السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الثلاثاء، 31 مارس 2015

القراءة ٤



القراءة 4
طريقة القراءة.
إن كيفية القراءة تحتاج إلى توضيح الأمور التالية:
1) أن يراعى في كل علم الكيفية الخاصة به في قراءته، فإن لكل علم كيفية خاصة في قراءته، تختلف عن الآخر، بل لا أتجاوز الحد إذا قلت: إن لكل كاتب وكتاب كيفية خاصة في قراءته.
2) أن يختار المكان والزمان المناسب للقراءة.
3) أن يجلس على وضعية مناسبة صحية تتلاءم مع الجسد، بحيث لا يصير الجلوس للقراءة من باب الجهد والعناء.
4) أن يحدد هدفه من القراءة، لكي يحدد نوع القراءة التي يسلكها؛ فالقراءة الجردية غير القراءة للتفهم والتدبر، غير القراءة للتسلية والمتعة، غير القراءة للنقد والدرس.
5) أن يراعي الترتيب المناسب للكتب التي يريد أن يقرأها، فهناك كتب تقرأ بحسب تسلسل وفيات مؤلفيها، وهناك كتب تقرأ بالعكس، وهناك كتب تقرأ بحسب توضيح بعضها لفكرة بعض، وهذا يحتاج إلى استرشاد من عالم خبير. وعلى كل حال فإن التدرج في قراءة كتب العلم، وهو يختلف من حال شخص إلى آخر، ومن علم إلى آخر.
6) التنويع في الكتب التي تقرأها مفيد، ويكمل القصور الذي ينتج عند البعض من القراءة في العلم الواحد.
7) التعود على تسجيل الملاحظات والفوائد أو تمييزها في الكتاب الذي نقرأه من أهم الأمور المفيدة مع التقدم في القراءة.
وأخيراً: القراءة هواية وحرفة ووسيلة علمية وتسلية، وطريق إذا سلكته لا تبلغ مداه، فإنها بحر زاخر، وموج غامر،
فانتق أحسن ما تجد لتقرأه،
وانتق أحسن ما تجد لتتكلم به،
وانتق أحسن ما تتكلم به لتحفظه.
والله يوفقنا وإياك لما يحبه ويرضاه.

القراءة ٣



القراءة 3
لكل قراءة أدبها.
فقراءة القرآن العظيم لها أدبها؛
قال السيوطي -رحمه الله-: «كيفيات قراءة [القرآن] ثلاث:
إحداها: التحقيق، وهو إعطاء كل حرف حقه من إشباع المد،
وتحقيق الهمزة، وإتمام الحركات، واعتماد الإظهار، والتشديدات،
وبيان الحروف، وتفكيكها، وإخراج بعضها من بعض بالسكت،
والتنزيل، والتؤدة، وملاحظة الجائز من الوقوف بلا قصر ولا اختلاس
ولا إسكان محرك ولا إدغامه، وهو يكون لرياضة الألسن، وتقويم
الألفاظ. ويستحب الأخذ به على المتعلمين من غير أن يتجاوز
فيه إلى حد الإفراط بتوليد الحروف من الحركات وتكرير الراءات
وتحريك السواكن وتطنين النونات بالمبالغة في الغنات كما قال
حمزة لبعض من سمعه يبالغ في ذلك: أما علمت أن ما فوق
البياض برص وما فوق الجعودة قطط، وما ليس فوق القراءة ليس
بقراءة. وكذا يحترز من الفصل بين حروف الكلمة كمن يقف على
التاء من نستعين وقفة لطيفة مدعياً أنه يرتل وهذا النوع من
القراءة مذهب حمزة وورش.
الثانية: الحدر، بفتح الحاء وسكون الدال المهملتين، وهو إدراج
القراءة، وسرعتها، وتخفيفها بالقصر والتسكين والاختلاس والبدل
والإدغام الكبير وتخفيف الهمزة، ونحو ذلك مما صحت به الرواية
مع مراعاة إقامة الإعراب، وتقويم اللفظ، وتمكين الحروف بدون بتر
حروف المد واختلاس أكثر الحركات وذهاب صوت الغنة والتفريط
إلى غاية لا تصح بها القراءة، ولا توصف بها التلاوة. وهذا النوع
مذهب ابن كثير وأبي جعفر ومن قصر المنفصل كأبي عمرو
ويعقوب.
الثالثة: التدوير وهو التوسط بين المقامين بين التحقيق والحدر،
وهو الذي ورد عن أكثر الأئمة ممن مد المنفصل ولم يبلغ فيه
الإشباع. وهو مذهب سائر القراء وهو المختار عند أكثر أهل
الأداء. والفرق بين الترتيل في القراءة وبين التحقيق فيما ذكره
بعضهم أن التحقيق يكون للرياضة والتعليم، والتمرين والترتيل
يكون للتدبير والتفكر»اهـ.
وكذا لقراءة كتب العلم آدابها.

القراءة ٢



القراءة 2
ما يقرأ المسلم
المسلم يهتم بقراءة ما رغب الشرع في قراءته
وهو يشمل الأمور التالية:
1) القرآن الكريم،
وقد جاء في الحديث عن عَبْدِ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ
حَسَنَةٌ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا. لَا أَقُولُ ألم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ
وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ».
2) القراءة لكتب العلم الشرعي، فهي من أنفع الطرق لتحصيل
العلم. ومن تراجم البخاري: «بَاب مَا يُذْكَرُ فِي الْمُنَاوَلَةِ وَكِتَابِ
أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْعِلْمِ إِلَى الْبُلْدَانِ، وَقَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ نَسَخَ عُثْمَانُ
بْنُ عَفَّانَ الْمَصَاحِفَ فَبَعَثَ بِهَا إِلَى الْآفَاقِ، وَرَأَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ
وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ذَلِكَ جَائِزًا، وَاحْتَجَّ بَعْضُ أَهْلِ
الْحِجَازِ فِي الْمُنَاوَلَةِ بِحَدِيثِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَيْثُ
كَتَبَ لِأَمِيرِ السَّرِيَّةِ كِتَابًا وَقَالَ لَا تَقْرَأْهُ حَتَّى تَبْلُغَ مَكَانَ كَذَا وَكَذَا
فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ الْمَكَانَ قَرَأَهُ عَلَى النَّاسِ، وَأَخْبَرَهُمْ بِأَمْرِ النَّبِيِّ -صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-».
3) القراءة للثقافة والأدب. وهي تدور على المحاور التالية:
المحور الأول: القراءة لتوسيع المدارك العلمية، في التخصصات
أو الجوانب المختلفة من المعرفة.
المحور الثاني: القراءة لتنمية الموهبة والقدرة على البحث،
والجلد في التتبع والاستقراء.
المحور الثالث: القراءة لمعرفة الآخرين سواء من عاش في
زماننا ولم نلتق به عن قرب، أو لمن لم ندركهم، ونريد أن نعرف
عنهم. وقد ذكر عباس محمود العقاد في كتابه (مطالعات في
الكتب والحياة) أن القراءة تزيد في عمق العمر للإنسان،
فالإنسان الذي عمره ستون سنة لا يزيد عمرة ثانية واحدة
بالقراءة، ولكن يزيد عمق هذه الستين سنة، فيطوي داخلها
خلاصة تجارب وأعمال وتفكير أناس كثر يسر الله له مطالعة
كتاباتهم أو ما كتب عنهم.
المحور الرابع: القراءة للتسلية، وحفظ الوقت، بما يفيد،
وتنشيط الذهن وراحته، وقد قرأت مرة للأستاذ عبدالرحمن بن
عقيل الظاهري أنه قال ما معناه: أنه يريح نفسه من القراءة
بالقراءة، وذلك بقراءة كتب سهلة منعشة للذهن، مريحة للعقل،
من عناء القراءة الجادة.
والمقصود في جميع هذه المحاور قراءة الكتب التي لا تتعارض
مع الشرع، إذ القراءة إذا كانت تؤدي بصاحبها إلى خروج ومخالفة
لشرع الله، فهي قراءة تسفيه لا قراءة تثقيف.
فنحن:
- نقرأ؛ لنتعلم.
- ونقرأ؛ لنتدبر، ونتعظ، ونحرك قلوبنا في طاعة الله.
- ونقرأ؛ لنتبرك بقراءة القرآن العظيم، وتزيد حسناتنا ومعارفنا.
- ونقرأ؛ لنتثقف.
- ونقرأ؛ لنتسلى.
يتبع...

