السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الأربعاء، 10 ديسمبر 2014

كشكول ٣١٧: مواضع إباحة الغيبة



مواضع إباحة الغيبة:

قال ابن تيمية -رحمه الله- في منهاج السنة النبوية (5/ 145- 147): 

«يُبَاحُ مِنْ ذَلِكَ (يعني: الغيبة) مَا أَبَاحَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ؛

وَهُوَ مَا يَكُونُ عَلَى وَجْهِ الْقِصَاصِ وَالْعَدْلِ.

وَمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِمَصْلَحَةِ الدِّينِ.

وَنَصِيحَةِ الْمُسْلِمِينَ. 

- فَالْأَوَّلُ كَقَوْلِ الْمُشْتَكِي الْمَظْلُومِ:  فُلَانٌ ضَرَبَنِي، وَأَخَذَ مَالِي، وَمَنَعَنِي حَقِّي، وَنَحْوَ ذَلِكَ. قَالَ تَعَالَى: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ}. (سُورَةُ النِّسَاءِ: 148)، وَقَدْ نَزَلَتْ فِيمَنْ ضَافَ قَوْمًا فَلَمْ يُقْرُوهُ، لِأَنَّ قِرَى الضَّيْفِ وَاجِبٌ، كَمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ الْأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ، فَلَمَّا مَنَعُوهُ حَقَّهُ كَانَ لَهُ ذِكْرُ ذَلِكَ، وَقَدْ أَذِنَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يُعَاقِبَهُمْ بِمِثْلِ قِرَاهُ فِي زَرْعِهِمْ وَمَالِهِمْ، وَقَالَ: «نَصْرُهُ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ»؛ لِأَنَّهُ قَدْ ثَبَتَ عَنْهُ فِي الصَّحِيحِ أَنَّهُ قَالَ: ««انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا». قُلْتُ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْصُرُهُ مَظْلُومًا فَكَيْفَ أَنْصُرُهُ ظَالِمًا؟». قَالَ: «تَمْنَعُهُ مِنَ الظُّلْمِ فَذَلِكَ نَصْرُكَ إِيَّاهُ».».

- وَأَمَّا الْحَاجَةُ؛ فَمِثْلُ اسْتِفْتَاءِ هِنْدٍ بِنْتِ عُتْبَةَ، كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ أَنَّهَا قَالَتْ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ لَا يُعْطِينِي وَبَنِيَّ مَا يَكْفِينِي بِالْمَعْرُوفِ». فَقَالَ: النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «خُذِي مَا يَكْفِيكِ وَوَلَدَكِ بِالْمَعْرُوفِ». أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ، فَلَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهَا قَوْلَهَا، وَهُوَ مِنْ جِنْسِ قَوْلِ الْمَظْلُومِ.

- وَأَمَّا النَّصِيحَةُ، فَمِثْلُ قَوْلِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِفَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ لَمَّا اسْتَشَارَتْهُ فِيمَنْ خَطَبَهَا فَقَالَتْ: «خَطَبَنِي أَبُو جَهْمٍ وَمُعَاوِيَةُ». فَقَالَ: «أَمَّا مُعَاوِيَةُ فَصُعْلُوكٌ لَا مَالَ لَهُ، وَأَمَّا أَبُو جَهْمٍ فَلَا يَضَعُ عَصَاهُ عَنْ عَاتِقِهِ» وَفِي لَفْظٍ: «يَضْرِبُ النِّسَاءَ»، «انْكِحِي أُسَامَةَ» فَلَمَّا اسْتَشَارَتْهُ حَتَّى تَتَزَوَّجَ ذَكَرَ مَا تَحْتَاجُ إِلَيْهِ.

وَكَذَلِكَ مَنِ اسْتَشَارَ رَجُلًا فِيمَنْ يُعَامِلُهُ. وَالنَّصِيحَةُ مَأْمُورٌ بِهَا وَلَوْ لَمْ يُشَاوِرْهُ؛ فَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ، الدِّينُ النَّصِيحَةُ» ثَلَاثًا. قَالُوا: «لِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟». قَالَ: «لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ».

- وَكَذَلِكَ بَيَانُ أَهْلِ الْعِلْمِ لِمَنْ غَلِطَ فِي رِوَايَةٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

أَوْ تَعَمَّدَ الْكَذِبَ عَلَيْهِ.

أَوْ عَلَى مَنْ يَنْقِلُ عَنْهُ الْعِلْمَ. 

- وَكَذَلِكَ بَيَانُ مَنْ غَلِطَ فِي رَأْيٍ رَآهُ فِي أَمْرِ الدِّينِ مِنَ الْمَسَائِلِ الْعِلْمِيَّةِ وَالْعَمَلِيَّةِ؛


فَهَذَا إِذَا تَكَلَّمَ فِيهِ الْإِنْسَانُ بِعِلْمٍ وَعَدْلٍ، وَقَصَدَ النَّصِيحَةَ، فَاللَّهُ تَعَالَى يُثِيبُهُ عَلَى ذَلِكَ، لَا سِيَّمَا إِذَا كَانَ الْمُتَكَلِّمُ فِيهِ دَاعِيًا إِلَى بِدْعَةٍ، فَهَذَا يَجِبُ بَيَانُ أَمْرِهِ لِلنَّاسِ، فَإِنَّ دَفْعَ شَرِّهِ عَنْهُمْ أَعْظَمُ مِنْ دَفْعِ شَرِّ قَاطِعِ الطَّرِيقِ»اهـ.

كشكول ٣١٦: من قال عن مجتهد ما ليس فيه فقد بهته، وإذا كان فيه ذلك فقد اغتابه


قال ابن تيمية -رحمه الله- في منهاج السنة النبوية (5/ 144): 


«وَمَنْ قَالَ عَنْ مُجْتَهِدٍ: إِنَّهُ تَعَمَّدَ الظُّلْمَ، وَتَعَمَّدَ مَعْصِيَةَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمُخَالَفَةَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَلَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ فَقَدْ بَهَتَهُ، وَإِذَا كَانَ فِيهِ ذَلِكَ فَقَدِ اغْتَابَهُ»اهـ.

كشكول ٣١٥: الاختلاف نوعان



اعلم -وفقك الله، وبارك فيك-

أن الاختلاف نوعان، وهما:

- اختلاف تنوع.

- اختلاف تضاد.

واختلاف التنوع موجود في الشرع، حيث ينوع الشارع للمسلم ما يجوز أن يتعبد الله -جل وعلا-، مثل: تنوع صيغ الاستفتاح، وتنوع صيغ التشهد في الصلاة، وتنوع أذكار الركوع والسجود، وأذكار الصباح والمساء ونحو ذلك، كتنوع صيغ التلبية في الحج مثلاً.

