الشخص ما تعجز عنه الموساد والسي اي...».

وقال لي بعض إخواننا: «عندنا مثل: احذر من الملمع!».

علمني ديني ١٥٢: أن باب الطب والرقى والعلاج لا يشترط فيه التوقيف


علمني ديني:

أن باب الطب والرقى والعلاج لا يشترط فيه التوقيف، يعني لا يلزم أن يكون كل ذلك ثابتاً بقرآن أو سنة أو أثر،
بل يجوز فيه كل ما لا يخالف الشرع!

أخرج مسلم تحت رقم: (2200) عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، قَالَ: «كُنَّا نَرْقِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقُلْنَا: «يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ تَرَى فِي ذَلِكَ؟».
فَقَالَ: «اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لاَ بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ».».

ووجه الدلالة: أنه لم يذكر مانعاً من رقى الجاهلية إلا أن تكون شركاً. فالرقى بالقرآن، وبالأدعية الشرعية الواردة، وغير الواردة، والدواء، والعلاج يجوز ما لم يكن شركاً، أو مخالفاً لشرع الله.

وأخرج الحاكم في أ المستدرك (4/ 218) وعلقه البخاري في الصحيح، وله حكم الرفع عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: «اشْتَكَى رَجُلٌ بَطْنَهُ مِنَ الصَّفَرِ، فَنُعِتَ لَهُ السَّكَرِ فَذَكَرَ ذَلِكَ لِعَبْدِ اللهِ، فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَجْعَلْ شِفَاءَكُمْ فِيمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ».».

كشكول ٤٥٢: للعصف الذهني: شارك في الجواب بذكر السبب الذي من أجله يورد أئمة الحديث الضعيف تارة مع النص على ضعفه، وتارة بدون النص على ضعفه...


للعصف الذهني: شارك في الجواب بذكر السبب الذي من أجله يورد أئمة الحديث الضعيف تارة مع النص على ضعفه، وتارة بدون النص على ضعفه؟
كما تراه في كتب السنن الأربعة.

كتب أحاديث الأحكام التي لم تقتصر على الصحيحين.

سؤال وجواب ٧٠: هل باب الجرح والتعديل يختص بعلم الرواية فقط، وأن هذا الباب قد أغلق؟


سؤال: «هل باب الجرح والتعديل يختص بعلم الرواية فقط، وأن هذا الباب قد أغلق؟».

الجواب:
إن علم الجرح والتعديل والكلام فيه لا يغلق إلى أن تقوم الساعة، طالما هناك إسلام؛
لأن أبوابًا شرعية قائمة أساساً عليه؛ 
في التفسير عند قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}. (الحجرات:6)، فتطبيق هذه الآية يستلزم الجرح والتعديل. 
في باب الشهادات في القضاء والخصومات والمنازعات يقوم على أساس الجرح والتعديل؛ فإن وجود البشر يلازمه وجود الاختلاف، والخصام والنزاع، ومعها تأتي الحكومات وقضايا لا بد فيها من شهود، والشهود لابد لهم من مزكين يزكونهم. فالجرح والتعديل من حيث هو، لا يحدد بزمان ولا مكان، إنما نقول طالما فيه إسلام قائم، فإن فيه جرحاً وتعديلاً. 
أدنى باب أذكره لك باب الشهادات معروف من أبواب الفقه، وما يترتب عليه من أبواب القضاء والحكومات والنزاعات، أيضاً ما يتعلق بتطبيق أحكام الله تعالى. مثلاً: قتل الصيد على المحرم (المثلية فيه) ? قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللهُ مِنْهُ وَاللهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ}. (المائدة:95)، فقوله: {يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْل} معناه أنه لابد من جرح وتعديل، لتمييز ذوي العدل من غيرهم، فإذا جرحوا لم تقبل كلمتهم، وهكذا أبواب أخرى في الشرع تقتضي الجرح والتعديل.

وعليه نقول: الكلام في الرجال جرحاً وتعديلاً هو من العلوم المتعلقة بالإسلام وجوداً وعدماً؛ فطالما هناك إسلام قائم هناك جرح وتعديل، وقس على هذا أبواب كثيرة من أبواب الفقه كلها لابد فيها من جرح وتعديل.
خذ مثلاً: باب طلب العلم، وآداب طلب العلم، لابد فيه من الجرح والتعديل. قال أحد السلف: «كانوا إذا أرادوا أن يسمعوا الحديث من شخص سألوا عنه، حتى يظن الناس أنهم يريدوا أن يزوجوه». وقال الآخر:«إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم». ما معنى هذا الكلام؟ معنى هذا الكلام أنك بحاجة إلى الجرح والتعديل في وقت تريد فيه طلب العلم!
ويكفي أن هذا القول: «إن الجرح والتعديل خاص بسلسة رواة الأسانيد يعني بكتب الرواية فقط»؛ لا سلف له، بل هو خلاف ما جاء السلف!
وتطبيقات الإسلام تخالفه.

أنت بحاجة إلى معرفة الجرح والتعديل في قضايا كثيرة جداً من المسائل التي يذكرها العلماء:
- في العقيدة. في معرفة مقالات أهل البدع، وحكمهم، وتنزيل ذلك على أصحاب المقالات المعاصرين، هذا من باب الجرح والتعديل.
- في باب الصلاة. مسألة الصلاة خلف صاحب البدعة، الكلام على صاحب البدعة هو كلام في الجرح والتعديل. الكلام في أحوال الناس في البدعة والسنة هو كلام في الجرح والتعديل. 
- في باب الطب والعلاج، ينص العلماء أنه يقبل كلام الطبيب المسلم الثقة؛ معناه قد يوجد طبيب مسلم، ولكنه غير ثقة. ثقة وغير ثقة، هذا كلام في الجرح والتعديل.
- في باب الصوم، ثبوت شهر رمضان وخروجه بشاهدي عدل.
- حينما تأتي لأمور الدعوة يأتي داعية يقال: هو داعية إسلامي ويريد أن يدعونا، فلابد أن ينظر هل زكاه أهل العلم أو لم يزكه أهل العلم! 

إذاً لا يقال: إن الجرح والتعديل انتهى أمره، وانقضى زمانه، وأنه هو متعلق بالرواية والآن لا يوجد جرح وتعديل!
الشيخ الألباني -رحمه الله-، وهو علم من أعلام هذا العصر في الحديث، وصف الشيخ ربيع بأنه حامل لواء الجرح والتعديل في هذا العصر!! فلو كان هذا الوصف غير منطبق لكان أولى الناس بإنكاره، وعدم استعماله على رجل في هذا العصر الشيخ الألباني -رحمه الله-؛ لأنه من أهل الاختصاص. والله أعلم.
وصلى الله على محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

وانظر:

كشكول ٤٥١: آيات السكينة



جاءني على الواتس:

آيات السكينة.

قال ابن القيم -رحمه الله-: «وكان شيخ الإسلام ابن تيمية إذا اشتدت عليه الأمور قرأ آيات السكينة».
وقال أيضًا: "وسمعته -يعني ابن تيمية- يقول في واقعة عظيمة جرت له في مرضه، تعجز العقول عن حملها -من محاربة أرواح شيطانية، ظهرت له إذ ذاك في حال ضعف القوة- قال: «فلما اشتد علي الأمر، قلت لأقاربي ومن حولي: «اقرءوا آيات السكينة». قال: «ثم أقلع عني ذلك الحال، وجلست وما بي قلبة».».
وقد استفاد ابن القيم من هذه الفائدة العظيمة من شيخه؛ فعمل بها حيث يقول: «وقد جربت أنا أيضًا قراءة هذه الآيات عند اضطراب القلب بما يرد عليه، فرأيت لها تأثيرا عظيمًا في سكونه وطمأنينته».

وأصل السكينة: هي الطمأنينة والوقار، والسكون الذي ينزله الله في قلب عبده، عند اضطرابه من شدة المخاوف، فلا ينزعج بعد ذلك لما يرد عليه، ويوجب له زيادة الإيمان، وقوة اليقين والثبات.

والآيات هي:
١- {وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ}. (البقرة: 248).
٢- {ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ}. (التوبة: 26).
٣- {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا}. (التوبة:40).
٤- {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا}. (الفتح: 4).
٥-{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا}. (الفتح:18).
٦- {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ}. (الفتح: 26).

المرجع: كتاب (مدارج السالكين)، منزلة السكينة.

- رددها إذا اضطرب قلبك واهتم.

كشكول ٤٥٠: القدر نظام التوحيد


القدر نظام التوحيد.

