السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

السبت، 8 يوليو 2017

دروسي في المسجد ٥


دروسي في المسجد (5)
وسيادة الشريف عادل آل مهنا الحارثي، سلمه الله، لما عملت وليمة (ختم الموطأ)، كتب بحثاً سمّاه ( المشداخ )، في تقرير مثل هذه الوليمة والإطعام في مناسبات الفرح والسرور، لا على وجه التعبد والمداومة.
وقد أجاد فيه وأفاد ...
ومما ذكره في هذا البحث : " قال المرداوي رحمه الله :
[ الأطعمة التى يدعى إليها الناس عشرة ؛ 
الأول : الوليمة؛ وهى طعام العرس.
الثانى : الحذاق؛ وهو الطعام عند حذاق الصبى. أى معرفته، وتمييزه، وإتقانه. 
الثالث : العذيرة والإعذار، لطعام الختان. 
الرابع : الخرسة والخرس، لطعام الولادة. 
الخامس : الوكيرة، لدعوة البناء.
السادس : النقيعة، لقدوم الغائب. 
السابع : العقيقة؛ وهى الذبح لأجل الولد، على ما تقدم فى أواخر باب الأضحية. 
الثامن : المأدبة؛ وهو كل دعوة لسبب كانت أو غيره. 
التاسع : الوضيمة، وهو طعام المأتم. 
العاشر : التحفة؛ وهو طعام القادم. زاد بعضهم، 
حادى عشر : وهو الشندخية؛ وهو طعام الملك على الزوجة. 
وثانى عشر : المشداخ؛ وهو الطعام المأكول في ختمة القارئ. 
وسائر الدعوات والإجابة إليها مستحبة. هذا قول أبى حفص العكبرى، وغيره. وقطع به فى «الكافى»، و «المغنى»، و «الشرح»، و «شرح ابن منجى»، وهو ظاهر كلام ابن أبى موسى. قاله فى «المستوعب». 
والصحيح من المذهب، أن بقية الدعوات مباحة، وعليه جماهير الأصحاب، ونص عليه. قال فى «الفروع»: اختاره الأكثر. قال الزركشى: قاله القاضى، وعليه عامة أصحابه. وقطع به فى «الهداية»، و «الفصول»، و خصال ابن البنا»، و «المذهب»، و «مسبوك الذهب»، و «الخلاصة»، و «المحرر»، و «الحاوى»، و «نظم المفردات». وقدمه فى «المستوعب»، و «النظم»، و «الرعايتين»، و «الفروع»، وغيرهم. وعنه، تكره دعوة الختان. وهو قول فى «الرعاية». ويحتمله كلام الخرقى. وأما الإجابة إلى سائر الدعوات، فالصحيح من المذهب استحبابها، كما جزم به المصنف هنا. وجزم به فى «الكافى»، و «المغنى»، و «الشرح»، و «شرح ابن منجى».......... ] الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف (21/ 312-323).
وقد استأذنته في إرفاق رابط البحث ليستفيد منه طلاب العلم، لطرافة موضوعه وأهميته في نفس الوقت؛ فأذن جزاه الله خيراً...
وهذا هو رابط تحميل بحث المشداخ للشريف عادل بن مرزوق آل مهنا الحارثي .. جزاه الله خيراً

دروسي في المسجد ٤


دروسي في المسجد (4)
من طلبتي الذين درسوا علي في المسجد وفي الجامعة سيادة الشريف عادل بن مرزوق آل مهنا الحارثي، حفظه الله .
يعجبني - سلمه الله - في عنفوانه في محبة السنة والاتباع.
وحرصه على العلم والتعلم فقد لازم دروسي من بداية درس مسجد ناهض الروقي في شارع الحج، إلى الليوم ، ولم يتغيب إلا في فترة تعيينه مدرسا في منطقة خارج مكة لمدة عام تقريباً .
وعادل طراز فريد و لا أزكيه على الله ؛ له كتابات وتقريرات نفيسه ، أذكر أنه قدم لي بحثاً كتبه في صلاة التراويح عند الصحابة، أجاد فيه وأفاد، وقدمته له بقولي:
"فقد قرأت هذا البحث الماتع (التراويح زمن الصحابة ) ، لفضيلة الشيخ الشريف عادل بن مرزوق آل مهنا الحارثي سلمه الله، ورأيته – رعاه الله – قد أحسن تقرير المسألة، وتجليتها، وأوضح وجهاً من أوجه الاستدلال يحتاجه المتفقه مما جرى عليه أهل العلم رحمهم الله.
وتوضيح ذلك :
أن حصول العلم بصدق الخبر أو كذبه لا يتوقف على مجرد النظر في رواته ونقلته؛ وذلك أن من الأخبار ما لا تتوقف معرفة صدقه أو كذبه على نقلته أصلاً، بل قد يكون نقلته من الفساق وبعد التثبت والنظر يتضح صدق الخبر، وقد ينقل الخبر الثقة الصادق ولكن تقوم القرائن الدالة على خطئه وعدم مطابقته للواقع، وأنه قد أخطأ أو وهم أو قامت علة ما تمنع من صحة وصدق خبره.
يقول ابن تيمية رحمه الله: "كم من حديث صحيح الاتصال ثم يقع في أثنائه الزيادة والنقصان فرب زيادة لفظة تحيل المعنى ونقص أخرى كذلك ومن مارس هذا الفن لم يكد يخفى عليه مواقع ذلك ولتصحيح الحديث وتضعيفه أبواب تدخل وطرق تسلك ومسالك تطرق"اهـ(مجموع الفتاوى (18/47)).
ومن هذه الطرق التي تسلك، والأبواب التي تدخل والمسالك التي تطرق: (جريان العمل)، و(التلقي بالقبول)، وهذان السبيلان مما يراعيه فقهاء أهل الحديث، بل وعلماء الحديث، فيثبتون صحة أحاديث وآثار بهما، فكما أن الحديث يُعل بتركهم له، وعدم عملهم به، مع أن ظاهر إسناده الصحة، فيجعل تركهم للعمل به دليلاً على بطلانه أو نسخه(شرح العلل لابن رجب/ همام/ (1/324-332))، كذا يتقوى بتداوله بين العلماء بالقبول، وكانوا يرون العلم هو الخبر المشهور الذي يأتيك من هنا وهاهنا، فهو ما عرف و تواطأت عليه الألسن(شرح العلل لابن رجب/همام/ (2/621)) .
[قال مهنا: قال أحمد: الناس كلهم أكفاء إلا الحائك والحجام والكساح. فقيل له: تأخذ بحديث : "كل الناس أكفاء إلا حائكاً أو حجاماً" وأنت تضعفه؟! فقال: إنما نضعف إسناده، ولكن العمل عليه.
وقال مهنا: سألت أحمد عن حديث معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أن غيلان أسلم وعنده عشر نسوة. قال: ليس بصحيح، والعمل عليه؛ كان عبدالرزاق يقول: معمر عن الزهري مرسلاً]( المسوّدة ص274.) .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ حَفْصُ بْنُ غَيَّاثٍ عَنْ مُحَمَّدٍ بْنِ قَيْسٍ عَنْ حَبِيبٍ بنْ أبَيِ ثَابِتٍ قَالَ كَانَ عُمَرُ لَا يُجِيزُ نِكَاحًا فِي عَامِ سَنَةٍ يَعْنِي مَجَاعَةً قِيلَ لِأَبِي زُرْعَةَ مَا تَرَى فِي هَذَا قَالَ هُوَ مُرْسَلٌ وَلَكِنَّ عمر أهاب أَن أَرَدَ قَوْلَهُ"اهـ(المراسيل لابن أبي حاتم (ص: 29)).
وفي البحث الذي أقدم له اليوم قضية تقوم على هذه القاعدة، وهي مسألة عدم التوقيت لصلاة الليل بعدد، وصلاة الليل هي صلاة التراويح وصلاة التهجد؛ فإن هذه القضية وردت فيها آثار لم نقف على أسانيد جملة منها، لكنها متلقاة عند العلماء بالقبول، وتداولوها بينهم وبنوا عليها كلامهم، وجاءت آثار تفيد جريان العمل بما دلت عليه تلك الآثار، مما اقتضى ثبوتها بذلك.
وهذا مما غفل عنه بعض الباحثين وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، وقد وفق فضيلة الشيخ الشريف عادل بن مرزوق في المسألة، وأعمل هذا المسلك في أدلتها فجلى الحق فيها، فجزاه الله خير الجزاء.
وأسأل الله أن يوفقه ويبارك فيه، ويرزقه القبول في الدنيا والآخرة"اهـ.

