السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الأربعاء، 23 مارس 2016

كشكول ١٢٤٧: جهود ميراث الأنبياء


جهود ميراث الأنبياء ... تثير العجب وتحرك المسلم إلى الدعاء للقائمين عليها أن ييسر أمرهم ويجزل أجرهم ويرفع قدرهم في الدنيا والآخرة.
فمتابعتهم للدروس والمحاضرات.
ومنشوراتهم.
ومتابعتهم للنشاط العلمي في الساحة العلمية الدعوية ، مما يذكر لهم ويشكر، زادهم الله توفيقاً وسداداً وهدى.

وأخص الدا
ر الوليدة دار المداد بأن أسأل الله لها التوفيق والنجاح والهدى والسداد.

كشكول ١٢٤٦: يحيى القطان


قال ابن حجر رحمه الله (فتح الباري 1/ 309): "يَحْيَى الْقَطَّانِ ... لَا يَحْمِلُ مِنْ حَدِيثِ شُيُوخِهِ الْمُدَلِّسِينَ إِلَّا مَا كَانَ مَسْمُوعًا لَهُمْ صَرَّحَ بِذَلِكَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ"اهـ

خطر في بالي ٦٧: سؤال هل إتيان المسلم بعمرة أو حجة عن غيره، يحقق له الأجر الذي الوارد فيها؟

خطر في بالي:
سؤال هل إتيان المسلم بعمرة أو حجة عن غيره، يحقق له الأجر الذي الوارد فيها؟ وتأملت فإذا الأحاديث الواردة أطلقت ولم تقيد ذلك، 
أخرج البخاري تحت رقم (1773)، ومسلم تحت رقم (1349) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "العُمْرَةُ إِلَى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الجَنَّةُ".
فأطلق العمرة، ولم يشترط أن تكون عن نفسه أو عن غيره. وأطلق الحج كذلك. 
وأخرج أحمد تحت رقم (3669)، والترمذي تحت رقم (810)، والنسائي  تحت رقم (2584) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تَابِعُوا بَيْنَ الحَجِّ وَالعُمْرَةِ، فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ، وَالذَّهَبِ، وَالفِضَّةِ، وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ المَبْرُورَةِ ثَوَابٌ إِلَّا الجَنَّةُ".
فلم يقيد أو يشترط أن يكون الحج عن نفسه أو عن غيره، وكذا العمرة.
فدل ذلك أن مجرد فعل العمرة والحج يحصل به المسلم الأجر، فإن نوى العمرة أو الحج عن غيره لم يؤثر ذلك في حصول هذا الأجر له.
والله الموفق.

كشكول ١٢٤٥: مسكينة أنت يا فلسطين


مسكينة أنت يا فلسطين 
باسمك يأكلون ويشبعون ويتركون أهلك جوعى.
باسمك ينشرون الفوضى والإرهاب ويتركون عدوك يعيث بأرضك الفساد.
باسمك يعلنون الجهاد ، ويشهرون سلاحهم لا لقتل عدوك ولكن لقتال من يريد الخير والصلاح لك.
باسمك يتسترون وراء مآربهم ومقاصدهم، بعباراتهم الجوفاء الطنانة، وأفعالهم الخرقاء المجنونة.
أرضك فيها المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله.
يا مسرى نبي الله لو أنك تعلمين بما يفعلونه باسمك؟!
كفاكم أيها الخونة ... كفاكم عبثاً وخيانة!
كفاكم تبيعون وتشترون باسم فلسطين.
كفاكم مزايدات!

كشكول ١٢٤٤: لا تسودوا وجه نبيكم بترك تكثير النسل والذرية والوقوع في المعاصي والمخالفات


لا تسودوا وجه نبيكم بترك تكثير النسل والذرية والوقوع في المعاصي والمخالفات 

قال  عمرو بن مرة، قال: سمعت مرة، قال: حدثني رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: قام فينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على ناقة حمراء مخضرمة، فقال: ((أتدرون أي يومكم هذا؟))، قال: قلنا: يوم النحر، قال: ((صدقتم، يوم الحج الأكبر، أتدرون أي شهر شهركم هذا؟))، قلنا: ذو الحجة، قال: ((صدقتم شهر الله الأصم، أتدرون أي بلد بلدكم هذا؟))، قال: قلنا: المشعر الحرام، قال: ((صدقتم))، قال: ((فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، -أو قال: كحرمة يومكم هذا، وشهركم هذا، وبلدكم هذا- ألا وأني فرطكم على الحوض أنظركم، وإني مكاثر بكم الأمم فلا تُسوّدوا وجهي ألا وقد رأيتموني وسمعتم منى، وستُسألون عني، فمن كذب علي فليتبوأ مقعده من النار، ألا وإني مستنقذ رجالا أو إناثا، ومستنقذ مني آخرون، فأقول: يا رب أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك)).
اخرجه ابن ماجه وصححه الالباني

