السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

السبت، 13 ديسمبر 2014

سؤال وجواب ٦٦: ما الفرق بين الشاهد والمتابع في الأحاديث؟


سؤال: «ما الفرق بين الشاهد والمتابع في الأحاديث؟».

جواب:

المتابع: أن يشترك راويان في رواية حديث عن شيخ، فيقال مثلاً: تابع ناصر علياً في الرواية عن شيخهما محمد. وتسمى هذه متابعة تامة.

وإذا روى علي الحديث والتقى إسناد الحديث على شيخ غير مباشر لهم، كأن يكون ناصر يرويه عن محمد عن صالح، وعلي يرويه عن حسن عن صالح، فنقول: تابع ناصر عليًا في الرواية عن صالح. وتسمى هذه متابعة قاصرة؛ لأنها ليست في الشيخ المباشر.

والمتابعة:
-إذا كانت من راو مقبول أو يسير الضعف؛ تنفع الحديث وتقويه
-وإذا كانت من راو سيء الحفظ جداً، أو متهم، أو متروك، أو وضاع؛ لا تفيد الحديث شيئاً؛ لأنها شديدة الضعف.

أما الشاهد: فهو أن يروى حديث عن صحابي، فيأتي حديث آخر عن صحابي آخر يشهد لمعناه، فيقال: هذا الحديث يشهد لهذا الحديث.

والشاهد إذا كان من طريق مقبول أو يسير الضعف؛ ينفع الحديث الآخر.

وإذا كان من طريق سيء الحفظ جداً، أو متهم، أو وضاع، أو كان شاذاً، أو معلاً؛ فإنه لا ينفع الحديث الآخر بشيء.


والله أعلم.

علمني ديني ١١٨: أن الشاب إذا أحب؛ فعليه أن يسعى للزواج؛ فإنه لم ير للمتحابين مثل الزواج


علمني ديني: 

أن الشاب إذا أحب؛ فعليه أن يسعى للزواج؛ فإنه لم ير للمتحابين مثل الزواج.


عن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «لَمْ نَرَ لِلْمُتَحَابَّيْنِ مِثْلَ النِّكَاحِ». (أخرجه ابن ماجه، وصححه الألباني في الصحيحة تحت رقم: (624).).

علمني ديني ١١٧: أن أتجنب مواقع الريب. وأن لا أضع نفسي في شيء يعتذر منه


علمني ديني: 

أن أتجنب مواقع الريب. وأن لا أضع نفسي في شيء يعتذر منه. 


عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إياك و كل ما يعتذر منه». (أخرجه الضياء في المختارة، وصححه الألباني في سلسلة الحاديث الصحيحة حديث رقم: (354).).

علمني ديني ١١٦: أن صنائع المعروف تقي مصارع السوء


علمني ديني: 

أن صنائع المعروف تقي مصارع السوء.

عن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: «قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

«صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفىء غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر».». (رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن، وحسنه الألباني لغيره في صحيح الترغيب والترهيب تحت رقم: (889).).

علمني ديني ١١٥: أن من المعروف أن أكف السوء عن الآخرين؛ فإن المسلم من سلم الناس من لسانه ويده


علمني ديني: 

أن من المعروف أن أكف السوء عن الآخرين؛ فإن المسلم من سلم الناس من لسانه ويده.


أخرج البخاري تحت رقم: (10)، ومسلم تحت رقم: (40) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ».

كشكول ٣٢٢: نحن نوقن أنه لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا


هنا رأي يقول: إنهم لا يصنعون الحدث، ولكنهم يستفيدون منه. 

ورأي آخر: أنهم يصنعون الحدث؛ ليستفيدوا منه.

أما نحن فنوقن أنه لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا.

وأن الخلق كلهم إنسهم وجنهم لو اجتمعوا على صعيد واحد لينفعونا بشيء، ما نفعونا إلا بما أراده الله لنا.

ولو اجتمعوا على أن يضرونا بشيء، ما ضرونا إلا بما أراده الله لنا.


رفعت الأقلام وجفت الصحف.

كشكول ٣٢١: في علم النفس مخالفات...


في علم النفس مخالفات... لنذكرها هنا.

استفدت كثيرا من دراستي لعلم النفس، وقراءتي لبعض الكتب والمقالات في جوانب منه، ولكن لاحظت أن لديهم أموراً ما ينبغي متابعتهم فيها؛ 

من ذلك:
- دعوته إلى الثقة بالنفس، وأسلمة ذلك بأن نستبدله إلى الدعوة إلى الثقة بالله، وحسن الظن به سبحانه، وسؤاله أن لا يكلنا إلى أنفسنا، وأن يصلح لنا شأننا كله. 

ومن ذلك:
- وصفهم حالة القلق والخوف من المعصية، والحذر من كل ما يغضب الله أنه نوع من القلق النفسي والاضطراب النفسي الذي قد يوصف صاحبه بالاضطراب النفسي إذا رأوه مستمراً مع صاحبه وملازمًا له. وأسلمة ذلك أن هذا من باب النفس اللوامة، وأن المسلم مادام يقلق من المعصية ويحب الطاعة ويتشوف إليها فهو إلى خير.

وهناك أشياء أخرى أكيد لا حظها غيري... 


