السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

السبت، 17 يناير 2015

كشكول ٥٦٨: الشيخ محمد الأمين المختار الشنقيطي صاحب (أضواء البيان) في آخر عمره كان إذا سئل عن مسألة ذكر الخلاف، ولا يرجح بين الأقوال...


الأستاذ عبدالله حكمي -رحمه الله- إن كان ميتًا، و-رزقه الله الصحة والعافية- إن كان حياً...
هذا الرجل كان أمين مكتبة مكة الثانوية، حيث درست في مرحلة الثانوية.
كان مدير المدرسة الأستاذ عبدالله باحاوي -رحمه الله- إن كان ميتًا، و-رزقه الله الصحة والعافية- إن كان حياً.
كنت في الفسحة الكبيرة -ومقدارها نصف ساعة، أو أكثر قليلاً- لا أنزل مع أقراني إلى الحوش، بل كنت أذهب إلى مكتبة المدرسة، وأقرأ، أو أتكلم مع أمين المكتبة -جزاه الله خيراً-؛ ليدلني، أو أسمع شيئاً عن شيوخه؛
الأستاذ عبدالله حكمي من طلبة الشيخ عبدالرحمن بن يحي المعلمي، ومن طلبة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي صاحب (أضواء البيان)!
ذكر لي مرة: أن الشيخ محمد الأمين المختار الشنقيطي صاحب (أضواء البيان) في آخر عمره كان إذا سئل عن مسألة ذكر الخلاف، ولا يرجح بين الأقوال.
فقلت: الشيخ -رحمه الله- ملأ كتابه (أضواء البيان) بالترجيح، والمناقشة للأقوال، وتخريج الفروع على الأصول، فلماذا ما كان يرجح بين الأقوال في آخر عمره، بماذا كنتم تفسرون ذلك؟
فقال لي: كنا نفسر ذلك بأن الشيخ زاد علمه، فأصبح يرى أن الأقوال التي كانت تبدو ضعيفة لها من الأدلة ما يجعل في الترجيح عليها صعوبة؛ فإن لأصحابها من النظر القوي ما يقتضي التأني وعدم العجلة والتوقف!
قلت: وهذا فيه موعظة لطلبة العلم الذين يردون أقوال أهل العلم بدون نظر في أدلتهم، ويستعجلون في دفع ما يخالفهم من أقوال أهل العلم المعتبرة، وأخبرك عن نفسي كم من قول كان عندي ضعيفًا في أول الطلب، صرت أراه اليوم هو قول قوي معتبر له حظه من النظر، ولذلك عليك يا طالب العلم أن تعرف لأهل العلم قدرهم، وتعطي الأقوال حظها من النظر والدراسة!
ليس مرادي التزهيد في البحث والنظر والترجيح، إنما مرادي التأني وعدم العجلة في ذلك!

والله الموفق.