كشكول ١٢٤٣: من الناس الذين أثروا فيّ علمياً: الشيخ عمر بن هادي بن محفوظ -رحمه الله-


من الناس الذين أثروا فيّ علمياً:
الشيخ عمر بن هادي بن محفوظ -رحمه الله-.
هذا الرجل كان يلقي مواعظ في مسجد بن ملوح في العتيبية بمكة المكرمة. وكنت أستمع فيه له.
كان في موعظته يهدر بغضب ، فيذكرني بما جاء في صفة خطب النبي صلى الله عليه وسلم، من أنه كان يخطب كمنذر جيش يقول صبحكم ومساكم.
كنت استمع لمواعظه في المسجد يقوم بعد صلاة العصر وأحيانا بعد صلاة المغرب.
كنت امتلئ فرحاً بسماعي لموعظته.
كان كلامه مفهوماً، ومواضيعه سهله، فهو يتكلم عن التوحيد، وعن الأخلاق، أمور مر علي أصلها في دراستي، فكانت موعظته تنعش الذاكرة، وتعمق الفكرة، وتكسبها حيوية، بما يطرحه من تطبيقات للمعلومة من واقع حياتنا!
تقربت إليه، وعرفت أنه عم للتاجر الكبير اليوم مرعي بن مبارك بن هادي بن محفوظ، الذي كان يومذاك صاحب محل لمواد البناء وأدوات السباكة في حي البياري، على الزاوية.
فرحت بالشيخ عمر، لم يكن كثير العلم، لكنه كان كبير الأثر في النفس.
تواضعه الجم رغم كبر سنه آنذاك، وصغر سني كان في حدود الخمسين وأنا في السادسة عشرة من عمري تقريباً، أقول: تواضعه الجم فتح لي آفاقاً واسعة في العلم؛ 
كان يقول لي : قرأت تفسير ابن كثير مرتين، وأنا أعيد قراءته للمرة الثالثة، وفي كل مرة أقف على فوائد ومعلومات كأني لأول مرة أقرأها.
فكان بهذا ينشطني ويحركني لقراءة الكتب الكبيرة، ويحمسني بصورة غير مباشرة.
وكان يذكر لي جلوسه في حلقة سماحة الشيخ عبدالله بن حميد، وجلوسه بعد ذلك في حلقة سماحة الشيخ ابن باز رحمهم الله جميعاً، فيذكر لي : أنه لم يسمع الشيخ ابن حميد يقول في مسألة: لا أدري،  وأنه كان يسمعها كثيراً من الشيخ ابن باز، رحمهم الله.
فكان يرغبني في الحضور على الشيخ ابن حميد، ثم بعده عند الشيخ ابن باز رحمهم الله.
ثم بعد فترة صار يقرأ في فتح الباري، فكان يعجب لغزارة علم ابن حجر رحمه الله، وتحريراته واستنباطاته وتصرفه في العلوم.
كانت طريقة الشيخ أنه يأتي عند ابن أخيه مرعي في مكة لمدة ستة أشهر، أو أقل قليلاً أو أكثر، ويرجع بقية السنة في حضرموت.
وكان يذكر لي عن جهاده في الدعوة إلى التوحيد ومحاربة أصحاب القبور والبدع الصوفية بل والشركية، ومقاومته المستمرة لهم .
كنت أسمع قصصه وأرغب في تعلم التوحيد، وقرأت كل ما وقع في يدي من كتب أئمة الدعوة النجدية، الذين كان الشيخ عمر يزكيهم ويمدح جهادهم في نشر التوحيد والدعوة.
وكان يسمي بعض العوائل في حضرموت التي تؤيد البدع والقبور بـ (البعاليل).
هذا الرجل له فضل علي في توجهي لتعلم التوحيد والقراءة وحب الخطابة والمواعظ.
ليست له مؤلفات و لا كتابات.
لكنه كان يريني أوراقاً يكتب فيها الفوائد والأسئلة التي يحتاج إلى بحثها، فتعلمت منه هذا الأمر، فكنت أدون فوائدي، وأسئلتي، منها ما أطرحه عليه ومنها إذا لم أجده أطرحها على غيره .
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وحفظه في عقبه وولده بخير.

كشكول ١٢٤٢: قراءة سورة الكهف ليلة الجمعة ويومها


قراءة سورة الكهف ليلة الجمعة ويومها ... 

