السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الأربعاء، 14 يناير 2015

علمني ديني ١٦١: أن الاستقامة على شرع الله، والرجوع إلى الدين، ولزوم التقوى طريق الخروج من الأزمات بجميع أنواعها...


علمني ديني:

أن الاستقامة على شرع الله، والرجوع إلى الدين، ولزوم التقوى طريق الخروج من الأزمات بجميع أنواعها، والسلامة من كل الشرور التي تعيشها المجتمعات.
فالأمن الاقتصادي.
والأمن السياسي.
والأمن الفكري.
والأمن الاجتماعي.
والأمن النفسي.
والأمن العسكري.
كله مرهون بالاستقامة على شرع الله،
{إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}. (الرعد: 11).
قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ}. (فصلت: 30).
وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}. (الأحقاف: 13).
{وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً}. (الجن: 16).
{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ}. (الأعراف: 96).
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ؛ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا، لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ».».

(أخرجه أحمد في المسند (الرسالة8/ 440، تحت رقم: 4825، 9/ 51، تحت رقم: 5007، 9/ 395، تحت رقم: 5562)، وأبو داود في كتاب البيع، بابٌ في النهي عن العينة، حديث رقم: (3462)، وأبو يعلى في المسند (10/ 29، تحت رقم: 5659)، والبيهقي في السنن الكبرى (5/ 316). والحديث ضعفه محققو المسند، وأشار إلى حسنه محقق مسند أبي يعلى، وصححه الألباني لمجموع طرقه؛ فقد أورده في السلسلة الصحيحة حديث رقم: (11). وللحديث شاهد عن ابن مسعود مرفوعًا: «لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا». (أخرجه أحمد (الرسالة 6/ 54، تحت رقم: 3579)، والترمذي والحاكم، وأورده الألباني في السلسلة الصحيحة تحت رقم: (13).).

كشكول ٥١٥: مثل شجرة ... تجد العصافير فيك كنفاً



مثل شجرة ... تجد العصافير فيك كنفاً... تفوح الأزهار من أغصانك عطراً... أتفيأ تحتك ظلا... تحوطينني بذراعيك... أضع رأسي المتعب من نكد الدنيا... على صدرك. أهمس بعذابات حياتي... أتكلم بعيني... أتنهد بحزني... أتلوى بوجعي... أتنسم الحياة فيك... أتدثر بحنانك... وأتزمل بأحضانك. أحس أني ذاك الطفل بين ذراعيك... يرتمي في أحضانك.. يهرب إليك من أترابه... يجوع فيطلب الشبع عندك... يبكي ويصرخ ويطلب الفرح والرضا منك... يهرب خائفًا يطلب الأمان عندك... أخاف من ساعة لابد أن تأتي... رحماك ربي ... رحماك ربي!

كشكول ٥١٤: إِنْ تَغْفِرِ اللَّهُمَّ تَغْفِرْ جَمَّا، وَأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لَا أَلَمَّا



إِنْ تَغْفِرِ اللَّهُمَّ تَغْفِرْ جَمَّا، وَأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لَا أَلَمَّا

علمني ديني ١٦٠: أن الضابط الذي أضبط به أمور الفرقة والاختلاف في الدين: أن أعرض ذلك على ما كان عليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه



علمني ديني:

أن الضابط الذي أضبط به أمور الفرقة والاختلاف في الدين:
أن أعرض ذلك على ما كان عليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه؛
- فما وافق ذلك قبلته.
- وما خالف ذلك رددته.
يدل على ذلك حديث: «وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة». قيل: «من هي؟». قال: «ما أنا عليه وأصحابي، -وفي رواية الجماعة-».

وحديث: أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- خط خطاً طويلاً، وخط على جانبي الخط خطوطاً قصيرة، وقال مشيراً إلى الخط الطويل: «هذا سبيلي». وأشار إلى الخطوط القصيرة على جانبي الخط، وقال: «وهذه سبل، على كل سبيل منها شيطان، من تبعه دخل النار، ومن تبعني دخل الجنة». قال تعالى: {أَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.