فهيا لنرصدها هنا؛ ليستفيد منها إخواننا النفسيون في عباراتهم وعلمهم؛ فيسلموا من المخالفات شرعية.

علمني ديني ١١٤: أن المسلم لا يثق في نفسه إلا بعون الله وتوفيقه


علمني ديني: 

أن المسلم لا يثق في نفسه إلا بعون الله وتوفيقه؛ فقد قال -صلى الله عليه وسلم- لابنته فاطمة -رضي الله عنها-: «ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به؟ أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، وأصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا». (ذكره الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة: (227).).

علمني ديني ١١٣: أن إصلاح ذات البين أفضل من التطوع بالصيام والصلاة والصدقة.


علمني ديني:

أن إصلاح ذات البين أفضل من التطوع بالصيام والصلاة والصدقة.


أخرج أحمد تحت رقم: (27548 الرسالة)، وأبو داود تحت رقم: (4919)، والترمذي تحت رقم: (2509)، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ؟». قَالُوا: «بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ». قَالَ: «إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ، وَفَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ الْحَالِقَةُ».

علمني ديني ١١٢: أن أحب في الله وأبغض في الله؛ فإن المتحابين في الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله



علمني ديني: 

أن أحب في الله وأبغض في الله؛ 

فإن المتحابين في الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله.

اللهم إني أسألك حبك، وحب من يحبك، وحب عمل يقربني إلى حبك.


أخرج البخاري تحت رقم: (16)، ومسلم تحت رقم: (43) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ».

نظم أفضل الكتب بعد كتاب الله ٤




نظم الفقير إلى عفو ربّه: إبراهيم بن حافظ لعبيدي.


وفيه:
كتاب صحيح مسلم،
وصحيح البخاري،
وفتح الباري في شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني،
وسنن الترمذي،
وكتاب تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي،
وسنن أبي داود،
وكتاب عون المعبود في شرح سنن داود،
وسنن ابن ماجة،
وسنن النسائي،
وجامع الأصول في أحاديث الرسول لابن الأثير بتحقيق عبد القادر الأرنؤوط،
ومسند الإمام أحمد بن حنبل.


نظم أفضل الكتب بعد كتاب الله ٣




نظم الفقير إلى عفو ربّه: إبراهيم بن حافظ لعبيدي. 

وفيــه:
كتاب السيرة النبوية لابن هشام،
وزاد المعاد لابن القيم،
وكتاب الإصابة في معرفة الصحابة لابن حجر،
والمصنف لعبد الرازق الصنعاني،
والمصنَّف لابن أبي شيبة،
وكتاب الرد على الشيعة والقدرية لشيخ الإسلام ابن تيّمية،
والتنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل للمعلميّ.








نظم أفضل الكتب بعد كتاب الله ٢





وفيه:
كتاب تفسير ابن كثير للمتوسطين،
وتفسير الطبري لطلبة العلم الأكابر،
وكتاب الناسخ والمنسوخ لابن العربي،
والناسخ والمنسوخ لابن الجوزي،
وكتاب التوحيد للشـيخ محمد بن عبد الوهاب،
وكتاب منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله للشيخ ربيع بن هادي المدخلي.




نظم أفضل الكتب بعد كتاب الله ١


سلسلة أفضل الكتب بعد كتاب الله.

نظم الفقير إلى عفو ربّه: إبراهيم بن حافظ لعبيدي. 




علمني ديني ١١١: أن بناء الأمة يكون ببناء الفرد


علمني ديني: 

أن بناء الأمة يكون ببناء الفرد.

فليبدأ المرء بنفسه، ثم أدناه، فأدناه.

فإنه إذا صلح الفرد صلحت الأسرة.

وإذا صلحت الأسرة صلح المجتمع.

وإذا صلح المجتمع صلحت المدينة.

وإذا صلحت المدينة صلحت الأمة.

وإذا صلحت الأمة صلحت الأرض.


ولن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

علمني ديني ١١٠: أن كل معروف صدقة



علمني ديني: 

أن كل معروف صدقة.

أخرج البخاري تحت رقم: (6021) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ».

علمني ديني ١٠٩: أن كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون


علمني ديني:

أن كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون.
فإذا أذنبت تذكر أن لك رباً يفرح بتوبتك، ولا يحب القانطين؛ فاستغفره وسله.

أخرج مسلم تحت رقم: (2749) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ».

علمني ديني ١٠٨: أن أكثر النساء بركة أيسرهن مؤنة


علمني ديني: 

أن أكثر النساء بركة أيسرهن مؤنة.

عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «إِنَّ مِنْ يُمْنِ الْمَرْأَةِ تَيْسِيرَ خِطْبَتِهَا، وَتَيْسِيرَ صَدَاقِهَا، وَتَيْسِيرَ رَحِمِهَا». (أخرجه أحمد في المسند (الرسالة 41/ 27، تحت رقم: 24478). وقال محققو المسند: «إسناده حسن».).

كشكول ٣٢٠: قد نكره بعض الناس ساعة، ولكننا لا نستطيع أن نكرههم كل ساعة


قد نكره بعض الناس ساعة، ولكننا لا نستطيع أن نكرههم كل ساعة.

