السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الاثنين، 20 أكتوبر 2014

سؤال وجواب ١١: نصيحة بالحذر مما يروج له علم الطاقة في مسألة القدر، وخطئهم في مسائل الدين وخاصة العقيدة


أبو همام أحمد إيهاب
٧ أكتوبر ٠٣:٥١ مساءً
«السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
-حفظكم الله شيخنا وبارك فيكم-
أرجو منكم تفضلاً بياناً للمآخذ على فقرات هذا الكلام -وجزاكم الله خيرًا-:
1- القدر هو برمجة للكون بكل الاحتمالات التي تعلمها والتي لا تعلمها، وبناءاً على أخذك بالأسباب يقع عليك الاحتمال المبرمج مع هذا السبب. ولن يحدث لك أي شيء إلا لو كان مكتوباً منذ الأزل بواسطة خالق الكون.
2- القدر تفاعلي يتغير لحظياً بتغير سعيك (على محور المادة أو الطاقة)، لذا إن أردت أن يحدث لك قدرًا مختلفًا، افعل أشياء مختلفة لم تفعلها من قبل؛ عندها سيحدث لك قدرًا لم يحدث لك من قبل، ولو كان سعيك لم يسعه أحد من الآباء والأجداد، فسوف يحدث لك قدرًا لم يحدث للآباء والأجداد، كقدر الطيران بالطائرات مثلاً، وقدر الصعود للقمر، وقدر المحادثات بالفيديو عبر القارات.
3- المشكلة تكمن أيضاً في عدم فهم الناس للطاقة، فكما هناك أسباب مادية للقدر، فهناك أسباب طاقية أقوى ألف مرة من الأسباب المادية، وبسبب جهل الناس بها؛ يعانون في الحياة للوصول إلى الأقدار التي يريدونها. يعانون لأنهم يركزون على الجانب المادي فقط وهو جانب محدود وينسون الجانب الطاقي المهول الذي لا يدركونه بجهلهم واتباعهم لمن يحارب أي معلومات جديدة.
تأمل هذه الآية الكريمة: {إنه فكر وقدر، فقتل كيف قدر، ثم قتل كيف قدر}! هو الذي قدر، وعاقبه الله على القدر الذي حدث بناءً على تفكيره وسعيه، اطمئن واسعد واستمتع، أنت السبب في كل الأقدار السلبية التي وقعت لك، إن وعيت ذلك بدَّلت وحسَّنت وعدَّلت؛ فسيتغير حتمًا قدرك... أنت إما يحدث لك نفس أقدار السابقين إن اتبعت ما كتبوه واقتنعت بنفس قناعاتهم وأفكارهم، أو حدث لك نفس أقدار العلماء الجدد إن اتبعت نتيجة خبرتهم واقتنعت بقناعاتهم ونظرتهم للحياة والكون، أو قدرا أفضل وأروع إن تفكرت وألهمك الله أسبابًا جديدة بأقدار أجد وأحدث وبأفكار وقناعات ربما لم تكن مسبوقة من قبل، أنت السبب... اختر».

أبو همام أحمد إيهاب
١٠ أكتوبر ١٠:٣٩ مساءً
«أحسن الله إليكم شيخنا أرجو جوابكم عن سؤالي حول القدر، فقد أرسلته لكم مرات، وأحتاج جوابكم؛ لأضعه في مقال».


محمد بن عمر بازمول
تم الإرسال بواسطة الشيخ محمد
١١ أكتوبر ٠٤:٢٢ مساءً
«وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
النصيحة التي أقدّمها لك -بارك الله فيك- أن تحرص في الدين، وخاصة في أبواب العقيدة على ألفاظ السلف، وأن تبتعد عن العبارات الحادثة العصرية. فعبارة (القدر برمجة كونية) عبارة فيها تساهل، واختزال لمعاني القدر التي جاءت في عبارات السلف الصالح، بل تؤدي إلى غير المعنى المقرر عند أهل السنة.

وكذا العبارات الأخرى، فإنها تتضمن معاني لا تصح شرعاً كـ (القدر تفاعلي) هذه العبارة تنبّئ بأن العلم والقدر مستأنف، والذي يقرره أهل السنة والجماعة أن علم الله صفة ذاتية ليست مستأنفة، فالله هو الأول ليس قبله شيء، وكذا الكلام عن الطاقة... 

والخلاصة: النصيحة أن تبتعد عن العبارات العصرية الحادية في العبارة عن مسائل الدين، وخاصة العقيدة، ربي يوفقك ويحفظك ويسلمك من كل سوء ويثبتنا وإياك على السنة.

اشكر لك اهتمامك وحرصك».