السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الاثنين، 16 فبراير 2015

ليس من أصول الفقه ٢٤: ترك اعتماد دلالات الألفاظ بحسب اللغة


ليس من أصول الفقه (24):
ترك اعتماد دلالات الألفاظ بحسب اللغة.
- فإن اللفظ إما أن يحتمل معنى بدون آخر مقابل فهو النص،
- فإن دل على معنيين هو في أحدهما أرجح من الثاني، فالراجح هو الاهر، والمقابل هو التأويل لا يصار إليه إلا بقرينة.
وما دل عليه اللفظ في محل النطق هو المنطوق.
وما دل عليه خارج محل النطق هو المفهوم.
والمفهوم إما أن يكون أولى من محل النطق، أو مساوي له، فالأولى هو فحوى الخطاب. والمساوي لحن الخطاب.
- فإن خالف المفهوم محل النطق فهو مفهوم المخالفة. لا يعتبره الحنفية والجمهور على اعتباره.
- فإن دل اللفظ المعنى مطابقة فهي دلالة المطابقة.
- وإن دل اللفظ على معنى هو جزء من دلالته فهذه دلالة التضمن.
- وإن دل على معنى خارج عنه لازم له، فهي دلالة الملازمة.
- فإن دل اللفظ على مقدر لا يستقيم الكلام إلا به فهي دلالة الاقتضاء.
- فإن دل اللفظ على لازم فهذا دلالة الإشارة.
- وإن دل على ما لا يصح المعنى إلا به فهذه دلالة التنبيه والاقتضاء.

وتدخل هنا العام، والمطلق.

ليس من أصول الفقه ٢٣: الحكم في شيء من الشرع بالتوقف في مسألة



ليس من أصول الفقه (23):
الحكم في شيء من الشرع بالتوقف في مسألة، وفرض التوقف عند التعارض هو بالنسبة إلى أفراد المجتهدين لا إلى الشرع، فليس في الشرع ما لا يعلم حكمه، فإن «الحلال بين، والحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس»، فأفاد أنه يعلمها قليل من الناس.

ليس من أصول الفقه ٢٢: المصير إلى الترجيح مع إمكان الجمع والتوفيق



ليس من أصول الفقه (22):
المصير إلى الترجيح مع إمكان الجمع والتوفيق؛ لأن الأصل العمل بمجموع الأدلة.

ليس من أصول الفقه ٢١: المصير إلى القول بالنسخ مع إمكان الجمع


ليس من أصول الفقه (21):
المصير إلى القول بالنسخ مع إمكان الجمع.

ومحل هذا عند عدم وجود النص الصريح على النسخ.

ليس من أصول الفقه ٢٠: إعطاء حكم أصل لفرع مع وجود فارق بينهما



ليس من أصول الفقه (20):
إعطاء حكم أصل لفرع مع وجود فارق بينهما، فهذا قياس مع الفارق.

ليس من أصول الفقه ١٩: الخروج عن وجوه الاستنباط المعلومة



ليس من أصول الفقه (19):
الخروج عن وجوه الاستنباط المعلومة.

ليس من أصول الفقه ١٨: الأخذ بالمجمل بدون الرجوع إلى مبينه



ليس من أصول الفقه (18):
الأخذ بالمجمل بدون الرجوع إلى مبينه.

ليس من أصول الفقه ١٧: إعمال المطلق مع وجود مقيده



ليس من أصول الفقه (17):
إعمال المطلق مع وجود مقيده.

ليس من أصول الفقه ١٦: إعمال العام مع وجود مخصصه



ليس من أصول الفقه (16):
إعمال العام مع وجود مخصصه.

ليس من أصول الفقه ١٥: تسمية قول جماهير عوام الناس إجماعًا



ليس من أصول الفقه (15):
تسمية قول جماهير عوام الناس إجماعًا.

ليس من أصول الفقه ١٤: القول أن ألفاظ القرآن لا تدل على الأحكام الشرعية



ليس من أصول الفقه (14):
القول أن ألفاظ القرآن لا تدل على الأحكام الشرعية.

