السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الأحد، 11 يناير 2015

قال وقلت ٥٨: لماذا تنهى عن الشك، وهو صريح الإيمان؟!



قال: «لماذا تنهى عن الشك، وهو صريح الإيمان. فقد جاء ناس من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فسألوه: «إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟». قال: «وقد وجدتموه؟». قالوا: «نعم». قال: «ذاك صريح الإيمان». (رواه مسلم).».

قلت: ليس المراد في الحديث بصريح الإيمان هو الشك، بل المراد أن تعاظمكم وردكم وانتهاءكم عن الشك هو صريح الإيمان؛ لأن اللص لا ياتي البيوت الخربة، فلولا الإيمان في قلوبكم ما أتاكم الشيطان بهذه الشكوك.
قال النووي -رحمه الله- في شرحه على صحيح مسلم (2/154): «قوله -صلى الله عليه وسلم-: «ذلك صريح الإيمان، ومحض الإيمان».
معناه: استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان؛ فان استعظام هذا وشدة الخوف منه، ومن النطق به، فضلاً عن اعتقاده، إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالاً محققًا، وانتفت عنه الريبة والشكوك.
واعلم أن الرواية الثانية وإن لم يكن فيها ذكر الاستعظام، فهو مراد، وهي مختصرة من الرواية الأولى؛ ولهذا قدم مسلم -رحمه الله- الرواية الأولى.
وقيل: معناه أن الشيطان إنما يوسوس لمن أيس من إغوائه، فينكد عليه بالوسوسة؛ لعجزه عن إغوائه.
وأما الكافر فانه يأتيه من حيث شاء، ولا يقتصر فى حقه على الوسوسة، بل يتلاعب به كيف أراد؛

فعلى هذا معنى الحديث سبب الوسوسة محض الإيمان، أو الوسوسة علامة محض الإيمان، وهذا القول اختيار القاضي عياض»اهـ.