السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

السبت، 31 يناير 2015

كشكول ٦٦٩: ليس من شرط الولي من أولياء الله أن لا يقع في خطأ وغلط، أو ذنب...



ليس من شرط الولي من أولياء الله أن لا يقع في خطأ وغلط، أو ذنب.

قال ابن تيمية -رحمه الله- الاستقامة (2/ 93): «وَالْخَطَأ والغلط مَعَ حسن الْقَصْد، وسلامته، وَصَلَاح الرجل، وفضله، وَدينه، وزهده، وورعه، وكراماته كثير جدًا. فَلَيْسَ من شَرط ولي الله أن يكون مَعْصُومًا من الْخَطَأ والغلط، بل وَلَا من الذُّنُوب.

وأفضل أولياء الله بعد الرُّسُل أبو بكر الصّديق -رَضِي الله عَنهُ-، وَقد ثَبت فِي الصَّحِيح أن النَّبِي -صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- قَالَ لَهُ لما عبر رُؤْيا: «أصبت بَعْضًا، وأخطأت بَعْضًا».»اهـ.

كشكول ٦٦٨: من أهم سمات السلفي: حرصه على طلب العلم الشرعي، تعلماً وتعليماً



من أهم سمات السلفي: حرصه على طلب العلم الشرعي، تعلماً وتعليماً.


قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «العلم الشرعي من أعون الأشياء على:
- حسن القصد،
- والعمل الصالح؛ فإن العلم قائد، والعمل سائق». (مجموع الفتاوى 10/544).

سؤال وجواب ٩٦: كيف نتعامل مع الأخطاء والبدع إذا وقعت من أحدنا؟



سؤال: «كيف نتعامل مع الأخطاء والبدع إذا وقعت من أحدنا؟».

الجواب:
هذا السؤال الهام وجهه إلي أحد الأخوة عبر الهاتف، ورأيت أن ألخص الإجابة فأقول مستعينا بالله:
عدم تحرير هذا الموضوع من أسباب وقوع المشاكل بين إخواننا -وفقهم الله-.

وأذكّر بعدة الأصول لأبني عليها الإجابة:
الأصل الأول: ليس معنى السلفية أن أتباعها من طلبة العلم والعلماء بله العوام لا يقعون في الخطأ، فإن كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون، والمؤمن واه رقع.
الأصل الثاني: لا تلازم بين الحكم على الفعل أو القول بأنه خطأ أو بدعة، ووصف صاحبه بأنه صاحب بدعة،
وبين الحكم على الشخص بأنه من أهل الأهواء والبدع، وأن يحكم عليه بذلك ويعامل معاملة أهل الأهواء والبدع.
الأصل الثالث: لا يحكم على الشخص بعينه بأنه من أهل الأهواء والبدع إلا بعد مناصحته، وإقامة الحجة عليه بإثبات شروط وانتفاء موانع، فإن أصر مع هذا وعاند وكابر، وصف بأنه من أهل الأهواء والبدع وعومل بمقتضى ذلك.
وعليه فإن الخطأ إذا صدر من شخص، أو البدعة إذا صدرت من شخص فإننا نتعامل معه كالتالي:
1) نصف قوله الخطأ وبدعته بأنه خطأ وبدعة. وأنه صاحب بدعة.
2) نناصحه ونعلمه الصواب والحق، وينبغي أن يكون ذلك على يد عالم أو طالب علم كبير، فيقيم عليه الحجة والأدلة على بطلان القول أو الفعل الذي صدر منه وأنه لا يصح، فإن قبل فالحمد لله، وإن عاند وكابر وبطر الحق وغمض الناس فهذا من أصحاب البدع والأهواء.
3) يترتب على وصفه بأنه من أهل البدع والأهواء أن يعامل معاملتهم؛ فيهجر، ويحذر منه، و يوصف بالضلالة، ويعامل من يجالسه ويدافع عنه بعد مناصحته مثله.
4) لا يوصف قبل ذلك بأنه من أهل الأهواء والبدع، ولا يعامل معاملتهم، إنما غايته أن يوصف قوله أو فعله، ويقال عنه أنه صاحب بدعة، ولا يحكم على من يصاحبه بأنهم أهل أهواء وبدع... حتى تقام عليه الحجة، ويبين ذلك لهم.
5) من الأخطاء التي تحصل في هذا الموضوع بمخالفة ذلك؛
- معاملة من حصل منه خطأ أو وقع في بدعة مباشرة معاملة أهل الأهواء والبدع.
- ومن الخطأ تصور أن السلفي لا يقع في خطأ؛ لأن في هذا إثبات العصمة، ومخالفة الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
- ومن الخطأ عدم التفريق بين مسائل العلم، فمنها ما يتسع للاجتهاد، والبدع كلها حرام وضلالة، وهي متفاوتة الرتب.
- ومن الخطأ معاملة من يخالف قول عالم في مسألة تتحمل الاجتهاد، وقول العالم فيها مجرد اجتهاد يشكر عليه، فلا ينبغي إذا خولف قوله أن ننسب المخالف إلى الخطأ والبدعة، إنما ينقم على من يأتي لأصل من أصول السلف ويريد أن يجعله من مسائل الاجتهاد وشتان بينهما.