ليس من أصول الفقه ١٣: القول بأن صيغة الأمر لا تفيد الوجوب



ليس من أصول الفقه (13):
القول بأن صيغة الأمر لا تفيد الوجوب.

ليس من أصول الفقه ١٢: إنكار القياس الصحيح



ليس من أصول الفقه (12):
إنكار القياس الصحيح.

ليس من أصول الفقه ١١: تفسير اللفظة بالمعنى اللغوي مع وجود المعنى الشرعي



ليس من أصول الفقه (11):
تفسير اللفظة بالمعنى اللغوي مع وجود المعنى الشرعي.

ليس من أصول الفقه ١٠: الاجتهاد مع وجود النص



ليس من أصول الفقه (10):
الاجتهاد مع وجود النص.

ليس من أصول الفقه ٩: الاستدلال بالاستصحاب مع وجود الدليل من القرآن، أو السنة، أو الاجماع، أو القياس



ليس من أصول الفقه (9)


الاستدلال بالاستصحاب مع وجود الدليل من القرآن، أو السنة، أو الاجماع، أو القياس. فمن استدل به على عدم وجوب زكاة العروض أخطأ؛ لشغل الذمة بإخراج الزكاة بالعمومات، مثل قوله تعالى: {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ}. (المعارج: 24).

سؤال وجواب ١٠٦: هل هذه المناهج في إعداد البحوث العلمية كانت عند قدماء علماء هذه الأمة ممن انتشر صيته وصيت مؤلفاته وبحوثه؟


سؤال: «هل هذه المناهج في إعداد البحوث العلمية، هل كانت عند قدماء علماء هذه الأمة ممن انتشر صيته وصيت مؤلفاته وبحوثه؟».

الجواب:
نعم، ومنهم تعلمنا، وعلى طريقهم نسير، وتغيرت بعض الأمور الشكلية لكن المنهج هو هو لم يتغير.
مما تغير:
- طريقة التوثيق.
- وعلامات الترقيم.
- وهوامش الطباعة.
أما ما يتعلق بهيكل الموضوع والتقسيمات فنحن على سننهم نهتدي.
وتعجب إذا قلت لك، كشاف الموضوعات بأرقام الصفحات، والمصادر والمراجع، وأطراف الأحاديث كلها مما جرى عليه السابقون.
لكن أنبهك إلى شيء. هذا الأمر المخالفة فيه لا تعتبر خروجًا عن سنة، أو مخالفة في الدين؛ لأنه من أمور العادات، والأصل فيها الإباحة.

ومع هذا فإن علماءنا الذين ألفوا وصنفوا كانوا يمشون في منهجية البحث على طريقة هي نفس هذه الطريقة التي نتابعهم عليها نحن في الجملة، والحمد لله.

كشكول ٧٥١: البدعة تبدأ صغيرة ثم تكبر


البدعة تبدأ صغيرة ثم تكبر... مثل النار تبدأ شرارة ثم تكبر... فلا تستهينن بشيء من البدع صغيرها وكبيرها!