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-، قَالَ: «الْقَدَرُ نِظَامُ التَّوْحِيدِ، فَمَنْ وَحَّدَ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ-، وَآمَنَ بِالْقَدَرِ، فَهِيَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى الَّتِي لَا انْفِصَامَ لَهَا. وَمَنْ وَحَّدَ اللَّهَ تَعَالَى، وَكَذَّبَ بِالْقَدَرِ، نَقْضَ التَّوْحِيدَ».

أخرجه في السنة لعبد الله بن الإمام أحمد، تحت رقم: (925-928)، القدر للفريابي تحت رقم: (205)، والشريعة للآجري، (ص197)، والإبانة لابن بطة تحت رقم: (1618, 1619)، وشرح اعتقاد أهل السنة للالكائي تحت رقم: (1112، 1224). وأسانيده ضعيفه، ويرتقي بتعدد الطرق إلى الحسن لغيره إن شاء الله.

كشكول ٤٤٩: لا يغرك تنسك وحال وعبادة أهل البدع


لا يغرك تنسك وحال وعبادة أهل البدع.

قال الأوزاعي: «بلغني أن من ابتدع بدعة؛ خلاه الشيطان والعبادة، وألقى عليه الخشوع والبكاء؛ لكي يصطاد به.
وقال بعض الصحابة: «أشد الناس عبادة مفتون».

واحتج بقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الخوارج: «يحقر أحدكم صلاته في صلاته، وصيامه في صيامه، يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرَّميَّةِ»اهـ. (الحوادث والبدع للطرطوشي، ص116).

كشكول ٤٤٨: أيها الرافضي... إن للباطل جولة، وللحق جولات!


أيها الرافضي... إن للباطل جولة، وللحق جولات!