في صحيح الترغيب والترهيب (1/ 180)
 736 - ( صحيح ) 
 عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين 
 رواه النسائي والبيهقي مرفوعا والحاكم مرفوعا وموقوفا أيضا وقال 
 صحيح الإسناد 
 ورواه الدارمي في مسنده موقوفا على أبي سعيد ولفظه قال 
 من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق 
 وفي أسانيدهم كلها إلا الحاكم أبو هاشم يحيى بن دينار الروماني والأكثرون على توثيقه وبقية الإسناد ثقات 
 وفي إسناد الحاكم الذي صححه نعيم بن حماد ويأتي الكلام عليه وعلى أبي هاشم

لفت نظري ٧٣: قوله تعالى: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ}


لفت نظري:
قوله تعالى: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ}
[سورة العنكبوت: 2]

فما يترك المؤمن من الابتلاء حتى ولو عمل صالحا.
بل عليه ان يتوقع الابتلاء في كل مة يعمله من الصالحات .
ليعمل المعروف مع الله لا مع الخلق.
ولينتظر الاجر والثواب من الله لا من الخلق.
وهذا خلق المؤمنين قال تعالى :
(إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا)
[سورة اﻹنسان 9]

(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ)
[سورة محمد 31]

وهكذا على المؤمن ان يكون.
فإن حصل ورأى اثرا طيبا لعمله فذلك عاجل بشرى المؤمن.
والله الموفق.

كشكول ١٢٤١: كل حديث يورده ابن حزم في المحلى محتجاً به، فهو عنده صحيح


كل حديث يورده ابن حزم في المحلى محتجاً به، فهو عنده صحيح، قال في المحلى بالآثار (1/ 21): "وَلْيَعْلَمْ مَنْ قَرَأَ كِتَابَنَا هَذَا أَنَّنَا لَمْ نَحْتَجَّ إلَّا بِخَبَرٍ صَحِيحٍ مِنْ رِوَايَةِ الثِّقَاتِ مُسْنَدٍ وَلَا خَالَفْنَا إلَّا خَبَرًا ضَعِيفًا فَبَيَّنَّا ضَعْفَهُ، أَوْ مَنْسُوخًا فَأَوْضَحْنَا نَسْخَهُ"اهـ.

خطر في بالي ٦٦: وأنا أسمع لبعض المشايخ الفضلاء كلامًا عن حفظ العلم أن أذكر وسائل هامة للحفظ


خطر في بالي:
وأنا أسمع لبعض المشايخ الفضلاء كلامًا عن حفظ العلم أن أذكر وسائل هامة للحفظ ؛
فأول وسيلة لحفظ العلم هي العمل به. وفي الاثر : هتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل.

الوسيلة الثانية لحفظ العلم الدعوة اليه فما تعلمته انشره بالدعوة اليه فهذا مما يثبته في صدرك.

الوسيلة الثالثة لحفظ العلم تعليمه وتدريسه.

الوسيلة الرابعة التصنيف فيه. والتأليف يعين على الحفظ والتصور. لكن لا تتعجل اخراج مصنفك قبل عرضه على اهل العلم .
والله الموفق.
ذكر هذه الامور ابن الجوزي في صيد الخاطر.

كشكول ١٢٤٠: متن العلوم يستطيعه كل أحد، وإنما يتفاوت الناس في استخراج الغوامض والنكات


متن العلوم يستطيعه كل أحد، وإنما يتفاوت الناس في استخراج الغوامض والنكات، وذلك في مسائل الترجيح ومعارك النظر
قال الزمخشري المبتدع في تفسيره الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل (المقدمة/ 2)، و لا ننصح بقراءته و لا الرجوع إليه في التفسير: "اعلم أنّ متن كلّ علم وعمود كل صناعة- طبقات العلماء فيه متدانية، وأقدام الصناع فيه متقاربة أو متساوية، إن سبق العالم العالم لم يسبقه إلا بخطإ يسيرة، أو تقدّم الصانع الصانع لم يتقدّمه إلا بمسافة قصيرة وإنما الذي تباينت فيه الرتب، وتحاكت فيه الركب، ووقع فيه الاستباق والتناضل، وعظم فيه التفاوت والتفاضل، حتى انتهى الأمر إلى أمد من الوهم متباعد، وترقى إلى أن عدّ ألف بواحد- ما في العلوم والصناعات من محاسن النكت والفقر، ومن لطائف معان يدق فيها مباحث للفكر، ومن غوامض أسرار، محتجبة وراء أستار، لا يكشف عنها من الخاصة إلا أوحدهم وأخصهم، وإلا واسطتهم وفصهم، وعامتهم عماة عن إدراك حقائقها بأحداقهم عناة في يد التقليد لا يمنّ عليهم بجزّ نواصيهم وإطلاقهم"اهـ

الاثنين، 7 مارس 2016

كشكول ١٢٣٩: لا مدخل للاحتمالات العقلية المجردة في هذا الفن


لا مدخل للاحتمالات العقلية المجردة في هذا الفن ...

