السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

السبت، 17 يناير 2015

كشكول ٥٧٤: كل من خالف الكتاب والسنة، أو خالف ما عليه السلف الصالح؛ فهو من أهل الاختلاف والتفرق



كل من خالف الكتاب والسنة، أو خالف ما عليه السلف الصالح؛ فهو من أهل الاختلاف والتفرق، ليس من الفرقة الناجية!

كشكول ٥٧٣: انتقاء الأصدقاء من الأمور التي يحسن بالعاقل أن يصنعه



انتقاء الأصدقاء من الأمور التي يحسن بالعاقل أن يصنعه.
فليس كل أحد يصلح أن يكون صديقك...
والمرء على دين خليله، فلينظر من يخالل.
إذا كنتَ في قومٍ فصاحِب خِيارَهم ... ولا تصحبِ الأردى فتردى مع الرَّدِي
عن المرءِ لا تَسَلْ وسَلْ عن قرينهِ ... فكلُّ قرينٍ بالمقارَن يقتدِي

كشكول ٥٧٢: مكدرات ... وليست مذكرات!


مكدرات ... وليست مذكرات!
كنت مولعاً بكتابة اليوميات... فتركت ذلك إلى غير رجعة...
كنت أرصد فيها مشاعري وانطباعاتي تجاه الأحداث وتجاه الأشخاص...
فكنت أتذكر هذا في تعاملي مع من حولي... فلا أستطيع أن أتعايش معهم، ولا يهنأ لي عيش...
عرفت عندها أن النسيان نعمة... وأن كتابة هذه المذكرات هي مكدرات للحياة... فتركتها إلى غير رجعة...
واستبدلتها بكتابة الخواطر، والفوائد العلمية...
ومع هذا أقول: أحيانا المرء من أجل أن يهدأ يحتاج أن يكتب؛ لأنه لا يجد من يثق فيه ليحدثه ويخفف عن نفسه، فليكتب وليسقط ما في نفسه، بشرط أن يتلفه، ولا يبقيه!

والله الموفق والهادي.

كشكول ٥٧١: ونص الفقيه يهدم الدين...


[وَنِصْفُ الْفَقِيهِ يَهْدِمُ الدِّينَ] ([1]).
قال ابن عثيمين -رحمه الله-:
«ينبغي لطالب العلم أن لا يستعجل فيه،
كذلك التدريس، والفتوى، والحرص على الظهور قبل الضبط.
وكنا نرى من بعض الأقران والزملاء من يحرص على أن يفتي بمجرد ما يقرأ مسألة؛ ليبرز، فكان بعض مشايخنا -رحمة الله عليهم- يقول له: لا تستعجل، واترك الفتوى في زمانك لمن هو أهل لها، فحريٌ بك -إن شاء الله- إن وضع الله لك قبولاً في الفتوى أن يرجع الناس إليك، وأن لا يزاحمك الغير، كما لم تزاحم من هو أهلٌ للفتوى وأحق بها منك، انتظر وأتقن واضبط، ثم بعد ذلك تفرَّغ للتدريس والتعليم.
وهذا مما أحببت أن أنبه إليه ،...،
فبعض طلاب العلم -أصلحهم الله- بمجرد ما يقرأ كتاب الطهارة، أو كتاب الصلاة، أخرج المذكرة، وعلَّق عليها، وأضاف ونقَّح، وزاد!
فهذا كله من الآفات التي ينبغي لطالب العلم أن يتجنبها، وأن يحفظ حقوق أهل العلم،
لا يختص هذا بعالم، إنما يشمل كل أهل العلم المتقدمين والمتأخرين.
وينبغي للإنسان أن يكون حريصاً على إرادة وجه الله؛
لأن العلم فيه فتنة. والشيطان حريص.
ومما ذكره العلماء: أن الدِّين يُفسِده نصف فقيه، وعابد جاهل؛
فنصف العالم عنده علم، لكنه لم يكتمل علمه، فيُلفِّق، فهو ما بين الهلاك والنجاة،
فتارةً يأخذ قولاً صحيحاً فيُعجب الناس من صحته وصوابه، ثم يوردهم المهالك،
فإذا قال لهم أحد: إنه أخطأ في هذه المسألة، قالوا: لا، قد أصاب في غيرها؛ فهو من أهل العلم.
ولذلك ينبغي لطالب العلم أن لا يستعجل، ونصف العالم ونصف الفقيه يقع في أثناء الطلب،
ولذلك كان من الحِكم المشهورة:
(أول العلم طفرةٌ وهزة، وآخره خشية وانكسار).
أول العلم فيه غرور، فإذا ثبَّت الله قدم صاحبه، ومشى فيه حتى أتمَّه، وحرص على أنه لا يخرج، ولا يكتب، ولا يتصدَّر للناس إلا على أرضٍ ثابتة، وبيِّنة من ربه»اهـ([2]).
([1]) بريقة محمودية في شرح طريقة محمدية/ الشاملة (4/272).