أما اختلاف التضاد فهو على حالين:

١- حال يكون بسبب أنه ليس في المسألة ما يلزم المصير إليه من الأدلة، فالمسألة متجاذبة نظراً وأدلة، فتحدث اجتهادات من العلماء في ترجيح ما يرونه بحسب الطرق العلمية المقررة. وهذا النوع من الاختلاف ابتلى الله به؛ ليجتهد المسلم كل بحسب حاله، وإذا اجتهد العالم فأصاب له أجران، وإن أخطأ له أجر واحد.

٢- وحال يكون في المسألة دليل يلزم المصير إليه، وفي هذه الحال ينبغي إنهاء الخلاف والرجوع إلى الدليل، وحسم الخلاف به.

وبهذا ترى أن حقيقة التضاد محسومة في الشرع، والله -جل وعلا- يقول: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ القُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}. (النساء:82).


ويقول -جل وعلا-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}. (النساء:59).

خطر في بالي ٣٤: أن بعض الآباء والأمهات لا يساعدون أبناءهم وبناتهم على البر بهم


خطر في بالي:

أن بعض الآباء والأمهات لا يساعدون أبناءهم وبناتهم على البر بهم؛

فيعيش الولد محروماً من تلك المشاعر الحنونة التي يجدها عادة الولد من والديه.

أيها الآباء... أيتها الأمهات...

أعينوا أولادكم على بركم

ساعدوهم على أن يكونوا أولاداً بارين بأمهاتهم وآبائهم!

لا تعسروا عليهم ذلك.

شجعوهم بالدعاء. 

وضحوا لهم الذي تريدونه.

أعلموهم بما يحقق رضاكم.

خذوا بأيديهم إلى نيل هذه الطاعة العظيمة (بر الوالدين)!


بروا أبناءكم ليبروكم!

كشكول ٣١٤: أحب أن يتعود إخواني على البحث...


أحب أن يتعود إخواني على البحث؛

بعض الأسئلة والطلبات مثل:

اشرح الحديث؟

ما معنى كذا؟

اتركها عن عمد؛ ليبحث عنها الطالب، ويستفيد من البحث.

وأحيانا أجيب... 

فالأفضل أن تتعود على البحث.

(علمني كيف أصطاد السمك؛ فهذا خير لي من أن تعطيني كل يوم سمكة).

والقضية لما تشغلك وتبحث عنها تثبت وتستفيد -بإذن الله-!

كشكول ٣١٣: لا يشترط في النصيحة أن تطلب، وتقدم ولو بدون استشارة


لا يشترط في النصيحة أن تطلب، وتقدم ولو بدون استشارة:

قال ابن تيمية في منهاج السنة النبوية (5/145-1465): «وَالنَّصِيحَةُ مَأْمُورٌ بِهَا وَلَوْ لَمْ يُشَاوِرْهُ؛


فَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ، الدِّينُ النَّصِيحَةُ» ثَلَاثًا. قَالُوا: «لِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟». قَالَ: «لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ»اهـ.

كشكول ٣١٢: الفرق بين ترك الأكل حتى الموت، وبين من ترك الدواء فمات


الفرق بين ترك الأكل حتى الموت، وبين من ترك الدواء فمات.

في المحيط البرهاني للإمام برهان الدين ابن ماز: «وفي «النوازل»: الرجل إذا ظهر به داء، فقال له الطبيب: قد غلبك الدم فأخرجه، فلم يخرجه حتى مات لا يكون مأخوذاً؛ لأنه لا يعلم يقيناً أن الشفاء فيه،

وفيه أيضاً: استطلق بطنه، أو رمدت عينه، فلم يعالج حتى أضعفه ومات بسببه لا إثم عليه؛ 

فرق بين هذا وبينما إذا جاع ولم يأكل مع القدرة على الأكل حتى مات فإنه يأثم، 


والفرق: أن الأكل قدر قوته فيه شفاء يتعين، فإذا تركه صار مهلكاً نفسه، ولا كذلك المعالجة.»اهـ(5/239).

علمني ديني ٩٥: أن من جلس لدعاء الله، فجعل دعاءه كله صلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، كفاه الله ما أهمه من دنياه وآخرته


علمني ديني:

أن من جلس لدعاء الله، فجعل دعاءه كله صلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، كفاه الله ما أهمه من دنياه وآخرته.

أخرج أحمد في مسنده (35/ 166، تحت رقم: 21242 الرسالة وحسنه محققو المسند) عَنْ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «قَالَ رَجُلٌ: «يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ جَعَلْتُ صَلَاتِي كُلَّهَا عَلَيْكَ؟». قَالَ: «إِذَنْ يَكْفِيَكَ اللهُ مَا أَهَمَّكَ مِنْ دُنْيَاكَ وَآخِرَتِكَ».

علمني ديني ٩٤: أن محبة بلادي بلاد المسلمين والذود عنها من الإيمان



علمني ديني: 


أن محبة بلادي بلاد المسلمين والذود عنها من الإيمان.

قال وقلت ٤٨: اليابان يعبدون بوذا، وبعضهم وثنيون، هذه عقولهم لا يغرونكم بشيء



قال: «جئت من اليابان أرض الجودة وانتصار البشر».

قلت: اليابان يعبدون بوذا، وبعضهم وثنيون، هذه عقولهم لا يغرونكم بشيء.

حنا برمال الصحراء وبيت الشعر.
وبيت الطين والمدر.
فخرنا بتوحيدنا لله رب البشر.

لا تطور ولا حكاوي البشر 
تهز فينا شعره يا عمق البحر.

لا اليابان ولا أمريكا ولا المجر
ولا ألمانيا ولا روسيا ولا أرض الغجر
تحرك شعره فيني 

أنا مسلم وأفتخر.

علمني ديني ٩٣: أن عمر الإنسان لا يقاس بالأيام والشهور والأعوام، إنما يقاس بالعمل الصالح



علمني ديني: 

أن عمر الإنسان لا يقاس بالأيام والشهور والأعوام،

إنما يقاس بالعمل الصالح.


وكذا المال لا يحسب بما تركه المسلم خلفه، إنما يبقى منه ما أنفقه في طاعة الله والتقرب إليه سبحانه.

علمني ديني ٩٢: أن هموم الدنيا مهما كبرت صغيرة، وأن المهم الأعظم هو طلب رضا الله -سبحانه وتعالى-



علمني ديني: 

أن هموم الدنيا مهما كبرت صغيرة، وأن المهم الأعظم هو طلب رضا الله -سبحانه وتعالى-. فمن طلب رضا الناس بسخط الله، سخط الله عليه، وأسخط عليه الناس. ومن طلب رضا الله بسخط الناس، رضي الله عنه، وأرضى عنه الناس. 


