السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الاثنين، 20 أكتوبر 2014

علمني ديني ١٢: أن طريق الحق، والصراط المستقيم، طريق طويل. وأن طرق الباطل قصيرة


علمني ديني: 
أن طريق الحق، والصراط المستقيم، طريق طويل. وأن طرق الباطل قصيرة؛

فلا ينبغي لسالك طريق السنة أن يستعجل الثمرة. وأن من يعدل عن طريق الرسول -صلى الله عليه وسلم- يطلب الطريق الأقصر، هو في حقيقته على سبيل الشيطان، وسيؤدي به ذلك إلى النيران.

والدليل على ذلك: ما جاء عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: «خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- خَطًّا، ثُمَّ قَالَ: «هَذَا سَبِيلُ اللهِ»، ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ قَالَ: «هَذِهِ سُبُلٌ -قَالَ يَزِيدُ: «مُتَفَرِّقَةٌ».- عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ»، ثُمَّ قَرَأَ: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}. (الأنعام:  ١٥٣).



(أخرجه أحمد (الميمنية ١/ ٤٣٥ و٤٦٥)، (الرسالة ٧/ ٤٣٦، تحت رقم ٤٤٣٧)، والدارمي في (المقدمة ٧٨/١ رقم: ٢٠٢)، والنسائي في (الكبرى) كتاب التفسير (٦/ ٣٤٣، رقم: ١١١٧ و١١١٧٥)، والطيالسي (٣٣، رقم: ٢٤٤)، والبزار (١٦٩٤) و(١٧١٨) و(١٨٦٥)، وابن أبي عاصم في السنة (ظلال الجنة ٨/١، رقم: ١٧)، والمروزي في السنة (٩-١٠، رقم: ١١ و١٢)، والطبري في (تفسيره) (١٢/ ٢٣٠، رقم: ١٤١٦٨)، والآجري في (الشريعة) (١١ و١٢)، وابن حبان (١/ ١٨١، رقم ٦ و٧)، والحاكم (٢/ ٢٦٢، رقم: ٢٩٣٨ و٣٤٨، رقم: ٣٢٤١ عطا)، قال البزار: «وَهَذَا الْكَلامُ قَدْ رُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللهِ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ نَحْوَهُ أَوْ قَرِيبًا مِنْهُ». وقال الحاكم في الموضعين: صحيح الإسناد. وحسن إسناده الألباني في (صحيح سنن ابن ماجه)، وكذا محقق الدارمي، ومحققو المسند.

سؤال وجواب ١١: نصيحة بالحذر مما يروج له علم الطاقة في مسألة القدر، وخطئهم في مسائل الدين وخاصة العقيدة


أبو همام أحمد إيهاب
٧ أكتوبر ٠٣:٥١ مساءً
«السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
-حفظكم الله شيخنا وبارك فيكم-
أرجو منكم تفضلاً بياناً للمآخذ على فقرات هذا الكلام -وجزاكم الله خيرًا-:
1- القدر هو برمجة للكون بكل الاحتمالات التي تعلمها والتي لا تعلمها، وبناءاً على أخذك بالأسباب يقع عليك الاحتمال المبرمج مع هذا السبب. ولن يحدث لك أي شيء إلا لو كان مكتوباً منذ الأزل بواسطة خالق الكون.
2- القدر تفاعلي يتغير لحظياً بتغير سعيك (على محور المادة أو الطاقة)، لذا إن أردت أن يحدث لك قدرًا مختلفًا، افعل أشياء مختلفة لم تفعلها من قبل؛ عندها سيحدث لك قدرًا لم يحدث لك من قبل، ولو كان سعيك لم يسعه أحد من الآباء والأجداد، فسوف يحدث لك قدرًا لم يحدث للآباء والأجداد، كقدر الطيران بالطائرات مثلاً، وقدر الصعود للقمر، وقدر المحادثات بالفيديو عبر القارات.
3- المشكلة تكمن أيضاً في عدم فهم الناس للطاقة، فكما هناك أسباب مادية للقدر، فهناك أسباب طاقية أقوى ألف مرة من الأسباب المادية، وبسبب جهل الناس بها؛ يعانون في الحياة للوصول إلى الأقدار التي يريدونها. يعانون لأنهم يركزون على الجانب المادي فقط وهو جانب محدود وينسون الجانب الطاقي المهول الذي لا يدركونه بجهلهم واتباعهم لمن يحارب أي معلومات جديدة.
تأمل هذه الآية الكريمة: {إنه فكر وقدر، فقتل كيف قدر، ثم قتل كيف قدر}! هو الذي قدر، وعاقبه الله على القدر الذي حدث بناءً على تفكيره وسعيه، اطمئن واسعد واستمتع، أنت السبب في كل الأقدار السلبية التي وقعت لك، إن وعيت ذلك بدَّلت وحسَّنت وعدَّلت؛ فسيتغير حتمًا قدرك... أنت إما يحدث لك نفس أقدار السابقين إن اتبعت ما كتبوه واقتنعت بنفس قناعاتهم وأفكارهم، أو حدث لك نفس أقدار العلماء الجدد إن اتبعت نتيجة خبرتهم واقتنعت بقناعاتهم ونظرتهم للحياة والكون، أو قدرا أفضل وأروع إن تفكرت وألهمك الله أسبابًا جديدة بأقدار أجد وأحدث وبأفكار وقناعات ربما لم تكن مسبوقة من قبل، أنت السبب... اختر».

أبو همام أحمد إيهاب
١٠ أكتوبر ١٠:٣٩ مساءً
«أحسن الله إليكم شيخنا أرجو جوابكم عن سؤالي حول القدر، فقد أرسلته لكم مرات، وأحتاج جوابكم؛ لأضعه في مقال».


محمد بن عمر بازمول
تم الإرسال بواسطة الشيخ محمد
١١ أكتوبر ٠٤:٢٢ مساءً
«وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
النصيحة التي أقدّمها لك -بارك الله فيك- أن تحرص في الدين، وخاصة في أبواب العقيدة على ألفاظ السلف، وأن تبتعد عن العبارات الحادثة العصرية. فعبارة (القدر برمجة كونية) عبارة فيها تساهل، واختزال لمعاني القدر التي جاءت في عبارات السلف الصالح، بل تؤدي إلى غير المعنى المقرر عند أهل السنة.

وكذا العبارات الأخرى، فإنها تتضمن معاني لا تصح شرعاً كـ (القدر تفاعلي) هذه العبارة تنبّئ بأن العلم والقدر مستأنف، والذي يقرره أهل السنة والجماعة أن علم الله صفة ذاتية ليست مستأنفة، فالله هو الأول ليس قبله شيء، وكذا الكلام عن الطاقة... 