كشكول ٥١٣: وجهة نظر... في الجماعة ذات الوجوه المتعددة


وجهة نظر... في الجماعة ذات الوجوه المتعددة.
أوهمونا أن عدوهم هو العلمانية، والليبرالية، وأصحاب المذاهب الفكرية الهدامة.
أوهموا الناس أن خصومهم ضد الإسلام وضد المسلمين . 
فمن لم يكن معهم فهو ضد الإسلام، وضد المسلمين.
وتكشف الحال فإذا هم أعداء الإسلام والمسلمين!
لما تولوا الحكم ماذا نتج:
أن عدوهم اللدود ليس العلمانية، ولا الليبرالية، ولا الشيوعية، ولا الاشتراكية... ولا... 
إنما عدوهم اللدود هم أتباع السلف الصالح؛ لأنهم الوحيدون الذين لا يستطيعون أن يوهموا الناس أنهم ضد الدين.
أليسوا هم من ينادي بالديمقراطية، وشرعية الصندوق، وجاءوا بما لم يأت به من سبقهم؟!
أليس مرشدهم وشيوخهم من قال حين اجتمع بلجنة مشتركة أمريكية بريطانية جالت العالم العربي من أجل قضية فلسطين، فالتقى بهم في مصر ممثلاً للحركة الإسلامية فقال: «فأقرر إن خصومتنا لليهود ليست دينية؛ لأن القرآن الكريم حض على مصافاتهم ومصادقتهم، والإسلام شريعة إنسانية قبل أن يكون شريعة قومية، وقد أثنى عليهم وجعل بيننا وبينهم اتفاقاً {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلى بالتي هي أحسن}. وحينما أردا القرآن أن يتناول مسألة اليهود تناولها من الوجهة الاقتصادية، فقال تعالى: {فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم}.
المصدر: كتاب (الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ) (1/409)، وعباس السيسي في كتاب ((حسن البنا مواقف في الدعوة والتربية)) (ص: 488).
والله يقول: {لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا}.
أليست التشريعات الإسلامية في الحدود خلاف درامتيكي! (ما أدري إيش معناها).
المهم أن يصلوا إلى الحكم!
فوصلوا و فضحوا...
اليوم ماذا يصنعون؟

يترصدون بمن فضحهم عند أقل خطأ... ويعودون لتشويه صورته؛ فهو مخالف للدين!

علمني ديني ١٥٩: أن أتجنب كل أمر يحوجني مستقبلاً إلى الاعتذار منه من الأقوال والأفعال والظنون


علمني ديني:
أن أتجنب كل أمر يحوجني مستقبلاً إلى الاعتذار منه من الأقوال والأفعال والظنون،
فالعلم قبل القول والعمل.

عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إياك وكل ما يعتذر منه». (أخرجه الضياء في المختارة، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، حديث رقم: (354).).

كشكول ٥١٢: مشكلة البرمجة العصبية اللغوية...


مشكلة البرمجة العصبية اللغوية:
أنهم يهملون جانب القدر؛ فعندهم كل شيء بناء على ترتيب فعل، وردة فعل.
وهم ينسون ويتيهون عن القدر الذي يريده الله تعالى.
ثم هم يتكلمون في الأمور بحتمية توهم أن هذا الذي يقولونه هو الذي يحصل.
فلو تجنب المدرب مثل هذا الكلام.
وأكد على ربط كل شيء بالله.
وأن ما يذكره هو من الأسباب التي يرجى -بإذن الله- معها حصول كذا وكذا... فقد أجاد.
أمر آخر... لو حرص المدرب على إبراز ما في السنة، مما يغني ويسبق البرمجة العصبية في كثير من مجالاتها؛ لأسدى لنفسه، ولإخوانه خيراً بربطهم بالسنة النبوية.
ولو زاد على ذلك ذكر الأمور الشرعية؛ فإن هذا مما يغير وجهة البرمجة العصبية اللغوية إلى وجهة تجعلها أقرب إلى القبول إن شاء الله تعالى.
في البرمجة.

كشكول ٥١١: الفتاح من أسماء الله تعالى



الفتاح من أسماء الله تعالى.

قال -عَزَّ وَجَلَّ-: {وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ}. [سبأ: 26].
في تفسير السمعاني (4/ 58): «قَال -جل وعلا-: {قَالَ رب إِن قومِي كذبون فافتح بيني وَبينهمْ فتحا}.
أَي: اقْضِ بيني وَبينهمْ بِقَضَائِك. تَقول الْعَرَب: أحاكمك إِلَى الفتاح أَي: إِلَى القَاضِي، قَالَ الشَّاعِر:
(أَلا أبلغ بني حكم رَسُولا ... بِأَنِّي عَن فتاحتهم غَنِي»اهـ.

فالله هو الفتاح الذي يحكم ويقضي بين عباده.
ومن صفاته أن يفتح للخلق بما قدره لهم كونا: {ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده، وهو العزيز الحكيم}.

قال ابن القيم في النونية:
وكذلك الفتاح من أسمائه ... والفتح في أوصافه أمران
فتح بحكم وهو شرع إلهنا ... والفتح بالأقدار فتح ثان 
والرب فتاح بذين كليهمَا ... عدلاً وإحسانًا من الرَّحْمَن

المقصود: أن الفتح صفةٌ لله -عَزَّ وجلَّ-، و(الفتاح) اسم من أسمائه تعالى.