أخرج الترمذي تحت رقم: (2414، وصححه الألباني في السلسلة تحت رقم: 2311) عَنْ عَبْدِ الوَهَّابِ بْنِ الوَرْدِ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَهْلِ المَدِينَةِ قَالَ: «كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ أَنِ اكْتُبِي إِلَيَّ كِتَابًا تُوصِينِي فِيهِ، وَلَا تُكْثِرِي عَلَيَّ، فَكَتَبَتْ عَائِشَةُ إِلَى مُعَاوِيَةَ: «سَلَامٌ عَلَيْكَ. أَمَّا بَعْدُ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: «مَنِ التَمَسَ رِضَاءَ اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ مُؤْنَةَ النَّاسِ، وَمَنِ التَمَسَ رِضَاءَ النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ».».

علمني ديني ٩١: أن الاجتهاد والرأي هو لمن بلغ درجة الاجتهاد


علمني ديني: 

أن الاجتهاد والرأي هو لمن بلغ درجة الاجتهاد، 

فليس لكل أحد أن يجتهد ويقدم رأيًا وهو لم يبلغ درجة الاجتهاد،


ألا ترى إلى قوله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا اجتهد الحاكم فأصاب له أجران، وإذا اجتهد وأخطا فله أجر واحد». فقال: «الحاكم» ولم يقل المسلم، وليس كل مسلم حاكمًا شرعياً.

علمني ديني ٩٠: أن أحذر الكلام فيما لا نفع فيه؛ فإن الناس يكبون على مناخرهم في جهنم حصائد ألسنتهم


علمني ديني: 

أن أحذر الكلام فيما لا نفع فيه؛ فإن الناس يكبون على مناخرهم في جهنم حصائد ألسنتهم، 


ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت.

كشكول ٣١١: أتدرين عن ماذا يبحث الرجل في المرأة؟


أتدرين عن ماذا يبحث الرجل في المرأة؟

إنه يبحث عن الأمور التي ليست فيه!

فهو يبحث عن أنوثتها.

عن انتمائها إليه.

عن حفظها له ولولده وماله.

عن كينونته فيها؛

فكوني له أرضًا يكن لك سماء،

كوني له ستراً يكن لك غطاء.


كوني له حفظاً يكن لك عطاء!

قال وقلت ٤٧: طلب الدليل أمر محمود، وهو سبب من أسباب التعلم، والاحتراس من أهل البدع، لكن أنبه على الأمور التالية


قال: «ما الدليل على كذا؟».

قلت: طلب الدليل أمر محمود، وهو سبب من أسباب التعلم، والاحتراس من أهل البدع؛ لكن أنبه على الأمور التالية:

- لا يطلب في كل مسألة الدليل، كالأمور البدهية، فقد سئلت اليوم عن طلب الدليل على أن الدنيا مخلوقة، وأن الله -جل وعلا- خلقها؟ فهذا موضوع بدهي، فإن كل ما عدا الله -سبحانه وتعالى-، مخلوق؛ فقد كان الله ولم يكن شيء معه، و لم يكن شيء غيره، ولم يكن شيء قبله، ولكن هل مثل هذا الموضوع يحتاج إلى طلب الدليل؟! إذا كان الكفار لم ينكروا ذلك ولم يشكوا فيه، فكيف يطلب مسلم الدليل على ذلك، قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ}. (العنكبوت:61).

- قد يكون الدليل آية أو حديث، وقد يكون الدليل مركباً، وقد يكون الدليل إجماعاً، وقد يكون قياساً، وقد يكون غير ذلك، فلا ينتظر أن يأتي العالم في كل مسألة بدليل من القرآن أو السنة مطابقًا للسؤال.

- قد يرى العالم أن ذكر الدليل في المسألة لا يناسب السائل، أو يرى أنه يفتح باباً لإشكالات يقع فيها السائل، فيعدل عن ذكر الدليل، إلى إحالته إلى كتاب أو أمر آخر، وهذا يحتاج أن يتأدب الطالب مع الشيخ ويحترم إعراضه عن ذكر الدليل.

- قد يظهر للعالم أن السائل يتعنت بالسؤال عن الدليل، فيعرض عنه ولا يعطيه الدليل.


- طلب الدليل ينبغي أن يكون بأسلوب حسن من الطالب للشيخ، ولا يكثر عليه في ذلك.

كشكول ٣١٠: المقلد المتعصّب لا يترك من قلّده؛ ولو جاءته كل آية...


قال ابن قيم الجوزية -رحمه الله- في زاد المعاد (5/201).: 

«إَنَّ الْمُقَلِّدَ الْمُتَعَصِّبَ لَا يَتْرُكُ مَنْ قَلَّدَهُ؛

وَلَوْ جَاءَتْهُ كُلُّ آيَةٍ.

وَأَنَّ طَالِبَ الدَّلِيلِ لَا يَأْتَمُّ بِسِوَاهُ، وَلَا يُحَكِّمُ إِلَّا إِيَّاهُ، 

وَلِكُلٍّ مِنَ النَّاسِ مَوْرِدٌ لَا يَتَعَدَّاهُ، وَسَبِيلٌ لَا يَتَخَطَّاهُ، 


وَلَقَدْ عُذِرَ مَنْ حَمَلَ مَا انْتَهَتْ إِلَيْهِ قُوَاهُ، وَسَعَى إِلَى حَيْثُ انْتَهَتْ إِلَيْهِ خُطَاهُ»اهـ.

كشكول ٣٠٩: المسائل المستحدثة إذا أوقعت الخلاف، فإنها تترك بخلاف مسائل الدين التي وردت عن السلف...


المسائل المستحدثة إذا أوقعت الخلاف، فإنها تترك، بخلاف مسائل الدين التي وردت عن السلف فإنها لا تترك حتى وإن أوقعت الخلاف؛


قال ابن القيم -رحمه الله- في مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة (ص:600 - 601): 

«وَجَدْنَا أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَضِيَ عَنْهُمْ- اخْتَلَفُوا بَعْدَهُ فِي أَحْكَامِ الدِّينِ، فَلَمْ يَتَفَرَّقُوا وَلَمْ يَكُونُوا شِيَعًا؛ 

لِأَنَّهُمْ لَمْ يُفَارِقُوا الدِّينَ، 

وَنَظَرُوا فِيمَا أُذِنَ لَهُمْ فَاخْتَلَفَ أَقْوَالُهُمْ وَآرَاؤُهُمْ فِي مَسَائِلَ كَثِيرَةٍ  ،

كَمَسْأَلَةِ الْجَدِّ وَالْمُشْرِكَةِ وَذَوِي الْأَرْحَامِ وَأُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، 

فَصَارُوا بِاخْتِلَافٍ فِي هَذِهِ الْأَشْيَاءِ مَحْمُودِينَ، 

وَكَانَ هَذَا النَّوْعُ مِنَ الِاخْتِلَافِ رَحْمَةً لِهَذِهِ الْأُمَّةِ حَيْثُ أَيَّدَهُمْ بِالتَّوْفِيقِ وَالْيَقِينِ، 

ثُمَّ وَسَّعَ عَلَى الْعُلَمَاءِ النَّظَرَ فِيمَا لَمْ يَجِدُوا حُكْمَهُ فِي التَّنْزِيلِ وَالسُّنَّةِ، وَكَانُوا مَعَ هَذَا الِاخْتِلَافِ أَهْلَ مَوَدَّةٍ وَنُصْحٍ، 

