السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الاثنين، 20 يونيو 2016

كشكول ١٣٣٧: الرد على قول بعضهن: أنا لم أتزوج إلى الآن



أنا لم أتزوج إلى الآن ...

أولاً: هذا الأمر قسمة ونصيب. لما يأتي نصيبك -بإذن الله- لن يؤخره أحد.
ثانياً: تعلمي الصبر، والرضا بقضاء الله وقدره، وإحسان الظن بالله سبحانه وتعالى، سيجعل الله من بعد عسر يسراً، ولن يغلب عسر يسرين.
ثالثاً: انظري إلى من هو دونك؛ ذلك أجدر أن لا تزدري نعمة ربك.
والذين هم دونك أصناف، أذكر بعضها؛
الصنف الأول: من تجاوز سنها سنك ولم تتزوج، وأنت لا يزال باب الأمل والرجاء مفتوح أمامك، وسنك مرغوب.
الصنف الثاني: من لم تتزوج، ومع ذلك تعيش أوضاع أسرية صعبة جداً، وأنت والحمد لله أوضاعك الأسرية مريحة، والكل يحبك ويتفاعل معك ويتمنى لك الخير.
الصنف الثالث: من تزوجت، ولم تسعد؛ فهي وأهلها في مشاكل مع من تزوجته.
الصنف الرابع: من تزوجت وحرمت صحتها وتعبت.
الصنف الخامس: من تزوجت وحرمت من أهلها وولدها؛ لسبب من الأسباب.
وغير هذه الأصناف كثير.
فانظري إلى من هو دونك؛ ذلك أجدر أن لا تزدري نعمة ربك!

أسأل الله ذا الجلال والإكرام أن يرزقك وجميع المسلمات اللاتي لم يتزوجن بالزوج الصالح، ويعجل لكن بالخير، ويرزقنا وإياكن وجميع المسلمين العفو والعافية.

كشكول ١٣٣٦: من الطرق التي تلجأ إليها الأحزاب لتحريك العامة


تدري ... من الطرق التي تلجأ إليها الأحزاب لتحريك العامة، أنهم يجعلون من مسؤولياتهم ما هو في الشرع ليس من مسؤولياتهم.
ثم يضخمون الأمر.
ويردون النصوص المخالفة لهم.
ثم يصفونهم بالتقصير.
ثم يسألون ماذا قدمتم لهذا الدين.
ثم يوجهونهم إلى الأعمال التي يريدون خدمة لهذا الدين وقياماً بواجباتهم كما أوهموهم وضخموها عليهم.
فيقودونهم إلى مآربهم، ورؤساء الأحزاب في بيوتهم وفي الفنادق وعلى القنوات، وأولئك يعرضون أنفسهم للموت ، والسجن ، والتعذيب!
خذ مسألة على سبيل المثال ؛
وجوب إقامة الدولة الإسلامية، وأن يكون للناس إمام واحد يبايع.
فهذا ليس من واجبات عموم المسلمين.
وهو نتيجة تقصير في اتباع الأئمة في الجهات المختلفة للسنة، أو تقصير منهم في ذلك.
فيأتي الحزبيون ، ويضخمون الأمر؛
فلا بيعة لهؤلاء الأئمة، لأنهم رؤساء على بلدانهم، لا لعموم المسلمين؛
النتيجة لا سمع وطاعة لهم.
ولابد أن نسعى لتكوين الدولة الإسلامية التي يحكمها إمام واحد، لتكون في أعناقنا بيعة، ولا نكون في جاهلية، أو نموت ميتة جاهلية!
وكلامهم هذا باطل، لأن هؤلاء حكموا بهذا أن الأمة الإسلامية كلها من أول دولة بني أمية إلى اليوم جاهلية، لأنه من ذاك الوقت إلى اليوم لم يجتمع المسلمون كلهم في جميع العالم تحت إمام واحد!
ويلزم أيضاً أن الأمة اجتمعت على ضلالة، لأننا لا نعلم أن أحداً من أهل العلم أنكر هذا الوضع وقال لا تصح بيعة كل إمام في جهته! بل أجمعوا على صحة الإمامة في كل جهة لمن اجتمع الناس عليه، وأقام فيهم شرع الله.، فله عليهم السمع والطاعة في غير معصية.

