السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الثلاثاء، 25 أكتوبر 2016

كشكول ١٤٧٣: أصول السنن في كل فن أربعة أحاديث


جاءني على الواتساب وجزى الله خيرا من ارسله :
قال ابن عبد البر رحمه الله :روينا عن ابي داود السجستاني رحمه الله أنه قال أصول السنن في كل فن أربعة أحاديث أحدها حديث عمر بن الخطاب عن النبي صلی الله عليه وسلم أنه قال :إنما الاعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوی .والثاني حديث النعمان بن بشير عن النبي صلی الله عليه وسلم أنه قال :الحلال بين والحرام بين وبين ذلك أمور مشتبهات فمن اتقی الشبهات استبرأ لدينه وعرضه الحديث.والثالث حديث أبي هريرة عن النبي صلی الله عليه وسلم :من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه . والرابع حديث سهل بن سعد عن النبي صلی الله عليه وسلم أنه قال:ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما (في) ايدي الناس يحبك الناس. المصدر:التمهيد .9/201

كشكول ١٤٧٢: سن رسول الله -صلی الله عليه وسلم- وولاة الأمر من بعده سننًا الأخذ بها تصديق لكتاب الله واستعمال لطاعة الله ومعونة علی دين الله


جاءني على الواتساب وجزى الله خيرا ناقلها:
كان عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالی يقول كلمات 

كان مالك رحمه الله يأثرها عنه كثيرا قال : سن رسول الله -صلی الله عليه وسلم- وولاة الأمر من بعده سننًا الأخذ بها تصديق لكتاب الله واستعمال لطاعة الله ومعونة علی دين الله ليس لأحد تغييرها ولا النظر في رأي من خالفها فمن خالفها واتبع غير سبيل المؤمنين ولاه الله تعالی ما تولی وأصلاه جهنم وساءت مصيرا . مجموع الفتاوی 19.178

كشكول ١٤٧١: الانتصار للسنة


كتابي الانتصار للسنة

كشكول ١٤٧٠: كلمات على واقع الأمة الإسلامية اليوم


كنا في مجلس عند أحد الأخوة الكرام... وحضر في المجلس أحد الأفاضل من المتخصصين في التاريخ الإسلامي، وعلق بكلمات على واقع الأمة الإسلامية اليوم، رأيت أن أكتبها هنا:
= عدو الأمة الإسلامية لا يريد لها أن تنهض.
= من الحرب العالمية إلى اليوم كل عشر سنوات أو أقل بقليل أو أزيد بقليل تمر بالأمة أمور توجب الاضطراب والفوضى لتعرقل هدوء الأمة .
= أبو جعفر المنصور هو أول من استحدث نظام البوليس السري.
= الدولة الحمدانية في حلب كانت على المذهب الزيدي.
= نهاية الدولة العباسية كانت عام 656هـ على يد التتار.
= قوة الدولة العباسية وازدهارها تنتهي بعد مائة سنة من بدايتها ، وبدأت الدولة العباسية عام 132هـ، وانتهى عصر القوة والازدهار عام 232هـ.
= الصراع بين السنة والشيعة في بغداد منذ القدم.

وسلامتكم.

سؤال وجواب ٣٧٨: هل صحيح أن أسانيد الأحاديث المدونة في كتب الحديث لعلماء القرن الثالث الهجري لا أصل لها؟


سؤال :
«هل صحيح أن أسانيد الأحاديث المدونة في كتب الحديث لعلماء القرن الثالث الهجري لا أصل لها، وإنما صنعها هؤلاء؛ لأن السنة لم تكتب إلا في القرن الثالث الهجري، فأسانيدها مضطربة وقد تكون مختلقة، لا يمكن الوثوق بها».

الجواب : 
هذا غير صحيح، وبيانه فيما يلي : 
أولاً : السنة كتبت في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم كما يدل عليه حديث الْوَلِيد بْن
مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "لَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ قَامَ فِي النَّاسِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ حَبَسَ عَنْ مَكَّةَ الْفِيلَ
وَسَلَّطَ عَلَيْهَا رَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّهَا لَا تَحِلُّ لِأَحَدٍ كَانَ قَبْلِي وَإِنَّهَا أُحِلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ
وَإِنَّهَا لَا تَحِلُّ لِأَحَدٍ بَعْدِي فَلَا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا وَلَا يُخْتَلَى شَوْكُهَا وَلَا تَحِلُّ سَاقِطَتُهَا إِلَّا لِمُنْشِدٍ
وَمَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ إِمَّا أَنْ يُفْدَى وَإِمَّا أَنْ يُقِيدَ فَقَالَ الْعَبَّاسُ إِلَّا الْإِذْخِرَ فَإِنَّا
نَجْعَلُهُ لِقُبُورِنَا وَبُيُوتِنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِلَّا الْإِذْخِرَ.
فَقَامَ أَبُو شَاهٍ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ فَقَالَ: اكْتُبُوا لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ!
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اكْتُبُوا لِأَبِي شَاهٍ".
قُلْتُ لِلْأَوْزَاعِيِّ: مَا قَوْلُهُ: "اكْتُبُوا لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ"؟ قَالَ: هَذِهِ الْخُطْبَةَ الَّتِي سَمِعَهَا مِنْ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" أخرجه البخاري في كتاب اللقطة، باب كيف تعرف
لقطةأهل مكة، حديثرقم (2434)، ومسلم في كتاب الحج، باب تحريم مكة وصيدها
وخلاها، حديث رقم (1355)..
وحديث كتاب مقادير الزكاة.
وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: كُنْت أَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ أَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أُرِيدُ حِفْظَهُ، فَنَهَتْنِي قُرَيْشٌ، فَقَالُوا: إِنَّكَ تَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ تَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَشَرٌ يَتَكَلَّمُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا، فَأَمْسَكْتُ
عَنِ الْكِتَابِ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَقَالَ: " اكْتُبْ فَوَالَّذِي نَفْسِي
بِيَدِهِ مَا خَرَجَ مِنِّي إِلَّا حَقٌّ" (أخرجه أحمد في المسند (الميمنية 2/162)، (الرسالة
11/57، تحت رقم 6510)، و أبوداود في كتاب العلم، باب في كتاب العلم، حديث رقم
(3646). والحديث صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، ومحققو المسند.).
وكان يسمي صحيفته بـ"الصادقة". وغير ذلك.
ثانياً : كتبت في زمن عبد الملك بن مروان (ت92هـ).
ثالثاً : وكتبت السنة في زمن عمر بن عبد العزيز (ت101هـ).
رابعاً : كتبت في أصول رواة الحديث من زمن التابعين، كما تدل عليه قصة الليث بن
سعد مع أبي الزبير محمد بن تدرس، في صحيفته عن جابر، لما سأله : أكل ما في هذه
الصحيفة سمعته من جابر؟ فقال: منه ما سمعته ومنه ما لم أسمعه، فقال: علِّم لي على ما
سمعته. فعلم له.
خامسا: ظهرت مصنفات لأهل العلم من أول القرن الثاني، كمصنفات ابن جريج
(ت150هـ)، والأوزاعي (ت151هـ)، ومعمر بن راشد (ت154هـ)، وسعيد بن أبي
عروبة (ت156هـ)، وموطأ مالك (ت179هـ)، وغيره .