وَبَقِيَتْ بَيْنَهُمْ أُخُوَّةُ الْإِسْلَامِ، وَلَمْ يَنْقَطِعْ عَنْهُمْ نِظَامُ الْأُلْفَةِ، 

فَلَمَّا حَدَثَتْ هَذِهِ الْأَهْوَاءُ الْمُرْدِيَةُ الدَّاعِيَةُ أَصْحَابَهَا إِلَى النَّارِ، وَصَارُوا أَحْزَابًا؛ انْقَطَعَتِ الْأُخُوَّةُ فِي الدِّينِ وَسَقَطَتِ الْأُلْفَةُ، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ التَّنَائِيَ، وَالْفُرْقَةَ إِنَّمَا حَدَثَ فِي الْمَسَائِلِ الْمُحْدَثَةِ الَّتِي ابْتَدَعَهَا الشَّيْطَانُ أَلْقَاهَا عَلَى أَفْوَاهِ أَوْلِيَائِهِ؛ لِيَخْتَلِفُوا وَيَرْمِيَ بَعْضُهَا بَعْضًا بِالْكُفْرِ، 

فَكُلُّ مَسْأَلَةٍ حَدَثَتْ فِي الْإِسْلَامِ فَخَاضَ فِيهَا النَّاسُ وَاخْتَلَفُوا، وَلَمْ يُورِثْ هَذَا الِاخْتِلَافُ بَيْنَهُمْ عَدَاوَةً وَلَا نَقْصًا وَلَا تَفَرُّقًا، بَلْ بَقِيَتْ بَيْنَهُمُ الْأُلْفَةُ وَالنَّصِيحَةُ وَالْمَوَدَّةُ، وَالرَّحْمَةُ وَالشَّفَقَةُ، عَلِمْنَا أَنَّ ذَلِكَ مِنْ مَسَائِلِ الْإِسْلَامِ يَجُوزُ النَّظَرُ فِيهَا، وَالْآخَرُ يَقُولُ مِنْ تِلْكَ الْأَقْوَالِ مَا لَا يُوجِبُ تَبْدِيعًا وَلَا تَكْفِيرًا كَمَا ظَهَرَ مِثْلُ هَذَا الِاخْتِلَافِ بَيْنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ مَعَ بَقَاءِ الْأُلْفَةِ وَالْمَوَدَّةِ، 

وَكُلُّ مَسْأَلَةٍ حَدَثَتْ فَاخْتَلَفُوا فِيهَا؛ فَأَوْرَثَ اخْتِلَافُهُمْ فِي ذَلِكَ التَّوَلِّيَ وَالْإِعْرَاضَ وَالتَّدَابُرَ وَالتَّقَاطُعَ، وَرُبَّمَا ارْتَقَى إِلَى التَّكْفِيرِ، عَلِمْتَ أَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ مِنْ أَمْرِ الدِّينِ فِي شَيْءٍ، بَلْ يَجِبُ عَلَى كُلِّ ذِي عَقْلٍ أَنْ يَجْتَنِبَهَا وَيُعْرِضَ عَنِ الْخَوْضِ فِيهَا.

إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى شَرْطًا فِي تَمَسُّكِنَا بِالْإِسْلَامِ أَنْ نُصْبِحَ فِي ذَلِكَ إِخْوَانًا، فَقَالَ تَعَالَى: {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}. (آل عمران: 103).

قَالَ: (فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ): الْخَوْضُ فِي مَسَائِلِ الْقَدَرِ وَالصِّفَاتِ وَالْإِيمَانِ يُورِثُ التَّقَاطُعَ وَالتَّدَابُرَ، فَيَجِبُ طَرْحُهَا وَالْإِعْرَاضُ عَنْهَا عَلَى مَا قَرَّرْتُمْ.


(فَالْجَوَابُ): إِنَّمَا قُلْنَا هَذَا فِي الْمَسَائِلِ الْمُحْدَثَةِ، فَأَمَّا هَذِهِ الْمَسَائِلُ فَلَا بُدَّ مِنْ قَبُولِهَا عَلَى مَا ثَبَتَ بِهِ النَّقْلُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَصْحَابِهِ، وَلَا يَجُورُ لَنَا الْإِعْرَاضُ عَنْ نَقْلِهَا وَرِوَايَتِهَا وَبَيَانِهَا كَمَا فِي أَصْلِ الْإِسْلَامِ وَالدُّعَاءِ إِلَى التَّوْحِيدِ وَإِظْهَارِ الشَّهَادَتَيْنِ، وَقَدْ بَيَّنَّا أَنَّ الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ مَعَ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَأَنَّ الْحَقَّ فِيمَا رَوَوْهُ وَنَقَلُوهُ»اهـ.

كشكول ٣٠٨: الرد بمجرد الشتم والسب لا يعجز عنه أحد


الرد بمجرد الشتم والسب لا يعجز عنه أحد.


قال ابن تيمية -رحمه الله- في مجموع الفتاوى (4/ 186): «فَإِنَّ الرَّدَّ بِمُجَرَّدِ الشَّتْمِ وَالتَّهْوِيلِ لَا يَعْجِزُ عَنْهُ أَحَدٌ. وَالْإِنْسَانُ لَوْ أَنَّهُ يُنَاظِرُ الْمُشْرِكِينَ وَأَهْلَ الْكِتَابِ: لَكَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَذْكُرَ مِنْ الْحُجَّةِ مَا يُبَيِّنُ بِهِ الْحَقَّ الَّذِي مَعَهُ وَالْبَاطِلَ الَّذِي مَعَهُمْ»اهـ.