يتبع...

دروسي في المسجد ٣


دروسي في المسجد 3
خالد بن محمد بادغيش حفظه الله .
من طلاب العلم الجيدين.
يمتاز بمتابعته، ونصحه، ومحبته الخاصة.
واذكر بخير والده العم (محمد بادغيش) الذي أعانني بسلفة أثناء عمارتي لسكني بالعوالي، ولا زلت أتذكر فضله وجميل صنيعه معي، فادعو له أن يرحمه الله ويغفر له. وكان شفيعي عنده ولده خالد حفظه الله بصحة وعافية.
وخالد يداعبني كثيراً، فهو يقول : أنا أقرا في كتابك الفلاني، وأحضر عليه ردوداً.
فصرت كلما أعطيته كتاباً من كتبي أقول له: هيا أنا انتظر تعقباتك وردودك!
وهو لا أزكيه على الله حريص على السنة، وعلى اجتماع طلاب العلم السلفيين، ونبذ الفرقة والخلاف والشقاق، ومن المحبين للشيخ ربيع، وكان يسافر إلى المدينة للجلوس معه والسماع منه.
وأذكر له جزاه الله خيراً، اهداء الكتب لي، خاصة إذا علم أني اشتغل ببحث موضوع، فإنه إذا وجد في المكتبة كتاباً جديداً احضره لي، إما اهداء وإما إعارة.
أسأل الله أن يجزيه عني خيراً، وأن يوفقه ويحفظه في نفسه وأهله وماله وولده وزوجه بخير وعافية. لا أزكيه على الله، إنه نعم الرجل هو إن شاء الله.
يتبع

دروسي في المسجد ٢


تدريسي في المسجد - 2
من الطلاب الذين تابعوا دروسي من بداية درسي في مسجد الشيخ عايض، في شارع الحج حتى اليوم وبحمد الله تعالى:
- فضيلة الشيخ الأستاذ سيادة الشريف اسامة بن السيد علي الأهدل .
- فضيلة الشيخ الأستاذ : خالد بن محمد بادغيش.
- فضيلة الشيخ الأستاذ : أحمد بن يحي الزهراني . وقد التحق متأخرا عن اخوانه اظن من عام 1416 هجرية والله اعلم.
- فضيلة الشيخ الدكتور : أحمد بازمول .
- فضيلة الشيخ الأستاذ سيادة الشريف عادل بن مرزوق الحارثي
حفظهم الله وسلمهم من كل سوء، وجزاهم الله خيراً.
فاستمروا في متابعة الدروس قريباً من ثلاثين سنة.
وذكر لي الشيخ خالد بادغيش : أنه كان معي من أيام درس التفسير في مسجد أنس بن مالك في شارع الجزائر.
وجميع هؤلاء الأخوة ممن درست لهم في الجامعة، و لا زموا دروسي في المسجد.
والحق أني اعتبرهم عيبتي، ومحل مشورتي، ولهم علي من الفضل والأثر الطيب ما الله به عليم.