وعلى أسانيد هذه المصنفات مدار اسانيد كتب الحديث في القرن الثالث، فالحمد لله على توفيقه.

صحح معلوماتك ١٥: ليس الدليل دائماً حديثاً صحيحاً! وليس القول الذي دليله حديث ضعيف قول مردود دائماً!


#صحح_معلوماتك_15
ليس الدليل دائماً حديثاً صحيحاً!
وليس القول الذي دليله حديث ضعيف قول مردود دائماً!
فقد يكون القول مبنياً على حديث ضعيف ، وقامت أدلة أخرى كالإجماع أو جريان العمل أو أحاديث أخرى، شهدت له فصح القول، بالرغم من ضعف الحديث.

وقد يكون القول مبنياً على حديث صحيح ولكنه قول مرجوح، لأن الحديث معارض، أو منسوخ ، أو توجد له علة خفية!

صحح معلوماتك ١٤: دراسة الفقه على كتب الشوكاني -رحمه الله- لا تعطيك فقه الدليل، إنما تعطيك فقه الشوكاني!


#صحح_معلوماتك_14
دراسة الفقه على كتب الشوكاني -رحمه الله- لا تعطيك فقه الدليل، إنما تعطيك فقه الشوكاني!

وأيهما أولى أن تعتمد دراسة الفقه على كتب مذهب خدم أصولاً وفروعاً وراجعه العلماء لأكثر من ألف سنة، أو تعتمد الفقه على أساس فقه الشوكاني الذي توفي -رحمه الله- عام 1250هـ؟!

صحح معلوماتك ١٣: المذاهب الفقهية من أسلم الطرق لتعلم العلم المبني على الدليل


#صحح_معلوماتك_13
المذاهب الفقهية من أسلم الطرق لتعلم العلم المبني على الدليل، وليس كما يظنه بعضهم من أنها لا تعطي فقه الدليل.
وإنما المذموم التعصب لمذهب أو لإمام ونبذ الدليل.
وانتقاص ما خالف المذهب.
وإيجاب تقليد مذهب معين.

هذا هو المذموم.

سؤال وجواب ٣٧٧: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن كتابة الحديث، فكيف يقال: أن الأحاديث دونت؟


سؤال:
«نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن كتابة الحديث، فكيف يقال: أن الأحاديث دونت؟
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَا تَكْتُبُوا عَنِّي
وَمَنْ كَتَبَ عَنِّي غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ وَحَدِّثُوا عَنِّي وَلَا حَرَجَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا
فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ"(أخرجه مسلم في كتاب الزهد والرقائق، باب التثبت في
الحديث وحكم كتابة العلم، حديث رقم (3004).).».

الجواب:
إنما نهى الرسول ﷺ عن كتابة السنة في أول الأمر، لما خشي أن تختلط السنة بالقرآن، في أوّل الأمر. ورخص لهم بعد ذلك في كتابتها.
وقد ورد ما يدل على أن من الحديث ما كتب في زمن الرسول ﷺ.
قال النووي رحمه الله (شرح النووي على مسلم 18/130): "قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "لَا تَكْتُبُوا عَنِّي غَيْر الْقُرْآن , وَمَنْ كَتَبَ عَنِّي غَيْر الْقُرْآن فَلْيَمْحُهُ" قَالَ الْقَاضِي : كَانَ بَيْن السَّلَف مِنْ الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ اِخْتِلَاف كَثِير فِي كِتَابَة الْعِلْم , فَكَرِهَهَا كَثِيرُونَ مِنْهُمْ , وَأَجَازَهَا أَكْثَرهمْ , ثُمَّ أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى جَوَازهَا , وَزَالَ ذَلِكَ الْخِلَاف .
وَاخْتَلَفُوا فِي الْمُرَاد بِهَذَا الْحَدِيث الْوَارِد فِي النَّهْي ؛
فَقِيلَ : هُوَ فِي حَقّ مَنْ يَوْثُق بِحِفْظِهِ , وَيُخَاف اِتِّكَاله عَلَى الْكِتَابَة إِذَا كَتَبَ. وَتُحْمَل الْأَحَادِيث الْوَارِدَة بِالْإِبَاحَةِ عَلَى مَنْ لَا يَوْثُق بِحِفْظِهِ كَحَدِيثِ : "اُكْتُبُوا لِأَبِي شَاه"، وَحَدِيث صَحِيفَة عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ, وَحَدِيث كِتَاب عَمْرو بْن حَزْم الَّذِي فِيهِ الْفَرَائِض وَالسُّنَن وَالدِّيَات. وَحَدِيث كِتَاب الصَّدَقَة وَنُصُب الزَّكَاة الَّذِي بَعَثَ بِهِ أَبُو بَكْر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنَسًا رَضِيَ اللَّه عَنْهُ حِين وَجَّهَهُ إِلَى الْبَحْرَيْنِ, وَحَدِيث أَبِي هُرَيْرَة : "أَنَّ اِبْن عَمْرو بْن الْعَاصِ كَانَ يَكْتُب وَلَا أَكْتُب", وَغَيْر ذَلِكَ مِنْ الْأَحَادِيث.
وَقِيلَ: إِنَّ حَدِيث النَّهْي مَنْسُوخ بِهَذِهِ الْأَحَادِيث, وَكَانَ النَّهْي حِين خِيفَ اِخْتِلَاطُهُ بِالْقُرْآنِ فَلَمَّا أَمِنَ ذَلِكَ أَذِنَ فِي الْكِتَابَة.

وَقِيلَ: إِنَّمَا نَهَى عَنْ كِتَابَة الْحَدِيث مَعَ الْقُرْآن فِي صَحِيفَة وَاحِدَة ; لِئَلَّا يَخْتَلِط, فَيَشْتَبِه عَلَى الْقَارِئ فِي صَحِيفَة وَاحِدَة . وَاللَّهُ أَعْلَم"اهـ.

كشكول ١٤٦٩: اعتذار وتنويه


اعتذار وتنويه
سبق لي أن كتبت منشوراً قلت في أوله : "لفت نظري أن بعض الناس يغلو في وصف الرجل بالبدعة، ويريد معاملته كأقسى ما تكون، لمجرد أن وجهه وألفته مع أهل البدع. وكان الأوزاعي يقول: من ستر عنا بدعته لم تخف علينا ألفته.
فأقول : رحم الله الأوزاعي، لكن يعطى لكل أمر مرتبته ومنزلته، فهل تريد أن تعامل هذا كما تعامل من عرف ببدعته؟!
الآن الطريقة التي يصنعها بعض الناس هي هذه!
ليس لديه شيء عن فلان أنه صاحب بدعة، لكن يقول: ألفته ووجهه لأهل البدع، خلاص هو منهم.
أقول: ألفته لأهل البدع لا تسوغ لك إخراجه عن السلفية بمجرد هذا، ولكن عليك أن تناصح وأن تبين، وتتكلم برفق، أمّا أن تطلق حكما بذلك وتعممه، بل وتطالب الجميع بأن يهجره ويعامله معاملة أهل البدع، لمجرد ذلك، هذا فيه مخالفة لمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم..... الخ"اهـ

أقول: فقد بلغني أن بعض الناس قد فهم من كلامي أني أجوز مجالسة أهل البدع والأهواء، وهذا أمر خطير جداً، استوجب التنبيه والاعتذار مما سبق، فإن على المسلم أن يحذر أهل البدع والأهواء، وأن لا يجالسهم ولا يصاحبهم ولا يكن معهم، فإنهم كالجرب، وكالأسد الضاري يحذر من شره.
والذي عليه السلف التحذير من مجالسة أهل البدع والأهواء، وترك مخالطتهم!
في الإبانة الكبرى لابن بطة (2/ 426- 430)[حققه: رضا بن نعسان معطي - الطبعة: الثانية، 1415 هـ - 1994 م]: 
بَابُ التَّحْذِيرِ مِنْ صُحْبَةِ قَوْمٍ يُمْرِضُونَ الْقُلُوبَ وَيُفْسِدُونَ الْإِيمَانَ
قال في أوله: "قَدْ أَعْلَمْتُكَ يَا أَخِي - عَصَمَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكَ مِنَ الْفِتَنِ , وَوَقَانَا وَإِيَّاكَ جَمِيعَ الْمِحَنِ - أَنَّ الَّذِي أَوْرَدَ الْقُلُوبَ حِمَامَهَا , وَأَوْرَثَهَا الشَّكَّ بَعْدَ اتِّقَائِهَا هُوَ الْبَحْثُ وَالتَّنْقِيرُ , وَكَثْرَةُ السُّؤَالِ , عَمَّا لَا تُؤْمَنُ فِتْنَتُهُ , وَقَدْ كُفِيَ الْعُقَلَاءُ مُؤْنَتَهُ , وَأَنَّ الَّذِي أَمْرَضَهَا بَعْدَ صِحَّتِهَا , وَسَلَبَهَا أَثْوَابَ عَافِيَتِهَا , إِنَّمَا هُوَ مِنْ صُحْبَةِ مَنْ تَغُرُّ أُلْفَتُهُ , وَتُورِدُ النَّارَ فِي الْقِيَامَةِ صُحْبَتُهُ. أَمَّا الْبَحْثُ وَالسُّؤَالُ فَقَدْ شَرَحْتُ لَكَ مَا إِنْ أَصْغَيْتَ إِلَيْهِ - مَعَ تَوْفِيقِ اللَّهِ - عَصَمَكَ , وَلَكَ فِيهِ مُقْنَعٌ وَكِفَايَةٌ , وَأَمَّا الصُّحْبَةُ فَسَأَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَأِ حَالِهَا , مَا إِنْ تَمَسَّكْتَ بِهِ نَفَعَكَ , وَإِنْ أَرَدْتَ اللَّهَ الْكَرِيمَ بِهِ وَفَّقَكَ , قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيمَا أَوْصَى بِهِ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَذَّرَهُ مِنْهُ: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: 68]. ثُمَّ أَذْكَرَهُ مَا حَذَّرَهُ , وَأَعَادَ لَهُ ذِكْرَ مَا أَنْذَرَهُ , فَقَالَ تَعَالَى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا} [النساء: 140]
أورد فيه بسنده عَنْ مُجَاهِدٍ: {يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا} [الأنعام: 68] يَسْتَهْزِئُونَ , نُهِىَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْعُدَ مَعَهُمْ إِلَّا أَنْ يَنْسَى , فَإِذَا ذَكَرَ فَلْيَقُمْ , وَذَلِكَ قَوْلُهُ: {فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: 68].
وبسنده عَنْ قَتَادَةَ: {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ} [الأنعام: 68] قَالَ: نَهَاهُ اللَّهُ أَنْ يَجْلِسَ مَعَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ , يُكَذِّبُونَ بِهَا , وَإِنْ نَسِيَ , فَلَا يَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ.
وبسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ , فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ»
وبسنده عَنْ عَطَاءٍ , قَالَ: أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَا تُجَالِسْ أَهْلَ الْأَهْوَاءِ , فَإِنَّهُمْ يُحْدِثُونَ فِي قَلْبِكَ مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ
وبسنده (2/ 455): عَنْ ثَابِتٍ: أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: لَوْ أَنَّ النَّاسَ جُمِعُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ كُلُّهُمْ مُؤْمِنٌ , وَفِيهِمْ كَافِرَانِ تَأَلَّفَ أَحَدُهُمَا إِلَى صَاحِبِهِ , وَلَوْ أَنَّ النَّاسَ جُمِعُوا إِلَى صَعِيدٍ وَاحِدٍ كُلُّهُمْ كَافِرٌ , وَفِيهِمْ مُؤْمِنَانِ , تَأَلَّفَ أَحَدُهُمَا إِلَى صَاحِبِهِ
وفي شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (1/ 128) باب في سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّهْيِ عَنْ مُنَاظَرَةِ أَهْلِ الْبِدَعِ وَجِدَالِهِمْ وَالْمُكَالَمَةِ مَعَهُمْ وَالِاسْتِمَاعِ إِلَى أَقْوَالِهِمُ الْمُحْدَثَةِ وَآرَائِهِمُ الْخَبِيثَةِ
ذكر (1/ 155)عن الْفُضَيْلَ يَقُولُ: «لَا تَجْلِسْ مَعَ صَاحِبِ بِدْعَةٍ أَحْبَطَ اللَّهُ عَمَلَهُ , وَأَخْرَجَ نُورَ الْإِسْلَامِ مِنْ قَلْبِهِ , وَإِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا طَيَّبَ لَهُ مَطْعَمَهُ»
وذكر (1/ 156) قَالَ الْفُضَيْلَ: «صَاحِبُ الْبِدْعَةِ لَا تَأْمَنْهُ عَلَى دِينِكَ , وَلَا تُشَاوِرْهُ فِي أَمْرِكَ , وَلَا تَجْلِسْ إِلَيْهِ , فَمَنْ جَلَسَ إِلَى صَاحِبِ بِدْعَةٍ وَرَّثَهُ اللَّهُ الْعَمَى»
وعن الْفُضَيْلَ يَقُولُ: «إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً يَطْلُبُونَ حِلَقَ الذِّكْرِ , فَانْظُرْ مَعَ مَنْ يَكُونُ مَجْلِسُكَ , لَا يَكُونُ مَعَ صَاحِبِ بِدْعَةٍ , فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ , وَعَلَامَةُ النِّفَاقِ أَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ وَيَقْعُدَ مَعَ صَاحِبِ بِدْعَةٍ»
وعن الْفُضَيْلَ يَقُولُ: «الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ , فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ , وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ , وَلَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ صَاحِبُ سُنَّةٍ يُمَالِئُ صَاحِبَ بِدْعَةٍ إِلَّا مِنَ النِّفَاقِ»
وفي الإبانة الكبرى لابن بطة بسنده قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: لَا تُجَالِسُوا أَهْلَ الْأَهْوَاءِ , وَلَا تُجَادِلُوهُمْ , فَإِنِّي لَا آمَنُ أَنْ يَغْمِسُوكُمْ فِي ضَلَالَتِهِمْ , أَوْ يَلْبِسُوا عَلَيْكُمْ مَا تَعْرِفُونَ
وفي الإبانة الكبرى لابن بطة (2/ 436)
عن عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ , قَالَ: كَانَ يُقَالُ: لَا تُجَالِسْ صَاحِبَ زَيْغٍ , فَيُزِيغَ قَلْبَكَ
وفي الإبانة الكبرى لابن بطة (2/ 439) بسنده عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: اعْتَبِرُوا النَّاسَ بِأَخْدَانِهِمْ , فَإِنَّ الْمَرْءَ لَا يُخَادِنُ إِلَّا مَنْ يُعْجِبُهُِسُوا عَلَيْكُمْ مَا تَعْرِفُونَ
وفي الإبانة الكبرى لابن بطة (2/ 439)
عَنْ أَبِي قِلَابَةَ , عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ , قَالَ: «مِنْ فِقْهِ الرَّجُلِ مَمْشَاهُ , وَمَدْخَلُهُ , وَمَخْرَجُهُ» ثُمَّ قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: قَاتَلَ اللَّهُ الشَّاعِرَ حِينَ يَقُولُ:
[البحر الطويل]
عَنِ الْمَرْءِ لَا تَسْأَلْ وَأَبْصِرْ قَرِينَهُ ... فَإِنَّ الْقَرِينَ بِالْمُقَارَنِ يَقْتَدِي
وفي الإبانة الكبرى لابن بطة (2/ 440) بسنده عَنْ قَتَادَةَ , فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} [النساء: 171] قَالَ: لَا تَبْتَدِعُوا , وَلَا تُجَالِسُوا مُبْتَدِعًا.