قال النووي رحمه الله (شرح النووي على صحيح مسلم 1/ 178 - 179): "فَتْحَ بَابِ احْتِمَالِ التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ فِي مِثْلِ هَذَا (يعني: في ألفاظ الحديث) قَدْحٌ فِي الرُّوَاةِ وَالرِّوَايَاتِ فَإِنَّهُ لَوْ فُتِحَ ذَلِكَ لَمْ يَبْقَ لنا وَثِيقٌ بِشَيْءٍ مِنَ الرِّوَايَاتِ إِلَّا الْقَلِيلَ وَلَا يَخْفَى بُطْلَانُ هَذَا وَمَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ مِنَ الْمَفَاسِدِ وَتَعَلُّقِ مَنْ يَتَعَلَّقُ بِهِ مِمَّنْ فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ"اهـ

وقال البلقيني في محاسن الاصطلاح على مقدمة ابن الصلاح :  (ص: 286): "ولو فتحنا باب التأويلات لاندفع كثير من علل المحدثين".

وقال ابن حجر رحمه الله في فتح الباري (1/ 45): "هذا الظاهر كاف لمن شم أدنى رائحة من علم الإسناد والاحتمالات العقليه المجرده لا مدخل لها في هذا الفن"اهـ

كشكول ١٢٣٨: لقب (شيخ الإسلام) عند إطلاقه


لقب (شيخ الإسلام) عند إطلاقه في كلام السيوطي ومن في طبقته في علم الحديث يريد به الحافظ ابن حجر العسقلاني.
وإذا أطلقه ابن حجر يريد: السراج البلقيني.
ويطلقه أكثر أهل العلم اليوم على أحمد بن عبدالحليم ابن تيمية الحراني (ت728هـ) رحمه الله.

وابن تيمية وابن القيم يطلقان هذا اللقب  على أبي إسماعيل عبد الله بن محمد بن علي الأنصاري الهروي (المتوفى: 481هـ).
واذا قال الالوسي في تفسيره قال شيخ الاسلام يربد ابا السعود صاحب تفسير  ارشاد العقل السليم المعروف بتفسير ابي السعود.

كشكول ١٢٣٧: الرواة الذين أخرج لهم البخاري -رحمه الله- لهم ثلاث حالات


الرواة الذين أخرج لهم البخاري -رحمه الله- لهم ثلاث حالات:

الحال الاولى : ان يخرج لهم في الاصول .

الحال الثانية : ان يخرج لهم في المتابعات .

الحال الثالثة : ان يخرج لهم في الاصول والمتابعات.

والاصول المراد بها كل حديث ساقه البخاري بسنده الى الرسول صلى الله عليه وسلم . ولم يعطف على السند الاشارة الى ان فلانا وفلانا تابعا فلانا في الرواية عن فلان ونحو ذلك.
واما المتابعات فهي ان يسوق البخاري سنده بالحديث ثم يعطف عليه ان فلانا وفلانا تابعا فلانا ونحو ذلك.

ومما ليس في الاصول ولا المتابعات ما يعلقه في الباب بطرف السند. وهذا شيء آخر.
ويحصل ان البخاري يورد سنده ويشير الى وقوع متابعة لراو في السند.
وتارة يسوق سنده بحديث من طريق نفس الراوي الذي اشار الى وقوع المتابعة له بدون متابعة فهنا اخرج للراوي في الاصول وهناك اخرج له في المتابعات.

ومن تساهل الحاكم انه اعتبر جميع الرواة في الحالات الثلاث على شرط البخاري مطلقا .
والله الموفق

كشكول ١٢٣٦: وجه قول: "كل مسلم على ثغر"!


