السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الجمعة، 27 فبراير 2015

كشكول ٧٨٠: يا أولياء النساء... كثرت شكاوى النساء من أوليائهن!


أيها الأب... أيتها الأم... أيها الابن... أيها الأخ...
يا أولياء النساء...
كثرت شكاوى النساء من أوليائهن!
وأكثر الشكاوى تذكر أنه يتقدّم لها الشاب المتدين؛ فيرد لدينه، وبسبب مظهره...
أنتم معذورون تخافون على بناتكم...
تخافون على أخواتكم...
تخافون على مولياتكم...
معكم حق، ولكن علاج الأمر ليس برد الشاب ورفضه!
لا بل العلاج: أن تسأل عن الشاب، وعن منهجه، وعن طريقته... فإن رضيت دينه وخلقه ووجدت لديه قدرة على مؤونة النكاح فزوجه...
لا ترد الشاب لأنه صاحب لحية،
أو لأنه يقصر ثوبه،
أو لأنه متدين!
اسأل من تثق في دينه وعلمه عنه، فإن لم يعرفه اطلب منه أن يجلس معه ليكتشف لك منهجه،
أما مجرد الرد هكذا... والعصبية في ذلك... فهذا أسلوب غير واقعي في معالجة المشكل.
وأنت أيها الشاب المتدين... إذا تقدمت لخطبة فتاة فترفق مع أهلها... ولا تكن متشدداً متعنتاً؛ فإن الرفق ما كان في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه.
والرسول يقول: «يسروا و ا تعسروا وبشروا ولا تنفروا».
اعط صورة حسنة عن الدين!
إن أهل التطرف والفكر الضال قد شوهوا صورة المتدين؛ فأصبح العوام يظنون أن كل متدين هو متطرف، أو هو من الإخوان، أو هو من داعش...
هم معذرون بسبب الإعلام... وبسبب ما بسمعونه من أخبار... بل ويمكن بسبب ما يشاهدونه...
فلا تكن سبباً في تمكين تشويه الصورة من قلوبهم...
وإذا زوجوك أحسن عشرة ابنتهم، وعاملها بالإحسان والمعروف... وتجنب الإساءة... وتعلم الصبر والحلم والأناة.
وأنت أيتها الفتاة... لا تسيء الظن بوليك... ولا تتعجلي الأمور؛ فإن أهلك يريدون مصلحتك... ويريدون الخير لك... فلا ترتكبي حماقات تندمي عليها... اصبري... وعليك بالدعاء ييسر الله لك أمرك ويفرج لك كربك... وادعيه سبحانه أن يصلح الحال، ويصرف السوء، ويعجل بالرجل الصالح الذي يوفقه ربي لك ويوفقك له.

بارك الله فيكم، وغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين والمسلمات.

قال وقلت ٧٤: ما الفرق بين قول: متفق عليه، ورواه البخاري ومسلم، ورواه الشيخان؟



سؤال: «ما الفرق بين قول: متفق عليه، ورواه البخاري ومسلم، ورواه الشيخان؟».

الجواب:
لا فرق بين قولنا: رواه الشيخان، وقولنا رواه البخاري ومسلم، فإنهما بمعنى واحد، عند أهل العلم.
أما قولنا: متفق عليه؛ فهذه الشائع أنها بمعنى أخرجه البخاري ومسلم، أو أخرجه الشيخان.
ووجدت مجد الدين أبا البركات ابن تيمية في كتابه (المنتقى من أدلة الأحكام) ينص في المقدمة أنه إذا قال: متفق عليه، فيعني ما أخرجه البخاري ومسلم وأحمد في مسنده. فهذا اصطلاح خاص بهذا الكتاب.
والله الموفق.

قال وقلت ٧٣: وماذا ترك لنا الأولون من أحاديث نخرجها؟!


قال: «وماذا ترك لنا الأولون من أحاديث نخرجها؟! لقد كفوا ووفوا».

قلت: الأحاديث التي نجدها في الكتب المسندة لا تخرج عن حالين:
الحال الأولى: أن نجد لهم كلاماً فيها .
الحال الثانية: أن لا نجد لهم كلاماً فيها.
أما الحال الأولى إذا وجدنا لهم كلاماً على الحديث فلا يخلو من الأحوال التالية:
- أن يجمعوا على صحته؛ فهذا إجماع يجب علينا اتباعه، ولا يحل لنا خلافه.
- أن يجمعوا على ضعفه؛ فهذا أيضاً إجماع لا يحل لنا خلافه، وعلينا اتباعه.
- أن نجد كلاماً لبعضهم يحكم حكماً عاماً على الحديث؛ فإن اتفق مع المعطيات التي عندنا من البحث فالحمد لله. وإن اختلف مع معطيات البحث عندنا
فقيل: يكتفى بكلامه، وقيل: ليس ذلك بلازم، بل نطبق قواعد العلم ونحكم بحسب الحال، إذ كانت المعطيات التي وجدناها لا تتفق مع حكمه، خاصة إذا كانت الثقة بما لدينا من الطرق والمخارج قوية، والله أعلم.
- أن نجد كلامًا لبعضهم يحكم في على بعض الطرق أو بعض الألفاظ، فهذا يستفاد منه، وينظر في بقية الطرق والمتون ليحكم على الحديث.
- أن نجد كلاماً، ولكنه يحكي اختلافاً منهم في الحديث، فهنا نرجح بين كلامهم بالقواعد العلمية في علم الحديث.
أما الحال الثانية؛ فهذه
- نحاول جمع طرقها،
- والنظر في أسانيدها ومتونها،
- وتطبيق قواعد الجرح والتعديل في رواتها،
- ووصفها بما ينطبق عليها من أوصاف علم الحديث.

وبهذا يتضح لك أن المجال رحب، فالقول الموافق للواقع: كم ترك الأول للآخر! والله الموفق.

الخميس، 26 فبراير 2015

كشكول ٧٧٩: الدرس الثاني في شرح معارج القبول


الدرس الثاني في شرح معارج القبول:
25 / ربيع الثاني / 1436 هـ.


تخريج الحديث ١٠



تخريج الحديث (10 - 10)

صنف العلماء كتباً تعين وتساعد في التخريج، خاصة التي حظيت بمحققين مهرة، فإنهم يقومون بخدمتها فيعزون كل حديث إلى موضعه مع بيان مرتبته، فيكون في هذا عون كبير للمخرج.
مثل مسند أحمد بتحقيق دار الرسالة، لمجموعة من المحققين، بإشراف الأرنؤوط. وللأرنؤوط تحقيق سنن ابن ماجة، وسنن أبي داود.
جامع الأصول لابن الأثير تحقيق عبدالقادر الأرنؤوط.
ومن الكتب المعينة في ذلك:
- نصب الراية للزيلعي.
- التلخيص الحبير لابن حجر.
- إرواء الغليل للألباني.
- صحيح السنن وضعيف السنن الأربعة للألباني، -رحم الله الجميع-.

وعموماً برامج الحديث الحاسوبية تساعدك كثيراً في الوقوف على كل هذه الكتب، أعني بالخصوص برنامج المكتبة الشاملة.

تخريج الحديث ٩



تخريج الحديث (10 - 9)

الأصل أن يستقل المخرج في الحكم على الحديث، لكن إذا تعذر عليه لسبب من الأسباب، فلينقل حكم معتبر في الحديث ويعزو إليه، فيقول: الحديث صححه فلان، أو ضعفه فلان، أو قال فيه فلان. ويعزو إلى موضع كلامه من كتبه.

تخريج الحديث ٨



تخريج الحديث (10 - 8)

بيان مرتبة الحديث تقوم على أمرين:
أحدهما: المعرفة بحال الرواة جرحًا وتعديلاً.
ثانيهما: المعرفة بأوصاف الأحاديث بحسب علم الحديث.
فبالأول تعرف حال رواة السند.
وبالثاني تعرف كيف تصفه الوصف المطابق له.

تخريج الحديث ٧



تخريج الحديث (10 - 7)

عزو الحديث إلى مواضعه من الكتب المسندة يراعى فيه تقديم العزو إلى الكتب المشهورة المعروفة على غيرها، وإلا فإنه يقال لمن عزى الحديث إلى كتاب بعيد وترك عزوه إلى لكتب الستة أو أحدها بأنه أبعد النجعة.
وعادة أهل العلم لا يتوسعون في التخريج إذا كان الحديث في الصحيحين أو أحدهما، إلا لفائدة.
ومن المتقرر عندهم أن الحديث المتواتر لا يحتاج إلى عزو وتخريج، إنما فقط ينقل كلام من نص على تواتره أو يعزى إليه.
- والعزو تارة يكون بذكر اسم الكتاب، والباب، ورقم الحديث، وهذه أتم طرق العزو، فتقول: أخرجه البخاري في كتاب الطهارة، باب الوضوء مرة مرة، الحديث رقم: (333) مثلاً. 
ودونها في التمام أن تقتصر على رقم الحديث فتقول: أخرجه البخاري تحت رقم: (333). ودونها في التمام أن تقول: أخرجه البخاري. فقط، ولا تذكر رقم الحديث، ولا الكتاب، ولا الباب، واليوم لا يعذر الباحث بهذه الطريقة بسبب تيسر الكتب وتعدد الطبعات. 
- وتارة يكون العزو بذكر رقم الجزء والصفحة، وذلك في المسانيد، فإن كان الكتاب مرقمًا تزيد ذكر رقم الحديث، فتذكر الجزء، والصفحة، ورقم الحديث، وبعضهم يقتصر على ذكر رقم الحديث إذا كان الكتاب مرقماً. والعزو بمجرد قولك أخرجه أحمد في المسند بدون ذكر شيء من الجزء أو الصفحة أو رقم الحديث فيه قصور اليوم.