([2]) الشرح الممتع شرح زاد المستنقع (9/25).

كشكول ٥٧٠: المتعالم = نصف متعلم


المتعالم = نصف متعلم.
قال ابن تيمية -رحمه الله-: 
«وقد قيل: إنما يفسد الناس نصف متكلم،
ونصف فقيه،
ونصف نحوي،
ونصف طبيب؛
هذا يفسد الأديان.
وهذا يفسد البلدان.
وهذا يفسد اللسان.
وهذا يفسد الأبدان.
لا سيما إذا خاض هذا في مسألة لم يسبقه إليها عالم، ولا معه فيها نقل عن أحد، ولا هي من مسائل النزاع بين العلماء، فيختار أحد القولين، بل هجم فيها على ما يخالف دين الإسلام»اهـ ([1]).
وأمثال هؤلاء ينبغي أن يمنعوا من الكلام في العلم،
وأن يصرفوا إلى أمور يحسنونها،
فإن مفاسد هؤلاء على أنفسهم ومجتمعهم عظيمه؛
- منها أنهم يكثرون من إيراد الشبه، فيضرون أنفسهم وغيرهم.
- ومنها تعطيل أنفسهم وغيرهم عن إعمار البلاد والعباد، والسعي في النفع العام والخاص.
- ومنها أنهم يعطون تصورات وأحكماً غير صحيحة عن الدين وأهله.
قال المناوي -رحمه الله-:
«فعلم أن المدرس ينبغي أن يكلم كل طالب على قدر فهمه وعقله؛ فيجيبه بما يحتمله حاله.
ومن اشتغل بعمارة، أو تجارة، أو مهنة؛ فحقه أن يقتصر به من العلم على قدر ما يحتاج إليه من هو في رتبته من العامة، وأن يملأ نفسه من الرغبة والرهبة الوارد بهما القرآن، ولا يولد له الشبه والشكوك.
فإن اتفق اضطراب نفس بعضهم بشبهة تولدت له، أو ولدها له ذو بدعة، فتاقت إلى معرفة حقيقتها، اختبره؛ فإن وجده ذا طبع موافق للعلم، وفهم ثابت، وتصور صائب، خلى بينه وبين التعلم، وسوعد عليه لما يجد من السبيل إليه.
وإن وجده شريرًا في طبعه، أو ناقصًا في فهمه، منعه أشد المنع. ففي اشتغاله مفسدتان:
- تعطله عما يعود نفعه إلى العباد والبلاد.
- وشغله بما يكثر من شبهة وليس فيه منفعة.
وكان بعض المتقدمين إذا ترشح أحدهم لمعرفة حقائق العلوم، والخروج من العامة إلى الخاصة، اختبر فإن لم يوجد خيرًا أو غير منتهى للتعلم؛ منع.
وإلا شورط على أن يقيد بقيد في دار الحكمة، ويمنع أن يخرج حتى يحصل العلم أو يأبى عليه الموت.
ويقولون: إن من شرع في حقائق العلوم ثم لم يبرع فيها تولدت له الشبه، وتكثر عليه؛ فيصير ضالاً مضلاً، فيعظم على الناس ضرره. وبهذا النظر قيل: نعوذ بالله من نصف فقيه أو متكلم»اهـ([2]).
([1]) الرد على البكري (2/731).
([2]) فيض القدير (3/377).