والخلاصة: النصيحة أن تبتعد عن العبارات العصرية الحادية في العبارة عن مسائل الدين، وخاصة العقيدة، ربي يوفقك ويحفظك ويسلمك من كل سوء ويثبتنا وإياك على السنة.

اشكر لك اهتمامك وحرصك».

كشكول ١٨: أنقش على جدران واقعي؛ لعلي أقدر أن أترك فيه شيئاً مني


أنقش على جدران واقعي؛ لعلي أقدر أن أترك فيه شيئاً مني، يقرأه من يأتي بعدي، يتأثر به، يرى فيه نفعاً له، يقوده إلى عمل صالح، فيدعو لي، وأكسب الأجر والثواب.
لا أبحث عن الخلود في الدنيا، فهذا شيء لا يملكه أحد من البشر، إنما أبحث عن الذكر الصالح، الذي يزيد في حسناتي، ويواصل عملي، ويرفع من درجاتي عند الله تعالى بعد مماتي.


قال -صلى الله عليه وسلم-: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو ولد صالح يدعو له، أو علم ينتفع به».

هل تعلم ١: ما كان دعاء رسولنا صلى الله عليه وسلم لأمته؟


هل تعلم:

ما كان دعاء رسولنا صلى الله عليه وسلم لأمته؟

عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: لَمَّا رَأَيْتُ مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- طِيبَ نَفْسٍ قُلْتُ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ لِي»، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَائِشَةَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنَبِهَا، وَمَا تَأَخَّرَ، مَا أَسَرَّتْ، وَمَا أَعْلَنَتْ»، فَضَحِكَتْ عَائِشَةُ حَتَّى سَقَطَ رَأْسُهَا فِي حِجْرِهَا مِنَ الضَّحِكِ. قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «أَيَسُرُّكِ دُعَائِي؟»، فَقَالَتْ: «وَمَا لِي لَا يَسُرُّنِي دُعَاؤُكَ»، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «وَاللَّهِ إِنَّهَا لَدُعَائِي لِأُمَّتِي فِي كل صلاة». (أخرجه ابن حبان (الإحسان ١٦/ ٤٧، تحت رقم: ٧١١١). وحسن إسناده محققه. والألباني في (السلسلة الصحيحة) تحت رقم: ٢٢٥٤).).
وأخرجه الحاكم في المستدرك (٤/ ١١)، بلفظ: «عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا جَاءَتْ هِيَ وَأَبَوَاهَا أَبُو بَكْرٍ، وَأُمُّ رُومَانَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالاَ: «إِنَّا نُحِبُّ أَنْ تَدْعُوَ لِعَائِشَةَ بِدَعْوَةٍ وَنَحْنُ نَسْمَعُ»، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَائِشَةَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ مَغْفِرَةً وَاجِبَةً ظَاهِرَةً بَاطِنَةً»، فَعَجِبَ أَبَوَاهَا لِحُسْنِ دُعَاءِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَهَا، فَقَالَ: «تَعْجَبَانِ، هَذِهِ دَعْوَتِي لِمَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ».

وفي الحديث مسائل:
الأولى: حرص الأبوين على أولادهما. ألا ترى أن أبا بكر وزوجه أم رومان -رضي الله عنهما- كيف أتيا إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّا نُحِبُّ أَنْ تَدْعُوَ لِعَائِشَةَ بِدَعْوَةٍ وَنَحْنُ نَسْمَعُ».
الثانية: فضل السيدة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنهما-.
الثالثة: رحمة الله -جل وعلا- بالأمة أن جعل نبينا يدعو لأمته بهذه الدعوة.
الرابعة: رحمة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالأمة أن دعى لها هذه الدعوة.
الخامسة: مشروعية أن يتعود المسلم الدعاء لجميع المسلمين بالمغفرة.
السادسة: اختيار الجوامع من الأدعية، وأن تطويل الدعاء ليس من السنة.
السابعة: فضل شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله.

خطر في بالي ٤: أن من الكبر المتوعد صاحبه بأن لا يدخل الجنة؛ ما يقع فيه أصحاب الأحزاب والجماعات من...


خطر في بالي:
أن من الكبر المتوعد صاحبه بأن لا يدخل الجنة؛ ما يقع فيه أصحاب الأحزاب والجماعات من قبول من كان معهم مهما خالف الشرع، ورد من لم يكن معهم مهما كان موافقاً للشرع، ومهما كان معه من دليل أنه من الكبر.
عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ». قَالَ رَجُلٌ: (إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا، وَنَعْلُهُ حَسَنَةً) قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ. الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ، وَغَمْطُ النَّاسِ». (أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب تحريم الكبر وبيانه، حديث رقم (٩١)).

علمني ديني ١١: أن العصمة من الافتراق والاختلاف هي في لزوم سنته وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده -صلى الله عليه وسلم-


علمني ديني:
أن العصمة من الافتراق والاختلاف هي في لزوم سنته وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده -صلى الله عليه وسلم-.
دليل ذلك: ما جاء عن العرباض بن سارية قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «قد تركتكم على البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا؛ فعليكم ما عرفتم من سنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضّوا عليها بالنواجذ، وعليكم بالطاعة، وإن عبدًا حبشيًّا، فإنما المؤمنون كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد».
(حديث حسن عن العرباض بن سارية: أخرجه أحمد فِي المسند (٤/ ١٢٦-١٢٧)، والدارمي فِي (المقدمة)، باب اتباع السنة، والترمذي فِي (كتاب العلم)، باب ما جاء فِي الأخذ بالسنة واجتناب البدع، حديث رقم (٢٦٧٦)، وأبو داود فِي (كتاب السنة)، باب فِي لزوم السنة، حديث رقم (٤٦٠٧)، وابن ماجه فِي (المقدمة)، باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين، حديث رقم (٤٢، ٤٥). 

والحديث قال الترمذي عقبه: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، وَقَدْ رَوَى ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ عَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ عَنْ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- نَحْوَ هَذَا، حَدَّثَنَا بِذَلِكَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ وَغَيْرُ وَاحِدٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ عَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ عَنْ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- نَحْوَهُ وَالْعِرْبَاضُ بْنُ سَارِيَةَ يُكْنَى أَبَا نَجِيحٍ وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ حُجْرِ بْنِ حُجْرٍ عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ عَنْ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- نَحْوَهُ» اهـ، وصححه العلامة الألباني فِي (إرواء الغليل)، (١٠٧/٨)، حديث رقم (٢٤٥٥).