هذا ما لزم تحريره، والله أعلم.

كشكول ٦٦٧: أقوال العلماء يحتج لها لا بها



أقوال العلماء يحتج لها لا بها.

قال ابن تيمية -رحمه الله- مجموع الفتاوى (26/ 202): «وَلَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يَحْتَجَّ بِقَوْلِ أَحَدٍ فِي مَسَائِلِ النِّزَاعِ، وَإِنَّمَا الْحُجَّةُ: النَّصُّ وَالْإِجْمَاعُ، وَدَلِيلٌ مُسْتَنْبَطٌ مِنْ ذَلِكَ تُقَرَّرُ مُقَدِّمَاتُهُ بِالْأَدِلَّةِ الشَّرْعِيَّةِ لَا بِأَقْوَالِ بَعْضِ الْعُلَمَاءِ؛
فَإِنَّ أَقْوَالَ الْعُلَمَاءِ يُحْتَجُّ لَهَا بِالْأَدِلَّةِ الشَّرْعِيَّةِ، لَا يُحْتَجُّ بِهَا عَلَى الْأَدِلَّةِ الشَّرْعِيَّةِ.
وَمَنْ تَرَبَّى عَلَى مَذْهَبٍ قَدْ تَعَوَّدَهُ وَاعْتَقَدَ مَا فِيهِ، وَهُوَ لَا يُحْسِنُ الْأَدِلَّةَ الشَّرْعِيَّةَ، وَتَنَازُعُ الْعُلَمَاءِ، لَا يُفَرِّقُ بَيْنَ مَا جَاءَ عَنْ الرَّسُولِ وَتَلَقَّتْهُ الْأُمَّةُ بِالْقَبُولِ بِحَيْثُ يَجِبُ الْإِيمَانُ بِهِ، وَبَيْنَ مَا قَالَهُ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ وَيَتَعَسَّرُ أَوْ يَتَعَذَّرُ إقَامَةُ الْحُجَّةِ عَلَيْهِ؛
وَمَنْ كَانَ لَا يُفَرِّقُ بَيْنَ هَذَا وَهَذَا لَمْ يُحْسِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي الْعِلْمِ بِكَلَامِ الْعُلَمَاءِ.

وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ الْمُقَلِّدَةِ النَّاقِلِينَ لِأَقْوَالِ غَيْرِهِمْ، مِثْلُ الْمُحَدِّثِ عَنْ غَيْرِهِ، وَالشَّاهِدُ عَلَى غَيْرِهِ لَا يَكُونُ حَاكِمًا، وَالنَّاقِلُ الْمَحْمُودُ يَكُونُ حَاكِيًا لَا مُفْتِيًا»اهـ.

كشكول ٦٦٦: ليس كل معنى دلت عليه اللغة في معنى الآية والحديث هو مراد شرعي!



ليس كل معنى دلت عليه اللغة في معنى الآية والحديث هو مراد شرعي!