كشكول ٥٦٩: كان الرجل إذا رأى من أخيه ما يكره...



كشكول ٥٦٨: الشيخ محمد الأمين المختار الشنقيطي صاحب (أضواء البيان) في آخر عمره كان إذا سئل عن مسألة ذكر الخلاف، ولا يرجح بين الأقوال...


الأستاذ عبدالله حكمي -رحمه الله- إن كان ميتًا، و-رزقه الله الصحة والعافية- إن كان حياً...
هذا الرجل كان أمين مكتبة مكة الثانوية، حيث درست في مرحلة الثانوية.
كان مدير المدرسة الأستاذ عبدالله باحاوي -رحمه الله- إن كان ميتًا، و-رزقه الله الصحة والعافية- إن كان حياً.
كنت في الفسحة الكبيرة -ومقدارها نصف ساعة، أو أكثر قليلاً- لا أنزل مع أقراني إلى الحوش، بل كنت أذهب إلى مكتبة المدرسة، وأقرأ، أو أتكلم مع أمين المكتبة -جزاه الله خيراً-؛ ليدلني، أو أسمع شيئاً عن شيوخه؛
الأستاذ عبدالله حكمي من طلبة الشيخ عبدالرحمن بن يحي المعلمي، ومن طلبة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي صاحب (أضواء البيان)!
ذكر لي مرة: أن الشيخ محمد الأمين المختار الشنقيطي صاحب (أضواء البيان) في آخر عمره كان إذا سئل عن مسألة ذكر الخلاف، ولا يرجح بين الأقوال.
فقلت: الشيخ -رحمه الله- ملأ كتابه (أضواء البيان) بالترجيح، والمناقشة للأقوال، وتخريج الفروع على الأصول، فلماذا ما كان يرجح بين الأقوال في آخر عمره، بماذا كنتم تفسرون ذلك؟
فقال لي: كنا نفسر ذلك بأن الشيخ زاد علمه، فأصبح يرى أن الأقوال التي كانت تبدو ضعيفة لها من الأدلة ما يجعل في الترجيح عليها صعوبة؛ فإن لأصحابها من النظر القوي ما يقتضي التأني وعدم العجلة والتوقف!
قلت: وهذا فيه موعظة لطلبة العلم الذين يردون أقوال أهل العلم بدون نظر في أدلتهم، ويستعجلون في دفع ما يخالفهم من أقوال أهل العلم المعتبرة، وأخبرك عن نفسي كم من قول كان عندي ضعيفًا في أول الطلب، صرت أراه اليوم هو قول قوي معتبر له حظه من النظر، ولذلك عليك يا طالب العلم أن تعرف لأهل العلم قدرهم، وتعطي الأقوال حظها من النظر والدراسة!
ليس مرادي التزهيد في البحث والنظر والترجيح، إنما مرادي التأني وعدم العجلة في ذلك!

والله الموفق.