كشكول ٥١٠: لكي ننجو من الهلاك والخسران لابد من أربعة أمور


لكي ننجو من الهلاك والخسران لابد من أربعة أمور:
الأمر الأول: تحقيق الإيمان.
الأمر الثاني: القيام بالعمل الصالح.
الأمر الثالث: التواصي بالحق.
الأمر الرابع: التواصي بالصبر.

لا سبيل أمامنا إلا ذلك، وهو ما أرشدنا إليه الله -جل وعلا- وأمرنا به، فقال: {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)}.
وكل هذه الأمور حرفت عند بعض الناس؛
فصار الإيمان مجرد معرفة الله في ربوبيته، وهذه المعرفة هي التي كان عليها المشركون ولم تنفعهم.
وصار العمل الصالح هو العمل على مبادئ حزبهم وطريقتهم، وكل من خالف مرشدهم أو خالفهم فلم يعمل عملاً صالحاً.
وصار التواصي بالحق عندهم سبباً للتفرق والخروج عن جماعتهم.

وصار التواصي بالصبر إنما يكون على ما يصيبهم من الحكام؛ فهذا هو الحق عندهم!

كشكول ٥٠٩: هم يريدون أن نغطي الجرح، ولا نلتفت لعلاجه؛ بدعوى الوقوف في وجه الليبرالية، والعلمانية...


هم يريدون أن نغطي الجرح، ولا نلتفت لعلاجه؛ بدعوى الوقوف في وجه الليبرالية، والعلمانية...

والسؤال: إذا أنهك الجرح الجسد، كيف يستطيع أن يواجه الأعداء؟!

كشكول ٥٠٨: تحرير محل النزاع في البحث...



تحرير محل النزاع في البحث من أهم ما يساعد على الوصول إلى نتيجة سليمة، وبأسرع سبيل.

مسائل في الاختلاف ١٠: المسألة العاشرة


10 - 10 المسألة العاشرة:

موقف المسلم مـــن اختلاف العلماء.
إذا وقف المسلم على خلاف للعلماء في مسألة، فلا يخلو؛ 
- إما أن يكون عاميًا.
- وإما أن يكون مجتهدًا.
- وإما أن يكون متبعــًا.
فالعامــــــي: وهو الذي لا يعرف الدليل ولا يعرف العلم، واجبه شرعًا أن يسأل أهل العلم، فإذا سأل عالمـــًا يثق في علمه وفي دينه؛ لزمه شرعًا أن يأخذ بفتوى من أفتاه، ولا يخالفـه إلا إذا أخبره شخص يثق فيه أن كلام هذا العالم خلاف القرآن، أو السنة، أو الإجماع، أو القــياس الصحيح.
فيما عدا هذا؛ مذهب العامي مذهب مفتيه، فالواجب عليه لزوم قوله، والأخذ به، ولا يجـــوز أن يترك قوله لقول أي إنسان، إلا في الحيثيات المذكورة.
أما إذا كــــان الحـــال في الشخص أنه مجتهد ويستطيع النظر في الأدلة، وفي الأقوال، وفي الاختلاف؛ فالواجب عليه أن يجتهد، ويتبصر في المسألة، ويتبع ما دله عليه اجتهاده.

أمــــا إذا لم يبلغ درجة الاجتهاد، فهو أعلى من العامي، ودون المجتهد، فهو من طلاب العلم يعرف الدليل، ويسمى متبعاً. فالواجب عليه أن يتبع المسألة التي تبين له دليلها.

مسائل في الاختلاف ٩: المسألة التاسعة


9 - 10 المسألة التاسعة:

إذا كانت المسألــــــة من باب السنة والبدعة، يعني هذا الشخص خالفنا في مسألة الخلاف فيها من باب السنة والبدعة، ماذا نصنع؟ 
أقول: كل بدعة ضلالة.
لكن بعض مسائل البدع يدخلها الخلاف الاجتهادي!

فهذه تعامل معاملة المسائل الخلافية الاجتهادية.

مسائل في الاختلاف ٨: المسألة الثامنة


8 - 10 المسألة الثامنة:


إذا كان الله -عز وجل- أمرنا بمجادلة أهل الكتاب بالتي هي أحسن، فما بالك بمخاصمة ومـــــذاكرة ومحاورة مسلم وقع بيننا وبينه خلاف في مسألة!