سؤال وجواب ١٠: مسألة رؤية الله في المنام


سؤال:
«السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بعض الإخوة الطيبين -بارك الله فيكم- أوقفني على وريقاتٍ تتعلق بمسألة رؤية الله في المنام فأرجو -بارك الله فيكم- تحقيق القول فيها من حيث: حقيقة هذه الرؤية المنامية، وحقيقة الصورة التي وردت في الحديث: «رأيت ربي في أحسن صورة»، وصحة المنامات المروية عن بعض السلف: كالإمام أحمد -رحمه الله-، وكيف يحقق المسلم رؤية الله في منامه؟ وجزاكم الله خيرًا».

الجواب:
يجوز أن يرى المؤمن ربه -سبحانه وتعالى- في المنام في الحياة الدنيا. 
قال الحافظ ابن كثير- بعد أن أورد حديث اختصام الملأ الأعلى في تفسيره (٧/٨١)، سورة ص، قوله تبارك وتعالى: {مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ (٦٩) إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ}: فهذا حديث المنام المشهور، ومن جعله يقظة فقد غلط» اهـ.
وفيه إثبات الصورة لله جل وعلا، على الوجه اللائق بجلاله، {فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}. (الشُّورى: ١١). 
قال ابن تيمية -رحمه الله- في كتابه (بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية) (٣٦٦/٧-٣٦٧): «جواز رؤية الله في المنام هو الحق الذي عليه عامة أهل الإثبات، وإن نازع فيه من نازع من الجهمية» اهـ.
وتحقيق المؤمن رؤيا ربه في المنام بحسب إيمانه؛
قال ابن تيمية -رحمه الله- كما في كتاب (مجموع الفتاوى) (٣٩٠/٣): «وقد يرى المؤمن ربه في المنام في صور متنوعة على قدر إيمانه ويقينه، فإذا كان إيمانه صحيحًا لم يره إلا في صورة حسنة، وإذا كان في إيمانه نقص رأى ما يشبه إيمانه» اهـ.
لكن لم يأت في رؤيا الرب في المنام أن الشيطان لا يتمثل به.
قال ابن حجر -رحمه الله- في (فتح الباري) (٣٨٧/١٢): «تنبيه: جوز أهل التعبير رؤية الباري عز وجل في المنام مطلقًا، ولم يجروا فيها الخلاف في رؤيا النبي -صلى الله عليه وسلم-. وأجاب بعضهم عن ذلك بأمور قابلة للتأويل في جميع وجوهها، فتارة يعبر بالسلطان، وتارة بالوالد، وتارة بالسيد، وتارة بالرئيس في أي فن كان، فلما كان الوقوف على حقيقة ذاته ممتنعًا، وجميع من يعبر به يجوز عليهم الصدق والكذب؛ كانت رؤياه تحتاج إلى تعبير دائمًا، بخلاف النبي -صلى الله عليه و سلم- فإذا رؤى على صفته المتفق عليها وهو لا يجوز عليه الكذب، كانت في هذه الحالة حقًا محضًا لا يحتاج إلى تعبير» اهـ.
أما في الآخرة، فسيرى المؤمنون ربهم يقظة، {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (يونس:    ٢٦).

والحمد لله، وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم».

علمني ديني ١٠: أن من أهم سمات المؤمن أنه شخصية مرنة


علمني ديني:
أن من أهم سمات المؤمن أنه شخصية مرنة، لا يتصلب إذا نزل البلاء، هين لين. سمح في تعامله مع غيره، رفيقًا في أمره.


أخرج البخاري (٧٤٦٦): عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ خَامَةِ الزَّرْعِ، يَفِيءُ وَرَقُهُ مِنْ حَيْثُ أَتَتْهَا الرِّيحُ تُكَفِّئُهَا، فَإِذَا سَكَنَتْ اعْتَدَلَتْ، وَكَذَلِكَ الْمُؤْمِنُ يُكَفَّأُ بِالْبَلَاءِ. وَمَثَلُ الْكَافِرِ كَمَثَلِ الْأَرْزَةِ صَمَّاءَ مُعْتَدِلَةً حَتَّى يَقْصِمَهَا اللَّهُ إِذَا شَاءَ».

كشكول ١٧: أيتها الحرية جعلوك حجراً يرمون به الحق!


أيتها الحرية...
جعلوك حجراً يرمون به الحق.
وشباكًا يصطادون به الباطل.
وطلسمًا يسحرون به القلوب الغافلة.
ودرباً للجريمة.
كفاكم مكراً وخداعاً... 

أريحونا من هينمتكم أيها العبيد!

قال وقلت ٧: من يقصد الشيخ في قال وقلت؟


قال: «من تقصد بقولك (قال) و (قلت)؟»

قلت: أسأل عن ذلك مباشرة فأجيب. أو أسأل في التعليقات فأجيب. أو أقرأ أو أسمع كلاماً يقول فيه المتكلم هذا فأنقله وأعلق عليه.

والعبرة بالمعنى، لا قصد في الكلام إلا لبيان الفائدة في التعليق!


فالإبهام مقصود؛ لكونه لا فائدة في التعيين!

كشكول ١٦: السنة نوعان: سنة صريحة، وسنة ضمنية


السنة نوعان:

النوع الأول: سنة صريحة، يأتيك في الحديث: قال رسول الله، فعل رسول الله، كان رسول الله كذا، أو حصل كذا مع رسول الله. فالإضافة إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- تأتي صريحة.

النوع الثاني: السنة الضمنية: وهي التي لا يأتي فيها صريحاً ذكر الرسول -صلى الله عليه وسلم-، لكن حكمها حكم السنة المرفوعة الصريحة.
وتشمل ما يلي: 
- أقوال الصحابة التي لا مجال للرأي والاجتهاد فيها؛ لأنها ما دامت لا مجال للرأي والاجتهاد فيها. فمن أين مصدرها ومن أين أخذوها؟ أخذوها من الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
- قول الصحابي الذي لا مخالف له فيه. هذا أيضاً حكمه حكم السنة المرفوعة، وبعض أهل العلم يقول هذا إجماع سكوتي؛ إذ أن الصحابي حينما يقول القول ويسكت عن الإنكار الصحابة الآخرون، فإن هذا دليلٌ أن قول هذا الصحابي سنة. إما أنه سنة صريحة بهذه الموافقة، أو أنه حصل على درجة الحجة بموافقة الصحابة؛ فصار حكمه حكم الإجماع السكوتي.
- قول الصحابي في أسباب النزول. في أسباب نزول القرآن الكريم هذا أيضاً حكمه حكم السنة المرفوعة؛ إذا كانت الصيغة التي عبر فيها عن سبب النزول صيغة صريحة، كقوله: «حدث كذا، فأنزل الله كذا»، فإن هذا صريح في أن هذه الواقعة حصلت في زمن الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
- قول الصحابي في تفسير مرويه، فإن الصحابي حينما سمع الحديث من الرسول -صلى الله عليه وسلم- علم بالقرائن التي حفت هذا الحديث، فتفسيره لما يرويه عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- مقدم على كلام غيره، بل لعل الأصل فيه أن يكون هذا الفهم، أو المعنى الذي فسر فيه الحديث، يغلب على الظن أنه استفاده من الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
- ما يأتي عن الصحابي على أنه قرآن، ويخالف رسم المصحف، فأدنى أحواله أنه خبر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويسميه علماء التفسير: (قراءة تفسيرية)، ويسميه علماء القراءات: (قراءة شاذة).
- قول الصحابي في تفسير القرآن الكريم.
هذه أنواع تندرج تحت السنة الضمنية، تغيب عن أذهان بعض الناس ولكن أهل الحديث من أكثر الناس تنبهاً لها؛ لذلك تراهم إذا ألفوا الأجزاء الحديثية يوردون الأحاديث المرفوعة، والآثار الموقوفة؛ لأنها لا تخلوا من أن تتضمن الدلالة، أو الإشارة إلى سنة من السنن. ولهذا على طالب العلم أن يشمر عن ساعده للاعتناء بالوارد عن الصحابة في مسائل العلم، وهذا الجانب يقع فيه قصور من جهات:
الأولى: أن الغالب عدم الاعتناء ببيان الصحيح من الضعيف من الآثار.
الثاني: عدم تحرير قول الصحابي في المسألة.
الثالث: الهجوم على نسبة القول إلى الصحابي، قبل تحرير إن كان آخر القولين له أوْ لا.