كشكول ٥٦٧: كتاب (موسوعة أعلام المغرب)



أنوه بهذا الكتاب ذكره الأخ محب الشيخ -جزاه الله خيرًا-:
يعتبر كتاب (موسوعة أعلام المغرب)، أضخم موسوعة عربية، فهي تتألف من تسعة نصوص تراثية ينشر بعضها لأول مرة: https://archive.org/details/MawsuatAlamAlmagrib

كشكول ٥٦٦: لماذا نلزم أئمتنا وولاة أمرنا؟


لماذا نلزم أئمتنا وولاة أمرنا؟

- لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمرنا بذلك.
- ولأن هذا كما أخبرنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو سبيل النجاة من أئمة الضلال.
- ولأن هذا هو الذي يحقق للناس الأمن والأمان.
- ولأنه حتى لو كان ولي الأمر فاجراً فاسقاً ظالماً، فهو أخف ضرراً مما سيؤول إليه الحال بدون ولي أمر كما نشاهده في البلاد التي حرمت من ذلك.
- ولأن الخروج على ولي الأمر فتنة!
- ولأن أعداء الأمة والدين يترصدون بنا الدوائر، فينبغي أن نكون يداً واحدة ضدهم!
- ولأن المسلمين يعيشون في الدنيا، وقلوبهم معلقة بالآخرة، لا يريدون سلطانًا، ولا حكمًا، ولا أمارة، إنما يريدون رضوان الله وجنته!
- ولأن الدعوة إلى خلاف ذلك هي دعوة أهل البدع المخالفين للسنة، ولا خير في خلاف السنة!

- ولأن العاقل من وعظ بغيره!

كشكول ٥٦٥: فإن لم يكن لدينا قدرةٌ [يعني على الحاكم الكافر]، فلا يجوزُ الخروجُ [عليه]...


وجدت عندي هذا النص، ولعلي نقلته من بعض التعليقات:

قالَ العلامةُ مُحَمَّد بن صَالح بنُ عثيمينَ -رحمه الله تعالى-: «فإن لم يكن لدينا قدرةٌ [يعني على الحاكم الكافر]، فلا يجوزُ الخروجُ [عليه]؛ لأن هذا مِن إلْقاءِ النَّفْسِ في التَّهْلُكة!! أيُّ فائدةٍ [تعود] إذا خَرَجْنا عَلى هذا الوَلِيِّ الذي رأينا عنده كفراً بواحاً عندنا فيه من الله برهان، ونحن لا نَخْرُجُ إليه إلا بِسِكِّينِ المطبخ!!، وهو معه الدبابات والرشاشات، أيُّ فائدة؟! لا فائدة!!، ومعنى هذا: أننا ما خَرَجْنا إلا لِنَقْتُـلَ أنْفُسَنا!!»اهـ. [(شرح رياض الصالحين)، (2/ 423)].

كشكول ٥٦٤: أصل القضية (إسلام فوبيا)