القراءة ١



القرءاة 1
قل لي ماذا تقرأ... أقل لك من أنت.
بـ اقرأ بدأ الوحي، قال -تبارك وتعالى-: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}. (العلق: 1).
وقال: {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ}. (العلق: 3).
وسينتهي مصير كل شخص بأن يقرأ كل واحد منا كتابه،
ويقال له: اقرأ، {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ
فَأُولَئِكَ يَقْرَأُونَ كِتَابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً}. (الإسراء: 71)،
وقال -تبارك وتعالى-: {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً}. (الإسراء: 14).
وأقسم الله -تبارك وتعالى- بالقلم الذي به تكون كتابة ما يقرأ، فقال تعالى: {نْ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ}. (القلم: 1).
والأمة الإسلامية وإن كانت أمة أمية لا تكتب ولا تحسب كما جاء في
الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فهذا في مجال الأحكام
الشرعية، التي يراعى فيها حال الناس في كل مكان، وليس كل إنسان
قادر على أن يكتب ويحسب، في كل مكان وزمان، فهذا الوصف المذكور
مقصود به وصف ما يراعيه التشريع من رفع الحرج عن الأمة، ولا يقصد
به الترغيب عن الكتابة والحساب وبالتالي عن القراءة؛ كيف يكون هذا
هو المقصود؟! والرسول -صلى الله عليه وسلم- يرغبنا في قراءة القرآن
الكريم، وتلاوته، ومن أسماء القرآن (الكتاب)، بل اسمه (القرآن)
اشتقاقه من نفس مادة كلمة (القراءة)، (القاف. والراء. والهمزة).
وقد جاء في الآثار الترغيب في القراءة من المصحف، وأنه عبادة، من
ذلك ما جاء عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: «أديموا النظر في
المصحف». وعنه أيضاً، قال: «أشد العبادة القراءة في المصحف».
فتعلم القراءة شيء مرغب فيه شرعاً، لكن السؤال: ماذا نقرأ؟
إن خطورة القراءة تجعل المرء يقول: «قل لي ماذا تقرأ أعرف من أنت!».
يتبع...

كشكول ٨٣٨: راقب عملك... ليكن خالصًا لله، متابعا فيه سنة رسول الله؛ لتضمن دخول الجنة



راقب عملك... ليكن خالصًا لله، متابعا فيه سنة رسول الله؛ لتضمن دخول الجنة. الأمر يسير فلا تضيعه، بوركت.

كشكول ٨٣٧: الشدة يتبعها رخاء، والنصر مع الصبر، والظفر مع الاجتهاد في رضا الله



الشدة يتبعها رخاء، والنصر مع الصبر، والظفر مع الاجتهاد في رضا الله. اللهم ارض عنا وأعنا على طاعتك ورضاك.

كشكول ٨٣٦: لم تسلم دعوة سيد المرسلين من أذى قريش واليهود والنصارى والمنافقين



لم تسلم دعوة سيد المرسلين من أذى قريش واليهود والنصارى والمنافقين، فهل تريدون أن تسلم دعوة أهل السنة من الأذى؟! اثبتوا على السنة واصبروا.

كشكول ٨٣٥: ليست المسألة أن أكون معك أو أن تكون معي



ليست المسألة أن أكون معك أو أن تكون معي،
ولكن المسألة أن نكون على الحق ونتبعه... ونتواصى به ونصبر عليه...
فلا يكن همك غير ذلك.

كشكول ٨٣٤: توبوا إلى الله وأنيبوا إليه، وتضرعوا بالدعاء، يغير الله الحرب والجدب إلى سلام ورخاء



توبوا إلى الله وأنيبوا إليه، وتضرعوا بالدعاء، يغير الله الحرب والجدب إلى سلام ورخاء؛ فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

كشكول ٨٣٣: ليست كل فتوى تتغير بتغير الزمان والمكان



ليست كل فتوى تتغير بتغير الزمان والمكان.
الفتوى المرتبطة بـ:
- اجتهاد،
- أو عرف،
- أو بحال معين؛
تتغير بتغير الحيثيات التي قامت عليها، وما عدا ذلك فلا.

كشكول ٨٣٢: ليس معنى استدلالك بآية أو حديث أن كلامك صواب!



ليس معنى استدلالك بآية أو حديث أن كلامك صواب!
العبرة بأن تستدل بآية محكمة، أو سنة متبعة بفهم صحيح. وإلا فأنت ممن يتبع المتشابه.

كشكول ٨٣١: إهدار الوقت، وتشتيت الذهن، واستنفاذ القوة، مخطط مدروس، أدواره متوزعة



- إهدار الوقت،
- وتشتيت الذهن،
- واستنفاذ القوة،
مخطط مدروس، أدواره متوزعة. ولذلك أقبل على ربك وطاعتك؛ {فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم}.

كشكول ٨٣٠: لا تكن كصاحب الديك...



لا تكن كصاحب الديك...
كان بعض الأشياخ يردد هذه الكلمة، فسألته ما المعنى؟
قال: لهذا الكلمة قصة. يذكر أن رجلاً كان أعمى البصر، فتح فجأة فرأى ديكاً فسأل ما هذا؟ فقالوا له: هذا الديك.
ثم عمي...
فصار الناس إذا تكلموا معه عن شيء يقول: أهو أكبر من الديك أو أصغر من الديك... وإذا ذكروا له لوناً قال: أهو بلون الديك أو يختلف عنه.
قال الشيخ: فهذه الكلمة أنبه بها طلاب العلم أن لا يكونوا مثل هذا الرجل الذي لم يبصر إلا شيئًا واحداً، وصار يجعله ميزانا لكل شيء طريقه البصر!

كشكول ٨٢٩: مشكلة لما تنظر لمن يخالفك على أنه جاهل أو حاسد



مشكلة لما تنظر لمن يخالفك على أنه جاهل أو حاسد. كأنك ترى العصمة لك من الوقوع في الخطأ! أليس الكبر: بطر الحق وغمط الناس؟!