قال الشوكاني -رحمه الله- في كتابه (قطر الولي 283 – 284):
«اعْلَم أَن بقايا الْمَجُوس، وَطَوَائِف الشّرك والإلحاد لما ظَهرت الشَّرِيعَة الإسلامية، وقهرتهم الدولة الإيمانية، وَالْملَّة المحمدية، وَلم يَجدوا سَبِيلاً إِلَى دَفعهَا بِالسَّيْفِ، وَلَا بِالسِّنَانِ، وَلَا بِالْحجَّةِ والبرهان، ستروا مَا هم فِيهِ من الْإِلْحَاد والزندقة بحيلة تقبلهَا الأذهان وتذعن لَهَا الْعُقُول.
فانتموا إِلَى أهل الْبَيْت المطهرين، وأظهروا محبتهم وموالاتهم، كذبًا وافتراءً، وهم فِي الْبَاطِن أعظم أعدائهم، وأكبر الْمُخَالفين [لَهُم] . ثمَّ كذبُوا على أكابرهم الجامعين بَين الْعلم وَالدّين، الْمَشْهُورين بالصلاح والرشد، فَقَالُوا: «قَالَ الإِمَام فلَان كَذَا، وَقَالَ الإِمَام فلَان كَذَا»، وجذبوا جمَاعَة من الْعَامَّة الَّذين لَا يفهمون وَلَا يعْقلُونَ، فتدرجوا مَعَهم بدعوات مَعْرُوفَة، وسياسات شيطانية. وَمَا زَالُوا ينقلونهم من رُتْبَة إِلَى ربتة، وَمن دَرَجَة إِلَى دَرَجَة حَتَّى أخرجوهم إِلَى الْكفْر البَوَاح، والزندقة الحضة، والإلحاد الصُّرَاح.
فَعِنْدَ ذَلِك ظَهرت لَهُم دوَل: مِنْهَا دولة الْيمن الَّتِي قَامَ بهَا (عَليّ ابْن الْفضل) الملحد الْكَافِر كفرًا أقبح من كفر الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَالْمُشْرِكين. ونعق بالإلحاد على مَنَابِر الْمُسلمين فِي غَالب الديار اليمنية، وصيرها كفرية إلحادية باطنية.
وَكَذَلِكَ (مَنْصُور بن حسن) الْخَارِج مَعَه من عِنْد رَأس الملحدة: (مَيْمُون القداح) فَملك بعض الديار اليمنية، واستوطن الْحصن الْعَظِيم فِي مغارب الْيمن، وَهُوَ حصن مَسْوَرْ، وَنشر الدعْوَة الباطنية بِالسَّيْفِ كَمَا نشرها (عَليّ ابْن الْفضل) وَلكنه كَانَ فِي إِظْهَار الْكفْر والإلحاد دون عَليّ بن الْفضل. ثمَّ بقيت بعده بقايا يتناوبون هَذِه الدعْوَة الملعونة، يُقَال لَهُم الدعاة. وَمِنْهُم الْملك الْكَبِير (عَليّ بن مُحَمَّد الصُّليحي) الْقَائِم بِملك غَالب الديار اليمنية. وَبقيت الدولة فيهم حينا من الدَّهْر، وَلَكِن الله حَافظ دينه، وناصر شَرِيعَته.
فَإِنَّهُ كَانَ فِي جِهَات الْيمن الجبالية، دولة لأَوْلَاد (الإِمَام الْهَادِي يحيى ابْن الْحُسَيْن) -رَحمَه الله-، فصاولوهم، وجاولوهم، وقاتلوهم فِي معركة بعد معركة، وموطن بعد موطن حَتَّى كفوهم عَن كثير من الْبِلَاد، وَبَقِي لِلْإِسْلَامِ رسم، وللدين اسْم.
وَلَوْلَا أَن الله حفظ دينه بذلك لَصَارَتْ الْيمن بأسرها قرمطية باطنية. ثمَّ جَاءَت بعد حِين من الدَّهْر دولة الإِمَام الْأَعْظَم (صَلَاح الدّين مُحَمَّد بن عَليّ)، وَولده الْمَنْصُور (عَليّ بن صَلَاح) فقلقلهم وزلزلتهم، وأجرجتهم من معاقلهم وشردتهم فِي أقطار الأَرْض، وسفكت دِمَاءَهُمْ فِي كثير من المواطن. وَلم يبْق مِنْهُم بعد ذَلِك إِلَّا بقايا حقيرة قَليلَة ذليلة تَحت أذيال التَّقيَّة، وَفِي حجاب التستر، والتَّظَهُّر بدين الْإِسْلَام إِلَى هَذِه الْغَايَة.
والرجاء فِي الله عز وَجل، أَن يستأصل بَقِيَّتهمْ، ويذهبهم بسيوف الْإِسْلَام، وعزائم الْإِيمَان، وَمَا ذَلِك على الله بعزيز.
هَذَا مَا وَقع من هَذِه الدعْوَة الملعونة فِي الديار اليمنية!
وَأما فِي غَيرهَا، فَأرْسل مَيْمُون القداح رجلاً أَصله من الْيمن، يُقَال لَهُ أَبُو عبد الله الدَّاعِي إِلَى بِلَاد الْمغرب، فَبَثَّ الدعْوَة هُنَالك، وتلقاها رجال من أهل الْمغرب من قَبيلَة كُتَامة، وَغَيرهم من البربر؛ فظهرت هُنَالك دولة قَوِيَّة.
وَلم يتم لَهُم ذَلِك إِلَّا بِإِدْخَال أنفسهم فِي النّسَب الشريف الْعلوِي الفاطمي. ثمَّ طَالَتْ ذيول هَذِه الدولة المؤسسة على الْإِلْحَاد، واستولت على مصر، ثمَّ الشَّام، ثمَّ الْحَرَمَيْنِ، فِي كثير من الْأَوْقَات. وغلبوا خلفاء بني الْعَبَّاس على كثير من بِلَادهمْ حَتَّى أبادتهم الدولة الصلاحية [دولة] صَلَاح الدّين بن أَيُّوب.
فَكَانَ من أعجب الِاتِّفَاق أَن الْقَائِم بمصاولتهم ومحو دولتهم فِي الْيمن الإِمَام صَلَاح الدّين وَولده، والقائم بمحو دولتهم فِي مصر السُّلْطَان صَلَاح الدّين ابْن أَيُّوب.
وَظَهَرت من هَذِه الدعْوَة الإلحادية دولة القرامطة، أَبُو طَاهِر القرمطي، وَأَبُو سعيد القرمطي، وَنَحْوهم وَوَقع مِنْهُم فِي الْإِسْلَام وَأَهله من سفك الدِّمَاء، وهتك الْحرم، وَقتل حجاج بَيت الله مرّة بعد مرّة، مَا هُوَ مَعْلُوم لمن يعرف علم التَّارِيخ، وأحوال الْعَالم. وأفضى شرهم إِلَى دُخُول الْحرم الْمَكِّيّ، وَالْمَسْجِد الْحَرَام، وَقتلُوا الْحجَّاج فِي الْمَسْجِد الْحَرَام حَتَّى ملأوه بالقتلى، وملأوا بِئْر زَمْزَم، ... ... ...
فَانْظُر مَا وصلت إِلَيْهِ هَذِه الدعْوَة الملعونة؟!
ثمَّ أطفأ الله شرهم، وأخذتهم فِي آخر الْمدَّة جيوش التتر الخارجين على الْإِسْلَام، فَكَانَ فِي تِلْكَ المحنة منحة أذهب الله بهَا هَذِه الطَّائِفَة الخبيثة.
ثمَّ عَاد الْإِسْلَام كَمَا كَانَ. وَدخل فِي الْإِسْلَام مُلُوك التتر، وَكَانَت الْعَاقِبَة للدّين، وَدفع الله عَن الْإِسْلَام جَمِيع المارقين مِنْهُ والخارجين عَلَيْهِ {ومكروا ومكر الله وَالله خير الماكرين}. {يخادعون الله وَالَّذين آمنُوا وَمَا يخدعون إِلَّا أنفسهم}.
وَإِنَّمَا قَصَصنَا عَلَيْك مَا قصصناه أَيهَا الرافضي المعادي لصحابة رَسُول الله -صلى الله عَلَيْهِ وَسلم-، ولسنته، وَلدين الْإِسْلَام؛ لتعلم أَنه لَا سلف لَك إِلَّا هَؤُلَاءِ القرامطة والباطنية، والإسماعيلية الَّذين بلغُوا فِي الْإِلْحَاد وَفِي كياد الْإِسْلَام، مَا لم يبلغ إِلَيْهِ أحد من طوائف الْكفْر.
فَإِن عرفت أَنَّك على ضلال مُبين، وغرور عَظِيم، وَأَن سلفك الَّذين اقتديت بهم وتبعت أَثَرهم هم البالغون فِي الْكفْر إِلَى هَذِه المبالغ الَّتِي لم يطْمع فِيهَا الشَّيْطَان. فَرُبمَا تنتبه من هَذِه الرقدة، وتستيقظ من هَذِه الْغَفْلَة، وَترجع إِلَى الْإِسْلَام وتمشي على هَدْيه القويم، وصراطه الْمُسْتَقيم.

