السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الثلاثاء، 23 يونيو 2015

سؤال وجواب ٢٢٩: أجر قراءة القرآن



سؤال:
«أنا أحفظ شيئًا من القرآن، وأراجعه عن ظهر قلب الآن في رمضان، وأقرأ أحيانًا من المصحف مباشرة؛ فهل أؤجر على كل حرف بـ 10 حسنات، في قوله -صلى الله عليه وسلم-: «لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف» يكون من المصحف مباشرة أو حتى عن ظهر قلب؟
مع العلم القراءة تكون في المراجعة أسرع وأقل تدبراً من القراءة من المصحف؟».

الجواب:
لم يشترط الرسول -صلى الله عليه وسلم- لحصول أجر القراءة لكل كلمة بحسنة والحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف أكثر من القراءة.
نعم القراءة بتدبر وتفكر وتفهم أفضل، لكنها ليست شرطًا في حصول أجر القراءة المذكور فيما يظهر، والله أعلم.
مع ملاحظة أن المقصود:
القراءة بحركة اللسان، لا بمجرد العين.
وأن المقصود القراءة التي يظهر منها القرآن لا الهذا الذي لا يفهم منه شيئاً.
والله المستعان.

كشكول ٩٩٤: رجال يشتكون من العنف الأسري... نسائهم يضربونهم!



يقولون: «الضرب في النوم محبة، فمن رأيت أنك تضربه؛ فأنت تحبه». والله أعلم هل هذا صدق أم لا.
وفي الواقع هو عداوة.
نساء يشتكين من رجالهن.
ورجال يشتكين من نسائهم.
وزاد الأمر شيء غريب لا يكاد يصدق؛
رجال يشتكون من العنف الأسري... نسائهم يضربونهم!
أتذكر الشيخ علي الطنطاوي -الله يرحمه- في برنامج نور وهدية قديماً كان يجي في قناة السعودية كل يوم جمعة بعد صلاة الجمعة، ذكر أنه كان قاضياً في الشام = سوريا، وأن من أغرب القضايا التي مرت عليه رجل يشتكي زوجته أنها ضربته!
واليوم أصبح هذا الأمر المستغرب موجوداً، وبوضوح... كل ما عليك أن تدخل إلى جوجل وتبحث وستقرأ وتشاهد العجب العجاب!

سؤال وجواب ٢٢٨: ما حكم هذه الأدعية الخاصة بكل يوم في رمضان؟



سؤال:
«ما حكم هذه الأدعية الخاصة بكل يوم في رمضان فهناك من ينشرها، ونريد ردًا عليهم إذا كان غير جائز؟».

الجواب:
لا أعلم لها اصلاً، وتخصيص دعاء معين لكل يوم من أيام رمضان، يجعل الموضوع من باب البدع الإضافية،
فإن اشتمل الدعاء على مخالفات فهذا من باب البدع الحقيقية.
والله لا يتقبل من العمل إلا:
- ما كان خالصًا لوجهه الكريم،
- متابعاً فيه سنة نبيه الكريم -صلى الله عليه وسلم-.
والله الموفق.

سؤال وجواب ٢٢٧: من كان منهجه اتباع الكتاب والسنة على منهج السلف، فهو سلفي



سؤال:
«قلتم في سلسلة (ليس من منهج السلف): ليس من منهج السلف حصر الدين في مسألة، فمن وافقني عليها هو سلفي...؛
ومعلوم عند أهل السنة أن المسح على الخفين مسألة واحدة من خالف فيها؛ فهو مبتدع، وكذلك مسألة الوقف في خلق القرآن، وكذا سب الصحابة، والحوض والميزان ... كلها مسائل مفردة نسب السلف إلى القائل بها البدعة وأخرجوه من السنة.
فكيف تستقيم عبارتكم -أحسن الله إليكم- مع فعل السلف الآنف الذكر؟».

الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
من خالف في هذه المسألة لا يحكم بأنه غير سلفي؛ فإنه ينظر قد يكون مجتهداً تأول، وقد يكون جاهلاً، وقد يكون قد قام مانع آخر، يمنع من أن يوصف بعدم السلفية لأجل مسألة واحدة.
وهذا ذكرته بالنظر إلى واقع أهل العلم، وواقع الناس اليوم، فالقضية منهج وليست مسألة؛
فمن كان منهجه اتباع الكتاب والسنة على منهج السلف؛ فهو سلفي، وإن أخطأ وخالف في مسائل.
ومن كان منهجه خلاف ذلك فهو غير سلفي، وإن وافق السلفية في مسائل.
وأما أفراد المسائل فلا يدار عليها وصف الرجل وحاله، والله المستعان وعليه التكلان.

سؤال وجواب ٢٢٦: إذا قال المؤذن في الفجر: «الصلاة خير من النوم»، فبماذا يرد المستمع؟



سؤال:
«إذا قال المؤذن في الفجر: «الصلاة خير من النوم»، فبماذا يرد المستمع؟».

الجواب:
إذا قال المؤذن: «الصلاة خير من النوم»، فإن السنة أن تقول مثل ما يقول المؤذن، إلا في الحيعلتين فقد ورد أن تقول مثله، وورد أن تقول: «لا حول ولا قوة إلا بالله».

سؤال وجواب ٢٢٥: هل يصلى على المنتحر؟


سؤال:
«عندنا عجوزًا في قريتنا قتلت نفسها؛ فهل يصلى عليها؟».

الجواب:
المسلم إذا قتل نفسه فإنه يكون من أصحاب المعاصي، والكبائر، يعامل معاملة المسلمين، فيغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين، ويترك أهل العلم والفضل الصلاة عليه تحذيراً للناس من فعله.
والله الموفق.

كشكول ٩٩٣: أيها الرجل المسلم... اتق الله في زوجك!



قالت: «المرأة الملتزمة أو التي تحاول الالتزام تعاني من زوجها المر، ولا تستطيع أن تفضح الأمر خوفًا أو خجلاً!».

أقول:
أيها الرجل المسلم... اتق الله في زوجك.
ألا تعلم أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أوصى بالضعيفين، وهما اليتيم والمرأة.
أخرج أحمد في المسند (2/ 439، الميمنية)، (15/ 416، تحت رقم: 9666، الرسالة)، وابن ماجه في أبواب الأدب، بَابُ حَقِّ الْيَتِيمِ، حديث رقم: (3678)،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ: الْيَتِيمِ، وَالْمَرْأَةِ». قال الأرنؤوط في تحقيقه للسنن: «إسناده قوي»، وكذا قال محققو المسند.
ألا تعلم أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع أوصى بالنساء؛
عن عَمْرو بنِ الأَحْوَصِ الجُشميِّ -رضي اللَّه عنه- أَنَّهُ سمِعَ النبي -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- في حَجِّةِ الْوَداع يقُولُ بعد أَنْ حَمِدَ اللَّه تعالى، وَأَثنَى علَيْهِ وذكَّر ووعظَ، ثُمَّ قال: «أَلا واسْتَوْصوا بِالنِّساءِ خَيْراً، فَإِنَّمَا هُنَّ عَوانٍ عَنْدَكُمْ لَيْس تمْلكُونَ مِنْهُنَّ شَيْئاً غيْرَ ذلِكَ إِلاَّ أَنْ يأْتِينَ بِفَاحشةٍ مُبيِّنةٍ، فإِنْ فَعلْنَ فَاهْجُروهُنَّ في المضَاجعِ، واضْربُوهنَّ ضَرْباً غيْر مُبرِّحٍ، فإِنْ أَطعنَكُمْ فَلا تبْغُوا عَلَيْهِنَّ سبيلا. أَلا إِنَّ لَكُمْ عَلَى نِسائِكُمْ حَقًّا، ولِنِسائِكُمْ عَلَيْكُمْ حقًّا، فَحَقُّكُمْ عَلَيْهنَّ أَن لا يُوطِئْنَ فُرُشكمْ منْ تَكْرهونَ، وَلا يأْذَنَّ في بُيُوتكمْ لِمن تكْرهونَ، أَلا وحقُّهُنَّ عَلَيْكُمْ أَن تُحْسنُوا إِليْهنَّ في كِسْوتِهِنَّ وَطعامهنَّ».
رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيحٌ.
قوله -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم-: «عوانٍ». أَيْ: أَسِيرَاتٌ.
هل تعلم أن إيمانك يكمل بإحسان التعامل مع زوجك؟!
عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-، قال: قال رسول اللَّه -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم-: «أَكْمَلُ المُؤْمنين إِيمَاناً أَحْسنُهُمْ خُلُقاً، وَخِياركُمْ خيارُكم لِنِسَائِهِم». (رواه التِّرمذي وقال: «حديثٌ حسنٌ صحيحٌ».).
هل تعلم أن المرأة الصالحة خير متاع الدنيا؟!
عن عبدِ اللَّه بنِ عمرو بن العاص -رضي اللَّه عنهما- أَن رسول اللَّه -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- قال: «الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتاعهَا المَرْأَةُ الصَّالحةُ». (رواه مسلم).
ألا فاستوصوا بالنساء خيراً.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ:
«قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خيراً؛ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ؛ فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ». (أخرجه البخاري ومسلم).
قال الله -تبارك وتعالى-: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}. (سورة النساء الآية: 19).
ما قيمة أن تقول: أنك سلفي، وتجالس السلفيين، وأنت لا تحسن التعامل مع زوجك وعيالك؟!
ما قيمة أنك سلفي وأنت تعطي هذه الصورة السيئة عن أخلاق السلفية؟!
ألا إن خياركم خياركم لنسائه!
وبالله التوفيق.