ويبقى مما يحتج به بأقوال الصحابة: اختلافهم في فهم الآية والحديث، فإنه لا يجوز إحداث قول خارج عن أقوالهم.

كشكول ١٥: ما الفرق بين المصلحة المرسلة والبدعة؟


«ما الفرق بين المصلحة المرسلة، والبدعة؟»

الفرق بينهما من جهة:
- أن المقتضي للأمر إذا كان موجوداً زمن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وتركه ولم يفعله، فيصير فعله بدعة؛ لأن متابعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الترك كما هي في الفعل.
- وما كان المقتضي له موجوداً، ولكن قام مانع يمنع من فعله، زمن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فلا حرج في فعله إذا زال المانع، كجمع المصحف، فالمقتضي كان موجوداً زمن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ومنع من جمع القرآن في مصحف في زمنه أنه لم يكتمل نزول القرآن العظيم إلا بوفاته -صلى الله عليه وسلم-.

- أمّا إذا كان المقتضي للأمر لم يكن في زمن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فهذا يكون النظر فيه من جهة المصالح المرسلة.

سؤال وجواب ٩: النقل عن أهل البدع


عادل بلعيد
١٠ أكتوبر ٠٧:٣٣ مساءً
«السلام عليكم،
قال بعض الإخوة أن محمد زكريا الكندهلوى هو مؤسس جماعة التبليغ، 
فرأيت أن بعض المجموعات السلفية المعتمدة في الملتقي السلفي للواتساب ينقلوا عنه.
الرجاء منك أن تفيدني إن كان الكلام صحيح، وجزاك الله خيراً».


محمد بن عمر بازمول
تم الإرسال بواسطة الشيخ محمد
١٠ أكتوبر ١٠:٤٩ مساءً

«وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، 

النقل عن أهل البدع له أحوال:

- فتارة يكون النقل عنهم؛ لإثبات قولهم والرد عليه، فهذا لا حرج فيه، بل هو الأصل لتحصل الثقة بالرد.

- وتارة يكون النقل عنهم في شيء فيه ترويج لهم ولبدعتهم، فهذا نهى عنه السلف، وحذروا منه؛ لأنه في حقيقته ترويج للبدعة.

- وتارة يكون النقل عنهم في أمر لا بدعة فيه، ولا خصوصية لهم به، بل هو موجود عند غيره من أهل السنة، وهذا نهى عنه السلف؛ لما فيه من الترويج لصاحب البدعة، وإشهار أمره وتغرير العامة به.

- وتارة يكون النقل عنه في موضوع لا يترتب عليه الترويج لبدعته، ولا إشهار أمره، ولا التغرير بالعامة، فهذا النقل يجوز ولكن بحذر واحتراس في العبارة، كأن تذكره من ضمن القائلين بكذا في سردك للاختلاف في مسألة معينة مثلاً.

- وتارة يكون النقل عنه فيه إشهار له، ولكن في قول يخالف أهل البدع، ويرد على من يدعي اتباعه، فأنت تورده حتى تبين لمن يتبعه أن شيخكم يخالفكم في هذا. ففيه إشهار له ولكن بما يخالف من يتبعه، فهذا أيضاً لا بأس به، ولكن يكون باحتراس وحذر.

وتارة ... 

وتارة... 

وهكذا كما ترى يكون لكل حال حكم، والأمر العام أن السلف يكرهون النقل عن أهل البدع والرجوع عليهم، ويزداد الأمر غلظة وشدة بحسب حال بدعته وخطورتها.


والله الموفق».

سؤال وجواب ٨: مسافر دخل عليه وقت الصلاة في السفر، فلم يصلها حتى وصل إلى محل إقامته؛ هل يصليها قصرًا؟


محمد مختار العرضى
١٠ أكتوبر ٠٩:٣٧ مساءً
«لو أذن الظهر في السفر، ثم ذهبت إلى البيت، أصلي ٢ ولا ٤؟»

محمد بن عمر بازمول
تم الإرسال بواسطة الشيخ محمد
١٠ أكتوبر ١٠:٢٦ مساءً
«إذا رجع المسافر إلى محل إقامته، فإنه لا يقصر. فلو نسي صلاة في السفر، وتذكرها في الحضر، فإنه يصليها تامة. ولو دخل وقت الصلاة في السفر فأخرها مع التي بعدها، كالظهر يؤخرها لوقت العصر، ووصل بلده عصراً، فإنه يصلي الظهر تامة ولا يقصر.

أما لو سافر وتذكر في السفر صلاة نسيها في الحضر، فإنه يصليها قصراً. وكذا لو دخل وقت صلاة في الحضر، وسافر فإنه يصليها قصرًا إن شاء؛ لأن المسافر له الإتمام وله القصر، فالقصر في السفر رخصة.

والمقصود: أن يصلي الصلاة بحسب حاله الذي هو عليه.

والله الموفق».

قال وقلت ٦: أين ضربات التحالف من الشيعة الحوثيين


قال: «أين ضربات التحالف لحزب الشيطان اللبناني؟! ألم يذبح آلاف السنة في سوريا، وبتبريكات من الخامنئي؟! بل ألم يكن الأولى الحكومة السورية التي أبادت مئتين ألف سوري بالذبح، والأسلحة الكيميائية، والبراميل المتفجرة، والصواريخ؟! بل أين هذا التحالف من الشيعة الحوثيين الذين أسقطوا صنعاء لتصبح رابع عاصمة عربية تسقط في أيدي الرافضة، بعد بغداد، وبيروت، ودمشق؛ أشك في أن هذا حساب الشيخ»!