أصل القضية.
نسمع عن إسلام فوبيا!
ويفسر الواقع الذي نعيشه اليوم من ردات الفعل الأوروبية والأمريكية بـ الإسلام فوبيا.
الإسلام فوبيا معناها: الخوف من الإسلام!
والقضية اليوم مرتبطة إعلامياً بالإرهاب الذي تقوم به الجماعات المتطرفة المنتسبة إلى الإسلام!
لكن هي ليست كذلك في الأصل!
وجد الأوربيون والأمريكان أن المد الإسلامي يكتسح سواحل بلدانهم، بل ويكاد يصل إلى العمق!
الإسلام يتمدد غصباً عنهم!
اكتشفوا أنهم بأيديهم جاؤوا به؛
في فرنسا مثلاً بعد الحرب العالمية الثانية تدمرت البلد باريس وضواحيها، احتاجوا إلى إعادة إعمار، وليس لديهم القوة العاملة التي تستطيع أن تنجز العمل بالسرعة المطلوبة؛ فصاروا يستقدمون ويوطنون من البلدان التي كان يستعمرونها، وخاصة شمال أفريقيا، الجزائر بالذات، والمغرب، وتونس، ويوطنونهم في فرنسا؛ ليكونوا يداً عاملة لمشاريع إعمار فرنسا.
بنيت فرنسا على أيدي السواعد الفتية الشابة القوية الماهرة من شمال أفريقيا بالذات!
سكن هؤلاء فرنسا، منهم قليل انصهر في البوتقة الفرانكوفية، وهي منظمة الدول الإفريقية المتحدثة باللغة الفرنسية.
ومنهم من لم ينصهر في البوتقة الفرانكوفية، وبقي على جذوره، وتمدد في فرنسا، بتراث وقيم غير ما كان عليه الناس في فرنسا، بعبارة أخرى بقيت محافظة على ما تستطيعه من الإسلام، وحافظت على صلاتها العائلية مع الدولة الأم، فالذي من الجزائر متصل بالجزائر ويحمل الجنسية الفرنسية، والذي من المغرب متصل بالمغرب وهو يحمل الجنسية الفرنسية، والذي من تونس هكذا.
وفرنسا علمانية ديمقراطية تقوم على أساس فصل الدين عن السياسة، وأن يترك الناس وحرياتهم الخاصة، والانتخاب والترشح سيد الموقف!
شاهد الفرنسيون تمدد المسلمين في بلادهم، صاروا يخافون من تمدد المسلمين؛ لأن الدراسات والتحليلات تقول: إذا استمر المسلمون في تمددهم فإنهم سيصلون إلى سدة الحكم في فرنسا في ظل نظامهم العلماني الديمقراطي؛ لأنهم سيكونون أكثرية ساحقة!
دق صوت الإنذار... الإسلام فوبيا!
هل يتركون الأمور كما هي، حتى يصحوا ذات صباح وإذا الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء ومجلس الشعب الغالبية مسلمين؟!
ليس في فرنسا وحدها... بل في إيطاليا... وبريطانيا... وأسبانيا... و...
أصلاً فكرة الإسلام فوبيا جذابة (لها كرزيما) عند الأوربيين، فإنهم سيحاولون أن يعرفوا ماذا في هذا الإسلام حتى يخافونه بهذه الدرجة... فإذا اقتربوا من الإسلام فلن تضمن عدم دخولهم في الإسلام!
فكروا ودبروا!
ما الحل؟
إمّا أن يغيروا نظامهم العلماني الديمقراطي! ويغلقون الطريق أمام إمكانية ترشح إلا من يريدون ترشحه ويرضون عنه! ولكن هذا صعب، فقد أضحى هذا نظاماً عالمياً، يمثلهم وينادون به، ويشكل عقيدة (إيدلوجية ) للغرب!
انتقلوا إلى خيار آخر؛
أن يحاولوا تغيير وتشويه صورة الإسلام...
فيبقى الإسلام فوبيا لا من حقيقة أنه يتمدد وينتشر،
بل من جهة إشاعة صورة دموية بشعة سوداء تحمل في طياتها التفجير والقتل والإرهاب!
لعل هذا ينفر الناس الغربيين عن الإسلام؛ فيقف مد الإسلام، وعلى الأقل إذا وصل أحدهم للترشح يمكن إسقاطه بهذه الفزاعة!
الجماعة الأم للجماعات الإرهابية في العالم الإسلامي معروفة! كل جماعات الإرهاب تتصل بها!
هذه الجماعة الأم هي السبيل لتحقيق ما يريدون!