يتبع =

دروسي في المسجد ١



بدأت الدروس في المساجد قديماً.
اذكر أن أول درس بدأته في مسجد أنس بن مالك بشارع الجزائر في العتيبية، وكان في التفسير. وهذا في حدود عام 1407هـ - 1408 هـ، ومشينا في التفسير إلى الآية رقم 70 من سورة البقرة.
والطلاب لم يعجبهم الدرس في ذلك الوقت ، وصاروا يطلبون أن أجعله درسا وعظياً.
فتوقفت عن الدرس.
ثم انتقلت من الى السكن بحي العزيزية في جنوب شرق مكة .
وفي عام 1409 هجرية، طلب الأخوة مني درساً في مسجد الشيخ عايض، في شارع الحج، وهو على يمين الخارج من شارع الخنساء (الخانسة) .
وبدأت درسي في شرح بلوغ المرام حتى أكملته والحمد لله.
وانتقل الدرس إلى مسجد الحارثي بالعزيزية الجنوبية.
ثم إلى مسجد الأميرة شيخة بجوار مستشفى علوي تونسي .
ثم إلى مسجد الشيخ السبيل بحي كدي بجوار المحكمة الكبرى.
وطوال المدة السابقة كان موعد درسي في يوم واحد في الأسبوع وهو يوم الأحد بين المغرب والعشاء.
ثم طلب مني الشيخ ربيع أن أدرس في مسجد ابن باز ، وأكملت شرحه لكتاب التوحيد، للشيخ محمد بن عبد الوهاب.
وكان في يوم الاثنين.
فاجتمع لي في الأسبوع يومان للتدريس يوم الأحد ، ويوم الاثنين.

وبدأت في درس يوم الأحد في مسجد الشيخ السبيل بشرح الموطأ وكان ذلك يوم الاثنين 25/5/1424هـ.

يتبع

سؤال وجواب ٣٨٥: تجمع عندنا التبرعات المالية في المساجد، ويأتي التجار لتبديل العملة الورقية في المسجد؛ فما حكم ذلك؟


سؤال:
تجمع عندنا التبرعات المالية في المساجد، ويأتي التجار لتبديل العملة الورقية في المسجد؛ فما حكم ذلك؟

الجواب :
حكم ذلك أن المساجد لم تبن لهذا ، فلا يجوز البيع والشراء فيها، لأن تبديل العملة، والصرافة من صور البيع والشراء .
والرسول صلى الله عليه وسلم أمر أن يقال لمن ينشد ضالته في المسجد: " لا رد الله ضالتك " (1)، ولمن يتبايع في المسجد: "لا اربح الله تجارتك " (2(.
وعلى المسلم أن ينزه المسجد من أن يكون محلا لمثل هذه المعاملات الدنيوية المالية.
فرغه وخرج الأحاديث من لقاء مساء الخميس 3 / 6 / 1438هـ، اكليل الجبل جزاه الله خيراً.
_______________________________
( 1 ) عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد فليقل لا ردها الله عليك فإن المساجد لم تبن لهذا " 
رواه الإمام مسلم في صحيحه ، كتاب المساجد ومواضع الصلاة ، باب النهي عن نشد الضالة في المسجد ، تحت رقم 880 / رواه ابو داود في سننه ، كتاب الصلاة ، باب كراهية إنشاد الضالة في المسجد ، تحت رقم 473

(2) عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا لا أربح الله تجارتك وإذا رأيتم من ينشد فيه ضالة فقولوا لا رد الله عليك " رواه الترمذي في سننه ، كتاب البيوع ، باب النهي عن البيع في المسجد ، تحت رقم 1321 / رواه الدارمي في سننه ، كتاب الصلاة ، باب النهي عن استنشاد الضالة في المسجد ، والبيع ، والشراء ، تحت رقم (1410) . وصححه العلامة الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب والترهيب تحت رقم (291).

كشكول ١٥٤٥: وعلماء الدين أحوج الناس إلى التواصل والتعاون


جاءني في الواتساب من جهة السيد اسامة الاهدل حفظه الله .
قال العلامة عبد الرحمن بن يحيى المعلمي رحمه الله :
وكم من عالم أخطأ في مسألة ؛ فلم يهتمَّ إخوانُه من العلماء بأن يَزوروه ، ويُذاكروه فيها ! أو يكاتبوه في شأنها.
بل غايةُ ما يَصنعُ أحدُهم : أن ينشر إعتراضَه في مجلّة ، أو رسالة .. يُشَنِّعُ على ذلك العالم ! ويُجهِّلُه ! أو يُبدِّعُه ويُكفِّرُه .
فتكونَ النتيجةُ عكسَ المطلوب .
وعلماءُ الدين أحوجُ الناسِ إلى التواصُل والتعاون ؛ خصوصا في العصر الذي تفشَّى فيه وباءُ الإلحاد ، وقلّة الرغبةِ في العلوم الدينية ؛ بل كادت تعم النفرة عنها ، واستغنى كل أحد برأيه .
فأما الدواءُ المعروف ُ-الآن- وهو : التكفير والتضليل- ؛ فإنه لا يزيد ُ الدّاءَ إلا إعضالا .
ومَثَلُه مَثَلُ رجل ظهر ببعض أصابعه بَرَصٌ ؛ فقطَعَها .
فظهر البَرَصُ بأخرى فقطَعَها .
فقيل له : حنانيك قبل أن تقطَع جميعَ أعضائك .

[ آثار المُعلمي (15/422) ]