قال وقلت ٦٩: اختلط الأمر والكل يدعي أنه على صواب



قال: «اختلط الأمر والكل يدعي أنه على صواب، والله أعلم من هم الدعاة على أبواب جهنم؛ فهذا الزمان -والله أعلم- هو الزمان الذي يصدق فيه الكاذب، ويكذب فيه الصادق، كما أخبرنا الصادق المصدوق -صلى الله عليه و سلم-. والله الحق هو الأعلم بالحق وأهله».
قلت: الحمد لله لم يختلط الأمر، والرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يتركنا بدون بيان، نعرف به الحق من الباطل،
بل بين لنا -صلى الله عليه وسلم- ضوابط نرجع إليها، ومن ذلك الأمور التالية:
الضابط الأول: أن الحق يمثله من كان على مثل ما كان عليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه. يدل على هذا الضابط حديث الافتراق، فقد ذكر -صلى الله عليه وسلم- أنه ستفترق أمته على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل: «من هي يا رسول الله؟». قال: «ما أنا عليه وأصحابي». ويدل عليه حديث العرباض بن سارية -رضي الله عنه-، في موعظة الرسول البليغة، وفيه: «ومن يعش منكم فسيرى اختلافًا كبيرًا؛ فعليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي».
الضابط الثاني: أن الحق يمثله لزوم جماعة المسلمين وإمامهم، وهذا في التعامل مع دعاة الضلالة الذين يدعون الناس إلى مفارقة الجماعة ونبذ السمع والطاعة، والدليل عليه، ما جاء في حديث حذيفة -رضي الله عنه- في الفتن، ففيه: «ما توصيني يا رسول الله يومئذ؟». قال: الزم جماعة المسلمين وإمامهم». فكل من يدعوك إلى خلاف الجماعة والخروج عن السمع والطاعة فهو من دعاة الضلالة!
الضابط الثالث: أن من علامات الحق أن فيه اتباع الرسول ولزوم سبيل المؤمنين، فهذا هو الهدى. والدليل قوله تعالى: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً}. (النساء: 115).
الضابط الرابع في التمييز بين الحق والباطل: أن الباطل فيه مخالفة لأمر الرسول -صلى الله عليه وسلم-، قال -تبارك وتعالى-: {لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذاً فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}. (النور: 63).
الضابط الخامس: أن من ضوابط الحق الاهتداء بالمحكم من الكتاب والسنة لا أتباع المتشابه منهما. دليله قوله تعالى: {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ}. (آل عمران: 7)، وقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض».
وبعض هذه الضوابط يتداخل مع غيره، وقد يؤدي إليه، إنما أردت البيان، والله الموفق.

قال وقلت ٦٨: إيش رأيك نصير إخوان ..؟!



إيش رأيك نصير إخوان ..؟!

تذكر الأسطورة أن حاكمًا لبعض البلاد علم أنه في يوم معين من السنة من شرب من النهر العظيم الذي يمر بجميع البلد يصاب بالجنون، فتفكر مع وزيره في هذا الموضوع، فوجد أنه لا يستطيع منع الناس من الشرب من النهر، في ذلك اليوم، وخشي أن يترتب على تحذيرهم فوضى وأمور خطيرة، فاتفق مع وزيره على أن يخزن الماء قبلها له ولوزيره فلا يشربا من ماء النهر قبل الموعد بأيام وبعده بأيام احتياطًا، حتى ينظرا في معالجة ما سيجرى إن وقع، وفعلاً جاء اليوم المحدد، والناس يشربون من ماء النهر، فظهرت عليهم بوادر الجنون، ولم يبق عاقل إلا الوزير والحاكم، وبدأت تصرفات الناس تختلف، وفي يوم دخل الوزير على الحاكم مرعوباً فسأله عن سبب ذلك، فقال: «إن الناس يقولون: إن الحاكم ووزيره مجنونان لابد أن نغيرهما!». فقال الحاكم للوزير: «ما الحل؟». قال الوزير: «أرى أن نشرب من ماء النهر لنكون مثلهم، فلا يحكمون علينا بالجنون!». فشربا ... ورضي الناس عنهما!