فَإِن أَبيت إِلَّا العناد، وَالْخُرُوج من طرق الرشاد إِلَى طرق الْإِلْحَاد، فعلى نَفسهَا براقش تجنى، وَلَا يظلم رَبك أحدا، وَسَيعْلَمُ الَّذين ظلمُوا أَي مُنْقَلب يَنْقَلِبُون، واختر لنَفسك مَا يحلو»اهـ.

كشكول ٤٤٧: الشيعة يتصيدون الناس بحب محمد -صلى الله عليه وسلم- وآل بيته


الشيعة يتصيدون الناس بحب محمد -صلى الله عليه وسلم- وآل بيته.

جاء في الاعتصام (1/ 115) للشاطبي:
«عن مقاتل بن حيان قال: «أهل هذه الأهواء آفة أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ إنهم يذكرون النبي -صلى الله عليه وسلم- وأهل بيته، فيتصيدون بهذا الذكر الحسن عند الجهال من الناس؛ فيقذفون بهم في المهالك،
فما أشبههم بمن يسقي الصبر باسم العسل،
ومن يسقي السم القاتل باسم الترياق،
فأبصرهم؛
فإنك إن لا تكن أصبحت في بحر الماء، فقد أصبحت في بحر الأهواء الذي هو أعمق غورًا، وأشد اضطرابًا، وأكثر صواعق، وأبعد مذهبًا من البحر وما فيه،
فتلك مطيتك التي تقطع بها سفر الضلال: اتباع السنة»اهـ.