وجه قول: "كل مسلم على ثغر"! 
يقول الله تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (آل عمران:200)، فيه أن المؤمن في صبر ومصابرة ومرابطة في كل حال، يعني في جهاد، ويؤيده حديث فضالة بن عبيد قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ لِلَّهِ " أَوْ قَالَ: " فِي اللهِ " أخرجه أحمد تحت رقم (23951)، والترمذي تحت رقم (1621)، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي، وصحح إسناده محققو المسند. فالمسلم في جهاد مع نفسه الأمارة بالسوء يحملها على طاعة ربه، لذلك يقال : 
"يا مسلم اتق الله فأنت على ثَغرٌ من ثغور الإسلام لا يؤتى الإسلام من جهتك".
قال ابن تيمية رحمه الله (مجموع الفتاوى (10/635-  636، بتصرف يسير): "َيَحْتَاجُ الْمُسْلِمُ إلَى أَنْ يَخَافَ اللَّهَ وَيَنْهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى وَنَفْسُ الْهَوَى وَالشَّهْوَةِ لَا يُعَاقَبُ عَلَيْهِ بَلْ عَلَى اتِّبَاعِهِ وَالْعَمَلِ بِهِ فَإِذَا كَانَتْ النَّفْسُ تَهْوَى وَهُوَ يَنْهَاهَا كَانَ نَهْيُهُ عِبَادَةً لِلَّهِ وَعَمَلًا صَالِحًا.
وَثَبَتَ عَنْهُ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "الْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي ذَاتِ اللَّهِ"، فَيُؤْمَرُ بِجِهَادِهَا كَمَا يُؤْمَرُ بِجِهَادِ مَنْ يَأْمُرُ بِالْمَعَاصِي وَيَدْعُو إلَيْهَا وَهُوَ إلَى جِهَادِ نَفْسِهِ أَحْوَجُ فَإِنَّ هَذَا فَرْضُ عَيْنٍ وَذَاكَ فَرْضُ كِفَايَةٍ .
وَالصَّبْرُ فِي هَذَا مِنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ فَإِنَّ هَذَا الْجِهَادَ حَقِيقَةُ ذَلِكَ الْجِهَادِ فَمَنْ صَبَرَ عَلَيْهِ صَبَرَ عَلَى ذَلِكَ الْجِهَادِ. كَمَا قَالَ صلى الله عليه وسلم: "وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ السَّيِّئَاتِ". 
ثُمَّ هَذَا لَا يَكُونُ مَحْمُودًا فِيهِ إلَّا إذَا غَلَبَ بِخِلَافِ الْأَوَّلِ فَإِنَّهُ مَنْ يُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ، فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا، وَلِهَذَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ"، وَذَلِكَ لِأَنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْإِنْسَانَ أَنْ يَنْهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى وَأَنْ يَخَافَ مَقَامَ رَبِّهِ فَحَصَلَ لَهُ مِنْ الْإِيمَانِ مَا يُعِينُهُ عَلَى الْجِهَادِ فَإِذَا غَلَبَ كَانَ لِضَعْفِ إيمَانِهِ فَيَكُونُ مُفَرِّطًا بِتَرْكِ الْمَأْمُورِ؛ بِخِلَافِ الْعَدُوِّ الْكَافِرِ فَإِنَّهُ قَدْ يَكُونُ بَدَنُهُ أَقْوَى فَالذُّنُوبُ إنَّمَا تَقَعُ إذَا كَانَتْ النَّفْسُ غَيْرَ مُمْتَثِلَةٍ لِمَا أُمِرَتْ بِهِ وَمَعَ امْتِثَالِ الْمَأْمُورِ لَا تَفْعَلُ الْمَحْظُورَ فَإِنَّهُمَا ضِدَّانِ"اهـ

كشكول ١٢٣٥: المال الخبيث يتخلص منه المسلم إذا لم يمكنه رده إلى أصحابه بالحق


المال الخبيث يتخلص منه المسلم إذا لم يمكنه رده إلى أصحابه بالحق.
لأن الله طيب لا يقبل إلا طيباً.
وتخلصه منه بأن ينفقه على المرافق العامة كتمهيد الطرقات وبناء الحمامات ونحو ذلك، و لا يعطيه لمسلم بعينه وإن كان فقيراً لأنه مال خبيث.
يدل على ذلك ما أخرجه أبوداود تحت رقم (3422)، والترمذي تحت رقم (1277)، عَنِ ابْنِ مُحَيِّصَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إِجَارَةِ الْحَجَّامِ «فَنَهَاهُ عَنْهَا فَلَمْ يَزَلْ يَسْأَلُهُ وَيَسْتَأْذِنُهُ، حَتَّى أَمَرَهُ أَنْ أَعْلِفْهُ نَاضِحَكَ وَرَقِيقَكَ». وصححه الألباني والأرنؤوط
ووجه الدلالة : أن كسب الحجام خبيث، فلم يأذن له أن ينتفع به إلا فيما هو كالمرافق العامة.
والله الموفق.

