السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الثلاثاء، 31 مارس 2015

القراءة ٢



القراءة 2
ما يقرأ المسلم
المسلم يهتم بقراءة ما رغب الشرع في قراءته
وهو يشمل الأمور التالية:
1) القرآن الكريم،
وقد جاء في الحديث عن عَبْدِ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ
حَسَنَةٌ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا. لَا أَقُولُ ألم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ
وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ».
2) القراءة لكتب العلم الشرعي، فهي من أنفع الطرق لتحصيل
العلم. ومن تراجم البخاري: «بَاب مَا يُذْكَرُ فِي الْمُنَاوَلَةِ وَكِتَابِ
أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْعِلْمِ إِلَى الْبُلْدَانِ، وَقَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ نَسَخَ عُثْمَانُ
بْنُ عَفَّانَ الْمَصَاحِفَ فَبَعَثَ بِهَا إِلَى الْآفَاقِ، وَرَأَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ
وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ذَلِكَ جَائِزًا، وَاحْتَجَّ بَعْضُ أَهْلِ
الْحِجَازِ فِي الْمُنَاوَلَةِ بِحَدِيثِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَيْثُ
كَتَبَ لِأَمِيرِ السَّرِيَّةِ كِتَابًا وَقَالَ لَا تَقْرَأْهُ حَتَّى تَبْلُغَ مَكَانَ كَذَا وَكَذَا
فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ الْمَكَانَ قَرَأَهُ عَلَى النَّاسِ، وَأَخْبَرَهُمْ بِأَمْرِ النَّبِيِّ -صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-».
3) القراءة للثقافة والأدب. وهي تدور على المحاور التالية:
المحور الأول: القراءة لتوسيع المدارك العلمية، في التخصصات
أو الجوانب المختلفة من المعرفة.
المحور الثاني: القراءة لتنمية الموهبة والقدرة على البحث،
والجلد في التتبع والاستقراء.
المحور الثالث: القراءة لمعرفة الآخرين سواء من عاش في
زماننا ولم نلتق به عن قرب، أو لمن لم ندركهم، ونريد أن نعرف
عنهم. وقد ذكر عباس محمود العقاد في كتابه (مطالعات في
الكتب والحياة) أن القراءة تزيد في عمق العمر للإنسان،
فالإنسان الذي عمره ستون سنة لا يزيد عمرة ثانية واحدة
بالقراءة، ولكن يزيد عمق هذه الستين سنة، فيطوي داخلها
خلاصة تجارب وأعمال وتفكير أناس كثر يسر الله له مطالعة
كتاباتهم أو ما كتب عنهم.
المحور الرابع: القراءة للتسلية، وحفظ الوقت، بما يفيد،
وتنشيط الذهن وراحته، وقد قرأت مرة للأستاذ عبدالرحمن بن
عقيل الظاهري أنه قال ما معناه: أنه يريح نفسه من القراءة
بالقراءة، وذلك بقراءة كتب سهلة منعشة للذهن، مريحة للعقل،
من عناء القراءة الجادة.
والمقصود في جميع هذه المحاور قراءة الكتب التي لا تتعارض
مع الشرع، إذ القراءة إذا كانت تؤدي بصاحبها إلى خروج ومخالفة
لشرع الله، فهي قراءة تسفيه لا قراءة تثقيف.
فنحن:
- نقرأ؛ لنتعلم.
- ونقرأ؛ لنتدبر، ونتعظ، ونحرك قلوبنا في طاعة الله.
- ونقرأ؛ لنتبرك بقراءة القرآن العظيم، وتزيد حسناتنا ومعارفنا.
- ونقرأ؛ لنتثقف.
- ونقرأ؛ لنتسلى.
يتبع...