كشكول ٣١٩: باب ما جاء في حمل الرؤوس


جاءني على الواتساب من أحد الشباب -جزاه الله خيرًا-،

جاء في سنن سعيد بن منصور (المُتوفى سنة ٢٢٧هـ):

[بَابُ مَا جَاءَ فِي حَمْلِ الرُّءُوسِ]

٢٦٤٩ - حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، 

أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- بِرَأْسِ يَنَّاقِ الْبِطْرِيقِ؛ فَأَنْكَرَ ذَلِكَ، فَقَالَ: 

«يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ فَإِنَّهُمْ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ بِنَا»،

قَالَ: «فَاسْتِنَانٌ بِفَارِسَ وَالرُّومِ؟ لَا تُحْمَلْ إِلَيَّ رَأْسٌ، فَإِنَّمَا يَكْفِي الْكِتَابُ وَالْخَبَرُ».

٢٦٥١ - حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَاحِبٌ لِي، 

عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: 

«لَمْ يُحْمَلْ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ رَأْسٌ قَطُّ، وَلَا يَوْمَ بَدْرٍ، وَحُمِلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَأْسٌ فَأَنْكَرَهُ، وَأَوَّلُ مَنْ حُمِلَتْ إِلَيْهِ الرُّءُوسُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ».

٢٦٥٢ - حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، قَالَ: «أُتِيَ أَبُو بَكْرٍ بِرَأْسٍ، فَقَالَ: «بَغَيْتُمْ».».

٢٦٥٣ - حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، وَأَبِي بَكْرٍ، 

عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: 

«قَدِمُوا عَلَى أَبِي بَكْرٍ بِرَأْسِ يَنَّاقِ الْبِطْرِيقِ، وَبِرُءُوسٍ؛ فَكَتَبَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى عَامِلِهِ بِالشَّامِ: «أَنْ لَا تَبْعَثُوا إِلَيَّ بِرَأْسٍ، إِنَّمَا يَكْفِيَكُمُ الْكِتَابُ وَالْخَبَرُ».

وجاء في المعجم الكبير للطبرانيّ (المُتوفى سنة ٣٦٠هـ) موقوفًا عن ابن عمر: 

١٣١٤٣ - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سِنَانٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا أَزْهَرُ بْنُ جَمِيلٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى بْنِ بِنْتِ دَاوُدَ أَبِي هِنْدَ، ثنا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، 

عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: 

«مَا حُمِلَ إِلَى رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- َرَأْسٌ قَطُّ، وَلَا يَوْمَ بَدْرٍ إِلَى الْمَدِينَةِ».



وأبو سالم هو ابن عمر الصحابيّ -رضى الله عنه-، المصدر: (موسوعة جوامع الكلم).

كشكول ٣١٨: أوص الأقارب أن يتزاوروا ولا يتجاوروا


أوص الأقارب أن يتزاوروا ولا يتجاوروا.

الزواج من الأقارب هل هو بهذه الدرجة من السوء حتى إن بعض العوائل ترفض نهائياً تزويج بناتها من شباب العائلة بدعوى أنهم أقارب؟ 

الرسول -صلى الله عليه وسلم- أسوتنا وقدوتنا، زوج ابنته فاطمة -رضي الله عنها- من ابن عمها علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-،

وهو -صلى الله عليه وسلم- تزوج ابنة عمته زينب بنت جحش -رضي الله عنه-. 

وللذين يخافون المرض والضعف البدني جاء الفحص الطبي قبل العقد؛ ليقضي على أي تردد في الزواج، إذ يبين الفحص احتمالية الأمراض الوراثية الخطيرة حسب ما فهمت.

لكن محل ذلك إذا أمنت فتنة قطع صلة الرحم والتدابر بين الأقارب، فإن غايته أنه يجوز الزواج من الأقارب، وحفظ صلة الأرحام من الواجبات الشرعية

وعليه؛ فإن على المسلم أن يوازن بين المصالح والمفاسد في هذا الموضوع فلا يقال بالمنع من زواج الأقارب وأنه لا يستحب.

ولا يقال إنه مستحب وجايز؛ بل القضية دائرة بحسب ما يغلب على الظن من المفاسد والمصالح المترتبة على هذا الزواج، والله أعلم.

وفي عيون الأخبار ولم أقف له على سند: «كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى: مر ذوي القرابات أنّ يتزاوروا ولا يتجاوروا.

وقال أكثم بن صيفيّ: تباعدوا في الدّيار تقاربوا في المودّة». بتصرف.


اللهم يسر أمور الزواج لبناتنا وأبنائنا اللهم غفراً.

علمني ديني ١٠٧: أن الدنيا لا نفع فيها إلا ذكر الله، وما والاه، وعالم أو متعلم


علمني ديني: 

أن الدنيا لا نفع فيها إلا ذكر الله، وما والاه، وعالم أو متعلم.

أخرج الترمذي تحت رقم: (2475) وابن ماجه تحت رقم: (4112)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضَمْرَةَ السَّلُولِيِّ، قَالَ: «حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يَقُولُ: 

«الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا، إِلَّا ذِكْرَ اللَّهِ وَمَا وَالَاهُ، أَوْ عَالِمًا أَوْ مُتَعَلِّمًا».»».