كشكول ١٢٣٤: كلمة عن المقاصد الشرعية


كلمة عن المقاصد الشرعية
الشيخ / محمد بازمول ـ شرح الموطأ 13/5/1437 – كتاب المكاتب – باب ما لا يجوز من عتق المكاتب 
الفقه الإسلامي يقوم على خمس قواعد كبرى :
1- الأمور بمقاصدها ودليلها : ( إنما الأعمال بالنيات )
2- اليقين لا يزول بالشك .
3- لا ضرر ولا ضرار .
4- العادة محكمة .
5- المشقة تجلب التيسير .
أفيدكم فائدة أنا استنبطتها :
فأقول : والمقاصد الشرعية تدور على خمسة مقاصد : 
1- أن مقصد الشريعة إقامة العبودية لرب العالمين .
2- أن الشريعة تدور على تحصيل المصالح وجلبها وتقليل المفاسد ودرئها .
3- أن الشريعة قائمة على اليسر ورفع الحرج .
4- أن مقصد الشريعة الحفاظ على الفطرة وتحقيق الأخلاق والترقي في الإحسان .
5- أن مقصود الشريعة في ذلك جميعه : حفظ الجماعة .
كل أمور الشريعة من جهة المقاصد تدور على هذه المقاصد الخمسة .
فهي خمسة مقاصد شرعية مقابل خمس قواعد فقهية ، كل مقاصد الشريعة ترجع إلى هذه الأمور الخمسة 
- المقاصد بمعنى الغايات .
والعلماء عند تعريفهم للمقاصد يقولون : المقاصد هي الغايات التي ترجع إليها الشريعة وأسرار التكاليف . 
فالغايات هي المقاصد العامة ، وأسرار التكاليف : يدخل تحتها المقاصد الخاصة والمقاصد الجزئية .
المقاصد الخاصة : هي مقاصد أبواب الشريعة فنقول مقاصد العبادات ، مقاصد المعاملات ثم تذكر مقاصد العبادات ، مقاصد المعاملات ثم تذكر مقاصد الصلاة والصوم والزكاة والحج .
وهناك تذكر مقاصد البيع والطلاق والعقوبات .
- أما الجزئية فهي ما تذكره من أهداف الحديث ، نقول : هذا الحديث فيه مقصد كذا ، فيه مقصد كذا .
- النوع الثالث من المقاصد : وهي الجزئية ، لم أر من أبرزها وألَّف فيها مثل ( شاه ولي الله الدهلوي ) في ( حجة الله البالغة ) .
- المقاصد الخاصة التي هي مقاصد أبواب الشريعة هي التي يتكلمون عنها باسم محاسن الشريعة على الأبواب .
مثل : المؤلفات التي ألفها العز بن عبد السلام ، مقاصد الصلاة والحج والصوم ، مثل هذه .
- المقاصد العامة توسعوا فيها ، لكن كلها ترجع إلى هذه الخمسة 
- لما يتكلم علماء المقاصد قبل  الشاطبي وقبل ابن تيمية لا يذكرون المقصد الأول بوضوح ، كل تركيزهم على جلب المصالح ودرء المفاسد من جهة حفظ الدين والعقل والنفس والعرض والمال . 
قال ابن تيمية : هي ليست محصورة في هذا .
جاء أحدهم ممن لم يفهم كلام ابن تيمية فقال : هي بالاستقراء محصورة في هذه . 
لم يفهم أن ابن تيمية لم يقصد ما يقصده ، فابن تيمية ينظر لشيء ثانٍ بعيد ، ويقول : المقاصد ليس النظر فيها إلى هذه الأمور فقط ، إنما النظر فيها – وهو المقصود الأصلي للشريعة – إلى تحقيق العبودية لله ، ولا تكمل سعادة الإنسان في الدنيا ولا في الآخرة إلا بذلك ، فلا بد أن يكون المقصد الأصلي والأساس الذي تنطلق منه كل المقاصد : مقصد تحقيق العبودية لله تعالى .
لما جاء الشاطبي استفاد من هذا لكنه لم يذكر أنه استفاده من ابن تيمية .
وهذا الموضوع الذي استدركه على كل من كتب في المقاصد ابن تيمية نفسه رحمه الله .
أنا حديث عهد بهذا أظن كلامه  في المجلد 11/343 جاء بمسألة أنه يتعقبهم في الحصر .
وكنت أقرأ لأحد من كتب في مقاصد العز بن عبد السلام فتعقب ابن تيمية في هذا الأمر ، وكلامه متعقب بهذا الأمر فابن تيمية لا يغيب عنه إن شاء االه تعالى أن المقاصد من جهة أمور الناس ترجع إلى هذه الخمسة ، لكن لما قال: إن حصرها بذلك غير صحيح؛ يقصد أمرا بعيدا أبعد مما أنت تتظر إليه  ، هو يقول : مقصود المقاصد هو تحقيق السعادة في الدنيا والآخرة وتقليل الهم والقلق عليه في الدنيا والآخرة وهذا انما يكون بتحقيق العبودية لله رب العالمين فليست القضية مجرد حفظ الانسان في هذه الخمسة الامور المذكورة. أ . هـ .

كشكول ١٢٣٣: في قوله تعالى: {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}


في قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾ (آل عمران:182)، ومثلها في سورة (الأنفال:51)، وقوله تعالى: ﴿ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ﴾ (الحج:10)، وقوله تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ﴾، (فصلت: 46)، وقوله تعالى: ﴿مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ﴾ (ق:29)، في جميع هذه المواضع جاء نفي الظلم عنه سبحانه وتعالى بصيغة (فعّال)، ﴿بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾، والسؤال : نفي المبالغة لا ينفي أصل الفعل، فلم قال: ﴿بظلام﴾ ولم يقل: "بظالم"، والمقام مقام تنْزِيه، ونفي الأدنى أبلغ مِنْ نَفْيِ الأَعْلَى، فلِمَ عُبّر هنا بصيغة المبالغة ولَم يقل: ليس بظالم. أَو ليس بذي ظلم للعبيد؟ 

والجواب : من وجوه : 
الوجه الأول: جرت العادة في القرآن أن بعض الآيات قد يكون فيها شبه إجمال وتبينه آيات أُخر، وقد أوضحت آيات أخر أن الله لا يظلم شيئاً، كقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ﴾ (النساء: الآية 40)، ﴿إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ (يونس: الآية 44) فالآيات الواضحات بينت هذا وأوضحته غاية الإيضاح. 

