السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الأحد، 28 يونيو 2015

سؤال وجواب ٢٣٨: ما هو حد الوجه الذي تبديه المرأة في صلاتها؟


سؤال: 
«ما هو حد الوجه الذي تبديه المرأة في صلاتها؟ وهل يجوز للمرأة إظهار أسفل الذقن (باطنه) -أي ما بين الرقبة وطرف الذقن الأعلى المواجه مع الوجه-؟».

الجواب: 
الْوَجْهُ هُوَ مَا تَحْصُل بِهِ الْمُوَاجَهَةُ، وحده عَرْضًا: مَا بَيْنَ الأُْذُنَيْنِ. وَحَدُّهُ طُولاً: مَا بَيْنَ مَنَابِتِ شَعَرِ رَأْسِهِ عَالِيًا -أَيْ أَنَّ مَا مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يَنْبُتَ عَلَيْهِ الشَّعْرُ الْمَذْكُورُ - وَيُعَبِّرُ عَنْهُ بَعْضُهُمْ: مِنْ مَبْدَأِ أَعْلَى جَبْهَتِهِ . . إِلَى أَسْفَل الذَّقَنِ؛ (انظر الموسوعة الفقهية الكويتية: 43/ 333)، 
والمراد بأسفل الذقن ما كان مواجهًا به؛ فإن باطن الذقن ليس من الوجه. (الموسوعة الفقهية الكويتية المعتمدة: 35/ 228)
بناءً عليه؛ فإن المنطقة المذكورة في السؤال: «أسفل الذقن (باطنه) -أي (ما بين) الرقبة وطرف الذقن الأعلى المواجه مع الوجه-»

لا يجوز للمرأة كشفها لا في الصلاة ولا أمام الأجانب؛ لأنها ليست من الوجه. أسأل الله أن يستر عوراتنا وآمن روعاتنا برحمتك يا أرحم الراحمين.

تطبيق أصولي ٧: على قول الصحابي



تطبيق اصولي 
على قول الصحابي 
لم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم مرفوعا في صلاة الجنازة انه رفع يديه في تكبيراتها الا في التكبيرة الاولى . وساير التكبيرات لم يرد فيها مرفوعا رفع اليدين.
وورد عن ابن عمر رضي الله عنه رفع اليدين في جميع تكبيرات الجنازة .
وهذا الذي ورد عن ابن عمر رضي الله عنه دليل على سنية رفع اليدين في تكبيرات الجنازة جميعها؛ لان ابن عمر رضي الله عنه ما كان ليفعل ذلك من عند نفسه من غير توقيف. لان الحال انه لا مجال للرأي والاجتهاد فيه.
مثال آخر :
امره صلى الله عليه وسلم باعفاء اللحية. يحتمل معنيبن: الاول اطلاق اللحية وعدم الاخذ منها مطلقا. الثاني : توفير اللحية والاخذ منها .
المعنى الثاني هو الذي كان يفعله ابن عمر رضي الله عنه فكان يأخذ ما زاد عن القبضة. وكذا ورد عن ابي هربرة رضي الله عنه. ومثل هذا الفعل ظاهر يراه الصحابة فلو كان منكرا لا يجوز لانكروا عليه . فدل ذلك على ان من السنة توفير اللحية وان ذلك لا ينافي جواز الاخذ منها. 
وكذا في قيام الليل الوارد من فعله صلى الله عليه وسلم انه ما زاد عن 11 ركعة

وورد عن الصحابة انهم كانوا يصلون القيام 23 ركعة. وورد عن اهل المدينة انهم كانوا يصلون القيام 36 ركعة. وهذا ظاهر بدون نكير فاكتسب صفة الاجماع السكوتي على جوازه ومشروعيته زيادة على اثبات سنيته عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

سؤال وجواب ٢٣٧: الأصل أن ما ثبت في صلاة قيام الليل منفردًا يثبت مثله في الجماعة ألا ما استثناه الدليل


سؤال :
بعض الأدلة التي يستدل بها في صلاته -صلى الله عليه وسلم قيام الليل منفردا فكيف يستدل بها على صلاة قيام الليل جماعة ؟
الجواب :
الأصل أن ما ثبت في صلاة قيام الليل منفردًا يثبت مثله في الجماعة ألا ما استثناه الدليل.
فما ثبت فعله في صلاته صلى الله عليه وسلم منفردا يثبت في صلاة قيام الليل جماعة الا اذا ورد دليل يمنع من ذلك.

والله الموفق

كشكول ١٠٠٤: كثرت حوادث الطلاق...!


الله يصلح الحال ... كثرت حوادث الطلاق ...
الله يستر علينا وعلى المسلمين ... إنا لله وإنا إليه راجعون !
يا ناس .. حاولوا إصلاح ذات البين ... لا تفرحوا إبليس بطلاق نسائكم ... لا تتعجلوا ... لا يفرك مؤمن مؤمنة إن سخط منها خلقا رضي منها خلقاً آخر.
وتذكروا قول الله تعالى {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً }النساء19.

أصلح الله الحال .. وستر علينا وعلى المسلمين وأعاننا وإياكم على الطاعة!

لفت نظري ٥٣: أني قرأت لبعضهم يحذر من منشورات تقترح تقسيمًا مجدولاً لما يقرأه المسلم يوميًا من القرآن...


لفت نظري .. أني قرأت لبعضهم يحذر من منشورات تقترح تقسيمًا مجدولاً لما يقرأه المسلم يوميًا من القرآن ليختم القرآن في آخر الشهر، ويذكر أن هذا ينافي قراءة القرآن بتدبر وتمعن وتفكر!
وهذا التحذير عندي فيه نظر؛
فقد ثبت ألترغيب في أن يقرأ المسلم القرآن العظيم في شهر، ولو حصل هذا في شهر رمضان فهذا من أنسب ما يكون في شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن!
وأصل تقسيم القرآن وتحزيبه قد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم وثبت عن السلف ، فليس محل ذم و لا تحذير.
نعم على المسلم أن يقرأ القرآن و لا يهذه هذاً كهذ الشعر.
فإن حصل مع هذه القراءة التي ليست هذا فهمه وتدبره فهذا الأكمل والأفضل، وإلا فقد نال فضل قراءة القرآن وختمه في رمضان. للمناسبة السابقة المشار إليها!

والله الموفق.

قال وقلت ٨٥: ألم يقل رسول الله فمن صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة؟


قال : ألم يقل رسول الله فمن صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة؟
قلت : بلى قال الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك، لكن ليس معناه أن من صلى القيام مع الإمام أجره كأجر من صلى العشاء مع الإمام وانصرف!
إنما معناه أنه يكتب له أصل اجر صلاة قيام ليلة، أمّا من صلى صلاة القيام مع الإمام فإنه يكتب له أجر قيام ليلة، بصلاته العشاء، ويكتب له أجر صلاة القيام والحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمئة ضعف.
ولتتضح لك الصورة أقول: هذا مثل ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : "قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن"، فهل يتساوى أجر من قرأ قل هو الله أحد، بأجر من قرأ عشر أجزاء من القرآن؟!

فهذا مثل هذا! فافهم

لفت نظري ٥٢: وأنا استمع لبعضهم يقرر أن كمال الإنسان يكون بمعرفه من هو وما هي غايته...


لفت نظري وأنا استمع لبعضهم يقرر أن كمال الإنسان يكون بمعرفه من هو وما هي غايته، وأن يكون فعله لا مجرد ردود أفعال فيكون فاعلاً مؤثرا..
والحقيقة هذا الكلام بهذا الإطلاق وبهذا التعبير محل نظر؛
أولاً : سعادة الإنسان في اتباع شرع الله والسير على الصراط المستقيم، قال تعالى {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى }طه124.
ثانياً : ليس مهماً أن يكون الإنسان دائماً فاعلاً، بل الأصل في المسلم أن يحرص على أن يكون مع جماعة المسلمين، ويحرص على الحق، واتباعه، و لا يكون إمعة، فالتفكير الجمعي ليس مردوداً مطرحاً بالكلية، والتفكير الفردي ليس محموداً دائماً، بل علمنا الإسلام أن نحرص على جماعة المسلمين والسمع والطاعة لولي الأمر، وإن جلد ظهرك وأخذ مالك.
ثالثاً : من أنت؟ وما غايتك؟ لها جواب واحد، أنت عبد لله خلقك لعبادته، وأعطاك سبحانه في هذه الدنيا الخيار لتختار بين طريق الخير وطريق الشر، بإرادتك ومشيئتك التي لن تخرج بها عن إرادة الله وعلمه السابق، لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين. 
أمّا طرح السؤال مطلقاً وترك الجواب مطلقاً، فهذا يوشك أن يكون سبيلاً لتسويغ الإنحراف عن الصراط المستقيم.
أي تفكير أو فكر لا يسير على وفق النهج القرآني والهدي النبوي فإن الدخول فيه مضلة فهم ومزلة قدم، على المسلم أن يحذر منه!

والله المستعان وعليه التكلان.

كشكول ١٠٠٣: لا مانع شرعي يمنع أن يصلي المسلم صلاة الليل جماعة في أوله ثم جماعة في آخره


لا مانع شرعي يمنع أن يصلي المسلم صلاة الليل جماعة في أوله ثم جماعة في آخره، خاصة وأن اصل فعل صلاة الليل جماعة ثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
وأيضاً ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الليل في أوله ثم نام ثم قام وصلى من الليل ثم نام وهكذا حتى صلاة الفجر.

فكيف يقال عن صلاة التراويح والتهجد أنها بدعة؟!