سؤال وجواب ٢٢٤: ما حكم زيادة القول: «رب الملائكة والروح»؟



سؤال:
«ما حكم زيادة القول: «رب الملائكة والروح»؟».

الجواب:
لم يوضح السائل الموضع الذي وردت فيه هذه الزيادة، وعموماً:
- وردت هذه الزيادة في أذكار الركوع والسجود، بسند صحيح فقد أخرج مسلم تحت رقم: (223): عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، أَنَّ عَائِشَةَ نَبَّأَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُولُ: «فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ».
- ووردت هذه الزيادة في الذكر عقب صلاة الوتر. أخرج الطبراني في المعجم الأوسط (8/ 108)، تحت رقم: (8115) قال: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، نا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُوتِرُ بِسَبَّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وَقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وَإِذَا سَلَّمَ قَالَ: «سُبْحَانَ الْمَلَكُ الْقُدُّوسُ» ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَمَدَّ بِالْأَخِيرَةِ صَوْتَهُ، وَيَقُولُ: «رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ».
وهذه الزيادة جاءت من طريق قتادة عن سعيد بن عبدالرحمن، وقتادة مدلس. فالسند ضعيف.
وقد روى الثقات هذا الحديث ولم يذكروا هذه الزيادة.
من ذلك في مسند أحمد (24/ 72، تحت رقم: 15354) قال احمد: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، وَزُبَيْدٍ الْإِيَامِيِّ، عَنْ ذَرٍّ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- «أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ فِي الْوِتْرِ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وَقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ، فَإِذَا سَلَّمَ قَالَ: «سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ، سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ، سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ»،  وَرَفَعَ بِهَا صَوْتَهُ». قال محققو المسند: «إسناده صحيح على شرط الشيخين»اهـ.
بل جاء عن قتادة بغير هذه الزيادة، 
أخرج أحمد في المسند (24/ 74، تحت رقم: 15355)، قال أحمد: حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عَزْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «كَانَ يَقْرَأُ فِي الْوِتْرِ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وَقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ، وَكَانَ إِذَا سَلَّمَ قَالَ: «سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ»، يُطَوِّلُهَا ثَلَاثًا». قال محققو المسند: «إسناده صحيح على شرط مسلم»اهـ.
قلت: جاء هذا من طريق آخر عن شعبة قد قتادة، وقد كفانا شعبة تدليس قتادة.
وبهذا تكون هذه الزيادة منكرة؛ لأنه من رواية ضعيفة مخالفة لروايات الثقات.
هذا حكمها من جهة الرواية.
أما حكمها من جهة الفتوى فيجوز قولها أحيانًا بدون اعتقاد أنها السنة، ومن أراد ملازمة السنة فيكتفي بما ورد.
والله الموفق.