كشكول ٨٢٨: كل مقادير الله خير



قال بعض أهلي: «كل مقادير الله خير، حتى وقوعنا في الخطأ يكون أحيانا لتهيئتنا لمعرفة الحق ولزومه وتقدير أصحابه قدرهم. وذلك في كل أمر بحسبه».

لفت نظري ٤٤: سيادة الشريف نواف آل غالب -وفقه الله- لما قلت له: أنتم من آل البيت، المفترض أن الشيعة يحبونكم، فلماذا يفعلون هذا؟



لفت نظري:
سيادة الشريف نواف آل غالب -وفقه الله- لما قلت له: أنتم من آل البيت، المفترض أن الشيعة يحبونكم، فلماذا يفعلون هذا؟ (لأمر كان الكلام عليه).
فقال لي: الشيعة لا يحبون الحسنيين، أولاد الحسن بن علي -رضي الله عنه-.
ولا يتولون إلا أولاد علي بن الحسين -رحمه الله-؛ لأنه تزوج بنت ملك الفرس، فهم يتولون أولاده فقط.
ثم كنا في مجلس فقال أحد الحضور، لمّا ذكر هذا الأمر:
الشيعة يسبون الحسن بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، ويقولون عنه: مذل المسلمين؛ لأنه تنازل عن الخلافة لمعاوية -رضي الله عنه-.
ثم راجعت كتاب الشيعة وأهل البيت فوجدت فيه التالي:
الشيعة وأهل البيت (ص: 15) «حصروا (يعني: الشيعة) أهل بيت النبوة في هؤلاء الأربعة: علي، وفاطمة، ثم الحسن، والحسين،
وأخرجوا منهم كل من سواهم.
ثم اخترعوا طريقة أخرى؛ فأخرجوا أولاد علي غير الحسنين -رضي الله عنهم- من أهل البيت ولا يعدون بقية أولاده من أهل البيت من محمد بن الحنفية، وأبي بكر، وعمر، وعثمان، والعباس، وجعفر، وعبد الله، وعبيد الله، ويحيى، ولا أولادهم من الذكور الأثنى عشر، ولا من البنات ثماني عشر ابنة، أو تسع عشرة ابنة على اختلاف الروايات،
كما أخرجوا فاطمة -رضي الله عنها- ابنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث لا يعدون بناتها زينب وأم كلثوم ولا أولادهما من أهل البيت، وهذه نكتة وطريفة،
ومثل هذا الحسن بن علي، حيث لا يجعلون أولاده في أهل البيت.
وكذلك أخرجوا من أهل البيت كلاً من أولاد الحسين من لا يهوى هواهم، ولا يسلك مسلكهم، ولا ينهج منهجهم، وهذا أطرف من الأول»اهـ.
والحاصل:
أن الشيعة لا يتولون كل أهل البيت.
بل لا يتولون أولاد الحسن، إنما يتولون أولاد الحسين ونسله من علي ولده. ولا يتولون بقية آل البيت!
فلا يتولون إلا نسل علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-؛ لأن أمه بنت أحد ملوك فارس.
في سير أعلام النبلاء (4/ 386) علي بن الحسين * (ع) ابن الإمام علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف، السيد الإمام، زين العابدين، الهاشمي العلوي، المدني. يكنى أبا الحسين ويقال: أبو الحسن، ويقال: أبو محمد، ويقال: أبو عبد الله. وأمه أم ولد، اسمها سلامة سلافة بنت ملك الفرس يزدجرد، وقيل: غزالة.
سير أعلام النبلاء (4/ 390) قال أبو بكر بن البرقي: نسل الحسين كله من قبل ابنه علي الأصغر، وكان أفضل أهل زمانه.

لفت نظري ٤٣: سيادة الشريف نواف آل غالب -سلمه الله- إلى أن الليبرالية ليست هي مجرد الحرية، بل ترجمتها المطابقة هي التحرر والحرية من كل القيود...



لفت نظري:
سيادة الشريف نواف آل غالب -سلمه الله- إلى أن الليبرالية ليست هي مجرد الحرية، بل ترجمتها المطابقة هي التحرر والحرية من كل القيود...
فلا قيود دين،
ولا قيود أخلاق،
ولا قيود مجتمع،
ولا قيود قرابة،
ولا قيود وطن،
ولا قيود أي قيود...
وبالتالي فإن هذا المبدأ لا أحد يطبقه أصلاً حتى الذين يدعون إلى الحرية...
قلت: قد أثبت في محاضرتي: (الحريات بين الشريعة والانفلات)... ذلك من خلال نفس مبادئ الأمم المتحدة...

خطر في بالي ٤٩: أن أنبه إلى أن من مهمات من ينظر في التصحيح والتضعيف أن ينتبه إلى باب الحكم بالشذوذ والنكارة



خطر في بالي:
أن أنبه إلى أن من مهمات من ينظر في التصحيح والتضعيف أن ينتبه إلى باب الحكم بالشذوذ والنكارة؛ فإنه يتأثر كثيراً باختيار العالم ومذهبه الفقهي في أصل المسألة التي جاءت فيها الرواية؛
فالعالم يحكم بشذوذ لفظة في الرواية؛ لأنه اعتقد أنها مخالفة للصحيح والثابت عنده، وهذا هو التصرف المنطقي!
ولكن السؤال: هذا الذي هو صحيح وثابت عنده هل هو كذلك في نفس الأمر؟
ولذلك جاءت قاعدة: استدل ثم اعتقد.
وجاءت قاعدة: توهيم الثقة على خلاف الأصل.
وجاءت قاعدة : الجمع مقدم على الترجيح.
فإن اللجوء إلى الحكم بالشذوذ مع إمكان التوفيق والجمع مصير إلى الترجيح وترك للجمع والتوفيق. والله الموفق.

كشكول ٨٢٧: خالد العامري، وأبو أمامة الجزائري -جزاكما الله خيرًا-



خالد العامري، وأبو أمامة الجزائري -جزاكما الله خيرًا- أنا لا أعرفكما، ولكن جهودكما تستحق أن تذكر فتشكر. وفقكما الله، وأحسن إليكما.