كشكول ١٠٠٢: تطبيق في أصول البدع


تطبيق في أصول البدع :
الأمر الذي ثبت بالسنة لا تضر المداومة عليه.
الأمر الذي لم يثبت بالسنة هو الذي تضر المداومة عليه، ويكون بالمداومة بدعة إضافيه .
صلاة الليل جماعة في المسجد والمداومة عليها طوال شهر رمضان ليست من البدعة الإضافية، لأن أصل صلاة الليل جماعة في المسجد ثبت في السنة ، وإنما لم يداوم صلى الله عليه وسلم خشية أن تفرض على أمته. وبوفاته صلى الله عليه وسلم زال هذا المانع وذهبت هذه الخشية.

فلا يقال عن المداومة على صلاة الليل في التراويح والتهجد أنها بدعة.

ليس من منهج السلف ٧٧: نسبة ما جاء عن الصحابي إلى البدعة



ليس من منهج السلف ... أهل السنة والجماعة نسبة ما جاء عن الصحابي إلى البدعة. فما بالك إذا كان مما اتفقوا على إقراره بدون نكير منهم .

كشكول ١٠٠١: السنة


ماورد عن الرسول مضافاً إليه سنة.
وما ورد عن الصحابة فيما لا مجال للرأي والاجتهاد فيه سنة.
وما ورد عن صحابي بدون نكير سنة.
وصور أخرى من السنن في منشور قديم .. تجده على مدونتي ..
هذا نصه :
السنة نوعان:
النوع الأول: سنة صريحة، يأتيك في الحديث: قال رسول الله، فعل رسول الله، كان رسول الله كذا، أو حصل كذا مع رسول الله. فالإضافة إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- تأتي صريحة.
النوع الثاني: السنة الضمنية: وهي التي لا يأتي فيها صريحاً ذكر الرسول -صلى الله عليه وسلم-، لكن حكمها حكم السنة المرفوعة الصريحة.
وتشمل ما يلي: 
- أقوال الصحابة التي لا مجال للرأي والاجتهاد فيها؛ لأنها ما دامت لا مجال للرأي والاجتهاد فيها. فمن أين مصدرها ومن أين أخذوها؟ أخذوها من الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
- قول الصحابي الذي لا مخالف له فيه. هذا أيضاً حكمه حكم السنة المرفوعة، وبعض أهل العلم يقول هذا إجماع سكوتي؛ إذ أن الصحابي حينما يقول القول ويسكت عن الإنكار الصحابة الآخرون، فإن هذا دليلٌ أن قول هذا الصحابي سنة. إما أنه سنة صريحة بهذه الموافقة، أو أنه حصل على درجة الحجة بموافقة الصحابة؛ فصار حكمه حكم الإجماع السكوتي.
- قول الصحابي في أسباب النزول. في أسباب نزول القرآن الكريم هذا أيضاً حكمه حكم السنة المرفوعة؛ إذا كانت الصيغة التي عبر فيها عن سبب النزول صيغة صريحة، كقوله: «حدث كذا، فأنزل الله كذا»، فإن هذا صريح في أن هذه الواقعة حصلت في زمن الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
- قول الصحابي في تفسير مرويه، فإن الصحابي حينما سمع الحديث من الرسول -صلى الله عليه وسلم- علم بالقرائن التي حفت هذا الحديث، فتفسيره لما يرويه عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- مقدم على كلام غيره، بل لعل الأصل فيه أن يكون هذا الفهم، أو المعنى الذي فسر فيه الحديث، يغلب على الظن أنه استفاده من الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
- ما يأتي عن الصحابي على أنه قرآن، ويخالف رسم المصحف، فأدنى أحواله أنه خبر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويسميه علماء التفسير: (قراءة تفسيرية)، ويسميه علماء القراءات: (قراءة شاذة).
- قول الصحابي في تفسير القرآن الكريم.
هذه أنواع تندرج تحت السنة الضمنية، تغيب عن أذهان بعض الناس ولكن أهل الحديث من أكثر الناس تنبهاً لها؛ لذلك تراهم إذا ألفوا الأجزاء الحديثية يوردون الأحاديث المرفوعة، والآثار الموقوفة؛ لأنها لا تخلوا من أن تتضمن الدلالة، أو الإشارة إلى سنة من السنن. ولهذا على طالب العلم أن يشمر عن ساعده للاعتناء بالوارد عن الصحابة في مسائل العلم، وهذا الجانب يقع فيه قصور من جهات:
الأولى: أن الغالب عدم الاعتناء ببيان الصحيح من الضعيف من الآثار.
الثاني: عدم تحرير قول الصحابي في المسألة.
الثالث: الهجوم على نسبة القول إلى الصحابي، قبل تحرير إن كان آخر القولين له أوْ لا.

ويبقى مما يحتج به بأقوال الصحابة: اختلافهم في فهم الآية والحديث، فإنه لا يجوز إحداث قول خارج عن أقوالهم.

قال وقلت ٨٤: كيف لا يكون الاجتماع لصلاة التهجد بعد التراويح بدعة؟


قال: كيف يا شيخ لا تكون بدعة؟ إذا كان الناس يجتمعون ويصلون إحدى عشر ركعة ثم ينصرفون ويأتون مرة أخرى آخر الليل ليصلوا عشر ركعات أخرى فيكونون قد زادو على ما فعله الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة أيضا ، وهدا العمل عبادة وكما تعلمنا منكم أن نعبد الله عز وجل كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وأنه لم يزد على إحدى عشرة ركعة .
قلت: 
أولاً : الثابت في صلاة الليل الذي أشرت إليه ليس فيه إلا مجرد فعل، وقد ورد عن الصحابة القيام بأكثر من ذلك العدد من الركعات، بدون نكير، ولذلك قال أحمد : إن صلاة الليل ذات ألوان، يعني ورد فيها أعداد متعددة. وعليه فإن فعله سنة. وما دل عليه فعل الصحابة سنة، لأنهم فعلوا الزيادة على احدى عشرة ركعة بلا نكير، فدل على مشروعيته المتقررة عندهم. انظر منشوري بعنوان: قيام الليل بأكثر من ثلاث عشرة ركعة. 
ثانياً : ثبت جواز أن يصلي المسلم بعض شطر صلاة الليل في أوله وشطرها في آخره. فلو قام المسلم وصلى التراويح، ثم صلى التهجد ما ضر ذلك صلاته، ولم يخالف السنة. أنظر منشوري بعنوان لفت نظري أن بعض طلبة العلم ينكرون أن يصلي التراويح والتهجد. 

ثالثاً : الحكم ببدعية هذا الفعل وفيه ما تقدّم يكون محل نظر ، والله الموفق.

لفت نظري ٥١: أن بعض طلبة العلم يحكم ببدعية صلاة التراويح والتهجد في العشر الأواخر


لفت نظري ... أن بعض طلبة العلم يحكم ببدعية صلاة التراويح والتهجد في العشر الأواخر، لأن ذلك في زعمه فيه تقطيع لصلاة الليل ، فكيف يصلي في أول الليل بعد العشاء ثم يعود ويصلي في آخر الليل .
فأردت أن أورد الدليل على مشروعية أن يصلي المسلم بعض صلاة الليل ثم يعود من الليل ويصلي بعضا آخر منها
عن عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: أَخْبَرَنِي يَعْلَى بْنُ مَمْلَكٍ، أَنَّهُ سَأَلَ أُمَّ سَلَمَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَلَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاللَّيْلِ. قَالَتْ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ، ثُمَّ يُسَبِّحُ، ثُمَّ يُصَلِّي بَعْدَهَا مَا شَاءَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ اللَّيْلِ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ، فَيَرْقُدُ مِثْلَ مَا يُصَلِّي، ثُمَّ يَسْتَيْقِظُ مِنْ نَوْمَتِهِ تِلْكَ، فَيُصَلِّي مِثْلَ مَا نَامَ، وَصَلَاتُهُ تِلْكَ الْآخِرَةُ تَكُونُ إِلَى الصُّبْحِ"
أخرجه أحمد في المسند (44/ 240، حديث رقم 26625، الرسالة)، وأبوداود تحت رقم (1466)، والترمذي تحت رقم (2923)، والنسائب تحت رقم (1629)، وابن خزيمة (2/ 188، تحت رقم 1158)، وابن حبان (الإحسان 6/ 366، تحت رقم 2639)، والحاكم في المستدرك (1/ 309، تحت رقم 1165).
والحديث قال الترمذي رحمه الله عنه: "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ، لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مَمْلَكٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ. وَقَدْ رَوَى ابْنُ جُرَيْجٍ، هَذَا الحَدِيثَ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُقَطِّعُ قِرَاءَتَهُ، وَحَدِيثُ اللَّيْثِ أَصَحُّ"اهـ. وصححه ابن خزيمة وابن حبان، وقال الحاكم رحمه الله: "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ"اهـ. وضعفه الألباني ومحققو المسند من أجل يعلى بن مملك، لأنه لم يرو عنه إلا ابن أبي مليكة، ولم يوثقه غير ابن حبان.
قلت: أما كونه لم يرو عنه إلا ابن أبي مليكة، فهذا مما يغتفر في حقه، فإنه في طبقة التابعين، يقول ابن كثير رحمه الله في الباعث الحثيث إلى اختصار علوم الحديث (ص: 97): "فأما المبهم الذي لم يسم، أو من سمي ولا تعرف عينه فهذا ممن لا يقبل روايته احد علمناه. ولكنه إذا كان في عصر التابعين والقرون المشهود لهم بالخير، فإنه يستأنس بروايته، ويستضاء بها في مواطن. وقد وقع في مسند الإمام أحمد وغيره من هذا القبيل كثير والله أعلم"اهـ، وهذا يروي عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها ، ويروي عنه ابن أبي مليكة.