(والحديث حسنه الألباني والأرنؤوط في تحقيقه لسنن ابن ماجه).

ومعنى الحديث:


أن كل ما في الدنيا مبعد عن الله تعالى، ويكون سببًا في طرد العبد من رحمته سبحانه، إلا ذكر الله، وما والاه، وعالماً أو متعلماً.

علمني ديني ١٠٦: أن بر الوالدين والعدل في المعاملة من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة...


علمني ديني: 

أن بر الوالدين والعدل في المعاملة من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة،
وأن العقوق والبغي من الذنوب التي تعجل عقوبتهما في الدنيا.

عَنْ أَبِي بَكْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «مَا مِنْ ذَنْبٍ أَحْرَى أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الآخرة من قطيعة الرحم والبغي». (أخرجه أصحاب السنن إلا النسائي، وصححه ابن حبان والحاكم والألباني في الصحيحة (918).).


وأول صلة رحم المسلم مأمور بها هي في الوالدين.

علمني ديني ١٠٥: أن من ليس له خير في أهله ليس فيه خير مع الآخرين


علمني ديني: 

أن من ليس له خير في أهله ليس فيه خير مع الآخرين؛

فـ «خيركم خيركم لأهله». 


و«كفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يعول».

علمني ديني ١٠٤: أن التقليد منه مذموم ومنه ممدوح


علمني ديني: 

أن التقليد: منه مذموم، ومنه ممدوح.

وأن المذموم: هو ما يكون فيه رد الحق، وإحقاق الباطل. 

وأن التقليد الممدوح: ما فيه إقامة الحق، وإبطال الباطل. 

- فتقليد الأخيار والتشبه بهم، من التقليد الممدوح

- وتقليد العامي لمفتيه مما أمر الله به، {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}.

- وتقليد الناس، والتزام عادات الأباء والأجداد فيما يخالف الشرع، من التقليد المذموم.


- وتقليد الكفار والفساق والتشبه بهم في خصائص عاداتهم من التقليد المذموم.

علمني ديني ١٠٣: أن كلمة الحق عند سلطان جائر هي تلك الكلمة التي أبلغها له في محله وخاصة نفسه


علمني ديني: 

أن كلمة الحق عند سلطان جائر هي تلك الكلمة التي أبلغها له في محله وخاصة نفسه، لا تلك الكلمة التي أقولها في المحاضرات والخطب والجلسات، أوغر قلوب الناس على ولاة الأمر، واشحن نفوسهم عليه بالكراهية والبغض؛ حتى يخرجوا عليه؛


فيجروا البلاد والعباد إلى ويلات ونكبات لم يأمر بها الشرع، ولم يأذن بها، وهذا منهج القعدية من الخوارج.

علمني ديني ١٠٢: أن الخروج على ولي الأمر يكون باللسان والسنان



علمني ديني: 


أن الخروج على ولي الأمر يكون باللسان والسنان. فمن قعد يملأ قلوب الناس على ولاة أمرهم فقد خرج عن الجماعة والسمع والطاعة بلسانه، ومن وضع السيف في أمة محمد فقد خرج عليهم بالسنان.

علمني ديني ١٠١: أن أحذر دعاة الضلالة الذين هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا


علمني ديني: 


أن أحذر دعاة الضلالة الذين هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، ومحور دعوتهم: أنهم يدعون الناس إلى مفارقة الجماعة ونبذ السمع والطاعة، فمن تبعهم قذفوه في جهنم.

علمني ديني ١٠٠: أن الاختلاف في المسائل الاجتهادية لا ينبغي أن يكون سبباً للفرقة والنزاع


علمني ديني: 


أن الاختلاف في المسائل الاجتهادية لا ينبغي أن يكون سبباً للفرقة والنزاع.

علمني ديني ٩٩: أن المعاهد لا ينتقض عهده بمجرد اعتدائه على أحد من المسلمين


علمني ديني: 


أن المعاهد لا ينتقض عهده بمجرد اعتدائه على أحد من المسلمين، {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}، فبين الله تعالى أن الكافر إذا اعتدى على إخواننا فإننا ننصرهم، إلا على قوم بيننا وبينهم ميثاق، فدل أن الميثاق باق لم ينتقض بمجرد اعتدائهم على إخواننا.

تجديد الدين وعلومه ٧: تجديد علم علوم الحديث


6– 6 تجديد علم علوم الحديث:

وتجديد علوم الحديث؛ بـ:
- إكمال البحث في الجوانب التي ذكر العلماء أنها تحتاج إلى مزيد نظر، أعني في معرفة مراد بعض الأئمة من ألفاظ الجرح والتعديل التي يستعملونها، ومعرفة مرادهم من مصطلحاتهم في كلامهم في التعليل، ونقد الحديث.
وعرضه بأسلوب جديد؛ وهذا سبيل حاوله ابن حجر العسقلاني -رحمه الله-، حيث عرض علم الحديث بطريقة جديدة أراد فيها إخراجه بهيئة النظرية التي تتميز أطرافها بعضها عن بعض ولا تتداخل، فجعل لكل نوع تعريفاً يميزه عن غيره ولا يختلط به، ولم يخرج في ذلك عن ما جاء عن أهل الحديث في كل نوع، ولذلك سمى كتابه (نخبة الفكر) حيث انتخب من أقوالهم وتعاريفهم ما يحقق له العرض المناسب؛ فيتميز النوع ولا يختلط بغيره. 
وسلكه قبله ابن النفيس في رسالته (المختصر في علم أصول الحديث)، حيث بدأ الكتاب في عرض علم الحديث، فذكر المتواتر، ثم خبر الآحاد، ثم ما يتعلق به من ألقاب. ولا أدري هل وقف عليه ابن حجر أم لا؟!
- ومن تجديد علم الحديث: تفعيل ما ظهر من نتاج الدراسات العلمية الجادة المتعلقة بمناهج الأئمة، خاصة فيما يتعلق بمدلولات ألفاظهم في الجرح والتعديل ومراتبها، وأوجه العلل وقرائنها.
ومما جربته في هذا المجال عرض النوع من أنواع الحديث بإبراز كل ما يتداخل معه من الأنواع الأخرى والمصطلحات كما تراه في كتابي (شفاء القلوب في معرفة الحديث المقلوب) حيث عقدت فصلاً عرضت فيه أنواع ومصطلحات تتداخل مع الحديث المقلوب. وهي طريقة توضح النوع وتميزه وتبين للطالب محل التداخل والتباين بين الأنواع.
وفي كتابي (روافد حديثية) عرضت القضايا الحديثية على أساس المجالات التي يبحث فيها في علم الحديث؛ فذكرت أنها لا تخرج عن المجالات التالية:
المجال الأول: علوم وأنواع الحديث.
المجال الثاني: رجال الحديث.
المجال الثالث: التخريج ودراسة الأسانيد.
المجال الرابع: شرح الحديث.
فأي بحث تريد أن تكتبه في الحديث لا يخرج عن هذه المجالات، ثم أوضحت الخلفية العلمية التي يحتاجها الباحث في الحديث في هذه المجالات، بحيث يسهل عليه الكتابة فيما يريد من بحوث حديثية.

والحمد لله وصل اللهم على محمد وآله وسلم.

تجديد الدين وعلومه ٦: تجديد علم أصول الفقه


5 – 6 تجديد علم أصول الفقه:

وتجديد (أصول الفقه)؛ يكون بـ:
- إحياء طرائق أهل العلم في الاستنباط، وإبرازها من خلال إيضاح أثرها تطبيقيًا على المسائل،
- وربطها بأقول السلف الصالح من الصحابة والتابعين؛ بحيث يتضح للناظر حجية هذه الطريق في الاستنباط، وتقرير الحكم الشرعي.
- وتخريج الفروع على الأصول صورة من صور هذا التجديد ولا شك، ويمكن إيضاح ما جروا عليه في الاحتجاج وفقد قوته عند تدوين الأصول بطريقة المتكلمين، التي نسب إليها الشافعي -رحمه الله- بغير حق، فقد كان شديداً على أهل الكلام، فكيف يكون كتابه على طريقتهم، بل أزعم أن كتابه (الرسالة) يصرخ في بيان تخريجه للأصول على الفروع التي وردت عن الصحابة -رضي الله عنهم-.
- ويدخل في تجديد أصول الفقه: إبراز ما يتعلق بالتصحيح والتضعيف من طرق سار عليها السلف لا تنحصر بمجرد أسانيد الرواية.
- والاستفادة من جميع كتب المذاهب في أصول الفقه؛ ليخرج أصول فقه شمولي بحسب الراجح فيها؛ ليتوازن مع ما تقدمت الإشارة إليه من الفقه الشمولي.

- ومن صور التجديد في أصول الفقه: ما صنعه الشاطبي -رحمه الله- في كتابه الفذ (الموافقات)؛ حيث مزج بين أصول أهل الحديث والأثر، وطرائق أهل الرأي والنظر؛ فوفق بينهما في كتابه (الموافقات)، مستعينًا بالاستقراآت الكلية، للأصول النقلية وأطراف من القضايا العقلية، في بيان مقاصد الكتاب والسنة، ونظم ذلك وجمعه إلى تراجم الأصول الفقهية.

تجديد الدين وعلومه ٥: تجديد علم الفقه


4 – 6 تجديد علم الفقه:

تجديد الفقه الإسلامي؛ بإحياء الاجتهاد الفقهي المنظم عن طريق توسيع دائرته بما نستطيع أن نسميه بـ (الفقه الشمولي)؛
- فيعرض على أساس الاستفادة من جميع المذاهب الصحيحة بدون اقتصار على مذهب واحد منها،
- والاستفادة من القواعد الفقهية لدى الجميع وتوظيفها في الاستنباط والترجيح. فإن الإلزام باتباع مذهب واحد مما أدخل في الفقه وليس على قاعدته.
- ويدخل في ذلك تتبع أقوال الصحابة -رضوان الله عليهم- ومتابعتها، وتحريرها؛ فإن هذا وإن فعله علماء المذاهب واعتمده أئمتها، إلا أن إبراز أقوالهم وإيضاحها من أهم ما ينبغي؛ حتى تظهر وجوه الأقوال، وطرائق الاستنباط والفهم
والمجامع الفقهية تحقق -بإذن الله- طرفاً من ذلك، أسأل الله للقائمين عليها العون والتوفيق والهدى والسداد.
- وتقريب الفقه بأسلوب عرض عصري مناسب ييسر أمر تبليغ الدين ويقربه للناس، فإنه لا يضر عرض الفقه على هيئة القوانين كما حاول ذلك ابن جزي -رحمه الله- في كتابه (القوانين الفقهية)، أو كما صنعه أصحاب (مجلة الأحكام الشرعية).

