السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الأربعاء، 10 ديسمبر 2014

قال وقلت ٤٧: طلب الدليل أمر محمود، وهو سبب من أسباب التعلم، والاحتراس من أهل البدع، لكن أنبه على الأمور التالية


قال: «ما الدليل على كذا؟».

قلت: طلب الدليل أمر محمود، وهو سبب من أسباب التعلم، والاحتراس من أهل البدع؛ لكن أنبه على الأمور التالية:

- لا يطلب في كل مسألة الدليل، كالأمور البدهية، فقد سئلت اليوم عن طلب الدليل على أن الدنيا مخلوقة، وأن الله -جل وعلا- خلقها؟ فهذا موضوع بدهي، فإن كل ما عدا الله -سبحانه وتعالى-، مخلوق؛ فقد كان الله ولم يكن شيء معه، و لم يكن شيء غيره، ولم يكن شيء قبله، ولكن هل مثل هذا الموضوع يحتاج إلى طلب الدليل؟! إذا كان الكفار لم ينكروا ذلك ولم يشكوا فيه، فكيف يطلب مسلم الدليل على ذلك، قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ}. (العنكبوت:61).

- قد يكون الدليل آية أو حديث، وقد يكون الدليل مركباً، وقد يكون الدليل إجماعاً، وقد يكون قياساً، وقد يكون غير ذلك، فلا ينتظر أن يأتي العالم في كل مسألة بدليل من القرآن أو السنة مطابقًا للسؤال.

- قد يرى العالم أن ذكر الدليل في المسألة لا يناسب السائل، أو يرى أنه يفتح باباً لإشكالات يقع فيها السائل، فيعدل عن ذكر الدليل، إلى إحالته إلى كتاب أو أمر آخر، وهذا يحتاج أن يتأدب الطالب مع الشيخ ويحترم إعراضه عن ذكر الدليل.

- قد يظهر للعالم أن السائل يتعنت بالسؤال عن الدليل، فيعرض عنه ولا يعطيه الدليل.


- طلب الدليل ينبغي أن يكون بأسلوب حسن من الطالب للشيخ، ولا يكثر عليه في ذلك.