ويلزم أن الأمة خرجت عن سبيل المؤمنين فهي في النار جميعها.

قال وقلت ١٣١: إنما يرجع في الفتوى لأهل العلم بالقرآن والسنة وما جاء عن السلف



قال: لا ثقة عندنا بهؤلاء ، ألفتوى في هذه المسائل تؤخذ من أهل الجهاد، ألم يرد أن الناس كانوا يقولون : إذا اختلف الناس فاسألوا أهل الثغور. وكذا نقول اليوم: الفتوى لأهل الخنادق وليست لأهل الفنادق.
قلت: إنما يرجع في الفتوى لأهل العلم بالقرآن والسنة وما جاء عن السلف، [وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ] (النحل:43).
أما ما ورد أن الناس كانوا يقولون : اسألوا أهل الثغور؛ فليس معنى ذلك أن مجرد ما يخرج المسلم للجهاد يصبح متأهلا للفتوى، لا ، ليس هذا هو المراد؛ وإنما المراد أن علماء البلد وطلابه خرجوا إلى الثغور، فاسألوهم، وذلك أن أهل العلم وطلابه في البلد يخرجون شهوراً للجهاد في الثغور ثم يعودون إذا لم يقتلوا إلى أهليهم، فيحصل أحياناً أن البلد يخرج كل من فيها من العلماء وطلاب العلم، ولم يبق إلا العوام، فإذا أراد أحد أن يسأل قالوا له: اسأل أهل الثغور!
ولا دليل على أن مجرد الخروج لقتال الكفار يجعل من المسلم متأهلاً للفتوى عالماً بالدين!
فإن قيل: قوله تعالى [وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ] (العنكبوت:69)، ألا يدل أن المسلم إذا خرج إلى قتال الكفار الله يهديه إلى العلم؟
فالجواب : 
المراد في الآية الذين جاهدوا أنفسهم فالْمُجَاهَدَةُ هِيَ الصَّبْرُ عَلَى الطَّاعَاتِ. قَالَ الْحَسَنُ: أَفْضَلُ الْجِهَادِ مُخَالَفَةُ الْهَوَى.
وَقَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِي طَلَبِ الْعِلْمِ لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَ الْعَمَلِ بِهِ. وَقَالَ سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِي إِقَامَةِ السُّنَّةِ لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَ الْجَنَّةِ.
وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: وَالَّذِينَ جاهدوا في طاعتنا لنهديننهم سُبُلَ ثَوَابِنَا. وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ، بِالنَّصْرِ وَالْمَعُونَةِ فِي دُنْيَاهُمْ وبالثواب والمغفرة في عقباهم. انظر تفسير البغوي.
ولذلك لم يرد عن السلف أن قتال الكفار من طرق طلب العلم الشرعي أو من طرق التعلم .

والله الموفق.

كشكول ١٣٣٥: عندي مدونة رابطها مكتوب على الصفحة


عندي مدونة رابطها مكتوب على الصفحة، فيها حوارات كثيرة ومناقشات وجملة من الشبهات التي نوقشت، يمكنك استعمال خاصية البحث فيها؛ للوصول إلى ما تريد ولو بكلمة واحدة.

قال وقلت ١٣٠: الجهاد ماض إلى أن يأتي أمر الله، بأنواعه بحسب حال المسلمين


قال : الجهاد ماض إلى يوم القيامة لا. يضره غلو غالي و لا إرجاف مرجف و بارك الله في المسلمين جميعًا.
قلت : نعم هذا صحيح، وهو في حال قوة المسلمين بالسيف والسنان، وفي حال ضعف المسلمين بالحجة والبرهان .
وهنا تأتي أهمية أن تعلم أن الجهاد منه ما يكون بقتال الكفار.
ومنه ما يكون بالمال.
ومنه ما يكون بالرد عليهم باللسان.
ومنه ما يكون بالقلب.
فالجهاد ماض إلى أن يأتي أمر الله، بأنواعه بحسب حال المسلمين!

