السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الأحد، 11 يناير 2015

مسائل في الاختلاف ١: المسألة الأولى



مسائل في الاختلاف 10 - 10:

1- 10 المسألة الأولى:

لابد أن يعلم المسلم أن الاختلاف نوعان:
1- اختلاف تنوع.
2- اختلاف تضاد.
أمّا اختلاف التضاد فمنفي عن الشريعة؛ لا يوجد التناقض والتضاد في القرآن العظيم، ولا في السنة النبوية.
والله سبحانه وتعالى يقول: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}. (النساء:82).
والموجود من ذلك اختلاف أفهام واجتهادات العلماء.
أمّا اختلاف التنوع؛ فإنه موجود في الشرع؛ وقد يأت في الحكم الشرعي، أو في الباب من أبواب الشرع أكثر من نوع كلها مشروعة.
كاختلاف أدعية الاستفتاح في الصلاة؛
- فللمسلم أن يدعو في استفتاح الصلاة بالدعاء الوارد: 
سبحانك اللهم وبحمدك، تبارك اســـــمك، وتعــــالى جدك، ولا إله غيرك.
- وله أن يستفتح بالدعاء الوارد الآخر: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشــــرق والمغــــــرب، ونقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، واغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبــرد.
وله أن يستفتح بالدعاء الوارد الآخر: الله أكبر كبيرا، والحمد الله كثيرا، ولا إله إلا الله، وسبحان الله بكرة وأصيلا.
وكـــذا كل ما ورد من أدعية الاستفتاح له أن يستفتح بها؛ فهذا اختلاف تنوع.
ووردت أكثر من صيغة للتشهد في جلوس التحية.
ووردت أكثر من صيغة في أذكار الركوع.
وأكثر من صيغة في أذكار السجود.
هذا اختلاف تنوع.
فهذه الأنواع كلها واردة.
كلها مشروع، إذا أخذ المسلم بأي شيء منها فإنه لا حرج عليه في ذلك.
إذًا هناك نوعان من الاختلاف:
النوع الأول: اختــــلاف التضــاد، وهو منف من الشريعة في الحقيقة، وإن وجد فيوجد بحسب اجتهادات وفهوم العلماء.
النوع الثاني من الاختلاف: اختــلاف التنوع، وهذا موجود في الشريعة، وحكمه أن جميعه مشروع، وعلى المسلم إذا أراد السنة أن ينوِّع بين الصيغ الواردة.