السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الاثنين، 30 نوفمبر 2015

قال وقلت ١١٧: نعم الله يغفر الذنوب، والله يتوب على التائبين والمستغفرين، ولكن هذا مشروط!


قال : لن أقول للناس لا تذنبوا!
فإن الله يغفر الذنوب، بل إذا أذنب وتاب فإن الله يقول له: اعمل ما شئت! أخرج البخاري تحت رقم (7507)، ومسلم تحت رقم (2758) عن أبي هُرَيْرَة، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ عَبْدًا أَصَابَ ذَنْبًا - وَرُبَّمَا قَالَ أَذْنَبَ ذَنْبًا - فَقَالَ: رَبِّ أَذْنَبْتُ - وَرُبَّمَا قَالَ: أَصَبْتُ - فَاغْفِرْ لِي، فَقَالَ رَبُّهُ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَصَابَ ذَنْبًا، أَوْ أَذْنَبَ ذَنْبًا، فَقَالَ: رَبِّ أَذْنَبْتُ - أَوْ أَصَبْتُ - آخَرَ، فَاغْفِرْهُ؟ فَقَالَ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا، وَرُبَّمَا قَالَ: أَصَابَ ذَنْبًا، قَالَ: قَالَ: رَبِّ أَصَبْتُ - أَوْ قَالَ أَذْنَبْتُ - آخَرَ، فَاغْفِرْهُ لِي، فَقَالَ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثَلاَثًا، فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ".
قلت : نعم الله يغفر الذنوب!
والله يتوب على التائبين والمستغفرين!
ولكن هذا مشروط ، أما قرأت قول الله تعالى: ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى﴾ (طه: 82). فالتوبة لمن آمن وعمل صالحاً ثم اهتدى، فهذا يغفر الله له إذا تاب واستغفر، لأن مثل هذا لا يقع منه الذنب جرأة على الله، إنما يقع منه الذنب هفوة بلا قصد، تغلبه شهوته وهواه فيقع في الذنب. ولذلك يندم ويبادر إلى العمل الصالح، ولزوم الهداية. و أكد هذا المعنى قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾ [المائدة: 27].
فليس في قلبه استهانة بالذنب، و لا جرأة على الله جل وعلا، وليس حاله كحال أهل النفاق؛ الذين يستهينون بالذنب، و لا يعظمون حق الله. 
أخرج البخاري تحت رقم (6308)، ومسلم تحت رقم (2744) ، قال أَبُو شِهَابٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ الحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، حَدِيثَيْنِ: أَحَدُهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالآخَرُ عَنْ نَفْسِهِ، قَالَ: "إِنَّ المُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ، وَإِنَّ الفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ" فَقَالَ بِهِ هَكَذَا، قَالَ أَبُو شِهَابٍ: بِيَدِهِ فَوْقَ أَنْفِهِ.
ثُمَّ قَالَ ابن مسعود: " لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ رَجُلٍ نَزَلَ مَنْزِلًا وَبِهِ مَهْلَكَةٌ، وَمَعَهُ رَاحِلَتُهُ، عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ فَنَامَ نَوْمَةً، فَاسْتَيْقَظَ وَقَدْ ذَهَبَتْ رَاحِلَتُهُ، حَتَّى إِذَا اشْتَدَّ عَلَيْهِ الحَرُّ وَالعَطَشُ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ، قَالَ: أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِي، فَرَجَعَ فَنَامَ نَوْمَةً، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَإِذَا رَاحِلَتُهُ عِنْدَهُ".
فالمؤمن يعظم الله جل وعلا، ويعلم حقارته أمام الله عزوجل.
هذا المؤمن يفرح الله بتوبته إذا تاب، حتى ولو تكرر وقوعه في الإثم، مادام يلزم الندم والتوبة، و لا يقع منه الذنب إلا هفوة وبشهوة أو هوى غالب، فها يقال له : اعمل ما شئت فقد غفرت لك، يعني مادمت ملازما لهذا الحال!
وعلى المسلم أن يحذر جانب الوقوع في الذنب ؛ 
لأنه لا يدري إذا أذنب هل يوفقه الله للتوبة.
و لا يدري إذا تاب هل يوفقه الله بعدها للعمل الصالح والتقوى.
و لا يدري هل تقبل توبته، أو قام من الموانع ما يمنع قبولها!
فقد جاء في الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه تحت رقم (144) من طريق أبي خَالِد،(يَعْنِي: سُلَيْمَانَ بْنَ حَيَّانَ)، عَنْ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا، نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا، نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ، حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ، عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ، وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ، مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا، إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ".
قَالَ أَبُو خَالِدٍ: فَقُلْتُ لِسَعْدٍ: يَا أَبَا مَالِكٍ، مَا أَسْوَدُ مُرْبَادٌّ؟ قَالَ: «شِدَّةُ الْبَيَاضِ فِي سَوَادٍ»، قَالَ: قُلْتُ: فَمَا الْكُوزُ مُجَخِّيًا؟ قَالَ: «مَنْكُوسًا».
فمن أين لمن يفعل الذنب أن يضمن أن هذا الذنب لن ينكت على قلبه فيكون آخر محل يرجع منه الإيمان إليه؟!
بل هذا الحديث جعل من علامة المبتلى بهذا الأمر الاستهانة بالذنوب، لأنه ما يعود يعرف معروفاً و لا ينكر منكراً إلا ما أشرب من الهوى.
فالحذر الحذر من الاستهانة بالذنوب والمعاصي.
وعلينا تحذير الناس منها، فإن جناب الله عظيم، ولذلك من سنة الأنبياء تعليم الناس الاستغفار؛ 
قال جل وعلا: ﴿الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2) وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3) إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [هود: 1 - 4].
وقال تعالى: ﴿وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ (50) يَاقَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ (51) وَيَاقَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ﴾ [هود: 50 - 52].
ونوح عليه الصلاة والسلام قال لقومه: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا﴾ [نوح: 10].
فالمسلم يعلم الناس كيف يستدركون ويتوبون، لأنه يعلم أن على كل إنسان حظه من الذنب، إلا ما شاء الله، فلا يقنطهم من رحمة الله ، ويفتح لهم باب الرجاء؛ 
﴿قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56)﴾ [الزمر: 53 - 56].

والله الموفق ، لارب سواه، والحمد لله رب العالمين.

كشكول ١١٧٦: إذا رأيت الناس قد اكتنزوا الذهب والفضة فاكنز هؤلاء الكلمات


جاءني على الواتساب :
قال رسول الله صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم لشداد بن أوس رضي الله عنه :
« يا شداد بن أوس إذا رأيت الناس قد اكتنزوا الذهب و الفضة فاكنز هؤلاء الكلمات
" اللهم إني أسألك :

الثبات في الأمر ..
و العزيمة على الرشد ..
و أسألك موجبات رحمتك ..
و عزائم مغفرتك ..
و أسألك شكر نعمتك ..
و حسن عبادتك ..
و أسألك قلباً سليماً ..
و لساناً صادقاً ..
و أسألك من خير ما تعلم ..
و أعوذ بك من شر ما تعلم
و أستغفرك لما تعلم ..
إنك أنت علام الغيوب "
صححه الألباني رحمه الله في سلسلة اﻷحاديث الصحيحة (3228)
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

كشكول ١١٧٥: التقوى


في سورة النبأ يقول تبارك وتعالى: ﴿إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً{31} حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً{32} وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً{33} وَكَأْساً دِهَاقاً﴾.
وفي سورة القلم يقول تعالى: ﴿إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ{34} أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ{35}﴾.
فذكرهم بوصف التقوى، ثم ذكر المسلمين فقال: ﴿أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ{35}﴾. فأفاد أن كل مسلم تقي.
وذكرهم بوصف (المتقين) للتنبيه على أن تحقيق هذا الوصف فيهم هو سبب فوزهم بالجنات.