كشكول ٨٢٦: شكر وثناء على خادم الحرمين الشريفين من الشيخ العلامة الوالد: ربيع بن هادي المدخلي



شكر وثناء على خادم الحرمين الشريفين
من الشيخ العلامة الوالد: ربيع بن هادي المدخلي.
المنبر الإسلامي -شبكة سحاب السلفية-http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=151437

كشكول ٨٢٥: حكايتي مع الشبكة العنكبوتية



حكايتي مع الشبكة العنكبوتية.
كنت أسمع عبارة (أبحرت في الشبكة). ووصف عالم الشبكة العنكبوتية بـ (الفضاء الضوئي). وبـ (العالم الرقمي).
ولم يدر بخلدي يوماً أني سأكون ممن يبحر في هذا الفضاء، ويجول في أرجاء العالم الرقمي، ويكون لي صداقات، ومعارف.
دخلت عالم الشبكة العنكبوتية عام 1409هـ أو قبلها، وكان يساعدني في ذلك فضيلة الشيخ الدكتور: إسماعيل عبد الستار الميمني -وفقه الله-.
وكان معي في هذا فضيلة الشيخ الدكتور محب الدين عبد السبحان -وفقه الله-، وهما من زملائي في عملي بالجامعة، وكنا حينها طلاباً في مرحلة الدراسات العليا.
كان قصارى أمري التصفح حتى التعليق ما كنت أهتم به! أتذكر موقع الساحات... ومحرك البحث (اين)... وإيميل (مكتوب)...
وبعد عام 1416هـ بدايات موقع سحاب السلفية... وكان فضيلة الشيخ الدكتور خالد بن ضحوي -سلمه الله ورعاه- هو المشرف عليه، وكان يكثر من ملازمة مكتبة الشيخ ربيع -سلمه الله- بمكة.
وتطورت الأمور ... ... .... (ترى هل تكفى هذه النقاط للإشارة إلى السنوات الطويلة التي مرت)
وجاءنا الفيس بوك، و(تويتر).
وفي الفيس بوك انفتحت حكايات جديدة... وصار لي أمر آخر!
من أهم حكايات الفيس بوك... حكايتي مع أبي عبد الودود البيضاوي وموقع باسمي يشرف عليه هو وبعض الإخوة -جزاهم الله خيراً-، حيث أذهلني وأثار إعجابي بجهوده ومن معه في إثراء الموقع، ومتابعة النشاط العلمي، بما أرجو أن يثيبهم الله عليه، ويجعله في موازين حسناتهم. واليوم شاركهم في بعض التنسيق والعرض عن طريق فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم كشيدان -سلمه الله-، فأعيد تنسيق واجهة الموقع وعرضها بطريقة جذابه، فجزاهم الله خيراً.
حكايتي مع الغرايبة، الذي ينشط بعض المقالات ويتابع أبحاثي ويعيد منها ما يراه مفيداً، ثم كلل ذلك بزيارتي هو وبعض الإخوة، فكان أول شخص أتعرف إليه عن طريق الفيس بوك، يأتي لزيارتي.
وحكايتي مع محمد حسانه وفراس منصور وبعض الإخوة الذين كانوا ينشطون بعض موضوعاتي ومقالاتي من خلال موقعي في الجامعة ومن خلال صفحتي على الفيس...
وحكايتي مع أيمن رضوان بذرة خير، المتألق والمتأنق والرائع في حسن الإخراج والعرض، وكان التسجيل الصوتي لقطعة من (علمني ديني) ملفتاً للنظر حقاً، حتى إني ذكرته لبعض الأخوة وأسمعتهم إياه، فأعجبهم، كما أعجبني، ثم إخراج البطاقات المتنوعة لي ولغيري، بصورة رائعة، فجزاه الله خيراً، فالحق أن صناعة الإخراج وجمال العرض اليوم في الشبكة العنكبوتية تقوم مقام أسلوب المتكلم والخطاب...
وكذا جهود الأخ خالد العامري في عمل هذه البطاقات إلى اليوم، وإرسالها لي عبر الواتساب؛ فجزاه الله خيراً.
وتعلمت منهم بعض المهارات المتعلقة بالفيس، والتعامل مع أدواته الشيء الكثير، فلهم مني شكري وتقديري وامتناني واعترافي لهم بالفضل جزاهم الله خيراً.
حكايتي مع أبي واقد الليبي لفت نظري بأسئلته، ومحاوراته، ثم مؤخراً برفع وتنشيط العديد من المواضيع والفتاوى، وفقه الله لكل خير.
و كذا الأستاذ فراس منصور... الذي كان ينتقي ويرفع ويتابع ويأتي بأشياء أكاد لا أتذكرها من كتاباتي وفتاواي؛ فأصبحت في صفحتي المستفيد منه المستذكر بتذكيره، كشأنهم حينما يقولون في الحديث أحيانا: حدثني فلان عني أني قلت... ولذلك اهتممت كثيراً بالتوثيق حتى أراجع وأنظر... والحق أنه عمل معي معروفاً كبيراً أسأل الله له المغفرة والرحمة، وسعة الرزق والعفو والعافية، وأن يشفي والديه، ويرزقه الزوجة الصالحة... وجزاه الله خيراً.
ولا أنس أبا أحمد الشيظمي الذي سجل بصوته الكتاب الذي نزل بعنوان (علمني ديني) حيث جمع فيه جملة كبيرة مما كتبته تحت هذا العنوان... فسجله بصوته الرخيم تسجيلاً صافياً، فجزاه الله خيراً، وجعل جهده في موازين حسناته.
أسجل هذا:
- عرفانا بالجميل لهؤلاء.
- وأداء لبعض حق الأخوة من الشكر.
- وتسجيلاً للتاريخ.
- امتثالا لحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «لم يشكر الله من لم يشكر الناس».
كتبه محمد بازمول في 18 / 7 / 1435هـ. وأعدت النظر، وعدلت في الصيغة وأضفت إليها بتاريخ 8/6/1436هـ

كشكول ٨٢٤: يمزق الله ملكهم كما مزق سلفهم كتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-



يمزق الله ملكهم كما مزق سلفهم كتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
يمزق الله ملكهم كما يريدون تمزيق أهل سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وسترون -بإذن الله تعالى- تحقيق ذلك!!

كشكول ٨٢٣: أصول الطب والعلاج التي أرشد إليها الشرع ثلاثة



أصول الطب والعلاج التي أرشد إليها الشرع ثلاثة:
الأصل الأول: الحمية عن ما يجر الفساد والتعب. ولذلك شرع التيمم عند الخوف من استعمال الماء أو عند خوف المرض.
الأصل الثاني: استفراغ مادة الفساد والمرض. وأرشد إلى الحجامة، والفصد، والعود الهندي.
الأصل الثالث: تقوية الجسم على مقاومة المرض. فأرشد إلى العسل والتمر.
وهذه الأصول الثلاثة ذكرها ابن القيم -رحمه الله- في كتابه الطب النبوي.

كشكول ٨٢٢: الطب البديل



الطب البديل:
طريقة في العلاج تقصد إبعاد الإنسان عن استعمال المركبات الكيمائية والأدوية التي يستعملها الأطباء اليوم بسبب ما لها من مضاعفات وآثار جانبية.
وهم يسمون ما ورد في السنة النبوية وما ثبت من أدوية في ثقافات الشعوب طباً بديلاً؛ وعندي في هذا تحفظ؛
فإن ما ثبت في السنة النبوية من وجوه العلاج والطب مأخذها من الوحي، على الصحيح، إذا جزم بها النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فإنه لا يجزم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بشيء ولو في أمور الدنيا إلا إذا كان حقاً.
وإنما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «أنتم أدرى بشؤون دنياكم»، في الأمر من أمور الدنيا يقوله الرسول -صلى الله عليه وسلم- على سبيل الظن والرأي، ولذلك في رواية من روايات الحديث يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «إنما ظننت ظنًا، وأنتم أدرى بشؤون دنياكم».
فتحفظي في مساواة ما جاء في السنة النبوية من وجوه العلاج بما في ثقافات الشعوب من وجوه العلاجات الأخرى.
وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه.