سؤال وجواب ٣٨٤: كيف نستفيد من كتاب نيل الأوطار للشوكاني فقه الدليل؟



سؤال:
كيف نستفيد من كتاب نيل الأوطار للشوكاني فقه الدليل؟

الجواب : 
كأني بالسائل، لا يرى أن فقه المذاهب الأربعة، يمثل فقه الدليل، لذلك هو يسأل عن كتاب نيل الأوطار للشوكاني، وتمثيله لفقه الدليل!
هل يصح أن يقال: المذاهب الأربعة لا تمثل فقه الدليل؟
الحقيقة التي تغيب عن أذهان بعضنا بدعوى الاتباع ومعرفة الدليل: أن المذاهب الأربعة تمثل فقه الدليل الصحيح.
وقضية التعصب لدى بعض علماء المذهب قضية لا تسلم منها جميع المذاهب، حتى أهل الحديث يوجد في عوامهم وفي جملتهم من يتعصب، ويقلد!
فر يصح أن يقال عن فقه أبي حنيفة ، وفقه مالك، وفقه الشافعي، وفقه أحمد، وفقه الثوري ، وفقه الاوزاعي، وغيرهم أنه لا يمثل فقه الدليل!
بل لعل من اعتبرت كتبه تمثل فقه الدليل، لا يراعي فيها اصول الاستدلال وترتيب الأدلة، كما راعاها علماء المذاهب!
خذ مثلاً :
أول مشكلة : أساس الفقه ، فقه الدليل أن يكون فهم القرآن والسنة على ضوء فهم السلف الصالح!
هل راعى الشوكاني ذلك في كتبه؟!
ماذا كان موقف الشوكاني من قول الصحابي؟
يسوي الشوكاني بين قول الصحابي وقول غيره في المسألة، فلا يجعله معتبراً في فقه الآية أو الحديث، أو مراعى في فقه المسألة! وهذه مشكلة.
الإجماع أصل من أصول الاستدلال عند أهل السنة والجماعة، فالأدلة المتفق عليها عندهم: الكتاب والسنة والإجماع والقياس.
أما الشوكاني فإنه رحمه الله، بحجة أن هناك من يدعي الإجماع في مسائل لا يثبت فيها، فإنه يرد الإجماع المنقول، بخلاف الظاهرية، وغيرهم، وقد يكون فيهم من لا يعتبر خلافه في المسائل! وهذه مشكلة ثانية في فقه الشوكاني.
وتجد في مسائل أن الشوكاني يجمد على ظاهر اللفظ، كجمود الظاهرية، الذي ذمه أهل العلم.
والشوكاني عالم مجتهد جزاه الله خيرا .
خدم العلم، وله مسائل تكلم فيها وبرع ، وأنار الكثير من مسائل العلم ووضح فيها ، لكن لا يقال عن فقهه فقه الدليل!
بل فقه المذاهب الفقهية الأربعة هو فقه الدليل على الحقيقة والواقع.
وانظر الشوكاني توفي سنة 1250هـ، فهل حظي في فقهه بالخدمة العلمية أصولاً وفروعاً مثل ما حظي فقه المذاهب الأربعة، خلال ألف سنة؟!
فقه المذاهب على يدقق و ينقح ، ومصنفة فيه في كل جزئية في أصوله ، وفروعه ، مصنفات، في كل مسألة تجد كلاما لأهل العلم؛ في تقريرها بحسب الدليل من القرآن ، والسنة ، والإجماع والقياس، مع مراعاة أصول العلم التي يبنى عليها الاستنباط ، والتي يخل بها كثيرا ، أو ببعضها الشوكاني رحمه الله
تعلم فقه المذهب وابتعد عن التعصب؛
اذا جاءتك المسألة في المذهب مخالفة للدليل بوضوح أتركها ، واتبع الدليل ، وأحسن الظن بأهل العلم ترى العلم خزائن، 
من مفاتيح هذا الخزائن: 
السؤال .
ومن مفاتيحها : حسن الظن بالعلماء .
وهذا الشيء نحن جربناه؛ 
ولأمثل لكم ؛ 
في أول الطلب شغلتني مسألة زكاة عروض التجارة. 
وسألت الشيخ صالح اللحيدان حفظه الله، ورزقه الصحة والعافية، عن هذه المسألة ، كنت قابلته في مكتبة الباز التي عند المروة ، قابلت الشيخ وهو يشتري كتباً، فسألته عن هذه المسألة ، فأحالني إلى المغني ، والمجموع ، فقلت له : ما لقيت شيء ، قال لي : طالع يمكن تلقى عندهم أدلة في هذا الباب.
وسألت الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، كنا في مخيم الحج ، وسألته عن هذه المسألة ، فقال : عندنا حديث : "إنما الأعمال بالنيات"، فإن مقصد الذي يتاجر في عروض التجارة، قيمتها من النقود، والنقود عليها الزكاة، فتجب في عروض الزكاة الزكاة لأن المقصود منها قيمتها. ولم يتضح لي جوابه، لأني قلت: قد يكون مقصوده غير القيمة، وهو نفس العرض الذي يبيعه ويشتريه، كمن ييبادل ولا يريد قيمة بالنقود.
صرت اراجع المسألة في كتب العلماء ، امتثلت كلام الشيخ اللحيدان الله يحفظه ويرزقه الصحة والعافية.
طالعت كتب الفقه المطولة ، والمختصرة ،فوجدتهم إا تكلموا عن المسألة أوردوا الآيات العامة نحو قول الله تعالى: (وفي أموالهم حق معلوم) (سورة الذاريات الآية 19) .
فكنت أقول: هذا النص عام والأصل براءة الذمة ، أو هذا النص عام فسرته السنة بالأصناف التي ورد فيها النص، ولم تتبين لي دلالة هذه العمومات في المسألة!
لكن أحسنت ظني بأهل العلم، إذ ليس من المعقول أن كل هؤلاء العلماء يستدلون هكذا، والوضع بالصورة التي في ذهني!
ومعلوم أن أول طريق التعلم: 
أن تكتشف انك جاهل، وتعترف بذلك.
أن تحسن الظن بالعلماء .
المهم ؛ قلت ليس معقولا أن كل هؤلاء العلماء يستدلون بهذه الطريقة، بدون أن يكون له قصداً!
كنت أحب كتاب اللمع للشيرازي ، أحبه كثيرا ، فكنت اطالع فيه، ولما تكلم عن الاستصحاب فقال في "اللمع في أصول الفقه (ص: 122) عن استصحاب براءة الذمة : "يفزع إليه المجتهد عند عدم أدلة الشرع"اهـ