قلت: أما أنك تشك في أن هذا حساب الشيخ، فهذا أمر يرجع إليك. ولكن بالنسبة لكلامك قبله أقول: 

هل من شرط جواز الحلف أن يشمل كل ذلك؟

ألم يقل الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن حلف الفضول الذي كان في الجاهلية: «لو دعيت إليه اليوم لأجبت»؟! ترى هل اشترط فقال: إذا كانوا يريدون رفع الظلم عن المظلومين، وإعانة الضعيف، ونصرته على من يعتدي عليه، فلماذا لا يدخلون في الإسلام، لماذا لا يرفعون ظلمهم عن فلان أو فلان؟!


يا أخي -بارك الله فيك- من شأن المسلم أن لا ينازع الأمر أهله، وهؤلاء ولاة أمرنا نثق فيهم، وفي تصرفهم، ونسأل الله أن يعينهم ويسددهم؛ فإن الخطب جسيم، وهم بحاجة إلى العون بالدعاء لهم، بدلاً من التشغيب عليهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

قال وقلت ٥: هل يسوغ الكلام في ولاة الأمر من الدول الأخرى؟


قال لي: «هل يسوغ الكلام في ولاة الأمر من الدول الأخرى؟»

قلت: لا ينازع الأمر أهله، كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-. ويناصح هؤلاء فيما لديهم من الباطل بالطريقة الشرعية.

ولا مانع أن تحذر من باطلهم بما يحقق المقصود.

ألا ترى أن الإمام أحمد وغيره من الأئمة لم يسكتوا عن بيان بطلان القول بخلق القرآن، والتحذير منه مع أن قائله والداعي إليه الخليفة المأمون!

وكذا أهل السنة لا يمتنعون عن رد الباطل، وتحذير الناس منه، وإن قال به من قال، نصيحة للناس وبياناً للحق.


ومنه تعلم أن هذا الباب غير باب منازعة الأمر أهله، والله أعلم.

كشكول ١٤: كيف يتوصلون إلى سب الصحابة؟


«كيف يتوصلون إلى سب الصحابة؟»
«اعْرِفُوا لَهُمْ فَضْلَهُمْ وَاتَّبِعُوهُمْ فِي آثَارِهِمْ...»


جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري (٣٦٧٣)، ومسلم (٢٥٤٠) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ، ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ، وَلاَ نَصِيفَهُ».

وجاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «إذا ذكر أصحابي فأمسكوا، و إذا ذكر النجوم فأمسكوا، و إذا ذكر القدر فأمسكوا». (أورده الألباني في (السلسلة الصحيحة) تحت رقم (٣٤).).

والسب: هو الشتم، والذم، والقطع، والنسبة إلى القبح، والعيب.

وسب الصحابة منهي عنه، ولبعض الناس طرق يتوصلون بها إلى سب الصحابة، وقد يقع فيها بعضهم وهو لا يشعر؛ وأذكر هنا طرق سب الصحابة التي علمتها، ليحذر منها ويتجنبها المسلم:

- سبهم وشتمهم صراحة.

- نسبة العيب والنقص إليهم بالإيماء، ولذلك لم يرض أهل السنة والجماعة قول ذاك الفقيه في مسألة اختلف فيها الصحابة: فلان أفقه من فلان، لما فيها –والله اعلم- من فتح باب شر في هذا الجانب.

- اتهامهم وسوء الظن بهم.

- تخصيص أحدهم بوصف ولقب لم يرد، كقول: "فلان كرم الله وجهه" أو "الإمام فلان" يخص به واحدًا منهم دون دليل، فهذا فيه بالمفهوم أن غيره لم يكرم الله وجهه، وغيره ليس بإمام، ولذلك كره أهل السنة استعمال ذلك التخصيص غلقاً للباب.

- استعمال ما جاء في الأحاديث للمز والانتقاص، بحجة أن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، والرسول قال ذلك حقاً، ولكن علمنا أن لا نسب أصحابه، فما يجوز أن يورد كلامه -صلى الله عليه وسلم- بطريقة توهم سبهم وشتمهم.

- الكلام عن الصحابة بدون ملاحظة ما خصهم الله به من الاصطفاء لصحبة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، ونقل الشريعة، بدعوى أنهم بشر، وأهل السنة لا ينفون أنهم بشر، ويعتقدون أن الصحابة غير معصومين، ولكن يلاحظون تلك الخصوصية، فيحفظون حقهم، ولا ينقصون قدرهم، ولا مكانتهم، ويحسنون الظن بهم.

- الخوض فيما جرى بينهم بدون علم، أو بدون داعي ولا حاجة، فإن هذا يستغله أهل الجهل، وقد يقع في قلب بعضهم على غير وجهه، فيسيء الظن بهم.

أخرج ابن عبد البر في (جامع بيان العلم وفضله، (٩٤٧/٢).) بسنده: عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: «قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُتَأَسِّيًا فَلْيَتَأَسَّ بِأَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؛ فَإِنَّهُمْ كَانُوا أَبَرَّ هَذِهِ الْأُمَّةِ قُلُوبًا، وَأَعْمَقَهَا عِلْمًا، وَأَقَلَّهَا تَكَلُّفًا، وَأَقْوَمَهَا هَدْيًا، وَأَحْسَنَهَا حَالًا، قَوْمًا اخْتَارَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى لِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَاعْرِفُوا لَهُمْ فَضْلَهُمْ، وَاتَّبِعُوهُمْ فِي آثَارِهِمْ؛ فَإِنَّهُمْ كَانُوا عَلَى الْهُدَى الْمُسْتَقِيمِ».».

وأخرج الآجري في (الشريعة (٤/ ١٦٨٥، تحت رقم: ١١٦١)، (٥/ ٢٤٩٤، تحت رقم ١٩٨٤).)، وابن عبدالبر في (جامع بيان العلم وفضله (٢/ ٩٤٦).). بإسناد حسن: عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ قَالَ: «كَانَ الْحَسَنُ فِي مَجْلِسٍ، فَذُكِرَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: «إِنَّهُمْ كَانُوا أَبَرَّ هَذِهِ الْأُمَّةِ قُلُوبًا، وَأَعْمَقَهَا عِلْمًا وَأَقَلَّهَا تَكَلُّفًا، قَوْمٌ اخْتَارَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَتَشَبَّهُوا بِأَخْلَاقِهِمْ وَطَرَائِقِهِمْ؛ فَإِنَّهُمْ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ عَلَى الْهُدَى الْمُسْتَقِيمِ».

وفقني الله وإياكم لمرضاته.


كشكول ١٣: نقل الدين


إن قيل: «الروايات التي جاءت في بناء الكعبة لا تثبت من جهة الرواية؟»

فالجواب:

اعلم أن الدين نقل إلينا: عن طريق الأسانيد، وعن طريق العمل؛

وللتصحيح والتضعيف طرائق ترجع إلى هذين الاعتبارين!

- فالنظر في الأسانيد يرجع فيه إلى (طريقة المحدثين).

- والنظر في العمل يرجع فيه إلى (طريقة الفقهاء والأصوليين).

والأول: معروف معلوم.

والثاني: ينظر فيه إلى تواتر الأمر، وإلى شهرته، وجريان العمل به، وتداوله بين العلماء بدون نكير، ونحو ذلك.

والأخبار الواردة في (بَاب مَا جَاءَ فِي بِنَاءِ الْكَعْبَةِ)، جملة كبيرة منها لا تثبت بطريقة المحدثين، ولكنها تثبت بطريقة الفقهاء والأصوليين، حيث تجد دلالات آيات وأحاديث تشير إلى صحة هذا القول أو ذاك.

مثال: إثبات ملكية أرض؛
- يكون بالصك.
- وبالوثيقة.
- وبالشهود.
- وبالشهرة.
- وبوضع اليد والتصرف فيها.

وتوهم أن الدين لا يثبت إلا بالسند الصحيح على طريقة المحدثين؛ خطأ!

ولذلك نبه ابن الصلاح عند بداية كلامه على الصحيح، أن صحة السند لا تعني ثبوته في نفس الأمر؛ لأنه قد تكون له علة قادحة ولم تعلم حينها، وضعف السند لا يعني عدم ثبوته في نفس الأمر.

وكما أن الحديث يتقوى بتداوله بين العلماء بالقبول، كذا يُعل بتركهم له، وعدم عملهم به، مع أن ظاهر إسناده الصحة، فيجعل تركهم للعمل به دليلاً على بطلانه أو نسخه (شرح العلل لابن رجب/همام/ (١/٣٢٤-٣٣٢).). وكانوا يرون العلم هو الخبر المشهور الذي يأتيك من هنا وها هنا، فهو ما عرف و تواطأت عليه الألسن (شرح العلل لابن رجب/همام/ (٢/٦٢١).) .

قال مهنا: «قال أحمد: «الناس كلهم أكفاء، إلا الحائك، والحجام، والكساح». فقيل له: «تأخذ بحديث: «كل الناس أكفاء، إلا حائكاً، أو حجاماً» وأنت تضعفه؟!» فقال: «إنما نضعف إسناده، ولكن العمل عليه».».

وقال مهنا: «سألت أحمد عن حديث معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن غيلان أسلم وعنده عشر نسوة. قال: «ليس بصحيح، والعمل عليه؛ كان عبدالرزاق يقول: «معمر عن الزهري مرسلا».». (المسوّدة ص: ٢٧٤.) .

قال أبو محمد عبد الحق الإشبيلي (ابن الخراط) (ت٥٨٢هـ) -رحمه الله- في مقدمة كتابه (الأحكام الوسطى ١/٧٠)، معتذراً عن إيراده بعض الأحاديث المعتلة: «أو يكون حديث تعضده آية ظاهرة البيان من كتاب الله تعالى، فإنه وإن كان معتلاًّ أكتبه؛ لأن معه ما يقويه ويذهب علته» اهـ.

قال أبو الحسن بن الحصار -رحمه الله-: «قد يعلم الفقيه صحة الحديث -إذا لم يكن في سنده كذاب- بموافقة آية من كتاب الله، أو بعض أصول الشريعة؛ فيحمله ذلك على قبوله والعمل به» اهـ. (تدريب الراوي (١/٦٧،٦٨).).

قال ابن تيمية -رحمه الله-: «الخبر إما أن يعلم صدقه أو كذبه أوْ لا؛

الأول: ما علم صدقه، وهو في غالب الأمر بانضمام القرائن إليه:

- إما رواية من لا يقتضى العقل تعمدهم وتواطؤهم على الكذب.
- أو احتفاف قرائن به.

وهو (أي العلم بصدق الخبر) على ضربين:

أحدهما: ضروري ليس للنفس في حصوله كسب.
و منه ما تلقته الأمة بالقبول، وأجمعوا على العمل به، أو استندوا إليه في العمل؛ لأنه لو كان باطلاً لم يعملوا به؛ لامتناع اجتماعهم على الخطأ، وهو (أي الخبر) لا يضره كونه بنفسه لا يفيد العلم، كالحكم المجمع عليه المستند إلى قياس واجتهاد ورأي؛ [لأن] الظن والقطع من عوارض اعتقاد الناظر بحسب ما يظهر له من الأدلة والخبر في نفسه لم يكتسب صفة (لم يذكر -رحمه الله- الضرب الثاني من العلم: وهو الكسبي الذي يحصل بالنظر والبحث. ولكنه أشار إليه في أثناء كلامه.).

الثاني [من أنواع الخبر]: ما يعلم كذبه، أو بتكذيب العقل الصريح، أو الكتاب، أو السنة، أو الإجماع، أو غير ذلك عند أقسام تلك التأويلات -وهو كثير- أو بقرائن.
والقرائن في البابين (يعني: باب التصحيح، وباب التضعيف) لا تحصل محققة إلا لذي دراية بهذا الشأن وإلا فغيرهم جهلة به.

الثالث: المحتمل. وينقسم إلى: مستفيض، وغيره. وله درجات، فالخبر الذي رواه الصديق والفاروق لا يساوي ما رواه غيرهما من أصاغر الصحابة، وقليل الصحبة» اهـ. (مجموع الفتاوى (١٨/٤٤-٤٥)، باختصار وتصرف يسير. وقارن هذا الفصل بكلام الحازمي في (شروط الأئمة الخمسة، ص: ١٤٤-١٤٥.).

فتوهم أن الخبر لا يثبت إلا بالسند فقط خطأ؛

فقد يثبت الأمر بأشياء أخرى غير الخبر، بدلالات النصوص ومعانيها تدل على ثبوت هذا المعنى؛ ومما يصلح مثالاً: هذه المسألة في بناء الكعبة؛ فقد قامت دلالات القرآن والسنة على معاني جاءت في روايات لا تثبت من جهة الصناعة الحديثية، ولكنها ثابتة بأمور أخرى.

ولذلك قالوا: «الإسناد من الدين»، ولم يقولوا: الدين هو الإسناد؛

فالإسناد من الدين، فأمور الدين قد تثبت بالسند، وقد تثبت بغير السند، من ذلك التواتر، والتواتر ليس من مباحث السند.