وجاء الوصف بالاسمية لإفادة الثبوت والاستقرار ، فهم قد لازموا وصف التقوى حتى أصبح وصفا ثابتاً مستقراً.
والتقوى درجات ثلاث؛
الأولى : درجة التقوى الواجبة ، بفعل الواجبات وترك المحرمات.
الثانية : درجة التقوى المستحبة، بفعل المستحبات وترك المكروهات.
الثالثة : درجة الإحسان في التقوى ، أن تدع ما فيه بأس خشية من الوقوع فيما فيه بأس، فتجعل شيئاً من المباح بينك وبين الحرام، "فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه".
والتقوى يشترك فيها جميع المسلمين ، وهم فيها بين زيادة ونقص، فمنهم من هو في مرتبة عالية، ومنهم من هو دونها، بحسب فعلهم للطاعات وتركهم للمعاصي والمكروهات.
وكل مسلم ولي، لأنه تقي.
قال تعالى في سورة يونس : ﴿أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ{62} الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ{63} لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{64}﴾.
وهم في الولاية درجات متفاوتة، كالتقوى.
ولا يجوز إيذاء المسلم لأنه ولي لله.
أخرج البخاري تحت رقم (6502) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ المُؤْمِنِ، يَكْرَهُ المَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ".
والله الموفق.

كشكول ١١٧٤: لقاء تم عبر الهاتف مع الإخوة في مسجد التوحيد بأتلانتا بامريكا

الخميس 
١٤ صفر ١٤٣٧هـ
٢٦/١١/٢٠١٥م


هذا لقاء تم الليلة عبر الهاتف مع الإخوة في مسجد التوحيد بأتلانتا بامريكا .. 
تمت فيه الاجابة عل بعض الاسئلة وترجمتها مباشرة .
من الساعة الثامنة مساء بعد صلاة العشاء الى الساعة التاسعة بتوقيت السعودية

الرابط

دردشة ٢٦: في القرآن العظيم


دردشة ... في القرآن العظيم
الذي عليه أهل السنة أن القرآن العظيم كلام الله منه بدأ وإليه يعود.
فهو سبحانه وتعالى تكلم به ونزل به جبريل عليه السلام بأمر الله تعالى إلى محمد صلى الله عليه وسلم فبلغه إليه كما سمعه من الله، وبلغه الرسول صلى الله عليه وسلم للصحابة كما سمعه من جبريل عليه السلام، وبلغه الصحابة لمن بعدهم وكذا من بعدهم طبقة بعد طبقه بلغوه لنا كما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم.

أما أهل البدعة فعندهم القرآن هو المعنى النفسي القائم بالذات، وتلقاه جبريل، وبلغه للرسول صلى الله عليه وسلم، فهو عبارة جبريل أو عبارة الرسول صلى الله عليه وسلم.
والنتيجة أن هذا القرآن المجموع بين الدفتين ليس هو كلام الله، بل هو لفظ يدل على المعنى النفسي القائم بالذات الإلهية!
ويترتب على هذا الاعتقاد أمور ؛
منها أنهم لا يعظمون هذا اللفظ؛
فلو خالف ما في القرآن ما في العقل قدم ما في العقل.
ودلالته ظنية.
وصيغة الأمر في القرآن عندهم لا تدل على الوجوب إلا إذا دلت على ذلك قرائن أخرى.
وصيغة النهي في القرآن عندهم لا تدل على التحريم إلا إذا دلت على ذلك قرائن أخرى.
ويجوز بعضهم روايته بالمعنى.
ويجوز بعضهم ترجمته إلى العجمية.
ولم ينزل به جبريل إنما نزل هو بما تلقاه وفهمه وعلمه فبلغه للرسول صلى الله عليه وسلم.
هذه كلها مسائل وغيرها مبنية على أن هذا القرآن المجموع بين الدفتين هو كلام الله حقيقة، أو هو لفظ دال على المعنى النفسي القائم بالذات الإلهية.
فالله ما أعظم السنة وأهلها .
اللهم أحينا مسلمين على السنة وأمتنا مسلمين على السنة!

سؤال وجواب ٣٠٨: ليس مراد البخاري أن الكلام في الجرح والتعديل غيبة


سؤال :
سمعت أن البخاري قالَ: أَرْجُو أَنْ أَلقَى اللهَ وَلاَ يحَاسبنِي أَنِّي اغتبتُ أَحَداً.
فهل معنى هذا أن ما يصنعه بعض طلاب العلم من الجرح والتعديل غيبة لا تجوز، وأن تحذيرهم من بعض من ينتسب إلى طلب العلم هو غيبة لا تجوز. خاصة وأن في من يجرحونه ويحذرون منه من يتكلم في الدروس والخطب والمواعظ؟
الجواب :
ليس مراد البخاري أن الكلام في الجرح والتعديل غيبة! إنما مراده أنه كان يتجنب العبارات الصريحة في الجرح والثلب للرواة المتكلم فيهم، فيأتي بعبارات خفيفة، ولكنها تؤدي نفس المعنى.
وقد أورد الذهبي كلام البخاري هذا وعلق عليه بما يفيد هذا المعني .
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (12/ 439 - 441): "وَقَالَ بَكْرُ بنُ مُنِيْرٍ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ البُخَارِيَّ يَقُوْلُ: أَرْجُو أَنْ أَلقَى اللهَ وَلاَ يحَاسبنِي أَنِّي اغتبتُ أَحَداً.
قُلْتُ (الذهبي): صَدَقَ -رَحِمَهُ اللهُ- وَمَن نظَرَ فَى كَلاَمِهِ فِي الجرحِ وَالتعديلِ عَلِمَ وَرعَهُ فِي الكَلاَمِ فِي النَّاسِ، وَإِنصَافَهُ فِيْمَنْ يُضَعِّفُهُ، فَإِنَّهُ أَكْثَر مَا يَقُوْلُ: مُنْكَرُ الحَدِيْثِ، سَكَتُوا عَنْهُ، فِيْهِ نظرٌ، وَنَحْو هَذَا. وَقَلَّ أَنْ يَقُوْلَ: فُلاَنٌ كَذَّابٌ، أَوْ كَانَ يَضَعُ الحَدِيْثَ.
حَتَّى إِنَّهُ قَالَ: إِذَا قُلْتُ: فُلاَنٌ فِي حَدِيْثِهِ نَظَرٌ، فَهُوَ مُتَّهَمٌ وَاهٍ.
وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِهِ: لاَ يُحَاسبُنِي اللهُ أَنِّي اغتبْتُ أَحَداً، وَهَذَا هُوَ وَاللهِ غَايَةُ الوَرَعِ"اهـ.
فهذا يفيد أنه يتجنب الجرح الصريح في عبارته!
ولما ذكر للبخاري رحمه الله أن في كتابه التاريخ جرحا ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم تكلم في بعض الناس.
ففي سير أعلام النبلاء (12/ 441): "قَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي حَاتِمٍ الوَرَّاقُ: سَمِعْتُهُ -يَعْنِي: البُخَارِيَّ- يَقُوْلُ: لاَ يَكُوْنُ لِي خصمٌ فِي الآخِرَةِ، فَقُلْتُ: إِنَّ بَعْضَ النَّاسِ يَنْقِمُونَ عَلَيْكَ فِي كِتَابِ (التَّارِيْخ) وَيَقُوْلُوْنَ: فِيْهِ اغتيَابُ النَّاسِ، فَقَالَ: إِنَّمَا روينَا ذَلِكَ رِوَايَةً لَمْ نَقُلْهُ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِنَا، قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (بِئْسَ مَوْلَى العَشِيْرَةِ) يَعْنِي: حَدِيْث عَائِشَةَ .
وسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: مَا اغتبْتُ أَحَداً قَطُّ مُنْذُ عَلِمتُ أَنَّ الغِيبَةَ تَضُرُّ أَهْلَهَا"اهـ.
والتحذير من أهل البدع والمخالفين لأهل السنة، وأصحاب المذاهب المنحرفة والأفكار الضالة، هذا من النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، والدين النصيحة.
والله جل وعلا أمرنا بأن لا نقبل خبر الفاسق، فقال تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) [الحجرات: 6]. ومعنى ذلك أنه لابد أن نعرف حال من يأتينا وينقل إلينا الخبر، فإذا كان هذا في الأخبار عامة، فما يتعلق بالدين أولى وآكد، ولذلك جاء عن جماعة السلف: "إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم".