عندها انتبهت وقلت : اذا العلماء مرادهم بإيراد هذه العمومات أن يبنيوا أنه ليس الأصل براءة الذمة في هذه المسألة، بل الأصل انشغال الذمة بالزكاة في كل مال؛ لأن هذه العمويات شغلت الذمة ، وألغت دليل الاستصحاب (براءة الذمة)، وبينت انه لا محل للاستدلال في المسألة بدليل الاستصحاب، والذمة صارت منشغلة.
وجاءت الأحاديث على هذا الأساس؛ ففي سنن أبي داود تحت رقم (1574) عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَدْ عَفَوْتُ عَنِ الْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ، فَهَاتُوا صَدَقَةَ الرِّقَةِ، مِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا دِرْهَمًا، وَلَيْسَ فِي تِسْعِينَ وَمِائَةٍ شَيْءٌ، فَإِذَا بَلَغَتْ مِائَتَيْنِ، فَفِيهَا خَمْسَةُ دَرَاهِمَ»، وصححه الألباني.
فانظر إلى قوله صلى الله عليه وسلم: "قد عفوت"، ففيه أن الأصل وجوب الزكاة في كل مال.
وفي سنن أبي داود تحت رقم (1572)، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «وَفِي الْبَقَرِ فِي كُلِّ ثَلَاثِينَ تَبِيعٌ، وَفِي الْأَرْبَعِينَ مُسِنَّةٌ، وَلَيْسَ عَلَى الْعَوَامِلِ شَيْءٌ". [قال اكليل الجبل: رواه ابو داود في سننه ، كتاب الزكاة ، باب عروض التجارة ، تحت رقم 1574 / ورواه الدرامي تحت رقم 1629 / رواه أحمد في مسنده ، مسند الإمام علي رضي الله عنه ، تحت رقم 1237 و رقم 713 / ورواه البيهقي في سننه تحت رقم 134 و رقم 137 / رواه أبي يعلى في مسنده تحت رقم 561 / رواه عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه ، باب زكاة العين ، تحت رقم 7077 / وحسنه العلامة الألباني في صحيح ابن ماجه ، كتاب الزكاة ، باب في زكاة الورق ، تحت رقم 1790 وهذه الرواية إلى قوله عليه الصلاة السلام في كل اربعين درهما درهما"اهـ]
انظر: ليس في البقر العوامل شيء، لأن الأصل وجوب الزكاة في كل مال.
المقصود أن الأحاديث جاءت على أساس أن الأصل وجوب الزكاة في كل مال، فجاءت بصيغة تنفي وجوب الزكاة ، وتبقي الحكم في اشياء معينة، والرسول صلى الله عليه وسلم عفى وخفف.
إذا استعمال دليل براءة الذمة، وبناء مسألة عدم وجوب الزكاة في عروض التجارة ، خطأ في ترتيب الأدلة، لأن محله عند عدم الدليل من الكتاب وتالسنة والإجماع والقياس.
والذي قادنا إلى هذا حسن الظن بالعلماء ، لأنه لا يعقل أن كل هؤلاء العلماء يوردن هذه الآيات، والآيات ما فيها دلالة ، فما وجه إيراد العلماء لهذه الآيات في المسألة ؟! عندها انتبهت فهمت انه كل من استدل بدليل الاستصحاب (براءة الذمة) ، في عروض التجارة ، استدل بالدليل في غير موضعه ، في غير محله ، لذلك على الطالب أن يحسن الظن بالعلماء!
كتب المذاهب الأربعة كتب مفيدة ، طالعها ، وتعلم منها ، واستفد.
والأصل أنك تتعلم كتب الفقه الشائع في بلدك، 
فإذا كان المذهب الحنفي هو الشائع في بلدك تدرس المذهب الحنفي.
الذي المذهب الحنفي شائع في بلده ، يتعلم الفقه الحنفي,
والذي المذهب المالكي شائع في بلده ، يتعلم الفقه المالكي .
والذي المذهب الشافعي شائع في بلده ، يتعلم الفقه الشافعي.
والذي المذهب الحنبلي شائع في بلده ، يتعلم الفقه الحنبلي .
لكن يؤصل نفسه في المسائل، على أساس اتباع الدليل، إذا حصل عنده في المذهب شيء خلاف الدليل، تابع الدليل. 
ومع كل هذا لابد من إحسان الظن بالعلماء، وأن تعلم أن ما تظنه مخالفة في المسألة للدليل بحسب ما تبين لك، قد يكون هو الراجح .
وعلماء المذهب لو استمعت إلى تقريرهم لدليل المسألة، لجعلك تحتار في الترجيح.
كنت أجلس مع الأساذ عبد الله حكمي، أمين مكتبة ثانوية مكة ، ثم صار أميناً لمكتبة مكة التي في حي الزاهر.
وكان من تلاميذ المعلمي والشنقيطي صاحب أضواء البيان.
وأذكر أني سألته مرة: هل كان الشنقيطي لما تسألونه عن مسألة يجيب كما في أضواء البيان، لما يذكر المسائل، قال: نعم، ولكن في آخر عمر الشيخ ما كان يرجح، يكتفي بذكر الخلاف في المسألة، ويسكت. فنقول له : يا شيخ ماهو الراجح؟ فيقول: يا ولدي أعفيني.
فقلت للاستاذ عبد الله حكمي: بم تفسر هذا؟
قال : كنا نفسر هذا أن الشيخ لما كبر زاد علمه ، فصارت الأدلة تتزاحم عنده، حتى في القول للذي كان يراه ضعيفا مرجوحا ، ممكن يرجح عليه ، صارت الأدلة تتزاحم عنده ، فيقف عن الترجيح .
اليوم طلبة العلم إلا من رحم علومنا قليلة، ولدينا قصور في الاطلاع على أدلة المذاهب، والترجيح سهل علينا بسبب قصر باعنا ، وضعف علمنا، وبعضهم على طول: هذا الراجح. وهذا القول باطل.
وبعد كم سنة يتبين أن هذا الضعيف هو الصحيح !
فلا تتعجلوا ، و لا تهجموا على الترجيح، واحسنوا الظن بأهل العلم.
واعلموا أن الفقه الموجود في كتب المذاهب مبني على للدليل، ومبني على الأصول السليمة الصحيحة ، وليس في كتب المذاهب التي خدمت ألف سنة مجال لأن تقيسها بكتب ليس لها إلا مئة سنة ، أو مئتين سنة ، أو مئة وخمسين سنة ، هذا شيء وهذا شيء ، والله المستعان .