تخريج الحديث ٦



تخريج الحديث (10 - 6)

كل طريق من طرق العزو السابقة سواء باعتبار المتن أو السند، فيها نوع قصور يكمل باستعمال طريقة أخرى، واليوم بفضل الله تعالى ورحمته برامج الحاسب الآلي تغني عن استعمال هذه الطرق مباشرة مع الكتب، فتستطيع في برنامج مثل (موسوعة الحديث) (صخر/حرف)، أو برنامج المكتبة الشاملة، أن تخرج الحديث بجميع الطرق السابقة بأيسر سبيل وبأخف مؤونة.
ولذلك عليك أن تتعلم كيف تبحث عن الحديث باعتماد هذه البرامج. فتبحث عن الحديث بكل الطرق السابقة داخل البرنامج بيسر وسهولة.

تخريج الحديث ٥



تخريج الحديث (10 - 5)

والعزو باعتبار المتن يشمل:
- عزوه باعتبار طرف الحديث (أوله) بالرجوع إلى الكتب المصنفة على أساس أطراف الأحاديث، أو بالرجوع إلى الكشافات المرتبة على هذا الأساس.
- عزوه باعتبار لفظة في الحديث، وذلك بالرجوع إلى المعجم المفهرس للحديث النبوي، وما صنف على شاكلته.
- عزوه باعتبار موضوع الحديث، بالرجوع إلى الكتب المرتبة على أساس الموضوعات كمثل كتب السنن، والجوامع، والمصنفات.

تخريج الحديث ٤



تخريج الحديث (10 - 4)

والعزو باعتبار السند يشمل:
- عزوه باعتبار اسم الصحابي بالرجوع إلى الكتب المرتبة على أساس أسماء الصحابة وهي المسانيد وبعض المعاجم.
- عزوه باعتبار اسم راو في السند، وهذا ينفع فيها الرجوع إلى الكشافات المصنوعة لأسماء الرجال في الأسانيد في نهاية بعض الكتب، إذ لا توجد في كل الكتب.
- عزوه باعتبار وصف يتعلق بالسند، كأن يكون الحديث مرسلاً، أو فيه راو وضاع، أو فيه علة، فيرجع في كل وصف إلى الكتب المصنفة فيه.

تخريج الحديث ٣


تخريج الحديث (10 - 3)

عزو الحديث إلى موضعه يقوم على أساسين:
الأول: عزو الحديث باعتبار سنده.

الثاني: عزو الحديث باعتبار متنه.

تخريج الحديث ٢



تخريج الحديث (10 - 2)

إبراز الحديث من الكتب المسندة، يعني الكتب التي يورد فيها المحدث الحديث بإسناده، ومعنى ذلك أن عزو الحديث إلى الكتب التي لا تورده بالسند ليس من التخريج؛
فلا يصح أن تقول: أخرجه النووي في رياض الصالحين.
ولايصح أن تقول: أخرجه ابن حجر في بلوغ المرام.
وكذا: أخرجه ابن حجر في التلخيص الحبير.
وكذا: أخرجه في مجمع الزوائد.
وكذا: أخرجه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة.
وكذا: أخرجه الألباني في إرواء الغليل.
وكذا لا يصح عزوه إلى الكتب التي يقوم أصحابها بنقل الإسناد، فإن هذا ليس من الكتب المسندة؛ لأن صاحبها لا يسوق الحديث بإسناده إلى الرسول، إنما ينقل سند الحديث عند من أخرجه.

تخريج الحديث ١



تخريج الحديث (10 - 1)

تخريج الحديث اليوم يقوم على ركيزيتين:
الأولى: عزو الحديث إلى موضعه في الكتب المسندة.
الثانية: بيان مرتبته من القبول والرد.

سؤال وجواب ١١٦: خروج الشابات إلى ما يزعمون أنه جهاد وهجرة



سؤال: 
«سائلة من هولندا تقول: ظهر مؤخرًا بين أوساط الشباب مسألة الدعوة إلى الخروج إلى سوريا للجهاد. فمن ضمن الخارجين شابات في عمر خمس عشر، ست عشر، سبعة عشر سنة. ويخرجن سرًا دون علم الآباء. فإن حصل السؤال لم يخرج هؤلاء الصغار إلى سوريا، يقولون: هي هجرة واجبة، ويدعون أنهم استحوذوا على منطقة حلب، ويقيمون بها شرع الله، فما نصيحتكم لهؤلاء فيما يزعمون؟».

الجواب:
نصيحتي اتجاه هذا الذي يزعمون؛
- أن يتقوا الله سبحانه و تعالى.
- وأن يرجعوا إلى أهل العلم في هذا الباب؛ لأن أهل العلم بينوا: أن لا جهاد شرعي قائم في سوريا، فإن الرسول -صلى الله عليه وسلم- بين أن الجهاد الشرعي لابد فيه من عدة شروط منها:
الشرط الأول: أن يكون مع الإمام. قال -صلى الله عليه وسلم- فيما أخرجه مسلم في صحيحه: «الإمام جنة يتقى به، يقاتل من ورائه». فهؤلاء الذين يخرجون إلى سوريا للقتال لا يخرجون بإذن الإمام، وينشقون عن جماعة المسلمين، ويحدثون بخروجهم هذا العديد من المشاكل التي تجر على الإسلام وعلى المسلمين المشاكل؛ فخروج من ذكر في السؤال مخالف لهذا الشرط.
الشرط الثاني من شروط الجهاد الشرعي: أن يكون تحت راية ظاهرة لإعلاء كلمة الله؛ لأنه -صلى الله عليه وسلم- يقول في الحديث الصحيح: «من قاتل تحت راية عمية فقتل مات ميتة جاهلية». ومعلوم أن الجهاد في سوريا ليس فيه راية ظاهرة لإعلاء كلمة الله، هناك نصارى يقاتلون، هناك علمانيون يقاتلون، هناك قوميون يقاتلون، وهناك من يدعي الإسلام من التكفيريين يقاتلون، وهناك أصحاب أفكار وضلالات يقاتلون. فهؤلاء كلهم القتال تحت رايتهم ليس بقتال تحت راية ظاهرة لإعلاء كلمة الله. ولو قال أحد هؤلاء: نحن نقاتل لإعلاء كلمة الله! فالجواب: إعلاء كلمة الله بالصفة الشرعية لابد أن يكون من وراء إمام شرعي، وأنتم ليس لكم إمام شرعي تقاتلون من ورائه. فإن قالوا: نحن عندنا أمير أمرناه على الجماعة فهو إمامنا الشرعي! فيقال: أنتم تغالطون؛ إذ لا يقال عن هذا الأمير الذي تؤمرونه أنه هو الإمام الشرعي الذي انضوت تحته جماعة المسلمين، لمجرد أنكم أمرتوه عليكم، الأمير والإمام هو أمير جماعة المسلمين، وهو المراد في الأحاديث.
الشرط الثالث: أن يتم إعداد العدة للجهاد؛ فإن الله -سبحانه وتعالى- يقول: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ}. (الأنفال: 60). فأي إعداد شرعي، وأي إعداد للقتال أعده هؤلاء الذين يذهبون للقتال في تلك الأماكن؟! لا يعرفون حمل السلاح. ولا يعرفون الخطط القتالية. ولا يعرفون ما يتعلق بأمور الجهاد والضرب في الأرض. ولا يعرفون طبيعة الأرض التي يريدون القتال فيها. كل هذا الأمر لا يعرفونه. فأي إعداد ذهبوا به للقتال في تلك الأماكن؟! لا شك بأنهم بمخالفتهم لهذه الشروط قد عملوا عملاً لم يأت به شرع الله، والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد». فعملهم هذا مردود عليهم. ولا ينفعهم أن يقولوا: إن نيتنا هي القتال في سبيل الله، وإعلاء كلمة الله؛ لأن النية الصالحة إذا لم تكن مقترنة بعمل موافق لشرع الله لا تنفع صاحبها، فإن العمل لا يقبل حتى يكون خالصًا لله ويكون متابعًا لشرع الله الذي جاء به رسوله -صلى الله عليه و سلم-، ولذلك الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد».
الشرط الرابع: أن الرسول -صلى الله عليه و سلم- كان يرد الصغار عن القتال من الرجال؛ لأنهم لم يبلغوا السن، كما رد عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- لما أراد أن يقاتل في أحد، ورد غيره من شباب الصحابة لما أرادوا أن يقاتلوا وهم ذكور، فما بالك بالصغيرات من النساء. لا شك أن الحكم في حقهن أوكد؛ لأنه لا ينبغي لهن أن يخرجن للقتال أصلاً، إذ لا جهاد على النساء، إنما جهادهن الحج.
ثم ما ذكر في السؤال من أنهم يقولون: إننا نخرج للقتال؛ لأن هذا من باب الهجرة، والهجرة علينا واجبة.
أقول: الهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام تدور بين الوجوب والاستحباب؛ 
فهي واجبة على من قدر عليها، وخشي إن بقي في بلاد الكفر على دينه، ولم يستطع أن يظهر دينه. 
وهي مستحبة في حق من قدر على إظهار دينه، ولا يخشى الفتنة على نفسه في البقاء في بلاد الكفر. وفي هذه الحالة نقول له: أنت يستحب لك أن تهاجر من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام. 
وفي الحالة الأولى نقول: يجب عليك الهجرة من هذه البلد التي لا تستطيع إظهار الدين فيها، ولا تأمن على نفسك وعلى دينك الوقوع في الفتنة؛ لأنك تقدر على الخروج والهجرة منها. 
والهجرة انتقال من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام.
والسؤال: هل الوضع الآن في سوريا يجعلها بلاد إسلام؟ الواضح والمؤكد أن الدولة هناك تتبنى المذهب النصيري أو تتبنى المذهب الجعفري، وهي بالتالي تتبنى مذاهب حكم عليها أهل العلم بأنها مذاهب كفرية، وهي تحارب الإسلام وتحارب المسلمين. ولعلكم تسمعون عن الفظائع الكثيرة التي تلحق الإسلام والمسلمين في تلك البلاد. فكيف يكون الذهاب إليها للقتال هو من باب تحقيق الهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام؟! بل واليوم داعش دولة الفتنة والضلالة والعداء والتوحش، لاشك أن هذا أمر غريب. يثير العجب. ولا حول ولا قوة إلا بالله. إنا لله وإنا إليه راجعون.
فالواجب على هؤلاء الفتيات، والشباب، وغيرهم:
- أن لا يفعلوا مثل هذه الأمور. 
- وأن ينتبهوا إلى أن لا يضيع عمرهم عليهم هدر، وأن تضيع حياتهم عليهم هدر، ويقعوا في معصية ومخالفة الشرع في صورة أنهم يريدون أن يفعلوا الطاعة، وأن يوافقوا الشرع؛ فإن هذا من خدع الشيطان، وخدع أهل الضلال. 