والتواتر ثبت به القرآن العظيم.

ومجمل الدين في عموماته الظاهرة تواتر تواترًا معنويًا.

وهذا يبين أن العلاقة بين منهج المحدثين والفقهاء، علاقة تكامل لا تعارض واختلاف!

ولكي أقرب ذلك أكثر، أسأل: «من هم أئمة الفقهاء؟»

الجواب: هم أئمة المحدثين: الإمام أبو حنيفة، الإمام مالك، الإمام الشافعي، الإمام أحمد بن حنبل.

هؤلاء أئمة الفقهاء وهم أئمة المحدثين.

فهل يتصور والحال هذه، أن منهجهم الفقهي يعارض ويخالف منهجهم الحديثي؟!

وهذا يشرح ويفسر سبب وجود أحاديث ضعيفة السند في كتب في العقيدة والتفسير والحديث والفقه!

واعتماد هذين المنهجين تارة يصحح اللفظ والمعنى، وتارة يصحح المعنى دون اللفظ.

وهذه القاعدة تنفعك حينما تطالع كتاباً مثل كتاب: (تاريخ مكة للأزرقي)، و(تاريخ مكة للفاكهي).


سؤال وجواب ٧: بم تعرف الدولة أنها إسلامية؟


سألني: «بم تعرف الدولة أنها إسلامية؟»

فأجبت: 
تعرف الدولة أنها إسلامية: بإقامة الصلوات، وإيتاء الزكاة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال تبارك وتعالى: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ المُنْكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ}. (الحج: ٤١).

كشكول ١٢ : جاءني على الواتساب من جهة سيادة الشريف نواف آل غالب -سلمه الله-


جاءني على الواتساب من جهة سيادة الشريف نواف آل غالب -سلمه الله-:
بالأمس ودعت المشاعر المقدسة في مكة المكرمة ضيوفها...
من دخلها بتصريح...
ومن حج على الرصيف...
من اضطجع في الأجنحة المكيفة...
ومن نام بين العوادم والأدخنة...
من دخلها راغباً... 
ومن تسلل إليها راهباً!!!
كم رُفِعتْ فيها من دعوى؟!!!
وكم بُثَّتْ فيها من شكوى؟!!!
يودّعها المثقلون بأعباء السنين آملين الفرج...
يودّعها مظلومون ينتظرون فصل القضاء...
استقبلتهم ضحى...
وودعتهم وقت الأصيل...
إن كان في العمر بقية سيرتوون فيك من جديد...
وإن كان لنا عمر سنأتيك -بإذن الله- والشوق إليك يزيد...
ما أعظم الحج! وما أعظم الأجر حينما يباهي الله ملائكته بأهل عرفة، ويغفر لهم ما تقدم من ذنوبهم، فيرجعون كيوم ولدتهم أمهاتهم. اللهم اجعلنا منهم وكل مسلم يشهد لك بالوحدانية ولنبيك بالرسالة.
ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، واهدنا وإياهم سبيل الرشاد.

ربنا يسّر لنا ولمن لم يحج حجاً مبروراً، وسعياً مشكورا، واكتب لنا الحج أعوامًا عديدة، وأزمنة مديدة، ونحن ووالدينا وأزواجنا وذرياتنا في خير وصحة وسلامة وعافية إنك على كل شيء قدير.

سؤال وجواب ٦: الفرق بين (طلب الرأي) و(كتم العلم) حال السؤال


بالنسبة للمنشور السابق،
سألني: «هلا وضحت لنا الفرق بين (طلب الرأي) و(كتم العلم) حال السؤال؟».

فأجبت: 
«الرأي: هو نظر الرجل فيما يؤديه إليه بحثه، قد يصيب وقد يخطيء؛ وأمّا العلم: فهو الآيات المحكمة، والسنن المتبعة، والفريضة العادلة؛ فهذا يبلغ ولا يجوز كتمه؛ لأنه علم، إذ العلم: قال الله، قال رسوله، قال الصحابة. وفي هذا قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «بلغوا عني ولو آية».

وفي سير أعلام النبلاء (٦٥/١٢): «سئل سحنون: أيسع العالم أن يقول: لا أدري فيما يدري؟ قال: أما ما فيه كتاب أو سنة ثابتة فلا، وأما ما كان من هذا الرأي، فإنه يسعه ذلك، لانه لا يدري أمصيب هو أم مخطئ». اهـ، والله الموفق.

قال وقلت ٤: بالنسبة لرد الشيخ على الأسئلة


قال في كتابة له على الخاص: «يا شيخ إن لم ترد علي، فأنا خصيمك يوم القيامة»!


قلت في نفسي: أنت لم تذكر شيئاً حتى أرد عليك، هذه واحدة. ولا يلزمني الرد والجواب عليك؛ لأني لست مفتياً موكلاً من ولي الأمر بذلك، هذه ثانية. ولأن غالب ما يأتي السؤال عنه أمور يطلب فيها رأيي وهذا ليس بعلم، حتى يقال فيه حديث: «من سئل عن علم فكتمه، ألجمه الله بلجام من نار» وهذه الثالثة! والرابعة: لا تغضب، وترفق بارك الله فيك!

كشكول ١١: علامات الترقيم


تفاعلاً مع أبي موسى أحمد الغرايبة -سلمه الله- فيما يكتبه تحت عنوان فوائد عن الكتابة، أقول:

ما ذكره الأستاذ حتى الآن يسمى (علامات الترقيم).

وفائدة علامات الترقيم أن تعطي الكلام المكتوب سمة الكلام المنطوق؛ 
وذلك أن الإنسان يستطيع بتغيير نغمة صوته أن يغير معنى الجملة، فيجعلها تعجباً، أو استفهامًا، أو تقريراً. فمثلا لو قرأت عبارة مكتوبة: 
(أنا حضرت الحفل اليوم) تتساءل هل يراد بها الإخبار، أو يراد بها الانكار، أو يراد بها الاستعجاب. لكن إذا سمعتها من الشخص قائلها تعرف بنبرة الكلام أنه يريد هذا المعنى أو ذاك.

والسؤال: «كيف أكسب هذه العبارة المكتوبة معناها المستفاد من نغمة صوت قائلها؟»

الجواب: تستطيع ذلك باستعمال علامات الترقيم؛ 

- فإذا وضعت بعدها علامة استفهام، صارت الجملة استفهامية.

- وإذا وضعت بعدها: علامة تعجب، صارت الجملة تعجبية.

- وإذا وضعت علامة استفهام وتعجب، صارت الجملة إنكارية.

فعلامات الترقيم تكسب الكلام المكتوب المعاني التعبيرية التي يكتسبها بنبرة قائلة ، أو بنغمة صوته!