كشكول ٨٢١: إذا أردت أن تدرس منهج العالم الفلاني في كتابه، فعليك أن تحرص على أمرين



إذا أردت أن تدرس منهج العالم الفلاني في كتابه، فعليك أن تحرص على أمرين:
الأمر الأول: طريقته في جمع المادة لموضوعه، هل كان جمعه استقرائياً، هل كان ناقصاً أو تاماً، أو انتقائياً، أو كان جمعه عشوائياً. وإذا كان جمعه انتقائياً ماهي ضوابط الانتقاء عنده.
الأمر الثاني: طريقته في ترتيب هذه المادة وعرضها ودراستها؛ هل كان منهجه وصفيا مجرداً، أو كان مع الوصف يستعمل مناهج البحث كالمنهج النقدي، أو المنهج المقارن، أو المنهج التحليلي، أو المنهج البرهاني أو نحو ذلك من المناهج.
وعادة يكون تقسيم البحث على أساس محاور الفن ففي علم التفسير والحديث يكون التقسيم على أساس محورين:
- منهجه في الرواية.
- ومنهجه في الدراية.
وتكون القسمة في كل فن بحسبه.
والله الموفق.

كشكول ٨٢٠: بلادي: المملكة العربية السعودية...



بلادي: المملكة العربية السعودية... أرض الحرمين،
وفيها قبلة المسلمين،
وفيها مأرز الإيمان (مكة وطيبة)... لا يدخلهما الدجال.

قال وقلت ٧٧: كيف يصح حديث لا كسرى بعده، وهذه إيران تتوسع في العالم اليوم؟



قال: «كيف يصح حديث لا كسرى بعده، وهذه إيران تتوسع في العالم اليوم؟».

قلت:
لا مناقضة في واقع إيران اليوم مع الحديث وذلك لأمور منها:
- أنه لم يستقر لإيران الوضع إلى الآن، ولا في بلد من البلدان التي تعبث فيها.
- ولأنها لا تحكم فيه بنفسها.
- ولأنها لا تظهر كسرويتها.
إلى غير ذلك، فحال إيران اليوم يكفي أنه وضع غير مستقر، فلا معنى للقول أن وضعها يخالف الحديث، ولله الحمد.

لفت نظري ٤٢: ما قرأته من تصريح مستشار خامنئي: أن حدود إيران تمتد إلى البحر الأبيض المتوسط...



لفت نظري:
ما قرأته من تصريح مستشار خامنئي: أن حدود إيران تمتد إلى البحر الأبيض المتوسط... وهذا التصريح المقلق حقيقة، لا يخيف إن شاء الله تعالى؛ لأننا نعلم أنه لن تكون هناك أمبرطورية فارسية يكون على رأسها كسرى، ولا رومية يكون على رأسها قيصر، أخرج البخاري تحت رقم: (3027)، ومسلم تحت رقم: (1740، 2918)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: «هَلَكَ كِسْرَى، ثُمَّ لاَ يَكُونُ كِسْرَى بَعْدَهُ، وَقَيْصَرٌ لَيَهْلِكَنَّ، ثُمَّ لاَ يَكُونُ قَيْصَرٌ بَعْدَهُ، وَلَتُقْسَمَنَّ كُنُوزُهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ». وفي رواية: «قَدْ مَاتَ كِسْرَى، فَلَا كِسْرَى بَعْدَهُ، وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ، فَلَا قَيْصَرَ بَعْدَهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللهِ». قال النووي في شرحه على مسلم (18/ 42): «قال الشافعى وسائر العلماء: معناه: لا يكون كسرى بالعراق ولا قيصر بِالشَّامِ كَمَا كَانَ فِي زَمَنِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَعَلَّمَنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِانْقِطَاعِ مُلْكِهِمَا فِي هَذَيْنِ الْإِقْلِيمَيْنِ؛ فَكَانَ كَمَا قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَأَمَّا كِسْرَى فَانْقَطَعَ مُلْكُهُ وَزَالَ بِالْكُلِّيَّةِ مِنْ جَمِيعِ الْأَرْضِ، وَتَمَزَّقَ مُلْكُهُ كُلَّ مُمَزَّقٍ وَاضْمَحَلَّ بِدَعْوَةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وَأَمَّا قَيْصَرُ فَانْهَزَمَ مِنَ الشَّامِ وَدَخَلَ أَقَاصِي بِلَادِهِ فَافْتَتَحَ الْمُسْلِمُونَ بِلَادَهُمَا وَاسْتَقَرَّتْ لِلْمُسْلِمِينَ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ، وَأَنْفَقَ الْمُسْلِمُونَ كُنُوزَهُمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَا أَخْبَرَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهَذِهِ مُعْجِزَاتٌ ظَاهِرَةٌ»اهـ. لكن ليس معنى هذا الركون إلى الدعة، بل لابد من أخذ الأسباب والاحتياطات التي تكف شر هؤلاء عن الإسلام والمسلمين، من باب أعقلها وتوكل. ولن يسلط الله على المسلمين عدواً من غيرهم يستأصل شأفتهم.

سؤال وجواب ١٣٨: إذا اختلف عالمان في تجريح بين تبديع وتحذير، فما هو الضابط لمعرفة أن المجرح خرج من التحذير إلى التبديع؟



سؤال:
«إذا اختلف عالمان في تجريح بين تبديع وتحذير، فما هو الضابط لمعرفة أن المجرح خرج من التحذير إلى التبديع؟ وكيف يكون موقف السلفي مع إخوانه الذين اختاروا أحدًا؟».

الجواب:
ذكر في السؤال لفظ (التجريح) و(التبديع) و(التحذير).
والتجريح من الجرح، ومعناه: وصف الرجل بطعن في عدالته
الدينية أو الضبط، فليس كل تجريح تبديع. وكل تبديع جرح.
والتبديع: وصف الرجل ببدعة، وهو على أحوال؛
- تارة يوصف قوله أو فعله بأنه بدعة، ويقال عنه حينئذ: صاحب بدعة، وما جاء به بدعة، وما صدر منه بدعة.
- وتارة يوصف هو بعينه بالبدعة، فيقال عنه أنه مبتدع، وذلك حينما تقام عليه الحجة، ويعاند ويتبع هواه ولا يرجع إلى الحق. فهو من أهل الأهواء والبدع.
والتحذير: أن يحذر من شخص، لمسألة أو قضية، أو أسلوب أو فكرة، ولا يلزم أن يكون مبتدعاً مجروحاً.
فقد يحذر من لين فلان،
أو شدته.
أو يحذر من تسرعه،
أو نحو ذلك،
وقد يحذر من أخذ كلامه بإطلاق؛ لكثرة الإطلاق في عبارته وكلامه،
وقد يكون التحذير من بدعته أو ضلاله.
وطالب العلم لابد أن يرجع إلى العالم أو إلى من هم أعلم منه بالمراد، ليقف على حقيقة الحال.
واختلاف العلماء في ذلك قد يحصل، بحسب ما علمه العالم من حال الشخص، وما ينكشف له من أموره، وهي قضية يتفاوت الناس في العلم بها.
ولذلك نصيحتي للسائل؛
- أن يرجع إلى العالم الذي صدر منه الكلام ويتثبت منه دائماً، وهذه أقرب طريقة لرفع الخلاف في هذه المسائل.
- وأن يوطن طالب العلم نفسه للتبعية لأهل العلم في هذه الأمور، فهذا أسلم،
ولا يستعجل بمفرده اتخاذ المواقف.
ويترك ذلك للعلماء بحسب ما يوجهون إليه.
أسأل الله التوفيق والسداد للجميع.