فرغ السؤال والجواب من لقاء مساء الخميس 3/6 /1438هـ، الأخ إكليل الجبل، وفقه الله وجزاه خيراً.

سؤال وجواب ٣٨٣: جاء في الموطأ في أحاديث الصدقة لفظ في "كف الله"، فهل الكف صفة لله -عز وجل-؟


سؤال : 
جاء في الموطأ ، في أحاديث الصدقة لفظ في "كف الله" (1) ، فهل الكف صفة لله عز وجل ؟
الجواب :
إذا صحت الرواية (2) بهذا نثبت الصفة ولا محذور علينا في ذلك، لأنا نقول: نثبت الصفات التي اتبثها الرسول صلى الله عليه وسلم لله عز وجل ، على الوصف اللائق بجلاله ، ونقول " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" (3 ) ، فكما اتبثنا لله ذاتا تختلف عن الذوات ، فاتبث لله صفة تختلف عن الصفات.
فرغه من لقاء مساء الخميس 3/6 /1438هـ، وخرج الحديث وعزى الآية، اكليل الجبل جزاه الله خيراً
__________________________
( 1 ) رواه الإمام مالك في الموطأ ، كتاب الصدقة ، باب الترغيب في الصدقة ، تحت رقم 1880، عن مالك ، عن يحيى بن سعيد ، عن أبي الحباب ; سعيد بن يسار ; أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " من تصدق بصدقة من كسب طيب ، ولا يقبل الله إلا طيبا ، كان إنما يضعها في كف الرحمن ، ويربيها كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله ، حتى تكون مثل الجبل " .
( 2 ) رواه الإمام مالك في الموطأ تحت رقم 1880 وهو مرسل ولكن صحت هذه الرواية أو لفظ "كف الرحمن " لان لها شواهد في رواية أخرى وهي، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "ما تصدق أحد بصدقة من طيب ولا يقبل الله إلا الطيب إلا أخذها الرحمن بيمينه وإن كانت تمرة فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله " رواه مسلم في صحيحه ، كتاب الزكاة تحت رقم 1014 / والترمذي في سننه ، كتاب الزكاة ، تحت رقم 661 / و ابن ماجه في سننه ، كتاب الزكاة ، تحت رقم 1842 وصححه العلامة الألباني في صحيح الترمذي تحت رقم 661

( 3 ) سورة الشورى الآية ( 11 )

سؤال وجواب ٣٨٢: شخص عالم في النحو والبلاغة، هل نقول عنه: عالم في النحو، بدون ذكر أنه مبتدع؟


سؤال:
شخص عالم في النحو والبلاغة، هل نقول عنه: عالم في النحو، بدون ذكر أنه مبتدع؟

الجواب: 
العلماء رحمهم الله الذين يتبعون المنهج السلفي يحذرون دائما طالب العلم من أن يتلقى العلم عن صاحب بدعة، لأنهم يخشون أن يبلغ به الإعجاب إلى الحد الذي يحمله إلى متابعته ومسايرته في بدعته.
ألا ترون مع نبوغ الزمخشري (محمود بن عمر الزمخشري ، المتوفى سنة 538 هجري صاحب كتاب الكشاف عن حقائق أقاويل التفسير(1) )؛ يحذر العلماء من تفسيره ، رغم نبوغ في البلاغة ، فهو نابغة في البلاغة ! ،
وكل من كتب في بلاغة القرآن يدور على كتابه ، مع ذلك أهل العلم يحذرون من الرجوع إلى كتابه ؛
لأنه صاحب بدعة ،
ولأنه يعادي أهل السنة والجماعة ويصرح بذلك ،
ويدس اعتزالياته في كتابه في التفسير ،
ولم يغرهم كونه عالم في البلاغة ، ضليع في النحو ، لم يلتفتوا إلى ذلك ، وإنما حذروا من علمه ، وقالوا: يمكن لطالب العلم السلفي أن يستغني عن كتابه بالرجوع إلى كتب آخرى تغطي هذا الجانب ، ولا يرجع الى كتاب الكشاف ، فإن كتاب المحرر الوجيز لابن عطية (2) يغني إن شاء الله في المسائل البلاغية عن الزمخشري ، وبدعته أخف بكثير ، بل هو أقرب إلى السنة من الزمخشري ومن معه على هذه الفرقة .
فنحن نسلك مسلك هؤلاء العلماء ، ونقول : لا ينبغي لطالب العلم أن يدرس البلاغة ، أو النحو ، أو غيرها من علوم الآلة على رجل صاحب بدعة ،
لأننا نخشى أن يؤثر ببدعته عليه ،
ونخشى من حضوره عنده أن يكثر سواده،
ونخشى أن يفهم العامي إذا رآه يحضر في درسه أن يظن في هذا الرجل العلم فيأخذ عنه، وليس فقط علم البلاغة ، و النحو ، إنما سائر العلوم.
فمن أجل هذه المفاسد كلها نقول :
لا ينبغي لطالب العلم أن يطلب العلم إلا عمن عرف بأنه سلفي لا يخالف العقيدة، أو على الأقل مستور الحال ، فيتعلم عنه هذه العلوم، بشرط أن يأمن على نفسه .
و هذا الكلام أثره يظهر في مسائل العلم نفسه ، هنالك مسائل علمية بلاغية ، وهنالك مسائل علمية نحوية إن لم يكن الإنسان على عقيدة صحيحة سيكون تأصيل هذه المسائل على ما يؤيد بدعة أصحاب هذه الأقوال ولذلك في مسائل البلاغة مثلا :
تأتي بعض الأبواب مثل : باب المبالغة ، صفة المبالغة فيطلقون في حق الله عز وجل ، في صفاته أنها صفة مبالغة ، يقولون في حق الله عز وجل أن هذه صفة مبالغة ، وهذا لا يليق إطلاقه في حق الله سبحانه وتعالى .
ويأتي آخر ويقول : هذا من باب المجاز ، وليس من باب الحقيقة ، فيتسبب باب المجاز يقول كل هذه الصفات المذكور في القرآن إنما هي مجازية في حق الله سبحانه وتعالى؛ لأن الذي درسه البلاغة ما علمه أن السلف لا يقولون بتقسيم الكلام الى حقيقة ومجاز .
أو يقول هذا من باب الاستعارة، أو من باب التشبيه، ويدخل عليه من هذا الباب فيؤول الصفات، لأن متلقي هذا العلم عن رجل غير سني .
تأتي في النحو هنالك مدرسة من النحاة تتبنى أقوالا فيه مبنية على العقيدة التي هم عليها ، فتجد أقوال عند بعض النحاة مبنية على مثل هذه المسائل العقدية، ينقلها إلى الطالب ، والطالب لا يتبصر، فيتورط الطالب في تبني مسائل مخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة ، بسبب تلقيه عن هذا الشيخ الذي لا يقرر العقيدة على طريقة أهل السنة والجماعة .
لذلك لا يسوغ أن تقول هذا عالم في البلاغة ، أو عالم في النحو ، ولا تذكر
بدعته ، تقول هو صاحب بدعة ، معتزلي ، أشعري ، ... ، بحسب الحال الذي يكون عليه من باب النصيحة.
فرغها من لقاء مساء الخميس 3 /6 /1438هـ، وعلق عليها، الأخ إكليل الجبل جزاه الله خيرا.
_____________________________
( 1 ) الزمخشري : هو أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد الزمخشري الخوارزمي النحوي ، المتوفي سنة 538 هجري ، صاحب كتاب " تفسير الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل ، وعيون الأقاويل في وجوه التأويل " ، انظر سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي رحمه الله