وهذا هو حال السلف الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. والله الموفق.

كشكول ١١٧٣: في قصة أصحاب الجنة في سورة ن، دلالة أنه كان يجب عليهم في الخارج من الأرض حق معلوم للمساكين


في قصة أصحاب الجنة في سورة ن، دلالة أنه كان يجب عليهم في الخارج من الأرض حق معلوم للمساكين.
وقد جاء أنه كانت عليهم صلاة، كما في كما في قول إبراهيم صلى الله عليه وسلم: (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) (البقرة: 37) . وكما في قول عيسى عليه الصلاة والسلام (وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31)) [مريم: 31]>
والحج كذلك فهذا سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام، يقول الله له (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) [الحج: 27].
والصوم يقول الله تبارك وتعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) [البقرة: 183]
فتبين أن الشرائع السماوية متفقة في أصل مشروعية هذه الأركان الخمسة التي يقوم عليها الإسلام.
الشهادتان .
الصلاة.
الصوم.
الزكاة.
الحج.
فدين الأنبياء واحد، وإن اختلفت شرائع هذه الأصول، كما جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري تحت رقم (3443)، ومسلم تحت رقم (2365) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَالْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ، أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ».
وبالله التوفيق.

كشكول ١١٧٢: اللغو من الكلام مما ينبغي على المسلم اجتنابه


في قوله تعالى: ﴿يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ] {الطُّور:23} ، دليل أن اللغو من الكلام مما ينبغي على المسلم اجتنابه، وهو الذي لا نفع فيه ولا فائدة.
ووجه الدلالة : أن الآية ذكرته في سياق مدح عدمه في الجنة، فدل ذلك على أنه في مقام الذم في الدنيا.

ويؤكد هذا حديث البخاري تحت رقم (6018)، ومسلم تحت رقم (47)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يُؤْذِ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ»
والشاهد قوله: " وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ".
ووجه الدلالة: أن القسمة على هذا الحديث من ثلاث:
الأولى : أن يكون الكلام خيراً فليتكلم به.
الثانية: أن يكون الكلام شراً. فليصمت.
الثالثة: أن يكون الكلام لا نفع فيه، فليصمت، لأنه لم يبح الكلام إلا إذا كان خيرا، فقال: "فليقل خيراً أو ليصمت".
والله الموفق.

كشكول ١١٧١: واجمل الله القرآن العظيم في أمرين


واجمل الله القرآن العظيم في أمرين:
الاول : في انه حجة باقية لا يتطرق اليه الشك ولا الريب فهو حق ونور .
الثاني : انه هدى للمؤمنين .
فالقرآن العظيم كتاب دلالة على نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم وكتاب شريعة وهداية .

قال تعالى : (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين) .

كشكول ١١٧٠: ما من نبي إلا وقد أوتي من الآيات ما آمن على مثله البشر


في الحديث المتفق على إخراجه في الصحيحين من حديث الليث بن سعد عن سعيد ابن أبي سعيد المقبري عن أبيه، عن أبي هريرة، عن رسول الله أنه قال: «ما من نبي إلا وقد أوتي من الآيات ما آمن على مثله البشر، وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة».
وهذا يعني ان الرسول صلى الله عليه وسلم اختص بامرين وتميز بميزتين:
الأولى : أنه أوتي وحيا يبقى بعد موته آية ودلالة على صدقه في دعوته . بخلاف غيره من الأنبياء الذين انتهى وانقضى ما اوتوه بمجرد موتهم لم يتعهد الله بحفظه كما تعهد بحفظ القرآن العظيم.
الميزة الثانية : ان دعوته ورسالته وشريعته هي نفس ما اوتيه فهي باقية .

لذلك يرجو ان يكون اكثرهم تابعا.

كشكول ١١٦٩: انظر كيف أجمل الله -جل وعلا- دعوة موسى ورسالته في أمرين


انظر كيف أجمل الله -جل وعلا- دعوة موسى ورسالته في أمرين:
(اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ * فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَىٰ أَنْ تَزَكَّىٰ * وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ)
[سورة النازعات 17 - 19]
فتلخصت الرسالة في :

= التزكية .
= وهداية التعلم والارشاد الى عبادة الرب سبحانه. فمن اقام هذه الهداية وتعلم حصل بسبب علمه الخشية لله تعالى .

الأحد، 22 نوفمبر 2015

دردشة ٢٥: في الدليل


دردشة ... في الدليل
الدليل هو ما يوصل للمطلوب .
وفي مسائل الشرع الدليل؛
اما ان يكون آية محكمة من كتاب لله .
وإما ان يكون سنة متبعة .
وإما ان يكون اجماعا .
وإما ان يكون قياسا صحيحا.
واختلف في غير هذه الادلة ، ويقال عنها ادلة مختلف فيها . (وقد افردتها بسلسلة منشورات تجدها في المدونة).
والدلالة تكون باعتبار دلالات الالفاظ من القرآن والسنة.
ودلالات الالفاظ لها قواعد.
والالفاظ ان كان لها معنى خاص في الشرع سمي حقيقة شرعية .
فإن لم توجد حقيقة شرعية فسر اللفظ بما تعارف عليه الصحابة رضي الله عنهم ويسمى هذا حقيقة عرفية.
فإن لم توجد حقيقة شرعية ولا عرفية رجع في تفسير اللفظ الى لغة العرب.
ولنأخذ على ذلك مثالا : 
لفظ (الارحام)... جاء في النصوص الشرعية ولم يأت له تفسير شرعي خاص ولا تفسير عرفي خاص. فرجعنا الى كتب اللغة.
وجدنا كتب اللغة تقول : الارحام هم الاقارب من جهة الاب .
ووجدنا الشرع عظم حق الام ... وعليه فإننا يمكن ان نفسر الارحام بالاقارب من جهة الاب والام ... باعتبار تعظيم الشرع لحق الأم.
والارحام = الاقارب من جهة الأم والأب، وأصولهم :
الجدان .
الجدتان.
العم .
العمة.
الخال.
الخالة.
اما اولادهم فالاحسان اليهم والصلة لهم من الصلة بأصولهم لكن تبرأ الذمة بصلة الاصول فيكون ما زاد من باب التمام والكمال.
والعرف معتبر في مثل هذا فإن العادة محكمة.
وفائدة هذا المثال توضيح طريق الاستدلال الذي لا يأتي بالنص مباشرة.

وفيه اهمية الانتباه لطرائق الاستدلال فليست القضية مجرد آية او حديث . والله الموفق.

دردشة ٢٤: في إدارة الحياة


دردشة ... في إدارة الحياة!
كل مشروع يقوم على فكرة، يخطط لهذه الفكرة، ثم تنظم الأعمال وتوزع، ويرتب التواصل مع العاملين على المشروع، وتتم المتابعة والرقابة الدورية.
والمسلم في حياته يعيش مشروع حياة ، حددها له الرب بقوله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ (الذاريات: 56) .
يعيش الإنسان مراحل حياته من طفولة إلى شباب إلى رجولة إلى كهولة إلى شيخوخة ووفاة ، ولكل مرحلة أحكامها، والعبادات في اليوم والليلة وفي الأسبوع، وفي السنة، وفي العمر.