نسأل الله أن يحمينا وإياكم من كل سوء. والله أعلم. وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

علمني ديني ١٩٠: أن لا جهاد على النساء، وأن من شرط وجوب الجهاد الذكورة


علمني ديني:

أن لا جهاد على النساء، وأن من شرط وجوب الجهاد الذكورة.
أخرج ابن ماجه بسند صحيح (2901) عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلَى النِّسَاءِ جِهَادٌ؟». قَالَ: «نَعَمْ، عَلَيْهِنَّ جِهَادٌ لَا قِتَالَ فِيهِ، الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ».

تطبيق أصولي ٦: في التعارض والترجيح



تطبيق أصولي (في التعارض والترجيح):

أخرج البخاري تحت رقم: (2883) عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ، قَالَتْ: «كُنَّا نَغْزُو مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَنَسْقِي القَوْمَ، وَنَخْدُمُهُمْ، وَنَرُدُّ الجَرْحَى وَالقَتْلَى إِلَى المَدِينَةِ».
ظاهر هذا الحديث يخالف ما أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط تحت رقم: (4443) عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْقُرَشِيُّ، عَنْ أُمِّ كَبْشَةَ، امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لِي أَنْ أَخْرُجَ مَعَ جَيْشِ كَذَا وَكَذَا». قَالَ: «لَا» قَالَتْ: «يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنِّي لَا أُرِيدُ الْقِتَالَ، إِنَّمَا أُرِيدُ أَنْ أُدَاوِيَ الْجَرِيحَ وَالْمَرِيضَ». قَالَ: «لَوْلَا أَنْ تَكُونَ سُنَّةً، يُقَالُ: خَرَجَتْ فُلَانَةُ، لَأَذِنْتُ لَكِ».
قال الطبراني: «لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ أُمِّ كَبْشَةَ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ: الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ».
والحديث صححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة تحت رقم: (2740).

ولدفع التعارض يمكن أن يقال:
- حديث البخاري أرجح من حديث الطبراني في المعجم الأوسط. ولكن ذلك متعقب، بأنه لا يصار إلى الترجيح مع إمكان الجمع والتوفيق بين الحديثين.
- وقد قيل: حديث الربيع بنت معوّذ -رضي الله عنها- منسوخ، فقد كان في أحد، وحديث كبشة كان في خيبر أو في الفتح، فهو ناسخ. ولكن ذلك متعقب بأنه مصير إلى النسخ مع إمكان الجمع والتوفيق.
- والجمع والتوفيق ممكن بين الحديثين. قال الألباني في تخريجه للحديث المذكور رقم: (2840)، بعد ذكر القول بالنسخ في (سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها: (6/ 549).): «ولكن لا ضرورة -عندي- لادعاء نسخ هذه الأحاديث ونحوها، وإنما تحمل على الضرورة أو الحاجة لقلة الرجال، وانشغالهم بمباشرة القتال.
وأما تدريبهن على أساليب القتال وإنزالهن إلى المعركة يقاتلن مع الرجال كما تفعل بعض الدول الإسلامية اليوم، فهو بدعة عصرية، وقرمطة شيوعية، ومخالفة صريحة لما كان عليه سلفنا الصالح، وتكليف للنساء بما لم يخلقن له، وتعريض لهن لما لا يليق بهن إذا ما وقعن في الأسر بيد العدو. والله المستعان»اهـ.

كشكول ٧٧٨: أخي من ليبيا، وفي كل مكان...


أخي من ليبيا، وفي كل مكان:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أنت تقف على شفير هاوية، تلتطم تحتها رغبات ونزعات وأهواء وفتن.
يريدون أن يعموا عليك الطريق؛ فتزل قدمك، فتسقط فيها!
أنت مسلم.
أنت عربي.
أنت تنسب إلى أمة الإسلام قبل أن تنسب إلى جماعة أو حزب أو اتجاه.
قبيلتك وبلدك تفتخران بالإسلام، وبالدين... فلا تضيعه!
دينك يحتم عليك أن تحقق التوحيد لله وحده، فلا تشرك به شيئاً في عبادتك، وفي عملك.
سلم قلبك كله لله... وعقلك كله لله... وروحك كلها لله... وعملك كله في طاعة الله... فلا تشرك في شيء من ذلك مع الله غيره!
وإن الله يأمرك أن لا تغتر بالدنيا وزخرفها، ولا مناصبها، ولا مراتبها، ويخبرك أن الدنيا فانية زائلة؛ فاعمل لدار الآخرة.
إن خسرت شيئاً في الدنيا فلا تخسر الآخرة.
إن تنازلت عن شيء في الدنيا لله... فاعلم أن الله سيعوضك إياه.
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ... لا يذهب العرف بين الله والناس.
أيها المسلم الليبي:
إن الله حرم على المسلمين إراقة الدماء... بل هو من أعظم الذنوب بعد الشرك بالله والقول على الله بدون علم ... بل هو ورطة من الورطات لا مخرج منها... بل إن زوال الدنيا أهون عند الله من إراقة دم محرم بغير وجه حق!
يا مسلم ارحم نفسك... لا تقتل، ولا تشارك في القتل.
يا مسلم إنهم يختصمون على الدنيا... على المناصب، والسلطان... لا تشاركهم وأعمل لدار أعدها الله للمتقين... أتركهم ودنياهم... واعمل لآخرتك.
يا مسلم... الزم جماعة المسلمين... والسمع والطاعة لولي أمرك... 
فإن لم تعرف للمسلمين في جهتك جماعة ولا إمام؛ اعتزل الفرق، ولا تشارك في شيء ولو أن تعض على أصل شجرة.
يا مسلم... أنت جوهرة هذه الدنيا بتوحيدك ودينك وعبادتك... فلا ترم نفسك هدراً.
يا مسلم... إذا سألت فأسأل الله.
وإذا استعنت فاستعن بالله.
احفظ الله يحفظك.
تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة. 
واعلم أن الخلق كلهم إنسهم وجنهم لو اجتمعوا على قلب رجل واحد على أن ينفعوك بشيء ما نفعوك إلا بما كتبه الله عليك.
ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء ما ضروك بشيء إلا كتبه الله عليك.
رفعت الأقلام وجفت الصحف.
- فتوجه لله بالدعاء،
- واسأله أن يرفع الغمة، ويكشف المحنة.
- تب إلى الله، وأصلح ما بينك وبين الله، وأبشر؛ فإن العاقبة للمتقين وعلى الباغي تدور الدوائر!
يا مسلم ابشر بوعد الله إن اتقيته.
{وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ}. (النور: 55).
{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}. (الأعراف: 96).
رعاني الله وإياك بتوفيقه ومغفرته وعفوه وهداه.

والله المستعان، وعليه التكلان، وإليه المرجع والمصير. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

سؤال وجواب ١١٥: أنا طالب مستجد في الجامعة بماذا تنصحني؟


سؤال :
«أنا طالب مستجد في الجامعة، بماذا تنصحني؟».

