السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الأربعاء، 16 ديسمبر 2015

سؤال وجواب ٣١٠: هل القول بالدليل الذي لم نجد لنا فيه سلف هو خروج عن منهج السلف؟


سؤال :
إذا وجدنا قولاً لصحابي أو أقوالاً تخالف الدليل ولكن لم يتحقق الإجماع على ذلك فهل القول بالدليل الذي لم نجد لنا فيه سلف هو خروج عن منهج السلف؟
وما قولكم في كلام ابن القيم الذي فيه أن العلماء للدليل كالنجم للكعبة فإذا ظهرت الكعبة فلا عبرة بالنجم؟

الجواب :
عند مخالفة الراوي لمرويه فالعبرة بما روى لا بما رأى.
وهذا في حديث صحيح تحققت شروط صحته، لا في حديث ترك أهل العلم العمل به . فهنا إذا صح الحديث وعمل به أهل العلم، وخالفه راويه فالعبرة بما روى لا بما رأى. وهذا الحديث مثل رؤية الكعبة فلا ينظر للنجم مع رؤية الكعبة إذ هي الأصل في القبلة.
يبقى الكلام في حديث يتضمن حكما صح سنده (بثبوت الاتصال والعدالة الدينية والضبط في رواته) ولكن لا نعلم أن أحداً ترك العمل به، و لا نعلم أن أحداً عمل به! فهنا الموقف يحتمل ما يلي:
- أن يقال : لا يعمل به، حتى نجد من عمل به ونتثبت بذلك من صحته.
- أن يقال : نعمل به في خاصة أنفسنا.
- أن يقال : نعمل به وندعو إلى العمل به الناس كافة وهذه كما ترى مسرح للاجتهاد والنظر!
ومجرد (تحقق الاتصال والعدالة الدينية والضبط) مع غرابة الحكم حيث لا نعرف من عمل به، قد تزيد حتى تكون علة قادحة في المتن وإن كان ظاهر سنده الصحة.
ولذلك نشترط في صحة الحديث سنداً زيادة على اتصال السند، وتوفر العدالة الدينية والضبط في رواته؛ سلامته من العلة والشذوذ. ومما يعل به الحديث ترك العمل به.
والحماسة للسنة كما تقتضي أن لا يخرج عنها ما هو منها؛
تقتضي أن لا يدخل فيها ما ليس منها.
ومجرد صحة السند بتحقق الاتصال وثبوت العدالة والضبط في رواته، من دون نظر في انتفاء العلة والشذوذ؛ صحة ناقصة غير مكتملة، لا تسوغ عند أهل الحديث أن يقال: حديث صحيح. إنما يقال: (سند رجاله ثقات). فيحترز بذلك عن عدم ثبوت شرط العدالة الدينية والضبط!

والله الموفق.

كشكول ١١٨٥: ليس شرطًا في التواصل أن يكون بوجودك ببدنك معي أو وجودي ببدني معك!


ليس شرطًا في التواصل أن يكون بوجودك ببدنك معي أو وجودي ببدني معك!
التواصل بالمحبة، تحبني وأحبك حبًا في الله ولله، أو لأنك ولدي، أو لأني والدك، أو لأني صديقك، أو لأنك صديقي، أو لأنك زوجي ولأني زوجك؛ ينتج منه:
- حرصي على مصلحتك في مشورتي لك.
- وسعيي في إيصال الخير لك.
- وحرصي أن تكون في أحسن حال وراحة بال.
- دعائي لك بظهر الغيب.
- ذكري لك بخير، ووصفك بما أظنه فيك من خصال الخير.
- توصيتي عليك كل من لي عليه دالة أن يساعدك، ويعينك، ويقف معك.
لذلك في حديث السبعة الذين يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله... «رجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه، وافترقا عليه».
انظر «افترقا عليه» أي: على الحب في الله؛ فهما متواصلان بهذه المحبة، وإن افترقت أبدانهم، وابتعدت أماكنهم.
ومن صفات أهل السنة أن الرجل منهم يقول الكلمة في المشرق، تجدها عند الرجل منهم في المغرب بدون أن يكون بينهم أي تشاعر، ولكنه التواصل بمحبة السنة وأهلها.

بوركت.

قال وقلت ١١٨: ما الموقف الذي ينبغي أن يقفه المسلم أمام هذه الأحداث الجسيمة والمؤامرة الخطيرة التي تمر بها أمة الإسلام؟


قال : ما الموقف الذي ينبغي أن يقفه المسلم أمام هذه الأحداث الجسيمة والمؤامرة الخطيرة التي تمر بها أمة الإسلام؟
قلت : صمام الأمان دلنا عليه وأرشدنا إليه رسولنا صلى الله عليه وسلم :
- العمل بالتنزيل .
- الخوف من الجليل والاعتماد عليه، فمهما بلغ طغيانهم ومؤامرتهم فلن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا.
- (لزوم الجماعة والسمع والطاعة لولاة الأمر).
- الحذر من (دعاة الضلالة).
- (القناعة باليسير)، فنعطي لولاة أمرنا ما لهم، ونسأل الله الذي هو لنا.
- (الاستعداد للرحيل) فالدنيا ليست دار مقر للمسلم!
- (لا ننازع الأمر أهله).
- (الصبر على جور الأئمة).
- (البعد عن الفرق والجماعات والأحزاب).

اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويهدى فيه أهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر. وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

دردشة ٣٠: في دلالات الألفاظ


دردشة .. في دلالات الألفاظ
الدلالات اللفظية هي باختصار كما عند الجمهور :
إذا دل اللفظ على معنى واحد فهذه دلالة النص.

وإذا دل على معنيين أحدهما أرجح من الآخر فالراجح هو الظاهر والمرجوح هو التأويل، ولا يصار إليه إلا بدليل.
وإذا كانت دلالة اللفظ لا تستقيم إلا بتقدير فهذه دلالة الاقتضاء وتسمى لحن الخطاب.
وإذا كانت في محل النطق فهي دلالة المنطوق.
وإذا كانت خارج محل النطق فهي دلالة المفهوم.
وهي إما موافقة لمحل النطق فهي مفهوم الموافقة. ويسمى فحوى الخطاب.
وإما مخالفة لمحل النطق فهي مفهوم المخالفة. ويسمى دليل الخطاب.
وأنواع ألفاظ اللغة:
الأصل أن يستقل كل لفظ بمعنى وهذا المتباين اللفظي.
فإن دل اللفظ على أكثر من معنى فهو المشترك اللفظي.
فإن دل على أكثر من معنى وبينها تضاد، فهي الألفاظ المتضادة.
فإن دل على معنى يصدق على كثيرين فهو المتواطئ اللفظي.
فإن دل على معنى يصدق على كثيرين وأصحابها متفاوتون فيه فهي الألفاظ المشككة.
فإن دل على الذات أكثر من لفظ ، فهذا المترادف اللفظي.
فإن دل على الذات أكثر من لفظ كل لفظ يخصها بوصف فهي الألفاظ المتكافئة.