فالحذر ... الحذر ... لا تجالسوا أهل البدع واهل الأهواء ... والله المستعان وعليه التكلان.

صحح معلوماتك ١٢: توهم الاختلاف والتعارض والتضاد في نصوص القرآن أوالسنة، أو فيهما، مرده إلى المجتهد


#صحح_معلوماتك_12
توهم الاختلاف والتعارض والتضاد في نصوص القرآن أوالسنة، أو فيهما، مرده إلى المجتهد، ولا يوجد في حقيقة الأمر اختلاف في النصوص الشرعية.

{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82]

صحح معلوماتك ١١: شخصيتك العلمية في البحث لا تظهر بالإكثار من قولك: (قلت)، أو (الراجح)، أو (عندنا)، أو (وكلام فلان مردود) ونحو ذلك


#صحح_معلوماتك_11
شخصيتك العلمية في البحث لا تظهر بالإكثار من قولك: (قلت)، أو (الراجح)، أو (عندنا)، أو (وكلام فلان مردود) ونحو ذلك؛ إنما تظهر بقوة الاستدلال، وحسن التعقب، ووضوح العبارة، ولزوم الأدب مع أهل العلم.

سؤال وجواب ٣٧٦: أليس في علماء الجرح والتعديل من هو مجروح؟


سؤال: 
«أليس في علماء الجرح والتعديل من هو مجروح؟».

الجواب:
نعم يوجد من تكلم فيه، ومثل هؤلاء قليل جداً، وكلامهم عند أئمة الجرح والتعديل مرود لا اعتبار به، بل يتصدون لإبطاله ودفعه، وأول ما يقدحون به بأن قائله نفسه مجروح، فلا يقبل جرحه في غيره.
ففي الرواة 
أحمد بن شبيب بن سعيد الحبطي قال ابن حجر رحمه الله (مقدمة الفتح ص: 383): "روى عنه البخاري أحاديث بعضها قال فيه حدثنا وبعضها قال فيه قال أحمد بن شبيب ووثقه أبو حاتم الرازي وقال بن عدي وثقة أهل العراق وكتب عنه علي بن المديني وقال أبو الفتح الأزدي منكر الحديث غير مرضي ولا عبرة بقول الأزدي لأنه هو ضعيف فكيف يعتمد في تضعيف الثقات"اهـ
وفيهم:
إسرائيل بن موسى البصري قال ابن حجر (في مقدمة الفتح ص: 387) : "وثقه بن معين وأبو حاتم والنسائي وغيرهم قال أبو الفتح الأزدي فيه لين والأزدي لا يعتمد إذا انفرد فكيف إذا خالف"اهـ
وفيهم :
أيوب بن سليمان بن بلال المدني أبو يحيى قال ابن حجر (في مقدمة الفتح ص389): "وثقه أبو داود فيما رواه الآجري عنه والدارقطني وابن حبان وقال أبو الفتح الأزدي له أحاديث لا يتابع عليها ثم ساق له أحاديث صحيحة أفرادا والأزدي لا يعرج على قوله"اهـ
وفيهم :
بهز بن أسد العمي أبو الأسود البصريقال ابن حجر (في مقدمة الفتح ص: 391): "أحد الأثبات في الرواية قال أحمد إليه المنتهى في التثبت ووثقه بن معين وأبو حاتم وابن سعد والعجلي وقال يحيى القطان لعبد الرحمن بن بشر عليك ببهز بن أسد في حديث شعبة فإنه صدوق ثقة وشذ الأزدي فذكره في الضعفاء وقال إنه كان يتحمل على علي قلت اعتمده الأئمة ولا يعتمد على الأزدي"اهـ