الجواب:

سؤال وجواب ١١٤: هل أي إمام أخذ بقول من الأقوال وجب علينا الاقتداء به؟



سؤال:
«هل لو صليت مع رجل من أهل الاجتهاد لا يجوز لك مخالفته في أي صورة من صورة الصلاة التي هي محل خلاف، وإذا صليت مع إمام آخر ليس من أهل الاجتهاد هنا تطبق أنت ما تعتقد سنيته في الصلاة، كالنزول على اليدين في السجود، والنهوض بهما، وكجلسة الاستراحة، وكإسبال اليدين بعد الرفع من الركوع.
سؤالي هو: هل أي إمام أخذ بقول من الأقوال وجب علينا الاقتداء به؟».

الجواب:
الذي عندي أن على المسلم العمل بسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- التي استبانت له أنها سنة، ولا يخالفها إذا صلى خلف إمام مجتهد يخالفها.
وليس من معاني (إنما جعل الإمام ليؤتم به) أن تخالف السنة وتوافقه، إنما معنى الحديث متابعة الإمام كما فسره الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «إذا كبر فكبروا...»، فلا تسبقه، إنما تتابعه.
ولم يترك ابن مسعود القصر لما صلى وراء الإمام ويتابعه على الإتمام في السفر؛ لأن ذلك جائز يسوغ ومن السنة،
ألا ترى أن عائشة كانت تتم في السفر، فليس فيه دليل على أن الإنسان يترك السنة لمتابعة الإمام المجتهد. والله أعلم.

سؤال وجواب ١١٣: أخت سلفية ترغب في الزواج من أخ سلفي بعينه، لكن والدها يرفضه؛ لأنه ليس من منطقتهم



سؤال: 
«أخت سلفية ترغب في الزواج من أخ سلفي بعينه، لكن والدها يرفضه؛ لأنه ليس من منطقتهم، واشترط أن تسكن في نفس المنطقة كي يزوجها، مع العلم أن هذا الوالد لا يمانع أن يزوجها من أخ سلفي. شرطه الوحيد أن يكون من نفس المنطقة. السؤال: هل هذا الشرط جائز؟
وهل هو كاف لاستبدال هذا الأب بولي آخر في عقد النكاح؟ خاصة وأن الأخ السلفي الذي تريده لا يريد الإقامة في منطقتهم، وأخبرها أن تبحث عن ولي آخر.
وأرجو أن تنصحها نصيحة جامعة، ووفقك لما يحب ويرضى».

الجواب:
لا يجوز لأحد أن يتقدم على وليها المسلم الذي هو في حالتها والدها.
و عليها أن تعلم أن والدها وأهلها إنما يريدون مصلحتها.
وهل هناك من هو أعز منها عند والديها؟!
ولتتيقن هذه الأخت أن البركة والخير والبر في حياتها في رضى والديها، بما لا يخالف شرع الله.
وهي تترك رغبتها لرغبة والدها فإن ذلك خير لها في الدنيا والآخرة.
وشرط والدها لا أشك أنه يحقق لها مصلحة من حيث لا تشعر هي، ووالدها أدرى بذلك منها.
فنصيحتي:
- أن لا تخالف والدها،
- وأن تسأل الله أن يعينها على بره وطاعته، ومن ذلك الرضا بشرطه هذا؛ لأنه أدرى بمصلحتها، والله يوفقها، ويبارك فيها ولها وعليها.

كشكول ٧٧٧: يشرع في الوضوء غسل بعض الأعضاء مرتين، وبعضها ثلاثاً



يشرع في الوضوء غسل بعض الأعضاء مرتين، وبعضها ثلاثاً.

الإمام الترمذي -رحمه الله-، بوب في كتابه الجامع في أبواب الطهارة، بَابٌ فِيمَنْ يَتَوَضَّأُ بَعْضَ وُضُوئِهِ مَرَّتَيْنِ، وَبَعْضَهُ ثَلَاثًا، 
قال الترمذي -رحمه الله-: «حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ: 
«أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَوَضَّأَ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ يَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ».».
قال الترمذي: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ».
وَقَدْ ذُكِرَ فِي غَيْرِ حَدِيثٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَوَضَّأَ بَعْضَ وُضُوئِهِ مَرَّةً، وَبَعْضَهُ ثَلَاثًا. وَقَدْ رَخَّصَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي ذَلِكَ، لَمْ يَرَوْا بَأْسًا أَنْ يَتَوَضَّأَ الرَّجُلُ بَعْضَ وُضُوئِهِ ثَلَاثًا، وَبَعْضَهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ مَرَّةً»اهـ.

قال وقلت ٧٢: القسم الثاني من محاورة مع طالب حق



القسم الثاني من محاورة مع طالب حق.

قال لي: «العهد والميثاق بالدخول في ميثاق الأمم المتحدة باطل؛ لأنه صلح يعطل الجهاد ويبطله».

فقلت له:
أولاً: الذي قرره الفقهاء -رحمهم الله- في الصلح من جهة المدة أنه على ثلاث أحوال:
الحال الأولى: الصلح المقيد المحدد بزمان، كما حصل مع الرسول لما صالح كفار قريش لمدة عشر سنوات.
الحال الثانية: الصلح المطلق، الذي لا يحدد فيه زمان، لكنه ليس على التأبيد، مثل ما حصل من الرسول لما صالح اليهود في خيبر، على أن نقرهم فيها على ما نشاء. وهو ما جاء عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-: «أَجْلَى الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ أَرْضِ الْحِجَازِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ لَمَّا ظَهَرَ عَلَى خَيْبَرَ أَرَادَ إِخْرَاجَ الْيَهُودِ مِنْهَا، وَكَانَتْ الْأَرْضُ حِينَ ظَهَرَ عَلَيْهَا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُسْلِمِينَ، وَأَرَادَ إِخْرَاجَ الْيَهُودِ مِنْهَا، فَسَأَلَتْ الْيَهُودُ رَسُولَ اللَّهِ لِيُقِرَّهُمْ بِهَا أَنْ يَكْفُوا عَمَلَهَا وَلَهُمْ نِصْفُ الثَّمَرِ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ: «نُقِرُّكُمْ بِهَا عَلَى ذَلِكَ مَا شِئْنَا». فَقَرُّوا بِهَا حَتَّى أَجْلَاهُمْ عُمَرُ إِلَى تَيْمَاءَ وَأَرِيحَاءَ». (أخرجه البخاري في كتاب المزارعة، باب إذا قال رب الأرض أقرك ما أقرك الله، حديث رقم: (2338).
الحال الثالثة: الصلح المؤبد، الذي ينص فيه على أن الصلح على التأبيد. والصلح في الحال الثالث باطل لا يجوز؛ لأن الأصل: أن على المسلمين جهاد الدعوة والطلب في حال قوتهم وقدرتهم، فلا يصالح الكافر في ذلك الحال، إنما يدعى للإسلام فإن امتنع فعليه الجزية، فإن امتنع قوتل.
قال ابن تيمية (ت728هـ) -رحمه الله- (الاختيارات الفقهية ص: 315): «ويجوز عقدها (أي الهدنة) مطلقاً ومؤقتاً. والمؤقت لازم من الطرفين يجب الوفاء به، مالم ينقضه العدو، ولا ينقض بمجرد خوف الخيانة في أظهر قولي العلماء. وأمّا المطلق فهو عقد جائز يعمل الإمام فيه بالمصلحة»اهـ.
ثانياً: الصلح الحاصل في هيئة الأمم المتحدة صلح مطلق، لم يحدد فيه زمن، فهو صلح جائز، يعقده ولي أمر المسلمين بحسب ما يترجح لديه من المصلحة.
قال عبد العزيز بن عبدالله بن باز (ت1420هـ) -رحمه الله تعالى- (مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ عبد العزيز بن باز (8/212-213)): «تجوز الهدنة مع الأعداء مطلقة ومؤقتة إذا رأى ولي الأمر المصلحة في ذلك؛ لقوله تعالى: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}. (الأنفال: 61)، ولأن النبي فعلهما جميعاً، كما صالح أهل مكة على ترك الحرب عشر سنين، يأمن فيها الناس، ويكف بعضهم عن بعض، وصالح كثيراً من قبائل العرب صلحاً مطلقاً، فلما فتح الله عليه مكة نبذ إليهم عهودهم، وأجّل من لا عهد له أربعة أشهر، كما في قول الله سبحانه: {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ. فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ}. (التوبة: 1-2)، وبعث المنادين بذلك عام تسع من الهجرة بعد الفتح مع الصديق لما حج؛ ولأن الحاجة والمصلحة الإسلامية تدعو إلى الهدنة المطلقة، ثم قطعها عند زوال الحاجة، كما فعل ذلك النبي، وقد بسط العلامة ابن القيم -رحمه الله- القول في ذلك في كتابه (أحكام أهل الذمة)، واختار ذلك شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية، وجماعة من أهل العلم، والله ولي التوفيق»اهـ.
وبهذا تعلم صحة عقد الصلح المنعقد مع هيئة الأمم المتحدة، والله أمرنا بالوفاء بالعقود وحفظها. والله أعلم.