قال محدثي: «الآن المغرب الحزب الحاكم إخواني، وتونس الحزب المشارك في الحكم إخواني، والأردن إخوان، وقطر إخوان، وتركيا إخوان، والسودان، إخوان، والكويت نصفها إخوان». قال: «وإيران ثلاث بلدان تحت يدها العراق وسوريا ولبنان واليمن في الطريق، ودولة إيران هي الدولة الإسلامية القائمة مع السودان اليوم، وبايع الإخوان مرشد الدولة الإيرانية الخميني، ومواقف سليم العوا ومرسي مع دولة إيران واضحة، وخالد مشعل يقول: ذاهب لأبايع ولي أمر المسلمين، يعني لو استحكم الإخوان على مصر والدول الأخرى في ربيعهم العربي، لكان إعلان إيران دولة الخلافة من أوليات أعمالهم!».
قلت: طيب ما مقصودك من هذا؟!
قال: «إيش رأيك نصير إخوان؟!».
قلت: لأي شيء تحصرنا في هذا الخيار، أمامنا خيارات، لنذكرها وننظر فيها:
الخيار الأول: أن نصير من الإخوان. وهذا معناه أن نصير إلى البدعة، وإلى ما أنكره العلماء عليهم!
الخيار الثاني: أن نعادي الإخوان جميعهم ونصفهم بأنهم إرهابيون. وهذا يجعلنا نتصادم مع الدول والأحزاب، ونعيش في حال من القلق وعدم التلاؤم في مجتمعاتنا؛ لأننا لا نعيش في هذا الكون بمفردنا.
الخيار الثالث: أن نخصص بصفة الإرهابي من حمل السلاح ونفذ العمليات، فيكون الإخوان على صنفين: صنف مسالم. وصنف إرهابي.
ولاشك أن الخيار الثالث هو الذي تقتضيه المرحلة.
لكن السؤال كيف نتعامل مع الصنف المسالم؟
إن أسلوب المواجهة يكفي أنه فضح الفكر الذي هم عليه، وعرى أهدافهم وأبعادهم الاستراتيجية، أمام الملأ!
يكفي أنه بين حالهم إذا صار الحكم إليهم!
يكفي أنه بين تكتيكهم في التعامل مع الجناح السري وامتداد نظامهم.
واليوم مع المسالم منهم الذي يظهر أنه لا يؤيد الإرهاب، التعامل معه بحسب الظاهر هو الأصل، والله يتولى السرائر!
مع إنكار المنكر، ورد البدعة، والحذر من أساليبهم ومخططاتهم التي يمشون عليها، وعدم تمكينهم، بل إزاحتهم عن مواقع القرار في كل مجال.
فالمرحلة أمام هذا الواقع مرحلة احتواء وتوجيه!
فالله المستعان، وعليه التكلان، لا رب سواه.

والله يعين أصحاب القرار.

كشكول ٧٥٠: التعليقات على ما أنشره لست مسؤولاً عنها



أكرر ما ذكرته قبل... التعليقات على ما أنشره لست مسؤولاً عنها، وتركي لها لا يعني أني أوافق أو أرفض ما جاء فيها؛ لأني لا أستطيع أن أعلق على كل شيء، ولا أستطيع أن أتابع كل ما يكتب!

كشكول ٧٤٩: لأضرب مثالاً على الفرق بين العمل بالحديث ومتابعة الحديث!


لأضرب مثالاً على الفرق بين العمل بالحديث ومتابعة الحديث!

مسألة الصلاة بالنعل... وردت في الحديث...
فهل الصلاة بالنعل مطلقاً في كل مكان حتى في المساجد المفروشة هو من إقامة هذه السنة؟
الرسول -صلى الله عليه وسلم- صلى بالنعال والمسجد أرضه من التراب والحصباء، فإذا كنت في سفر وصليت بالنعلين على التراب فقد وافقت السنة وتابعتها في تطبيق هذا الحديث!
أما لو صليت بالنعلين على الفرش فأنت لم تطبق السنة في عملك بالحديث الوارد!
مثال آخر:
إذا رأيت منكراً، فأنكرته دون تروي ونظر في عواقب الأمور فإنك توشك أن تخالف السنة من جهة ظنك أنك توافقها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر!
فالبول في المسجد منكر بادر الصحابة إلى إنكاره لما فعله ذاك الأعرابي الذي دخل المسجد فبال في طائفة من المسجد، فنهى الرسول الصحابة عن إنكارهم وقال: «لا تزرموه»!
لأن -والله أعلم- تطبيق سنة إنكار المنكر تحتاج إلى نظر إلى المآلات وعواقب الأمور، ليست القضية مجرد إنكار حتى لو ترتب عليه منكر أكبر منه.
لنتأمل ما جاء في حديث الأعرابي الذي بال في طائفة من المسجد؛
لو أنكر عليه أثناء بوله؛ لترتب على ذلك الأمور التالية:
- انتشار البول في أكثر من محل من المسجد.
- قطعه عن البول فجأة بفزع قد يحدث له حصراً في التبول.
- قد يتسبب ذلك في نفوره عن الدين.
فمنع الرسول -صلى الله عليه وسلم- الصحابة عن قطع الأعرابي عن التبول، فلما أكمل أمر بذنوب من ماء فأهريق على موضع بوله، ثم كلم الرسول -صلى الله عليه وسلم- الأعرابي وعلمه أن المساجد لم تبن لهذا... الحديث.
الصحابة الذين أنكروا طبقوا حديث: «من رأى منكم منكراً فليغيره ...»، والرسول -صلى الله عليه وسلم- علمهم أن القضية ليس مجرد عمل بالحديث دون متابعة؛ ليطبق الحديث على الوجه الذي يريده الشرع.