وفق الله الجميع لطاعته.

كشكول ١٣٣٤: احذروا هذه الكلمة!


من مقولات أهل البدع المعاصرين :
لا نريد علم ... علم ... نريد عمل، الأرفف ملآنه بالكتب!

فاحذروا هذه الكلمة!

قال وقلت ١٢٩: سبب ما نحن فيه الجهل بالدين


قال: أنت تقول: إذا أردت أن تنصر الأمة الإسلامية، وتنصر السنة على الشيعة ذكرت فقط طبق السنة على نفسك وأدناك فأدناك؛
أين الجهاد، أليس الجهاد من السنة؟! مقاتلة المشـركين أليست من السنة؟! نصر المستضعفين أليس بسنة؟!
«أتعرف لماذا نحن المسلمين الآن هكذا حالنا؟ بسبب بعدنا عن الله، وتركنا لأهم أمور ديننا، وهو: الجهاد؟».
قلت: لا، ليس الأمر ما قلت!
بل نحن والحمد لله نعرف الله، ونعرف رسولنا، وعلى بصيرة -إن شاء الله- من ديننا، ونعلم أن سبب هذا الضعف ما بينه الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الأحاديث وهو البعد عن الدين، والجهل به، فإذا أردنا العزة للإسلام والمسلمين فلابد من العودة إلى الدين، سبب ما نحن فيه الجهل بالدين، حتى يأتي أناس متحمسون جاهلون بالدين يقاتلون الناس ويسمون هذا القتال جهادًا، ويأتي من لا يعرف معاني الولاء والبراء والحكم بغير ما أنزل الله، فيتسلط على أهل الإسلام فيكفر المجتمعات والدول والحكام، و يستبيح الخروج عليهم، وتهراق دماء المسلمين بسبب فكره ونظرته التي يدعي أنها تمثل الإسلام.
اسمع هداك الله، أخرج أحمد في المسند أحمد (الميمنية ٢/ ٤٢، ٨٤)، (الرسالة ٩/ ٥١، ٣٩٦، تحت رقم ٥٠٠٧، ...٥٥٦٢)، وأبو داود في سننه في (كتاب البيوع)، باب في النهي عن العينة، حديث رقم (٣٤٦٢) عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم». (والحديث صححه محقق (جامع الأصول) (١١/ ٧٦٥)، وضعفه محققو المسند، من أجل أن في سنده شهر بن حوشب، وأبا جناب، لكن أورد له الألباني طريقين آخرين، انظر (سلسلة الأحاديث الصحيحة) تحت رقم (١١)، فيرتقي الحديث إلى درجة الصحيح لغيره). 
فأرشد إلى رفع الذل والهوان بالعودة إلى الدين.
ما هو الدين؟
في حديث جبريل الطويل الذي هو أم السنة، بعد أن ذكر أركان الإيمان، والإسلام، والإحسان قال: «هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمور دينكم». (أخرجه البخاري في (كتاب الإيمان)، باب سؤال جبريل النبي عن الإيمان والإسلام والإحسان، حديث رقم (٥٠)، ومسلم في كتاب الإيمان، باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان، حديث رقم (٩، ١٠). كلاهما من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-. وأخرجه مسلم في (كتاب الإيمان) باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان، حديث رقم (٨)، من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه)!
فالرسول -عليه الصلاة والسلام- أخبر بأمر سيكون، وأخبر بالنتيجة، ودلّ وأرشد إلى سبيل الخلاص؛
فالداء وأعراضه هي:
- «إذا تبايعتم بالعينة» والعينة: نوع من أنواع البيوع، تباع فيها السلعة، ويبقى عينها عند بائعها، ويشتريها البائع ممن اشتراها منه، كأن يذهب إنسان إلى صاحب سيارات وهو محتاج فلوس فيقول لصاحب السيارات: «بعني هذه السيارة بالتقسيط بعشرين ألف». فيبيعه بعشرين ألف، وصاحب السيارة عارف أنه ما يريد السيارة يريد الفلوس، فيقول له: «أنا اشتري منك هذه السيارة نقداً بخمسة عشر ألفاً». فيصير في الحقيقة أنه أخذ خمسة عشر ألفاً حاله بعشرين ألف مؤجلة. ألم يحصل هذا؟! سمي عينة؛ لأن عين السلعة المباعة لم تنتقل من حرز مالكها.