والصلاة صلة بين العبد وربه.
والدعاء صلاة.
وأعمال البر يجد العبد عندها ربه، أخرج مسلم في صحيحه تحت رقم (2569) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ؟ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟ يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ؟ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلَانٌ، فَلَمْ تُطْعِمْهُ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي، يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ، فَلَمْ تَسْقِنِي، قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَسْقِيكَ؟ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، قَالَ: اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تَسْقِهِ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ وَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي".
وعلى المسلم أن يتابع ويراقب نفسه، فاعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
ومن الله رقيب على كل مسلم، قال تعالى: ﴿مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ (ق:18)، وقال تعالى: ﴿وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً﴾ (الكهف:49).
فاجعل مشروع حياتك ناجحاً بطاعة الله جل وعلا، ، ﴿قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (الأنعام:162).

السبت، 21 نوفمبر 2015

كشكول ١١٦٨: إذا تبين الحق بأدلته اليقينية لم يلزم الإتيان بأجوبة الشبه الواردة عليه


جاءني على الواتساب
قال العلامة عبدالرحمن السعدي في تفسيره:
«إذا تبين الحق بأدلته اليقينية لم يلزم الإتيان بأجوبة الشبه الواردة عليه؛

- لأنه لا حد لها،
- ولأنه يعلم بطلانها للعلم بأن كل ما نافى الحق الواضح فهو باطل؛
فيكون حل الشبه من باب التبرع».
(ص: 89).

دردشة ٢٣: في أدب السؤال (حسن السؤال نصف العلم)!


دردشة ... في أدب السؤال 
(حسن السؤال نصف العلم)!
المسلم يوطن نفسه على التسليم والفهم لدين الله، فإذا تلقى الجواب وبلغه العلم استقر في نفسه، فيصغي إليه بسمعه ويعيه بقلبه.
أمّا كلما بلغك شيء من العلم بادرت إلى السؤال والتفريع والاعتراض فهذا الحال أولى أن لا يتعلم صاحبها.

قال ابن القيم رحمه الله في كتابه (مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة 1/ 169): "وللعلم سِتّ مَرَاتِب :
أولها : حسن السُّؤَال .
الثَّانِيَة : حسن الإنصات وَالِاسْتِمَاع .
الثَّالِثَة : حسن الْفَهم .
الرَّابِعَة : الْحِفْظ .
الْخَامِسَة : التَّعْلِيم .
السَّادِسَة : وَهِي ثَمَرَته وَهِي الْعَمَل بِهِ ومراعاة حُدُوده؛
فَمن النَّاس من يُحْرمه لعدم حسن سُؤَاله أما لأنه لَا يسال بِحَال أَوْ يسال عَن شَيْء وَغَيره أهم إليه مِنْهُ، كمن يسْأَل عَن فضوله الَّتِي لَا يضر جَهله بهَا ويدع مَالا غنى لَهُ عَن مَعْرفَته وَهَذِه حَال كثير من الْجُهَّال المتعلمين .
وَمن النَّاس من يُحْرمه لسوء إنصاته فَيكون الْكَلَام والممارات آثر عِنْده وَأحب إليه من الإنصات، وَهَذِه آفَة كامنة فِي أكثر النُّفُوس الطالبة للْعلم، وَهِي تمنعهم علما كثيرا وَلَو كَانَ حسن الْفَهم ؛
ذكر ابْن عبد البر عَن بعض السّلف انه قَالَ: من كَانَ حسن الْفَهم رَدِيء الِاسْتِمَاع لم يقم خَيره بشره .
وَذكر عبد الله بن احْمَد فِي كتاب الْعِلَل لَهُ قَالَ: كَانَ عُرْوَة بن الزبير يحب مماراة ابْن عَبَّاس فَكَانَ يخزن علمه عَنهُ، وَكَانَ عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة يلطف لَهُ فِي السُّؤَال فيعزه بِالْعلمِ عزا .
وَقَالَ ابْن جريج : لم أستخرج الْعلم الَّذِي استخرجت من عَطاء إِلَّا برفقي بِهِ.
وَقَالَ بعض السّلف : إِذا جالست الْعَالم فَكُن على أن تسمع احرص مِنْك على أن تَقول.
وَقد قَالَ الله تَعَالَى: ﴿إِن فِي ذَلِك لذكرى لمن كَانَ لَهُ قلب اَوْ القى السّمع وَهُوَ شَهِيد﴾ ... "اهـ

علمني ديني ٢٠٠: أن الخطأ لا يسوغ الخطأ!


علمني ديني :
أن الخطأ لا يسوغ الخطأ!
أخرج أحمد في مسنده تحت رقم (15424)، وأبو داود تحت رقم (3534)، وصححه الألباني عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ الْمَكِّيِّ، قَالَ: كُنْتُ أَكْتُبُ لِفُلَانٍ نَفَقَةَ أَيْتَامٍ كَانَ وَلِيَّهُمْ فَغَالَطُوهُ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ، فَأَدَّاهَا إِلَيْهِمْ فَأَدْرَكْتُ لَهُمْ مِنْ مَالِهِمْ مِثْلَيْهَا، قَالَ: قُلْتُ: أَقْبِضُ الْأَلْفَ الَّذِي ذَهَبُوا بِهِ مِنْكَ؟، قَالَ: لَا، حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَدِّ الْأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ، وَلَا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ».
فلا يعالج الخطأ بخطأ.
وليعلم أن هذا في (الخطأ) ، أمّا من تعمد الاعتداء فقد قال تعالى: (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) (البقرة:194). وقال تعالى: (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ) (النحل:126).

وكذا لا يدخل في ذلك طلب الحق، كقصة هند مع زوجها، أبي سفيان، والله الموفق.

سؤال وجواب ٣٠٧: في بعض المجتمعات يعد عدم حضور أعراس الإخوة والأخوات قطيعة؛ فهل لها أن تحضر ولائمهم رغم منع الزوج؟



سؤال :
في بعض المجتمعات يعد عدم حضور أعراس الإخوة والأخوات قطيعة؛ فهل لها أن تحضر ولائمهم رغم منعه [أي زوجها]؟

الجواب :
إجابة وليمة العرس واجبة عند جمهور أهل العلم، فما بالك إذا كانت لأخ أو أخت! ومحل ذلك اذا لم يكن في الوليمة منكر .. اما لو كان فيها منكر فلا يجوز لها الحضور ولزوجها منعها منه لو ارادت. 

والمرأة إذا منعها زوجها عن الحضور، لا تحضر طاعة لزوجها، وأثمها عليه، اذا لم يكن منعه لسبب يسوغ شرعا كوجود المنكرات، ويمكنها أن تتواصل مع أخيها وأختها ، وتبارك لهما، أو ترسل لهما الهدايا والتبريكات.
ومن المهم أن يكون لها تفاهم وتناصح مع زوجها، ولابد من مكاشفة يبين لها سبب المنع، وتسعى في معالجته وإصلاحه، حتى لا يتكرر هذا المنع في مناسبات أخرى، والله الموفق.

سؤال وجواب ٣٠٦: ما هو الضابط في زيارة الأرحام حتى لا تكون قطيعة؟


سؤال : 
ما هو الضابط في زيارة الأرحام حتى لا تكون قطيعة؟

الجواب : 
صلة الأرحام لم يرد ما يخصصها بالزيارة فقط؛ فإنها يمكن أن تحصل ولو بالسلام يبلغ لهم، والسؤال عنهم، والدعاء لهم، وذكرهم بالخير.

والعوام جرى عندهم أن صلة الأرحام لا تكون إلا بالزيارة، وهذا لا اصل له في الشرع، فالصلة تكون بكل ما تقدّم!
وذكر الألباني رحمه الله في سلسلة الأحاديث الصحيحة تحت رقم (1777) حديث: "بلوا أرحامكم ولو بالسلام".
وفيه دلالة : أن صلة الرحم تتحقق ولو بالسلام يبلغ إليهم. واليوم والحمد لله مكالمة الأرحام والاتصال بهم والسؤال عنهم، عبر الهاتف من أيسر ما يكون والله الموفق.
وليعلم أن زيارة الأقارب والأرحام لا ينبغي أن تكون سببا في حصول الإثم، فإن بعض الناس يحرج على أرحامه وأقاربه في زيارته لهم، وقد يحملهم ما لا يحتملونه، فيتذمرون ويتضجرون بسبب ذلك، وتحصل قطيعة، والسبب إصراره على صلة الرحم بالزيارة دون أن يراعي آدابها؛
فليس من الأدب أن تزورهم في وقت انشغالهم كأن تزورهم أثناء أيام العمل والدراسة.
وليس من الأدب تطويل الزيارة فلا تكون إلا في غداء أو عشاء.
وليس من الأدب أن تثقل عليهم فتزورهم أنت وأولادك وأهلك وعيالك.
وهكذا أمور تجعل القضية بدلا من أن تكون سبباً في الصلة، تكون سببا في القطيعة!
والله الموفق.