الوجه الثاني: أن المبالغة هنا لا يقصد بها أصل المبالغة؛ لأن التكثير نظراً إلى كثرة العبيد؛ لأن الظّلم لمّا تَعَلَّقَ بالعبيد وكان العبيد في كثرة هائلة كان الظلم كثيراً جدّاً لكثرة من هو منفي عنهم؛ ولذا كان نفيه نفيه من أصله؛ لأن الكثرة فيه والمبالغة بحسب العبيد الذين يقع عليهم الظلم. 

الوجه الثالث : أن هذا العذاب الذي يعذبهم الله به هو عذاب فظيع هائل لا يُقَادر قدره ولا يُماثل مثله، فلو وقع منه ظلماً لكان مبالغاً في غاية الظلم مبالغة عظيمة، فنفى المبالغة بهذا الاعتبار، ومعناها نفي الفعل من أصله. 

الوجه الرابع : أنه إذا نفي الظلم الكثير انتفى الظلم القليل ضرورة. لأن الذي يظلم إنما يظلم لانتفاعه بالظلم، فإذا ترك الظلم الكثير مع زيادة نفعه في حق من يجوز عليه النفع والضر، كان للظلم القليل المنفعة أترك. 

الوجه الخامس : أن صيغة (فعّال) جاءت بدون إرادة الكثرة، وقد يراد بها النسب من قبيل (بزّاز) و (عطّار) لا للمبالغة، والمعنى لا ينسب إلى الظلم.

انظر تفسير القاسمي = محاسن التأويل (2/ 470)، العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (5/ 117 - 118).
.

كشكول ١٢٣٢: الاستعلاء الإيماني السلبي


الاستعلاء الإيماني السلبي 
المؤمن أعلى بإيمانه على غير المؤمن، يقول تعالى: ﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ (آل عمران:139)، ويقول سبحانه: ﴿فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾ (محمد:35).
ومن صوره أن تربأ بنفسك عن سفساف الأمور، فإن الله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها. 
ومن صوره أن تستعلي على نفسك الأمارة بالسوء في طاعة  الله.
وهذا الاستعلاء إيجابي.
أمّا الاستعلاء الإيماني السلبي فهو ما يتوهمه بعض الناس من فضل يثبته لنفسه بسبب طاعته ومعصية غيره من المؤمنين ناقصي الإيمان، فيرى في نفسه أنه خير من فلان ، لأن فلان يفعل المعصية، أو أن فلان هلك وانتهى، وأنه هو وصل وبلغ عند الله درجة أعلى منه، وهذا استعلاء سلبي؛
وقد يأتي الاستعلاء السلبي بصورة أخرى كأن يوهم حصر الخيارات في خيارين ويترك ما أمر به الشرع، كمن يخير بين الرجوع عن خطئه والتوبة والاعتراف بذلك، وبين العقوبة، فيستعلي استعلاء سلبياً، يقول: إن كنت مخطئاً فأستحق العقوبة، وإن كنت محقاً فإني لا استجدي الطاغية! وترك الخيار الذي أرشد الله إليه من التوبة والإنابة وتصحيح الخطأ، زين له الشيطان حصر نفسه في ذينك الخيارين، استعلاء سلبياً!
وقد يأتي ذلك في صورة أخرى عند التعامل مع الناس على أساس أنهم دائماً مقصرون، لا يخافون الله، وأنت فقط تتقي الله وتخافه!
بل ينبغي عليك يا مؤمن أن ترحم اخوانك وترجو لهم الخير، وتسوقهم ما استطعت إلى طريق ينالون به رحمة الله ورضاه عنك وعنهم؛ فإن المؤمنين رحماء فيما بينهم، قال تعالى: ﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ﴾ (الفتح:29).  أخرج البخاري تحت رقم (6777) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ قَدْ شَرِبَ، قَالَ: اضْرِبُوهُ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَمِنَّا الضَّارِبُ بِيَدِهِ، وَالضَّارِبُ بِنَعْلِهِ، وَالضَّارِبُ بِثَوْبِهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ بَعْضُ القَوْمِ: أَخْزَاكَ اللَّهُ، قَالَ: لاَ تَقُولُوا هَكَذَا، لاَ تُعِينُوا عَلَيْهِ الشَّيْطَانَ". زاد في مسند أحمد  (13/ 366، تحت رقم 7986 الرسالة بسندقال محققو المسند:  "إسناده صحيح على شرط الشيخين"اهـ) : "وَلَكِنْ قُولُوا: رَحِمَكَ اللهُ" .
فاحذر بوركت الاستعلاء السلبي على إخوانك؛ الذي يزينه الشيطان أو نفسك الأمارة بالسوء !