والرسول -عليه الصلاة والسلام- عنون ببيع العينة من باب الإشارة إلى تفشي أنواع البيوع المحرمة؛ لأنه لا يوجد عندنا في المعاملات في البيع والشراء إلا بيع وربا، فعنوان البيوع المحرمة: الربا، ومنه: بيع العينة.
- «واتبعتم أذناب البقر» كانوا في السابق ولا يزال إلى الآن في بعض البلاد المحراث يجره بقر وثور، فيأتي المزارع يمشي خلف البقر، ويمسك المحراث، ويغرزه في الأرض حتى يقلبها، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- عبر عن الركون إلى الدنيا والأرض باتباع أذناب البقر، يعني: تصيروا أهل زرع، وأهل دنيا، وأهل مال؛ فتجلسوا في الأرض، وتتركوا الجهاد.
- «وتركتم الجهاد»
فتضمن الحديث ثلاثة أعراض لحال المسلمين:
1ـ إذا تبايعتم بالعينة! قلنا: هذا عنوان البيوع المحرمة الربوية.
2ـ واتبعتم أذناب البقر! معناه: الركون إلى الدنيا.
3ـ وتركتم الجهاد.
والنتيجة لهذه الأمور: «سلط الله عليكم ذلاً».
والعلاج كيف يكون:
- «لا يرفعه عنكم حتى تعودوا إلى دينكم».
العودة إلى الدين سبب في رفع الذل عنا.
والدين هو ما جاء في حديث جبريل الطويل، (أم السنة). وهذه أهم ما في الدين، معرفة: أركان الإسلام، وأركان الإيمان، وركن الإحسان، والاستعداد لليوم الآخر وعلاماته.
والحال أن المسلمين في ضعف لا يقدرون عليه، ومعلوم أن القدرة مناط التكليف! بل ترك الجهاد عرض من الأعراض، إنما الداء هو: ترك الدين، والجهل به، والانغماس في الدنيا، والعلاج: بالعودة إلى الدين، وتحقيق الإسلام بأركانه، والإيمان بأركانه، والإحسان بركنه، والاستعداد لليوم الآخر وعلاماته.
فليس السبيل هو رفع راية الجهاد، وليس هو أهم أمور ديننا!
كيف يترك الرسول صلى الله عليه وسلم في العهد المكي الجهاد وهو أهو أمور الدين؟! هذا غير صحيح.
ولذلك النصر والتمكين بالرجوع إلى الدين وتعلم العلم الشرعي الواجب وإقامته على النفس ثم الأدنى فالأدنى، 
قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ﴾ (النور:55).
والجهاد في إقامة الدين على النفس، هو أول جهاد على المسلم أن يفعله، فكل مسلم في جهاد، ولن يحرمه الله أجر المجاهدين، إن صدق وأخلص. 
خاصة في هذا الزمن الذي ضعف فيه المسلمون، فإن أول طريق قوتهم الرجوع إلى الدين وإقامته على النفس، والجهاد في ذلك.
وبالله التوفيق.
أمّا من يحمل السلاح ويريد يقاتل ويظن ما يفعله هو طريق نصرة الإسلام والمسلمين، بدون أن يتعلم العلم الشرعي ويقيمه على نفسه، والذي فيه شروط الجهاد، ومتى يكون بالقتال ومتى لا يكون، من لا يتعلم هذا ويقيمه على نفسه فقد ضل الطريق، وأخطأ قدمه السبيل، و لا حول و لا قوة إلا بالله.

عن فَضَالَة بْنَ عُبَيْدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: «الْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي اللَّهِ». (أخرجه أبوداود (2500)، وابن حبان (الإحسان 4624). وصححه كذلك الألباني ومحقق الإحسان).