كشكول ٣٠٧: الحكمة من الأمر بالسكوت عما شجر بين الصحابة -رضي الله عنهم-


الحكمة من الأمر بالسكوت عما شجر بين الصحابة -رضي الله عنهم-

قال ابن تيمية -رحمه الله- في منهاج السنة النبوية (5/147): «وَحُكْمُ الْمُتَكَلِّمِ بِاجْتِهَادِهِ فِي الْعِلْمِ وَالدِّينِ حُكْمُ أَمْثَالِهِ مِنَ الْمُجْتَهِدِينَ. 
ثُمَّ قَدْ يَكُونُ مُجْتَهِدًا مُخْطِئًا أَوْ مُصِيبًا.
وَقَدْ يَكُونُ كُلٌّ مِنَ الرَّجُلَيْنِ الْمُخْتَلِفَيْنِ بِاللِّسَانِ أَوِ الْيَدِ مُجْتَهِدًا يَعْتَقِدُ الصَّوَابَ مَعَهُ.
وَقَدْ يَكُونَانِ جَمِيعًا مُخْطِئَيْنِ مَغْفُورًا لَهُمَا، كَمَا ذَكَرْنَا نَظِيرَ ذَلِكَ مِمَّا كَانَ يَجْرِي بَيْنَ الصَّحَابَةِ؛
وَلِهَذَا يُنْهَى عَمَّا شَجَرَ بَيْنَ هَؤُلَاءِ سَوَاءً كَانُوا مِنَ الصَّحَابَةِ أَوْ مِمَّنْ بَعْدَهُمْ.
فَإِذَا تَشَاجَرَ مُسْلِمَانِ فِي قَضِيَّةٍ، وَمَضَتْ وَلَا تَعَلُّقٌ لِلنَّاسِ بِهَا، وَلَا يَعْرِفُونَ حَقِيقَتَهَا، كَانَ كَلَامُهُمْ فِيهَا كَلَامًا بِلَا عِلْمٍ وَلَا عَدْلٍ يَتَضَمَّنُ أَذَاهُمَا بِغَيْرِ حَقٍّ.
وَلَوْ عَرَفُوا أَنَّهُمَا مُذْنِبَانِ أَوْ مُخْطِئَانِ، لَكَانَ ذِكْرُ ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ مَصْلَحَةٍ رَاجِحَةٍ مِنْ بَابِ الْغَيْبَةِ الْمَذْمُومَةِ.

لَكِنَّ الصَّحَابَةَ -رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ- أَجْمَعِينَ أَعْظَمُ حُرْمَةً، وَأَجَلُّ قَدْرًا، وَأَنْزَهُ أَعْرَاضًا. وَقَدْ ثَبَتَ مِنْ فَضَائِلِهِمْ خُصُوصًا وَعُمُومًا مَا لَمْ يَثْبُتْ لِغَيْرِهِمْ، فَلِهَذَا كَانَ الْكَلَامُ الَّذِي فِيهِ ذَمُّهُمْ عَلَى مَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ أَعْظَمَ إِثْمًا مِنَ الْكَلَامِ فِي غَيْرِهِمْ»اهـ.

كشكول ٣٠٦: يعين صاحب البدعة الداعية وشره أعظم من قاطع الطريق


يعين صاحب البدعة الداعية وشره أعظم من قاطع الطريق.


قال ابن تيمية -رحمه الله- في منهاج السنة النبوية (5/145- 146): «إِذَا كَانَ الْمُتَكَلِّمُ فِيهِ دَاعِيًا إِلَى بِدْعَةٍ، فَهَذَا يَجِبُ بَيَانُ أَمْرِهِ لِلنَّاسِ، فَإِنَّ دَفْعَ شَرِّهِ عَنْهُمْ أَعْظَمُ مِنْ دَفْعِ شَرِّ قَاطِعِ الطَّرِيقِ»اهـ.

كشكول ٣٠٥: والخارجون عن قبضة الإمام، أصناف أربعة


قال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني (8/ 523- 526): «وَالْخَارِجُونَ عَنْ قَبْضَةِ الْإِمَامِ، أَصْنَافٌ أَرْبَعَةٌ؛ 

أَحَدُهَا: قَوْمٌ امْتَنَعُوا مِنْ طَاعَتِهِ، وَخَرَجُوا عَنْ قَبْضَتِهِ بِغَيْرِ تَأْوِيلٍ، فَهَؤُلَاءِ قُطَّاعُ طَرِيقٍ، سَاعُونَ فِي الْأَرْضِ بِالْفَسَادِ. ... 

الثَّانِي: قَوْمٌ لَهُمْ تَأْوِيلٌ، إلَّا أَنَّهُمْ نَفَرٌ يَسِيرٌ، لَا مَنَعَةَ لَهُمْ، كَالْوَاحِدِ وَالِاثْنَيْنِ وَالْعَشَرَةِ وَنَحْوِهِمْ، فَهَؤُلَاءِ قُطَّاعُ طَرِيقٍ، فِي قَوْلِ أَكْثَرِ أَصْحَابِنَا، وَهُوَ مَذْهَبُ الشَّافِعِيِّ؛ لِأَنَّ ابْنَ مُلْجَمٍ لَمَّا جَرَحَ عَلِيًّا، قَالَ لِلْحَسَنِ: إنْ بَرِئْتُ رَأَيْتُ رَأْيِي، وَإِنْ مِتُّ فَلَا تُمَثِّلُوا بِهِ. فَلَمْ يُثْبِتْ لِفِعْلِهِ حُكْمَ الْبُغَاةِ. وَلِأَنَّنَا لَوْ أَثْبَتْنَا لِلْعَدَدِ الْيَسِيرِ حُكْمَ الْبُغَاةِ، فِي سُقُوطِ ضَمَانِ مَا أَتْلَفُوهُ، أَفْضَى إلَى إتْلَافِ أَمْوَالِ النَّاسِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: «لَا فَرْقَ بَيْنَ الْكَثِيرِ وَالْقَلِيلِ، وَحُكْمُهُمْ حُكْمُ الْبُغَاةِ إذَا خَرَجُوا عَنْ قَبْضَةِ الْإِمَامِ». 

