السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الخميس، 30 أكتوبر 2014

علمني ديني ٤٤: أن مقصود الجهاد وغايته دعوة الناس إلى الإسلام


علمني ديني:

أن مقصود الجهاد وغايته دعوة الناس إلى الإسلام؛ ولذلك لا يبدأ بقتال الكفار، إنما يبدأ بدعوتهم إلى الإسلام،

- فإن هم أجابوا فالحمد لله، 

- فإن لم يجببوا عرضت عليهم الجزية. فإن أجابوا فالحمد لله.

- فإن امتنعوا قوتلوا.

أخرج البخاري تحت رقم: (٢٩٤١)، ومسلم تحت رقم: (٢٤٠٦)، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: «أَخْبَرَنِي سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ يَوْمَ خَيْبَرَ: «لَأُعْطِيَنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ، يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ»، 

قَالَ: فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ لَيْلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطَاهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ غَدَوْا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ يُعْطَاهَا، 

فَقَالَ: «أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ». 

فَقِيلَ: «هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ»،

قَالَ: «فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ». فَأُتِيَ بِهِ فَبَصَقَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي عَيْنَيْهِ وَدَعَا لَهُ، فَبَرَأَ حَتَّى كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ، فَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ، 

فَقَالَ عَلِيٌّ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا؟».


فَقَالَ: «انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ فِيهِ، فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا، خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ».

علمني ديني ٤٣: أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مقصوده: الإصلاح، فإذا لم يؤد إليه، وأدى إلى الفساد؛ فهو منكر


علمني ديني:

أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مقصوده: الإصلاح، فإذا لم يؤد إليه، وأدى إلى الفساد؛ فهو منكر.

والرضى بأهون الضررين يؤكد ذلك:

- فقد يكون ترك المنكر هو المعروف.

- وإنكار المنكر هو المنكر.

تأمل حديث بول الأعرابي في ناحية من المسجد، ومنع الرسول الصحابة من الإنكار عليه:

- بوله في المسجد منكر.

- أراد الصحابة إنكار المنكر.


- منعهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- من إنكار هذا المنكر؛ لأنه يترتب عليه منكر أكبر، فصار المعروف ترك المنكر؛ لأنه أهون الضررين.

خطر في بالي ١٢: وأنا أستمع لأحدهم، وهو يقرر مشروعية المظاهرات، والخروج إلى الميادين، وأنها من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ما يلي:


خطر لي:
وأنا أستمع لأحدهم، وهو يقرر مشروعية المظاهرات، والخروج إلى الميادين، وأنها من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ما يلي: 

لا تنكر أهمية الأمر بالمعروف، ولا ينكر إنكار المنكر على ولاة الأمر. لكن الخطأ أن لا يراعي التالي:

١- أن لا يرعى الأدب الشرعي في إنكار المنكر على ولي الأمر، بأن يكون عنده في خاصة نفسه. وعندها وعندها فقط إذا كان عند إمام جائر، واعتدى عليه، يكون سيد الشهداء.

٢- أن يلغي مراعاة المصالح والمفاسد، فيطلب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دون نظر للمصالح والمفاسد، وهذا خطأ ولذلك قيل: «ليكن أمرك بالمعروف معروفًا، ونهيك عن المنكر غير منكر». وبغير هذا يكون الأمر بالمعروف وكأنه مقصودًا لذاته لا لمعنى الإصلاح، وهذا خلاف توجيه الشرع، وإلا كيف يكون باب الرضى بأهون الضررين؟


٣- تكييف المسألة في المظاهرات والخروج في الميادين على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، من أعجب ما يكون من عالم أصولي -نحسبه والله حسيبه-، ونسأل الله الهداية للجميع.

خطر في بالي ١١: أن وصف المنافق المذكور في الحديث: «إذا حدث كذب...» يشمل أول ما يشمل دعاة الضلالة والوعاظ الذين يحدثون الناس فيكذبون


خطر في بالي:

أن وصف المنافق المذكور في الحديث: «إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان، وإذا عاهد غدر». يشمل أول ما يشمل دعاة الضلالة، والوعاظ الذين يحدثون الناس فيكذبون، ويأتمنهم الناس على دينهم فيخونون، ولا يتحرون السنة والدين، وكل همهم إرضاء الجماهير.

ولذلك جاء في الأثر: «إنما أخشى عليكم جدال منافق عليم اللسان». وهلك المتفيقهون.


وإنا لله وإنا اليه راجعون. اللهم أجرنا في مصيبتنا هذه، وأبدلنا خيرًا منها.

علمني ديني ٤٢: أنه لا يجوز إفساد المرأة على زوجها


علمني ديني:

أنه لا يجوز إفساد المرأة على زوجها. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ خَبَّبَ خَادِمًا عَلَى أَهْلِهَا فَلَيْسَ مِنَّا، وَمَنْ أَفْسَدَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا فَلَيْسَ مِنَّا». أخرجه أحمد ( ٩١٥٧)، أبوداود (٢١٧٥)، وابن حبان (٥٦٨). وصححه الألباني في (سلسلة الأحاديث الصحيحة: (٣٢٤).).

ويلحظ أن الحديث جاء مطلقاً؛ فكل أمر يملأ قلب المرأة على زوجها، ويجعلها تتغير عليه، سواء بطلب الطلاق أو بدونه: فهو من إفساد المرأة على زوجها، ولو كان ما يذكرونه عنه حقاً. وسواء كان الذي يخببها ويفسدها على زوجها من الأقارب أوْ لا، وسواء كان رجلاً أو امرأة. 

وقد عد هذا الهيتمي في كتابه: (الزواجر من اقتراف الكبائر)، الكبيرة الثامنة والخمسون بعد المائتين. 


وذِكر العلماء الإفساد حتى تطلق منه، هو من باب ذكر الغاية التي ينتهي إليها، وليس معنى ذلك أنه يجوز إفساد المرأة على زوجها بما لا يؤدي إلى الطلاق؛ لأن الحديث جاء مطلقاً، فيحرم أن يملأ أحد قلب المرأة على زوجها بأي شيء؛ لأن هذه الأمور وإن كانت صغيرة تؤدي إلى الطلاق بسبب التراكمات. والله الموفق.