- ومن تجديده: النظر في المسائل المستجدة وتكييفها على أصول الشرع فقهاً وأصولاً، وهو المسى بـ (فقه النوازل).

تجديد الدين وعلومه ٤: تجديد علم التفسير


3- 6 تجديد علم التفسير:

والتجديد في التفسير؛ يكون بـ:
- إحياء معاني الآيات بما ورد عن السلف الصالح،
ورد التفسيرات الحديثة التي خالفت مخالفة تضاد هذه المعاني،
وإبطال التفسيرات التي جعلت من القرآن العظيم كتاب علوم تطبيقية، وسلبته هدايته وما فيه من يقين وحق.
- وبإبراز أصولهم في ذلك،
واتباع أفضل طرق التفسير، وتوضيحها وتطبيقها.
وإخراج الدخيل على معاني القرآن والتفسير.
وصياغته بصورة سهلة ميسرة تقرب معاني القرآن للناس.
- ومن التجديد فيه: الكلام على المناهج الحادثة في التفسير مثل البنيوية في التفسير، والتفكيكية، والهرمنطوقيا، والألسنية (الأنسنية)، ونحوها من المذاهب الحادثة في التفسير، المبنية على مناهج بعيدة عن الشرع.
- ومن صور التجديد في عرض التفسير: عرضه على أساس الموضوعات، وهو المسمى بـ (التفسير الموضوعي). إذ تفسير القرآن الكريم لها طريقان في عرضه:
الأولى: عرضه على أساس ترتيب السور والآيات في المصحف. 
الثانية: عرضه على أساس الموضوعات.
والتجديد في الموضوعات بأن لا يقتصر في دراسة الموضوعات على الآيات الصريحة الظاهرة، بل يستنبط من كل القرآن ما يمكن أن يساعد في بناء الموضوع وتجليته.

- ومن التجديد في الدراسات القرآنية: إفراد أصوله بأبحاث تجمع مفرداتها بحيث يضبط الأصل، وقد حاول شيئاً من ذلك الأستاذ محمد عبد الخالق عضيمة -رحمه الله- في كتابه (دراسات لأسلوب القرآن الكريم).

تجديد الدين وعلومه ٣: تجديد علم العقيدة



2- 6 تجديد علم العقيدة: 
فتجديد علم العقيدة؛ يحصل بالدعوة إلى:
- ما عليه الرسول -صلى الله عليه-،
- والصحابة -رضوان الله عليهم-،
وإحياء الآثار في ذلك،
وإبراز منهجهم؛ بتطبيق سلوكهم وأخلاقهم.
وإظهار قواعدهم وأصولهم. وما كانوا عليه.
والرد على أهل البدع المخالفين،
والتحذير منهم ومن بدعهم.
وإظهار محاسن الدين كما جرى عليه السلف الصالح،
وإبطال الشبه وما جاء به أهل الباطل،
كما قال أحمد ابن حنبل -رحمه الله- في مقدمة كتابه الرد على الجهمية والزنادقة: «الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل، بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضالٍ تائه قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس، وأقبح أثر الناس عليهم.
ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، الذين عقدوا ألوية البدع، وأطلقوا عقال الفتنة فهم مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب، مجمعون على مفارقة الكتاب، يقولون على الله، وفي الله، وفي كتاب الله بغير علم يتكلمون بالمتشابه من الكلام، ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم، فنعوذ بالله من فتن الضالين»اهـ.
ومن تجديد العقيدة ذكر ما استجد من فرق وديانات ومذاهب وبدع؛
فتذكر ضمن مسائلها للتحذير منها،
فتذكر الحزبية وجماعاتها كالإخوان والتبليغ والتحرير وغيرها،
وتذكر المذاهب الهدامة كالماركسية والشيوعية والرأس مالية،
وتذكر الاتجاهات المخالفة كالميكافيلية والديكارتية والديمقراطية والليبرالية وغيرها،
ونحو ذلك من المسائل الحادثة التي لم تذكر في كتب العقيدة والفرق والأديان في السابق.

ومن التجديد في العقيدة ما صنعه الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- في كتابه (التوحيد حق الله على العبيد) حيث عرض مسائل الاعتقاد، في تبويبات تنتظم حياة المسلم، فجعل التوحيد واقعاً يعيشه في الحياة اليومية.