قال لي: «طيب الآن كل يوم بنكتشف خططاً ومؤمرات ضد البلاد المسلمة من أمريكا وأوروبا وروسيا وما خبر داعش عنك ببعيد!».

قلت: هذه حكم فيها الله -تبارك وتعالى-: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ}. (الأنفال: 58). فبينت هذه الآية أموراً:
الأمر الأول: أن العهد والميثاق قائم لا ينتقض بمجرد حصول ما يخاف منهم من الخيانة.
الأمر الثاني: أن الدولة المسلمة إذا بينها وبين دولة أو دول كافرة عهد وميثاق، وخافت منهم خيانة وشعرت بتحركات لهم، ليس لها أن تنقض العهد من جهتها بدون إعلام وإشعار للدول أو الدولة المعاهدة لها، بل عليها أن تطرح ميثاقهم وتعلمهم بذلك علمًا يستوي فيه الجميع بمعرفة ما حصل.
وبالرجوع إلى النصوص الأخرى فإنه في حال كون الدولة المسلمة لا يمكنها أن تنبذ العهد والميثاق؛ لضعفها وعدم قدرتها على المواجهة؛ فليس لها إلا الصبر حتى يحدث الله أمراً.
والله أعلم وأحكم.

قال وقلت ٧١: القسم الأول من محاورة مع طالب حق



القسم الأول من محاورة مع طالب حق.

قال لي: «هذه الدول الكافرة أمريكا وأوروبا ألا يجوز أن نضرب مصالحهم؟».

فقلت له: هذه دول بيننا وبينهم عهد وميثاق، لا يجوز أن نضيع العهد والميثاق، بل الواجب أن نحفظ هذا العهد ونوفي بالعقود، ألا ترى أن الله -تبارك وتعالى- أمرنا بالوفاء بها حتى لو شعرنا أنه صدر منهم خيانة فإننا مطالبون بأن ننبذ إليهم عهدهم بوضوح، كما قال -تبارك وتعالى-: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الخَائِنِينَ}. (الأنفال: 58).

فقال لي: «ألا يلغى هذا العهد ويبطل بسبب قتلهم للمسلمين في أفغانستان والعراق وغيرها من البلاد، كيف يكون هذا العهد قائماً؟».

فقلت له: أمرنا الله بحفظ العهد والميثاق حتى إن حصل منهم اعتداء على المسلمين المستضعفين في ديارهم، ومن باب أولى في غيرها، اسمع قول الله -تبارك وتعالى-: والله -عز وجل- يقول: {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}. (الأنفال: من الآية: 72). ووجه دلالة الآية: أن الآية نصت على أنهم يعتدون على المستضعفين، وهم يطالبوننا بالنصر، فأمرنا بنصرهم إلا على قوم بيننا وبينهم ميثاق. فهذا يدل أن عهدهم لا ينقض بمجرد ذلك. وهذا المعنى الذي قررته في الآية طبقه الرسول -صلى الله عليه وسلم- فعلياً لمّا دخل في صلح الحديبية مع المشركين، فإنه لم ينصر المؤمنين المستضعفين في مكة، ولم ينصر أبا سهيل وقد جاء في قيوده، ولم ينصر أبا بصير، حفظاً للعهد والصلح بينه وبين المشركين. والذي يملك إبرام نقض العهد والميثاق هو الذي يملك نقضه، فالمرجع في ذلك إلى ولي الأمر في كل جهة. وعليه فإننا اليوم في عهد وميثاق مع هذه الدول، لا يجوز أن يصدر منا ما يخالف هذه العهود والمواثيق، وأن نلتزم بما صالح عليه ولاة أمرنا، فهم أدرى بصالحنا وبحالنا.

فقال لي: «تقصد الميثاق من خلال عضوية هيئة الأمم المتحدة؟».

فقلت له: نعم، أقصد ذلك.

فقال لي: «هذا صلح باطل؛ لأن ميثاق هيئة الأمم المتحدة يشتمل على أمور مخالفة للشرع».

فقلت له: الدول وافقت على ما يحقق مصالحها ولا يخالفها، وكثير من الدول لم تلتزم بما يخالف مصالحها في هذا الميثاق، وأنت تسمع سنوياً قائمة للدول المخالفة للميثاق، والدخول في صلح يحقق مصالح للدولة المسلمة ويدفع عنها شرور مصلحة لولي الأمر أن يراعيها، ألا ترى أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- دخل في حلف الفضول، الذي عقده أهل الجاهلية، وما فيه من المباديء الصالحة الموافقة للشرع هو ما أراده الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع كون هؤلاء كفار مشركين، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: «لو دعيت إليه اليوم لأجبت».

سؤال وجواب ١١٢: وقفت على قاعدة (يمنع شرعًا ارتكاب مفسدة معلومة لمصلحة موهومة) فهل يمكن توضيح هذه القاعدة؟


سؤال:
«وقفت على قاعدة (يمنع شرعًا ارتكاب مفسدة معلومة لمصلحة موهومة) فهل يمكن توضيح هذه القاعدة؟».

الجواب:
المقصود بالمصلحة الموهومة أي التي يظن حصولها، وهي غير موجودة، ولا تحصل بيقين أو غلبة ظن.
كمن يقول: أنا أترك هجر أصحاب البدع بل أصاحبهم وأخالطهم؛ خشية أن يقعوا في الكفر. أو خشية أن أشوه صورة الإسلام. فهذا يمنع شرعًا من ارتكاب مفسدة معلومة وهي مصاحبة ومخالطة أهل البدع لهذه المصلحة التي يتوهمها وهي منعهم من الوقوع في الكفر.

وقس على هذا في أمور أخرى كمن يعمل في جدار بيته نقباً؛ يقول خشية أن يضيع مفتاح البيت ولا يجد سبيلاً للدخول إليه. فهذا ارتكب مفسدة معلومة وهي إفساد جدار بيته؛ لمصلحة موهومة أنه لو ضاع مفتاح بيته دخل من النقب الذي في الجدار. والله أعلم.

الثلاثاء، 24 فبراير 2015

كشكول ٧٧٦: مطوية إضاءات في صلاة الاستخارة


مطوية إضاءات في صلاة الاستخارة.
إعداد فضيلة الشيخ الدكتور ابراهيم كشيدان -سلمه المولى ورعاه، ومن كل سوء وقاه-.

كشكول ٧٧٥: حب الرياسة. حب الدنيا وتصيد المال. حب الشهرة والجماهير. لا تساوي شيئا من...



- حب الرياسة.
- حب الدنيا وتصيد المال.
- حب الشهرة والجماهير.
لا تساوي شيئًا من {فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}.

كشكول ٧٧٤: ألا يسعك أن تدعو الناس إلى الحق بدون أن تكون في كرسي الحكم؟



من الذي قال: لا سبيل لدعوة الناس إلا إذا كنت في الحكم.
ألا يسعك أن تدعو الناس إلى الحق بدون أن تكون في كرسي الحكم؟
من الذي قال لك: أن كونك على سدة الحكم وصاحب القرار العام على الدولة تستطيع أن تفعل وتقرر ما تريد؟!
بعض الناس لسان حاله: لابد أن أصل للحكم حتى أدعو الناس!
فإذا وصل إلى الحكم مشي مشية من قبله، وصار همه كيف يحافظ على كرسي الحكم، ويستمر في الجلوس عليه هو وجماعته! وكأن الدعوة في النهاية هي الوصول إلى كرسي الحكم!
وسبحان الله... حاولت قريش صرف الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن دعوته فقال: «ما أنا بأقدر على أن أدع لكم ذلك على أن تشعلوا لي منها شعلة. يعني الشمس»*.
فيا لله أين العقول؟!
واليوم... يقتلون الناس... ويدمرون الممتلكات... ويؤذون الناس باسم الدعوة والدين...
يا أخي... إن سيد الأنبياء والمرسلين واجه أشد كفراً من الكافرين اليوم... آذوا الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وآذوا المؤمنين، ومع ذلك -صلى الله عليه وسلم- لم يفعل ما فعله هؤلاء في دعوتهم... فأين هؤلاء عن سبيل الأنبياء؟!

* أخرجه أبو جعفر البختري في «حديث أبي الفضل أحمد بن ملاعب» وابن عساكر من طريق أبي يعلى وغيره كلاهما عن يونس بن بكير أنبأنا طلحة بن يحيى عن موسى بن طلحة حدثني عقيل بن أبي طالب قال: «جاءت قريش إلى أبي طالب فقالوا: «رأيت أحمد؟ يؤذينا في نادينا، وفي مسجدنا، فانهه عن أذانا». فقال: «يا عقيل، ائتني بمحمد». فذهبت فأتيته به، فقال: «يا ابن أخي إن بني عمك زعموا أنك تؤذيهم في ناديهم، وفي مسجدهم، فانته عن ذلك».». قال: «فلحظ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ببصره (وفي رواية: فحلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ببصره) إلى السماء فقال: «ما أنا بأقدر على أن أدع لكم ذلك على أن تشعلوا لي منها شعلة. يعني الشمس». قال: فقال أبو طالب: «ما كذب ابن أخي. فارجعوا». كذا في سلسلة الأحاديث الصحيحة، وحكم بحسنه تحت رقم: (92).