ولذلك ذكر العلماء أن ألفاظ القرآن والسنة يراعى في فهمها ومعرفة المراد منها البحث عن المعنى الشرعي، فإنه إن وجد لا يجوز تفسيرهما بغيره، إلا بقرينة تمنع من ذلك. ويسمى المعنى الشرعي المراد، بالحقيقة الشرعية.
فإن لم يوجد المعنى الشرعي المراد من بيان الشرع، يكون الرجوع إلى دلالة عرف الصحابة على المعنى، وما جرى عندهم من معنى للآية أو الحديث، ويسمى ذلك بالحقيقة العرفية.
فإن لم توجد الحقيقة العرفية للآية أو الحديث، صير إلى المعنى الذي دلت عليه اللغة، ويسمى الحقيقة اللغوي.
فالقاعدة:
الأصل أن يفسر النص بالحقيقية الشرعية، ولا يصار إلى تفسير ألفاظ القرآن والسنة إلى الحقيقة العرفية إلا عند تعذر الحقيقة الشرعية، ولا يصار إلى تفسير النص بالحقيقة اللغوية إلا عند تعذر الحقيقة العرفية.

والمعنى الذي يفسر به النص عند تطبيق هذه القاعدة يكون مراداً شرعياً.

كشكول ٦٦٥: دليل على أن الصحابة كانوا يطبقون أصول الفقه سليقة



دليل على أن الصحابة كانوا يطبقون أصول الفقه سليقة:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}. (الأنعام: 82). شَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَقَالُوا: «أَيُّنَا لَمْ يَلْبِسْ إِيمَانَهُ بِظُلْمٍ؟!». فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِنَّهُ لَيْسَ بِذَاكَ، أَلاَ تَسْمَعُ إِلَى قَوْلِ لُقْمَانَ لِابْنِهِ: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}. (لقمان: 13).». (أخرجه البخاري في كتاب التفسير، بَابُ {لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}. (لقمان: 13)، حديث رقم: (4776)، ومسلم في كتاب الإيمان باب صدق الإيمان وإخلاصه حديث رقم: (124).).
هذا الحديث حديث عظيم؛ فيه مسائل كبيرة، وأصول علمية جمة، أذكر بعضها في المسائل التالية:

المسألة الأولى: فيه أن الصحابة أعملوا دلالة العام بحسب مقتضى الدلالة اللغوية، فإن لفظة (ظلم) نكرة، في سياق النفي، {ولم يلبسوا}، والنكرة في سياق النفي تفيد العموم.

المسألة الثانية: فيه أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أقرهم على طريقتهم في الاستنباط؛ لأنه لم يبطل طريقتهم في الاستنباط، وأقرهم عليها، وبين لهم أن المراد الشرعي ليس هو ما فهموه بحسب مجرد دلالة اللغة.

المسألة الثالثة: في قوله -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّهُ لَيْسَ بِذَاكَ، أَلاَ تَسْمَعُ إِلَى قَوْلِ لُقْمَانَ لِابْنِهِ: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}. (لقمان: 13)»، أن المراد الشرعي لا يعرف بمجرد الرجوع إلى اللغة، دون الرجوع إلى البيان النبوي.

المسألة الرابعة: فيه رجوع الصحابة فيما أشكل عليهم إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ولا يتصور أن يفرطوا في ذلك في جميع القرآن العظيم، فهذا كان ديدنهم؛ فيكون كلامهم في تفسير القرآن مبني على هذا المعنى الذي أخذوه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

المسألة الخامسة: بيان الرسول -صلى الله عليه وسلم- للمراد من الظلم، يبين أن لفظة (الظلم) في الآية من باب العام الذي يراد به الخاص.

المسألة السادسة: فيه أن مما يبين به المراد في القرآن العظيم تفسير القرآن بالقرآن.

المسألة السابعة: فيه بيان أن المعاصي تجتمع مع الإيمان، خلافاً لمذهب الخوارج.

المسألة الثامنة: فيه أن الصحابة في فهمهم للقرآن والسنة يعملون قواعد أصول الفقه سليقة!

المسألة التاسعة: فيه أنه لا يصح الاقتصار في فهم القرآن على مجرد دلالة اللغة والعقل، كما هو منهج العقلانيين!

المسألة العاشرة: فيه أن الظلم مراتب، فظلم دون ظلم!

المسألة الحادية عشر: أن المسلم الفاضل العالم قد يشكل عليه فهم بعض آيات القرآن العظيم، وأن حل ذلك بالرجوع إلى السنة؛ فهي بيان القرآن العظيم.

وبالله التوفيق.

