السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الجمعة، 24 أبريل 2015

كشكول ٨٨٢: لله سنن كونية يسير عليها الكون



لله سنن كونية يسير عليها الكون... ومدد الله للعبد يجريه -سبحانه وتعالى- تارة على وفق هذه السنن، وتارة يخرق هذه السنن.
ولنا في قصص الأنبياء المصطفين الأخيار عبرة.
محمد -صلى الله عليه وسلم- أرادوا قتله فلم يرسل ملكًا يبطش بهم ... ولم ينجيه بأمور خارقة للعادة ... وإنما أمره بالهجرة ... فهاجر ... وفي طريق الهجرة حصلت خوارق للعادة كقصة سراقة بن مالك... وخيمة أم معبد...
ويوسف -صلوات ربي وسلامه عليه- أخذ وسجن ظلمًا ... فجرى حاله على هذه السنن حتى جاءت رؤيا الملك ...
أما إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- فألقي في النار فجعلت له بردًا وسلامًا . وهذا خارق للعادة.
وموسى -عليه الصلاة والسلام- أنقذ ومن معه من المؤمنين بني إسرائيل بخارق للعادة.
المقصود أن مدد الله ونصره للمؤمنبن لا يأتي دائمًا خارجًا عن سننه الكونية ...
فيا مسلم ... اعتمد على الله وتوكل عليه ... وسيأتيك المدد والنصر من الله ... وأحسن ظنك بالله ... ولا تستعجل ... اطمئن لحكمة الله وعلمه وقدرته ولطفه في إيصال الخير لك وصرف السوء عنك بطرق لا تدركها -سبحانه وتعالى-.

سؤال وجواب ١٧٢: السلفية منهج؛ لذلك لا نخرج من السلفية من أخطأ من أهل العلم



سؤال:
«أريد زيادة توضيح لهذا الكلام وهو لكم -حفظكم الله- لو تكرمتم شيخنا.
وهي قولك -حفظك الله-:
«ليس من منهح السلف: حصر الدين في مسألة فمن وافقني عليها فهو سلفي ومن خالفني فيها فهو غير سلفي.
فالسلفية منهج وليست مسألة»اهـ.
وجزاك الله خيراً».

الجواب:
معناه أن من أخطأ في مسألة وخالف فيها لا يخرج من السلفية من أجلها . بل العبرة بمنهجه وطريقته العامة.
فإن السلفية لا تعني العصمة من الوقوع في الخطأ. فلا تجعل خطأ الشخص في مسألة مخرجًا له من السلفية.
كمن يجعل مسألة وضع اليدين على الصدر بعد الركوع فاصلاً بين السلفي وغير السلفي.
وغير ذلك من المسائل.
والله أعلم.
المقصود السلفية منهج؛ لذلك لا نخرج من السلفية من أخطأ من أهل العلم في مسائل الصفات أو القدر أو الإرجاء؛ لأن منهجهم العام هو سبيل السلف.
والله الموفق.

كشكول ٨٨١: ما هو الجهاد؟



ما هو الجهاد؟
للشيخ محمد بن عمر بازمول -حفظه الله-

كشكول ٨٨٠: كف المسلم شره وأذاه عن الناس صدقة على نفسه



كف المسلم شره وأذاه عن الناس صدقة على نفسه.
أخرج مسلم في صحيحه تحت رقم: (85)
عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قُلْتُ: «يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟».
قَالَ: «الْإِيمَانُ بِاللهِ وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ».
قَالَ: قُلْتُ: «أَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ؟».
قَالَ: «أَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا وَأَكْثَرُهَا ثَمَنًا».
قَالَ: قُلْتُ: «فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ؟».
قَالَ: «تُعِينُ صَانِعًا أَوْ تَصْنَعُ لِأَخْرَقَ».
قَالَ: قُلْتُ: «يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ ضَعُفْتُ عَنْ بَعْضِ الْعَمَلِ؟».
قَالَ: «تَكُفُّ شَرَّكَ عَنِ النَّاسِ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ مِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ».

كشكول ٨٧٩: للإخوة الذين يضعون عبارات لي في بطاقات ويخرجونها إخراجًا رائعًا



للإخوة الذين يضعون عبارات لي في بطاقات ويخرجونها إخراجًا رائعًا لهم مني جزيل الشكر وفائق التقدير.
سائلاً الله أن يجعل جهدهم في موازين حسناتهم،
وأخص منهم بالذكر:
- أبا أيمن رضوان بذرة خير.
- أبا أمامة الجزائري.
- والرائع ... خالد العامري ..
وآخرين عبر الواتساب لا أعرف أسماءهم.
جزى الله الجميع خيرًا.