كشكول ١٣٣٣: لا تجعل الحال الاستثنائي أصلاً



لا تجعل الحال الاستثنائي أصلاً.
فالأصل تحريم الميتة والاستثناء جواز أكل الميتة عند الضرورة . فلا تقل حينما تسأل عن حكم أكل الميتة: يجوز أكلها في الضرورة. بل قل: يحرم أكل الميتة. هذا الأصل.

دردشة ٣١: في العلم


دردشة : في العلم
ليس العلم مجرد آية من القرآن العظيم أو حديث عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيهما المسألة !
بل القضية أبعد من ذلك ؛
اولا : اعلم ان الدليل على نوعين : دليل متفق عليه ودليل مختلف عليه. والمتفق عليه هو الاستدلال بالقرآن والسنة والإجماع والقياس.
ثانيا : اذا كان الدليل حديثا او اجماعا او قياسا تحتاج التثبت من صحته وثبوته.
ثالثا: تحتاج الى معرفة إحكام الدليل وعدم وجود المعارض.
رابعا : تحتاج الى معرفة دلالات الالفاظ وكيفية الاستنباط وترتيب الادلة .
فيمر الاستدلال بهذه المراحل ليكون استدلالا صحيحا. تصل به الى معرفة حكم المسألة.
فالآية والحديث فد يكون فيهما ما يتعلق بالموضوع لكن ما حكمه التكليفي ان كان تكليفيا؟
ما حكمه الوضعي اذا حكما وضعيا؟ 
فلابد من تحقق الثبوت والسلامة من المعارض وصحة الدلالة.
فليست القضية مجرد دليل في المسألة.
وبهذه المراحل يتحقق وصف العلم والعالم.
فاذا اردت تنزيل الحكم الذي تعلمته بالطريقة السابقة على واقعة معينة فلابد من العلم بحال المستفتي وواقعه لتنزيل الحكم عليه .
وهذه الفتوى والذي يقوم بذلك هو المفتي.
فإذا اريد اقامة الحكم وتنفيذه ومعاقبة مخالفه فلابد من تحقق ضبط القضية بالبينات والشهود وقوة التنفيذ وهذا حكم القضاء وصاحبه القاضي.
فلا تتعجل ياطالب العلم في المسائل واصدار الاحكام فلازلت في اول درجات سلم العلم واول خطوات سبيل التعلم. 

وفقنا الله واياك لما يرضاه وجعلنا هداة مهتدين.

كشكول ١٣٣٢: موقف مطرف بن عبدالله من التحزب


جاءني على الواتساب ...
موقف مطرف بن عبدالله من التحزب (توفي 95 هـ) :
حدثنا مطرف قال :
كنا نأتي صوحان فكان يقول : يا عباد الله ، أكرموا وأجملوا ، فإنما وسيلة العباد إلى الله بخصلتين : الخوف ، و الطمع .
فأتيته ذات يوم و قد كتبوا كتاباً ، فنسقوا كلاما من هذا النحو : إن الله ربُّنا ، و محمدٌ نبينا ، و القرآن إمامُنا ، و من كان معنا كنا و كنا ، و من خالفنا كانت يدنا عليه و كنا و كنا .
قال : فجعل يعرض الكتاب عليهم رجلا رجلا ، فيقولون : أقررتَ يا فلان ؟ حتى انتهوا إليَّ . فقالوا : أقررت يا غلام ؟ قلت : لا ! .
قال -يعني زيداً- : لا تعجلوا على الغلام ، ما تقول يا غلام ؟ .
قلت : إن الله قد أخذ علي عهداً في كتابه ، فلن أحدث عهداً سوى العهد الذي أخذه عليَّ , فرجع القوم من عند آخرهم و ما أقر منهم أحد . و كانوا زهاء ثلاثين نفساً .
الحلية 2-204

منقول.