الثَّالِثُ: الْخَوَارِجُ الَّذِينَ يُكَفِّرُونَ بِالذَّنْبِ،  وَيُكَفِّرُونَ عُثْمَانَ وَعَلِيًّا وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ، وَكَثِيرًا مِنْ الصَّحَابَةِ، وَيَسْتَحِلُّونَ دِمَاءَ الْمُسْلِمِينَ، وَأَمْوَالَهُمْ، إلَّا مَنْ خَرَجَ مَعَهُمْ، فَظَاهِرُ قَوْلِ الْفُقَهَاءِ مِنْ أَصْحَابِنَا الْمُتَأَخِّرِينَ، أَنَّهُمْ بُغَاةٌ، حُكْمُهُمْ حُكْمُهُمْ. وَهَذَا قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ، وَالشَّافِعِيِّ، وَجُمْهُورِ الْفُقَهَاءِ، وَكَثِيرٍ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ. وَمَالِكٌ يَرَى اسْتِتَابَتَهُمْ، فَإِنْ تَابُوا، وَإِلَّا قُتِلُوا عَلَى إفْسَادِهِمْ، لَا عَلَى كُفْرِهِمْ. وَذَهَبَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ إلَى أَنَّهُمْ كُفَّارٌ مُرْتَدُّونَ، حُكْمُهُمْ حُكْمُ الْمُرْتَدِّينَ، وَتُبَاحُ دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ، فَإِنْ تَحَيَّزُوا فِي مَكَان، وَكَانَتْ لَهُمْ مَنَعَةٌ وَشَوْكَةٌ، صَارُوا أَهْلَ حَرْبٍ كَسَائِرِ الْكُفَّارِ، وَإِنْ كَانُوا فِي قَبْضَةِ الْإِمَامِ، اسْتَتَابَهُمْ، كَاسْتِتَابَةِ الْمُرْتَدِّينَ، فَإِنْ تَابُوا، وَإِلَّا، ضُرِبَتْ أَعْنَاقُهُمْ، وَكَانَتْ أَمْوَالُهُمْ فَيْئًا، لَا يَرِثُهُمْ وَرَثَتُهُمْ الْمُسْلِمُونَ؛ لِمَا رَوَى أَبُو سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: «يَخْرُجُ قَوْمٌ تُحَقِّرُونَ صَلَاتَكُمْ مَعَ صَلَاتِهِمْ، وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ، وَأَعْمَالَكُمْ مَعَ أَعْمَالِهِمْ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ، يَنْظُرُ فِي النَّصْلِ فَلَا يَرَى شَيْئًا، وَيَنْظُرُ فِي الْقِدْحِ فَلَا يَرَى شَيْئًا، وَيَنْظُرُ فِي الرِّيشِ فَلَا يَرَى شَيْئًا، وَيَتَمَارَى فِي الْفُوقِ». رَوَاهُ مَالِكٌ، فِي (مُوَطَّئِه)، وَالْبُخَارِيُّ فِي (صَحِيحِهِ). وَهُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ، ثَابِتُ الْإِسْنَادِ وَفِي لَفْظٍ قَالَ: «يَخْرُجُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ، أَحْدَاثُ الْأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ، فَأَيْنَمَا لَقِيتَهُمْ فَاقْتُلْهُمْ؛ فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. وَرُوِيَ مَعْنَاهُ مِنْ وُجُوهٍ. يَقُولُ: فَكَمَا خَرَجَ هَذَا السَّهْمُ نَقِيًّا خَالِيًا مِنْ الدَّمِ وَالْفَرْثِ، لَمْ يَتَعَلَّقْ مِنْهَا بِشَيْءٍ، كَذَلِكَ خُرُوجُ هَؤُلَاءِ مِنْ الدِّينِ، يَعْنِي الْخَوَارِجَ. وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ، «أَنَّهُ رَأَى رُءُوسًا مَنْصُوبَةً عَلَى دَرَجِ مَسْجِدِ دِمَشْقَ فَقَالَ: كِلَابُ النَّارِ، شَرُّ قَتْلَى تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ، خَيْرُ قَتْلَى مَنْ قَتَلُوهُ. ثُمَّ قَرَأَ: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ}. (آل عمران: 106) إلَى آخِرِ الْآيَةِ. فَقِيلَ لَهُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ قَالَ: لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ إلَّا مَرَّةً، أَوْ مَرَّتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثًا، أَوْ أَرْبَعًا حَتَّى عَدَّ سَبْعًا مَا حَدَّثْتُكُمُوهُ». قَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ، عَنْ سَهْلٍ، عَنْ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ «أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: شَرُّ قَتْلَى قُتِلُوا تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ، وَخَيْرُ قَتْلَى مَنْ قَتَلُوا، كِلَابُ أَهْلِ النَّارِ، كِلَابُ أَهْلِ النَّارِ، كِلَابُ أَهْلِ النَّارِ، قَدْ كَانَ هَؤُلَاءِ مُسْلِمِينَ فَصَارُوا كُفَّارًا. قُلْت: يَا أَبَا أُمَامَةَ، هَذَا شَيْءٌ تَقُولُهُ؟ قَالَ: بَلْ سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-» . وَعَنْ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فِي قَوْله تَعَالَى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا}. (الكهف: 103). قَالَ: «هُمْ أَهْلُ النَّهْرَوَانِ». وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ، فِي حَدِيثٍ آخِرَ، عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ، لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ». وَقَالَ: «لَا يُجَاوِزُ إيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ». وَأَكْثَرُ الْفُقَهَاءِ عَلَى أَنَّهُمْ بُغَاةٌ، وَلَا يَرَوْنَ تَكْفِيرَهُمْ، قَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ: «لَا أَعْلَمُ أَحَدًا وَافَقَ أَهْلَ الْحَدِيثِ عَلَى تَكْفِيرِهِمْ وَجَعْلِهِمْ كَالْمُرْتَدِّينَ». وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ، فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَيْنَاهُ: قَوْلُهُ: «يَتَمَارَى فِي الْفُوقِ». يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يُكَفِّرْهُمْ؛ لِأَنَّهُمْ عَلِقُوا مِنْ الْإِسْلَامِ بِشَيْءٍ، بِحَيْثُ يُشَكُّ فِي خُرُوجِهِمْ مِنْهُ. وَرُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ لَمَّا قَاتَلَ أَهْلَ النَّهْرِ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: لَا تَبْدَءُوهُمْ بِالْقِتَالِ. وَبَعَثَ إلَيْهِمْ: أَقِيدُونَا بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ. قَالُوا: كُلُّنَا قَتَلَهُ. فَحِينَئِذٍ اسْتَحَلَّ قِتَالَهُمْ؛ لَإِقْرَارِهِمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِمَا يُوجِبُ قَتْلَهُمْ. وَذَكَرَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ، عَنْ عَلِيٍّ، -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَهْلِ النَّهْرِ، أَكُفَّارٌ هُمْ؟ قَالَ: مِنْ الْكُفْرِ فَرُّوا. قِيلَ: فَمُنَافِقُونَ؟ قَالَ: إنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إلَّا قَلِيلًا. قِيلَ: فَمَا هُمْ؟ قَالَ: هُمْ قَوْمٌ أَصَابَتْهُمْ فِتْنَةٌ، فَعَمُوا فِيهَا وَصَمُّوا، وَبَغَوْا عَلَيْنَا، وَقَاتَلُونَا فَقَاتَلْنَاهُمْ. وَلَمَّا جَرَحَهُ ابْنُ مُلْجَمٍ، قَالَ لِلْحَسَنِ: أَحْسِنُوا إسَارَهُ، فَإِنْ عِشْتُ فَأَنَا وَلِيُّ دَمِي، وَإِنْ مِتّ فَضَرْبَةٌ كَضَرْبَتِي. وَهَذَا رَأْيُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِيهِمْ، وَكَثِيرٍ مِنْ الْعُلَمَاءِ. وَالصَّحِيحُ، إنْ شَاءَ اللَّهُ، أَنَّ الْخَوَارِجَ يَجُوزُ قَتْلُهُمْ ابْتِدَاءً، وَالْإِجْهَازُ عَلَى جَرِيحِهِمْ؛ لِأَمْرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِقَتْلِهِمْ وَوَعْدِهِ بِالثَّوَابِ مَنْ قَتَلَهُمْ، فَإِنَّ عَلِيًّا، -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: لَوْلَا أَنْ يَنْظُرُوا، لَحَدَّثْتُكُمْ بِمَا وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ يَقْتُلُونَهُمْ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؛ وَلِأَنَّ بِدْعَتَهُمْ، وَسُوءَ فِعْلِهِمْ، يَقْتَضِي حِلَّ دِمَائِهِمْ؛ بِدَلِيلِ مَا أَخْبَرَ بِهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ عِظَمِ ذَنْبِهِمْ، وَأَنَّهُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ، وَأَنَّهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ، وَأَنَّهُمْ كِلَابُ النَّارِ، وَحَثِّهِ عَلَى قَتْلِهِمْ، وَإِخْبَارِهِ بِأَنَّهُ لَوْ أَدْرَكَهُمْ لَقَتَلَهُمْ قَتْلَ عَادٍ، فَلَا يَجُوزُ إلْحَاقُهُمْ بِمَنْ أَمَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالْكَفِّ عَنْهُمْ، وَتَوَرَّعَ كَثِيرٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ قِتَالِهِمْ، وَلَا بِدْعَةَ فِيهِمْ.