سؤال وجواب ٢٢٣: مسابقة وجوائز كروت شركات الاتصالات



السؤال:
«عندنا إحدى شركات الاتصالات للهواتف النقالة نظمت مسابقة في هذا الشهر وهي كالتالي:
يتم تعبئة رصيد بقيمة 10 دينار ليبي في الشفرة الخاصة بي، ثم يبعث رقم الكود في رسالة إلى الشركة، علمًا بأن الرسالة مجانية ولا ينقص من رصيدي الذي تم تعبئته شيء، ثم تدخل السحب على العديد من الجوائز طيلة شهر رمضان. فما حكم هذه المسابقة؟».

الجواب:
إذا كنت تشتري الكرت بالعادة، أو تحتاجه واشتريته لحاجتك لا بنية المشاركة في المسابقة فلا حرج عليك فيما يأتيك لو كسبت أو ربحت؛ لأن هذا سيكون من باب الجعالة.
أما أن تشتري الكرت بغرض الدخول في المسابقة فهذا مثل اليانصيب، من القمار والميسر، وهو حرام. والله الموفق.

كشكول ٩٩٢: خمس خصال تعلموهن واعملوا بهن... وصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأمته!



خمس خصال تعلموهن واعملوا بهن... وصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأمته!
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ يَأْخُذُ مِنِّي خَمْسَ خِصَالٍ فَيَعْمَلُ بِهِنَّ، أَوْ يُعَلِّمُهُنَّ مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ؟»
قَالَ: قُلْتُ: «أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ».
قَالَ: «فَأَخَذَ بِيَدِي فَعَدَّهُنَّ فِيهَا، ثُمَّ قَالَ:
«اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ.
وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ.
وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا.
وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا.
وَلَا تُكْثِرِ الضَّحِكَ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ».».
ولفظه في رواية ابن ماجه: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؛
كُنْ وَرِعًا تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ.
وَكُنْ قَنِعًا تَكُنْ أَشْكَرَ النَّاسِ.
وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا.
وَأَحْسِنْ جِوَارَ مَنْ جَاوَرَكَ تَكُنْ مُسْلِمًا.
وَأَقِلَّ الضَّحِكَ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ».
أخرجه أحمد في المسند (2/ 310، الميمنية)، (13/ 458، تحت رقم: 8095، الرسالة)، والترمذي في أبواب الزهد، بَابٌ: مَنْ اتَّقَى المَحَارِمَ فَهُوَ أَعْبَدُ النَّاسِ، حديث رقم: (2305)، وابن ماجه، في أبواب الزهد، بَابُ الْوَرَعِ وَالتَّقْوَى، حديث رقم: (4217). والحديث حسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي، وصححه في صحيح سنن ابن ماجه، وحسنه الأرنؤوط في تحقيقه لسنن ابن ماجه، وقال محققو المسند: «حديث جيد».اهـ.