(2) ابن عطية : أبو محمد عبد الحق ابن الحافظ أبي بكر غالب بن عطية المحاربي الغرناطي ، صاحب كتاب "المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز " ، انظر سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي رحمه الله تعالى>

خطر في بالي ٨٢: تلك الكلمة التي نفعني الله -تبارك وتعالى- بها في حياتي وحاولت أتذكر ممن سمعتها



خطر في بالي ... تلك الكلمة التي نفعني الله -تبارك وتعالى- بها في حياتي وحاولت أتذكر ممن سمعتها ... لم استطع لكن يلوح لذاكرتي اني سمعتها من استاذ النحو في المرحلة الثانوية... عبدالعزيز اليوسف رحمه الله حيا او ميتا ... فقد كان استاذا فاضلا ... ومربيا رفيقا حكيما ...
قال لي : لا تبدأ من حيث بدأ الآخرون ... بل ابدأ من حيث انتهى الآخرون ..
كلمة نفعتني بفضل الله وتوفيفه ايما نفع ...
دائما انظر الى الآخرين في الجهة التي اريد العمل فيها ... فأكمل من حيث انتهوا ... واستفيد مما عملوا ...
اتذكر اني في اول الطلب اردت ان اشتغل بتخريج الاحاديث كالالباني رحمه الله ... حبا في الحديث واهله ... لكني تفكرت ... فإذا المجال في هذه الجهة سيكون تكرارا لا جديد فيه.
فرأيت ان اهتم بما بدأ به الالباني ... فهو قد ميز الصحيح من الضعيف .. واجاد وأفاد ... وبقي الكلام على فقه الاحاديث وابراز طريقة اهل الحديث ... فاهتممت بهذا وركزت فيه لتكتمل الصورة العلمية عن فقه اهل الحديث...
هذا جانب من تأثير تلك الكلمة في حياتي ...

تفكيري تأثر بهذه الكلمة فصرت دائما انظر الى عمل غيري وادرسه لانظر الى اين انتهى وابدأ من حيث انتهى غيري ... وابني عليه ... والحمد لله على توفيقه وفضله.

كشكول ١٥٤٤: مبتكرات مالك -رحمه الله-


مبتكرات مالك رحمه الله:
أول هذه المبتكرات تسمية كتابه بـ (الموطأ). فإن الذي يظهر أن لم يسم أحد قبله كتابه بالموطأ، وما ذكر عن موطأ ابن الماجشون أو موطأ ابن جريج، يظهر أنه ذكر من باب جريان الكلام، ويؤكد ذلك سبب تسمية كتاب مالك بالموطأ، وهذا لم يذكر عن كتاب غيره.
وثاني هذه المبتكرات تصنيفه الأحاديث على الكتب والأبواب، مراعيا إبراز فقه الأحاديث في التراجم.
وثالث هذه المبتكرات، ما سلكه من طريقه في أحاديث الباب والأثر، بحيث تشرح الحديث.
ورابعها ما عمله رحمه الله من شرح لما يورده في الكتاب، حتى إنه يقول: "ولو كنت أنا لبدأت بالآثار، ثم شددت ذلك بالكلام .
قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: لما وضع مالك الموطأ جعل أحاديث زيد في آخر الأبواب فقلت له ذلك فقال: إنها كالشرح لما قبلها.
وخامسها لم يسبق مالك أحد إلى وضع كتاب في الأحاديث الصحيحة، وكل أصحاب الصحيح جاءوا بعده، ومشوا على طريقه.
وسادسها ما سار عليه من سياسة الانتقاء والتوقي لكل حديث فيه نصرة لأهل البدع، أو لم يجر عليه العمل، أو في راويه كلام، ولم يختل ذلك إلا في بعضهم كعبدالكريم بن أبي المخارق، وليس هو من أهل المدينة.
وسابعها أنه وضع في تراجم الأبواب داخل الكتب في الموطأ على سنن جرى عليه من أول الكتاب إلى آخره، بحيث يورد فيه ما فات ولم يدخل فيما سبق، أو ينبه على أهم ما في الباب، فيترجم لهذا الباب بـ (باب جامع في ... ويذكر اسم الكتاب).
وثامنها ما صنعه في كتاب الجامع في آخر الموطأ، وهذا لم يصنعه أحد قبله، فإن معمر بن راشد سمى كتابه كله (الجامع)، أمّا أن يفرد كتابا داخل كتابه بهذا الاسم ويجعل ما يورده فيه على هذه الصفة، التي أشار إليها ابن العربي رحمه الله فيما تقدم نقله عنه، فهذا شيء لم يسبق إليه.
وتاسعها ما ذكره من الشرح لبعض الأبواب، المبنية على الأحاديث والآثار ضمناً.
وعاشرها ما جرى عليه من اعتبار عمل أهل المدينة فيما يورده في الموطأ، فهذا لم يسبقه إليه أحد، ولم يصنعه غيره في أي بلد آخر، لا في مكة، و لا في الكوفة و لا غيرها.

وحادي عشرها ما أبرزه في كتابه من دقائق الفقه، والتفسير، والأصول والحديث وعلومه.