سؤال وجواب ٣٠٥: من هم الأرحام الذين أمر الله بصلتهم؟


سؤال : 
من هم الأرحام الذين أمر الله بصلتهم؟

الجواب :
الأرحام الذين أمر الشرع بصلتهم هم الأقارب من جهة الأب والأم.

وهم :
الجدتان والجدان .
والعم والعمة .
والخال والخالة.
والأخوان.
والأخوات.
هؤلاء هم رحمك الذين يجب عليك صلتهم والبر بهم، لقرابتهم لوالدتك ووالدك. والله الموفق.

سؤال وجواب ٣٠٤: هل يجوز للزوجة أن تخرج لزيارة أهلها دون علم الزوج إذا منعها من زيارتهم؟


سؤال : 
إذا كانت طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين، بالنسبة للزوجة، وهو يمنعها من زيارة والديها وإخوانها، ومعلوم أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فهل لها أن تخرج لزيارتهم دون إذنه خفية تجنبا للمشاكل بينها وبين زوجها؟ 

الجواب : 
لا يجوز للمرأة أن تدخل وتخرج من بيتها إلا بإذن زوجها! ولو خرجت بغير إذنه أثمت!

أما قضية أنه يمنعها من زيارة والديها وإخوانها فهذا من باب الأمر بقطيعة الرحم ، إذا كانت صلتهم لا تتحقق إلا بذلك، لانعدام كل وسائل التواصل معهم إلا عبر الزيارة، وهو لا يجوز، فأمره بذلك أمر بمعصية، فلا طاعة له في ذلك! وليس معنى هذا أنها تخرج من بيتها بغير إذنه لزيارة والديها وإخوانها، فإن وقوع زوجها في الخطأ لا يسوغ وقوعها في خطأ خروجها من البيت بغير إذنه. وإنما معناه أنه يأثم بمنعها، وهي لا تقصير عليها في عدم زيارتهم بسبب منع زوجها لها، وتبرأ ذمتها بذلك.
والزوجة الصالحة تناصح زوجها وتتفاهم معه في ذلك، وتبين له الخطأ الذي وقع فيه بمنعها من زيارة والديها.
وأحيانا يكون لدى الزوج ما يظنه مسوغا لمنعها من زيارة والديها وأمرها بقطيعتهم، والحقيقة أنه مهما بلغ فساد والديها ليس له أن يأمرها بقطيعتهما، ألا ترى أن الله أمر بالإحسان إلى الوالدين وإن كانا يأمران بالشرك، ولم يأمر بقطيعتهما، قال تبارك وتعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (لقمان: 14 - 15).
وبناء عليه، على الزوج أن يتق الله ، و لا يمنع زوجته من زيارة والديها، او التواصل معهما وما يخشى ضرره منهما يتفاهم مع زوجه لتجنبه وإصلاحه ما استطاعا إلى ذلك سبيلاً، والله الموفق.

سؤال وجواب ٣٠٣: ما الدليل على أن طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين؟



سؤال : 
ما الدليل على أن طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين؟

الجواب : 
المرأة إذا تزوجت فإنها تنتقل إلى بيت الزوج، وإذا صارت عنده أصبحت تابعة لزوجها فإن له القوامة عليها، وهي عوان عنده.

قال تعالى: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً﴾ (النساء:34).
يقول ابن كثير في تفسيره (تحقيق سلامة 2/ 292): "يَقُولُ تَعَالَى: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ﴾ أَيِ: الرَّجُلُ قَيّم عَلَى الْمَرْأَةِ، أَيْ هُوَ رَئِيسُهَا وَكَبِيرُهَا وَالْحَاكِمُ عَلَيْهَا وَمُؤَدِّبُهَا إِذَا اعوجَّت"اهـ
وأخرج الترمذي تحت رقم (1163)، وابن ماجه تجت رقم (1851)، من طريق سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الأَحْوَصِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّهُ شَهِدَ حَجَّةَ الوَدَاعِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَذَكَّرَ، وَوَعَظَ، فَذَكَرَ فِي الحَدِيثِ قِصَّةً، فَقَالَ: «أَلَا وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ، لَيْسَ تَمْلِكُونَ مِنْهُنَّ شَيْئًا غَيْرَ ذَلِكَ، إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ، فَإِنْ فَعَلْنَ فَاهْجُرُوهُنَّ فِي المَضَاجِعِ، وَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ، فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا، أَلَا إِنَّ لَكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ حَقًّا، وَلِنِسَائِكُمْ عَلَيْكُمْ حَقًّا، فَأَمَّا حَقُّكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ فَلَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ مَنْ تَكْرَهُونَ، وَلَا يَأْذَنَّ فِي بُيُوتِكُمْ لِمَنْ تَكْرَهُونَ، أَلَا وَحَقُّهُنَّ عَلَيْكُمْ أَنْ تُحْسِنُوا إِلَيْهِنَّ فِي كِسْوَتِهِنَّ وَطَعَامِهِنَّ»
قال الترمذي رحمه الله: "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، وَمَعْنَى قَوْلِهِ: «عَوَانٌ عِنْدَكُمْ»، يَعْنِي: أَسْرَى فِي أَيْدِيكُمْ"اهـ
فالمرأة في بيت زوجها طاعتها لزوجها، وهي تبع له، لأن له القوامة، ولأنها عوان عنده، فطاعة زوجها مقدمة على طاعة والديها، ما لم يأمر بمعصية، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. والله الموفق.

سؤال وجواب ٣٠٢: طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين، فلو أمرها بعدم زيارتهما مطلقًا تطيعه؟



سؤال : 
طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين، فلو أمرها بعدم زيارتهما مطلقًا تطيعه؟

الجواب :
طاعة الزوج مقدمة بمعنى أنها تصير عنده في البيت فلا تخرج و لا تدخل إلا بإذنه ، وتهتم بشؤونه وترعاها.
وليس معنى ذلك أن تقدم طاعته حتى لو أمرها بمعصية، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق! فلو أمرها بقطيعة والديها وأخوانها فهذا من قطع صلة الرحم فهو أمر بمعصية إذا لم يكن له ما يسوغه فإن طاعته فيه لا تجوز.
وإذا كان الحال أن الزوج يرى أن في ذهابها إليهما إفساد لها، فإنه يوضح الأمر لزوجه، ويتفاهم معها في تحصيل لمقصود بدون قطيعة لصلة الرحم.
وتأمل قول الله تبارك وتعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15) سورة لقمان.
كيف أن الله أمر الولد بمصاحبة أبويه بمعروف وإن كانا يأمرانه بالكفر، فكيف ينهى الزوج زوجته عن مواصلة والديها لمجرد ظنه أنهما يخربانها عليه؟!
فليتق الأزواج الله جل وعلا في تعاملهما مع الزوجة، وليعلم أن صلة الرحم مما أمر الله بحفظه ورعايته، والله يصل من وصلها، ويقطع من قطعها، وهي تعود بالبركة والخير على بيته وزوجه وولده وذريته بإذن الله تعالى.
والله الموفق.