لما حققت فكرة الجهاد الأفغاني الهدف... أخترقت عن طريق الجماعة الإسلامية، المنبثقة عن الجماعة الأم، ودخل فكر التكفير في ساحات التدريب الأفغاني!
بدأ توجيه الحركة الجهادية ضد عدو الإسلام والمسلمين أمريكا والغرب!
ولأن في بداية حركة الجهاد كانوا يقولون: إنهم سلفيون، فجاء الاسم (الحركة الجهادية السلفية) أو (السلفية الجهادية)
ليحققوا بذلك أمرين اثنين:
- تشويه صورة الإسلام الصافي (السلفي).
- وليلمعوا هذه الجماعة بأنها تمثل الإسلام الصافي!
تطورت وصارت (القاعدة).
والأمور يخطط لها، والأمر يدبر بليل؛ حتى جاءت ساعة الصفر بأحداث الحادي عشر من سبتمبر!
وارتفعت راية الإسلام فوبيا مقترنة بالإرهاب الدموي، وبصورة ملفتة للنظر، قوية وضخمة في أعلى برجين للتجارة بنيويورك!
أصبح إسلام فوبيا بمعنى جديد غير المعنى الذي يمكن أن يشكل مصدر جذب للناس ليسلموا, أو يقتربوا من الإسلام؛ لأنه صار يعطي صورة بشعة خطيرة يمنع من الاقتراب منها، وهي الإرهاب!
المكنة الإعلامية شغالة ليل نهار؛ لخدمة السياسة، وتحقيق الاستراتيجية!
لم يقدروا أن يوقفوا المد الإسلامي... وهذه أول مفاجأة!
لم يقدروا أن يشوهوا الإسلام، بل صاروا هم ينفون عن الإسلام هذه الصورة البشعة التي هم من سعى إلى إلصاقها به... وهذه المفاجأة الثانية!
والمفاجأة الثالثة... أن الأمر كاد يفلت من أيديهم، حيث تحركت جماعات بالفعل تضرب في أرضهم، ومصالحهم!
انتهت القاعدة. فقد احترقت كل أوراقها،
هم بحاجة إلى إيجاد كيان آخر بعقيدة (أيدولوجية) أخرى مختلفة، ويكون أقرب إلى قلب العالم الإسلامي، له صورة أكثر وحشية، وأكثر دموية، وأكثر إرهاباً...
جاؤوا بداعش!
فهرِّب مجموعة من السجون بالعراق وسوريا.
شكلوا قوة بشرية... تحتاج إلى أسلحة!
قام داعش بهجمات على مستودعات أسلحة في سوريا؛ فانسحب الجيش النظامي منها فوجد داعش السلاح.
وكل ما نقص عليه السلاح تصله الأسلحة... ولو بأن تسقط الذخيرة عليهم بالغلط!
والآن فوبيا الإسلام إرهاب داعش، بصورة أكثر دموية، وأكثر وحشية!
هل سينجحوا؟!
دون أي تردد... لا لن ينجحوا!
فقد أخبرنا بذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، بأن الإسلام سيبلغ ما بلغ الليل والنهار، لكنكم تستعجلون!
واليوم نشهد بدايات تحقق هذا الذي وعدنا به الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ وهو أنهم يدعمون الاستهزاء بالرسول -صلى الله عليه وسلم-!
كيف ذلك؟
ألم يقل الله -تبارك وتعالى- لرسوله -صلى الله عليه وسلم-: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ}. (الحجر95).
ألم يقل -تبارك وتعالى-: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}. (الأنعام: 10).
وقال -تبارك وتعالى-: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ}. (الرعد: 32).
قال -تبارك وتعالى-: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون}. (الأنبياء: 41).
قال -تبارك وتعالى-: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ}. (الكوثر: 3).
تأمل أخي المسلم الآيات السابقة، تجد فيها الأمور التالية:
الأول: أن من سنة الله تعالى معاقبة من يستهزئ بالأنبياء.
الثاني: أن الجزاء من جنس العمل.
الثالث: أن الله تعالى تكفل بالرد على هؤلاء المنتقصين للأنبياء الساخرين منهم.