والله الموفق.

كشكول ٧٤٨: ليس كل من طبق حديثاً صح سنده يكون عاملاً به متبعاً للسنة!


ليس كل من طبق حديثاً صح سنده يكون عاملاً به متبعاً للسنة!

فرق بين العمل بحديث، وبين المتابعة؛
فإن في الحديث محكمًا ومتشابهًا.
وفي الحديث عاماً ومخصصاً .
وفي الحديث مطلقاً ومقيداً.
وفي الحديث عزماً وإرشاداً.
وفي الحديث ما جرى عليه العمل، وما لم يجر عليه العمل.
فليس العمل بالحديث متابعة للرسول -صلى الله عليه وسلم-، حتى تحقق الوجه الذي أراده -صلى الله عليه وسلم-،
وبعض الناس كلما صح حديث ظنه سنة، وأخذ به...
وهذا لا يستقيم حتى تتبين الفرق بين السنة والحديث،

وبين الأخذ بالحديث والمتابعة.

كشكول ٧٤٧: في منهج البحث العلمي: كيف تصنع خطة لموضوع بحثك


في منهج البحث العلمي: كيف تصنع خطة لموضوع بحثك؟

خطة الموضوع هي هيكل البحث الذي يقوم عليه، وأعني تقسيم الموضوع إلى أبواب، وفصول، ومباحث.
ويشترط في هذه الخطة أن تكون منطقية متسلسلة، فلا يصح أن يكون ما هو من سبيل المقدمات تجعله في النهاية، أو ما هو من قبيل النتائج فتجعله في البداية.
كما أنه لابد أن يكون هناك تسلسل منطقي بحيث يفضي كل باب إلى الذي يليه، وكل فصل إلى الذي يليه. وأن تكون ملائمة للموضوع. فكيف أصنع خطة الموضوع؟

أذكر ثلاثة طرق لوضع خطة بحث:
الطريقة الأولى:
بعد اختياري للموضوع أقوم باختيار العنوان المناسب للفكرة التي أريدها.
والعنوان من أهم الأمور المؤثرة على خطة الموضوع، بل هو من أكبر الأدلة على فهمك لما تريد، من جهة مدى مطابقة العنوان لموضوع لبحث، وهذه قضية هامة.
وتقسيمات البحث عادة تعتمد على عناصر العنوان.
فخطة موضوع عنوانه (ابن حجر ومنهجه في فتح الباري) تختلف عن خطة موضوع عنوانه (منهج ابن حجر في فتح الباري)؛
ففي العنوان الأول ترجمة ابن حجر أساسية في الخطة وهيكل الموضوع، فتكون في باب أو قسم كبير من البحث،
وفي العنوان الثاني ترجمته فرعية تكون في تمهيد أو مدخل فقط. وترتب الخطة على أساس ترتيب العنوان.
وأول طريقة لوضع الخطة؛
- أن تكتب في ورقة كل العناصر التي في ذهنك عن الموضوع، وكل ما اقتنصته أثناء الإعداد من مسائل في مواضعها في الكتب، تثبتها باسم الكتاب وموضعها منه. فتجتمع عندك عناصر الموضوع،
- تنظر فيها وتتأمل، وتبدأ تجمع العناصر القريبة من بعضها البعض في دوائر،
- ثم تنظر في الموضوع هل يكون في بابين أو ثلاثة حسب العنوان،
- ثم تنقل كل دائرة للعناصر تحت الباب المناسب لها. فيصير عندك تحت كل باب مجموعة من الدوائر المحتوية على عناصر،
- تأخذ كل باب بما تحته على حدة، وتنظر فيه، وتجتهد في جعل كل دائرة بما يناسبها، إما فصلاً، أو مبحثاً ضمن فصل، فيتشكل عندك لكل باب فصول، ولكل فصل مباحث.
وهذه الآن خطة الموضوع قد برزت أمامك، كل الذي عليك أن تعرضها على مرشدك أو موجهك، أو أحد إخوانك؛ لتتشاور معه فيها.
ويمكنك الاستعانة بالطريقة الثانية؛ لتكميل الطريقة الأولى في وضع الخطة.