سؤال وجواب ٣٢١: الإصرار على تكرار العمرة


الإصرار على تكرار العمرة. 
السؤال : ماحكم الإصرار على تكرار العمرة في رمضان؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فإن الإصرار على تكرار العمرة والإكثار منها في الشهر الواحد، أو في شهر رمضان، بحيث تؤدى خمس مرات في الشهر، أو ست مرات، أو كل يوم عمرة أو عمرتين، من الأمور التي لم يجر عليها عمل السلف الصالح رضي الله عنهم.
بل قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه في مجموع الفتاوى (26/270) "مكروه باتفاق سلف الأمة، لم يفعله أحد من السلف، بل اتفقوا على كراهيته".
ولا يصح الاستدلال على جواز ذلك بحديث: "عمرة في رمضان تعدل حجة"؛ وذلك لأن السلف من الصحابة وتابعيهم لم يفهموا من الحديث أن المراد الإكثار من العُمَر في رمضان على تلك الصفة، وإلا لفعلوا ذلك؛ إذ هم أحرص على فعل الخير، وأقوم منا في متابعة سنة الرسول r وامتثال أمره، وافهم لمراده عليه الصلاة والسلام، فلما لم يفهموا ذلك، ولم يفعلوه دلّ على أن هذا ليس بمراد في الحديث. وإنما المراد العمرة التي يحرم بها صاحبها من بلده أو ميقاته في رمضان، وهي التي تعدل حجة، أو المراد: من أراد الحج ولم يتيسر له، فإنه إذا اعتمر في رمضان حصل له كأجر حجة؛ لأن المرأة التي قال لها الرسول r : "عمرة في رمضان تعدل حجة" هذا حالها، كما جاء مفسراً في روايات الحديث.
وكذا حديث ابن مسعود مرفوعاً: "تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد" أخرجه النسائي والترمذي وقال: "حسن صحيح"، ليس المراد به الإكثار من العُمَر في الشهر الواحد، خمس عمر أو ست عمر، أو كل يوم أو يومين عمرة، فإن هذا لم يفهمه السلف، ولم يفعلوه، وإنما الذي فعلوه هو أن يحرم أحدهم بالعمرة من بلده أو ميقاته، ويأتي إلى مكة، وهي عمرة القادم إلى مكة، وهذا هو المراد بالحديث، وإنما حدث ذلك الفهم وهو الإكثار من العمرة في شهر رمضان أو في الشهر الواحد بحيث تكون خمس أو ست أو أكثر من ذلك؛ إنما حدث هذا بعدهم، رحمهم الله ورضي عنهم، وأكثر ما ورد عنهم من تكرار للعمرة في الشهر الواحد أن يعتمر مرتين، أو يعتمر عندما يحمم شعر رأسه بعد حلقه، وهذا لا يكون إلا بعد عشرة أيام في العادة، فيحصل في الشهر عمرتين أو ثلاث، هذا أقصى ما ورد عنهم.
و لا يتردد المتأمل في حال الناس اليوم من الحكم ببدعية الإكثار من العمرة في شهر رمضان على الصورة الواقعة، وذلك لما يلي:
- لأنه مظنة تسبيب ازدحام الناس والإضرار بهم، والمظنة هنا تنزل منزلة المئنة، كما يقولون.
- لأنه خروج عما فهمه سلف الأمة من الأحاديث، وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف.
- لأنه يوقع في مخالفات أخرى منها:
العمرة من مكة، وهذا يفعله بعض الناس.
أو خروج المكي إلى الحل من أجل الإتيان بعمرة، وهذه مسألة كرهها السلف، وبينوا أن الطواف أفضل من هذا الخروج، حتى قال بعضهم: الذين يعتمرون من التنعيم ما أدري أيؤجرون عليها أم يعذبون؟ قيل: فلم يعذبون؟ قال: لأنه يدع الطواف بالبيت، ويخرج إلى أربعة أميال ويجيء ، وإلى أن يجيء من أربعة أميال قد طاف مائتي طواف، وكلما طاف بالبيت كان أفضل من أن يمشي في غير شيء. مجموع الفتاوى (26/264).
ما نشاهده من بعضهم من القزع، فيحلق بعض رأسه في العمرة الأولى ويبقي سائره، ثم يحلق بعضه الاخر في عمرة ثانية، وهكذا، حتى أن بعضهم يقسم حلق شعر رأسه بعدد العُمر التي ينوي فعلها، فهو يحلقه أرباعاً، أو أخماساً، أو أكثر من ذلك، وهذا كله قزع، والقزع منهي عنه.
أن بعضهم من أجل الاتيان بهذه العُمر قد يهمل بعض الواجبات التي عليه، فيهمل في وظيفته، أو يضيع بعض الواجبات الأخرى التي عليه.
إلى غير ذلك من المخالفات. هذا والله اعلم واحكم.
تنبيه:
هذا الحكم المذكور، في حال الاختيار.
أمّا لو احتاج المسلم إلى تكرار العمرة، لأنه يغلب على ظنه أنه لا يتيسر له القدوم إلى مكة إلا بعد زمن طويل، أو لا يتيسر له أبداً، وأراد أن يعتمر عن نفسه أو عن غيره من ميت، أو حي عاجز، لا يقدر على العمرة والحج، فالذي يظهر جواز تكرار العمرة له ولو في كل ثلاثة أيام، لهذه الحاجة.

