السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الثلاثاء، 25 أكتوبر 2016

صحح معلوماتك ٣: العالم الكبير والإمام المعتبر، قد تخفى عليه بعض أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-


#صحح_معلوماتك_3
العالم الكبير والإمام المعتبر، قد تخفى عليه بعض أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
يظن بعض المتعصبة أن إمام المذهب لا تخفى عليه الأحاديث، وأنه إنما خالف ما جاء في حديث ما بعلم منه؛ ولذلك هم يبنون تعصبهم على أمرين :
الأمر الأول : أن إمامهم في المذهب علم بكل الأحاديث الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الأمر الثاني: أنه يسعهم ما وسعه من العفو إذا أخطأ في اجتهاده.
وبناء على هذين الأمرين هم يتعصبون لقوله، ويلزمونه، وإن ظهر أنه أخطأ!
وهذان الأمران لا يصحان؛
أما الأمر الأول؛ فإن كبار الصحابة قد جهلوا بعض حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وغاب عنهم؛
هذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يخفى عليه حديث : "بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلا". ويعلمه ابنه عبدالله رضي الله عنهما. وإلا ما اعترض على أبي بكر في حرب المرتدين!
وهذا عمر وجماعة من المهاجرين وجماعة من الأنصار وجماعة من مسلمة الفتح يجهلون حديث : "إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلاَ تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلاَ تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ"، ويعلمه عبد الرحمن بن عوف.
وهذا أبو موسى وأبو سعيد وأبي بن كعب رضي الله عنهم، يعلمون حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في الاستئذان ثلاثاً و لا يعلمه عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
فليس من شرط العالم الكبير والإمام المتبع أن يعلم كل أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم و لا يفوته منها شيء.
أمّا الأمر الثاني ، وهو أنه يسعهم ما وسعه إذا أخطأ في اجتهاده، فالجواب عنه: بأن ذلك فيه
نظر؛ فإن العذر في الخطأ إنما للمجتهد، الذي اجتهد في معرفة الحق وطلبه بما معه من آلة
علمية وشروط الاجتهاد فلم يصل إليه، أمّا هم المتعصبة ما عذرهم وقد بلغهم الدليل ،
وعلموه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم هم يخالفونه؟!

وانظر أضواء البيان للشنقيطي في تفسير سورة محمد عند قوله تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها).