السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الأحد، 11 يناير 2015

مسائل في الاختلاف ٣: المسألة الثالثة


3 - 10 المسألة الثالثة:

أن تعلم:
أن الاختـلاف بالنسبة لعقول الناس، ولاجتهادات الناس، ولأحوال الناس هو طبيعة بشرية، الله -سبحانه وتعالى- أوجدها في البشر.
فلا ينكر أحد اختلاف الناس في اجتهاداتهم وفهومهم.

اختلاف الناس في عقولهم.
اختلاف الناس في فهمهم وفي فقههم.
اختلاف الناس في طبيعتهم؛ فليس كل انسان مثل الآخر.
يقول الله -تبارك وتعالى-: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ* إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}. (هود: 119).
والمعنى: أن إرادة الله الكونية تعلقت بأن يكون في الناس؛
أهل تفرق واختلاف.
وأهل اجتماع واتفاق.
فخلق فريقًا للِاخْتِلَاف، وفريقا للرحمة، وَلما كَانَت الإرادة كونية وَقع المُرَاد بهَا؛ فقوم اخْتلفُوا، وَقوم رحموا.
واللام للتعليل بمعنى (كي). [فإن قيل: ألا يتعارض هذا مع قوله -تبارك وتعالى-: {وَمَا خلقت الْجِنّ وَالْإِنْس إِلَّا ليعبدون}. (الذاريات: )؟ فالجواب: لا يعارضه؛ لأن الإرادة في آية الذاريات إرادة شرعية، واللام في الآيتين للتعليل، فوقع التخلف في الإرادة الشرعية بما أراده الله كوناً من اختلافهم. انظر دقائق التفسير: (2/527 – 529).]
والاختلاف في الفهم لا يخرج عن الاختلاف المحمود؛
والله -سبحانه وتعالى- ذكر المسألة التي اختلف فيها نبي الله داوود مع ابنه سليمان، وقال تعالى: {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا}. (الأنبياء: 79)، فسليمان -عليه السلام- فهم المسألة، بينما داوود -عليه السلام- لم يفهمها كفهم ولده سليمان.
وفي الحديث عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لاَ يَسْقُطُ وَرَقُهَا، وَإِنَّهَا مَثَلُ المُسْلِمِ، فَحَدِّثُونِي مَا هِيَ؟». فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ البَوَادِي». قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «وَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، فَاسْتَحْيَيْتُ، ثُمَّ قَالُوا: «حَدِّثْنَا مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟». قَالَ: «هِيَ النَّخْلَةُ».». (أخرجه البخاري في كتاب العلم، بَابُ قَوْلِ المُحَدِّثِ: حَدَّثَنَا، وَأَخْبَرَنَا، وَأَنْبَأَنَا، حديث رقم: (61)، ومسلم في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم باب مثل المؤمن مثل النخلة حديث رقم: (2811).).
فابن عمر -رضي الله عنه- فهم السؤال، وعرف الجواب، ولم يعرفه الصحابة -رضي الله عنهم-، حتى أبوه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لم يعرفه؛
فالناس يتفاوتون في الفهـم، وفي الذكاء، وفي الاطلاع، وهذه قاعدة هامة في الاختلاف.

مسائل في الاختلاف ٢: المسألة الثانية


2 - 10 المسألة الثانية:

أن مسائل الاختلاف أيضًا على نوعين:
1- مسائل اختلاف اجتهادية.

2- ومسائل اختلاف ظهر فيها الدليل الذي يلزم المصير إليه.

بمعنى أن مسائل العلم التي يختلف فيها العلماء على نوعين:
النـــــوع الأول: مسائل لم يأت فيها الدليل الذي يلزم المصير إليه
؛
- فالأدلة مختلفة بحسب نظر المجتهدين،
- أو لا يوجـــــد دليل أصلاً،
- أو قياسهم متجاذب، فالأدلة متجاذبة،
- أو لا يوجد دليل أصلاً.
النوع الثاني: مسائل من العلم اختلف فيها العلماء، ولكن ظهر فيها الدليل الذي يلزم المصير إليه.

فالنوع الأول:
من الاختــــــلاف اختلاف سائــــغ، لا يكون قول أحد مقدم على قول أحد، إنما يكون المناصحة ومعرفة ما هو الأصلح؛ فيتبع ويؤخذ به. ولا يعنف أحد، إذ هي مسائل اجتهادية.
وهذه النوع من المسائل هـي التي عناها العلماء في قولهم: (لا إنكار في مسائل الخلاف).
أما النوع الثاني من المسائل: وهي التي ظهر فيها الدليل الذي يلزم المصير إليه، فهذا النوع من المسائل ينكر فيه على المخالف، ويصحح ويخطأ بحسب موافقته للدليـــل ومخــــــالفته. ويلزم فيها باتباع ما دل عليه الدليل.

مسائل في الاختلاف ١: المسألة الأولى



مسائل في الاختلاف 10 - 10:

1- 10 المسألة الأولى:

لابد أن يعلم المسلم أن الاختلاف نوعان:
1- اختلاف تنوع.
2- اختلاف تضاد.
أمّا اختلاف التضاد فمنفي عن الشريعة؛ لا يوجد التناقض والتضاد في القرآن العظيم، ولا في السنة النبوية.
والله سبحانه وتعالى يقول: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}. (النساء:82).
والموجود من ذلك اختلاف أفهام واجتهادات العلماء.
أمّا اختلاف التنوع؛ فإنه موجود في الشرع؛ وقد يأت في الحكم الشرعي، أو في الباب من أبواب الشرع أكثر من نوع كلها مشروعة.
كاختلاف أدعية الاستفتاح في الصلاة؛
- فللمسلم أن يدعو في استفتاح الصلاة بالدعاء الوارد: 
سبحانك اللهم وبحمدك، تبارك اســـــمك، وتعــــالى جدك، ولا إله غيرك.
- وله أن يستفتح بالدعاء الوارد الآخر: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشــــرق والمغــــــرب، ونقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، واغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبــرد.
وله أن يستفتح بالدعاء الوارد الآخر: الله أكبر كبيرا، والحمد الله كثيرا، ولا إله إلا الله، وسبحان الله بكرة وأصيلا.
وكـــذا كل ما ورد من أدعية الاستفتاح له أن يستفتح بها؛ فهذا اختلاف تنوع.
ووردت أكثر من صيغة للتشهد في جلوس التحية.
ووردت أكثر من صيغة في أذكار الركوع.
وأكثر من صيغة في أذكار السجود.
هذا اختلاف تنوع.
فهذه الأنواع كلها واردة.
كلها مشروع، إذا أخذ المسلم بأي شيء منها فإنه لا حرج عليه في ذلك.
إذًا هناك نوعان من الاختلاف:
النوع الأول: اختــــلاف التضــاد، وهو منف من الشريعة في الحقيقة، وإن وجد فيوجد بحسب اجتهادات وفهوم العلماء.
النوع الثاني من الاختلاف: اختــلاف التنوع، وهذا موجود في الشريعة، وحكمه أن جميعه مشروع، وعلى المسلم إذا أراد السنة أن ينوِّع بين الصيغ الواردة.

كشكول ٥٠٧: متى يكون القول شاذاً؟


متى يكون القول شاذاً؟
ينسب بعض أهل العلم القول إلى الشذوذ، وتارة يصح ذلك لهم، وتارة يتعقب؛
- فإذا كان القول لا سلف له فهو شاذ!
- وإذا خالف القول الدليل: من الكتاب، أو السنة، أو الإجماع، أو القياس؛ فهو ضعيف باطل مردود، وقد يوصف بالشذوذ.
- وإذا خرج عن أقوال العلماء، وخالف طريقهتم فهو شاذ.
- وإذا خرج عما عليه العمل، فهو شاذ .

أمّا:
- مجرد الخروج عن المذاهب الأربعة، فليس بشذوذ.
- ومجرد مخالفته لأقوال أهل بلد من البلدان، فليس بشذوذ.
- ومجرد تفرده عمن قبله من العلماء إتباعاً للدليل، فليس بشذوذ! إذ لكل إمام من الأئمة مسائل انفرد بها عمن قبله؛ لدليل قام لديه فيها.
- ومجرد موافقته لأهل بدعة مع اتباعه للدليل، ليس بشذوذ!

وقد تكون النسبة إلى الشذوذ دعوى لا تصح!

كشكول ٥٠٦: التمذهب بمعنى الانتساب إلى مذهب من المذاهب، والاعتزاء إليها ليس بمذموم بشرط...


التمذهب بمعنى الانتساب إلى مذهب من المذاهب، والاعتزاء إليها ليس بمذموم بشرط:
- أن لا يكون هذا المذهب منطويًا على بدعة، فيكون في النسبة إليه رضا بها وإشهارًا لها.
- أن لا يتعصب لمذهبه في رد الدليل. 

- أن لا يكون مقصده بهذه النسبة تزكية النفس، أو الشهرة، ولفت النظر من باب خالف تعرف؛ فإن هذا مذموم ومرغب عنه.

كشكول ٥٠٥: صيغ هامة لابد من مراعاتها عند التعامل مع كلام العالم


إذا قال العالم: والصواب كذا.
معناه: أن القول المقابل خطأ.

وإذا قال: والأصوب كذا.
معناه: أن القول المقابل صواب.

وإذا قال العالم: والراجح كذا.
معناه: أن القول المخالف مرجوح.

وإذا قال: والأرجح كذا.
معناه: أن القول المقابل راجح.

وإذا قال العالم: والصحيح كذا.
معناه: أن مقابله ضعيف.

وإذا قال: والأصح كذا.
معناه: أن مقابله صحيح.

هذه صيغ هامة لابد من مراعاتها عند التعامل مع كلام العالم.

ولدينا طلبة يكتبون في الاختيارات والترجيحات ولا يلاحظون ذلك.

كشكول ٥٠٤: فرش القصة في الحديث. سبب النزول في الآية. السياق في الكلام. قرائن الرواية في العلل. مراعاة مقتضى الحال في البلاغة. كلها بمعنى واحد، وهو...


فرش القصة في الحديث.
سبب النزول في الآية.
السياق في الكلام.
قرائن الرواية في العلل.
مراعاة مقتضى الحال في البلاغة.
كلها بمعنى واحد، وهو:
- الحاجة إلى مراعاة الحال الذي صدر فيه الحديث،
- أو نزلت فيه الآية،
- أو تكلم فيه المتكلم،
أو تطابق فيه الكلام مع الواقع.
وهذا من أهم ما على المتفقه أن يراعيه ويعيه.

ورب مبلغ أوعى من سامع.

كشكول ٥٠٣: في تعاملك مع من حولك ضع نفسك دائمًا مكانهم، فما ترضاه لنفسك اعمله معهم


في تعاملك مع من حولك ضع نفسك دائمًا مكانهم، فما ترضاه لنفسك اعمله معهم.
ففي الحديث: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يجب لنفسه».
وعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به.

وفق الله الجميع لرضاه.

كشكول ٥٠٢: الكلام على رجال البخاري أثناء الشرح للاستهلاك المحلي



من شيوخي: الشيخ سعيد شفا الأثيوبي -رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته-.
حضرت شيئًا من درسه في صحيح البخاري.
وأول شرحه لسنن النسائي.
أتذكر أنه سئل: «لماذا في شرح صحيح البخاري لا تتكلم على الرواة؟». فقال: «الكلام على رجال البخاري أثناء الشرح للاستهلاك المحلي». يريد أنه لا فائدة في ذلك. إلا في مواضع الحاجة؛ فإنه يبينها، ويذكر ما يتعلق بها. انتهى.
ولم أر المشايخ الكبار أمثال ابن باز، والألباني، والعثيمين، إذا تكلموا عن شرح حديث اشتغلوا بتراجم الرواة، إلا إذا كان في ذلك نكتة علمية، أو فائدة معينة.
ورأيت الشوكاني -رحمه الله- في شرحه للحصن الحصين لم ينشغل بشرح المقدمة.
وهذا يفيد: أن يهتم المسلم بما هو بصدده، ولا ينشغل بما لا ترجى فائدته.

والله المستعان، وعليه التكلان.

كشكول ٥٠١: يلحظ من يقرأ أحاديث الفتن تركيزها على المبادرة بالأعمال الصالحة، والانشغال بها


يلحظ من يقرأ أحاديث الفتن تركيزها على المبادرة بالأعمال الصالحة، والانشغال بها.
وذلك -والله أعلم- يرجع إلى ما يلي:
- أن في الانشغال بالأعمال الصالحة انشغال عن الفتن وبعد عنها.
- أن في الأعمال الصالحة صلاح نفس العبد؛ فتزكو وتفلح -باذن الله-.
- أن في ذلك تركيز المسلم، وتوجيهه إلى تحقيق ما يريده الله منه من العبادة التي خلقه لأجلها، وطلب منه القيام بها.
- أن في ذلك إشارة إلى أن الدنيا دنيئة لا تستحق أن ينشغل فيها، أو يقاتل من أجلها.
- تعليم المسلم المبادرة للعمل الصالح قبل فوات الوقت وضياع الفرصة.

والله أعلم.

كشكول ٥٠٠: ضع أنت لنفسك برنامجًا في القراءة


ضع أنت لنفسك برنامجًا في القراءة.
- انتخب من الكتب ما تراه مناسبًا لك.
- نوّع في العلوم.
- أدخل كتبًا خفيفة تنشط على القراءة، وتزيل عن النفس الإرهاق والتعب.

- استعمل القلم وأنت تقرأ بوضع عناوين الفوائد على ظهر الصفحة الأولى من الكتاب.
- ليس بلازم أن كل ما تقرأه تفهمه. امش في القراءة، وبإذن الله في كتاب آخر أو مناسبة أخرى ستستدرك ما فاتك فهمه.
- اربط في حاشية الكتاب الفوائد، بمعنى إذا قرأت المسألة في زاد المعاد مثلاً، ثم مرت عليك في كتاب الأذكار للنووي، افتح المسألة في كتاب الأذكار واكتب في الحاشية انظر، واكتب موضع المسألة في زاد المعاد بالجزء والصفحة. واصنع مثل ذلك على موضع المسألة من زاد المعاد، واكتب على الهامش موضعها من كتاب الأذكار ورقم الصفحة.
- علم على المسائل التي لم تفهمها، أو اشكلت عليك، واجعلها موضوع مذاكرتك وبحثك مع إخوانك. فإن لم تنكشف اسأل عنها العلماء.
- اترك البطالة.
- اغتنم عمرك ووقتك.
- وأكثر من ذكر الله،
- والدعاء، والتوسل إليه للتيسير عليك،
- وتجنب الذنوب والمعاصي.
- ولا تنس أن حق الوالدين مقدم على كل هذا العمل المستحب؛ فإن برهما واجب، فلا يقدم المستحب على الواجب.
بوركت.

كشكول ٤٩٩: شكر أبا عبدالله بوبكر -وفقه الله- على مبادرته بنسخ المنشورات على صفحتي، وإرسالها إلى إيميلي


أشكر أبا عبدالله بوبكر -وفقه الله- على مبادرته بنسخ المنشورات على صفحتي، وإرسالها إلى إيميلي. فجزاه الله خيرًا، وجعل جهده في موازين حسناته.

كشكول ٤٩٨: منهجية لمسارات طلب العلم على أساس الكتب


تكرر من الإخوة طلب وضع منهجية لمسارات طلب العلم على أساس الكتب؛
والرأي الذي يظهر -والعلم عند الله- يتلخص في التالي:

- من كان لديه شيخ يدرس عليه، فليمش مع شيخه يرقيه من كتاب إلى كتاب. ولا يحتاج إلى منهجية ترتيب كتب لطلب العلم.

- من الصعوبة تحديد أسماء كتب معينة للترقي في مسارات طلب العلم؛ لأن هذا يختلف من بلد إلى بلد، وعليه أنصح طالب العلم أن يهتم بما يتوفر في بلده، فيدرس كتاب الفقه الذي يمثل ما عليه أهل بلده، ويستشير طلاب العلم في بلده يرشدونه إن شاء الله.
- قبل الكتاب انظر أنت في الكتب التي تقترح عليك، أيها أسهل عليك، وتفهم منه؛ فاقرأ فيه. ليس باللازم كتابًا معينًا أذكره أنا او غيري .
- من المهمات أن تراعي ميولك ورغباتك، فلا تفرض على نفسك مسارًا معينًا.
- ينفعك المذاكرة والمباحثة مع زملائك؛ فإن مذاكرة العلم حياته.

وختامًا تستطيع الاستفادة من مقال سابق تجده على مدونتي بعنوان: أفضل كتاب.
وختامًا اسأل الله لك التوفيق والنجاح، والهدى والرشاد.

كشكول ٤٩٧: هل ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه بكى وهو يقرأ في صلاة الجماعة؟!



هل ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه بكى وهو يقرأ في صلاة الجماعة؟!
هل ورد عن الصحابة ذلك؟!

هل ورد ذلك أثناء درس أو محاضرة؟!

قال وقلت ٥٨: لماذا تنهى عن الشك، وهو صريح الإيمان؟!



قال: «لماذا تنهى عن الشك، وهو صريح الإيمان. فقد جاء ناس من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فسألوه: «إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟». قال: «وقد وجدتموه؟». قالوا: «نعم». قال: «ذاك صريح الإيمان». (رواه مسلم).».

قلت: ليس المراد في الحديث بصريح الإيمان هو الشك، بل المراد أن تعاظمكم وردكم وانتهاءكم عن الشك هو صريح الإيمان؛ لأن اللص لا ياتي البيوت الخربة، فلولا الإيمان في قلوبكم ما أتاكم الشيطان بهذه الشكوك.
قال النووي -رحمه الله- في شرحه على صحيح مسلم (2/154): «قوله -صلى الله عليه وسلم-: «ذلك صريح الإيمان، ومحض الإيمان».
معناه: استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان؛ فان استعظام هذا وشدة الخوف منه، ومن النطق به، فضلاً عن اعتقاده، إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالاً محققًا، وانتفت عنه الريبة والشكوك.
واعلم أن الرواية الثانية وإن لم يكن فيها ذكر الاستعظام، فهو مراد، وهي مختصرة من الرواية الأولى؛ ولهذا قدم مسلم -رحمه الله- الرواية الأولى.
وقيل: معناه أن الشيطان إنما يوسوس لمن أيس من إغوائه، فينكد عليه بالوسوسة؛ لعجزه عن إغوائه.
وأما الكافر فانه يأتيه من حيث شاء، ولا يقتصر فى حقه على الوسوسة، بل يتلاعب به كيف أراد؛

فعلى هذا معنى الحديث سبب الوسوسة محض الإيمان، أو الوسوسة علامة محض الإيمان، وهذا القول اختيار القاضي عياض»اهـ.

كشكول ٤٩٦: ما أحسن مذهب السلف في ترك القراءة لأهل البدع!


أخاف لما اقرأ لبعض الناس؛ فإن لهم أغراضًا يدسونها في كلامهم، أخشى أن تمر علي ولا انتبه لها.
ما أحسن مذهب السلف في ترك القراءة لأهل البدع!

كشكول ٤٩٥: تصحيف وتحريف في الاستذكار


تصحيف وتحريف في الاستذكار:

قال ابن عبدالبر في الاستذكار (2/390): «وذكر الخطيب البغدادي في تاريخه الكبير أخبرنا به شيخنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن عنه سماعًا منه قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا إسماعيل بن عيسى، قال: حدثنا إسحاق بن بشر، قال: حدثنا الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن ثعلبة بن يزيد الحماني، قال: «لم يزل طلحة يصلي بالناس، وعثمان محصور أربعين ليلة، حتى إذا كان يوم النحر صلى علي بالناس، والله أعلم»اهـ.
وهذا لا يستقيم. وأجزم بأنه خطأ، من الناسخ أو الطابع.
فإن الخطيب ولد عام 392هـ،
وأبو محمد عبدالمؤمن مات سنة 390هـ.
فكيف يحدث عبدالله بن محمد المتوفى 390هـ، عن الخطيب المولود سنة 392هـ.

ويبدو لي أن المقصود إسماعيل بن علي الخطبي المتوفى سنة (350هـ)، تصحف من: «الخطبي البغدادي في تاريخه الكبير»، إلى الخطيب البغدادي في تاريخه الكبير». فإن الخطبي هذا له تاريخ كبير، وهو إخباري، وهو في طبقة شيوخ عبدالله بن محمد بن عبدالمؤمن. والله أعلم.

كشكول ٤٩٤: لسنا متعبدين بأقوال نحاة البصرة أو الكوفة:


لسنا متعبدين بأقوال نحاة البصرة أو الكوفة:

قال أبو حيان الأندلسي في البحر المحيط عند كلامه على قراءة حمزة، ومن تجاسر على ردها مراعاة لنحو البصريين: «ولسنا متعبدين بقول نحاة البصرة ولا غيرهم ممن خالفهم،
فكم حكم ثبت بنقل الكوفيين من كلام العرب لم ينقله البصريون،

وكم حكم ثبت بنقل البصريين لم ينقله الكوفيون، وإنما يعرف ذلك من له استبحار في علم العربية، لا أصحاب الكنانيس المشتغلون بضروب من العلوم الآخذون عن الصحف دون الشيوخ»اهـ.

هل تعلم ٤٧: أن كتابًا موسوعيًا كلسان العرب لا يعتبر كتاب بحثي



هل تعلم:

أن كتابًا موسوعيًا كلسان العرب لا يعتبر كتاب بحثي.
وأن جزءًا صغيراً كجزء رفع اليدين، أو القراءة خلف الإمام يعتبر من كتب البحث العلمي.

ولتوضيح ذلك أقول:
إن من شرط البحث العلمي أن يشتمل على طلب الوصول إلى الصواب في قضية هي موضوع البحث. فللدراسة هدف تجلية الحق في مسألة ما.

والكتب الموسوعية منهجها وصفي أو استردادي فقط، لا تشتمل على قضية بحث يراد الوصول فيها إلى الصواب؛ لذلك كان كتاب مثل لسان العرب غير معتبر من كتب البحث العلمي، وكتاب مثل جزء القراءة خلف الإمام من كتب البحث العلمي.

علمني ديني ١٥٨: أن أرد وسوسة الشيطان بأن أستعيذ بالله من الشيطان، وأن أنتهي ولا أتمادى، وأن أقول...


علمني ديني:

أن أرد وسوسة الشيطان بأن أستعيذ بالله من الشيطان، وأن أنتهي ولا أتمادى، وأن أقول: {هو الأول والآخر، والباطن والظاهر، وهو بكل شيء عليم}.

أخرج البخاري (3276)، ومسلم (134) عن أبي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ كَذَا، مَنْ خَلَقَ كَذَا، حَتَّى يَقُولَ: مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ؟ فَإِذَا بَلَغَهُ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ وَلْيَنْتَهِ».
أخرج أبوداود بسنده قال أَبُو زُمَيْلٍ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ: «مَا شَىْءٌ أَجِدُهُ فِي صَدْرِى؟».
قَالَ: «مَا هُوَ؟».
قُلْتُ: «وَاللَّهِ مَا أَتَكَلَّمُ بِهِ».
قَالَ: «فَقَالَ لِي: «أَشَىْءٌ مِنْ شَكٍّ؟».».
قَالَ: «وَضَحِكَ».
قَالَ: «مَا نَجَا مِنْ ذَلِكَ أَحَدٌ -قَالَ- حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: {فَإِنْ كُنْتَ فِى شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ} الآيَةَ».