فالمتكلم فيه إذا انفرد أو خالف يرد قوله، و لا يلتفت إليه. والله الموفق

صحح معلوماتك ١٠: ليس معنى اختصاص العالم بعلم أنه لا يدري أو لا يحسن غيره، أو أن كلامه في غير ما ذكر من اختصاصه مردود


#صحح_معلوماتك_10
ليس معنى اختصاص العالم بعلم أنه لا يدري أو لا يحسن غيره، أو أن كلامه في غير ما ذكر من اختصاصه مردود؛ وإنما المراد أن له اهتماماً زائداً بهذا العلم أكثر من غيره فقط، وإلا المعيار في القبول والرد هو موافقة الدليل الصحيح المعتبر؛ 
فليس معنى قول بعضهم: فلان محدث ليس بفقيه، أنه لا فقه عنده، أو لا يؤخذ عنه الفقه.
وكذا قولهم: فلان فقيه وليس بمحدث، أن لا يقبل قوله في الحديث.
أو قلان مفسر وليس بفقيه.
أو فلان: فقيه وليس بمفسر.

وينبغي الحذر من تناول العلماء بمثل هذه الأوصاف، فإنها تفتح باب شر، ويؤول فيها الأمر إلى ضرب من السفسطة، التي تقود إلى الزندقة، فقول فلان العالم مردود لأن المسألة فقهية وهو محدث، وقول فلان مردود لأن المسألة حديثية وهو فقيه، فهل توجد سفسطة تؤدي إلى الزندقة أظهر من هذه؟!

سؤال وجواب ٣٧٥: كيف تكون السنة مصدراً للتشريع، ولم يجمعها الرسول -صلى الله عليه وسلم-؟ كيف نفسر ظهور الحديث عند راو واختفائه عند آخر؟


سؤال: 
«كيف تكون السنة مصدراً للتشريع، ولم يجمعها الرسول -صلى الله عليه وسلم-؟ كيف نفسر ظهور الحديث عند راو واختفائه عند آخر؟».

الجواب:
لم يجمع الرسول صلى الله عليه وسلم السنة لأن وظيفته هي البلاغ؛ 

والله تبارك وتعالى يقول: ﴿فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾ (آل عمران:20).
ويقول سبحانه: ﴿وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ﴾ (المائدة:92).
ويقول تعالى: ﴿مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ وَاللّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ﴾ (المائدة:99).
ويقول عز وجل: ﴿وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ﴾ (الرعد:40).
فليس من شأن الرسول صلى الله عليه وسلم جمع السنة، وإنما أمر صلى الله عليه وسلم صحابته بالبلاغ عنه؛ ففي صحيح البخاري تحت رقم (3461) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلاَ حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ».
ومجموع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عند مجموع الصحابة، وكل واحد منهم يبلغ ما سمع وما شاهد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس عند واحد منهم كل ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما يستفيد كل واحد منهم مما عند الآخر من الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويتفاوتون في العلم بذلك رضي الله عنهم.
ولأجل ذلك قد تجد الحديث عند صحابي، و لا تجده عند الآخر، وكل واحد منهم يبلغ عن الرسول صلى الله عليه وسلم ما لديه، ويأخذه عنه غيره.والمقصود هو اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، والعمل بما جاء به.
والله الموفق.

صحح معلوماتك ٩: علوم الآلة هي العلوم التي لا تقصد لذاتها، ولكنها وسيلة إلى علم الغاية


#صحح_معلوماتك_9
علوم الآلة هي العلوم التي لا تقصد لذاتها، ولكنها وسيلة إلى علم الغاية، وهو معرفة الله سبحانه وتعالى ومعرفة أمره ونهيه، وما يتعلق بذلك، للقيام بالتعبد له سبحانه كما يحب ويرضى.

فعلوم القرآن.
وعلوم الحديث.
وعلم اللغة.
وعلوم البلاغة.
وأصول الفقه.
من علوم الآلة، فلا ينبغي أن تستغرق عمر طالب العلم، إنما عليه أن يسعى بها إلى فهم معاني القرآن والسنة، والعمل بذلك كما يحبه الله ويرضاه.

صحح معلوماتك ٨: الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- لم يأت بدين جديد، ولا بشريعة جديدة


#صحح_معلوماتك_8
الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- لم يأت بدين جديد، ولا بشريعة جديدة، إنما أحيا ما اندرس عند الناس من أمر التوحيد، والعقيدة الصحيحة، وجدد أمر الدين، وأعاده إلى ما كان عليه الحال زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، فدعى إلى العودة إلى الدين، كما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه.

سؤال وجواب ٣٧٤: كيف نقبل جرح الأئمة للرواة، وهم بشر يصيبون ويخطؤون؟


سؤال:
«كيف نقبل جرح الأئمة للرواة، وهم بشر يصيبون ويخطؤون، وكلامهم في الرواة مبني على قناعات إنسانية فهذا عدل وهذا مجروح بسبب آراء بشرية!
أليس من الممكن أن يرد حديث وهو صحيح؟!».

والجواب:
جرح الأئمة للرواة ليس مبنياً على آراء شخصية، أو قناعات إنسانية، وآراء بشرية، بل هو مبني على قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ (الحجرات:6).
وهذا التثبت والتبين لحال الراوي يقوم على أمرين "
الأول: مباشرة الراوي إذا كان الناقد معاصراً له، وأمكنه اللقاء به، فإنه يجري معاه عدة أمور لاختباره وتبين حاله.
الثاني: اعتبار حال الراوي في روايته، خاصة إذا لم يتيسر له السماع منه، واختباره في ضبطه.
والنتيجة من هذين الأمرين هي خبر الإمام عن حال الراوي، ومعنى ذلك أن حكم الإمام على الراوي هو عبارة عن نقل حال الراوي في روايته، بما علمه الإمام. ومعلوم أن خبر الثقة الأصل أن يقبل و لا يرد، بمفهوم الآية السابقة؛ لأن الله إنما أمر بالتثبت في خبر الفاسق، فأفاد أن خبر الثقة الأصل قبوله.
فإن قيل: ذكر بعض الأئمة أن كلام الأئمة في الرواة اجتهاد كاجتهاد الفقهاء، فما وجه كلامهم إذا كان الواقع هو ما سبق؟
فالجواب: الاجتهاد يدخل في كلامهم من جهتين؛
الجهة الأولى: في معنى ألفاظهم بالضبط.
الجهة الثانية: في مرتبة الراوي بالضبط من مراتب التعديل أو الجرح.
وإلا فإن الأئمة لم يتفقوا على توثيق مجروح، و لا على جرح ثقة، وحال الرواة في عبارات الأئمة لا يخرج عن الأحوال التالية:
الحال الأولى: أن يجمعوا على ثقته.
الحال الثانية: أن يجمعوا على ضعفه.
الحال الثالثة: أن يختلفوا فيه.
الحال الرابعة: أن لا نجد كلاماً في الراوي، فهو مجهول الحال.
ومعنى ذلك أنه لا يوجد احتمال أن يردوا حديثاً وهو صحيح، أو يصححوا حديثاً وهو ضعيف.
ويحقق لك هذا، أن ذلك من حفظ الدين، فإن الله تعهد بحفظ القرآن العظيم، ومن لازم ذلك حفظ السنة لأنها المبينة له، فقال تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ (الحجر:9)، والله الموفق.

كشكول ١٤٦٨: تفكير بخط مقروء = تفكير بصوت مسموع


تفكير بخط مقروء = تفكير بصوت مسموع
أنا مقصر ... وأعلن ذلك .. حتى لا يظنن ظان أن كل ما أكتبه أنا أعمله بالكامل .. فالنقص والتقصير في طبيعتي.. وأسأل الله العون والسداد والتوفيق والهدى والرشاد...
فلا يظن أحد أني كما أكتب تماماً... لأني أكتب كما أحب أن أكون ويكون غيري من إخواني وأتمنى الخير للجميع وأتواصى به معهم.. كما أحب هذا منهم .

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.

صحح معلوماتك ٧: لا تطعن في أبي حنيفة من جهة دينه وعدالته


#صحح_معلوماتك_7
لا تطعن في أبي حنيفة من جهة دينه وعدالته؛
فقد عدّه ابن تيمية من أئمة الحديث فقال في منهاج السنة النبوية (2/ 105): "وَأَمَّا مَنْ لَا يُطْلِقُ عَلَى اللَّهِ اسْمَ " الْجِسْمِ "، كَأَئِمَّةِ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَالتَّفْسِيرِ وَالتَّصَوُّفِ وَالْفِقْهِ، مِثْلِ الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ وَأَتْبَاعِهِمْ، وَشُيُوخِ الْمُسْلِمِينَ الْمَشْهُورِينَ فِي الْأُمَّةِ، وَمَنْ قَبْلَهُمْ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ"اهـ
ومعلوم أنه من الأئمة الأربعة.
وقال الذهبي في ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل (ص: 175): "فلما كان عند انقراض عامة التابعين في حدود الخمسين تكلم طائفة من الجهابذة في التوثيق والتضعيف، فقال ابو حنيفة: ما رايت اكذب من جابر الجعفي، وضعف الاعمش جماعة ووثق اخرين، وانتقد الرجال شعبة"اهـ
وقال السخاوي في رسالته المتكلمون في الرجال (ص: 97): "فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ آخِرِ عَصْرِ التَّابِعِينَ وَهُوَ حُدُود الْخَمِيس ومئة تَكَلَّمَ فِي التَّوْثِيقِ وَالتَّرْجِيح طَائِفَةٌ مِنْ الْأَئِمَّةِ، فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ مَا رَأَيْتُ أَكْذَبَ مِنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ."اهـ
قال ابن عبد الهادي في كتابه مناقب الأئمة الأربعة (ص 57), ولَما ذكر أبا حنيفة -رحمه الله- لَم يذكر فيه طعنًا ولا جرحًا.: "ولله تعالى الخيرة من خلقه، فهو يخلق ما يشاء ويختار، فاختار آدم وذريته على العالَمين، ثُمَّ اختار منهم النبيين والمرسلين، ثُمَّ اختار من بينهم سيد ولد آدم أجمعين، ثُمَّ اختار له أصحابًا فضلهم على سائر المؤمنين، ثُمَّ اختار لَهم ورثة وخلفاء جعلهم خير التابعين، ورفع منهم أقوامًا على من سواهم من العالَمين، فمنهم الأئمة الأربعة، أئمة الإسلام، وسرج الأنام، الذين شهرت فتاواهم وأقوالهم فِي الآفاق، ووقع على إمامتهم من الناس الاتفاق، وطبق ذكرهم البلاد والأمصار، وسار علمهم مسير الشمس فِي الأقطار، وما ذلك إلا لسرائر علمها منهم عالِم خفيات الأسرار، ولله فِي خلقه خواص خصهم بِها، وقدرها لهم، وكل شيء عنده بِمقدار" ا’.

ومن تأمل منهجه في التفقه يجده منهج أهل الحديث، وإنما دخل عليه الطعن سبب كثرة الرأي في فقهه، وسببه، قلة الأحاديث عنده، وسبب آخر بعض المسائل العقدية كقوله في الإيمان، وبالسيف، فإنها من المسائل التي أنكرها أهل العلم عليه، لكنها من باب خطأ العالم المجتهد، التي أصاب فيها إن شاء الله أجراً وفاته فيها آخر. وقد استقرت كلمة أهل السنة على ذلك في حقه، والله الموفق.

صحح معلوماتك ٦: مساعدة الرجل زوجه في خدمة البيت لا تنقص من رجولته، ولا تنافيها، ولا تمنع قوامته في البيت عليها


#صحح_معلوماتك_6
مساعدة الرجل زوجه في خدمة البيت لا تنقص من رجولته، ولا تنافيها، ولا تمنع قوامته في البيت عليها،
أخرج البخاري تحت رقم (676) عَنِ الأَسْوَدِ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: «كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ - تَعْنِي خِدْمَةَ أَهْلِهِ - فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ».

[(خدمة أهله) أي يساعدهن فيما هن عليه من عمل].

كشكول ١٤٦٧: كلام ... عميق


قيل لي:
العالم الإسلامي ودول الخليج عند أوروبا وأمريكا حليف تكتيكي وعدو استرتيحي.
وإيران الصفوية عندهم عدو تكتيكي وحليف استراتيجي.

كلام ... عميق.