أما قضية أنه لم يوثقه إلا ابن حبان ففيها نظر، فقد وثقة الترمذي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم، بإخراجهم للحديث من طريقه وحكمهم عليه بالصحة، فإن قيل: جاء في السنن الكبرى للنسائي (2/ 147): "قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: يَعْلَى بْنُ مَمْلَكٍ لَيْسَ بِذَاكَ الْمَشْهُورِ"اهـ، فالجواب: هذا ليس بجرح، ويؤكد هذا ويرجحه أن النسائي نفسه أخرج الحديث في سننه المجتبى، والمومأ إليه بالصحة عنده. فالحديث حسن ولله الحمد.

سؤال وجواب ٢٣٦: شعور الشخص بعد الارتياح للأمر بعد الاستخارة هل هو من علامات عدم التوفيق؟


سؤال :
انا شاب سلفي ولله الحمد..رايت فتاة فاعجبتني ثم ارسلت اليها فوافق اهلها ووافقت هيا..وهي متقبله لسنة وللسلفية ومتقبلة لي انا ملتحي..في زمن القليل جدا من توافق علي صاخب السنة واللحية..فاستخرت وقمت باجراء مقابلة معها..وبعد المقابلة احس في نفسي غير مرتاح..فهل من الاستخارة..فهل ان الشخص يشعر بانه غير مرتاح..من علامات عدم التوفيق...او ليس له دخل..وهو من وساوس الشيطان..ارشدني بارك الله فيك
الجواب :

إذا لم تعجبك ولم ترتح للزواج منها فلا تتمم، ومن أجل هذا شرعت النظرة الشرعية قبل العقد، فاعتذر إليهم، بدون ما تجرح خاطر أحد، والله يعينك

سؤال وجواب ٢٣٥: من كان مريضاً مرضاً لا يرجى برؤه فإنه يطعم عن كل يوم مسكيناً


سؤال :
ماذا يفعل من به مرض ولا يرجى شفائه هل يطعم وإذا كان يطعم هل متى يخرجها وهل يجوز إعطاء الإطعام لعائلة واحدة فقط
الجواب :

من كان مريضاً مرضاً لا يرجى برؤه فإنه يطعم عن كل يوم مسكيناً، و لا مانع أن يطعم به عائلة واحدة، ويطعهم في عدة أيام حتى يتحقق أنه أطعم ثلاثين مرة، فلو كان عددهم خمسة، فإنه يطمعهم ست ليال ، في كل ليلة طعام خمسة مساكين، ففي ست ليال يكون قد أطعم ثلاثين مرة.، والله الموفق.

سؤال وجواب ٢٣٤: أهل زوجي يسيؤون معاملتي، مع أني أحسن إليهم، وقد تعبت منهم؛ فبم توصيني؟


سؤال :
«أهل زوجي يسيؤون معاملتي، مع أني أحسن إليهم، وقد تعبت منهم؛ فبم توصيني؟».
الجواب:
أوصيك بالصبر ، والمداومة على حسن الخلق وحسن التعامل.
وهم وإن لم يكونوا من ذوي رحمك ، إلا أن حسن التعامل معهم وحسن العشرة لهم من برك بزوجك وحفظك لكرامته عليك.
تذكري دائماً أنه لن يغلب عسر يسرين، وأن مع العسر يسراً.
وأن من صبر وتأنى نال ما تمنى.

وانظري إلى حال من هو دونك ، فستجدين أعاجيب في هذا الباب، فالحمد لله على العافية، والله يرعاني ويرعاك.

سؤال وجواب ٢٣٣: هل الاجتماع لصلاة الليل في العشر الأواخر من رمضان بدعة؟


سؤال :
في العشر الآواخر من رمضان .. نصلي التراويح مع الإمام ثم ننصرف.. بعدها في النصف الأخير يجتمع الناس في المسجد لصلاة التهجد . . و هذا العمل يقول الشيخ الألباني أنه بدعة لأنه لميثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم ولا صحابتة الكرام..
الجواب : 

لا يظهر أن في الاجتماع مرة ثانية بدعة شرعية، فإن الاجتماع لصلاة الليل ثابت، ولا بأس للمسلم أن يصلي شطراً من صلاة الليل في وقت من الليلة بعد العشاء ثم يصلي شطراً آخر منها في وقت آخر من نفس الليلة، وأصل الاجتماع وارد ومشروع، فلا يقال عنه أنه بدعة. والله اعلم.

سؤال وجواب ٢٣٢: ما حكم صلاة الذين يصلون داخل بناء المسجد مع انقطاع الصفوف...؟


سؤال :
نظرا لضيق المسجد وحرارة الجو قرر إمام المسجد أن يصلي التراويح في ساحة خارج بناء المسجد, وهي ليست تابعة للمسجد, بل موقف سيارات, فما حكم صلاة الذين يصلون داخل بناء المسجد مع انقطاع الصفوف ووجود مسافة وجدار بين الصفوف التي خلف الإمام والصفوف التي بداخل المسجد؟ 
مع العلم بوجود مساجد قريبة وفيها متسع
الجواب :

إذا كان الإمام يصلي بساحة مواقف خارج المسجد، وبعض الناس يأتم به من داخل المسجد مع انقطاع الصفوف ووجود الجدار الحائل، فالظاهر عندي أنه لا يصح هذا الائتمام، وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: "تأتمون بي ويأتم بكم من بعدكم".، ومن صلى في المسجد والحال ما ذكر لم يأتم بالإمام ولا بمن يصلي وراء الإمام. والله الموفق.

سؤال وجواب ٢٣١: هل لبس (الثوب) من السنة؟


سؤال : 
هناك رجل يقول: لبس الثوب من السنة هل كلامه صحيح ويشجع الناس بلبس الثوب "توب"؟
الجواب : 
لم أفهم الذي تقصده بكلمة (ثوب).
فإن أردت بالثوب الرداء والإزار، فقد لبسه الرسول صلى الله عليه وسلم.
وإن أردت بالثوب القميص فقد لبسه الرسول صلى الله عليه وسلم.
والظاهر أن لبس الرسول صلى الله عليه وسلم لهما من باب سنن العادة لا سنن العبادة، بمعنى أنه لم يتعبد أمته بلبس الرداء والإزار في كل حين، إلا في مناسك الحج والعمرة.
ولم يتعبد أمته بلبس القميص في كل حين.
وأمر اللباس يرجع فيه كل قوم إلى المعتاد عندهم إذا روعيت فيه الصفة الشرعية؛
فلا يكون من باب التشبه بالنساء.
و لا يكون من باب التشبه بالكفار.
و لا يكون زائداً عن الكعبين.
و لا يكون لا بسه كاسياً عارياً.
و لا يكون فيه تشبهاً بلبس الفساق.

فإذا تحقق فيه عدم المخالفة للشرع فلا حرج في لبسه، والله المستعان.

كشكول ١٠٠٠: النية الصالحة


النية الصالحة لها اثر في اعمال الدنيا يلمسه المسلم فكم من عمل كاد ان يكون فاسد الاثر فتأتي النية الصالحة فتجعل له من الخير والبركة ما يذهب بفساده.
فاحرص على حسن النية كما تحرص على استقامة عملك وصحته .. فانه لو فاتك العمل كسبت اثر النية السليمة .
بل حتى في امور الدين لا يستوي من كان فاسد النية غبر متابع في العمل.
مع من كان فاسد العمل صالح النية.

يحتاج هذا وقفة تأمل ... فلا تتعجل!

كشكول ٩٩٩: قاعدة التعاون والمعذرة


قاعدة التعاون والمعذرة
ليعاون بعصنا بعضا فيما اتفقنا عليه. وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه.
هذه القاعدة مسلمة في التعاون عند الاتفاق.
وغير مسلمة في المعذرة عند الاختلاف باطلاق .
لأن مسائل الاختلاف إما أن تكون مما ظهر فيها دليل يلزم المصير إليه وإما أن تكون مما تتجاذبه الأدلة؛
فعلى الأول فالقاعدة غير صحيحة لأنه لايجوز أن يستمر الخلاف بل الواجب أن يقال يعلم بعضنا بعضا الحق فيما اختلفنافيه .

وعلى الثاني فلاتصح أيضاً لأنه ينبغي التوصل إلى معرفة الراجح مهما أمكن والصحيح أن يقال ينصح بعضنا بعضاً فيما اختلفنافيه.

الأربعاء، 24 يونيو 2015

كشكول ٩٩٨: كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ



{كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ}.

بعض الناس يهديه اجتهاده إلى أن يتقصد بدعوته الأمراء والأغنياء، لما يرجوه من أثرهم في خدمة الدّين؛
إذ لهؤلاء أتباع، ولهم أموال!
وهذا خلاف التوجيه الإلهي للرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ فالدين لا يحتاج أن يتكلف الداعية أكثر من تبلغيه، لكل من يريده، لا يذهب به إلى الأغنياء أو الأمرء، أو الرؤساء، أو الكبراء.
قال -تبارك وتعالى-: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالغَدَاةِ وَالعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}. (الكهف: 28).
وعاتب الله رسوله -صلى الله عليه وسلم- لما اجتهد في دعوة كبراء قريش، وعبس وتولى!
قال الله -تبارك وتعالى-: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (12) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (13) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ}. (عبس: 1-16).