وهذه أهم فائدة لعلامات الترقيم.

وكم من كلام أسيء فهمه؛ وسبب ذلك خلوه من علامات الترقيم.


فلابد للكاتب الأريب الاهتمام بهذه العلامات في كتابته؛ فهي حلية البيان، والله المستعان.

قال وقلت ٣: قول أنا سلفي ليس فيه تزكية للنفس


قال: «لا تقل أنك سلفي؛ لأن هذا الاسم فيه تزكية للنفس. ولأن هذا الاسم عليه ولاء وبراء، والولاء والبراء إنما يكون للإسلام!».

قلت: أنا أقول: إني سلفي؛ تمييزًا للمنهج والسبيل الذي أتبعه عن سبيل أهل البدع، فأنا التزم في فهم القرآن العظيم، والسنة المشرفة، بفهم السلف الصالح، وأتبع سبيل المؤمنين الذي أمرني الله باتباعه، وأمرني رسوله -صلى الله عليه وسلم- بلزومه. 

وليس في هذا تزكية للنفس، إنما تمييزاً لنفسي عن مناهج أهل البدع والضلالات.

وأمّا أن لا ولاء و لا براء إلا على الإسلام؛ فأقول: وهو كذلك، 

وأزعم أن الإسلام الصافي الذي يمثل ما كان عليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو المنهج السلفي، والموالاة والمعادة بيني وبين غيري ممن يخالف المنهج السلفي الذي يمثل الإسلام الصافي قائمة على هذا. والحمد لله. 


وما موقف المنهج السلفي من أهل البدع والأحزاب والجماعات الضالة إلا بسبب ذلك، أسأل الله أن يوفقني وإياك والجميع للزومه والثبات عليه. ربي أحيني مسلمًا وتوفني مسلمًا وألحقني بالصالحين.

علمني ديني ٩: أن الهداية بالتوفيق للخير، والعمل به، أمر لابد أن أسأل الله إياه


علمني ديني: 
أن الهداية بالتوفيق للخير، والعمل به، أمر لابد أن أسأل الله إياه؛ فإنه ليس كل من عرف الخير والحق أخذ به وعمل به.
ولذلك علمنا الله -تبارك وتعالى- أن نقرأ سورة الفاتحة، في كل ركعة من الصلاة، وفيها قوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ}. {الفاتحة:٦}.
لأن الهدايات خمس:
الأولى: هداية الإرشاد والبيان.
الثانية: هداية قبول الحق.
الثالث: هداية العمل بالحق.
الرابع: هداية التوفيق للثبات عليه.
الخامس: الهداية إلى الجنة أو إلى النار بحسب حال الشخص مع الهدايات التي قبله. قال -تبارك وتعالى-: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ}. (يونس: ٩)، وقال أهل الجنة فيها: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا}. (الأعراف:٤٣)، وقال تعالى عن أهل النار: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ* مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ}. (الصَّافات: ٢٢-٢٣). 
وقال ابن مسعود -رضي الله عنه-: «وَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ» (أخرجه الدارمي في سننه تحت رقم: (٢١٠)، وصححه محققه).

وذلك فيمن يتحراه على غير هدى من الله، فلم يكن عمله في تحريه خالصًا صواباً.

علمني ديني ٨: أن أحب في الله، وأن أبغض في الله


علمني ديني: 
أن أحب في الله، وأن أبغض في الله، وأن أسأل الله تعالى فأقول: «اللهم إني أسألك حبك، وحب من يحبك، وحب عمل يقربني إلى حبك».
أخرج البخاري تحت رقم (٦٠٤١)، ومسلم تحت رقم (٤٣)، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «لاَ يَجِدُ أَحَدٌ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ حَتَّى يُحِبَّ المَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَحَتَّى أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ، وَحَتَّى يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا».
وأخرج أحمد في المسند تحت رقم (٢١٣٠٣ الرسالة)، وأبو داود تحت رقم (٤٥٩٩)، وحسنه لغيره محققو المسند ومحقق سنن أبي داود، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: «خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: «أَتَدْرُونَ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟». قَالَ قَائِلٌ: «الصَّلَاةُ وَالزَّكَاةُ»، وَقَالَ قَائِلٌ: «الْجِهَادُ»، قَالَ: «إِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ الْحُبُّ فِي اللهِ، وَالْبُغْضُ فِي اللهِ».».

والدعاء المذكور: (اللهم إني أسألك حبك، وحب من يحبك، وحب عمل يقربني إلى حبك)، ورد في حديث اختصام الملأ الأعلى عن معاذ -رضي الله عنه-، وهو حديث صحيح لغيره. أخرجه أحمد في المسند (٢٤٣/٥)، والترمذي في (كتاب التفسير)، في تفسير سورة ص، حديث رقم (٣٢٣٥). والحديث قال الترمذي: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَعِيلَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ». وصححه الألباني في (إرواء الغليل) (١٤٧/٣).

علمني ديني ٧: أن أحرص على اختيار صديقي وجليسي


علمني ديني:
أن أحرص على اختيار صديقي وجليسي.
وأن المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل.
أخرج أحمد في (المسند) تحت رقم (٨٠٢٨ الرسالة)، وأبو داود تحت رقم (٤٨٣٣)، والترمذي تحت رقم (٢٥٣٥) وقال: «هذا حديث حسن غريب» اهـ. وحسنه الألباني ومحقق سنن أبي داود، عن أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الرجُلُ على دِينِ خَليلِهِ، فلينظر أحدُكُم من يُخالِلُ».

كشكول ١٠: الفتن من استشرف لها، استشرفت له!


قال السلفيون: «سلموا السلاح فقد انتهت المشاكل».
قالوا: «لا نسلمه»، وقالوا لهم: «لا تسلموه».

قال السلفيون: «لا تشاركوا في الانتخابات، ولا تشاركوا في المظاهرات».
قالوا: «نريد أن نوصل رأينا، وأن يسمعوا لنا».

قال السلفيون: «اعتزلوا الفتن، لا تشاركوا في القتال».
قالوا: «هم يقاتلون ويؤذوننا».

واليوم يقول السلفيون: «دعوا التعصب للقبيلة والافتخار بها، دعوها فإنها منتنة».
فقالوا: «لن نسلم السلاح، ولن نرضخ حتى لا تسخر منا قبيلتنا».

قال السلفيون: «الفتن من استشرف لها، استشرفت له»
فاستشرفوا لها فاستشرفتهم... والله المستعان.

اللهم إنا نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لنا، وترحمنا، وإن أردت بقوم فتنة، فاقضبنا إليك غير مفتونين.


اللهم إني أسألك حبك، وحب من يحبك، وحب عمل يقربني إلى حبك.