كشكول ٨٧٨: هل تجد في كتاب الله...



جاءني على الواتساب
 قال مضارب بن إبراهيم للحسين بن الفضل:
«إنك تخرج أمثال العرب والعجم من القرآن...
فهل تجد في كتاب الله:
خير الأمور أوساطها؟».
قال: «نعم في أربعة مواضع:
قوله تعالى : { لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك}
وقوله تعالى : { والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما}
وقوله تعالى : { ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط}
وقوله تعالى : { ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا}».
قال: «فهل تجد في كتاب الله:
من جهل شيئا عاداه؟».
قال: «نعم في موضعين:
{ بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه}
{ وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم}».
قال: «فهل تجد في كتاب الله:
احذر شر من أحسنت إليه؟»
قال: «نعم
{ وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله}».
قال: «فهل تجد في كتاب الله:
ليس الخبر كالعيان؟».
قال: «في قوله تعالى:
{ أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي}».
قال: «فهل تجد:
في الحركات البركات؟».
قال: «في قوله تعالى:
{ ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة}».
قال: «فهل تجد:
كما تدين تدان؟».
قال: «في قوله تعالى:
{ من يعمل سوءا يجز به}».
قال: « فهل تجد فيه قولهم:
حين تقلي تدري؟».
قال: { وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا}».
قال: « فهل تجد فيه:
لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين؟».
قال : { هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل}
قال: « فهل تجد فيه:
من أعان ظالمًا سلط عليه؟».
قال: { كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير}».
قال: «فهل تجد فيه قولهم:
لا تلد الحية إلا حية؟».
قال: «قوله تعالى:
{ ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا}».
قال: «فهل تجد فيه:
للحيطان آذان؟».
قال: { وفيكم سماعون لهم}».
قال: «فهل تجد فيه:
الجاهل مرزوق والعالم محروم؟».
قال:{ من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا}».
قال: « فهل تجد فيه:
الحلال لا يأتيك إلا قوتًا والحرام لا يأتيك إلا جزافًا؟».
قال: «{ إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعًا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم}».

من كتاب الإتقان في علوم القرآن للسيوطي.

خلفيات علمية (26)



خلفيات علمية (26)
بعض المسائل يوجد فيها أقوال، وبعض هذه الأقوال يستدل لها بأحاديث، وبعضها يستدل لها بآثار، وبعضها لا دليل عليها من الحديث والأثر.
والعبرة في صحة القول ليست بوجود دليل من الحديث أو بوجود دليل من الأثر.
إنما العبرة:
- في صحة الدليل والاستدلال،
- وسلامته من المعارض،
- وإحكامه بأن لا يكون منسوخاً.
والدليل أعم من أن يكون آية أو حديثاً أو أثراً؛ فقد يكون إجماعاً، أو قياساً، أو غير ذلك من الأدلة المختلف فيها.
ومن عود نفسه النظر في أدلة الأئمة فيما يذهبون إليه؛ رأى العجب في فقههم، وقوة نظرهم، ونصحهم للأمة في اتباع الدليل.
وعلى الباحث أن يعود نفسه على ذلك، وأن يحسن الظن بأئمة العلم، ولا يتعجل القول في المسألة.
والله يرعاني ويرعاك.

كشكول ٨٧٧: من طلب الرئاسة فرَّتْ منه، وإذا تصدّر الحدث فاته علمٌ كثير



قال الإمام الشافعي -رحمه الله تعالى-: «من طلب الرئاسة فرَّتْ منه، وإذا تصدّر الحدث فاته علمٌ كثير»اهـ. (صفوة الصفوة: (2/252).).

كشكول ٨٧٦: معنى قولهم: «إذا صح الحديث فهو مذهبي».



معنى قولهم: «إذا صح الحديث فهو مذهبي».