الطريقة الثانية:
- أن تبحث عن كتاب عنوانه قريبًا من عنوانك الذي تريده للموضوع،
- وتأخذ خطته، وتحورها إلى ما يناسب عنوانك.
فمثلاً إذا كان عنوانك هو (منهج ابن كثير في التفسير)، فيمكنك أن تستفيد من كتب مطبوعة في منهج البغوي في التفسير، أو منهج الخازن في التفسير.
بحيث أن تستفيد منها في عمل خطتك أو تنقيحها بما يناسب خصوصية موضوعك.
إذا لم تتيسر لك هذه الطريقة فهذه طريقة ثالثة تساعد إن شاء الله.

الطريقة الثالثة:
- تقسم الموضوع على أساس العلم نفسه،
فمثلاً تريد أن تكتب في منهج ابن حجر في فتح الباري، فأقول: قسم الموضوع إلى بابين: الباب الأول علم الرواية في فتح الباري، والباب الثاني علم الدراية في فتح الباري، وضع تحت كل باب الفصول المناسبة بحسب العلم،
تحت الباب الأول يدخل: الكتب التي نقل عنها. طريقته في النقل. رواية صحيح البخاري التي اعتمدها في الشرح ... الخ.
وتحت الباب الثاني يدخل قضايا التصحيح والتضعيف. طريقته في الشرح. طريقته في الكلام على الرواة. ... الخ

هذه طرق وضع خطة موضوع البحث.

كشكول ٧٤٦: هارون الرشيد طلب العلم مع الثوري، وكان محباً للعلم معظمًا للحديث...



هارون الرشيد طلب العلم مع الثوري، وكان محباً للعلم معظمًا للحديث...
أذل الله به الكفرة والإفرنجة...
حاول الفسقة والمخالفون تشويه صورته بما تراه في ألف ليلة وليلة، وبعض كتب الأدب... فانتبه.

كشكول ٧٤٥: ملاح السفينة متى يقصر ويفطر، وأهل البادية الذين يتتبعون الكلأ؟



ملاح السفينة متى يقصر ويفطر، وأهل البادية الذين يتتبعون الكلأ؟

مجموع الفتاوى (25/ 213):
«وَيُفْطِرُ مَنْ عَادَتُهُ السَّفَرُ إذَا كَانَ لَهُ بَلَدٌ يَأْوِي إلَيْهِ. كَالتَّاجِرِ الْجَلَّابِ الَّذِي يَجْلِبُ الطَّعَامَ، وَغَيْرَهُ مِنْ السِّلَعِ.
وَكَالْمُكَارِي الَّذِي يُكْرِي دَوَابَّهُ مِنْ الْجُلَّابِ وَغَيْرِهِمْ.
وَكَالْبَرِيدِ الَّذِي يُسَافِرُ فِي مَصَالِحِ الْمُسْلِمِينَ وَنَحْوِهِمْ.
وَكَذَلِكَ الْمَلَّاحُ الَّذِي لَهُ مَكَانٌ فِي الْبَرِّ يَسْكُنُهُ.
فَأَمَّا مَنْ كَانَ مَعَهُ فِي السَّفِينَةِ امْرَأَتُهُ، وَجَمِيعُ مَصَالِحِهِ، وَلَا يَزَالُ مُسَافِرًا؛ فَهَذَا لَا يَقْصُرُ، وَلَا يُفْطِرُ.
وَأَهْلُ الْبَادِيَةِ: كَأَعْرَابِ الْعَرَبِ، وَالْأَكْرَادِ، وَالتُّرْكِ، وَغَيْرِهِمْ الَّذِينَ يُشَتُّونَ فِي مَكَانٍ، وَيُصَيِّفُونَ فِي مَكَانٍ، إذَا كَانُوا فِي حَالِ ظَعْنِهِمْ مِنْ الْمَشْتَى إلَى الْمَصِيفِ وَمِنْ الْمَصِيفِ إلَى الْمَشْتَى: فَإِنَّهُمْ يَقْصُرُونَ. وَأَمَّا إذَا نَزَلُوا بِمَشْتَاهُمْ وَمَصِيفِهِمْ لَمْ يُفْطِرُوا، وَلَمْ يَقْصُرُوا. وَإِنْ كَانُوا يَتَتَبَّعُونَ الْمَرَاعِيَ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ»اهـ.