كشكول ٩٩٧: لست عليهم بمسيطر



لست عليهم بمسيطر.

بعض الناس يريد أنه إذا أمر بمعروف ونهى عن منكر، أن يمتثل الناس ذلك ويأخذوا به، وإلا فإنه يصفهم بأبشع الأوصاف وينالهم بأقذع الكلام.
والحق الذي ينبغي الانتباه إليه:
أن الداعية وظيفته إبلاغ الناس الحق، وأمرهم بالمعروف والنهي عن المنكر! أما قضية امتثالهم وعدم امتثالهم فهذه ليست إليه، ولا هي من شأنه!
وله قدوة في سيدنا محمد؛ فإن الله لم يجعل من دوره ولا من عمله غير البلاغ والتذكير.
{نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالقُرْآَنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ}. (ق: 45)، {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ* لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ}. (الغاشية:21 - 22). {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}. (البقرة: 272).
أمّا أن يسوغ من ينتسب إلى الدعوة لنفسه الكلام في الناس، أو في الأمراء أو المسؤولين بدعوى أنه نصحهم وأمرهم بالمعروف ونهاهم عن المنكر فلم يمتثلوا ولم يغيروا؛ فهذا ليس من منهج الدعوة الذي علمنا إياه ربنا -سبحانه وتعالى-، وسار عليه نبينا -صلى الله عليه وسلم-.
ولذلك جاء عن عِيَاض بْن غَنْمٍ: قال رَسُول اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْصَحَ لِسُلْطَانٍ بِأَمْرٍ، فَلَا يُبْدِ لَهُ عَلَانِيَةً، وَلَكِنْ لِيَأْخُذْ بِيَدِهِ، فَيَخْلُوَ بِهِ، فَإِنْ قَبِلَ مِنْهُ فَذَاكَ، وَإِلَّا كَانَ قَدْ أَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ لَهُ». (أخرجه أحمد في المسند (الميمنية 3/ 403 - 404)، (الرسالة 24/ 48، تحت رقم: 15333)، ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 154 تحت رقم: 876)، وفي كتاب السنة (مع ظلال الجنة 2/ 273، تحت رقم: 1098)، والطبراني في المعجم الكبير (17/ 367، رقم: 1007)، ومسند الشاميين (2/ 99)، والحاكم في المستدرك (علووش 3/ 338، رقم: 5320) وقال: «صحيح الإسناد»، وأبونعيم في معرفة الصحابة (15/ 286 الشاملة)، والبيهقي في السنن الكبرى (2/ 32). والحديث قال في مجمع الزوائد (5/ 229): «قلت في الصحيح طرف منه من حديث هشام فقط - رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أني لم أجد لشريح من عياض وهشام سماعًا وإن كان تابعيًا»اهـ، وأورده (5/ 230) من طريق جبير بن نفير عن عياض بن غنم، وقال: «ورجاله ثقات وإسناده متصل»اهـ، وقال محققو المسند: «صحيح لغيره دون قوله: من أراد أن يَنْصَحَ لسلطان بأمرِ .. فحسن لغيره»اهـ، وصححه الألباني في ظلال الجنة (2/ 273 - 274).
والشاهد قوله: «وَإِلَّا كَانَ قَدْ أَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ لَهُ».
وبالله التوفيق.

كشكول ٩٩٦: صفات للرجل لا تنبغي للمرأة



صفات للرجل لا تنبغي للمرأة.
- الذلة والضعف في الكلام، فقد وصف الله المؤمنين بقوله -تبارك وتعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ...}. (الفتح: 29).
وبقوله -تبارك وتعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ...}. (المائدة: 54).
أما المرأة فلا ينبغي أن تتصف بهذه الصفة إلا مع زوجها أو بنات جنسها، أمّا خطابها وتعاملها مع الأجانب فيكون كما قال تعالى: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا}. (الأحزاب: 32). 
- والشجاعة ممدوحة في الرجل، غير ممدوحة في المرأة؛ لأنها ضعيفة، فإذا تشجعت أوشكت أن تقع في المكروه.
[والشّجاعة: شدّة القلب في البأس.
ويقال: رجل شجاع وشجاع، وشجاع وأشجع، من قوم شجاع وشجعان، وشجعان. والمرأة شجاعة وشجعة وشجيعة وشجعاء.
وقيل: لا توصف به المرأة].
أقول: لا توصف به بالمعنى الذي ذكرته، والله الموفق.
- الطيب والبخور، يمدح في الرجل في كل حين، ولا يمدح في المرأة إذا خرجت من بيتها، ولو إلى المسجد، وذلك لما ورد في الحديث: «إذا شهدت إحداكن المسجد فلا تمس طيبا».
- البخل مما يذم في الرجل، ويوقع في الإثم إذا كان بتقصير في حق واجب عليه، والمرأة تمدح في حفظ مال زوجها، وتشددها في صرفه؛ فهي أحفظ لذات الزوج وماله.
- النخوة والشهامة، تمدح في الرجل، أمّا المرأة:
فإن فعلت هذا مع بنات جنسها فيقيد بما لا يضر بوليها وأهلها،
وأما أن تفعله مع الأجانب فهذا يوشك أن يوقعها فيما لا تحمد عليه.

والمقصود:
أن ليس كل ما يمدح به الرجل تمدح به المرأة، أو يحسن أن تتصف به المرأة، والله أعلم.

سؤال وجواب ٢٣٠: ما ضابط السنن المهجورة؟



سؤال:
«ما ضابط السنن المهجورة؟ هل كل حديث ورد، لا نجد الناس يعملون فيه نعده من السنن المهجورة؟».

الجواب:
السنن المهجورة هي ما ثبت أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يفعله على جهة التعبد، وتركها الناس.
- فما لم يثبت سنده، ليس بسنة.
- وما ثبت سنده وهجر السلف العمل به، ليس بسنة.
- وما ثبت سنده ولم يعمله الرسول -صلى الله عليه وسلم- على وجه التعبد والتقرب لله، فليس بسنة.
- وما ثبت أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فعله على جهة التعبد ولم يتركه الناس، ليس بسنة مهجورة.
فليس كل ما صح عن الرسول يكون سنة مهجورة، حتى يكون فعله على جهة التعبد ثابتاً.
وبعض الناس عندهم غلو في هذا الباب كلما وجد حديثاً صحيحاً في شيء، ولم يره معروفاً عند الناس راح يعده من السنن المهجورة، فلا يفرق بين ما صدر من الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأصل الجبلة البشرية، لا يقصد به التعبد، ولا بين ما ترك السلف العمل به، بل قد تجده لا ينتبه إلى أن هذا الحديث قد يكون من باب المنسوخ، أو المتشابه، أو المخصص، أو غير ذلك من المعاني!
ولذلك أؤكد أن لا يتسرع المسلم إلى الجزم بمجرد صحة الحديث إلى إدعاء أن هذا الحديث من السنن المهجورة. والله الموفق.

وهذا رابط منشور آخر لي يتعلق بنفس الموضوع يستفاد منه في استكمال أطرافه. في مدونتي:

كشكول ٩٩٥: رسالة تدبر القرآن



رسالة تدبر القرآن.
محاضرة ألقيتها عبر الهاتف لأخوة في الجزائر
رابطها:

الثلاثاء، 23 يونيو 2015

سؤال وجواب ٢٢٩: أجر قراءة القرآن



سؤال:
«أنا أحفظ شيئًا من القرآن، وأراجعه عن ظهر قلب الآن في رمضان، وأقرأ أحيانًا من المصحف مباشرة؛ فهل أؤجر على كل حرف بـ 10 حسنات، في قوله -صلى الله عليه وسلم-: «لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف» يكون من المصحف مباشرة أو حتى عن ظهر قلب؟
مع العلم القراءة تكون في المراجعة أسرع وأقل تدبراً من القراءة من المصحف؟».

الجواب:
لم يشترط الرسول -صلى الله عليه وسلم- لحصول أجر القراءة لكل كلمة بحسنة والحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف أكثر من القراءة.
نعم القراءة بتدبر وتفكر وتفهم أفضل، لكنها ليست شرطًا في حصول أجر القراءة المذكور فيما يظهر، والله أعلم.
مع ملاحظة أن المقصود:
القراءة بحركة اللسان، لا بمجرد العين.
وأن المقصود القراءة التي يظهر منها القرآن لا الهذا الذي لا يفهم منه شيئاً.
والله المستعان.

كشكول ٩٩٤: رجال يشتكون من العنف الأسري... نسائهم يضربونهم!



يقولون: «الضرب في النوم محبة، فمن رأيت أنك تضربه؛ فأنت تحبه». والله أعلم هل هذا صدق أم لا.
وفي الواقع هو عداوة.
نساء يشتكين من رجالهن.
ورجال يشتكين من نسائهم.
وزاد الأمر شيء غريب لا يكاد يصدق؛
رجال يشتكون من العنف الأسري... نسائهم يضربونهم!
أتذكر الشيخ علي الطنطاوي -الله يرحمه- في برنامج نور وهدية قديماً كان يجي في قناة السعودية كل يوم جمعة بعد صلاة الجمعة، ذكر أنه كان قاضياً في الشام = سوريا، وأن من أغرب القضايا التي مرت عليه رجل يشتكي زوجته أنها ضربته!
واليوم أصبح هذا الأمر المستغرب موجوداً، وبوضوح... كل ما عليك أن تدخل إلى جوجل وتبحث وستقرأ وتشاهد العجب العجاب!