مسائل في الاختلاف ٧: المسألة السابعة


7 - 10 المسألة السابعة:

الاختلاف والوقوع في الخطأ طبيعة بشرية، يكفي أن نتذكر حديث عَلِي بْن مَسْعَدَةَ الْبَاهِلِيُّ عن قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ». (أخرجه أحمد (الرسالة ٢٠/ ٣٤٤، تحت رقم: ١٣٠٤٩)، والترمذي، في (كتاب صفة القيامة والرقائق والورع)، باب منه، حديث رقم: (٢٤٩٩)، وابن ماجه في (كتاب الزهد)، باب التوبة، حديث رقم: (٤٢٥١)، والدرامي في (كتاب الرقاق)، باب في التوبة، حديث رقم: (٢٧٢٧). وقال الترمذي: «هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ مَسْعَدَةَ عَنْ قَتَادَةَ» اهـ، قلت: علي بن مسعدة اختلف فيه، والذي يظهر لي من ترجمته أنه صدوق له أوهام، كما في (تقريب التهذيب)، فإن قول أبي حاتم: «لا بأس فيه»، يقابل قول البخاري: «فيه نظر»، وتضعيف العقيلي تبعاً للبخاري، كما نبه عليه ابن حجر في التهذيب (٣٨٢/٧)، وقول النسائي: «ليس بالقوي»، وقول ابن حبان: «لا يحتج بما لا يوافق فيه الثقات» اهـ، في معنى قول ابن حجر، ولا يعارضه، فيتحرر أنه صدوق له أوهام، والله أعلم).
فالــــوقوع في الخطأ أمر جبلي، جبل الله -جل وعلا- الناس عليها؛ فكل بني آدم يخطيء!
والسلفي عالم، أو متعلم، أو عامي، معرض للخطأ .
وبعض الناس ينظر إلى السلفي وكأنه معصوم لا يقع في خطأ!
من قــــــــال أن النسبة إلى السلفية تعني عدم وقوع السلفي في الخطأ؟!
كيف والسلف مجمعون أن المعصوم هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكل من عدا رسول الله -صلى الله عليه وسلــم- عرضة لوقوع الخطأ؟!

كيف والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: «كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ».

مسائل في الاختلاف ٦: المسألة السادسة


6 - 10 المسألة السادسة:

اعلم أن هناك مقامات:
1- مقـــــام الـوصف.
2- ومقام الحكم.
وذلك إذا صدر من الشخص خطأ في قوله، أو في عمله، أو في اعتقاده، لك أن تصفـه بما صدر منه من قول أو عمل، فتقول: هذا كذا، هذا كذا. بحسب ما صدر منه، لكن ليس لك أن تحكـــــم عليــه بحكم لهذا الوصف، وتنزيل الحكم عليه إلا بعد قيام الحجة، بثبوت الشروط وانتفاء الموانع.
وهـــــذه قضيـــة كثير مـــــن الناس لا ينتبه لها، ولا يلاحظها، ولها أمور ترتبط بها منها:
- أن المـرجع في قيام الحجة، والنظر في ثبوت الشروط وانتفاء الموانع هم العلماء الكبار.
بل في بعض المسـائل هم ولاة الأمر من الحكام، ومن يقيمهم ولي الأمر مقامه في النظر في أمور الناس، وفي أحوالهــم، كالقضاة الشرعيين، ولكن بعض الناس لا ينتبه لهذا الأصل؛ فيقع في هذه المسألة، فيصف ويحكم قبل يتحقق قيام الحجة. 
أو يصف، ويحكم، ويدعي إقامة الحجة، وهو ليس لها بأهل .
أو يصف، ويحكـــــــم، وقد يقتل؛ فيحصل ما حذر منه الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «فَلَا تَرْجِعُنَّ بَعْدِي كُفَّارًا، أَوْ ضُلَّالًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ، أَلَا لِيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، فَلَعَلَّ بَعْضَ مَنْ يُبَلِّغُهُ يَكُونُ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضِ مَنْ سَمِعَهُ». ثُمَّ قَالَ: «أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ». (أخرجه البخاري في كتاب العلم، باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «رب مبلغ أوعى من سامع»، حديث رقم: (67)، ومسلم في كتاب القسامة والمحاربين والقصاص، باب تغليظ تحريم الدماء والأعراض والأموال، حديث رقم: (1679)، واللفظ له عَنِ ابْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: «...».).

فهـذا الأصل من الأمور الهامة التي ينبغي لطلاب العلم أن ينتبهوا إليهــا، وأن يراعوها.