كشكول ١٤٦٦: تقرير وتحقيق شرعي عن ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺜﻴﻤﻴﻦ -ﺭﺣﻤﻪ الله-


جاءني في الواتساب من جهة الشريف نواف سلمه الله.
تقرير وتحقيق شرعي عن ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺜﻴﻤﻴﻦ -ﺭﺣﻤﻪ الله-
ﺳﺌﻞ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ :
ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ : ﻳﻜﺜﺮ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ،
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﻜﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ : ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ، ﺑﻞ ﺇﻧﻬﻢ ﻳﻘﻌﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ، ﻭﻣﺎ ﻳﻤﻴﺰ ﻣﺠﻠﺴﻬﻢ ﻫﻮ ﻭﺟﻮﺩ ﺫﻛﺮ
ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻪ، ﻓﻤﺎ ﺭﺃﻳﻚ ﻓﻲ ﺟﻠﻮﺳﻲ ﻣﻌﻬﻢ ؟
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ
ﺃﻧﺎ ﺭﺃﻳﻲ : ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺧﻄﺄ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻟﻬﺎ ﺭﺟﺎﻝ ﻭﺃﻗﻮﺍﻡ، ﺭﺟﺎﻟﻬﺎ ﺫﻭﻭ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺤﻜﻢ، ﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻣﻨﺜﻮﺭﺓ ﺑﻴﻦ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺲ، ﻓﻬﺬﺍ
ﺧﻼﻑ ﻫﺪﻱ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ، ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻭﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ ﻛﺄﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻳﺒﺜﻮﻥ ﺳﻴﺎﺳﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺬﻭﻗﻬﺎ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻭﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭﺍﻟﺴﻔﻴﻪ ﻭﺍﻟﻌﺎﻗﻞ، ﺃﺑﺪﺍً ! ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻫﻜﺬﺍ، 
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻟﻬﺎ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻣﺘﻤﺮﺳﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻬﺎ ﻭﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻣﺪﺍﺧﻠﻬﺎ، ﻭﻟﻬﻢ ﺍﺗﺼﺎﻝ ﺑﺎﻟﺨﺎﺭﺝ، ﻭﺍﺗﺼﺎﻝ ﺑﺎﻟﺪﺍﺧﻞ،
ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ. ﻭﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺃﻥ ﻳﻤﻀﻮﺍ ﺃﻭﻗﺎﺗﻬﻢ ﻭﻳﻀﻴﻌﻮﻫﺎﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻴﻞ ﻭﺍﻟﻘﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻣﻨﻪ، ﺛﻢ ﺇﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﺒﺪﻭ
ﻟﻨﺎ ﻣﺜﻼً ﺃﻥ ﺻﻨﻴﻊ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺧﻄﺄ ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻣﻌﻪ؛ ﻷﻧﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻣﺎ ﻻ ﻧﻌﻠﻢ ﻧﺤﻦ، ﻭﻫﺬﺍ ﺷﻲﺀ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﻣﺠﺮﺏ، ﻭﻏﺎﻟﺐ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺴﺘﻨﺘﺠﻮﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻻ ﺃﺻﻞ ﻟﻬﺎ ﻭﻻ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻟﻬﺎ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺃﻭﻫﺎﻡ ﻳﺘﻮﻫﻤﻮﻧﻬﺎ ﺛﻢ ﻳﺒﻨﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﺑﻪ، ﻓﻴﻘﻔﻮﻥ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ ﺑﻪ ﻋﻠﻢ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ
ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : { ﻭَﻻ ﺗَﻘْﻒُ ﻣَﺎ ﻟَﻴْﺲَ ﻟَﻚَ ﺑِﻪِ ﻋِﻠْﻢٌ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﺴَّﻤْﻊَ ﻭَﺍﻟْﺒَﺼَﺮَ
ﻭَﺍﻟْﻔُﺆَﺍﺩَ ﻛُﻞُّ ﺃُﻭﻟَﺌِﻚَ ﻛَﺎﻥَ ﻋَﻨْﻪ
ُ ﻣَﺴْﺆُﻭﻻً } [ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ 36:].
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻤﺎ ﺩﺍﻣﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺫﻛﺮ ﻓﺎﺟﻠﺲ ﻣﻌﻬﻢ، ﻭﺇﺫﺍ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﻳﺨﻮﺿﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻮﺽ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻓﻴﻪ ﻓﺎﻧﺼﺤﻬﻢ ﺃﻭﻻً، ﻓﺈﻥ ﺍﻫﺘﺪﻭﺍ ﻓﻬﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ، ﻭﺇﻻ ﻓﻔﺎﺭﻗﻬﻢ، ﺛﻢ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺣﻀﻮﺭﻙ ﻣﺠﺎﻟﺴﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻠﺬﻛﺮ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻐﺘﺮﻭﺍ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﻐﺘﺮ
ﺑﻤﺠﻴﺌﻚ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻓﻴﻘﺎﻝ : ﻟﻮﻻ ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺮ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻓﻼﻥ ﻭﻻ ﻓﻼﻥ، ﻓﻼ ﺗﺄﺗﻲ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺃﻳﻀﺎً ﺣﺘﻰ ﻟﻠﺬﻛﺮ؛ ﻷﻥ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺬﻛﺮ -ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ- 
ﻛﺜﻴﺮﺓ . 

ﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﺡ رقم 96

كشكول ١٤٦٥: لا تيأس يا طالب العلم


جاءني على الواتساب وجزى الله خيرا مرسلها
لاتيـــــــأس !
===ياطالب العلم
•الإمام الكسائي النحوي طلب العلم وهو في الأربعين !
•وذكر الصفدي أن العز ابن عبدالسلام طلب العلم وهو في الخمسين 
•وجمع ابن الجوزي القراءات وهو في السبعين!
•والرازي الطبيب صاحب الحاوي تعلم الطب وهو في الأربعين!

•والقفال المروزي طلب العلم وهو في الثلاثين.

كشكول ١٤٦٤: درس الصلاة


درس الصلاة صوتي 1


درس الصلاة صوتي 2

سؤال وجواب ٣٧٣: كيف نفسر وجود الاختلاف والتعارض بين الحديث والقرآن العظيم، والله تبارك وتعالى يقول: ﴿أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً﴾ (النساء:82)؟



سؤال:
«كيف نفسر وجود الاختلاف والتعارض بين الحديث والقرآن العظيم، والله تبارك وتعالى يقول: ﴿أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً﴾ (النساء:82)؟».