كشكول ٨١٩: العود الهندي (القسط البحري)



العود الهندي (القسط البحري)
عَنْ أَنَسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَجْرِ الْحَجَّامِ فَقَالَ: «احْتَجَمَ
رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَجَمَهُ أَبُو طَيْبَةَ، وَأَعْطَاهُ
صَاعَيْنِ مِنْ طَعَامٍ، وَكَلَّمَ مَوَالِيَهُ فَخَفَّفُوا عَنْهُ». وَقَالَ: «إِنَّ أَمْثَلَ مَا
تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحِجَامَةُ وَالْقُسْطُ الْبَحْرِيُّ». وَقَالَ: «لَا تُعَذِّبُوا صِبْيَانَكُمْ
بِالْغَمْزِ مِنْ الْعُذْرَةِ وَعَلَيْكُمْ بِالْقُسْطِ».». (أخرجه البخاري في كتاب
الطب، باب الحجامة من الداء، حديث رقم: (5696).).
وعَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ قَالَتْ: «سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- يَقُولُ: «عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْعُودِ الْهِنْدِيِّ فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ
يُسْتَعَطُ بِهِ مِنْ الْعُذْرَةِ وَيُلَدُّ بِهِ مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ». (أخرجه البخاري
في كتاب الطب، باب السعوط بالقسط الهندي والبحري، حديث
رقم: (5693).).
وجاء في شرح الحديث:
قَوْله: «عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْعُود الْهِنْدِيّ». أَخْرَجَ أَحْمَد وَأَصْحَاب السُّنَن
مِنْ حَدِيث جَابِر مَرْفُوعًا: «أَيّمَا اِمْرَأَة أَصَابَ وَلَدهَا عُذْرَة أَوْ وَجَع
فِي رَأْسه فَلْتَأْخُذْ قُسْطًا هِنْدِيًّا فَتَحُكّهُ بِمَاءٍ ثُمَّ تُسْعِطهُ إِيَّاهُ».
وَفِي حَدِيث أَنَس: «إِنَّ أَمْثَل مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحِجَامَة وَالْقُسْط
الْبَحْرِيّ» وَهُوَ مَحْمُول عَلَى أَنَّهُ وَصْف لِكُلِّ مَا يُلَائِمهُ، فَحَيْثُ
وُصِفَ الْهِنْدِيّ كَانَ لِاحْتِيَاجٍ فِي الْمُعَالَجَة إِلَى دَوَاء شَدِيد الْحَرَارَة،
وَحَيْثُ وُصِفَ الْبَحْرِيّ كَانَ دُون ذَلِكَ فِي الْحَرَارَة؛ لِأَنَّ الْهِنْدِيّ أَشَدّ
حَرَارَة مِنْ الْبَحْرِيّ. وَقَالَ اِبْن سِينَا: الْقُسْط حَارّ فِي الثَّالِثَة، يَابِس
فِي الثَّانِيَة.
قَوْله: «فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَة أَشْفِيَة». جَمْع شَفَاء كَدَوَاءٍ وَأَدْوِيَة.
قَوْله: «يُسْتَعَطُ بِهِ مِنْ الْعُذْرَة، وَيُلَدّ بِهِ مِنْ ذَات الْجَنْب» كَذَا وَقَعَ الِاقْتِصَار فِي الْحَدِيث مِنْ السَّبْعَة عَلَى اِثْنَيْنِ،
فَإمَّا أَنْ يَكُون ذَكَرَ السَّبْعَة فَاخْتَصَرَهُ الرَّاوِي أَوْ اِقْتَصَرَ عَلَى الِاثْنَيْنِ لِوُجُودِهِمَا حِينَئِذٍ دُون غَيْرهمَا.
قوله: «ويلد به من ذات الجنب» اللَّدُود: بِفَتْحِ اللَّام وَبِمُهْمَلَتَيْنِ:
هُوَ الدَّوَاء الَّذِي يُصَبّ فِي أَحَد جَانِبَيْ فَم الْمَرِيض. وَاللُّدُود بِالضَّمِّ
الْفِعْل. وَلَدِدْت الْمَرِيض فَعَلْت ذَلِكَ بِهِ. وَقَدْ ذَكَرَ الْأَطِبَّاء مِنْ مَنَافِع
الْقُسْط: أَنَّهُ يُدِرّ الطَّمْث وَالْبَوْل. وَيَقْتُل دِيدَان الْأَمْعَاء. وَيَدْفَع
السُّمّ وَحُمَّى الرِّبْع وَالْوِرْد. وَيُسَخِّن الْمَعِدَة. وَيُحَرِّك شَهْوَة
الْجِمَاع. وَيُذْهِب الْكَلَف طِلَاءً. فَذَكَرُوا أَكْثَر مِنْ سَبْعَة،
وَأَجَابَ بَعْض الشُّرَّاح: بِأَنَّ السَّبْعَة عُلِمَتْ بِالْوَحْيِ وَمَا زَادَ عَلَيْهَا
بِالتَّجْرِبَةِ، فَاقْتَصَرَ عَلَى مَا هُوَ بِالْوَحْيِ لِتَحَقُّقِهِ.
وَقِيلَ ذَكَرَ مَا يُحْتَاج إِلَيْهِ دُون غَيْره؛ لِأَنَّهُ لَمْ يُبْعَث بِتَفَاصِيل ذَلِكَ.
قُلْت: وَيَحْتَمِل أَنْ تَكُون السَّبْعَة أُصُول صِفَة التَّدَاوِي بِهَا؛ لِأَنَّهَا
إِمَّا طِلَاء
أَوْ شُرْب
أَوْ تَكْمِيد
أَوْ تَنْطِيل
أَوْ تَبْخِير
أَوْ سَعُوط
أَوْ لَدُود؛
فَالطِّلَاء يَدْخُل فِي الْمَرَاهِم وَيُحَلَّى بِالزَّيْتِ وَيُلَطَّخ، وَكَذَا التَّكْمِيد،
وَالشُّرْب يُسْحَق وَيُجْعَل فِي عَسَل أَوْ مَاء أَوْ غَيْرهمَا، وَكَذَا
التَّنْطِيل، وَالسَّعُوط يُسْحَق فِي زَيْت وَيُقْطَر فِي الْأَنْف، وَكَذَا
الدُّهْن، وَالتَّبْخِير وَاضِح. وَتَحْت كُلّ وَاحِدَة مِنْ السَّبْعَة مَنَافِع
لِأَدْوَاءٍ مُخْتَلِفَة وَلَا يُسْتَغْرَب ذَلِكَ مِمَّنْ أُوتِيَ جَوَامِع الْكَلِم.
وَأَمَّا الْعُذْرَة فَهِيَ بِضَمِّ الْمُهْمَلَة وَسُكُون الْمُعْجَمَة وَجَع فِي
الْحَلْق يَعْتَرِي الصِّبْيَانِ غَالِبًا، وَقِيلَ: هِيَ قُرْحَة تَخْرُج بَيْن الْأُذُن
وَالْحَلْق أَوْ فِي الْخُرْم الَّذِي بَيْن الْأَنْف وَالْحَلْق. قِيلَ: سُمِّيَتْ
بِذَلِكَ؛ لِأَنَّهَا تَخْرُج غَالِبًا عِنْد طُلُوع الْعُذْرَة: وَهِيَ خَمْسَة كَوَاكِب
تَحْت الشِّعْرَى الْعَبُور، وَيُقَال لَهَا أَيْضًا: الْعَذَارَى، وَطُلُوعهَا يَقَع
وَسَط الْحَرّ. وَقَدْ اِسْتَشْكَلَ مُعَالَجَتهَا بِالْقُسْطِ مَعَ كَوْنه حَارًّا،
وَالْعُذْرَة إِنَّمَا تَعْرِض فِي زَمَن الْحَرّ بِالصِّبْيَانِ وَأَمْزِجَتهمْ حَارَّة وَلَا
سِيَّمَا وَقُطْر الْحِجَاز حَارّ؟! وَأُجِيبَ: بِأَنَّ مَادَّة الْعُذْرَة دَم يَغْلِب عَلَيْهِ
الْبَلْغَم، وَفِي الْقُسْط تَخْفِيف لِلرُّطُوبَةِ. وَقَدْ يَكُون نَفْعه فِي هَذَا
الدَّوَاء بِالْخَاصِّيَّةِ، وَأَيْضًا فَالْأَدْوِيَة الْحَارَّة قَدْ تَنْفَع فِي الْأَمْرَاض
الْحَارَّة بِالْعَرْضِ كَثِيرًا، بَلْ وَبِالذَّاتِ أَيْضًا. وَقَدْ ذَكَرَ اِبْن سِينَا فِي
مُعَالَجَة سُعُوط اللَّهَاة الْقُسْط مَعَ الشَّبّ الْيَمَانِيّ وَغَيْره. عَلَى
أَنَّنَا لَوْ لَمْ نَجِد شَيْئًا مِنْ التَّوْجِيهَات لَكَانَ أَمْر الْمُعْجِزَة خَارِجًا عَنْ
الْقَوَاعِد الطِّبِّيَّة. قَوْله: «تَدْغَرْنَ» خِطَاب لِلنِّسْوَةِ , وَهُوَ بَالْغَيْنِ
الْمُعْجَمَة وَالدَّال الْمُهْمَلَة، وَالدَّغْر غَمْز الْحَلْق. انتهى كلام
الحافظ ابن حجر وقد لفقته من عدة مواضع من فتح الباري.
قلت: والعذرة المذكورة هنا هي ما يعرف اليوم -فيما يظهر لي-
بالتهاب اللوزتين، وقد كان الناس إذا جاءت الصبيان غمزوها
بخرقة ملفوفة على الأصبع، حتى تخرج ما فيها، والرسول لمّا
رأى ما يصنعنه أرشدهن إلى القسط فَقَالَ: «لَا تُعَذِّبُوا صِبْيَانَكُمْ
بِالْغَمْزِ مِنْ الْعُذْرَةِ وَعَلَيْكُمْ بِالْقُسْطِ».
وطريقة العلاج من العذرة بالقسط هي السعوط به، ومعنى ذلك
أن يجعل القسط في قطرة، بأن يُحك عود القسط بسكين أو
بحديدة، ثم تؤخذ هذه البرادة (ما ينتج من الحك) ويوضع في ماء
أو زيت ولعل زيت الزيتون أفضل الزيوت، ثم يقطر به في الأنف،
قطرة أو قطرتين فقط ولا تزيد، في كل فتحة من الأنف، عند
النوم. هذا ما لزم، والله الشافي المعافي، {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ
يَشْفِينِ}. (الشعراء: 80)، وصل اللهم على محمد وعلى آله
وأزواجه الطيبين الطاهرين، وبارك على محمد وعلى آله وأزواجه
الطيبين الطاهرين، كما صليت وباركت على إبراهيم إنك حميد مجيد.