كشكول ٧٧٣: من أسباب التذبذب = الاستشراف للفتن



جاء في ترجمة شيت بن ربعي:
• كان مؤذنًا لسجاح مؤمناً بنبوتها، ثم تاب.
• فكان من الذين خرجوا على عثمان وقتلوه، ثم تاب.
• وأصبح من الذين يقاتلون علياً مطالبين بدم عثمان، ثم تاب.
• ثم أصبح مع علي.
• ثم خرج عليه مع الخوارج ثم رجع.
• وكان في الجيش الذي قاتل الحسين فقتلوا الحسين.
• ثم خرج مع الذين يطالبون بدمه.
• وأصبح من أتباع المختار بن أبي عبيد الثقفي، ثم تراجع وتاب.
• وأصبح من الذين قاتلوا المختار بن أبي عبيد الثقفي.
من أسباب التذبذب = الاستشراف للفتن.
والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول من يستشرف لها تستشرفه.
ونعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
* وقالوا إن أبا معشر البلخي (ت 272 هـ) كان من أهل الحديث، ثم انتكس وصار منجمًا، وأن عمران بن حطان قد صار من دعاة الخوارج بعد أن نكح خارجية لأجل أن يصرفها عن مذهبها، فاستحوذت عليه وغلبته.
والانتكاس سببه أمران:
أحدهما: الجهل، وضعف العلم الشرعي الذي يورث اليقين، وغياب التفقه في دين الله تعالى.
وثانيهما: رقّة الديانة، وهشاشة التعبّد، وغلبة الشهوات.
* قال ابن تيمية : «أكثر ما نجد الردة فيمن عنده قرآن بلا علم وإيمان، أو من عنده إيمان بلا علم وقرآن». (مجموعة تفسير ابن تيمية ص: 149).
*وتعاقب النوازل والحوادث، وتفاقم الانفتاح، وتكاثر الشكوك والإشكالات، إضافة إلى توالي القمع والاستبداد...كل ذلك أفضى إلى لبس وحيرة، ومغالطة واضطراب.
وهذا يوجب الفرار إلى الله تعالى، واللياذ به، والافتقار إليه سبحانه في سؤال الهداية والبصيرة، والانطراح والانكسار بين يدي مولاه سبحانه بأن يلهمه رشده، وأن يهديه لما اختلف فيه من الحق بإذنه، فما أكثر ما يؤتى المرء من اعتداده بنفسه، وثقته بشخصه، فاللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.
* قال ابن تيمية: «وقد يكون الرجل من أذكياء الناس وأحدّهم نظرًا، ويعميه عن أظهر الأشياء، وقد يكون من أبلد الناس وأضعفهم نظرًا ويهديه لما اختلف فيه من الحق بإذنه، فلا حول ولا قوة إلا بالله، فمن اتكل على نظره واستدلاله، أو عقله ومعرفته خُذِل، ولهذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- في الأحاديث الصحيحة كثيرًا ما يقول: «...يا مقلِّب القلوب ثبِّت قلبي على دينك».
درء تعارض العقل والنقل.
ج: (9) ص: (34).
اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا علی دينك.

منقول من الواتساب.

كشكول ٧٧٢: يقول ابن كثير -رحمه الله- عن الخوارج



جاءتني على الواتساب:
سبحان الله!!
يقول ابن كثير -رحمه الله- عن الخوارج:
«إذ لو قووا هؤلاء لأفسدوا الأرض كلها (عراقاً وشاماً)، ولم يتركوا طفلاً، ولا طفلة، ولا رجلاً، ولا امرأة؛ لأن الناس عندهم قد فسدوا فساداً لا يصلحهم إلاّ القتل جملة ...».

(البداية والنهاية: 10/584).

كشكول ٧٧١: جماعتان... من فارق أي واحدة منهما فارق الجماعة



جماعتان:
- جماعة أمير المسلمين،
- وجماعة السنة، اتباع أهل السنة، من فارق أي واحدة منهما فارق الجماعة. الأولى سمتها سياسية، والثانية سمتها علمية.

سؤال وجواب ١١١: الاستدلال بقصة عمر عندما خطب الناس؛ للإنكار العلني على ولاة الأمر



سؤال:
«بعض الناس يا شيخ يستدلون بقصة عمر -رضي الله عنه- عندما خطب للناس، وقال له: ماذا تفعلون لو أني فعلت شئ يغضب الله، أو بمعناه، فقام له أحد الصحابة وقال له نقومك بهذا وأشار لسيفه.
ثم قال عمر الحمد لله الذي جعل لي من يقومني. فيستدلون بها على الإنكار العلني على ولاة الأمر ومقاتلتهم لو كانوا فساقًا اليوم».

الجواب:
الجواب إن شاء الله تجده تحت هذا الرابط:

سؤال وجواب ١١٠: هل أحذف من قبلت إضافته على صفحتي في الفيس إذا علمت أنه صاحب بدعة؟



سؤال: 
«هل أحذف من قبلت إضافته على صفحتي في الفيس إذا علمت أنه صاحب بدعة؟ 
بعض الإخوة يشوش حولي معتمدًا في ذلك على استنتاجات يستنتجها واجتهادات يجتهدها للحكم علىّ من خلالها. يلزمونني شيخنا بأن أحذف كل من يحكمون عليه أنه حدادي أو حجوري أو من أتباع فلان وعلان من أهل الفرق المعاصرة، وواقع الحال أنا لا أعرف لا فلان الذي حكم ولا فلان المحكوم عليه. 
فهل يجب عليّ في هذا الموقع الفيسبوك أن أحذف كل من يصلني عنه من أناس مجاهيل لا أعرفهم أنه مبتدع؟ 
وهل يجب عليّ أن أتابع كل التعليقات في الفيسبوك فأرد عليها وأحذف ما كان به خطأ؟ 
والحال شيخنا أن هذا فوق طاقتي وجهدي وعلمي».

الجواب:
أنا لا أفهم كثيراً في الفيسبوك، لكن الحكم الشرعي أذكره لك وأنت تحكم:
- إذا ترتب على إضافة الشخص عندك نشر بدعته، أو تزيين بدعته للناس، أو تهوين أمرها، بحيث يؤدي ذلك إلى التغرير بالآخرين؛ فالواجب أن لا تسمح بإضافته على صفحتك، وإذا أخطأت وأضفته ألغي صداقته، ولا تلتفت إليه نهائياً؛ لأن هذا يؤدي إلى نشر البدعة وتغرير الناس.
- أمّا إذا كان الحال أنه لا يترتب على إضافته أي شيء مما ذكر، أو أي ضرر؛ فلا حرج من قبول صداقته وإضافته على صفحتك عساه يستفيد مما تنقله من كلام أهل السنة، والله أعلم.
وأسأل الله أن يوسع رزقك، ويبارك لك في عملك وكسبك. والله الموفق.

كشكول ٧٧٠: إضاءات في صلاة الاستخارة



إضاءات في صلاة الاستخارة:

1 - أي ركعتين من غير الفريضة يمكنك دعاء الاستخارة بعدها إذا هممت بالأمر، ونويت الاستخارة بعدها.
2- تصليها وتدعو وتمضي للأمر الذي اخترته من الأمور التي ترددت بينها. أو في الأمر تريده.
3- تظهر الخيرة في الأمر بتيسيره وتسهيله، فإذا تعكس فاتركه إلى غيره.
4- ليس لصلاة الاستخارة قراءة معينة.
5- لا تعرف الخيرة بالرؤيا، ولا يشترط لها أن تأكل شيئًا معينًا.
6- لا مانع من تكرار الصلاة للاستخارة.
7- الظاهر إذا سببها يفوت وتحتاج أن تصليها في وقت النهي فيجوز صلاتها فيه لأنها بسبب يفوت لو أخرتها.
8 - لو كان المسلم على غير طهارة، أو لا يستطيع الصلاة فيكفيه الدعاء. لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم».
9- يشرع صلاة الاستخارة في كل أمر.
10- الإثم والمعصية والمخالفة لا خير فيها فليست محلاً للاستخارة.
11- تجوز الاستخارة في الليل والنهار، حتى ولو في وقت النهي إذا كان سببها يفوت.
12 - وموضع الدعاء يجوز في آخر الصلاة قبل السلام. ويجوز بعد السلام.

كشكول ٧٦٩: حكاية داعش...


جاء في الواتساب
حكاية داعش...
عندما تقدم الجيش الحر وجبهة النصرة نحو دمشق ظهرت داعش سوريا؛ لإنقاذ نظام الأسد. 
وعندما بدأت ثورة القبايل السنية في العراق، واقتربت من بغداد ظهرت داعش العراق؛ لإنقاذ دولة المالكي الشيعية.
وعندما ضيق الخناق على الذين هم معهم ظهرت داعش ليبيا؛ لتحريض الدعوة إلى تحالف دولي لإنقاذ النظام الانقلابي في ليبيا.
وستظهر داعش اليمن عندما يضيق الخناق على الانقلابيين الحوثيين ويكونوا بحاجه لتدخل الناتو.
لا وشوف الشبه في السيناريو تراه واحدًا...
استولوا في ليبيا على العاصمة. واستولى الحوثيون في اليمن على العاصمة.
خرجت الحكومة إلى مدينة ثانية غير العاصمة في ليبيا، وكذا خرجت الحكومة في اليمن إلى عدن.
ستتقسم الدولة في ليبيا إلى قسمين وستتقسم الدولة في اليمن إلى قسمين.