قَالَ: «فَقَالَ لِي: «إِذَا وَجَدْتَ فِى نَفْسِكَ شَيْئًا فَقُلْ: {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ}. وحسنه الألباني. مثله لا يقال بالرأي، فهو موقوف سنداً، مرفوع حكماً. والله الموفق.

علمني ديني ١٥٧: أن حب الدنيا، ومخافة الموت؛ من الوهن الذي يصيب قلوب أمة الإسلام إذا لم ترجع إلى دينها


علمني ديني:

أن حب الدنيا، ومخافة الموت؛ من الوهن الذي يصيب قلوب أمة الإسلام إذا لم ترجع إلى دينها.

عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:
«يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا».
فَقَالَ قَائِلٌ: «وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟».
قَالَ: «بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزِعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ».
فَقَالَ قَائِلٌ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهَنُ؟».
قَالَ: «حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ».».
(أخرجه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه سمع الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول لثوبان -رضي الله عنه-، أحمد (الميمنية 2/ 389)، (الرسالة 14/ 331، تحت رقم: 8713)، وعن ثوبان أخرجه أحمد في المسند (الميمنية 5/ 287)، (الرسالة37/ 82، تحت رقم: 22397)، وأبو داود في كتاب الملاحم، باب في تداعي الأمم على الإسلام، حديث رقم: (4297). والحديث حسنه لغيره محققو المسند، وصححه لغيره الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة تحت رقم: (958).).


الغثاء: ما يحمله السيل من زبد ووسخ.

كشكول ٤٩٣: يفتح القرآن على الناس حتى يقرأه المرأة والصبي والرجل



عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: «قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: «يُفْتَحُ الْقُرْآنُ عَلَى النَّاسِ، حَتَّى يَقْرَأَهُ الْمَرْأَةُ وَالصَّبِيُّ وَالرَّجُلُ،
فَيَقُولُ الرَّجُلُ: «قَدْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ فَلَمْ أُتَّبَعُ، وَاللَّهِ لَأَقُومَنَّ بِهِ فِيهِمْ لَعَلِّي أُتَّبَعُ». فَيَقُومُ بِهِ فِيهِمْ فَلَا يُتَّبَعُ، فَيَقُولُ: «قَدْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ فَلَمْ أُتَّبَعْ، وَقَدْ قُمْتُ بِهِ فِيهِمْ، فَلَمْ أُتَّبَعْ، لَأَحتَظِرَنَّ فِي بَيْتِي مَسْجِدًا لَعَلِّي أُتَّبَعُ». فَيَحْتَظِرُ فِي بَيْتِهِ مَسْجِدًا فَلَا يُتَّبَعُ،
فَيَقُولُ: «قَدْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ فَلَمْ أُتَّبَعْ، وَقُمْتُ بِهِ فِيهِمْ فَلَمْ أُتَّبَعْ، وَقَدِ احْتظرْتُ فِي بَيْتِي مَسْجِدًا، فَلَمْ أُتَّبَعْ، وَاللَّهِ لَآتِيَنَّهُمْ: بِحَدِيثٍ لَا يَجِدُونَهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ -جَلَّ وَعَلَا- وَلَمْ يَسْمَعُوهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَعَلِّي أُتَّبَعُ».
قَالَ مُعَاذٌ: «فَإِيَّاكُمْ وَمَا جَاءَ بِهِ؛ فَإِنَّ مَا جَاءَ بِهِ ضَلَالَةٌ». (أخرجه الدارمي تحت رقم: (205)، وصححه محققه).