السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الثلاثاء، 31 مارس 2015

القراءة ٣



القراءة 3
لكل قراءة أدبها.
فقراءة القرآن العظيم لها أدبها؛
قال السيوطي -رحمه الله-: «كيفيات قراءة [القرآن] ثلاث:
إحداها: التحقيق، وهو إعطاء كل حرف حقه من إشباع المد،
وتحقيق الهمزة، وإتمام الحركات، واعتماد الإظهار، والتشديدات،
وبيان الحروف، وتفكيكها، وإخراج بعضها من بعض بالسكت،
والتنزيل، والتؤدة، وملاحظة الجائز من الوقوف بلا قصر ولا اختلاس
ولا إسكان محرك ولا إدغامه، وهو يكون لرياضة الألسن، وتقويم
الألفاظ. ويستحب الأخذ به على المتعلمين من غير أن يتجاوز
فيه إلى حد الإفراط بتوليد الحروف من الحركات وتكرير الراءات
وتحريك السواكن وتطنين النونات بالمبالغة في الغنات كما قال
حمزة لبعض من سمعه يبالغ في ذلك: أما علمت أن ما فوق
البياض برص وما فوق الجعودة قطط، وما ليس فوق القراءة ليس
بقراءة. وكذا يحترز من الفصل بين حروف الكلمة كمن يقف على
التاء من نستعين وقفة لطيفة مدعياً أنه يرتل وهذا النوع من
القراءة مذهب حمزة وورش.
الثانية: الحدر، بفتح الحاء وسكون الدال المهملتين، وهو إدراج
القراءة، وسرعتها، وتخفيفها بالقصر والتسكين والاختلاس والبدل
والإدغام الكبير وتخفيف الهمزة، ونحو ذلك مما صحت به الرواية
مع مراعاة إقامة الإعراب، وتقويم اللفظ، وتمكين الحروف بدون بتر
حروف المد واختلاس أكثر الحركات وذهاب صوت الغنة والتفريط
إلى غاية لا تصح بها القراءة، ولا توصف بها التلاوة. وهذا النوع
مذهب ابن كثير وأبي جعفر ومن قصر المنفصل كأبي عمرو
ويعقوب.
الثالثة: التدوير وهو التوسط بين المقامين بين التحقيق والحدر،
وهو الذي ورد عن أكثر الأئمة ممن مد المنفصل ولم يبلغ فيه
الإشباع. وهو مذهب سائر القراء وهو المختار عند أكثر أهل
الأداء. والفرق بين الترتيل في القراءة وبين التحقيق فيما ذكره
بعضهم أن التحقيق يكون للرياضة والتعليم، والتمرين والترتيل
يكون للتدبير والتفكر»اهـ.
وكذا لقراءة كتب العلم آدابها.