مسائل في الاختلاف ٥: المسألة الخامسة


5 - 10 المسألة الخامسة:

أن الـــــواجب على المسلم أن يحفظ حق أخيه المسلم، وأن يعينــــه على طاعة الله، وأن يعظم حرمة أخيه المسلم؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال فيما جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «قَالَ «رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا -عِبَادَ اللَّهِ- إِخْوَانًا، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ، التَّقْوَى هَاهُنَا. وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. 
بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ».». (أخرجه البخاري في كتاب الأدب، بياب يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن، حديث رقم: (6066)، مسلم في كتاب البر والصلة، باب تحريم ظلم المسلم وخذله، رقم: (2564)، واللفظ له).
وعَنْ أَبِي مُوسَى عَنْ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا، ثُمَّ شَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِه». (أخرجه البخاري في كتاب الأدب، باب تعاون المؤمنين بعضهم بعضا، حديث رقم: (6027)، ومسلم في كتاب البر والصلة والأدب، باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم، حديث رقم: (2585)).
عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى». (أخرجه البخاري في كتاب الأدب، رحمة الناس والبهائم، حديث رقم: (6011)، ومسلم في كتاب البر والصلة، باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم، (2586)، واللفظ له).
بل إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- نهى عــن كل سبب يحدث الخلاف، فقال -عليه الصلاة والسلام-، فيما جاء عَنْ الْأَعْرَجِ قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَأْثُرُ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ؛ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا إِخْوَانًا، وَلَا يَخْطُبُ الرَّجُلُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ حَتَّى يَنْكِحَ أَوْ يَتْرُكَ». (أخرجه البخاري في كتاب النكاح، باب لا يخطب على خطبة أخيه، حديث رقم: (5144)، ومسلم في كتاب البر والصلة، باب تحريم الظن والتجسس والتنافس والتناجش، حديث رقم: (2563). واللفظ للبخاري.).
فالأصل أن يحفظ المسلــــم حــــق أخيـــه المسلم، وأن لا يتعدى عليه، وأن يتجنب ما يحدث التباغض، وما يحدث التناحر، وأن يعظم حرمة المسلم؛ فكُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ.
عــــرض المسلــــم حــــرام لا يجـوز لك أن تنتهكه، وأن تتكلم فيه إلا بدليل صحيح معتبر، وإلا وقعت في الحرام.
ولذلك قال ابــن دقيق العيـــــــد في كتابه (الاقتراح، ص:61) لما تكلم عن مسائل الجرح والتعديل: «أَعْرَاض الْمُسلمين حُفْرَة من حفر النَّار، وقف على شفيرها طَائِفَتَانِ من النَّاس المحدثون والحكام»اهـ.
يعني أن هذا البــــاب باب خطير؛ لأنــــك تنتهك فيه حرمة أخيك المسلم؛ فتقع في عرضه من غير وجه حق؛ فيؤدي بك ذلك إلى النار، إلا أن يشـــاء الله -سبحانه وتعالى-، فلابد من تعظيم حرمة المسلم، وبالتالي لا تجعل أي قضية تحصل بينك وبينه سببـــًا في الوقوع فيه؛ لأنك إنما تراعي حظ نفسك.
فإن قيل : متى يجوز الكلام في المسلم؟
والجواب: 
لك أن تتكلم فيه إذا كان في القضيـــة دليل صحيح يلزم المصير إليه عندها إذا خالف بعد قيام الحجة وبعد وضوح المحجة لك أن تتكلم فيه وتحكم عليه بما يناسبه. أو كنت ناصحاً أو متظلماً. قال ابن تيمية -رحمه الله-: «يُبَاحُ مِنْ ذَلِكَ (يعني: الغيبة) مَا أَبَاحَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ؛
وَهُوَ مَا يَكُونُ عَلَى وَجْهِ الْقِصَاصِ وَالْعَدْلِ.
وَمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِمَصْلَحَةِ الدِّينِ.
وَنَصِيحَةِ الْمُسْلِمِينَ»اهـ(ثم شرح ذلك فانظره في منهاج السنة النبوية (5/ 145- 147).).

إذا الكـــــلام في الناس قضية خطيرة، وعرض المسلم محفوظ ما يجوز لأحد أن يتكلم فيه إلا بعلم.

مسائل في الاختلاف ٤: المسألة الرابعة


4 - 10 المسألة الرابعة:
أن الواجب عند حـدوث الاختلاف والتنازع أن يرد الأمر إلى الله ورســوله؛ امتثالاً لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْــــكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِــي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}. (النساء: 59).

فالله -عز وجل- أمرنا عند النزاع بالــرد إلى الكتاب والسنة. ولو أن الناس امتثلوا ذلك لزالت أسباب الاختلاف برمتها، ولصلح حال الناس، لولا هذه الأهواء والفتن التي تعصف بهم.