كشكول ١٢٣١: ثلاثة أخطاء منهجية رصدتها في بعض الطروحات في الأيام الماضية


ثلاثة أخطاء منهجية رصدتها في بعض الطروحات في الأيام الماضية:

الأول: عدم ملاحظة ترتيب الادلة . وهذا افردته بمنشور او اكثر تجده في مدونتي.

الثاني: عدم التفريق بين باب الاحكام الشرعية وباب العاديات . وهذا اشرت اليه قريبا في منشور حول دخول الجني في الانسي.

الثالث: عدم مراعاة خطابات الشارع والمقصود به فصار بعضهم ينزل خطاباته لولاة الامر يجعلها على عموم المسلمين. واحيانا خطاباته عن الكافرين ينزلها على المسلمين. فاخطأوا في فهم المقصود من الخطاب واخطأوا في التنزيل .

كشكول ١٢٣٠: الآن الكفرة كالكتلة الشرقية والغربية نجحوا في خدمة الإنسان من حيث كونه حيواناً جسديّاً


قال الشنقيطي رحمه الله في العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (2/ 544- 545): "الآن الكفرة كالكتلة الشرقية والغربية نجحوا في خدمة الإنسان من حيث كونه حيواناً جسديّاً، وأنتجوا من القوة المادية والتنظيمية ما كان لا يدخل في حسبان أحد حتى في النوم، ولكنهم أفلسوا كل الإفلاس في الناحية الرّوحية؛ لأن أرواحهم خبيثة كأرواح البهائم والسباع، ليست مُرَبَّاةً على ضوء نورٍ سماوي، ولا تعليم إلهي، فصارت هذه القوة الطاغية كأنها في يَدِ سَفِيهٍ جَاهِل لا يدري ماذا يفعل بها؛ ولذا تجد العالم كله في قلق مِنْ أَنْ تَنْفَجِرَ هَذِهِ القوة وتُفني كثيراً من الدنيا، وتراهم يعقدون المؤتمر بعد المؤتمر، والمجلس بعد المجلس ليتخلصوا من تلك القوة التي بذلوا فيها النفس والنفيس"اهـ.

لفت نظري ٧٢: أن بعض الناس ينكر دخول الجني في بدن الإنسي


لفت نظري:
أن بعض الناس ينكر دخول الجني في بدن الإنسي، لأنه لم يجد على ذلك دليلاً من القرآن العظيم أو السنة النبوية الصحيحة؛ وهذا الذي قاله هؤلاء فيه نظر لأمور؛
الأمر الأول : ليس من أصول الفقه عدم التفريق بين الشرعيات والعاديات، بل الصحيح التفريق بينهما ؛ فالأولى لا تثبت إلا بدليل من القرآن أو السنة أو الإجماع أو القياس، لأن الأصل فيها أنها توقيف. وأمّا العاديات فيكفي فيها أن لا تخالف الشرع، لأن الأصل فيها الجواز والإباحة، بشرط أن لا يأتي في الشرع ما يدفعها ويخالفها.
الأمر الثاني : أن قضية دخول الجني في الإنسي ليست مسألة شرعية يطلب فيها الحكم الشرعي حتى تحتاج إلى دليل من القرآن أو السنة أو الإجماع أو القياس، بل هي من العاديات التي الأصل فيها الجواز و لا تحتاج إلا إلى تقرير أنها لا تخالف الشرع.
فمثلا لا نحتاج إلى دليل شرعي من الكتاب والسنة، لإثبات جواز دخول الميكروبات والفيروسات إلى جسد الإنسان، فإنه إذا تقرر بحسب كلام أهل الاختصاص أن هذا حاصل وأن لديهم من الأدلة ما يثبت ذلك ، وليس فيه ما يخالف الشرع قبلناه واكتفينا بذلك، و لا نحتاج إلى دليل من القرآن أو السنة في إثبات ذلك.
وكذا إذا جئنا إلى أمور العلاج بالرقية أو العلاجات الطبية فلا نحتاج إلى دليل من القرآن العظيم والسنة النبوية، أن هذه الرقية تنفع في كذا، يكفي أنها جربت فنفعت بشرط أن لا تكون مخالفة للشرع.
لأنها من العاديات وليست من الشرعيات.
وكذا مسألة دخول الجني في الإنسي هي من هذا القبيل، لا يطلب لها الدليل من القرآن العظيم أو من السنة، إذا أثبتها الناس واشتهرت وأقروها، فإن ذلك يكفي في ثبوتها، خاصة وأنه لم يرد في الشرع ما ينفيها؛ ولذلك تجد العلماء يشيرون إلى أنه ورد عن السلف التصريح بدخول الجني في الإنسي، وكذا حال الناس في كل عصر حوادث متكررة مشهودة بذلك، وهذا كاف في إثباتها، خاصة وقد ثبت في الشرع إيذاء الجني للإنسي بالمس، وأنه يجري من ابن آدم مجرى الدم من العروق. 
 فطلب الدليل من القرآن العظيم والسنة المطهرة في العاديات هو من التكلف!