السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الاثنين، 16 فبراير 2015

كشكول ٧٤٩: لأضرب مثالاً على الفرق بين العمل بالحديث ومتابعة الحديث!


لأضرب مثالاً على الفرق بين العمل بالحديث ومتابعة الحديث!

مسألة الصلاة بالنعل... وردت في الحديث...
فهل الصلاة بالنعل مطلقاً في كل مكان حتى في المساجد المفروشة هو من إقامة هذه السنة؟
الرسول -صلى الله عليه وسلم- صلى بالنعال والمسجد أرضه من التراب والحصباء، فإذا كنت في سفر وصليت بالنعلين على التراب فقد وافقت السنة وتابعتها في تطبيق هذا الحديث!
أما لو صليت بالنعلين على الفرش فأنت لم تطبق السنة في عملك بالحديث الوارد!
مثال آخر:
إذا رأيت منكراً، فأنكرته دون تروي ونظر في عواقب الأمور فإنك توشك أن تخالف السنة من جهة ظنك أنك توافقها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر!
فالبول في المسجد منكر بادر الصحابة إلى إنكاره لما فعله ذاك الأعرابي الذي دخل المسجد فبال في طائفة من المسجد، فنهى الرسول الصحابة عن إنكارهم وقال: «لا تزرموه»!
لأن -والله أعلم- تطبيق سنة إنكار المنكر تحتاج إلى نظر إلى المآلات وعواقب الأمور، ليست القضية مجرد إنكار حتى لو ترتب عليه منكر أكبر منه.
لنتأمل ما جاء في حديث الأعرابي الذي بال في طائفة من المسجد؛
لو أنكر عليه أثناء بوله؛ لترتب على ذلك الأمور التالية:
- انتشار البول في أكثر من محل من المسجد.
- قطعه عن البول فجأة بفزع قد يحدث له حصراً في التبول.
- قد يتسبب ذلك في نفوره عن الدين.
فمنع الرسول -صلى الله عليه وسلم- الصحابة عن قطع الأعرابي عن التبول، فلما أكمل أمر بذنوب من ماء فأهريق على موضع بوله، ثم كلم الرسول -صلى الله عليه وسلم- الأعرابي وعلمه أن المساجد لم تبن لهذا... الحديث.
الصحابة الذين أنكروا طبقوا حديث: «من رأى منكم منكراً فليغيره ...»، والرسول -صلى الله عليه وسلم- علمهم أن القضية ليس مجرد عمل بالحديث دون متابعة؛ ليطبق الحديث على الوجه الذي يريده الشرع.

والله الموفق.