الصِّنْفُ الرَّابِعُ: قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْحَقِّ، يَخْرُجُونَ عَنْ قَبْضَةِ الْإِمَامِ،  وَيَرُومُونَ خَلْعَهُ لَتَأْوِيلٍ سَائِغٍ، وَفِيهِمْ مَنَعَةٌ يَحْتَاجُ فِي كَفِّهِمْ إلَى جَمْعِ الْجَيْشِ، فَهَؤُلَاءِ الْبُغَاةُ، الَّذِينَ نَذْكُرُ فِي هَذَا الْبَابِ حُكْمَهُمْ، وَوَاجِبٌ عَلَى النَّاسِ مَعُونَةُ إمَامِهِمْ، فِي قِتَالِ الْبُغَاةِ؛ لِمَا ذَكَرْنَا فِي أَوَّلِ الْبَابِ؛ وَلِأَنَّهُمْ لَوْ تَرَكُوا مَعُونَتَهُ، لَقَهَرَهُ أَهْلُ الْبَغْيِ، وَظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْأَرْضِ.»اهـ.

كشكول ٣٠٤: في الأشباه والنظائر للسيوطي


في الأشباه والنظائر للسيوطي (ص: 407)
قَالَ بَعْضُهُمْ: «إذَا عَجَزَ الْفَقِيهُ عَنْ تَعْلِيلِ الْحُكْمِ قَالَ: هَذَا تَعَبُّدِيٌّ  .

وَإِذَا عَجَزَ عَنْهُ النَّحْوِيُّ قَالَ: هَذَا مَسْمُوعٌ.

وَإِذَا عَجَزَ عَنْهُ الْحَكِيمُ قَالَ: هَذَا بِالْخَاصِّيَّةِ».

قلت (محمد بازمول):

وإذا عجز عن الدليل قال: اجمعوا.

والآخر: قال: لغة.

والآخر: قال: رواية.


واليوم: قال الشيخ فلان.

كشكول ٣٠٣: لم يصح عن مالك أنه يجوز قتل الثلث من الخلق؛ لاستصلاح الثلثين


لم يصح عن مالك أنه يجوز قتل الثلث من الخلق؛ لاستصلاح الثلثين.

قال ابن قدامة -رحمه الله- في روضة الناظر وجنة المناظر (1/ 484): «إذا ثبت (يعني القتل) حكمًا لمصلحة من هذه المصالح لم يعلم أن الشرع حافظ على تلك المصلحة بإثبات ذلك الحكم، كان وضعًا للشرع بالرأي، وحكمًا بالعقل المجرد، كما حكي أن مالكًا قال: «يجوز قتل الثلث من الخلق؛ لاستصلاح الثلثين».
ولا نعلم أن الشرع حافظ على مصلحتهم بهذا الطريق، فلا يشرع مثله»اهـ.

قال الشنقيطي في مذكرة في أصول الفقه (ص: 203): «والحق أن أهل المذاهب كلهم يعملون بالمصلحة المرسلة، وإن قرروا في أصولهم أنها غير حجة كما أوضحه القرافي في التنقيح.

وما ذكره المؤلف -رحمه الله- من أن مالكاً -رحمه الله- أجاز قتل الثلث؛ لإصلاح الثلثين ذكره الجويني وغيره عن مالك؛ وهو غير صحيح، ولم يروه عن مالك أحد من أصحابه، ولم يقله مالك كما حققه العلامة محمد بن الحسن البناني في حاشيته على شرح عبد الباقي الزرقاني لمختصر خليل»اهـ.

كشكول ٣٠٢: عاشروا من تحبون بالمعروف، واصنعوا معه ما تسعدونه به؛ فيسعد بكم، وتسعدوا به،...



عاشروا من تحبون بالمعروف،

واصنعوا معه ما تسعدونه به؛ فيسعد بكم، وتسعدوا به، 

قبل أن يأتي وقت يتحسر المرء على أن فوت ذلك معه!

أمك.

أبوك.

أخوك.

أختك.

زوجتك.

زوجك.

ابنك.

ابنتك.

أقاربك.

جيرانك.

أصدقاؤك.

خادمك.


كل من حولك.

علمني ديني ٨٩: أن الإنسان إذا لم يكن عبداً لله صار عبداً لغيره


علمني ديني:

أن الإنسان إذا لم يكن عبداً لله صار عبداً لغيره.

- فمن الناس من يعبد هواه، فالحق ما وافق هواه، والباطل ما خالف هواه؛ قال جل وعلا: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً}. (الفرقان:43).

- ومن الناس من يعبد الدرهم والدينار، فاعطه المال يصنع لك ما تشاء، لا ينظر من أين أكتسبه! ولا فيما أنفقه! كل همه المال وجمعه وعدّه.

- ومن الناس من يعبد المظاهر، لا يهم أي شيء، المهم هو ثوبه وقميصه وشكله وهندامه.
أخرج البخاري تحت رقم: (2887)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: «تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ، وَعَبْدُ الخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وَإِذَا شِيكَ فَلاَ انْتَقَشَ، طُوبَى لِعَبْدٍ آخِذٍ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَشْعَثَ رَأْسُهُ، مُغْبَرَّةٍ قَدَمَاهُ، إِنْ كَانَ فِي الحِرَاسَةِ، كَانَ فِي الحِرَاسَةِ، وَإِنْ كَانَ فِي السَّاقَةِ كَانَ فِي السَّاقَةِ، إِنِ اسْتَأْذَنَ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ، وَإِنْ شَفَعَ لَمْ يُشَفَّعْ»، وَقَالَ: «فَتَعْسًا»: كَأَنَّهُ يَقُولُ: «فَأَتْعَسَهُمُ اللَّهُ»، طُوبَى: فُعْلَى مِنْ كُلِّ شَيْءٍ طَيِّبٍ، وَهِيَ يَاءٌ حُوِّلَتْ إِلَى الوَاوِ وَهِيَ مِنْ يَطِيبُ».

- ومن الناس... 

- ومن الناس... 


قال الله تبارك وتعالى في سورة الكهف: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً(103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً(104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً (105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً (106) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً (107) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً (108) قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً( 109) قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (110)}.

هل تعلم ٢٧: أن حرية الإنسان الحقيقية هي في عبوديته للديان سبحانه


هل تعلم:

أن حرية الإنسان الحقيقية هي في عبوديته للديان سبحانه، ومهما طلب الحرية في غير هذا السبيل؛ فإنه سيقع في العبودية المريرة!

