السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

السبت، 8 يوليو 2017

قال وقلت ١٦٢: كيف أن فقه الدليل اليوم لا يمثل الدليل الذي كان عليه أئمة الفقه من السلف؟


قال: كيف أن فقه الدليل اليوم لا يمثل الدليل الذي كان عليه أئمة الفقه من السلف؟
قلت: فقه الدليل اليوم يعتمد على طريقة العالم المتأخر في النظر والاستنباط، و لم يحظ بالعناية التي حظي بها فقه الأئمة، ولأضرب مثالاً :
كتب الشوكاني رحمه الله مثل نيل الأوطار والسيل الجرار والداراي المضيئة إنما تمثل طريقته في الاستنباط ، و لا تعتمد طريقة أئمة الفقهاء في المذاهب!
فهو مثلاً لا يعتبر قول الصحابي مطلقاً .
وهو يعتبر خلاف الظاهرية في كل مسألة بدون تفصيل إذا بنوا كلامهم على أصولهم التي ردها العلماء أو غير ذلك.
وهو عنده في اعتبار دليل الاجماع نظر!
وفقهه لم يحظ بالدراسة والنظر والعناية لأنه متأخر توفي رحمه الله عام 1250هـ.
ومن يعتمد على كتبه لمعرفة فقه الدليل إنما في الحقيقة يعتمد على طريقته في الاستنباط وترتيب الأدلة!
والسؤال أيهما أولى بالاتباع وبالنظر والبحث فقه المذاهب الذي اعتني به عناية فائقة خلال ما يقارب الألف سنة أو فقه الشوكاني؟!
وهذا يأتي في حق من يريد أن يضرب عن جميع فقه أئمة الفقهاء في المذاهب ، ويستقل هو في النظر!
ويتبين للناظر أن للأئمة السابقين من دقائق النظر والاستدلال واتباع الدليل وإعماله ما لا يصل إلى شأوه المتأخرون إلا ما شاء الله!
وإذا نظرت إلى اعتبار أصول الأدلة والاستنباط تجد أن فقهاء المذاهب الأربعة وغيرهم كالأوزاعي والطبري والثوري وابن المنذر قد أحاطوا بها على وجه كبير.

والله الموفق.