والجواب: 
وقوع الاختلاف والتعارض بين الأحاديث والقرآن العظيم، يرجع لأسباب:
السبب الأول: الجهل بالمعنى المراد، من الآية والحديث؛
مثال ذلك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "لن يدخل أحد الجنة بعمله"، مع قوله تعالى: ﴿وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } (الأعراف:43)، وقوله: ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ (النحل:32)، وقوله: ﴿وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (الزخرف:72)، وقوله: ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (الطور:19)، وقوله: ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (المرسلات:43).
فنفى في الحديث دخول الجنة بالعمل، وأثبته في الآيات المذكورات؟!
وسبب الإشكال الجهل بالمعنى المراد في الآيات والأحاديث، وأقول: لا إشكال بحمد الله و لا تعارض و لا اختلاف؛ لأن المراد في الحديث : لن يكون عمل الإنسان عوضاً للجنة، و لا قيمة مساوية لها، فإن نعم الله على العباد كثيرة، وعمل العبد شكراً لهذه النعم فإنه لا يكافيء نعمة منها كنعمة البصر أو نعمة السمع، فكيف يكون عمله عوضاً وقيمة للجنة؟!
وأما الآيات فالمراد فيها أن لعمل سبب لدخول الجنة، فمن عمل الصالحات، وصدق الرسول صلوات الله وسلامه عليهم، وأتبعهم وعمل الصالحات دخل الجنة، بسبب ذلك.
فالعمل المنفي في الحديث هو العمل الذي يكون عوضاً وقيمة للجنة، والباء فيه تسمى باء العوض.
والعمل المثبت لدخول الجنة، هو العمل الذي يكون سبباً في دخولها، والباء في الآيات تسمى باء السببية!
السبب الثاني: عدم ثبوت الحديث أصلاً، فيكون حديثاً موضوعاً أو ضعيفاً لا يعمل به، فيقع التعارض بسبب ذلك.
السبب الثالث: أن يكون الحديث منسوخاً.
السبب الرابع: أن يكون في الحديث زيادة على ما في القرآن، فتظن تعارضاً واختلافاً وليست كذلك.
وأمثل على ذلك بمثال: ما جاء في الحديث : "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل ذي ناب أو مخلب من السباع"، مع قوله تعالى: ﴿قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ (الأنعام:145)، و لا تعارض و لا اختلاف، و لا إشكال؛ فإن تحريم كل ذي ناب وذي مخلب من السباع، مما زادته السنة على القرآن، وهو يدخل في قوله تبارك وتعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ (الحشر:7).
وقضية مفهوم الحصر في الآية لا إشكال فيها، فإنه جاء على سبيل قلب الدعوى على الكفار الذين كانوا يستبيحون أكل هذه المحرمات، فالآية تقول: إنما الحرام ما استبحتم أكله من كذا وكذا، فالحصر فيها إضافي، فلا يراد فيه إباحة ما عدا المذكورات.
كما لو خاطبت من يعتقد أن المتنبي ليس بشاعر، فتقول له: لا شاعر إلا المتنبي، تريد قلب كلامه، وتقرير شاعرية المتنبي، بدون قصد لنفي الشاعرية عن غيره، وهذا يعرف في البلاغة بفائدة القلب في أسلوب الحصر.
السبب الخامس: أن تكون الآية والحديث من باب المتشابه الذي ينبغي أن يرد على المحكم، ومثال ذلك، ما ورد في السنة من تحرين الربا قليلة وكثيرة، مع قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافاً مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (آل عمران:130)؛
ولا إشكال في الآية، فإنها من المتشابه الذي يرد على المحكم، ولذلك يقال: لا مفهوم مخالفة للآية هنا، وقد يقال: الآية تتحدث عن واقع معين كان وقت نزولها، أو عن ما يؤول إليه حال من يتعامل بالربا، فإنه يبدأ يسيراً ثم يتضاعف إلى أضعاف كثيرة.
ويلاحظ أن جميع هذه الأسباب ترجع إلى سببين:
الأول : عدم ثبوت الحديث، إما لأنه ضعيف، أو لأنه منسوخ.
الثاني : الجهل بالمراد منه.

والله الموفق.

صحح معلوماتك ٥: الشافعي أسس أصول الفقه على أساس القرآن والسنة وما جاء عن الصحابة وأئمة التابعين؛ ولا يعد منهجه في تقرير مسائل الأصول منهج المتكلمين


#صحح_معلوماتك_5
الشافعي أسس أصول الفقه على أساس القرآن والسنة وما جاء عن الصحابة وأئمة التابعين؛ ولا يعد منهجه في تقرير مسائل الأصول منهج المتكلمين، خلافاً لكل الذين يؤرخون لأصول الفقه، ويعدون الشافعي أول من قرر اصول الفقه على منهج المتكلمين!
والحقيقة أن منهج الشافعي رحمه الله هو نفسه منهج الحنفية في تقرير مسائل الأصول، لكن الحنفية اعتمدوا فتاوى التابعين وبعض الصحابة، الذين كانوا بالكوفة، بينما الشافعي توسع في النظر في فتاوى الصحابة سواء الذين كانوا بالحجاز أو بالشام أو بالعراق.

المقصود أن الشافعي لا يعد على طريقة المتكلمين اصلاً، كيف يصح ذلك وهو يذم الاشتغال بعلم الكلام، وينقل أن الحكم فيهم أن يضربوا بالجريد ويركبوا على الحمير ويطاف بهم في الأسواق تحذيراً من علم الكلام؟!

صحح معلوماتك ٤: العلاقة بين منهج الفقهاء والأصوليين وبين منهج المحدثين في مسائل علم الحديث علاقة تكاملية لا علاقة تضاد


#صحح_معلوماتك_4
العلاقة بين منهج الفقهاء والأصوليين وبين منهج المحدثين في مسائل علم الحديث علاقة تكاملية لا علاقة تضاد؛
ويدل على ذلك أمور:
= أن أئمة المحدثين في الأصل هم أئمة الفقهاء، فلو سألت: من هم أئمة الفقهاء؟ لوجدت الجواب: هم أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل.
وهؤلاء رحمهم الله هم هم أئمة المحدثين، فكيف يكون منهجهم في ثبوت الدليل من الحديث في الفقه مخالف ومضاد ومعاكس لمنهجهم في ثبوت الحديث عند المحدثين، وهم هم؟!!
= أن بعض مسائل المحدثين في علم الحديث هي على طريقة الفقهاء، كقضية تقوية الحديث بالشواهد، فإنها تقوي المتن، و لا تقوي السند، تأمل.
= أن جملة من الأقوال المعدودة من أقوال الفقهاء هي في حقيقتها أقوال لأهل الحديث.

والله الموفق.