إذ للضرورة أحكام، والحاجة قد تنزل منزلة الضرورة. والله اعلم.

سؤال وجواب ٣٢٠: حكم التقشير، وحكم كتابة القصص الخيالية الإسلامية، وحكم القصر لمن سافر إلى بلد يسكنه


سائل يسأل عن ما يفعله بعض النسوة من ما يُسمى بتقشير البشرة بالكريمـــات أو أحماض الفواكه أو الليزر، هل يجوز أو لا يجوز؟
والسؤال الثاني : عن حكم كتابة القصص الخيالية الإسلامية ؟
والسؤال الثالث: هل يقصر الشخص الصلاة المقيم في مكة إذا ذهب إلى بيته في جدة أو بيته في الطائف أو بيته الهدا، سواء كان إيجاراً أو ملكاً؟

والجواب مستعيناً بالله:
بالنسبة للسؤال الأول : إذا كان تقشير البشرة للعلاج فهذا جائز لا حرج فيه إن شاء الله تعالى.
أمّا إذا كان تقشير البشرة للزينة من أجل إزالة الألوان الغامقة على الجلد أو صفاء لونها فالذي يظهر أن ذلك جائز إن شاء الله تعالى؛ لأنه من أمور العادات والأصل في العادات الإباحة، بالشروط التالية:
- أن لا يكون فيه ضرر، لقوله r: "لا ضرر و لا ضرار".
- أن لا يكون من خصائص الكافرات في زينتهن فيمنع منعاً للتشبه بهم، أمّا إذا لم يكن من خصائص الكافرات ولكنهن يفعلنه فتطلب مخالفتهن أيضاً، لأن المسلم نهي عن التشبه بهم، مأمور بمخالفتهم. وطلب التشبه تعتبر فيه النية، والمخالفة مطلوبة حتى ولو لم يقصد المشابهة لهم.
- أن لا يقترن فعل هذا بأمر محرم، أو تدليس.
فإذا توفرت هذه الشروط الثلاثة فالظاهر - عندي - جواز هذا الذي يسمى بتقشير البشرة، والله اعلم.
أما بالنسبة للسؤال الثاني : فالظاهر أن القصة إذا كانت متخيلة لأشخاص متخيلين بأحداث متخيلة فهي جائزة، مادام أن الشخص يقصد تقريب المعاني الشرعية، وتقريرها.
والأفضل لهذا الذي رزقه الله موهبة الكتابة القصصية أن يقتصر على ما ورد في القرآن العظيم والسنة النبوية، فهذه أحسن القصص، ومعاني الشرع فيها متقررة على أتم وجه، بلا محظور.

وبالنسبة للسؤال الثالث : لهذا الشخص أن يقصر الصلاة في طريق السفر ، فإذا وصل إلى المحل الذي يقصده وله فيه بيت ملك أو بالإيجار الدائم (يعني ليس كالفندق والشقق المفروشة التي لا يقصد فيها الإقامة الدائمة) فإنه لا يكون مسافراً إنما هو مقيم، فلا يقصر الصلاة، و لا يأخذ برخص السفر، والله اعلم.