يظن بعض طلبة العلم أن مجرد صحة الحديث كافية لأن يقول به، بل كافية لأن ينسب معناه إلى الأئمة، على أساس أن كل واحد منهم صح عنه أنه قال: «إذا صح الحديث فهو مذهبي». أو بمعناها.
والحقيقة أن ذلك ليس على إطلاقه بل هو مقيد بقيود، نبّه عليها في محلها، ولتعرف هذه القيود أقول:
الاستدلال بالآية أو الحديث لابد فيه من تحقق الأمور التالية:
- ثبوت الدليل . أما الآية فهي ثابتة، ويبقى النظر في ثبوت الحديث.
- صحة دلالته على الأمر المقصود.
- سلامته من المعرض. يعني أن لا يوجد دليل آخر يعارض دلالته.
- أن لا يكون منسوخاً.
فإذا تحققت هذه الأمور صح الاستدلال به.
ومما يدخل في هذه الأمور أن يكون مما جرى عمل السلف عليه، فلا يكون مما نص على ترك العمل به.
نعم إذا
- توفرت الأمور السابقة،
- ولم تجدهم نصوا على ترك العمل به،
- ولم تجد من عمل به من السلف،
- ولم تجد عملهم على خلافة، فذلك لا يمنع من العمل به، والحال كذلك.
فإذا انتبهت لهذا علمت أن القضية في العمل بما صح من الحديث ليست على إطلاقها إنما مقيدة بهذه القيود.

ومن أجل ذلك ألف تقي الدين علي بن عبدالكافي السبكي رسالته: «معنى قول الإمام المطلبي: إذا صح الحديث فهو مذهبي». وهي مطبوعة ضمن الرسائل المنيرية، ولها طبعة مفردة محققة.

وفي سير أعلام النبلاء (16/406)
كان شيخ الشافعية بالعراق، أبو القاسم، عبد العزيز الداركي ربما يختار في الفتوى، فيقال له في ذلك، فيقول: ويحكم! حدث فلان عن فلان، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بكذا وكذا، والأخذ بالحديث أولى من الأخذ بقول الشافعي وأبي حنيفة.

قال الذهبي معلقًا:
قلت: هذا جيد، لكن بشرط؛
- أن يكون قد قال بذلك الحديث إمام من نظراء هذين الإمامين مثل مالك، أو سفيان، أو الاوزاعي.
- وبأن يكون الحديث ثابتًا سالمًا من علة.
- وبأن لا يكون حجة أبي حنيفة والشافعي حديثًا صحيحًا معارضًا للآخر.
أما من أخذ بحديث صحيح وقد تنكبه سائر أئمة الاجتهاد، فلا؛
كخبر: «فإن شرب في الرابعة فاقتلوه»، وكحديث «لعن الله السارق، يسرق البيضة، فتقطع يده».

كشكول ٨٧٥: أقسام المسلمين ثلاثة



قال في أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن (5/ 489): 
«مِنْ أَرْجَى آيَاتِ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ قَوْلُهُ تَعَالَى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ* جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ * وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ* الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ}. (فاطر: 32 - 35).
فَقَدْ بَيَّنَ تَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ: 
أَنَّ إِيرَاثَ هَذِهِ الْأُمَّةِ لِهَذَا الْكِتَابِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهَا فِي قَوْلِهِ: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا}.
وَبَيَّنَ أَنَّهُمْ ثَلَاثَةُ أَقْسَامٍ:
الْأَوَّلُ: الظَّالِمُ لِنَفْسِهِ وَهُوَ الَّذِي يُطِيعُ اللَّهَ، وَلَكِنَّهُ يَعْصِيهِ أَيْضًا فَهُوَ الَّذِي قَالَ اللَّهُ فِيهِ: ﴿خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ﴾ [التوبة: 102] .
وَالثَّانِي: الْمُقْتَصِدُ وَهُوَ الَّذِي يُطِيعُ اللَّهَ، وَلَا يَعْصِيهِ، وَلَكِنَّهُ لَا يَتَقَرَّبُ بِالنَّوَافِلِ مِنَ الطَّاعَاتِ.
وَالثَّالِثُ: السَّابِقُ بِالْخَيْرَاتِ: وَهُوَ الَّذِي يَأْتِي بِالْوَاجِبَاتِ، وَيَجْتَنِبُ الْمُحَرَّمَاتِ، وَيَتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ بِالطَّاعَاتِ وَالْقُرُبَاتِ الَّتِي هِيَ غَيْرُ وَاجِبَةٍ.
وَهَذَا عَلَى أَصَحِّ الْأَقْوَالِ فِي تَفْسِيرِ الظَّالِمِ لِنَفْسِهِ، وَالْمُقْتَصِدِ وَالسَّابِقِ.
ثُمَّ إِنَّهُ تَعَالَى بَيَّنَ أَنَّ إِيرَاثَهُمُ الْكِتَابَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ مِنْهُ عَلَيْهِمْ.
ثُمَّ وَعَدَ الْجَمِيعَ بِجَنَّاتِ عَدْنٍ وَهُوَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ فِي قَوْلِهِ: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا} إِلَى قَوْلِهِ: {وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ}.
وَالْوَاوُ فِي {يَدْخُلُونَهَا} شَامِلَةٌ لِلظَّالِمِ، وَالْمُقْتَصِدِ وَالسَّابِقِ عَلَى التَّحْقِيقِ.
وَلِذَا قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: حُقَّ لِهَذِهِ الْوَاوِ أَنَّ تُكْتَبَ بِمَاءِ الْعَيْنَيْنِ؛
فَوَعْدُهُ الصَّادِقُ بِجَنَّاتِ عَدْنٍ لِجَمِيعِ أَقْسَامِ هَذِهِ الْأُمَّةِ؛
وَأَوَّلُهُمُ الظَّالِمُ لِنَفْسِهِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ مِنْ أَرْجَى آيَاتِ الْقُرْآنِ، وَلَمْ يَبْقَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَحَدٌ خَارِجٌ عَنِ الْأَقْسَامِ الثَّلَاثَةِ، فَالْوَعْدُ الصَّادِقُ بِالْجَنَّةِ فِي الْآيَةِ شَامِلٌ لِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ؛ وَلِذَا قَالَ بَعْدَهَا مُتَّصِلًا بِهَا {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ} إِلَى قَوْلِهِ: {فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ}. (فاطر:36 - 37)»اهـ.