وحاجات... السيناريو واحد تمامًا.

كشكول ٧٦٨: هل الأصل التعدد؟


هل الأصل التعدد؟
نقلتها من أحد التعليقات -جزاه الله خيرًا- الأخ الذي ذكرني به.

الأحد، 22 فبراير 2015

كشكول ٧٦٧: الدرس الأول لشرح سلم الوصول معارج القبول... إكمالا لدرس فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور/ ربيع بن هادي المدخلي



سجل أحد الإخوة -جزاه الله خيرًا- الدرس الأول لشرح سلم الوصول معارج القبول... إكمالا لدرس فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور/ ربيع بن هادي..
17 / ربيع الثاني / 1436هـ.



http://safeshare.tv/w/XAbuWpEKnO

كشكول ٧٦٦: لما قتل إبراهيم باشا الشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب


جاءني على الواتساب من أبي محمد المدرع -سلمه الله-:
ﻟـﻤَّﺎ ﻗَـﺘـﻞ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢُ ﺑﺎﺷﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦَ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻐﻴﻆ ﺃﺑﺎﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻮﻫﺎﺏ -ﺭﺣﻤﻬﻤﺎ الله-، ﻓـﻘـﺎﻝ ﻟﻪ:
«ﻗـﺘـﻠـﻨـﺎ ﺍﺑﻨﻚ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ».
ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻜﻞ ﻳﻘﻴﻦ ﻭﺇﺧﻼﺹ ﻭﺇﻳﻤﺎﻥ:
«ﺇﻥ ﻟـﻢ ﺗـﻘـﺘـﻠـﻪ ﻣﺎﺕ».
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ابن بسام -ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ- ﻣﻌﻠﻘًﺎ:
ﻓﻨﺎﻟﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺠﺎﻉ ﻣﺎﻟـﻢ ﺗـﻨـﻠـﻪ ﺍﻟﺴﻬﺎﻡ ﺍﻟﺤﺪﺍﺩ؛ ﻓﺄﺧﺬ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﻳﺮﺩﺩﻫﺎ ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ ﻭﻳﺘﺄﻣﻠﻬﺎ ﺑﻌﻘﻠﻪ.
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺒﺴﺎﻡ:
ﻗﺮﺃﺕُ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﻮﺍﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺃﻥ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﺎﺷﺎ ﻟـﻤَّﺎ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺣﺮﺏ ﺍﻟﺪﺭﻋﻴﺔ،
ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺷﻴﻮﺥ ﺍﻷﺯﻫﺮ ﻣﻬﻨﺌﻴﻦ ﻓﻠﻢ ﻳـﻠـﺘـﻔـﺖ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﻟﻢ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﻬﻢ!!
ﻭﺣﻴﻦ ﺳُﺌﻞ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻝ:
ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﻮﻥ ﻫﻢ ﻓﻲ ﺻﺤﺎﺭﻯ ﻧﺠـﺪ.
ﻟِـﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﻣﻦ ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﻢ، ﻭﺻﺪﻗﻬﻢ، ﻭﺗﻤﺜُّﻠﻬﻢ ﺑﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻷﻭائل.] 
ﺍﻟﺸﻴﺦ / ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ بن ﺑﺴﺎﻡ
ﻛﺘﺎﺏ: ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻧﺠﺪ ﺧﻼﻝ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻗﺮﻭﻥ. 

ج ١ ﺹ١٧٧.✔

خطر في بالي ٩٧: التنبيه على أمر قرأته في أحد التعليقات



خطر في بالي:
التنبيه على أمر قرأته في أحد التعليقات:
انتبه أيها الشاب، وانتبهي أيتها الشابة... ليس معنى الوضوح والصراحة مع زوجتك أو مع زوجك أن تتتحدثا عن ماضيكما وما مر عليكما في حياتكما وقد مضى، وستر الله عليكما، فلا تكشفان ستر الله عليكم.
إنما الوضوح يكون فيما يعجبك، وفيما تريد، وتوجيهها بالتي هي أحسن.
والوضوح من الزوجة بأن تبدي له رأيها، وطريقتها، وتبين له مالذي عليهما من التعاون والمساعدة.
ويتفاهمان... ولن يحصل التفاهم بدون تنازل من الطرفين.

فانتبها بارك الله فيكما... لا تكشفا ستر الله عليكما في ساعة رضا فقد ينزل الكلام في غير محله... وقد تجر على نفسك مشكلات أنت في غنى عنها.

كشكول ٧٦٥: لا تجامل على حساب دينك



لا تجامل على حساب دينك.
في التواضع والخمول لابن أبي الدنيا (ص: 70) 43 - حَدَّثَنِي سَلَمَةُ، حَدَّثَنِي سَهْلٌ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ مَيْمُونٍ، سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ زَائِدَةَ يَقُولُ: كَانَ يُقَالُ: «إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ كَثِيرَ الْأَخِلَّاءِ فَاعْلَمْ أَنَّهُ مُخَلِّطٌ».
وليس معنى ذلك أن تترك الترفق مع الناس وخاصة الأصحاب والأصدقاء... بل ترفق وكن حكيماً... ولا تجامل في دينك.

فإن معرفة الناس تجارة، فكن فقيهاً فطناً... لبقاً... رفيقاً... حليماً... صابراً... وقل كلمة الحق، ولا تأخذك في الحق لومة لائم.

كشكول ٧٦٤: المخلص الذي يحب الشهرة


المخلص الذي يحب الشهرة.
قال الذهبي -رحمه الله- سير أعلام النبلاء (7/394).: «علامة المخلص الذي قد يحب شهرة، ولا يشعر بها: أنه إذا عوتب في ذلك، لا يحرد ولا يبرئ نفسه، بل يعترف ويقول: رحم الله من أهدى إلي عيوبي، 

ولا يكن معجبًا بنفسه؛ لا يشعر بعيوبها، بل لا يشعر أنه لا يشعر، فإن هذا داء مزمن»اهـ.

كشكول ٧٦٣: الزواج مشكلة...


الزواج مشكلة...
الذي لم يتزوج والتي لم تتزوج مشكلتهما أنهما يريدان الزواج.
وإذا عزما على الزواج كل واحد يريد ما يناسبه، فمن أين لكل واحد منهما أن يجد ما يناسبه؟
ولذلك يروى عن بعض السلف قوله: «أعيتني خطبة النساء».
وإذا جاء العقد تأتي قضية المهر وتكاليف الأعراس... والعادات في ذلك ومواجهتها وتوجيهها إلى الوجهة الصحيحة.
و«أكثر النساء بركة أيسرهن مؤونة».
فإذا تزوج... جاءت مشكلة العشرة الزوجية... والتعامل... وما ينبغي فيه من سياسة... شدة في محلها، وليونة في محلها... وأن يتعلما التنازل وتقارب الرغبات...
فإذا حصل الحمل جاءت مشكلة رعاية الحامل، وما ينبغي للرجل أن يفعله... حتى تلد المرأة بخير وعافية...
فإذا جاء الولد... جاءت مشكلة العناية بهذا المولود... وعلى قول أحد الأطباء لمّا اشتكى له والد المولود أنه لا ينيمهما وأنه يبكي كثيراً، فقال بلهجته المصرية: «آه... أصلهم بيربونا».
فإذا انتهت مشكلة المواليد بدأت تربية الصغار وما يتعلق بها...
وهكذا تنتقل في الزواج من طبق إلى طبق...
ومع هذا كله... وضع الله في قلوبنا محبة الزواج...
والتفكير المستمر فيه...
والسعي إليه... فسبحان الله...
يتزوج الرجل الواحدة... فإن تيسرت له الثانية لا يرفض... وقد يتزوج الثالثة... بل والرابعة...
ولا مذمة... ولا ملام... إذا اتقى المسلم ربه... ولم يسيء أو يظلم.
أمّا أن يتزوج ويطلق استلذاذاً... وتذوقاً لهذه... ولتلك ... فإن هذا يخرج الزواج عن مقصده من تكوين الأسرة... وإيجاد السكن... وتكثير النسل والولد...
«تناكحوا تناسلوا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة»...

و«يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج... فإنه أحصن للفرج واغض للبصر... ومن لمن يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء».