سؤال وجواب ٣٠١: مواقيت الصلوات خمسة، فلماذا في الآية على ثلاثة أوقات؟



سؤال :
مواقيت الصلوات خمسة. فلماذا اقتصر في قوله تعالى: (أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) (الإسراء:78). على ثلاثة أوقات؟

الجواب :
لأن المواقيت الخمسة هي ثلاثة عند الضرورة والحاجة، فتجمع الظهر مع العصر جمع تقديم أو تأخير. وتجمع المغرب مع العشاء جمع تأخير أو تقديم، والفجر في وقتها لا تجمع مع غيرها.
قال ابن تيمية رحمه الله (منهاج السنة النبوية 5/ 218): "وَالْوَقْتُ الْمُشْتَرَكُ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ وَقْتٌ لِجَوَازِ فِعْلِهِمَا جَمِيعًا عِنْدَ الْعُذْرِ، وَإِنْ فُعِلَتَا لِغَيْرِ عُذْرٍ فَفَاعِلُهُمَا آثِمٌ، لَكِنَّ هَذِهِ قَدْ فُعِلَتْ فِي وَقْتٍ هُوَ وَقْتُهَا فِي الْجُمْلَةِ."اهـ
فقوله تعالى: (لدلوك الشمس) يعني لزوالها وهو أول وقت الظهر، إلى غروبها. وفي زاد المسير في علم التفسير (3/ 45- 46) : "وقال أبو عبيدة: دُلوكها: من عند زوالها إِلى أن تغيب. وقال الزجاج: مَيْلها وقتَ الظهيرة دُلوك، ومَيْلها للغروب دُلوك. وقال الأزهري: معنى «الدُّلوك» في كلام العرب: الزوال، ولذلك قيل للشمس إِذا زالت نصف النهار: دالكة، وإِذا أفلت: دالكة، لأنها في الحالين زائلة. وللمفسّرين في المراد بالدّلوك ها هنا قولان «2» : أحدهما: أنه زوالها نصف النهار. ... وهذا قول ابن عمر، وأبي برزة، وأبي هريرة، والحسن، والشعبي، وسعيد بن جبير، وأبي العالية، ومجاهد، وعطاء، وعبيد بن عمير، وقتادة، والضحاك، ومقاتل، وهو اختيار الأزهري. 
قال الأزهري: لتكون الآية جامعة للصلوات الخمس، فيكون المعنى: أقم الصلاة من وقت زوال الشمس إِلى غسق الليل، فيدخل فيها الأولى، والعصر، وصلاتا غسق الليل، وهما العشاءان، ثم قال: وَقُرْآنَ الْفَجْرِ، فهذه خمس صلوات.
والثاني: أنه غروبها، قاله ابن مسعود، والنخعي، وابن زيد، وعن ابن عباس كالقولين، قال الفراء: ورأيت العرب تذهب في الدُّلوك إِلى غيبوبة الشمس، وهذا اختيار ابن قتيبة، ... ... فعلى هذا، المراد بهذه الصلاة: المغرب."اهـ
وقوله: (غسق الليل) يعني ظلامه، وبدايته من غروب الشمس وهذا وقت المغرب ويشمل العشاء، لأنه وقتها عند الجمع بينها وبين المغرب. قال في زاد المسير في علم التفسير (3/ 46): "فأما غسق الليل فظلامُه. وفي المراد بالصلاة المتعلقة بغسق الليل ثلاثة أقوال: أحدها: العشاء، قاله ابن مسعود. والثاني: المغرب، قاله ابن عباس. قال القاضي أبو يعلى: فيحتمل أن يكون المراد بيانَ وقت المغرب، أنه من غروب الشمس إِلى غسق الليل. والثالث: المغرب والعشاء، قاله الحسن."اهـ
وقوله: (قرآن الفجرؤ) يعني صلاة الفجر.قال في زاد المسير في علم التفسير (3/ 46): "المعنى: وأقم قراءة الفجر. قال المفسرون: المراد به: صلاة الفجر. قال الزجاج: وفي هذا فائدة عظيمة تدل على أن الصلاة لا تكون إِلا بقراءة، حين سمِّيت الصلاة قرآناً. قوله تعالى: إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً."اهـ.

فهي خمسة أوقات وعند الحاجة ثلاثة أوقات، ولذلك لما تجمع صلاة الظهر إلى العصر تقديما أو تأخيراً تنوها أداء. وكذا لما تجمع المغرب مع العشاء تقديما أو تأخيرا تنوها أداء لا قضاء، والله الموفق.

كشكول ١١٦٧: التفريق بين الأداء والقضاء تفريق اصطلاحي


التفريق بين الأداء والقضاء .. تفريق اصطلاحي
قال ابن تيمية رحمه الله (الفتاوى الكبرى لابن تيمية 2/ 15- 17): "مَنْ نَسِيَ صَلَاةً وَذَكَرَهَا فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ يَغْتَسِلُ وَيُصَلِّي فِي أَيِّ وَقْتٍ كَانَ، وَهَذَا هُوَ الْوَقْتُ فِي حَقِّهِ، فَإِذَا لَمْ يَسْتَيْقِظْ إلَّا بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، كَمَا اسْتَيْقَظَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا نَامُوا عَنْ الصَّلَاةِ عَامَ خَيْبَرَ، فَإِنَّهُ يُصَلِّي بِالطَّهَارَةِ الْكَامِلَةِ، وَإِنْ أَخَّرَهَا إلَى حِينِ الزَّوَالِ، فَإِذَا قَدَّرَ أَنَّهُ كَانَ جُنُبًا فَإِنَّهُ يَدْخُلُ الْحَمَّامَ وَيَغْتَسِلُ وَإِنْ أَخَّرَهَا إلَى قَرِيبِ الزَّوَالِ، وَلَا يُصَلِّي هُنَا بِالتَّيَمُّمِ، وَيُسْتَحَبُّ لَهُ أَنْ يَنْتَقِلَ عَنْ الْمَكَانِ الَّذِي نَامَ فِيهِ، كَمَا انْتَقَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَصْحَابُهُ عَنْ الْمَكَانِ الَّذِي نَامُوا فِيهِ، وَقَالَ: «هَذَا مَكَانٌ حَضَرَنَا فِيهِ الشَّيْطَانُ» .
وَقَدْ نَصَّ عَلَى ذَلِكَ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ. وَإِنْ صَلَّى فِيهِ جَازَتْ صَلَاتُهُ. 
فَإِنْ قِيلَ: هَذَا يُسَمَّى قَضَاءً أَوْ أَدَاءً؟
قِيلَ: الْفَرْقُ بَيْنَ اللَّفْظَيْنِ هُوَ فَرْقٌ اصْطِلَاحِيٌّ؛ لَا أَصْلَ لَهُ فِي كَلَامِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى سَمَّى فِعْلَ الْعِبَادَةِ فِي وَقْتِهَا قَضَاءً، كَمَا قَالَ فِي الْجُمُعَةِ: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ} [الجمعة: 10] وَقَالَ تَعَالَى: {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ} [البقرة: 200] مَعَ أَنَّ هَذَيْنِ يُفْعَلَانِ فِي الْوَقْتِ. " وَالْقَضَاءُ " فِي لُغَةِ الْعَرَبِ: هُوَ إكْمَالُ الشَّيْءِ وَإِتْمَامُهُ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} [فصلت: 12] أَيْ: أَكْمَلَهُنَّ وَأَتَمَّهُنَّ. فَمَنْ فَعَلَ الْعِبَادَةَ كَامِلَةً فَقَدْ قَضَاهَا، وَإِنْ فَعَلَهَا فِي وَقْتِهَا.
وَقَدْ اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ فِيمَا أَعْلَمُ عَلَى أَنَّهُ لَوْ اعْتَقَدَ بَقَاءَ وَقْتِ الصَّلَاةِ فَنَوَاهَا أَدَاءً. ثُمَّ تَبَيَّنَ أَنَّهُ صَلَّى بَعْدَ خُرُوجِ الْوَقْتِ صَحَّتْ صَلَاتُهُ، وَلَوْ اعْتَقَدَ خُرُوجَهُ فَنَوَاهَا قَضَاءً ثُمَّ تَبَيَّنَ لَهُ بَقَاءُ الْوَقْتِ أَجْزَأَتْهُ صَلَاتُهُ.
وَكُلُّ مَنْ فَعَلَ الْعِبَادَةَ فِي الْوَقْتِ الَّذِي أُمِرَ بِهِ أَجْزَأَتْهُ صَلَاتُهُ، سَوَاءٌ نَوَاهَا أَدَاءً أَوْ قَضَاءً، وَالْجُمُعَةُ تَصِحُّ سَوَاءٌ نَوَاهَا أَدَاءً أَوْ قَضَاءً إذَا أَرَادَ الْقَضَاءَ الْمَذْكُورَ فِي الْقُرْآنِ، وَالنَّائِمُ وَالنَّاسِي إذَا صَلَّيَا وَقْتَ الذِّكْرِ وَالِانْتِبَاهِ فَقَدْ صَلَّيَا فِي الْوَقْتِ الَّذِي أُمِرَا بِالصَّلَاةِ فِيهِ، وَإِنْ كَانَا قَدْ صَلَّيَا بَعْدَ خُرُوجِ الْوَقْتِ الْمَشْرُوعِ لِغَيْرِهِمَا. فَمَنْ سَمَّى ذَلِكَ قَضَاءً بِاعْتِبَارِ هَذَا الْمَعْنَى. وَكَانَ فِي لُغَتِهِ أَنَّ الْقَضَاءَ فِعْلُ الْعِبَادَةِ بَعْدَ خُرُوجِ الْوَقْتِ الْمُقَدَّرِ شَرْعًا لِلْعُمُومِ، فَهَذِهِ التَّسْمِيَةُ لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ.
وَبِالْجُمْلَةِ فَلَيْسَ لِأَحَدٍ قَطُّ شُغْلٌ يُسْقِطُ عَنْهُ فِعْلَ الصَّلَاةِ فِي وَقْتِهَا، بِحَيْثُ يُؤَخِّرُ صَلَاةَ النَّهَارِ إلَى اللَّيْلِ وَصَلَاةَ اللَّيْلِ إلَى النَّهَارِ؛ بَلْ لَا بُدَّ مِنْ فِعْلِهَا فِي الْوَقْتِ؛ لَكِنْ يُصَلِّي بِحَسَبِ حَالِهِ، فَمَا قَدَرَ عَلَيْهِ مِنْ فَرَائِضِهَا فَعَلَهُ، وَمَا عَجَزَ عَنْهُ سَقَطَ عَنْهُ، وَلَكِنْ يَجُوزُ الْجَمْعُ لِلْعُذْرِ بَيْنَ صَلَاتَيْ النَّهَارِ وَبَيْنَ صَلَاتَيْ اللَّيْلِ، عِنْدَ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ: فَيَجُوزُ الْجَمْعُ لِلْمُسَافِرِ إذَا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ عِنْدَ مَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ، وَأَحْمَدَ فِي إحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْهُ، وَلَا يَجُوزُ فِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى عَنْهُ وَهُوَ قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ.