هل تعلم ٢٦: أن الذين يقاتلون من أجل الحرية إلى الآن لم يجدوها.


هل تعلم:

أن الذين يقاتلون من أجل الحرية إلى الآن لم يجدوها.


وفي آخر المطاف سيضعونهم تحت ديكتاتورية ويقولون لهم: هذه الحرية. فيرضون!

كشكول ٣٠١: تزوجوا، ولا تضركم مشاكل الأسرة؛ فإنها أبازير الحياة



تزوجوا، ولا تضركم مشاكل الأسرة؛ فإنها أبازير الحياة.

كشكول ٣٠٠: هل تناقض الحاكم -رحمه الله- صاحب المستدرك على الصحيحين؟



هل تناقض الحاكم -رحمه الله- صاحب المستدرك على الصحيحين؟ 

نصَّ الحاكم النيسابوري -رحمه الله- على أن الشيخين يَعُدَّان تفسير الصحابيِّ من قبيل المسند المرفوع)، فقال: «ليعلم طالب هذا العلم: أن تفسير الصحابيَّ الذي شهد الوحي والتنزيل عند الشيخين حديثٌ مسندٌ»اهـ.(المستدرك (2/645، عقب الحديث رقم: 3075 علوش)). 

فإن قيل: اختلف كلام الحاكم حيث قال -رحمه الله- في كتابه (معرفة علوم الحديث)(ص: 148-149 -السلوم، باختصار وتصرُّف يسير.): «ومن الموقوف الذي يُستدلُّ به على أحاديث كثيرة ما [جاء] عن أبي هريرة -رضي الله عنه- في قول الله -عز وجل-: {لوَّاحة للبشر}. (المدَّثِّر:29)، 

قال: «تَلْقَاهُمْ جَهَنَّمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَتَلْفَحُهُمْ لَفْحَةً، فَلَا تَتْرُكُ لَحْمًا عَلَى عَظْمٍ إِلَّا وَضَعَتْ عَلَى الْعَرَاقِيبِ». 

قال: وأشباهُ هذا من الموقوفات تعدُّ في تفسير الصحابة. 

فأمَّا ما نقول في تفسير الصحابي: مسند، 

فإنما نقوله في غير هذا النوع، فإنه كما [جاء] عن جابر قال: «كَانَتِ الْيَهُودُ تَقُولُ: «مَنْ أَتَى امْرَأَتَهُ مِنْ دُبُرِهَا فِي قُبُلِهَا جَاءَ الْوَلَدُ أَحْوَلَ»؛ فَأَنْزَلَ اللَّهُ -عز وجل-: {نساؤكم حرث لكم}. (البقرة: من الآية 223)».

قال الحاكم: هذا الحديث وأشباهُه مسندةٌ عن آخرها، وليست بموقوفة؛ فإن الصحابيَّ الذي شهد الوحي والتنزيل، فأخبر عن آية من القرآن أنها نزلت في كذا وكذا، فإنه حديث مسند»اهـ. 

فكلامه هذا يبيِّن أن قول الصحابي في التفسير موقوف عليه! وهو خلاف قوله المتقدم أنه مرفوع!

فالجواب: 

مراد الحاكم بما أورده في كتابه معرفة علوم الحديث، بيانُ ما يدخل في كتب المساند، فإن ما انتهى إلى الصحابي في تفسير الآية، هو موقوف سندًا، وما انتهى إلى ذكر الصحابي لسبب نزول، أو أمر حدث في زمن النبيِّ هذا مرفوع سندًا؛ فيورَد في كتب المساند. 

والشيخان يعُدَّان كل ذلك مسندًا، فهو مرفوع حقيقة أو حكمًا

فليس في كلام الحاكم اختلافٌ أو تعارض؛ 

لأن الجهة منفكَّة؛ ففي كلامه الأول في كتابه (المستدرك) نظرُه إلى معنى ما يجيء عن الصحابي في تفسير القرآن، فهو من المسند (=المرفوع سندًا أو حكمًا).

وفي كلامُه في كتابه (معرفة علوم الحديث) نظرُه إلى كتب المساند (جمع مسند) وطريقة المصنِّفين فيها، 

فإنها تورد ما انتهى إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- (قولًا أو فعلًا أو تقريرًا)، 

ولا تورد ما انتهى إلى الصحابيِّ، إلا ما كان في حكم التقرير، وهو ما حدث في زمنه -صلى الله عليه وسلم- كأسباب النزول. 

ويؤكِّد هذا أنه أورد أثرًا عن أبي هريرة مما لا مجال للرأي والاجتهاد فيه، وقال: إنه من الموقوف، 

وعبارته: «ومن الموقوف الذي يُستدَلُّ به على أحاديث كثيرة: ما [جاء] عن أبي هريرة -رضي الله عنه- في قول الله -عز وجل-: {لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَر}، قال: «تَلْقَاهُمْ جَهَنَّمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَتَلْفَحُهُمْ لَفْحَةً، فَلَا تَتْرُكُ لَحْمًا عَلَى عَظْمٍ إِلَّا وَضَعَتْ عَلَى الْعَرَاقِيبِ». 

قال: وأشباهُ هذا من الموقوفات تُعدُّ في تفسير الصحابة»اهـ، 

فلم يكن مقصوده نفس كلام الصحابي، إنما مقصوده هنا ذكر طريقة التصنيف في كتب المساند.

وقال ابنُ تيمية -رحمه الله-: «وقد تنازع العلماء في قول الصاحب: نزلت هذه الآية في كذا، هل يجري مجرى المسند كما يذكر السبب الذي أُنزلت لأجله، أو يجري مجرى التفسير منه الذي ليس بمسند؟ 

فالبخاريُّ يُدخله في المسند، 

وغيرُهُ لا يدخلُهُ في المسند، 

وأكثر المساند على هذا الاصطلاح كمسند أحمد وغيره؛ بخلاف ما إذا ذكر سببًا نزلت عقبه، فإنهم كلهم يدخلون مثل هذا في المسند»هـ(مقدمة أصول التفسير مع شرحها لمحمد بازمول: (ص88).). 


فلم يتناقض كلام الحاكم -رحمه الله- كما يظهر، والله أعلم.

كشكول ٢٩٩: حينما نحب لا نبصر في محبوبنا إلا الشيء الجيد



حينما نحب لا نبصر في محبوبنا إلا الشيء الجيد.

بل نخلع على محبوبنا من الأوصاف التي نتخيلها ونتمناها فيمن نحب بحسب خيالنا لا بحسب الواقع.

وجاء في الأثر: «حبك الشيء يعمي ويصم».

ولما نحب نندفع مع من نحبه ونريد تأييده بكل شيء.


وجاء في الأثر: «أحبب حبيبك هونًا ما؛ فقد يكون بغيضك يومًا ما».