تجديد الدين وعلومه ٢: معنى تجديد الدين وعلومه



1- 6 معنى تجديد الدين وعلومه:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِيمَا أَعْلَمُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى رَأسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا». (أخرجه أبو داود فِي كتاب الْمَلاحم, باب: مَا جَاءَ فِي قرن الْمِائة، حديث رقم: (4291)، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود باختصار السند).
والْمُرَاد مِنْ التَّجْدِيد -كما بيَّنه فِي عون الْمَعبُود (دار الكتب العلمية 11/ 259): «إِحْيَاء مَا اِنْدَرَسَ مِنَ الْعَمَل بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّة، وَالأَمْر بِمُقْتَضَاهُمَا، وَإِمَاتَة مَا ظَهَرَ مِنْ الْبِدَع وَالْمُحْدَثَات»اهـ.
وعليه فإن تجديد علوم الدين المراد منه:
- إحياء ما اندرس منها،
- وإزاحة ما أدخل فيها وليس على قاعدتها.
وليس معنى تجديد العلوم الإسلامية؛ الخروج عن أصولها، وهدم ما انبى منها؛ 
كمن يحرف مدلول الإجماع الذي هو أحد الأدلة الأصلية عند أهل السنة، فبدلاً من أن يكون: (اتفاق الصحابة على قول) يجعله (إرادة جماهير الشعب في الدولة) أو (اختيار الأغلبية من الشعب) ويسمي هذا تجديداً لأصول الفقه.
أو كمن يأتي فيوجب ويلزم اتباع مذهب من المذاهب الإسلامية، ولا يجيز الخروج عليه، فإن هذا أمر حادث أدخل على الدين وليس منه!
أو كمن يدعو إلى إعادة كتابة علوم الحديث، وأن كتاب ابن الصلاح وما جاء بعده من الكتب في علم الحديث لا يمثل ما عليه الأئمة في هذا الباب؛ 
فليس من التجديد في شيء هدم ما شيده أهل العلم في باب من أبواب العلوم، وهدر كلامهم فيه.
ومن إحياء علوم الدين وتجديدها إعادة صياغتها، وعرضها بصورة ميسرة تقرب فهمها للناس، تقرب فيه المعاني، وتوضح فيه المصطلحات العلمية المتعلقة بكل علم من العلوم.
بل الرد على أهل البدع والمخالفين وأصحاب الاتجاهات الخارجة عن الصراط المستقيم في العلوم الدينية هو من تجديد الدين، ومقصد من مقاصده.

فتجديد الدين تخلية وتجلية، يحصل بهما إحياء معالمه وعلومه، للعمل بها وتربية الناس عليها.

تجديد الدين وعلومه ١: تجديد الدين وعلومه يشتمل على

قال وقلت ٤٩: الحضارة والرقي المادي لا يشكل هماً للمسلم


قال: «أليس تحصيل الحضارة والرقي المادي مما يدخل تحت قوله تعالى: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ}. (الأنفال:60)».

قلت: الرسول -صلى الله عليه وسلم- طبق هذه الآية، ومع ذلك لم يلتفت إلى الحضارة الفارسية أو الرومية، بل بين أن أُولَئِكَ قَوْمٌ عُجِّلَتْ لَهُمْ طَيِّبَاتُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا.
فالحضارة والرقي المادي لا يشكل هماً للمسلم، بله أن يكون غاية يسعى طلباً لها، أو شيئاً ينبهر به.
وطلب الإعداد لقتال الكفار الخطاب فيه أصالة موجه إلى ولي الأمر، وما يتعلق بسائر المؤمنين تبعاً يكون في تحقيق العلم النافع والعمل الصالح، والنصر من عند الله لا بالعدد ولا بالعتاد {إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ}. (آل عمران:160)، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (محمد:7).
فالحضارة المادية تأتي عرضاً لا غرضاً.
وهي لا تبهر المسلم.
و لا تشعره بالنقص!

ومن مأثور قول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قوله فيما روي عنه: «ثم اعلموا أنكم لم تنصروا على عدوكم بعدد ولا عدة ولا حول ولا قوة، ولكنه بعون الله ونصره ومنه تعالى وفضله، فلله المن والطول والفضل العظيم، فتبارك الله أحسن الخالقين، والحمد لله رب العالمين».

علمني ديني ٩٨: أن لا أغتر بما عند الكفار من حضارة ورقي مدني مادي، وأن أجعل همي تحقيق العبادة لله ربي وحده دون سواه



علمني ديني:

أن لا أغتر بما عند الكفار من حضارة، ورقي مدني مادي، وتنعم بالدنيا، ورفاهية فيها، وأن أجعل همي تحقيق العبادة لله ربي وحده دون سواه.
فإن لهم الدنيا، ولنا الآخرة.
أولئك قوم استعجلوا طيباتهم في الحياة الدنيا.
وأنه لا يجوز انتقاص أهل الاسلام وتفضيل الكفار عليهم بمجرد ذلك.
وأنه لا ينبغي للمسلم أن يكون نظره في هذا؛
فإن الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر.