وَفِعْلُ الصَّلَاةِ فِي وَقْتِهَا أَوْلَى مِنْ الْجَمْعِ إذَا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ حَرَجٌ؛ بِخِلَافِ الْقَصْرِ فَإِنَّ صَلَاةَ رَكْعَتَيْنِ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاةِ أَرْبَعٍ، عِنْدَ جَمَاهِيرِ الْعُلَمَاءِ. فَلَوْ صَلَّى الْمُسَافِرُ أَرْبَعًا فَهَلْ تُجْزِئُهُ صَلَاتُهُ؟ عَلَى قَوْلَيْنِ. «وَالنَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ فِي جَمِيعِ أَسْفَارِهِ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، وَلَمْ يُصَلِّ فِي السَّفَرِ أَرْبَعًا قَطُّ» ، وَلَا أَبُو بَكْرٍ، وَلَا عُمَرُ"اهـ

كشكول ١١٦٦: لا تحقرن من المعروف شيئا


جاءني عبر الواتساب هذا الحديث ... فأحببت ان تشاركوني فيه ..
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
«لا تَحْقِرَنَّ مِن المعروفِ شَيئًا أن تأتيَهِ ولَو أن تَهَبَ صِلَةَ الحبلِ، ولَو أن تُفْرِغَ مِن دَلوِكَ في إناءِ المستَقي، ولَو أن تَلْقَى أخاكَ المسلِمَ ووجهُك بَسِطٌ إليهِ، ولَو أن تُؤْنِسَ الوَحشانَ بنفسِكَ، ولَو أن تَهَبَ الشَّسْعَ».
[صححه لغيره الألباني في السلسلة الصحيحة: (٢٦٨٧)].
تهب صلة الحبل يعني تعطي قطعة حبل لشخص يحتاجه لحبل عنده لدلو او للجام دابة او نحو ذلك.
تؤنس الوحشان يعني تسلي من يشعر بوحشة او بحزن او ضيق فتخفف عنه وتسليه وتكشف كربته وتساعده على ذهاب حزنه. 
شسع النعل يعني : السير الذي يضع فيه اصابعه في نعله. 

والله الموفق.

الثلاثاء، 17 نوفمبر 2015

كشكول ١١٦٥: كلمة حول تفجيرات باريس


كلمة الشيخ محمد بن عمر بازمول -حفظه الله- 
حول تفجيرات باريس 

كشكول ١١٦٤: أيها الناس اتهموا رأيكم


أيها الناس اتهموا رأيكم
أخرج البخاري تحت رقم (7416)، ومسلم تحت رقم (1499) عَنْ وَرَّادٍ، كَاتِبِ المُغِيرَةِ عَنِ المُغِيرَةِ بن شعبة، قَالَ: قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: لَوْ رَأَيْتُ رَجُلًا مَعَ امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرَ مُصْفَحٍ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ، وَاللَّهِ لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ، وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي، وَمِنْ أَجْلِ غَيْرَةِ اللَّهِ حَرَّمَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَلاَ أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ العُذْرُ مِنَ اللَّهِ، وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ بَعَثَ المُبَشِّرِينَ وَالمُنْذِرِينَ، وَلاَ أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ المِدْحَةُ مِنَ اللَّهِ، وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ وَعَدَ اللَّهُ الجَنَّةَ"
وأخرج مسلم تحت رقم (1498) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: "قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ وَجَدْتُ مَعَ أَهْلِي رَجُلًا لَمْ أَمَسَّهُ حَتَّى آتِيَ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَعَمْ»، قَالَ: كَلَّا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، إِنْ كُنْتُ لَأُعَاجِلُهُ بِالسَّيْفِ قَبْلَ ذَلِكَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اسْمَعُوا إِلَى مَا يَقُولُ سَيِّدُكُمْ، إِنَّهُ لَغَيُورٌ، وَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ، وَاللهُ أَغْيَرُ مِنِّي".
في هذا الحديث فوائد ؛
منها إنكار الرسول صلى الله عليه وسلم كلام سعد وإبطاله، فإن الله الذي شرع ذلك ، أعلم بالحال، وهو الذي شرع أنك لا تمسه حتى تأتي بأربعة شهداء، والله أغير أن تنتهك محارمه! فإذا كنت تغار على عرضك، فالله يغار على محارمه أن تنتهك، وغيرة الله أعظم، فلا تخالف شرع الله!
ومنها أن العواطف المشبوبة إذا لم تحكم بشرع الله تعالى قادت المسلم إلى عواصف انتهاك شرع الله.
ومنها أن أحكام الله تعالى تنفذ ، وإن خالفت هوى النفس، فيسلم المسلم قياده وهواه لشرع الله، كما حصل في صلح الحديبية ، أخرج البخاري تحت رقم (3181)، ومسلم تحت رقم (1785) عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ، يَقُولُ بِصِفِّينَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّهِمُوا رَأْيَكُمْ، وَاللهِ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمَ أَبِي جَنْدَلٍ، وَلَوْ أَنِّي أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرُدَّ أَمْرَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَرَدَدْتُهُ، وَاللهِ، مَا وَضَعْنَا سُيُوفَنَا عَلَى عَوَاتِقِنَا إِلَى أَمْرٍ قَطُّ، إِلَّا أَسْهَلْنَ بِنَا إِلَى أَمْرٍ نَعْرِفُهُ إِلَّا أَمْرَكُمْ هَذَا».
ومنها أن ما فعله بعض الناس من التشغيب على الذين أنكروا الفعل الإرهابي بالتفجير في فرنسا، بدعوى أن فرنسا فعلت وعملت في المسلمين واذيتهم الشيء الكثير، وان هذا جزاء فعلهم، فما أصابهم من التفجير هو من فعل أنفسهم، ونتيجة أعمالهم السيئة، أقول: الله هو الذي شرع الصلح ، وأمر بحفظ العهد والميثاق، وهذا إنما يكون مع كفار محاربين في الأصل، نخشى من قتالهم وكلبهم، فلا محل لأن يشنع على من أنكر هذا الفعل الإرهابي، لأنه إنما يقرر شرع الله الذي جاء بحفظ العهود والمواثيق ، وإن العهد كان مسؤولا!
ومنها أنه يجوز وصف الله بالغيرة، فقد وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك.