يقول ابن تيمية -رحمه الله- في مجموع الفتاوى (13/171 – 173): «وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ قَدْ أَخْبَرَ أَنَّهُ {أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ}.
وَأَخْبَرَ {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}. (غافر:51)،
والله سُبْحَانَهُ يَجْزِي الْإِنْسَانَ بِجِنْسِ عَمَلِهِ؛ فَالْجَزَاءُ مِنْ جِنْسِ الْعَمَلِ؛ فَمَنْ خَالَفَ الرُّسُلَ عُوقِبَ بِمِثْلِ ذَنْبِهِ؛
فَإِنْ كَانَ قَدْ قَدَحَ فِيهِمْ وَنَسَبَ مَا يَقُولُونَهُ إلَى أَنَّهُ جَهْلٌ وَخُرُوجٌ عَنْ الْعِلْمِ وَالْعَقْلِ، اُبْتُلِيَ فِي عَقْلِهِ وَعِلْمِهِ، وَظَهَرَ مِنْ جَهْلِهِ مَا عُوقِبَ بِهِ.
وَمَنْ قَالَ عَنْهُمْ إنَّهُمْ تَعَمَّدُوا الْكَذِبَ، أَظْهَرَ اللَّهُ كَذِبَهُ.
وَمَنْ قَالَ: إنَّهُمْ جُهَّالٌ، أَظْهَرَ اللَّهُ جَهْلَهُ. فَفِرْعَوْنُ وَهَامَانُ وَقَارُونُ لَمَّا قَالُوا عَنْ مُوسَى إنَّهُ سَاحِرٌ كَذَّابٌ، أَخْبَرَ اللَّهُ بِذَلِكَ عَنْهُمْ فِي قَوْلِهِ: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ* إلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ}. وَطَلَبَ فِرْعَوْنُ إهْلَاكَهُ بِالْقَتْلِ، وَصَارَ يَصِفُهُ بِالْعُيُوبِ كَقَوْلِهِ: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ}. 
وَقَالَ: {أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ}؛
أَهْلَكَ اللَّهُ فِرْعَوْنَ،
وَأَظْهَرَ كَذِبَهُ، وَافْتِرَاءَهُ عَلَى اللَّهِ، وَعَلَى رُسُلِهِ،
وَأَذَلَّهُ غَايَةَ الْإِذْلَالِ،
وَأَعْجَزَهُ عَنْ الْكَلَامِ النَّافِعِ؛ فَلَمْ يُبَيِّنْ حُجَّةً.
وَفِرْعَوْنُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو جَهْلٍ كَانَ يُسَمَّى أَبَا الْحَكَمِ، وَلَكِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَمَّاهُ أَبَا جَهْلٍ، وَهُوَ كَمَا سَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبُو جَهْلٍ، أَهْلَكَ بِهِ نَفْسَهُ، وَأَتْبَاعَهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.
وَاَلَّذِينَ قَالُوا عَنْ الرَّسُولِ: إنَّهُ أَبْتَرُ، وَقَصَدُوا أَنَّهُ يَمُوتُ، فَيَنْقَطِعُ ذِكْرُهُ؛ عُوقِبُوا بِانْبِتَارِهِمْ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {إنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ}، فَلَا يُوجَدُ مَنْ شَنَأَ الرَّسُولَ إلَّا بَتَرَهُ اللَّهُ، حَتَّى أَهْلُ الْبِدَعِ الْمُخَالِفُونَ لِسُنَّتِهِ.
قِيلَ لِأَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ: «إنَّ بِالْمَسْجِدِ قَوْمًا يَجْلِسُونَ لِلنَّاسِ، وَيَتَكَلَّمُونَ بِالْبِدْعَةِ».
فَقَالَ: «مَنْ جَلَسَ لِلنَّاسِ، جَلَسَ النَّاسُ إلَيْهِ، لَكِنَّ أَهْلَ السُّنَّةِ يَبْقَوْنَ، وَيَبْقَى ذِكْرُهُمْ. وَأَهْلَ الْبِدْعَةِ يَمُوتُونَ، وَيَمُوتُ ذِكْرُهُمْ»اهـ.
اليوم هم يستهزؤون بالرسول -صلى الله عليه وسلم-.
ويدعون أن هذا من الحرية التي يضمنها لهم نظامهم السياسي والاجتماعي!
فليكن، هذه بداية النهاية فالله يكفيناهم، سينقطعون وينتهون آجلا أو عاجلاً... وسترون أن ما وعدنا ربنا حقا!
والله الموفق.