كشكول ٩٩١: أيهما افضل كثرة القراءة، أم قلة القراءة مع التدبر؟


جاءني على ماسنجر الفيس...
أيهما افضل كثرة القراءة، أم قلة القراءة مع التدبر؟
قال ابن القيم -رحمه الله-:
«اختلف الناس في الأفضل من الترتيل وقلة القراءة، أو السرعة مع كثرة القراءة، أيهما أفضل؟ على قولين:
- فذهب ابن مسعود وابن عباس -رضي الله عنهما- وغيرهما إلى أن الترتيل والتدبر مع قلة القراءة أفضل من سرعة القراءة مع كثرتها.
واحتج أرباب هذا القول؛
بأن المقصود من القراءة فهمه، وتدبره، والفقه فيه، والعمل به، وتلاوته وحفظه وسيلة إلى معانيه، كما قال بعض السلف: نزل القرآن ليعمل به؛ فاتخذوا تلاوته عملاً. ولهذا كان أهل القرآن هم العالمون به، والعاملون بما فيه، وإن لم يحفظوه عن ظهر قلب. وأما من حفظه ولم يفهمه ولم يعمل بما فيه فليس من أهله، وإن أقام حروفه إقامة السهم.
قالوا : ولأن الإيمان أفضل الأعمال، وفهم القرآن وتدبره هو الذي يثمر الإيمان، وأما مجرد التلاوة من غير فهم ولا تدبر فيفعلها البر والفاجر والمؤمن والمنافق، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ومثل المنافق الذي يقرأ القران كمثل الريحانة: ريحها طيب، وطعمها مر».
والناس في هذا أربع طبقات:
أهل القرآن والإيمان، وهم أفضل الناس.
والثانية: من عدم القرآن والإيمان.
الثالثة: من أوتي قرآنًا ولم يؤت إيمانًا.
الرابعة: من أوتي إيمانًا ولم يؤت قرآنًا.
قالوا : فكما أن من أوتي إيمانًا بلا قرآن أفضل ممن أوتي قرآنًا بلا إيمان، فكذلك من أوتي تدبرًا وفهمًا في التلاوة أفضل ممن أوتي كثرة قراءة وسرعتها بلا تدبر.
قالوا: وهذا هدي النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإنه كان يرتل السورة حتى تكون أطول من أطول منها، وقام بآية حتى الصباح.
- وقال أصحاب الشافعي -رحمه الله-: كثرة القراءة أفضل. واحتجوا بحديث ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: «من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف». (رواه الترمذي وصححه).
قالوا: ولأن عثمان بن عفان قرأ القرآن في ركعة، وذكروا آثارًا عن كثير من السلف في كثرة القراءة.
والصواب في المسألة أن يقال:
إن ثواب قراءة الترتيل والتدبر أجل وأرفع قدرًا، وثواب كثرة القراءة أكثر عددًا:
فالأول: كمن تصدق بجوهرة عظيمة، أو أعتق عبدًا قيمته نفيسة جدًا.
والثاني: كمن تصدق بعدد كثير من الدراهم، أو أعتق عددًا من العبيد قيمتهم رخيصة.
وفي (صحيح البخاري) عن قتادة قال: سألت أنسًا عن قراءة النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: «كان يمد مدًا».
وقال شعبة: حدثنا أبو جمرة، قال: قلت لابن عباس: «إني رجل سريع القراءة، وربما قرأت القرآن في ليلة مرة أو مرتين». فقال ابن عباس: «لأن أقرأ سورة واحدة أعجب إلي من أن أفعل ذلك الذي تفعل. فإن كنت فاعلاً ولا بد؛ فاقرأ قراءة تسمع أذنيك، ويعيها قلبك».
وقال إبراهيم: قرأ علقمة على ابن مسعود -وكان حسن الصوت- فقال: «رتل فداك أبي وأمي؛ فإنه زين القرآن».
وقال ابن مسعود: «لا تهذُّوا القرآن هذَّ الشعر، ولا تنثروه نثر الدقل، وقفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة».
والهذّ: سرعة القراءة. والدَّقَل: رديء التمر.
وقال عبد الله أيضًا: «إذا سمعت الله يقول: {يأيها الذين آمنوا} فأصغ لها سمعك، فإنه خير تؤمر به، أو شر تصرف عنه»اهـ.
(زاد المعاد: (١/ ٣٣٧-٣٤٠).).