أخرج البخاري في كتاب المظالم والغصب، باب الغرفة والعلية المشرفة، حديث رقم: (2468)، ومسلم في كتاب الطلاق، باب في الإيلاء واعتزال النساء، حديث رقم: (1479)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- [في قصة خبر طلاقه -صلى الله عليه وسلم- لأزواجه]: «... فَخَرَجْتُ فَجِئْتُ الْمِنْبَرَ فَإِذَا حَوْلَهُ رَهْطٌ يَبْكِي بَعْضُهُمْ، فَجَلَسْتُ مَعَهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ، فَجِئْتُ الْمَشْرُبَةَ الَّتِي هُوَ فِيهَا فَقُلْتُ لِغُلَامٍ لَهُ أَسْوَدَ: اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ؛ فَدَخَلَ فَكَلَّمَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ: ذَكَرْتُكَ لَهُ فَصَمَتَ فَانْصَرَفْتُ حَتَّى جَلَسْتُ مَعَ الرَّهْطِ الَّذِينَ عِنْدَ الْمِنْبَرِ، ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ، فَجِئْتُ فَذَكَرَ مِثْلَهُ، فَجَلَسْتُ مَعَ الرَّهْطِ الَّذِينَ عِنْدَ الْمِنْبَرِ، ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ، فَجِئْتُ الْغُلَامَ فَقُلْتُ: اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ فَلَمَّا وَلَّيْتُ مُنْصَرِفًا فَإِذَا الْغُلَامُ يَدْعُونِي قَالَ: «أَذِنَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-». فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَإِذَا هُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى رِمَالِ حَصِيرٍ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ فِرَاشٌ قَدْ أَثَّرَ الرِّمَالُ بِجَنْبِهِ، مُتَّكِئٌ عَلَى وِسَادَةٍ مِنْ أَدَمٍ، حَشْوُهَا لِيفٌ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قُلْتُ وَأَنَا قَائِمٌ: «طَلَّقْتَ نِسَاءَكَ؟». فَرَفَعَ بَصَرَهُ إِلَيَّ فَقَالَ: «لَا». ثُمَّ قُلْتُ: وَأَنَا قَائِمٌ أَسْتَأْنِسُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ رَأَيْتَنِي وَكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَغْلِبُ النِّسَاءَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى قَوْمٍ تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ، فَذَكَرَهُ فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ قُلْتُ: لَوْ رَأَيْتَنِي وَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ، فَقُلْتُ: لَا يَغُرَّنَّكِ أَنْ كَانَتْ جَارَتُكِ هِيَ أَوْضَأَ مِنْكِ، وَأَحَبَّ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُرِيدُ عَائِشَةَ فَتَبَسَّمَ أُخْرَى.
فَجَلَسْتُ حِينَ رَأَيْتُهُ تَبَسَّمَ.
ثُمَّ رَفَعْتُ بَصَرِي فِي بَيْتِهِ فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ فِيهِ شَيْئًا يَرُدُّ الْبَصَرَ غَيْرَ أَهَبَةٍ ثَلَاثَةٍ فَقُلْتُ: ادْعُ اللَّهَ فَلْيُوَسِّعْ عَلَى أُمَّتِكَ فَإِنَّ فَارِسَ وَالرُّومَ وُسِّعَ عَلَيْهِمْ وَأُعْطُوا الدُّنْيَا وَهُمْ لَا يَعْبُدُونَ اللَّهَ.
وَكَانَ مُتَّكِئًا فَقَالَ: «أَوَفِي شَكٍّ أَنْتَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، أُولَئِكَ قَوْمٌ عُجِّلَتْ لَهُمْ طَيِّبَاتُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا».
فَقُلْتُ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَغْفِرْ لِي».».
فإذا تذكرت أن قمة الحضارة المادية يومئذ هي فارس والروم، ومع هذا يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «أَوَفِي شَكٍّ أَنْتَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ أُولَئِكَ قَوْمٌ عُجِّلَتْ لَهُمْ طَيِّبَاتُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا».
فالمؤمن في الدنيا يعيش للآخرة، ولا يلتفت إلى ما خص به الغير من أمور الدنيا الفانية. {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}. (العنكبوت:64).
ولم تأت أي إشارة في القرآن العظيم إلى الترغيب في الحضارة المدنية التي كان عليها الروم والفرس، بل على العكس جاءت النصوص تذم الكفر والكافرين، بدون استثناء.

قال: «أليس تحصيل الحضارة والرقي المادي مما يدخل تحت قوله تعالى: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ}. (الأنفال:60)».

قلت: الرسول -صلى الله عليه وسلم- طبق هذه الآية، ومع ذلك لم يلتفت إلى الحضارة الفارسية أو الرومية، بل بين أن أُولَئِكَ قَوْمٌ عُجِّلَتْ لَهُمْ طَيِّبَاتُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا.
فالحضارة والرقي المادي لا يشكل هماً للمسلم، بله أن يكون غاية يسعى طلباً لها، أو شيئاً ينبهر به.
وطلب الإعداد لقتال الكفار الخطاب فيه أصالة موجه إلى ولي الأمر، وما يتعلق بسائر المؤمنين تبعاً يكون في تحقيق العلم النافع والعمل الصالح، والنصر من عند الله لا بالعدد ولا بالعتاد {إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ}. (آل عمران:160)، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (محمد:7).
فالحضارة المادية تأتي عرضاً لا غرضاً.
وهي لا تبهر المسلم.
و لا تشعره بالنقص!

ومن مأثور قول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قوله فيما روي عنه: «ثم اعلموا أنكم لم تنصروا على عدوكم بعدد ولا عدة ولا حول ولا قوة، ولكنه بعون الله ونصره ومنه تعالى وفضله، فلله المن والطول والفضل العظيم، فتبارك الله أحسن الخالقين، والحمد لله رب العالمين».