سؤال وجواب ٢٢٨: ما حكم هذه الأدعية الخاصة بكل يوم في رمضان؟



سؤال:
«ما حكم هذه الأدعية الخاصة بكل يوم في رمضان فهناك من ينشرها، ونريد ردًا عليهم إذا كان غير جائز؟».

الجواب:
لا أعلم لها اصلاً، وتخصيص دعاء معين لكل يوم من أيام رمضان، يجعل الموضوع من باب البدع الإضافية،
فإن اشتمل الدعاء على مخالفات فهذا من باب البدع الحقيقية.
والله لا يتقبل من العمل إلا:
- ما كان خالصًا لوجهه الكريم،
- متابعاً فيه سنة نبيه الكريم -صلى الله عليه وسلم-.
والله الموفق.

سؤال وجواب ٢٢٧: من كان منهجه اتباع الكتاب والسنة على منهج السلف، فهو سلفي



سؤال:
«قلتم في سلسلة (ليس من منهج السلف): ليس من منهج السلف حصر الدين في مسألة، فمن وافقني عليها هو سلفي...؛
ومعلوم عند أهل السنة أن المسح على الخفين مسألة واحدة من خالف فيها؛ فهو مبتدع، وكذلك مسألة الوقف في خلق القرآن، وكذا سب الصحابة، والحوض والميزان ... كلها مسائل مفردة نسب السلف إلى القائل بها البدعة وأخرجوه من السنة.
فكيف تستقيم عبارتكم -أحسن الله إليكم- مع فعل السلف الآنف الذكر؟».

الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
من خالف في هذه المسألة لا يحكم بأنه غير سلفي؛ فإنه ينظر قد يكون مجتهداً تأول، وقد يكون جاهلاً، وقد يكون قد قام مانع آخر، يمنع من أن يوصف بعدم السلفية لأجل مسألة واحدة.
وهذا ذكرته بالنظر إلى واقع أهل العلم، وواقع الناس اليوم، فالقضية منهج وليست مسألة؛
فمن كان منهجه اتباع الكتاب والسنة على منهج السلف؛ فهو سلفي، وإن أخطأ وخالف في مسائل.
ومن كان منهجه خلاف ذلك فهو غير سلفي، وإن وافق السلفية في مسائل.
وأما أفراد المسائل فلا يدار عليها وصف الرجل وحاله، والله المستعان وعليه التكلان.

سؤال وجواب ٢٢٦: إذا قال المؤذن في الفجر: «الصلاة خير من النوم»، فبماذا يرد المستمع؟



سؤال:
«إذا قال المؤذن في الفجر: «الصلاة خير من النوم»، فبماذا يرد المستمع؟».

الجواب:
إذا قال المؤذن: «الصلاة خير من النوم»، فإن السنة أن تقول مثل ما يقول المؤذن، إلا في الحيعلتين فقد ورد أن تقول مثله، وورد أن تقول: «لا حول ولا قوة إلا بالله».

سؤال وجواب ٢٢٥: هل يصلى على المنتحر؟


سؤال:
«عندنا عجوزًا في قريتنا قتلت نفسها؛ فهل يصلى عليها؟».

الجواب:
المسلم إذا قتل نفسه فإنه يكون من أصحاب المعاصي، والكبائر، يعامل معاملة المسلمين، فيغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين، ويترك أهل العلم والفضل الصلاة عليه تحذيراً للناس من فعله.
والله الموفق.

كشكول ٩٩٣: أيها الرجل المسلم... اتق الله في زوجك!



قالت: «المرأة الملتزمة أو التي تحاول الالتزام تعاني من زوجها المر، ولا تستطيع أن تفضح الأمر خوفًا أو خجلاً!».

أقول:
أيها الرجل المسلم... اتق الله في زوجك.
ألا تعلم أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أوصى بالضعيفين، وهما اليتيم والمرأة.
أخرج أحمد في المسند (2/ 439، الميمنية)، (15/ 416، تحت رقم: 9666، الرسالة)، وابن ماجه في أبواب الأدب، بَابُ حَقِّ الْيَتِيمِ، حديث رقم: (3678)،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ: الْيَتِيمِ، وَالْمَرْأَةِ». قال الأرنؤوط في تحقيقه للسنن: «إسناده قوي»، وكذا قال محققو المسند.
ألا تعلم أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع أوصى بالنساء؛
عن عَمْرو بنِ الأَحْوَصِ الجُشميِّ -رضي اللَّه عنه- أَنَّهُ سمِعَ النبي -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- في حَجِّةِ الْوَداع يقُولُ بعد أَنْ حَمِدَ اللَّه تعالى، وَأَثنَى علَيْهِ وذكَّر ووعظَ، ثُمَّ قال: «أَلا واسْتَوْصوا بِالنِّساءِ خَيْراً، فَإِنَّمَا هُنَّ عَوانٍ عَنْدَكُمْ لَيْس تمْلكُونَ مِنْهُنَّ شَيْئاً غيْرَ ذلِكَ إِلاَّ أَنْ يأْتِينَ بِفَاحشةٍ مُبيِّنةٍ، فإِنْ فَعلْنَ فَاهْجُروهُنَّ في المضَاجعِ، واضْربُوهنَّ ضَرْباً غيْر مُبرِّحٍ، فإِنْ أَطعنَكُمْ فَلا تبْغُوا عَلَيْهِنَّ سبيلا. أَلا إِنَّ لَكُمْ عَلَى نِسائِكُمْ حَقًّا، ولِنِسائِكُمْ عَلَيْكُمْ حقًّا، فَحَقُّكُمْ عَلَيْهنَّ أَن لا يُوطِئْنَ فُرُشكمْ منْ تَكْرهونَ، وَلا يأْذَنَّ في بُيُوتكمْ لِمن تكْرهونَ، أَلا وحقُّهُنَّ عَلَيْكُمْ أَن تُحْسنُوا إِليْهنَّ في كِسْوتِهِنَّ وَطعامهنَّ».
رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيحٌ.
قوله -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم-: «عوانٍ». أَيْ: أَسِيرَاتٌ.
هل تعلم أن إيمانك يكمل بإحسان التعامل مع زوجك؟!
عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-، قال: قال رسول اللَّه -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم-: «أَكْمَلُ المُؤْمنين إِيمَاناً أَحْسنُهُمْ خُلُقاً، وَخِياركُمْ خيارُكم لِنِسَائِهِم». (رواه التِّرمذي وقال: «حديثٌ حسنٌ صحيحٌ».).
هل تعلم أن المرأة الصالحة خير متاع الدنيا؟!
عن عبدِ اللَّه بنِ عمرو بن العاص -رضي اللَّه عنهما- أَن رسول اللَّه -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- قال: «الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتاعهَا المَرْأَةُ الصَّالحةُ». (رواه مسلم).
ألا فاستوصوا بالنساء خيراً.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ:
«قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خيراً؛ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ؛ فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ». (أخرجه البخاري ومسلم).
قال الله -تبارك وتعالى-: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}. (سورة النساء الآية: 19).
ما قيمة أن تقول: أنك سلفي، وتجالس السلفيين، وأنت لا تحسن التعامل مع زوجك وعيالك؟!
ما قيمة أنك سلفي وأنت تعطي هذه الصورة السيئة عن أخلاق السلفية؟!
ألا إن خياركم خياركم لنسائه!
وبالله التوفيق.

سؤال وجواب ٢٢٤: ما حكم زيادة القول: «رب الملائكة والروح»؟



سؤال:
«ما حكم زيادة القول: «رب الملائكة والروح»؟».

الجواب:
لم يوضح السائل الموضع الذي وردت فيه هذه الزيادة، وعموماً:
- وردت هذه الزيادة في أذكار الركوع والسجود، بسند صحيح فقد أخرج مسلم تحت رقم: (223): عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، أَنَّ عَائِشَةَ نَبَّأَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُولُ: «فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ».
- ووردت هذه الزيادة في الذكر عقب صلاة الوتر. أخرج الطبراني في المعجم الأوسط (8/ 108)، تحت رقم: (8115) قال: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، نا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُوتِرُ بِسَبَّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وَقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وَإِذَا سَلَّمَ قَالَ: «سُبْحَانَ الْمَلَكُ الْقُدُّوسُ» ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَمَدَّ بِالْأَخِيرَةِ صَوْتَهُ، وَيَقُولُ: «رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ».
وهذه الزيادة جاءت من طريق قتادة عن سعيد بن عبدالرحمن، وقتادة مدلس. فالسند ضعيف.
وقد روى الثقات هذا الحديث ولم يذكروا هذه الزيادة.
من ذلك في مسند أحمد (24/ 72، تحت رقم: 15354) قال احمد: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، وَزُبَيْدٍ الْإِيَامِيِّ، عَنْ ذَرٍّ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- «أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ فِي الْوِتْرِ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وَقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ، فَإِذَا سَلَّمَ قَالَ: «سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ، سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ، سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ»،  وَرَفَعَ بِهَا صَوْتَهُ». قال محققو المسند: «إسناده صحيح على شرط الشيخين»اهـ.
بل جاء عن قتادة بغير هذه الزيادة، 
أخرج أحمد في المسند (24/ 74، تحت رقم: 15355)، قال أحمد: حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عَزْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «كَانَ يَقْرَأُ فِي الْوِتْرِ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وَقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ، وَكَانَ إِذَا سَلَّمَ قَالَ: «سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ»، يُطَوِّلُهَا ثَلَاثًا». قال محققو المسند: «إسناده صحيح على شرط مسلم»اهـ.
قلت: جاء هذا من طريق آخر عن شعبة قد قتادة، وقد كفانا شعبة تدليس قتادة.
وبهذا تكون هذه الزيادة منكرة؛ لأنه من رواية ضعيفة مخالفة لروايات الثقات.
هذا حكمها من جهة الرواية.
أما حكمها من جهة الفتوى فيجوز قولها أحيانًا بدون اعتقاد أنها السنة، ومن أراد ملازمة السنة فيكتفي بما ورد.
والله الموفق.