هل تعلم ٥٤: أن من أهم الأبواب في أصول الفقه التي يجدر بطالب العلم تعلمها ونشر معرفتها بين الناس ما يتعلق بتنوع خطابات القرآن


هل تعلم:
أن من أهم الأبواب في أصول الفقه التي يجدر بطالب العلم تعلمها ونشر معرفتها بين الناس ما يتعلق بتنوع خطابات القرآن؛
فهناك الخطاب العام الذي يراد به العام.
وهناك العام الذي يراد به الخاص.
وهناك العام المخصوص.
وهناك المطلق الباقي على إطلاقه.
وهناك المطلق المقيد.
وهناك المطلق المراد به التقييد.
هذه المباحث من أصول الفقه، هي التي بدأ بها الإمام الشافعي كتابه (الرسالة)، الذي يعد أول كتاب مصنف في هذا العلم (أصول الفقه).
وأكثر باب دخل منه أصحاب البدع، وبالذات الخوارج والجماعات والأحزاب هو هذا الباب، وهو الذي اشتبه عليهم،
فصاروا يحملون ما جاء من خطابات في القرآن يراد بها الكفار وأهل الكتاب على المسلمين.
وصاروا يحملون ما جاء خطاباً لولاة الأمر ويجعلونه على عامة المسلمين.
وصاروا يستعملون العام المخصوص فيعملون بعمومه دون النظر في المخصص.
ويعملون بالخطاب المطلق بإطلاقه دون النظر في مقيده.
وهكذا؛

فوقعت هذه المفاهيم والرؤى التي، صادفت قلباً فيه زيغ وهوى، فأحدثت بدعاً وفتناً، جرت الويلات على المسلمين!

هل تعلم ٥٣: أن كل العلوم الشرعية وما يتعلق بها كانت موجودة لدى الصحابة والتابعين سليقة بدون تكلف أو مصطلحات


هل تعلم:
أن كل العلوم الشرعية وما يتعلق بها كانت موجودة لدى الصحابة والتابعين سليقة بدون تكلف أو مصطلحات.
قد تستغرب... ولكن هذه هي الحقيقة...
خذ مثلاً:
كل ما يتعلق
بالأدلة الإجمالية
وكيفية الاستنباط منها
وحال الناس معها، وهذه أركان أصول الفقه.
كانت معروفة عند الصحابة بدون أن تكون المسميات الاصطلاحية متداولة بينهم، فكانوا يراعون دلالة العام، ودلالة المطلق، والمفهوم، والنص، والظاهر، والإشارة، وكل ما يتعلق بدلالات الألفاظ، وهذا هو الآلة المعينة على الاستنباط.
وكانوا يعرفون الأدلة الإجمالية، من قرآن وسنة وقياس وإجماع، وهذا الأدلة المتفق عليها، بل ويعرفون الأدلة المختلف فيها.
ويطبقون كل ذلك، ولكن بغير أسمائه المعروفة اصطلاحيًا عند الاصوليين، وأحياناً بأسمائه ولكن ليس بالمعنى الاصولي الاصطلاحي بالضبط، كالنسخ مثلاً.
خذ مثلاً:
علم التجويد، كان الصحابة يقرأون القرآن مجوداً،
فيطبقون قاعدة الإظهار.
ويطبقون قاعدة الإدغام.
ويطبقون قاعدة الإخفاء.
ويطبقون قاعدة الإقلاب.
ويطبقون صفات الحروف من قلقلة، وصفير، وهمس، واستطالة، واستعلاء، وتفشي، وغنة، وغيرها، ولكن بغير المسميات الاصطلاحية.
وخذ مثلاً:
علم النحو والصرف...

وهكذا...

كشكول ٦٦٤: الهدف المأمول من دراسة الأصول



الهدف المأمول من دراسة الأصول.

يتلخص الهدف المأمول من دراسة علم أصول الفقه اليوم في الأمور التالية:

- العودة بأصول الفقه كما كانت عند الصحابة والتابعين وأئمة الفقه بعدهم.
- تنقية أصول الفقه من المذاهب الكلامية والأقوال المبنية على ما يخالف ما عليه أهل السنة والجماعة.
- إعادة ترتيب الأدلة على ما كانت عليه عند الأئمة.
- الاهتمام بفتاوى الصحابة والتابعين وكلامهم، والنظر فيما بنوه عليه، وتخريجه تخريجاً أصولياً.
- تطبيق ذلك على المسائل الحادثة النوازل المعاصرة.

كشكول ٦٦٣: الشيخ محمد بن عبد الله السبيل -رحمه الله-



ابن سبيل -رحمه الله-.