وقال الشوكاني -رحمه الله- في كتابه (قطر الولي 283 – 284):
«اعْلَم أَن بقايا الْمَجُوس، وَطَوَائِف الشّرك والإلحاد لما ظَهرت الشَّرِيعَة الإسلامية، وقهرتهم الدولة الإيمانية، وَالْملَّة المحمدية، وَلم يَجدوا سَبِيلاً إِلَى دَفعهَا بِالسَّيْفِ، وَلَا بِالسِّنَانِ، وَلَا بِالْحجَّةِ والبرهان، ستروا مَا هم فِيهِ من الْإِلْحَاد والزندقة بحيلة تقبلهَا الأذهان وتذعن لَهَا الْعُقُول.
فانتموا إِلَى أهل الْبَيْت المطهرين، وأظهروا محبتهم وموالاتهم، كذبًا وافتراءً، وهم فِي الْبَاطِن أعظم أعدائهم، وأكبر الْمُخَالفين [لَهُم] . ثمَّ كذبُوا على أكابرهم الجامعين بَين الْعلم وَالدّين، الْمَشْهُورين بالصلاح والرشد، فَقَالُوا: «قَالَ الإِمَام فلَان كَذَا، وَقَالَ الإِمَام فلَان كَذَا»، وجذبوا جمَاعَة من الْعَامَّة الَّذين لَا يفهمون وَلَا يعْقلُونَ، فتدرجوا مَعَهم بدعوات مَعْرُوفَة، وسياسات شيطانية. وَمَا زَالُوا ينقلونهم من رُتْبَة إِلَى ربتة، وَمن دَرَجَة إِلَى دَرَجَة حَتَّى أخرجوهم إِلَى الْكفْر البَوَاح، والزندقة الحضة، والإلحاد الصُّرَاح.
فَعِنْدَ ذَلِك ظَهرت لَهُم دوَل»اهـ.

قلت: وما أشبه الليلة بالبارحة؛ فهذه الدولة الصفوية تظهر محبة آل البيت وباطنها مجوسية فارسية!

وهؤلاء الذين يبتنونهم يغلب على ظني أن باطنهم قرمطية باطنية... وإن غداً لناظره قريب!

كشكول ٤٤٦: أسرار القرآن أين مخبأة؟


أسرار القرآن أين مخبأة؟
نقل في فيض القدير (1/712) عن الغزالي قوله: «وأسرار القرآن مخبأة في طي القصص والأخبار.

فكن حريصًا على استنباطها؛ ليكشف لك ما فيه من العجائب»اهـ.

كشكول ٤٤٥: أخطاء في الاستدلال (2)



أخطاء في الاستدلال (2):

- لا يصح أن تستدل بالقياس مع وجود النص؛ إذ لا اجتهاد مع النص.
- لا يصح أن تستدل بالاستصحاب مع وجود النصفلا يصح أن تقول: الأصل براءة الذمة، والحل، والطهارة، مع وجود النص الذي يشغل الذمة بخلاف ذلك.
- لا يصح الاستدلال بالعام إذا جاء ما يخصصه؛ إذ الواجب حينها أن يحمل العام على الخاص.
- لا يصح الاستدلال بالمطلق مع وجود المقيد؛ إذ الواجب حمل المطلق على المقيد.
- لا يصح الاستدلال بالمجمل مع وجود المبين؛ إذ الأصل حمل المجمل على المبين.
- لا يصح الاستدلال بنص وترك الآخر؛ إذ الأصل العمل بمجموع النصوص.
- لا يصح الاستدلال بالمنسوخ مع وجود الناسخ؛ إذ الأصل أن يعمل بالناسخ، دون المنسوخ.
- لا يصح الاستدلال بالنص مجرداً عن سياقه، وما ورد في معناه عن راويه من الصحابة؛ إذ الراوي أدرى بمرويه، والعلم بالمسبب يورث العلم بالمسبب.
- لا يصح الاستدلال بوقائع الأعيان؛ لما يتطرق إليها من الاحتمال.
- لا يصح الاستدلال بالآية أو الحديث إذا كان يتجاذبهما معنيان لا مزية لأحدهما عن الآخر؛ لأن تطرق الاحتمال يسقط الاستدلال.
- لا يصح أن يستدل باختلاف العلماء؛ لأن الخلاف ليس بدليل.
- لا يصح الاستدلال بالتجليات، والإلهام، والكشف؛ لأنها ليس بأدلة شرعية.

- لا يصح الاستدلال بالمتشابه؛ إذ الواجب رده إلى المحكم.

كشكول ٤٤٤: مهما كان الذي تشاهده اليوم فظيعًا، ومهما كانت الوقائع أليمة



مهما كان الذي تشاهده اليوم فظيعًا.
ومهما كانت الوقائع أليمة؛ فلا تنس أن الله حكيم، عليم، لطيف، خبير، رحمن رحيم.
ليس في هذا الأحداث بل في كل شيء!