سؤال وجواب ١٣٧: ما صحة هذه العبارة: (السيئة تعم والحسنة تخص)؟



سؤال:
«ما صحة هذه العبارة: (السيئة تعم والحسنة تخص)؟».

الجواب:
لا تصح بإطلاق؛ فالسيئة تعم إذا لم يؤمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ولم تكن مقصورة على صاحبها، وإلا فسيئته على نفسه، والله يقول: {ولا تزر وازرة وزر اخرى}.
والحسنة قد يظهر أثرها وخيرها فتعم كمعلم الناس الخير، والله أعلم.
والأصل في ذلك قوله -تبارك وتعالى-: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ}. (الأنفال:25). عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ: «أَمَرَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَلَّا يُقِرُّوا الْمُنْكَرَ بَيْنَ ظَهْرَانِيهِمْ إِلَيْهِمْ فَيَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِالْعَذَابِ». قال ابن كثير (4/38): «وَهَذَا تَفْسِيرٌ حَسَنٌ جِدًّا»اهـ، والله الموفق.

سؤال وجواب ١٣٦: يجوز للمسلم إذا خشي المرض وخاف البرد الشديد إذا اغتسل أن يتيمم



سؤال:
«كان على جنابة وقد حضرت صلاة الجماعة، ولا يكفي الوقت للاغتسال؛ خشية إضاعة الصلاة بالناس مع برودة الطقس؛ فتيمم وصلى صلاة المغرب إمامًا مع العلم أن الاقامة بعد الأذان بـ 10 دقائق، ثم مكث وصلى بالناس صلاة العشاء ولم ينصرف ما بين الصلاتين للاغتسال، مع أن الوقت كان كاف؛ خشية على نفسه من المرض والهلاك إذا رجع إلى صلاة العشاء، فما حكم الصلاتين؟».

الجواب:
يجوز للمسلم إذا خشي المرض وخاف البرد الشديد إذا اغتسل أن يتيمم والحمد لله، ويدل عليه ما جاء عن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- في ذلك، عن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- قال: «احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السَّلاسِل، فأشْفَقْتُ إن اغتسلتُ أن أهلِك، فتيممتُ ثم صلَّيتُ بأصحابي الصبح، فذكروا ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: «يا عمرو، صليتَ بأصحابك وأنت جُنُب؟». فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال وقلت: «إني سمعت الله -عز وجل- يقول: {وَلاَ تَقْتُلوا أنْفُسَكُمْ إنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً}. (النساء: 29)»؛ فضحك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولم يقل شيئاً». (أخرجه أبو داود وهو حديث حسن). والله أعلم.
والتيمم على الصحيح رافع للحدث، فيجوز أن يصلي به الصلاة التالية ما لم يحدث، فينتقض تيممه، فعليه أن يعيده إذا كان حاله كما هو، والله الموفق.