سؤال وجواب ١٠٩: ما وجه التوفيق والجمع بين الحديثين في نفخ الروح



سؤال: 
«ما وجه التوفيق والجمع بين الحديث الذي أخرجه مسلم تحت رقم: (2643)، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: «حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ: «إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُرْسَلُ الْمَلَكُ فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ، وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: بِكَتْبِ رِزْقِهِ، وَأَجَلِهِ، وَعَمَلِهِ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ، فَوَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَدْخُلُهَا».
ففي هذا الحديث أن الملك يأتي بعد الأربعين الثالثة، فينفخ الروح.
وما جاء عند مسلم تحت رقم: (2644) عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: «يَدْخُلُ الْمَلَكُ عَلَى النُّطْفَةِ بَعْدَ مَا تَسْتَقِرُّ فِي الرَّحِمِ بِأَرْبَعِينَ، أَوْ خَمْسَةٍ وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ؟ فَيُكْتَبَانِ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَذَكَرٌ أَوْ أُنْثَى؟ فَيُكْتَبَانِ، وَيُكْتَبُ عَمَلُهُ وَأَثَرُهُ وَأَجَلُهُ وَرِزْقُهُ، ثُمَّ تُطْوَى الصُّحُفُ، فَلَا يُزَادُ فِيهَا وَلَا يُنْقَصُ».
وفيه أن الملك ينفخ الروح بعد الأربعين الأولى؟».

الجواب: 
لا اختلاف ولا تعارض بين الحديثين؛ فإن في حديث ابن مسعود -رضي الله عنه-، يقول -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُرْسَلُ الْمَلَكُ فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ»؛ فقوله «ثم يكون في ذلك»، «ثم يكون في ذلك»، يدل على أن المذكور كله يتم في الأربعين، فليست هناك ثلاث أربعينات، وهذه الرواية أوضح من الرواية التي توهم بخلاف ذلك بلفظ: «إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ». والله المستعان.

كشكول ٧٦٢: من خصائص القرآن عن سائر الكتب السماوية الأخرى


من خصائص القرآن عن سائر الكتب السماوية الأخرى:

الخصيصة الأولى: أن الله حفظه، فلا يصل إليه نقص ولا شك، و ا ضياع، ولا زيادة ولا عبث، قال الله -تبارك وتعالى-: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}. (الحجر: 9).

الخصيصية الثانية: أنه كتاب هداية ودليل صدق نبوة، بينما الكتب السابقة كانت كتب هداية، وليست محلاً لتصديق النبوة، وَعَنْه أبي هريرة -رضي الله عنه-، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا قَدْ أُعْطِيَ مِنَ الْآيَاتِ مَا مِثْلُهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ، وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَى اللَّهُ إِلَيَّ وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ».». (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).

الخصيصية الثالثة: أن الله يسر حفظه، عَن عِيَاض بن حمَار الْمُجَاشِعِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي خُطْبَتِهِ: «أَلَا إِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ مِمَّا عَلَّمَنِي يَوْمِي هَذَا: كُلُّ مَالٍ نَحَلْتُهُ عَبْدًا حلالٌ، وإِني خلقت عبَادي حنفَاء كلهم، وَإنَّهُ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا. وَإِنَّ اللَّهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ إِلَّا بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ». وَقَالَ: «إِنَّمَا بَعَثْتُكَ لِأَبْتَلِيَكَ وَأَبْتَلِيَ بِكَ، وَأَنْزَلَتُ عَلَيْكَ كِتَابًا لَا يَغْسِلُهُ الْمَاءُ تَقْرَؤُهُ نَائِمًا وَيَقْظَانَ، وَإِنَّ الله أَمرنِي أَن أحرقَ قُريْشًا، فَقلت: «يَا رَبِّ إِذًا يَثْلَغُوا رَأْسِي فَيَدَعُوهُ خُبْزَةً». قَالَ: «اسْتَخْرِجْهُمْ كَمَا أَخْرَجُوكَ، وَاغْزُهُمْ نُغْزِكَ، وَأَنْفِقْ فَسَنُنْفِقُ عَلَيْكَ، وَابْعَثْ جَيْشًا نَبْعَثْ خَمْسَةً مِثْلَهُ، وَقَاتِلْ بِمن أطاعك من عصاك». (رَوَاهُ مُسلم).

قال وقلت ٧٠: كن على ثقة بأن الغلبة لهذا الدين



قال: «انظر مقدار ما تنفقه إيران في نشر التشيع.
انظر إلى ما تنفقه أمريكا ودول الغرب في الصد عن الإسلام وتشويه صورته!».

قلت: قال الله -تبارك وتعالى-: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ}. (الأنفال: 36).
وقف عند قوله -تبارك وتعالى- بعدها: {لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}. (الأنفال: 37).
وكن على ثقة بأن الغلبة لهذا الدين، فأقم الدين لله على نفسك، وأهلك، وأدناك فأدناك، وأبشر؛ فإن العاقبة للمتقين.

كشكول ٧٦١: الملك الداعية


الملك الداعية.
المقال في الرابط التالي:

كشكول ٧٦٠: التفكير وضوابطه



التفكير وضوابطه.

سلوك الإنسان نتيجة:
- الفكرة.
- والعاطفة.
- الدافع.
- والقدرة.

تابع المقال تحت هذا الرابط:

أجوبة إشكالات علمية ٣



أجوبة إشكالات علمية (3 - 3):

الإشكال الثالث:
«قولكم ليس من أصول الفقه: عدم التفريق بين الأمر الإرشادي والأمر التكليفي. وضابط الأمر الإرشادي أن يتعلق بتحصيل مصلحة دنيوية لنفسه، ولا تعلق له بعبادة ولا بأجر أو ثواب. مثل الأمر بالتداوي فيما لم يتيقن أنه يحفظ النفس، والأمر بالترجل غبًا، والأمر بحب الحبيب هونًا، وبغض البغيض هونًا، وبلبس النعل، والأمر بالحجامة، والأمر بالتلبينة، ونحو ذلك. ومن ضبط ذلك انفتح له في فهم كلام السلف الشيء الكثير، وسهل عليه في فهم كلام الفقهاء ما كان عسيراً عليه، بإذن الله». وسئلتم عن هذه المسألة حيث قال السائل: «شيخنا بارك الله فيك: هل للأمر التكليفي ضابط مثل الأمر الإرشادي؟ وممكن تقريب الصورة بمثال بارك الله فيكم؟». فأجبتم -حفظكم الله-: «الأمر التكليفي هو الذي يدخل في الخطاب الشرعي بطلب الفعل، أو بطلب الترك. فطلب الفعل على وجه الإلزام هو الواجب، وطلبه على غير وجه الإلزام هو المستحب. وطلب الترك على وجه الإلزام هو الحرام، وطلب الترك لا على وجه الإلزام هو الكراهة. وهذا ضابط التكليف».اهـ فلم يتضح لي وجه التفريق بينهما، وضابط كل منهما، على وجه يسعف في تخريج مسائل فرعية على هذه الضوابط، كبعض الأمثلة التي ذكرتم وغيرها، والله أعلم».

جواب الإشكال:
أمّا قضية الفرق بين الأمر الإرشادي والأمر التكليفي؛ فأقول: قد يصدر من الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمر لا يريد به التعبد وبيان الرسالة، إنما يريد به إرشاد الأمة لما هو خير لها في دنياها بحسب رأيه من جهة أنه بشر -صلى الله عليه وسلم-، فمصلحة هذا النوع من الأوامر تعود إلى المسلم في دنياه، ولذلك لا يترتب عليه أجر أو ثواب أو عقاب من هذه الجهة. بخلاف الأمر التكليفي فهو عكسه.
مثاله:
- الإرشاد إلى شرب ألبان الإبل وأبوالها.
- الإرشاد إلى تمر العجوة.
- الإرشاد استعمال الحبة السوداء.
- الإرشاد إلى الاستكثار من النعال.
- الأمر بالحجامة.
- الأمر بالعود الهندي.

كل هذه الأوامر إرشادية. فلو تركها المسلم لا يأثم، ولا يكون مقصراً، وهي تتعلق بتحصيل مصلحة دنيوية تعود إليه إذا فعلها. والله الموفق.

أجوبة إشكالات علمية ٢



أجوبة إشكالات علمية (2 - 3):

الإشكال الثاني:
«قولكم: «ليس من أصول الفقه: الجمود على ظاهر اللفظ، دون إعمال معناه المراد، فالمقصود عندهم بالظاهر هو المراد من اللفظ، لا الجمود على ظاهر اللفظ دون معناه». فقد أشكل عليّ فهم هذا الكلام على وجه لا لبس فيه، وقد يقال: إن المقصود بقوله : «عندهم» أي عند أهل الحق من الأصوليين».

جواب الإشكال:
يقرر الجمهور: أن الأصل الأخذ بظاهر اللفظ، ويريدون الظاهر المراد لا مجرد ظاهر اللفظ.
أمّا الظاهرية فالمقرر عندهم: اتباع ظاهر اللفظ بدون مراعاة معناه المراد.
فحديث : «والبكر تستأذن وإذنها صماتها»؛ قال الجمهور: لو صرحت البكر برغبتها بقولها، اعتبر ذلك. وقال الظاهرية: لا يعتبر قولها بلسانها حتى تصمت. 
ولو طلبت كأساً من الثلاجة؛ فالجمهور: لا يتحقق عندهم امتثال هذا الأمر إلا بإحضار كأس مملوءة بالماء. بينما الظاهرية يتحقق عندهم المراد بمجرد إحضار كأس ولو فارغاً.
فهذا يبين أن الظاهر عند الجمهور هو المراد من اللفظ لا مجرد اللفظ.
بينما الظاهرية الظاهر عندهم هو اعتبار ظاهر اللفظ فقط.