كشكول ١٥٤٣: مررت قريبا من أرض تعمر وقد ظهر البناء للدور الأول


مررت قريبا من أرض تعمر وقد ظهر البناء للدور الأول ... 
قلت وانا أفكر بصوت مسموع: يا لهذه الكآبة على المبنى.
ففجأني رفيقي بقوله: صاحب هذا البيت مات ابنه المهندس الذي كان يعد له شقة فيه سكنا له.
وحزن ولعله باع الأرض والبيت .

ترى هل تظهر الأحزان على الديار ... ونشعر بها ؟!

كشكول ١٥٤٢: من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم


أخرج البخاري تحت رقم (2449 ) ؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ، فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ اليَوْمَ، قَبْلَ أَنْ لاَ يَكُونَ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ".
وهو عند الترمذي تحت رقم (2419 ) بلفظ: «رَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا كَانَتْ لِأَخِيهِ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ فِي عِرْضٍ أَوْ مَالٍ، فَجَاءَهُ فَاسْتَحَلَّهُ قَبْلَ أَنْ يُؤْخَذَ وَلَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، فَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ حَمَّلُوهُ عَلَيْهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِمْ".

قال وقلت ١٦٢: كيف أن فقه الدليل اليوم لا يمثل الدليل الذي كان عليه أئمة الفقه من السلف؟


قال: كيف أن فقه الدليل اليوم لا يمثل الدليل الذي كان عليه أئمة الفقه من السلف؟
قلت: فقه الدليل اليوم يعتمد على طريقة العالم المتأخر في النظر والاستنباط، و لم يحظ بالعناية التي حظي بها فقه الأئمة، ولأضرب مثالاً :
كتب الشوكاني رحمه الله مثل نيل الأوطار والسيل الجرار والداراي المضيئة إنما تمثل طريقته في الاستنباط ، و لا تعتمد طريقة أئمة الفقهاء في المذاهب!
فهو مثلاً لا يعتبر قول الصحابي مطلقاً .
وهو يعتبر خلاف الظاهرية في كل مسألة بدون تفصيل إذا بنوا كلامهم على أصولهم التي ردها العلماء أو غير ذلك.
وهو عنده في اعتبار دليل الاجماع نظر!
وفقهه لم يحظ بالدراسة والنظر والعناية لأنه متأخر توفي رحمه الله عام 1250هـ.
ومن يعتمد على كتبه لمعرفة فقه الدليل إنما في الحقيقة يعتمد على طريقته في الاستنباط وترتيب الأدلة!
والسؤال أيهما أولى بالاتباع وبالنظر والبحث فقه المذاهب الذي اعتني به عناية فائقة خلال ما يقارب الألف سنة أو فقه الشوكاني؟!
وهذا يأتي في حق من يريد أن يضرب عن جميع فقه أئمة الفقهاء في المذاهب ، ويستقل هو في النظر!
ويتبين للناظر أن للأئمة السابقين من دقائق النظر والاستدلال واتباع الدليل وإعماله ما لا يصل إلى شأوه المتأخرون إلا ما شاء الله!
وإذا نظرت إلى اعتبار أصول الأدلة والاستنباط تجد أن فقهاء المذاهب الأربعة وغيرهم كالأوزاعي والطبري والثوري وابن المنذر قد أحاطوا بها على وجه كبير.

والله الموفق.

هل تعلم ٩١: أن فقه المذاهب الفقهية الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة هو فقه الدليل



هل تعلم أن فقه المذاهب الفقهية الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة هو فقه الدليل.
وإن الفقه الذي يسمى اليوم بفقه الدليل لأنه لم يلتزم بفقه مذهب من المذاهب الفقهية؛ فيه قصور كثير في مراعاة طريقة أهل العلم في النظر والاستنباط؟

هل تعلم أن فقه المذاهب الأربعة الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة هو فقه الدليل. وإن ما يسمى اليوم بفقه الدليل فيه قصور في طريقة الاستنباط التي جرى عليها أهل العلم وروعيت في الفقه؟

سؤال وجواب ٣٨١: هل تختلف طريقة الاستنباط عند المحدثين عن طريقة الأصوليين؟


سؤال :
هل تختلف طريقة الاستنباط عند المحدثين عن طريقة الأصوليين؟
الجواب :
لا اختلاف جذري بين المحدثين في فقههم وبين الاصوليين في طريق الاستنباط ، إنما توجد بعض الأمور يتميز بها طريق المحدثين عن الاصوليين في ذلك وهي التالية:
= المحدثون لا يقولون بقسمة الألفاظ في دلالتها إلى حقيقة ومجاز.
= المحدثون في باب السنة من جهة التصحيح والتعليل يخالفون الاصوليين.
= ترتيب الأدلة عند المحدثين يقدم فيه قول الصحابي في فهم القرآن والسنة والاعتداد به. اما عند الاصوليين فهو من الأدلة المختلف عليها.
= يرد المحدثون مسائل افترضها الأصوليون بناء على عقيدة لديهم مخالفة لما عليه أهل السنة والجماعة.
= وللمحدثين ترجيحات في مسائل الأصول المختلف فيها كغيرهم.
وما عدا هذا فإن طريقة الاصوليين متفقة في الاستنباط مع المحدثين.
وينبغي التنبيه على أمر أن وجوه الاختلاف المذكورة إنما هي مع المتكلمين من الاصوليين واعني المتأخرين منهم اما المتقدمون فلا يوجد خلاف اصلا لأن أئمة الفقهاء هم أئمة المحدثين.

وبالله التوفيق.

خطر في بالي ٨١: أن كثيراً من مشاكلنا الشخصية سببها الزاوية التي نرى منها الموضوع


خطر في بالي ... أن كثيراً من مشاكلنا الشخصية سببها الزاوية التي نرى منها الموضوع، وسوء الظن بمن نختلف معه؛
فلو أننا أصلحنا زاوية النظر لظهر لنا الأمر محل اتفاق بيننا ومن اختلفنا معه.

ولو شفعنا ذلك بحسن الظن لزال الخلاف بيننا من أصله بإذن الله.