كشكول ٧٤٤: مثال للدنيا ولأهلها في اشتغالهم بنعيمها عن الآخرة، وما يعقبهم من الحسرات



مثال للدنيا ولأهلها في اشتغالهم بنعيمها عن الآخرة، وما يعقبهم من الحسرات.

قال ابن قيم الجوزية في كتابه عدة الصابرين (ص: 195-196): «مثل أهلها في غفلتهم مثل قوم ركبوا سفينة، فانتهت بهم إلى جزيرة، فأمرهم الملاح بالخروج لقضاء الحاجة، وحذرهم الإبطاء، وخوفهم مرور السفينة.
فتفرقوا في نواحي الجزيرة.
فقضى بعضهم حاجته، وبادر إلى السفينة، فصادف المكان خاليًا؛ فأخذ أوسع الأماكن وألينها وأوفقها لمراده.
ووقف بعضهم في الجزيرة ينظر إلى أزهارها وأنوارها العجيبة، ويسمع نغمات طيورها، ويعجبه حسن أحجارها، ثم حدثته نفسه بفوت السفينة، وسرعة مرورها، وخطر ذهابها؛ فلم يصادف إلا مكانًا ضيقًا فجلس فيه.
وأكب بعضهم على تلك الحجارة المستحسنة والأزهار الفائقة فحمل منها حمله فلما جاء لم يجد في السفينة إلا مكانًا ضعيفًا، وزاده حمله ضيقًا؛ فصار محمولة ثقلاً عليه، ووبالاً، ولم يقدر على نبذه، بل لم يجد من حمله بدًا، ولم يجد له في السفينة موضعًا؛ فحمله على عاتقه، وندم على أخذه، فلم تنفعه الندامة، ثم ذبلت الأزهار، وتغيرت اراييجها، وآذاه نتنها.
وتولج بعضهم في تلك الغياض، ونسى السفينة، وأبعد في نزهته، حتى أن الملاح نادى بالناس عند دفع السفينة فلم يبلغه صوته؛ لاشتغاله بملاهيه، فهو تارة يتناول من الثمر، وتارة يشم تلك الأنوار، وتارة يعجب من حسن الأشجار، وهو على ذلك خائف من سبع يخرج عليه غير منفك من شوك يتشبث في ثيابه ويدخل في قدميه، أو غصن يجرح بدنه، أو عوسج يخرق ثيابه ويهتك عورته، أو صوت هائل يفزعه.
ثم من هؤلاء من لحق السفينة ولم يبق فيها موضع؛ فمات على الساحل.
ومنهم من شغله لهوه؛ فافترسته السباع، ونهشته الحيات.
ومنهم من تاه؛ فهام على وجهه حتى هلك.

فهذا مثال أهل الدنيا في اشتغالهم بحظوظهم العاجلة، ونسيانهم موردهم، وعاقبة أمرهم. وما أقبح بالعاقل أن تغره أحجار ونبات يصير هشيمًا قد شغل باله، وعوقه عن نجاته، ولم يصحبه»اهـ.