كشكول ٨١٨: معنى قول الفقهاء: (لا يشترط في الدفع ما يشترط في الطلب)



معنى قول الفقهاء:
(لا يشترط في الدفع ما يشترط في الطلب)
للشيخ محمد بن عمر بازمول -حفظه الله-.

سؤال وجواب ١٣٥: هل تولي الحكم بالمغالبة تعتبر من الطرق الشرعية؟ وما هي الطرق المنصوص عليها شرعًا في ولاية المسلمين؟



سؤال:
«هل تولي الحكم بالمغالبة تعتبر من الطرق الشرعية وماهي الطرق المنصوص عليها شرعا في ولاية المسلمين؟».

والجواب:
هذه ليست طريقة شرعية، لكن إن حصلت وأيده أهل الحل والعقد وأصبح له الشوكة فعليه إقامة الشرع والدين وله السمع والطاعة في الجهة التي تغلب فيها. وهذا بالإجماع. حكاه ابن بطال وغيره.
ولا توجد طرق منصوصة لكيفية التولي بحيث إن المتولي إذا لم يأت عن طريقها بطلت ولايته!
إنما ذكر العلماء ما حصل من الطرق زمن الخلفاء الراشدين؛ لأنها خلافة على منهاج النبوة؛
- فذكروا اختيار أهل الحل والعقد، كما حصل في اختيار أبي بكر وعلي بن أبي طالب -رضي الله عنهما-.
- وذكروا العهد كما عهد أبو بكر لعمر بن الخطاب -رضي الله عنهم-.
- وذكروا تسمية أشخاص يختار منهم، كما حصل لعثمان بن عفان -رضي الله عنه-، وذلك بأمر عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.
- وذكروا التغلب على أهل جهة بالسيف.
وقد أقر الشرع انعقاد الولاية بالملك الوراثي، فقد ذكر الرسول -صلى الله عليه وسلم- الملك العضوض والجبري وأقر قيام التولي بهما. مع تسميته له بالعضوض والجبري فقد أمر بالسمع والطاعة. وأجمع المسلمون على ذلك، كما في ملك بني أمية وبني العباس.
والظاهر أن الشرع لم يحدد طرقاً بدونها لا يصح التولي، ويكفي انعقاد الإجماع على صحة تولي المتغلب بالسيف على أهل جهة، دليلاً في ذلك. ولذلك المهم أن تتم للمتولي الشوكة والقوة في إقامة الدين وسياسة الدنيا، والله المستعان.

كشكول ٨١٧: الفرق بين الشرط والركن والواجب



الفرق بين الشرط والركن والواجب.
لماذا يذكر الفقهاء في باب شروط الصلاة مثلاً أموراً لا دليل على شرطيتها؟
يقف بعض طلبة العلم حائرين أمام ما يشاهدونه في كتب الفقهاء من ذكر باب في شروط عبادة من العبادات، كـ باب شروط الصلاة مثلاً، ثم يجد أموراً معدودة من الشروط، لم يقم الدليل على شرطيتها، غايته أن الدليل قام على وجوبها! فلماذا يعدون ذلك من الشروط؟
وللجواب عن هذا الأمر، وتوضيحه فإني سأبين الفرق بين الشرط والركن والواجب، ومن خلال ذلك سيتضح سر تصرف الفقهاء -رحمهم الله-.
1- الشرط: ما يلزم من عدمه العدم، ولا يلزم من وجوده وجود ولا عدم لذاته. حكم الشرط: أن من تركه جهلاً أو نسياناً أو عمداً بطل العمل الذي هو شرط فيه. مثاله: الطهارة فهي شرط لصحة الصلاة، يلزم من عدم الطهارة عدم الصلاة الصحيحة شرعاً، ولا يلزم من وجود الطهارة وجود الصلاة.
2- الركن: جزء الماهية الذي لا تقوم إلا به؛ فهو ما يلزم من عدمه العدم، ولا يلزم من وجوده وجود ولا عدم لذاته. حكم الركن: أن من تركه جهلاً أو نسياناً أو عمداً بطل العمل الذي هو ركن فيه. مثاله: الركوع في الصلاة فهو ركن، فلو صلى أحد ولم يركع حتى سلم من الصلاة بطلت صلاته. ولو صلى ركعة ولم يركع حتى شرع في الركعة التالية أو بلغ إلى محله من الركعة الثانية –على خلاف– بطلت الركعة التي لا ركوع فيها، وكانت الركعة التالية محلها.
ويلاحظ أن الركن والشرط حكمهما واحد، والفرق بينهما أن:
- الركن جزء الماهية،
- والشرط خارج عنها ولازم لها.
3- الواجب: طلب الفعل على وجه الإلزام. أثره: يثاب فاعله ويعاقب تاركه. وحكمه: أن من تركه جهلاً أو نسياناً لم يبطل عمله بذلك، ومن تركه عمداً بطل عمله. أمّا أن من تركه جهلاً ونسياناً لم يبطل عمله بذلك، فمثاله من ترك شيئاً من واجبات الصلاة جهلاً أو نسياناً فإن صلاته تصح، ويجبر ما نقص في صلاته من الواجب بسجود السهو. أمّا أن من تركه عمداً بطل عمله، فمثاله من يترك شيئاً من واجبات الصلاة عمداً، فإن صلاته باطله؛ لأنه أوقعها متعمداً على خلاف ما أمر بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- متقرباً بها إلى الله، فهذه العبادة باطلة، مردودة، بدليل قوله -صلى الله عليه وسلم-: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد».
فالواجب يشابه الشرط في الحكم في حق من تركه عمداً إذ يقتضي تركه في هذه الحال بطلان العمل، ولهذا يترجم الفقهاء باب شروط الصلاة ويوردون فيه جملة من الواجبات، حيث لم يقم دليل على أنها شرط، وهم –رحمهم الله– لم يغفلوا عن ذلك، ولكن لمّا اتحد حكم الشرط والواجب في حق من تعمد تركه ذكره الفقهاء تحت باب شروط الصلاة.
وقضية مناسك الحج أن من تعمد ترك واجباً من واجباته لم يبطل حجه؛ لا تدل على بطلان القاعدة السابقة؛ لأنه ثبت في خصوصها نص، وهو ما جاء عن ابن عباس -رضي الله عنه-: «من ترك نسكاً أو نسيه فعليه دم»، وكذا جاء نص خاص في طواف.

سؤال وجواب ١٣٤: عمر المتحجرات



سؤال:
«هذه الأرقام الكبيرة لأعداد السنوات السحيقة، كانت تمر معنا كثيرا أيام الدراسة، عمر الأرض كذا مليار سنة، وعمر هذه الأحافير كذا مليون سنة. هل يجوز تصديقهم في ذلك؟ نفع الله بكم».

الجواب:
كلامهم في عمر المتحجرات لا نعلم صدقه من كذبه، والجزم بذلك فيه نظر، والله أعلم.

كشكول ٨١٦: الله يحميك يا بلادي



الله يحميك يا بلادي...
ويرد رجالك سالمين...
ويحفظ ولي أمرنا سلمان...
حامي الحمى والأوطان...
أيده وانصره واحفظه يا رحمن...