كشكول ٨٧٤: لن يغلب عسر يسرين


لن يغلب عسر يسرين.
قال الحاكم في المستدرك (2/ 528): «وَقَدْ صَحَّتِ الرِّوَايَةُ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ : «لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ». وَقَدْ رُوِيَ بِإِسْنَادٍ مُرْسَلٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
أَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصَّنْعَانِيُّ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ- : {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} قَالَ : خَرَجَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمًا مَسْرُورًا فَرِحًا وَهُوَ يَضْحَكُ وَهُوَ يَقُولُ : «لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}»اهـ.
قال ابن حجر -رحمه الله- في تغليق التعليق (4/ 372): «وَقد رُوِيَ قَوْله: «لن يغلب عسر يسرين» مَوْقُوفا على عَمْر وَعبد الله مَرْفُوعًا عَن النَّبِي -صلى الله عَلَيْهِ وَسلم-؛
أما الْمَوْقُوف فَرَوَاهُ ابْن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب الْفرج بعد الشدَّة قَالَ ثَنَا خَالِد ابْن خِدَاشٍ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَسْلَمَ : «أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ حَضَرَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ يَقُولُ: مَهْمَا يَنْزِلُ بِامْرِئٍ شِدَّةٌ يَجْعَلُ اللَّهُ لَهُ بَعْدَهَا فَرَجًا، وَإِنَّهُ لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ» هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ.
وَرَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ مَوْقُوفًا بِسَنَدٍ جَيِّدٍ.
وَأَمَّا الْمَرْفُوعُ فَرَوَاهُ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ فِي تَفْسِيرِهِ مِنْ طَرِيقِ عَطِيَّةَ عَنْ جَابِرٍ فِي حَدِيثٍ آخِرِهِ : «فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَوْحَى إِلَيَّ : {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يسرا}» (6 : الإنشراح) وَلَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ» وَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ.
وَرَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَابْنُ جَرِيرٍ مِنْ حَدِيثِ الْحَسَنِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُرْسَلا وَإِسْنَادُهُ إِلَى الْحَسَنِ صَحِيحٌ.
وَقَالَ عَبْدُ بن حميد فِي تَفْسِيره أَخْبرنِي يُونُس عَن شَيبَان عَن قَتَادَة فِي قَوْله: {فَإِن مَعَ الْعسر يسرا} قَالَ: ذَكَرَ لَنَا أَنَّ رَسُولَ الله -صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- بَشَّرَ بِهَذِهِ الآيَةِ أَصْحَابَهُ فَقَالَ: «لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ يُسْرَيْنِ».  وَهَذَا صَحِيحٌ أَيْضًا إِلَى قَتَادَةَ»اهـ.
قلت: فتحصل بمجموع ذلك ثبوت الرواية عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بذلك، والله الموفق.