السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الثلاثاء، 23 يونيو 2015

سؤال وجواب ٢٢٤: ما حكم زيادة القول: «رب الملائكة والروح»؟



سؤال:
«ما حكم زيادة القول: «رب الملائكة والروح»؟».

الجواب:
لم يوضح السائل الموضع الذي وردت فيه هذه الزيادة، وعموماً:
- وردت هذه الزيادة في أذكار الركوع والسجود، بسند صحيح فقد أخرج مسلم تحت رقم: (223): عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، أَنَّ عَائِشَةَ نَبَّأَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُولُ: «فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ».
- ووردت هذه الزيادة في الذكر عقب صلاة الوتر. أخرج الطبراني في المعجم الأوسط (8/ 108)، تحت رقم: (8115) قال: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، نا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُوتِرُ بِسَبَّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وَقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وَإِذَا سَلَّمَ قَالَ: «سُبْحَانَ الْمَلَكُ الْقُدُّوسُ» ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَمَدَّ بِالْأَخِيرَةِ صَوْتَهُ، وَيَقُولُ: «رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ».
وهذه الزيادة جاءت من طريق قتادة عن سعيد بن عبدالرحمن، وقتادة مدلس. فالسند ضعيف.
وقد روى الثقات هذا الحديث ولم يذكروا هذه الزيادة.
من ذلك في مسند أحمد (24/ 72، تحت رقم: 15354) قال احمد: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، وَزُبَيْدٍ الْإِيَامِيِّ، عَنْ ذَرٍّ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- «أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ فِي الْوِتْرِ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وَقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ، فَإِذَا سَلَّمَ قَالَ: «سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ، سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ، سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ»،  وَرَفَعَ بِهَا صَوْتَهُ». قال محققو المسند: «إسناده صحيح على شرط الشيخين»اهـ.
بل جاء عن قتادة بغير هذه الزيادة، 
أخرج أحمد في المسند (24/ 74، تحت رقم: 15355)، قال أحمد: حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عَزْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «كَانَ يَقْرَأُ فِي الْوِتْرِ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وَقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ، وَكَانَ إِذَا سَلَّمَ قَالَ: «سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ»، يُطَوِّلُهَا ثَلَاثًا». قال محققو المسند: «إسناده صحيح على شرط مسلم»اهـ.
قلت: جاء هذا من طريق آخر عن شعبة قد قتادة، وقد كفانا شعبة تدليس قتادة.
وبهذا تكون هذه الزيادة منكرة؛ لأنه من رواية ضعيفة مخالفة لروايات الثقات.
هذا حكمها من جهة الرواية.
أما حكمها من جهة الفتوى فيجوز قولها أحيانًا بدون اعتقاد أنها السنة، ومن أراد ملازمة السنة فيكتفي بما ورد.
والله الموفق.