محمد بن عبد الله السبيل، توفي عام 1434هـ عن 89 سنة -رحمه الله-.
سكنت بجوار بيته في طريق العزيزية الجنوبية الخلفي. وذلك قبل أن ينتقل الشيخ إلى سكنه بالعوالي.
كان له درس في الفقه في المسجد الذي بجوار بيته، قريباً من سكن للطلاب. وكان يتكلم باللهجة النجدية.
اذكر أنه في زواج إحدى بناته كنت من ضمن الحضور، وأراد الشيخ محمد سعيد القحطاني أن يلقي كلمة في الحضور، فاستأذن الشيخ فلم يأذن له.
كان الشيخ صاحب سنة وديانة.
عرفت من أولاده:
فضيلة الشيخ الدكتور: عمر بن محمد بن سبيل إمام الحرم، الذي توفي -رحمه الله- في حياة أبيه.
فضيلة الشيخ الدكتور: عبدالملك بن محمد بن سبيل، الدكتور في كلية الشريعة بجامعة أم القرى.
وأذكر لما حصلت فتنة جهيمان في الحرم، كان هو الذي صلى بالناس صلاة الصبح، وكاد يقع في أسرهم وأنجاه الله منهم، حيث خرج متخفياً، وسلمه الله، عليه من الله الرحمة والرضوان.
أبهرني الشيخ بمعرفته لمنهج السلف، وتقديره لعلماء السنة المعاصرين.
-رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته-.

كشكول ٦٦٢: الشيخ ابن غديان -رحمه الله-



الشيخ ابن غديان -رحمه الله-.

عبد الله بن عبد الرحمن الغديان. توفي عام 1432هـ عن 87 سنة -رحمه الله-.
قابلته في إحدى الحجات التي حججتها مع مخيم التوعية الإسلامية في الحج، وذلك في مخيم التوعية في عرفات.
جلست عنده في خيمته، وحوله الطلاب وبعض أعضاء التوعية.
- كان الشيخ -رحمه الله- صاحب دعابة ومزاح، ولا يكون جدياً إلا عند الفتوى!
- وكان لا يجيب حتى يسأل السائل أسئلة يتثبت منه في سؤاله!
- وكان في أحيان كثيرة يمتنع من الجواب إذا لم يتبين له فهم السائل لسؤاله بعد الأسئلة التي يوجهها له، أو يحيله إلى غيره.
وكنا نهاب سؤاله من أجل هذا الأسلوب!
- ويأتي جوابه إذا أجاب محرراً مختصراً مركزاً. يراعي فيه افشارة إلى ما يتعلق به من قواعد وأصول استنباط في الغالب.
أذكر أني سمعته في هذا المجلس يجيب عن سؤال وجهه إليه أحدهم عن قضاء الرمي، فقال: «يرمي الجمرات عن اليوم الأول الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى، ثم يرجع ويرميها عن اليوم الثاني على الترتيب. ولا يصح أن يرمي الصغرى عن اليومين؛ لأنه بذلك يختل الترتيب حيث قع رمي الجمرة الصغرى عن اليوم الثاني قبل رمي الجمرة الوسطى عن اليوم الأول».

- وكان -رحمه الله- صاحب سنة ومعرفة بطريق السلف،
- يحذر من البدعة وأهلها، ويحذر منهم.
- وفي حياته زاهداً متقشفاً منكمشاً عن الشهرة والمناصب،
- مهتمًا بالعلم، ومقبلاً عليه -رحمه الله-.

كشكول ٦٦١: اللهم اجزه خيرا. اللهم وفقه وسدده لما تحبه وترضاه



اللهم اجزه خيرا.
اللهم وفقه وسدده لما تحبه وترضاه.
اللهم ارزقه الصحة والعافية.
اللهم انصره على من يعاديه، واحفظه من بين يديه، ومن خلفه، وعن يمينه وشماله، واحفظه اللهم أن يغتال من تحته.
اللهم احفظه في أهله، وماله، وولده بخير.
اللهم أره الحق حقًا وارزقه اتباعه، واره الباطل باطلاً وارزقه اجتنابه.
اللهم ارزقه البطانة الصالحة التي تعينه إذا ذكر. وتذكره إذا نسي.
اللهم ألهمه الرشد.
وارزقه الهدى والسداد.

وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.