كشكول ١١٦٣: أن نكون كما أرادنا الله خير


أن نكون كما أرادنا الله خير من أن نكون كما تريد أو كما يريد!

كشكول ١١٦٢: البناء يستغرق شهوراً وأحيانا سنين، والهدم...

تغريدة :
البناء يستغرق شهوراً وأحيانا سنين، والهدم يمكن في يوم واحد، بل في ساعة واحدة!

قال وقلت ١١٦: نقض العهد والميثاق مخالف لشرع الله


قال: ألا ترى ان الاستنكار دائما يحصل من المسلمين اسرع من غيرهم وان استنكارهم على مايحصل لبلاد الكفر اكثر مما يحصل في بلاد اهل الاسلام وانا اقصد البيانات والخطابات الرسمية والا فعلماؤنا كثيروا الانكار حول مايفعله الروافض والدواعش في اهل السنة

قلت: لخطورة الوضع. والخوف على المسلمين بتلك البلاد. ولما يخشى من أمور تترتب على هذا التصرف المخالف لشرع الله أعني نقض العهد والميثاق، على عموم المسلمين!

والله الموفق

قال وقلت ١١٥: نقض العهد لا يكون إلا بأمر ولي الأمر في كل دولة، فهو الذي يبرمه وهو الذي ينقضه



قال: «أين العهد هذا الذي بيننا وبينهم وهم يقتلوننا في كل بقعه من بقاع الأرض.
ان كل محجمه دم في جنبات الأرض هي دماء المسلمين.
أنا لا أتحدث عن صواب أو خطأ الفعل، إنما أتحدث عن أين العهد الذي بيننا وبينهم؟!
من عاهدنا عاهدناه،
ومن وادعنا وادعناه،
ومن قتلنا قتلناه، وهذا هو العدل كما قاله شيخنا ابن عثيمين -رحمه الله-».

قلت:
«أما العهد الذي بيننا وبينهم فمن خلال عضوية الأمم المتحدة.
وأما نقض العهد فلا يكون إلا بأمر ولي الأمر في كل دولة، فهو الذي يبرمه وهو الذي ينقضه، إذا رأى في ذلك مصلحة المسلمين!
أما قضية أنهم يعتدون على المسلمين ويريقون الدماء، فأذكرك بقول الله تعالى: {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}. (الأنفال : 72). هل تأملت هذه الآية؟!
انظر: في الاية يأمرنا الله بأن نحفظ عهدنا مع الكفار الذين يعتدون على إخواننا، ولم يجعل مجرد اعتدائهم ناقضاً للعهد.
هل تعلم أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- طبق هذا فعلياً في صلح الحديبية؟!
إن قلت: كيف يصح عهدنا معهم من خلال ميثاق هيئة الأمم المتحدة؟
فالجواب: لا مانع شرعاً من الصلح مع الكفار، كما حصل من الرسول -صلى الله عليه وسلم- في صلح الحديبية. وكما صنعه في حلف الفضول أخرج أحمد مسند أحمد ط الرسالة (3/ 210) حديث رقم: (1676) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «شَهِدْتُ غُلامًا مَعَ عُمُومَتِي حِلْفَ الْمُطَيَّبِينَ، فَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي حُمْرَ النَّعَمِ، وَأَنِّي أَنْكُثُهُ»، وصحح إسناده محققو المسند.
أما نقلك عن ابن عثيمين فإنه يحتاج إلى توثيق، للنظر فيه ما وجهه. 

والله الموفق!

دردشة ٢٢: عن تفجيرات باريس


دردشة ... عن تفجيرات باريس
الاعتداء على الكفار الذين بيننا وبينهم عهد لا يسوغ شرعاً، {وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً}. (الإسراء: 34).
ونقض العهد هو خلاف شرع الله تعالى؛ والذين ينقضون العهد يسلط الله عليهم عدوهم!
والمشكلة في أن بعض الناس يتكلم عن الموضوع بطريقة تشعر منها أنه يهون من أمر الإنكار على الذين ينقضون العهد، بأن يذكر بأفاعيل الكفار في المسلمين، وما أوصلوه إليهم من أذى، فهؤلاء لا يستحقون منا الانزعاج لما حصل فيهم، ولا الحزن على المسلمين في تلك البلاد وما سيصيبهم من جراء مثل هذا الفعل! بل وما قد يصيب المسلمين من جراء هذا الفعل من أذى!
والله -جل وعلا- الذي شرع الحفاظ على العهد وأمر به، أعلم بحال هؤلاء، وهذا شرعه والله أغير أن تنتهك محارمه.
فمن الذي يتباكى على أذى الكفار للمسلمين في قضية الحفاظ على العهد والله سبحانه هو الذي شرع العهد والصلح معهم؟!
الله -جل وعلا- هو الذي شرع لنا الصلح معهم مع كونهم حربيين، إذا كان في الصلح مصلحة لنا، وهو الأحظ للمسلمين، فقد بلغ أذى قريش للمسلمين قبل الهجرة مبلغاً عظيماً، حتى هاجر المسلمون الهجرة الأولى إلى الحبشة!
ولم ينته أذى قريش بل استمروا في إيقاع الأذى بالمستضعفين الذين لم يستطيعوا الهجرة إلى المدينة.
ووقع الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع هذا عقد صلح الحديبية مع قريش، بل وهو يمضي هذا العقد جاء أبو جندل يرسف في قيوده من التعذيب يطلب أن يأخذه الرسول -صلى الله عليه وسلم- معه، فلم يتمكن من ذلك -عليه الصلاة والسلام-، ومع هذا أمضى الصلح!
فالتباكي على ما حصل للمسلمين ليس هذا محله، لما تنتهك شريعة الله بنقض العهد والميثاق الذي يجر الأذى والمشاكل للمسلمين في فرنسا وفي غيرها من البلاد إلا أن يشاء الله!
ولم يكتف بهذا بل شنع على من يستنكر بشدة على الذين قاموا بهذا الفعل المخالف لشرع الله، والذي له أبعاد خطيرة الله يلم المسلمين من شرها.
ثم ختم بأنه يقول مثل ما يقول رئيس الأمم المتحدة: نستنكر هذا الفعل، والسلام!
والحمد لله أنه انتهى إلى تقرير خطأ الفعل واستنكاره ولو بمثل هذه العبارة!
وواقع المقال يوحي بخلاف ما انتهى كاتبه إليه من الاستنكار، بل ويوحي بأنها قيلت على سبيل السخرية والاستهزاء!
والخطورة هنا ... أثر مثل هذا المقال على قارئه كيف يكون؟
والله المستعان وعليه التكلان.