سؤال وجواب ٢٢٣: مسابقة وجوائز كروت شركات الاتصالات



السؤال:
«عندنا إحدى شركات الاتصالات للهواتف النقالة نظمت مسابقة في هذا الشهر وهي كالتالي:
يتم تعبئة رصيد بقيمة 10 دينار ليبي في الشفرة الخاصة بي، ثم يبعث رقم الكود في رسالة إلى الشركة، علمًا بأن الرسالة مجانية ولا ينقص من رصيدي الذي تم تعبئته شيء، ثم تدخل السحب على العديد من الجوائز طيلة شهر رمضان. فما حكم هذه المسابقة؟».

الجواب:
إذا كنت تشتري الكرت بالعادة، أو تحتاجه واشتريته لحاجتك لا بنية المشاركة في المسابقة فلا حرج عليك فيما يأتيك لو كسبت أو ربحت؛ لأن هذا سيكون من باب الجعالة.
أما أن تشتري الكرت بغرض الدخول في المسابقة فهذا مثل اليانصيب، من القمار والميسر، وهو حرام. والله الموفق.

كشكول ٩٩٢: خمس خصال تعلموهن واعملوا بهن... وصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأمته!



خمس خصال تعلموهن واعملوا بهن... وصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأمته!
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ يَأْخُذُ مِنِّي خَمْسَ خِصَالٍ فَيَعْمَلُ بِهِنَّ، أَوْ يُعَلِّمُهُنَّ مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ؟»
قَالَ: قُلْتُ: «أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ».
قَالَ: «فَأَخَذَ بِيَدِي فَعَدَّهُنَّ فِيهَا، ثُمَّ قَالَ:
«اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ.
وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ.
وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا.
وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا.
وَلَا تُكْثِرِ الضَّحِكَ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ».».
ولفظه في رواية ابن ماجه: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؛
كُنْ وَرِعًا تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ.
وَكُنْ قَنِعًا تَكُنْ أَشْكَرَ النَّاسِ.
وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا.
وَأَحْسِنْ جِوَارَ مَنْ جَاوَرَكَ تَكُنْ مُسْلِمًا.
وَأَقِلَّ الضَّحِكَ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ».
أخرجه أحمد في المسند (2/ 310، الميمنية)، (13/ 458، تحت رقم: 8095، الرسالة)، والترمذي في أبواب الزهد، بَابٌ: مَنْ اتَّقَى المَحَارِمَ فَهُوَ أَعْبَدُ النَّاسِ، حديث رقم: (2305)، وابن ماجه، في أبواب الزهد، بَابُ الْوَرَعِ وَالتَّقْوَى، حديث رقم: (4217). والحديث حسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي، وصححه في صحيح سنن ابن ماجه، وحسنه الأرنؤوط في تحقيقه لسنن ابن ماجه، وقال محققو المسند: «حديث جيد».اهـ.

كشكول ٩٩١: أيهما افضل كثرة القراءة، أم قلة القراءة مع التدبر؟


جاءني على ماسنجر الفيس...
أيهما افضل كثرة القراءة، أم قلة القراءة مع التدبر؟
قال ابن القيم -رحمه الله-:
«اختلف الناس في الأفضل من الترتيل وقلة القراءة، أو السرعة مع كثرة القراءة، أيهما أفضل؟ على قولين:
- فذهب ابن مسعود وابن عباس -رضي الله عنهما- وغيرهما إلى أن الترتيل والتدبر مع قلة القراءة أفضل من سرعة القراءة مع كثرتها.
واحتج أرباب هذا القول؛
بأن المقصود من القراءة فهمه، وتدبره، والفقه فيه، والعمل به، وتلاوته وحفظه وسيلة إلى معانيه، كما قال بعض السلف: نزل القرآن ليعمل به؛ فاتخذوا تلاوته عملاً. ولهذا كان أهل القرآن هم العالمون به، والعاملون بما فيه، وإن لم يحفظوه عن ظهر قلب. وأما من حفظه ولم يفهمه ولم يعمل بما فيه فليس من أهله، وإن أقام حروفه إقامة السهم.
قالوا : ولأن الإيمان أفضل الأعمال، وفهم القرآن وتدبره هو الذي يثمر الإيمان، وأما مجرد التلاوة من غير فهم ولا تدبر فيفعلها البر والفاجر والمؤمن والمنافق، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ومثل المنافق الذي يقرأ القران كمثل الريحانة: ريحها طيب، وطعمها مر».
والناس في هذا أربع طبقات:
أهل القرآن والإيمان، وهم أفضل الناس.
والثانية: من عدم القرآن والإيمان.
الثالثة: من أوتي قرآنًا ولم يؤت إيمانًا.
الرابعة: من أوتي إيمانًا ولم يؤت قرآنًا.
قالوا : فكما أن من أوتي إيمانًا بلا قرآن أفضل ممن أوتي قرآنًا بلا إيمان، فكذلك من أوتي تدبرًا وفهمًا في التلاوة أفضل ممن أوتي كثرة قراءة وسرعتها بلا تدبر.
قالوا: وهذا هدي النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإنه كان يرتل السورة حتى تكون أطول من أطول منها، وقام بآية حتى الصباح.
- وقال أصحاب الشافعي -رحمه الله-: كثرة القراءة أفضل. واحتجوا بحديث ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: «من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف». (رواه الترمذي وصححه).
قالوا: ولأن عثمان بن عفان قرأ القرآن في ركعة، وذكروا آثارًا عن كثير من السلف في كثرة القراءة.
والصواب في المسألة أن يقال:
إن ثواب قراءة الترتيل والتدبر أجل وأرفع قدرًا، وثواب كثرة القراءة أكثر عددًا:
فالأول: كمن تصدق بجوهرة عظيمة، أو أعتق عبدًا قيمته نفيسة جدًا.
والثاني: كمن تصدق بعدد كثير من الدراهم، أو أعتق عددًا من العبيد قيمتهم رخيصة.
وفي (صحيح البخاري) عن قتادة قال: سألت أنسًا عن قراءة النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: «كان يمد مدًا».
وقال شعبة: حدثنا أبو جمرة، قال: قلت لابن عباس: «إني رجل سريع القراءة، وربما قرأت القرآن في ليلة مرة أو مرتين». فقال ابن عباس: «لأن أقرأ سورة واحدة أعجب إلي من أن أفعل ذلك الذي تفعل. فإن كنت فاعلاً ولا بد؛ فاقرأ قراءة تسمع أذنيك، ويعيها قلبك».
وقال إبراهيم: قرأ علقمة على ابن مسعود -وكان حسن الصوت- فقال: «رتل فداك أبي وأمي؛ فإنه زين القرآن».
وقال ابن مسعود: «لا تهذُّوا القرآن هذَّ الشعر، ولا تنثروه نثر الدقل، وقفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة».
والهذّ: سرعة القراءة. والدَّقَل: رديء التمر.
وقال عبد الله أيضًا: «إذا سمعت الله يقول: {يأيها الذين آمنوا} فأصغ لها سمعك، فإنه خير تؤمر به، أو شر تصرف عنه»اهـ.
(زاد المعاد: (١/ ٣٣٧-٣٤٠).).


السبت، 20 يونيو 2015

سؤال وجواب ٢٢٢: ورثنا مالاً عن أبينا، ولكن زوجي عليه دين لوالدي...



سؤال:
«ورثنا مالاً عن أبينا، ولكن زوجي عليه دين لوالدي، وجاء هذا الدين من تجارة صيدليه التي كانا قد اشتركا فيه مناصفة، والذي كان يدير الصيدلية هو زوجي؛ لأنه دكتور، وكانوا يتعاملون بالثقة، والحمدلله.
وبالنسبه لجني الأرباح كان كل مرة يأخذ واحد منهم، وشاء الله وحصلت مشكلة مع آخرين على مكان الصيدلية (قصة طويلة) المهم خسرت الصيدلية؛ بسبب قفلها، وفي تلك المدة (قبيل قفل الصيدلية) كان زوجي قد أخذ مبلغ من المال، ووالدي لم يأخذ، وقد سجل زوجي هذا المال، وأبلغ به والدي -رحمه الله-، وكان زوجي لديه أمل أن يعاود فتح الصيدلية ويأخذ والدي مبلغ كالذي أخذه زوجي، ولكن للأسف لم يعاود فتحها... فهل المبلغ الذي أخذه زوجي هو دين بالكامل عليه أم بالمناصفة، بما أن الصيدلية قد توقفت، وهم كانوا يعتمدون على استمرار العمل، وكل مرة أحدهم يأخذ الأرباح.
وسؤالي الثاني: هل يحق لأخوتي حجز ماورثته من مال عن أبي إلى حين سداد زوجي لدينه، -وأنا بحاجه لهذا المال؛ لرغبتي في الحج، ومساعدة ابنتي بالخارج-؟».

الجواب:
المبلغ الذي أخذه زوجك هو من أرباح الصيدلية كما يظهر من السؤال؛ فله فيه حق النصف، ولشريكه والدك النصف، والله أعلم.
ولا يحق لإخوانك أن يحرمونك من الميراث؛ بسبب مشكلة لهم زوجك، والمفترض أن يعاملونك بمفردك، بدون أن يكون في الموضوع زوجك.
والله الموفق.