هل تعلم أن الهجمة التترية كسرت المد القرمطي الباطني المجوسي على العالم الإسلامي!

قال وقلت ٥٥: الكلام في الجرح والتعديل أصله وقاعدته علم الجرح والتعديل في علم الحديث


قال: «أريد أن أتعلم الجرح والتعديل؛ فدلني على كتاب أستفيد منه».

قلت: الكلام في الجرح والتعديل أصله وقاعدته علم الجرح والتعديل في علم الحديث، والعمدة فيه النوع الثالث والعشرون من أنواع علوم الحديث في كتاب ابن الصلاح أنواع علوم الحديث، المشهور بـ مقدمة ابن الصلاح. وإن استعصى عليك شيء، فارجع إلى تدريب الراوي للسيوطي؛ لأنه شرح لمختصر كتاب ابن الصلاح للنووي، أو فتح المغيث شرح ألفية الحديث للسخاوي، والألفية للعراقي نظم فيها كتاب ابن الصلاح.
وانظر ما كتبه المعلمي في قسم القواعد من كتابه (التنكيل بما في تأنيب الكوثري من أباطيل) ففيه فوائد.

والكلام في الجرح والتعديل اليوم مبني على هذا النوع من أنواع علوم الحديث، والله الموفق.

هل تعلم ٤٠: أن طريقة الفقهاء تتكامل مع طريقة المحدثين في التصحيح والتضعيف


هل تعلم:

أن طريقة الفقهاء تتكامل مع طريقة المحدثين في التصحيح والتضعيف!
يدل على ذلك أمور:
- أن طريقة الفقهاء من أصحابها ومن أعلامها؟ أنهم أهل الحديث، وهم على سبيل المثال: أبو حنيفة. ومالك صاحب الموطأ.
والشافعي صاحب كتاب الأم والرسالة. وأحمد صاحب المسند. إن هؤلاء الفقهاء هم أئمة أهل الحديث قاطبة. وأئمة الحديث أنفسهم جاءت عن بعضهم عبارات تدل على ذلك.
- أن الفقه الصحيح يبنى على الطريقتين، ومن استعمل إحداهما ونبذ الأخرى خرج عن الجادة.
- أن غاية علم الحديث؛ هي الوصول إلى الفقه في الدين، وليس فقط التمييز بين الصحيح والضعيف من جهة الرواية. بدليل: أنه ليس كل صحيح من جهة سند الرواية يعمل به، وليس كل ضعيف من جهة سند الرواية لا يعمل به.
- أن أغلب ما نسب إلى منهج الفقهاء تجد من قال به من أهل الحديث.
- أن أئمة الحديث إذا راعوا طريقة الفقهاء نبغوا، وانظر في العلماء قبلك وتأمل.

فلا مجال بعد هذا إلى افتراض العداء بين المحدثين والفقهاء، أو نبذ طريقة الفقهاء. تأمل واتئد، ولا تتعجل.

هل تعلم ٣٩: أن الحديث الصحيح مراتب من حيث شروطه وأوصافه


هل تعلم:

أن الحديث الصحيح مراتب من حيث شروطه وأوصافه؛
أعلاها ما ذكره ابن الصلاح.
ودونه ما جرى عليه ابن خزيمة.
ودونه ما جرى عليه الضياء في المختارة.
ودونه ما جرى عليه ابن حبان.
ودونه ما جرى عليه الحاكم.
ودونه ما جرى عليه الأئمة الذين قبلوا المرسل والمنقطع إذا كان عن ثقة.
هذا بالنسبة لأوصاف الحديث الصحيح من جهة سند الرواية.

أمّا الصحيح من الحديث بدون النظر إلى خصوص سند الرواية فهو كذلك مراتب؛
أعلاها المتواتر.
ودونه ما أجمع العلماء على معناه.
ودونه ما اشتهر عند الأئمة، وتلقوه بالقبول.
ودونه ما جرى عليه العمل، واشتهر عند العلماء.
ودونه ما عمل به بعض السلف.
احفظ ما ذكرته، وتأمله؛ فإنه ينبني عليه فهم الكثير مما تراه من مواقف العلماء في مسائل العلم.

وفقك الله.