سؤال وجواب ٢٢١: شابان تحابا في الله، إلا أن أحدهما يحب الآخر حبًا عظيمًا... هل يعد هذا من التعلق بغير الله؟


سؤال:
«شابان تحابا في الله، إلا أن أحدهما يحب الآخر حبًا عظيمًا؛ لما رأى فيه من خصال الخير، كحفظه لكتاب الله، واستقامته على السنة، وغيرها من الخصال الحميدة، حتى أنه أصبح لا يحب فراقه، وإذا فارقه يصاب بوحشة شديدة وحزن، وأحيانا يبكي لفراقه.
هل يأثم شيخنا على مثل هذا الحب؟ وهل يعد هذا من التعلق بغير الله؟».

الجواب:
- إذا كان يتق الله ولا يخش تطور الأمور؛ فلا شيء عليه في ذلك.
- أمّا إذا كان يخشى على نفسه الوقوع في الحرام، وتطور الحال إلى حال سوء؛ فليبتعد عنه، وليصبر على ذلك؛ فإن هذا من الصبر عن ما يؤدي إلى المعصية. والله يعينه.
ولابن القيم كتاباً مفرداً في عشق أصحاب الصور الحسنة، مفيد جداً فليقرأه الأخ المشار إليه، وهو الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، ويعرف بكتاب الداء والدواء. وفق الله الجميع لطاعته.

سؤال وجواب ٢٢٠: الصيام والصلاة في القطب الشمالي



سؤال:
«صديق أخي يقيم في بلد في القطب الشمالي حيث عندهم الشمس لا تغيب إلا بعد الثانية عشرة ليلاً، وبعد لحظات تشرق. ولا يعرف متى يصوم ومتى يفطر. وكذا صلاة الليل لا يعرف كيف يصليها. وقد أرسل رسالة للمجلس العلمي، ولكن لم يجيبوه .أفيدونا مأجورين. وبارك الله فيكم».

الجواب:
الأصل أن المكان الذي تشرق فيه الشمس وتغرب، أن يصوم إذا طلع الفجر، ويفطر إذا غربت.
لكن ما ذكره السائل لا يمكن أن يطبق فيه هذا؛ لأن المدة لحظات كما ذكر في السؤال، ولذلك عليه -والله أعلم- أن يرجع إلى أقرب البلاد إليه يظهر فيها ليل ونهار ويصوم ويفطر معهم تقديراً، والله الموفق.

سؤال وجواب ٢١٩: وقوفك في المطبخ، والطبيخ لأهلك، وقيامك بذلك مما تؤجرين عليه -إن شاء الله تعالى-



سؤال:
«أنا أدخل المطبخ قرب العصر حتى المغرب أعد الطعام لأهلي. وعيلتنا متكونة من ثلاث عائلات. ولا أصنف الأصناف الكثيرة، فقط ما نسد به حاجتنا، ومحتسبه ذلك عند الله؛ فهل وقتي هذا كله مضيعة للوقت؟ أم نؤجر عليه؟ جزاكم الله خيرًا، وزادكم علما».

الجواب:
وقوفك في المطبخ، والطبيخ لأهلك، وقيامك بذلك مما تؤجرين عليه -إن شاء الله تعالى-؛ فإن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: «كل معروف صدقة»، وعملك هذا من المعروف.
- وهذا من مسؤوليتك إذا كنت أم.
- ومن البر إذا كنت تفعلينه مساعدة لأمك أو لأهلها.
- ومن صلة الرحم إذا تفعلينه لأقاربك من جهة أمك أو أبيك.
- ومن الإحسان في العشرة مع الزوج إذا تفعلينه مع أهل الزوج.
أسأل الله أن يجزل لك الأجر والمثوبة.

سؤال وجواب ٢١٨: ليس على المدرس إثم أو قصور إذا وكل بعض الطلاب يسمع لبعض



سؤال:
«أنا أدرس الصيفية والطلاب عددهم قريب الثلاثين؛ فأعطي بعض الطالبات أن تملي على الطالبات، أو من نعرفها حافظة نقول لها: أكتبي بنفسك؛ لأن وقتي ساعتين ونصف، فلا أستطيع أن أعطيهم حقهم في الإملاء عليهم يسمعون وأعطيهم سور أخرى. هل علي أثم في ذلك؟ وهل قصرت في الأمانة؟ أفتوني مأجورين».

الجواب:
ليس على المدرس إثم أو قصور إذا وكل بعض الطلاب يسمع لبعض، أو يملي على بعض، بشرط أن يكون الطلاب الذين وكلهم بالعمل يضبطون ولا يعبثون، والله المستعان.

سؤال وجواب ٢١٧: الأصل أن الدم الذي يرخيه الرحم هو دم حيض



سؤال:
«تقول ذهبت إلى طبيب للعلاج؛ من أجل الحمل.
قبل ذهابها كانت تأتيها العادة بانتظام لمدة ستة أيام.
وصف لها الطبيب دواء لما تناولته؛ جاءتها العادة واستمرت لمدة تسعة أيام، بعد ستة عشر يوماً من انقطاعها، رأت لمدة ثلاث أيام قطرات دم خلال هذه الأيام الثلاث، وهي تريد أن تعرف هل هذا الدم من العادة أم دم استحاضة؟ 
وهل صومها صحيح وتصوم حتى وإن رأت هذه القطرات من الدم؟».

الجواب:
الأصل أن الدم الذي يرخيه الرحم هو دم حيض.
إلا إذا:
-كانت المرأة مميزة لدم الحيض بلونه أو بريحه؛ فإنها ترجع إلى تمييزها.
- أو كانت لها عادة منتظمة؛ فإنها ترجع إلى عادتها.
وحيث أن السائلة عادتها غير منتظمة، وقد أخذت دواء لتنظيم العادة؛ فإن البقاء على هذا الأصل هو الواجب، حتى يتبين خلافه.
وعليه؛ فهذا دم حيض يمنعها من الصلاة والصيام، ويمنع زوجها من إتيانها.
والله أعلم.

كشكول ٩٩٠: سنة مهجورة بعد تلاوة القرآن



جاءني عبر الواتساب:

سنة مهجورة بعد تلاوة القرآن:
- سنة يغفل عنها كثير من الناس بعد تلاوة القرآن:
يُسْتَحَبُّ بعد الانتهاء من تلاوة القرآن أن يُقال:
«سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أشهد أن لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ».
- والدليل على ذلك:
عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ:
«مَا جَلَسَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-
مَجْلِسًا قَطُّ، 
وَلاَ تَلاَ قُرْآناً، وَلاَ صَلَّى صَلاَةً ًَ
إِلاَّ خَتَمَ ذَلِكَ بِكَلِمَاتٍ، قَالَتْ:
فَقُلْتُ: «يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَاكَ مَا تَجْلِسُ مَجْلِساً، وَلاَ تَتْلُو قُرْآنًا، وَلاَ تُصَلِّي صَلاَةً إِلاَّ خَتَمْتَ بِهَؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ».
قَالَ «نَعَمْ، مَنْ قَالَ خَيْراً خُتِمَ لَهُ طَابَعٌ عَلَى ذَلِكَ الْخَيْرِ، وَمَنْ قَالَ شَرّاً كُنَّ لَهُ كَفَّارَةً
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أشهد أن لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ».
ولقد بَوَّب الإمامُ النسائي على هذا الحديث بقوله: «ما تُختم به تلاوة القرآن».
إسناده صحيح: أخرجه النسائي في (السنن الكبرى). وقال الحافظ ابن حجر في (النكت): (733/2): «إسناده صحيح».
وقال الشيخ الألباني في (الصحيحة): (495/7): «هذا إسنادٌ صحيحٌ أيضاً على شرط مسلم».
وقال الشيخ مُقْبِل الوادعي في (الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين): (128/2) : «هذا حديثٌ صحيح».
---------------------------------------------
- والناس اليوم تركوا هذه السنة؛ فقالوا بعد قراءة القرآن يقال:
صدق الله العظيم! وهذا غير صحيح.
قول (صدق الله العظيم) بعد الانتهاء من قراءة القرآن بدعة؛ لأنه لم يفعله النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا الخلفاء الراشدون، ولا سائر الصحابة -رضي الله عنهم-، ولا أئمة السلف -رحمهم الله-، مع كثرة قراءتهم للقرآن، وعنايتهم ومعرفتهم بشأنه؛ فكان قول ذلك والتزامه عقب القراءة بدعة محدثة.
وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد». (رواه البخاري ومسلم).
 وقال: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد». (رواه مسلم).
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
(اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء).
منقول*

كشكول ٩٨٩: الأفضل في كل وقت ما يناسبه من العبادة



قاعدة:
الأفضل في كل وقت ما يناسبه من العبادة؛
وعليه فإن الأفضل في رمضان:
- القيام،
- وقراءة القرآن،
- مع فرض الصيام...
جاءني على ماسنجر الفيس:

وقال الإمام ابن القيم -رحمه الله- في (مدارج السالكين): (1/106- 111) ما ملخصه:
أهل مقام (إياك نعبد) لهم في أفضل العبادة، وأنفعها، وأحقها بالإيثار والتخصيص، أربع طرق، فهم في ذلك أربعة أصناف:
- الصنف الأول: عندهم أنفع العبادات وأفضلها: أشقها على النفوس وأصعبها.
- الصنف الثاني: قالوا: أفضل العبادات: التجرد والزهد في الدنيا.
- الصنف الثالث: رأوا أن أنفع العبادات وأفضلها: ما كان فيه نفع متعد، فرأوه أفضل من ذي النفع القاصر، فرأوا خدمة الفقراء، والاشتغال بمصالح الناس، وقضاء حوائجهم، ومساعدتهم بالمال والجاه والنفع أفضل.
- الصنف الرابع: قالوا: إن أفضل العبادة العمل على مرضاة الرب في كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت ووظيفته،
فأفضل العبادات في وقت الجهاد: الجهاد، وإن آل إلى ترك الأوراد من صلاة الليل وصيام النهار، بل ومن ترك إتمام صلاة الفرض كما في حالة الأمن.
والأفضل في وقت حضور الضيف -مثلاً- :القيام بحقه، والاشتغال به عن الورد المستحب. وكذلك في أداء حق الزوجة والأهل.
والأفضل في أوقات السحر: الاشتغال بالصلاة، والقرآن، والدعاء، والذكر، والاستغفار.
والأفضل في وقت استرشاد الطالب وتعليم الجاهل: الإقبال على تعليمه، والاشتغال به.
والأفضل في أوقات الأذان: ترك ما هو فيه من ورده، والاشتغال بإجابة المؤذن.
والأفضل في أوقات الصلوات الخمس: الجد، والنصح في إيقاعها على أكمل الوجوه، والمبادرة إليها في أول الوقت، والخروج إلى الجامع، وإن بعد كان أفضل.
والأفضل في أوقات ضرورة المحتاج إلى المساعدة بالجاه أو البدن أو المال: الاشتغال بمساعدته، وإغاثة لهفته، وإيثار ذلك على أورادك وخلوتك.
والأفضل في وقت قراءة القرآن: جمعية القلب، والهمة على تدبره، وتفهمه، حتى كأن الله تعالى يخاطبك به...
والأفضل في وقت الوقوف بعرفة: الاجتهاد في التضرع، والدعاء، والذكر، دون الصوم المضعف عن ذلك.
والأفضل في أيام عشر ذي الحجة: الإكثار من التعبد، لا سيما التكبير، والتهليل، والتحميد؛ فهو أفضل من الجهاد غير المتعين.
والأفضل في العشر الأخير من رمضان: لزوم المسجد فيه، والخلوة، والاعتكاف دون التصدي لمخالطة الناس، والاشتغال بهم، حتى إنه أفضل من الإقبال على تعليمهم العلم وإقرائهم القرآن عند كثير من العلماء.
والأفضل في وقت مرض أخيك المسلم، أو موته: عيادته، وحضور جنازته، وتشييعه، وتقديم ذلك على خلوتك وجمعيتك.
والأفضل في وقت نزول النوازل، وأذية الناس لك: أداء واجب الصبر، مع خلطتك بهم، دون الهرب منهم؛ فإن المؤمن الذي يخالط الناس ليصبر على أذاهم أفضل من الذي لا يخالطهم ولا يؤذونه.
والأفضل خلطتهم في الخير فهي خير من اعتزالهم فيه، واعتزالهم في الشر فهو أفضل من خلطتهم فيه. فإن علم أنه إذا خالطهم أزاله أو قلله؛ فخلطتهم حينئذ أفضل من اعتزالهم.
فالأفضل في كل وقت وحال: إيثار مرضاة الله في ذلك الوقت والحال، والاشتغال بواجب ذلك الوقت، ووظيفته، ومقتضاه.
وهؤلاء هم أهل التعبد المطلق، والأصناف قبلهم أهل التعبد المقيد، فمتى خرج أحدهم عن النوع الذي تعلق به من العبادة وفارقه يرى نفسه كأنه قد نقص وترك عبادته؛ فهو يعبد الله على وجه واحد.
وصاحب التعبد المطلق ليس له غرض في تعبد بعينه يؤثره على غيره، بل غرضه تتبع مرضاة الله تعالى أين كانت، فمدار تعبده عليها؛ فهو لا يزال متنقلاً في منازل العبودية، كلما رفعت له منزلة عمل على سيره إليها، واشتغل بها، حتى تلوح له منزلة أخرى...»اهـ. إلى آخر ما قال -رحمه الله-.

خطر في بالي ٥٥: لما رأيت شدة إقبال الناس على صلاة التراويح في المساجد وازدحامها بهم



خطر في بالي:
لما رأيت شدة إقبال الناس على صلاة التراويح في المساجد، وازدحامها بهم، ما جاء في موطأ مالك في كتاب الاعتكاف بَابُ مَا جَاءَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ: «وَحَدَّثَنِي زِيَادٌ، عَنْ مَالِكٍ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ كَانَ يَقُولُ: «مَنْ شَهِدَ الْعِشَاءَ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَقَدْ أَخَذَ بِحَظِّهِ مِنْهَا»اهـ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ ابن عبدالبر -رحمه الله- (الاستذكار 3/ 417): «مِثْلُ هَذَا لَا يَكُونُ رَأْيًا وَلَا يُؤْخَذُ إِلَّا تَوْقِيفًا، وَمَرَاسِيلُ سَعِيدٍ أَصَحُّ الْمَرَاسِيلِ. وَفِيهِ الْحَضُّ عَلَى شُهُودِ الْعِشَاءِ فِي جَمَاعَةٍ، وَبَيَانُ فَضِيلَةِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ». اهـ.
مع ما أخرجه الترمذي تحت رقم: (3513) عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ القَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟». قَالَ: «قُولِي: «اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي». قال الترمذي: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ»اهـ، وصححه الألباني.
نعم كان في العشر الأواخر من رمضان يجتهد، ويشد المئزر، أخرج مسلم تحت رقم: (2214) عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا دَخَلَ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ شَدَّ الْمِئْزَرَ، وَأَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ».
والله الموفق.

كشكول ٩٨٨: ما يقوله المسلم عند إفطاره



جاءني على الواتساب:
انتبه:
ما يقوله المسلم عند إفطاره:
«اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت».
(حديث ضعيف، ضعفه الإمام الألباني -رحمه الله- في ضعيف أبي داود: (2358).).
فلا يُقال عند الإفطار على سبيل السنة.
والسنة أن يقول:
«ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبُت الأجرُ -إن شاء الله-». (حديث حسن، حسّنه الإمام الألباني في إرواء الغليل).

فائدة هامة:
يعتقد كثير من الناس أن دعوة الصائم مستجابة عند فطره معتمدين على حديث ضعيف وهو: «لكل صائم عند فطره دعوة مستجابة».
(ضعفه الإمام المحدث الألباني في السلسلة الضعيفة: (4325).).
والصواب أن الصائم يدعو في أي وقت وهو صائم، ودعوته لا ترد؛ بدليل:
قوله -عليه الصلاة والسلام-:
«ثلاث دعوات لا تُرد:
دعوة الوالد،
ودعوة الصائم،
ودعوة المسافر».
(صححه الامام الألباني في السلسلة الصحيحة: (1797).).

خطر في بالي ٥٤: التنبيه على المراد بالفقه في الدين



خطر في بالي:
التنبيه على أنه ليس المراد بالفقه في الدين في حديث معاوية -رضي الله عنه- قال -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا؛ يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ». (أخرجه البخاري في كتاب العلم، باب: من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين، حديث رقم: (71)، ومسلم في كتاب الإمارة، باب: فضلُ الرمي والحث عليه، وذمُ من عَلِمه ثم نسيه، حديث رقم: (1037).).
وما في معناه؛ كثرة العلم بالمسائل، أو المذاهب الفقهية،

إنما المراد بالفقه في الدين:
تحصيل وصف التقوى، والتعظيم لشرع الله، بحيث إنه من حين ما يعلم أن هذا حكم الله وشرعه امتثل، لا يقدم عليه شيئا. ولذلك كان العلم الخشية.
فقد يكون الفقيه في الدين الذي أراد الله به خيراً شخصاً من طلبة العلم المبتدئين، بل قد يكون من العوام، لكنه معظم لشرع الله، يتقي الله، ويبادر إلى العمل بالشرع، خشية لله وخوفا منه.
وقد يكون الرجل مشهوراً بالعلم والفقه، وهو ليس بفقيه في الدين.
وعلى هذا المعنى تنبه الآثار الواردة من السلف.
كما سُئل سعدُ بنُ إبراهيم عن أفقه أهل المدينة؟ قال: «أتقاهم».
وسأل فرقدٌ السبخيُّ الحسنَ البصريَّ عن شيء؟ فأجابه، فقال: «إن الفقهاء يخالفونك!». فقال الحسنُ: «ثكلتك أُمُّك فريقد! وهل رأيت بعينيك فقيهًا؟! إنما الفقيه الزاهدُ في الدنيا، الراغبُ في الآخرة، البصيرُ بدينه، المداومُ علىٰ عبادة ربِّه، الذي لا يهمز مَنْ فوقه، ولا يسخر بمَن دونه، ولا يبتغي علىٰ علم علَّمه الله تعالىٰ أجرًا».
وقال بعضُ السلف: «إن الفقيه من لم يقنِّط الناس من -رحمة الله-، ولم يؤمِّنْهم مكرَ الله، ولم يدَعِ القرآن رغبةً عنه إلىٰ ما سواه».
وقال ابنُ مسعود -رضي الله عنه-: «كفىٰ بخشية الله علمًا، وبالاغترار بالله جهلًا».
انظر: (مفتاح دار السعادة: (1/89).).
والحاصل:
أن السلف لم يكونوا يُطلقون اسم الفقه إلا علىٰ العلم الذي يصحبه العمل.